برنامج سوالف شبابية مجتمعية ||الناس ورمضان || مجموعة عطاء بلا حدود ||

  • *sun* كتب:

    رمضان... هو شهر التزود... والنوافل فيه ...كانهااا فرائض فالاجر...

    فيا اعضاء... اغتنمو الشهر... بالاكثاااار من الفرائض والنوافل... في كل وقت وحين...

    و اجعلو من رمضااان.. نقطة تحول... لحياة جديدة...تستمر لما بعد رمضان


    شكراً سن تواصلك يسعدني بجد انتي اخت من ذهب
    رحيل أمي أنفاس متقطعة
  • إلى الزوجين في رمضان

    يطل شهر رمضان بعبقه وأريجه وما يحمله من معانٍ جميلة ، ليضفي على الحياة الزوجية مزيداً من البريق والإشراق ، ويمسح عنها غبار الخلاف والشقاق ، ويخفف عن الزوجين هموم الحياة ومتاعبها ، عندما تتقارب القلوب..
    رحيل أمي أنفاس متقطعة
  • [ATTACH=CONFIG]68318[/ATTACH]


    [ATTACH=CONFIG]68319[/ATTACH]
    [ATTACH=CONFIG]68320[/ATTACH]
    الصور
    • image015.jpg

      39.13 kB, 500×393, تمت مشاهدة الصورة 101 مرة
    • image016.jpg

      38.14 kB, 401×251, تمت مشاهدة الصورة 76 مرة
    • image017.jpg

      68.01 kB, 640×655, تمت مشاهدة الصورة 122 مرة
  • وشهر رمضان يعطينا أعظم الدروس في سعة الصدر ، والصبر والحلم ، والتسامح والتغافر ، والمقصود من الصوم في الحقيقة تهذيب النفس ، وصقل الروح وترويض العادات ، ولذا فإن عليتا أن نحافظ على هدوئنا - في هذا الشهر الكريم- ونضبط انفعالاتناا ونتحكما في أخلاقهنا ، وعلينا أن نضيق فرص الخلاف والمشاكل ما أمكن ، وأن نسعى جهدهين لإزالة أي سوء تفاهم ، ولنعلم أن ذلك سيكون على حساب عبادتهما ، وأن الشيطان أحرص ما يكون في هذا الشهر على أن يستثمر أي موقف يفسد عليهنا لذة هذا الشهر وروحانيته وأجره .
    وليكن شعارنا قول المصطفى - صلى الله عليه وسلم- : ( إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم ) .
    رحيل أمي أنفاس متقطعة
  • رمضان أيضاً فرصة مهمة لتقوية الروابط الأسرية والعلاقات الاجتماعية مع الأهل ، ومع الجيران ، من خلال الزيارة و المهاتفة والدعوة إلى الإفطار وما أشبه ذلك ، لأنه قد تمر فترات يكون التواصل فيها بين أفراد الأسرة ليس كما نتمنا ، فيأتي شهر رمضان ليسد هذا الخلل ويجبر ذلك النقص .
    في شهر رمضان تجتمع العائلة كلها على الإفطار ثلاثين مرة مما يجعل لنا فرصة استثمار هذا اللقاء في تقوية العلاقة فيما بيننا من خلال الحوار وتبادل الحديث ، ومناقشة المشاكل وحلها .
    رحيل أمي أنفاس متقطعة
  • رمضااان شيء غير... يكفه ان الاسرة كلها تجتمع على الفطور.. و كلهااا صائمين يدعون الله في داخلهم ان يعيد عليهم هالرمضان اعواما عديدة.. و هم على خير...

    على الفطور.. نتذكر من كان معنا بالامس.. كم من انسان صام رمضان الماضي وصلي معنا فالمسجد.. و هو الان يرقد في قبره وحيدااا...
  • || الاعتكاف وتربية النفس ||

    ما أحوج العبد إلى أن يخلو بنفسه في بعض الأوقات ، ويركن إلى زاوية الفكر والذكر يتأمل حاله فيصلحه ، ويتأمل نعمة الله عليه فيحمده ويشكره ، في عالم ملأه الضجيج والاضطراب والفتن .
    ما أحوجه إلى أن يخلد إلى محراب الإيمان ليعتكف فيه لا هربا من الحياة ومشكلاتها ، ولكن تجديداً لقوة النفس وثقتها وإيمانها بربها .
    وما أجمل أن يكون هذا الاعتكاف في شهر مبارك امتلأ بمعاني الإيمان ، وفاحت منه أريج الطاعات ، فالناس بين ذاكر وقاريء ومصل ، في هذا الجو الإيماني الفريد يخلو العبد بربه ذاكراً شاكراً متفكراً في نعم الله عليه ، فيجلس الأيام والليالي وهو على هذه الحال ، ليشعر بلحظات من السعادة تغمر قلبه وتملأ جوانحه ، لحظاتٍ لم يشعرها في عالم الصخب والضجيج بكل ما فيه من زخارف الحياة المادية الجافة
    رحيل أمي أنفاس متقطعة
  • أخترت لكم رمضان في المملكة العربية السعودية لما فيها من جو روحاني خاص ربما لا يوجد في غيرها من بقاع العالم الإسلامي؛ وذلك لاحتواء تلك الديار على الحرمين الشريفين، وهما من المنزلة في قلوب المؤمنين بمكان .
    الناس في المملكة يعتمدون على ما تبثه وسائل الإعلام بخصوص إثبات شهر رمضان، ووسائل الإعلام بدورها تتلقى خبر ذلك عن طريق الهيئات الشرعية والفلكية المكلفة برصد الأهلة القمرية. والعديد من دول العالم الإسلامي تتبع في ثبوت شهر رمضان إثبات المملكة له .
    ومع ثبوت هلال رمضان تعم الفرحة قلوب الجميع في المملكة، وتنطلق من الأفواه عبارات التهنئة، من مثل قول: ( الشهر عليكم مبارك ) و( كل عام وأنتم ) و( أسأل الله أن يعيننا وإياك على صيامه وقيامه ) و( رمضان مبارك ) .
    وعادة أهل المملكة عند الإفطار أن يتناولوا التمر والرطب والماء، ويسمونه ( فكوك الريق ) وبعد وقت قصير من انتهاء أذان المغرب يرفع المؤذن صوته بالإقامة، فيترك الجميع طعامهم ويبادرون إلى الصلاة .
    بعد الانتهاء من صلاة المغرب ينطلق الجميع لتناول وجبة الإفطار الأساسية، التي يتصدرها طبق الفول المدعوم بالسمن البلدي، أو زيت الزيتون، حيث لا ينازعه في هذه الصدارة طعام غيره، ولا يقدم عليه شيء.
    وطبق الفول في المملكة ذو فنون وشجون؛ فهناك الفول العادي، والقلابة، وفول باللحم المفروم، والكوكتيل، والفول بالبيض، والفول باللبن. أما أفضل أصنافه فهو الفول المطبوخ بالجمر، والذي توضع فيه جمرة صغيرة فوق السمن، ويغطى بطبق آخر لإعطاء نكهة مميزة .
    ومن الأكلات الشائعة التي تضمها مائدة الإفطار إلى جانب طبق الفول ( السمبوسك ) وهي عبارة عن عجين محشو باللحم المفروم، و( الشوربة ) وخبز ( التيمس ) وغير ذلك من الأكلات التي اشتهر أهل المملكة بصنعها في هذا الشهر الكريم. وبجوار تلك الأطعمة يتناول الناس شراب ( اللبن الرائب ) وعصير ( الفيمتو ) .
    وأشهر أنواع الحلويات التي تلقى رواجًا وطلبًا في رمضان خاصة عند أهل المملكة ( الكنافة بالقشدة ) و( القطايف بالقشدة ) و( البسبوسة ) و ( بلح الشام ) .
    وقبيل صلاة العشاء والتراويح يشرب الناس هناك الشاي الأحمر، ويطوف أحد أفراد البيت - وخاصة عندما يكون في البيت ضيوف - بمبخرة على الحاضرين .
    وهناك تقاليد لدى بعض العائلات بأن يعين إفطار كل يوم من أيام رمضان عند واحد من أفراد العائلة بشكل دوري بادئين بكبير العائلة
    بعد تناول طعام الإفطار يتجه الجميع - رجالاً ونساءً - لأداء صلاة العشاء والتراويح في المسجد. وهناك بكل مسجد قسم خاص بالنساء. أما عن عدد ركعات صلاة التراويح، فهي تصلى عشرين ركعة في الحرمين، وفي باقي مساجد المملكة بعض المساجد تكتفي بصلاة ثمان ركعات، وبعضها الآخر يصليها عشرين ركعة. ويختم بالقرآن في أغلب مساجد المملكة خلال شهر رمضان. ويعقب صلاة التراويح في كثير من المساجد درس ديني يلقيه إمام المسجد، أو يُدعى إليه بعض أهل العلم في المملكة .
    والناس هناك يجتمعون عادة كل ليلة في أحد البيوت، يتسامرون لبعض الوقت، ثم ينصرفون للنوم، وينهضون عند موعد السحر لتناول طعام السحور، والذي يتميز بوجود ( الخبز البلدي ) و( السمن العربي ) و( اللبن ) و( الكبدة ) و( الشوربة) و( التقاطيع ) وأحيانًا ( الرز والدجاج ) وغيرها من الأكلات الشعبية.
    وتتغير أوقات العمل والدوام الرسمي في المملكة لتناسب الشهر الكريم، حيث تقلص ساعات العمل مقدار ساعة أو يزيد يوميًا، مراعاة لأحوال الصائمين .
    وتنتشر بشكل عام في جميع أنحاء المملكة المناسبات الخيرية ( البازارات ) لجمع التبرعات والصدقات، وتوجه الدعوات للمساهمة في إفطار المحتاجين والمساكين، وتقديم المساعدات والمعونات لهم. كما ويحرص أهل الخير على إقامة الموائد الرمضانية الخيرية، وتقديم الأطعمة على نفقاتهم الخاصة. أما الماء فيوزع في برادات مثلجة .
    وبعد أداء صلاة العشاء والتراويح يعود الناس إلى مجالسهم وسهراتهم التي قد تدوم عند البعض - وخاصة الشباب منهم - حتى السحور. والسيدات يسهرن وحدهن في البيوت، والعادة أن تحدد السهرة عند واحدة منهن في الحي أو الأسرة، ويكون ذلك بشكل دوري بين سيدات الحي أو القريبات أو الصديقات، ويسمى مكان السهرة ( الهرجة ). ومن أهم العادات الرمضانية في المملكة تزاور العائلات بعد صلاة العشاء .
    في النصف الثاني من رمضان يلبس كثير من السعوديين ثياب الإحرام لأداء العمرة، أما في العشر الأواخر منه فإن البعض منهم يشد رحاله للاعتكاف في الحرم النبوي أو المكي .
    وتبدأ صلاة التهجد في مساجد المملكة بعد صلاة التراويح، وتصلى عشر ركعات، يُقرأ خلالها في بعض المساجد بثلاثة أجزاء من القرآن الكريم يوميًا، وتستمر تلك الصلاة حتى منتصف الليل أو نحوه .
    بعد يوم السابع والعشرين من رمضان يبدأ الأهالي بتوزيع زكاة الفطر، وصدقاتهم على الفقراء والمساكين وابن السبيل، ويستمرون في ذلك حتى قبيل صلاة العيد .
    وقد انتشرت في المملكة وبكثرة عادة طيبة، وهي إقامة موائد إفطار خاصة بالجاليات الإسلامية والعمالة الأجنبية المقيمة في المملكة، وتقام تلك الموائد بالقرب من المساجد، أو في الأماكن التي يكثر فيها تواجد تلك العمالة، كالمناطق الصناعية ونحوها .
    ومن العادات المباركة في المملكة أيضًا توزيع وجبات الإفطار الخفيفة عند إشارات المرور للذين أدركهم أذان المغرب وهم بعدُ في الطريق إلى بيوتهم، عملاً بسُنَّة التعجيل بالإفطار .
    هذا، ولم يعد شهر رمضان عند بعض الناس هناك شهر المغفرة والجنة والعتق من النار، بل أصبح شهر ( الياميش ) و( الكنافة ) مع ( المشمشية ) و( الجوز ) وصواني ( البسبوسة ) ووو....
    ومن العادات التي قد نراها عند البعض، وهي ليست من الإسلام في شيء، عادة البذخ والإسراف في شراء الطعام، الذي ينتهي كثير منه إلى سلات القمامة؛ ويلتحق بهذا قضاء النساء وقتًا طويلاً في إعداد أنواع من الطعام، التي تُعدُّ وتحضر بطلب من الأزواج أو بغير طلب. ناهيك عن الازدحام الشديد في الأسواق على السلع الغذائية قبل رمضان بيوم أو يومين، وكذلك قبل العيد بأيام. كل هذا مما يتنافى مع مقاصد هذا الشهر الفضيل .



    رحيل أمي أنفاس متقطعة
  • || رمضان في عمان ||
    ~!@q

    شهر رمضان المبارك شهر عبادة وعمل يتسابق فيه الناس لفعل الخيرات وذلك طمعا لنيل رضي الله سبحانه وتعالى وتعيش النفس هذه الأيام اجواء ربانية مفعمة بالأمل راجيه نيل القبول للطاعات وقد عرف عن الإنسان العماني اهتمامه بأيام وليالي شهر رمضان وذلك سعيا لنيل الثواب . وفي هذا الشهر الفضيل تتميز كل محافظات ومناطق السلطنة بخصوصية فريدة وذكريات رمضانية متنوعة ومتعددة خلال شهر رمضان الذي تحل عليه البركة والخير ويعم التآلف الاجتماعي وتسوده المودة والرحمة بين أفراد المجتمع الواحدحيث يترقب المسلمون قدوم شهر رمضان كل عام ويعدون انفسهم قبل طلوع هلال رمضان وذلك استعدادا للصيام والقيام وتهيئة النفس لاستقبال ضيف عزيز وضيف كريم بعادات وتقاليد موروثة في هذا الشهرالفضيل التي تختلف من مكان لآخر من خلال العادات والتقاليد الراسخة بين هذه المجتمعات .
    وبالرغم من اختلاف مظاهر الحياة بين الأمس واليوم لا يزال رمضان ضيفا عزيزا يستقبله المسلمون بالترحاب ويحرص أهالى سلطنة عمان فيه على تأكيد صله الرحم وزيارة الأقارب والأصدقاء والجيران والالتقاء بالناس في المجتمع وبهذا تزيد صله الروابط الأسرية وتتجدد المحبة والألفة بين أفراد المجتمع الواحد وهناك مظاهر عديدة نلمسها إلى اليوم خاصة خلال الأفطار بالمساجد حيث تقدم الأسر العمانية إلى المساجد الإفطار يوميا ويفطر الجميع بالمسجد القريب من الحى وهى عادة قديمة لاتزال متأصلة لدى أصحاب الخير ممن يطمعون في نيل الثواب من الله سبحانه حيث يأمل الجميع على استمرار هذه العادة .
    وهناك ما تتميز به المساجد العمانية في رمضان من إقامة حلقات الذكر التي تنتشر في مختلف مساجد السلطنة في رمضان وفي غيره من الشهور وتضم هذه الحلقات كبار السن والشباب وحتى الأطفال الذين يتم اصطحابهم من قبل آبائهم لتعويدهم على التنشئة الصالحة والمحافظة على تلاوة القرآن الكريم وتدارس معانيه وعادة ما تكون هذه الحلقات بعد صلاة الفجر والعصر والتراويح وذلك من خلال قراءة آيات من القرآن الكريم وتدارس كتاب الله واستخلاص العبر .
    ومن العادات الأصيلة التي مازال يحتفظون بها أهالى سلطنة عمان في بعض مناطق وولايات السلطنة والتي تعتبر من العادات والتقاليد الرمضانية وهي إطلاق المدفع لإخبار السكان بقدوم الشهر الفضيل حيث يتبادل بعدها أبناء المناطق والقرى الجبلية عل حضور إفطار جماعي غي المسجد هذا بالإضافة إلى تبادل الأطعمة الرمضانية واستقبال الضيوف من أجل الإفطار سوياً .
    فشهر رمضان خير الشهور ، شهر العبادة والغفران يكون المسلم فيه أكثر قرباً إلى الله سبحانه وتعالى يلتزم بأداء الفرائض في أوقاتها انقياداً له سبحانه ......ولشهر رمضان روحانيته ورهبته وجلاله ففيه صلاة التراويح وحلقات الذكر وقراءة القرآن .
    وفي رمضان يتودد الناس وتقوى صله الرحم ومجالسة الأخوة والأصدقاء والجيران إذ كان اجدادنا وآباؤنا يختزنون في ذاكرتهم ذكريات جميلة ولحظات عظيمة في استقبال رمضان وقضاء أيامه ولياليه فإن لرمضان الحاضر بهجته المستمرة باستمرار روحانيته .
    رحيل أمي أنفاس متقطعة
  • رمضان شهر الفضل والكرم والخـيرات
    شهر المأكولات والمشروبات والحلويات
    وأهمها الشوربة والسمبوسك والكنافات
    والله الله على السوبيا والبليلة واللقيمات
    والتمييز والفول المبخّـر وعليه جمـرات
    كل دا تاكله وتقول يالله كمان هات وهات

    *****

    شهر المقاضي والشنـط والملبوسـات
    أسواق مليانة وعروض وتخفيـضـات
    موسم مهرجانات وسحوبات وكوبونات
    والتجار فرحانين .. وكيف ما يفرحوا
    بعد ما نظّفوا المستودعات

    *****

    ــمااا بيعــ شخصاً بمودهـ شرانيــ ــولوو على موووتيــ ــتعرفووون ليشــ ?? لانهـ ريم الدماني ... ـبدوانيه سيحــ ـبدوانيه سيحـ بدوانيه سيح
  • من أحكام العشر الأواخر من رمضان

    أولاً / ليلة القدر :


    لقد اختص الله تبارك وتعالى هذه الأمة المحمدية على غيرها من الأمم بخصائص وفضلها على غيرها من الأمم ....
    بأن أرسل إليها أفضل الرسل والأنبياء وخاتمهم وأخرهم .....
    وجعلها خير الأمم قال تعالى : { كنتم خير أمة أخرجت للناس } [ آل عمران ].

    وقد أنزل لهذه الأمة الكتاب المبين ، والصراط المستقيم ، كتاب الله العظيم ، كلام رب العالمين ، قال تعالى : { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } [ الحجر ] ، وقال تعالى : { لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد } [ فصلت ].
    فقد أنزل الله عز وجل القرآن الكريم في ليلة مباركة هي خير الليالي ليلة اختصها الله عز وجل من بين الليالي ليلة العبادة فيها هي خير من عبادة ألف شهر وهي ثلاث وثمانين سنة وثلاثة أشهر تقريباً ، ألا وهي ليلة القدر ، قال تعالى : { إنا أنزلناه في ليلة القدر * وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر * تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر * سلام هي حتى مطلع الفجر } [ القدر ] ، وقال تعالى : { إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين * فيها يفرق كل أمر حكيم } [ الدخان ] ، وسميت بليلة القدر لعظم قدرها وفضلها عند الله تبارك وتعالى ، ولأنه يقدر فيها ما يكون في العام من الآجال والأرزاق وغير ذلك ، كما قال تعالى : { فيها يفرق كل أمر حكيم } [ الدخان ] .

    سبب تسميتها ليلة القدر:
    أولاً : أنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة ، فيكتب فيها ما سيجري في ذلك العام ، وهذا من حكمة الله عزوجل وبيان إتقان صنعه وخلقه . . .
    ثانياً : سميت ليلة القدر من القدر وهو الشرف كما تقول فلان ذو قدر عظيم ، أي ذو شرف لقوله تعالى : { وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر } وليلة خير من ألف شهر قدرها عظيم ولاشك .
    ثالثاً : وقيل لأن للعبادة فيها قدر عظيم لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " [ متفق عليه ] . وهذا لايحصل إلا لهذه الليلة فقط ، فلو أن الإنسان قام ليلة النصف من شعبان ، أو ليلة النصف من رجب ، أو ليلة النصف من أي شهر ، أو في أي ليلة لم يحصل له هذا الأجر . [ الشرح الممتع 6/494 ] .
    يقول الشيخ ابن عثيمين : أن الإنسان ينال أجرها وإن لم يعلم بها ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً " ولم يقل عالماً بها ، ولو كان العلم شرطاً في حصول هذا الثواب لبينه الرسول صلى الله عليه وسلم

    علامات ليلة القدر :

    1ـ قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة ، وهذه العلامة في الوقت الحاضر لا يحس بها إلا من كان البر بعيداً عن الأنوار .
    2ـ زيادة النور في تلك الليلة .
    3ـ الطمأنينة ، أي طمأنينة القلب ، وانشراح الصدر من المؤمن ، فإنه يجد راحة وطمأنينة وانشراح صدر في تلك الليلة أكثر من مما يجده في بقية الليالي .
    4ـ أن الرياح تكون فيها ساكنة أي : لاتأتي فيها عواصف أو قواصف ، بل يكون الجو مناسباً .
    5ـ أنه قد يُري الله الإنسان الليلة في المنام ، كما حصل ذلك لبعض الصحابة .
    6ـ أن الإنسان يجد في القيام لذة أكثر مما في غيرها من الليالي .
    7- أن الشمس تطلع في صبيحتها ليس لها شعاع ، صافية ليست كعادتها في بقية الأيام ، ويدل لذلك حديث أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال : " أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنها تطلع يومئذ لاشعاع لها " [ أخرجه مسلم ] .

    تحري ليلة القدر :

    ليلة القدر ليلة مباركة ، وهي في ليالي شهر رمضان ، ويمكن التماسها في العشر الأواخر منه ، وفي الأوتار خاصة ، وأرجى ليلة يمكن أن تكون فيها هي ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان ، فكان أبي بن كعب يقول : " والله إني لأعلم أي ليلة هي ، هي الليلة التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها ، وهي ليلة سبع وعشرين " [ أخرجه مسلم ] . وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من كان متحرياً فليتحرها ليلة سبع وعشرين ، يعني ليلة القدر " [ أخرجه أحمد بسند صحيح ] .
    والصحيح أن ليلة القدر لا أحد يعرف لها يوماً محدداً ، فعن عبدالله بن أنيس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " رأيت ليلة القدر ثم أنسيتها ، وإذا بي أسجد صبيحتها في ماء وطين " قال : فمطرنا في ليلة ثلاث وعشرين ، فصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وانصرف ، وإن أثر الماء والطين على جبهته وأنفه " [ أخرجه مسلم وأحمد ] ، وعن أبي بكرة : أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " التمسوها في تسع بقين ، أو سبع بقين ، أو خمس بقين ، أو ثلاث بقين ، أو آخر ليلة " وكان أبو بكرة يصلي في العشرين من رمضان صلاته في سائر السنة ، فإذا دخل العشر اجتهد " [ أخرجه أحمد والترمذي وصححه ] .
    وعن بن عمر رضي الله عنهما : أن رجالاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أرى رؤياكم قد تواطأت ـ توافقت ـ في السبع الأواخر ، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر " [ متفق عليه ] .
    وعن أبي سلمة قال : سألت أبا سعيد وكان لي صديقاً ، فقال : اعتكفنا مع النبي صلى الله عليه وسلم العشر الأوسط من رمضان ، فخرج صبيحة عشرين فخطبنا وقال : " إني أريت ليلة القدر ، ثم أُنْسِيُتها أو نُسيتها ، فالتمسوها في العشر الأواخر في الوتر ، وإني رأيت أني أسجد في ماء وطين ، فمن كان اعتكف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فليرجع " فرجعنا وما نرى في السماء قزعة ـ قطعة ـ فجاءت سحابة فمطرت حتى سأل سقف المسجد ، وكان من جريد النخل ، وأقيمت الصلاة فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد في الماء والطين ، حتى رأيت أثر الطين في جبهته " [ متفق عليه ] .
    وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان " [ متفق عليه ] .
    وعن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور ـ يعتكف ـ في رمضان ، العشر التي في وسط الشهر ، فإذا كان حين يمسي من عشرين ليلة تمضي ويستقبل إحدى وعشرين رجع إلى مسكنه ، ورجع من كان يجاور معه ، وأنه أقام في شهر جاور فيه الليلة التي كان يرجع فيها ، فخطب الناس فأمرهم ما شاء الله ، ثم قال : " كنت أجاور هذه العشر ثم قد بدا لي أن أجاور هذه العشر الأواخر ، فمن كان اعتكف معي فليثبت في معتكفه ، وقد أُريت هذه الليلة ثم أُنسيتها فابتغوها في العشر الأواخر وابتغوها في كل وتر ، وقد رأيتني أسجد في ماء وطين " ، فاستهلت السماء في تلك الليلة فأمطرت فوكف المسجد ـ خر من سقفه ـ في مصلى النبي صلى الله عليه وسلم ليلة إحدى وعشرين فبصرت عيني رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
    ونظرت إليه انصرف من الصبح ووجهه ممتلئ طيناً وماءً " [ متفق عليه ] .

    وعن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور ـ يعتكف ـ في العشر الأواخر من رمضان ، ويقول : " تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان " [ متفق عليه ] .
    وعن بن عباس رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " التمسوها في العشر الأواخر من رمضان ليلة القدر ، في تاسعة تبقى ، في سابعة تبقى ، في خامسة تبقى " [ أخرجه البخاري ] ، قال أبو سلمة : قلت يا أبا سعيد : إنكم أعلم بالعدد منا ، قال أجل نحن أحق بذلك منكم ، قال قلت : ما التاسعة والسابعة والخامسة ؟ قال : إذا مضت واحدة وعشرين فالتي تليها ثنتين وعشرين وهي التاسعة ، فإذا مضت ثلاث وعشرون فالتي تليها السابعة ، فإذا مضى خمس وعشرون فالتي تليها الخامسة .
    وقال بن عباس رضي الله عنهما : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هي في العشر ، هي في تسع يمضين ، أو في سبع يبقين " يعني ليلة القدر ، قال عبد الوهاب عن أيوب وعن خالد عن عكرمة عن ابن عباس : " التمسوا في أربع وعشرين " [ أخرجه البخاري ] .
    وعن عبادة بن الصامت قال : خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليخبرنا بليلة القدر ، فتلاحى ـ تخاصم ـ رجلان من المسلمين فقال : " خرجت لأخبركم بليلة القدر ، فتلاحى فلان وفلان ، فرفعت وعسى أن يكون خيراً لكم ، فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة " [ أخرجه البخاري ] .
    وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : " رأى رجل أن ليلة القدر ليلة سبع وعشرين ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أرى رؤياكم في العشر الأواخر ، فاطلبوها في الوتر منها " [ أخرجه مسلم ] .
    وعن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أريت ليلة القدر ، ثم أيقظني بعض أهلي ، فنُسيتها فالتمسوها في العشر الغوابر ـ البواقي ـ " [ أخرجه مسلم ] .
    وعن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، اعتكف العشر الأول من رمضان ، ثم اعتكف العشر الأوسط في قبة تركية على سدتها حصير ، قال فأخذ الحصير بيده فنحاها في ناحية القبة ، ثم أطلع رأسه فكلم الناس فدنوا منه فقال : " إني اعتكفت العشر الأول ألتمس هذه الليلة ، ثم اعتكفت العشر الأوسط ، ثم أُتيت فقيل لي : إنها في العشر الأواخر ، فمن أحب منكم أن يعتكف فليعتكف ، فاعتكف الناس معه ، قال : " وإني أريتها ليلة وتر ، وأني أسجد صبيحتها في طين وماء ، فأصبح من ليلة إحدى وعشرين وقد قام إلي الصبح فمطرت السماء فوكف المسجد ـ قَطَرَ الماء من سقفه ـ فأبصرت الطين ظاهراً ، فخرج حين فرغ من صلاة الصبح وجبينه وأنفه كلاهما فيهما الطين ظاهرا وإذا هي ليلة إحدى وعشرين من العشر الأواخر " [ متفق عليه ] .
    وعن عبد الله بن أنيس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أريت ليلة القدر ، ثم أنسيتها ، وأراني صبحها أسجد في ماء وطين " قال : فمطرنا ليلة ثلاث وعشرين فصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فانصرف ، وإن أثر الماء والطين على جبهته وأنفه . قال : وكان عبد الله بن أنيس يقول : ثلاث وعشرين . [ أخرجه مسلم ] .
    مما سبق ذكره من الأحاديث يتضح لنا أن ليلة القدر لا يعلم بوقتها أحد ، فهي ليلة متنقلة ، فقد تكون في سنة ليلة خمس وعشرين ، وقد تكون في سنة ليلة إحدى وعشرين ، وقد تكون في سنة ليلة تسع وعشرين ، وقد تكون في سنة ليلة سبع وعشرين ، فهي ليلة متنقلة ، ولقد أخفى الله تعالى علمها ، حتى يجتهد الناس في طلبها ، فيكثرون من الصلاة والقيام والدعاء في ليالي العشر من رمضان رجاء إدراكها ، وهي مثل الساعة المستجابة يوم الجمعة ، فقد أخفاها الله تعالى عن عباده لمثل ما أخفى عنه ليلة القدر .
    يقول البغوي رحمه الله تعالى : وفي الجملة أبهم الله هذه الليلة على هذه الأمة ليجتهدوا بالعبادة في ليالي رمضان طمعاً في إدراكها .
    وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى ليلة القدر ، ويأمر أصحابه بتحريها ، وكان يوقظ أهله في ليالي العشر الأواخر من رمضان رجاء أن يدركوا ليلة القدر، وكان يشد المئزر وذلك كناية عن جده واجتهاده عليه الصلاة والسلام في العبادة في تلك الليالي ، واعتزاله النساء فيها ، فعن عائشة رضي الله عنها قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر ، أحيا ليله ، وأيقظ أهله ، وشد المئزر " [ أخرجه البخاري ومسلم ] ، وفي رواية : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره " .
    فعلى المسلم أن يتأسى بنبيه صلى الله عليه وسلم ، فيجتهد في العبادة ، ويكثر من الطاعة في كل وقت وحين ، وخصوصاً في مثل هذه العشر الأخيرة من رمضان ، ففيها أعظم ليلة ، فيها ليلة عظيمة القدر ، ورفيعة الشرف ، إنها ليلة القدر ، فهاهو النبي صلى الله عليه وسلم الذي غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، يقوم ويعتكف في هذه الليالي المباركات رجاء أن يدرك ليلة القدر ، رجاء مغفرة الله تعالى له ، فحري بكل مسلم صادق ، يرجو ما عند الله تعالى من الأجر والثواب ، ويطمع فيما عند الله تعالى من الجزاء الحسن ، ومن يرغب في جنة الخلد وملك لا يبلى ، وحري بكل مؤمن صادق يخاف عذاب ربه ، ويخشى عقابه ، ويهرب من نار تلظى ، حري به أن يقوم هذه الليالي ، ويعتكف فيها بقدر استطاعته ، تأسياً بالنبي الكريم ، نبي الرحمة والهدى صلى الله عليه وسلم ، فما هي إلا ليالي عشر ، ثم ينقضي شهر الخير والبركة ، شهر الرحمة والمغفرة ، والعتق من النار ، ما هي إلا ليالي معدودات ، ويرتحل الضيف العزيز ، الذي كنا بالأمس القريب ننتظره بكل فرح وشوق ، وبكل لهفة وحب ، وها نحن في هذه اليالي المباركات ليالي النفحات الربانية الكريمة ، نتأهب جميعاً لتوديعه ، والقلوب حزينة على فرقاه ، والنفوس يملؤها الحزن والأسى على مغادرته وارتحاله ، ولا ندري أيكون شاهداً لنا أم شاهداً علينا ، فقد أودعناه كل عمل لنا ، ونسأل الله تعالى أن يتقبل منا صالح الأعمال والأقوال ، وأن يتجاوز عن سيئها وسقيمها ، إنه رباً براً رحيماً غفوراً .
    فليحرص الجميع على أداء صلاتي التراويح والتهجد جماعة في بيوت الله تعالى طمعاً في رحمته ، وخوفاً من عذابه ، كما يحرص الواحد منا على جمع ماله ، فكم هم الناس اليوم الذين نجدهم حول آلات الصرف الآلي ، وكم هم الناس اليوم الذين نجدهم على الأرصفة ، وحول شاشات التلفاز ، والفضائيات ، متحلقين وقد غشيتهم السكينة ، وهدأت منهم الحركات ، فهم جمود لا يتكلمون ، وأسرى شاشات لا يُطلقون ، وكلهم مسيئون ومذنبون ، والعياذ بالله ، فهل من عودة صادقة لدين الله تعالى ، وهل من مراجعة للنفس ، قبل أن يداهمها ملك الموت ، فتقضي نحبها ولا تدري ما الله فاعل بها ، لا بد ان نعرض أنفسنا على كتاب ربنا ، وسنة نبينا فهما ميزانا العدل والحق ، فحاسبوا أنفسكم في هذه الدنيا ما دام انكم في دار المهلة ، فاليوم عمل ولا حساب ، وغداً حساب ولا عمل ، حاسبوا أنفسكم قبل ان تحاسبوا ، فهي عشر ليالي نتطلع فيها جميعاً لرحمة أرحم الراحمين ، لعلنا أن نكون فيها من الصائيمين المحتسبين ، ومن القائيمين الوجلين ، وليلة القدر لا تخرج بحال عن ليلة من إحدى تلك الليالي فعلينا أن نجتهد ونخلص العمل لله تعالى رجاء الحصول على ليلة القدر ، فمن وفق فيها للقيام والعمل الصالح ، ومن ثم نالها فقد وقع أجره على الله تعالى ، بمغفرة ما تقدم من ذنوبه ، وكل ابن خطاء ، وكل الناس صاحب خطأ وزلل ، وذنب وخطيئة ، فعلينا أن نصبر ونصابر ونرابط في هذه الليالي المباركات ، لعلنا أن ندرك ليلة القدر ، فيغفر الله لنا ما تقد من ذنوبنا ، فنفوز برضى الرب تبارك وتعالى .
    وهذه العشر هي ختام شهر رمضان ، والأعمال بالخواتيم ، ولعل أحدنا أن يدرك ليلة القدر وهو قائم يصلي بين يدي ربه سبحانه وتعالى ، فيغفر الله له ما تقدم من ذنبه .
    وعلى المسلم أن يحث أهله وينشطهم ويرغبهم في قيام هذه الليالي للاستزاده من العبادة ، وكثرة الطاعة وفعل الخير ، لا سيما ونحن في موسم عظيم ، لا يفرط فيه إلا محروم ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول لأصحابه : " قد جاءكم شهر رمضان ، شهر مبارك ، كتب الله عليكم صيامه ، فيه تفتَّح أبواب الجنة ، وتغلق أبواب الجحيم ، وتغل الشياطين ، فيه ليلة خير من ألف شهر ، من حرم خيرها فقد حرم " [ أخرجه أحمد والنسائي ] ، وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه مرفوعاً : " أتاكم رمضان ، شهر بركة ، يغشاكم الله فيه ، فينزل الرحمة ، ويحط الخطايا ، ويستجيب فيه الدعاء ، ينظر إلى تنافسكم فيه ، ويباهي بكم ملائكته ، فأروا من أنفسكم خيرا ، فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله " [ أخرجه الطبراني ورواته ثقات ] فتنافسوا عباد الله في طاعة ربكم ، وأروا ربكم منكم خيراً ، وارباؤوا بأنفسكم عن مواطن الريب والشك ، واحذروا من الوقوع في الذنوب والمعاصي فكل مؤاخذ بما فعل ، وبما قال ، قال تعالى : " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد " [ ق 18 ] ، وقال تعالى : " ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهوداً إذ تفيضون فيه " [ يونس 61 ] .
    وورد عن بعض السلف الاغتسال والتطيب في ليالي العشر تحرياً لليلة القدر التي شرفها الله ورفع قدرها .
    ولهذا ينبغي أن يتحراها المؤمن في كل ليالي العشر عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم : " التمسوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان " [ متفق عليه ] ، وقد أخفى الله عز وجل علمها ، حتى يجتهد الناس في العبادة في تلك الليالي ، ويجدوا في طلبها بغية الحصول عليها ، فيظنون أنها في كل ليلة ، فترى الكثير من الناس في تلك الليالي المباركة ما بين ساجد وقائم وداع وباك ، فاللهم وفقنا لقيام ليلة القدر ، واجعلها لنا خيراً من ألف شهر ، فالناس بقيامهم تلك الليالي يثابون بإذن الله تعالى على قيامهم كل ليلة ، كيف لا وهم يرجون ليلة القدر أن تكون في كل ليلة ، ولهذا كان من سنة النبي صلى الله عليه وسلم الإعتكاف في ليالي العشر من رمضان .
    وليلة القدر لاتختص بليلة معينة في جميع الأعوام بل هي تنتقل ، أي قد تكون في عام ليلة خمس وعشرين ، وفي عام آخر ليلة ثلاث وعشرين وهكذا فهي غير ثابتة بليلة معينة في كل عام . كما سبق ذكره من الأدلة .

    فضائل ليلة القدر :
    1ـ أنها ليلة أنزل الله فيها القرآن ، قال تعالى : { إنا أنزلناه في ليلة القدر } .
    2ـ أنها ليلة مباركة ، قال تعالى : { إنا أنزلناه في ليلة مباركة } .
    3ـ يكتب الله تعالى فيها الآجال والأرزاق خلال العام ، قال تعالى : { فيها يفرق كل أمر حكيم } .
    4ـ فضل العبادة فيها عن غيرها من الليالي ، قال تعالى : { ليلة القدر خير من ألف شهر } .
    5ـ تنزل الملائكة فيها إلى الأرض بالخير والبركة و الرحمة والمغفرة ، قال تعالى : { تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر } .
    6ـ ليلة خالية من الشر والأذى وتكثر فيها الطاعة وأعمال الخير والبر ، وتكثر فيها السلامة من العذاب ولايخلص الشيطان فيها إلى ما كان يخلص في غيرها فهي سلام كلها ، قال تعالى : { سلام هي حتى مطلع الفجر } .
    7ـ فيها غفران للذنوب لمن قامها واحتسب في ذلك الأجر عند الله عزوجل ، قال صلى الله عليه وسلم : " من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " [ متفق عليه ] .
    فليلةهذه فضائلها وخصائصها وهباتها ، ينبغي علينا أننجتهد فيها ونكثر من الدعاء والاستغفار والأعمال الصالحة ، فإنها فرصة العمر ، والفرصلاتدوم ، فأي فضل أعظم من هذا الفضل لمن وفقه الله ، فاحرصوا رحمكم الله على طلب هذه الليلة واجتهدوا بالأعمال الصالحة لتفوزوا بثوابها فإن المحروم من حرم الثواب ، ومن تمر عليه مواسم المغفرة ويبقى محملاً بذنوبه بسبب غفلته وإعراضه وعدم مبالاتهفإنه محروم ، أيها العاصي تب إلى الله واسأله المغفرة فقد فتح لك باب التوبة ، ودعاك إليها وجعل لك مواسم للخير تضاعف فيها الحسنات وتمحى فيها السيئات فخذلنفسك بأسباب النجاة.
    فالبدار البدار إلى اغتنام العمل فيما بقي من هذا الشهر ، فعسى أن نستدرك به ما فات من ضياع العمر ، فيما لا فائدة فيه ، فكم نشيع كل يوم ميت ، ونودعه وندفنه ، فتسال الدموع على الوجنات ، ثم ما نلبث أن ننسى ونعود إلى ما كنا عليه من غفلة وضياع ، فهذه العشر الأخيرة من رمضان قد تكون آخر ليالي ندركها فالموت بالمرصاد ، إن لم يأت اليوم فغداً آت لا محالة ، فاستعدوا بالعمل الصالح ، والرغبة فيما عند الله تعالى من النعيم المقيم الذي لا يزول ولا يحول ، فعلينا بالجهاد الذي لا قتال فيه ، ألا وهو جهاد النفس ، فنجاهدها نهاراً بالصيام ، ونجاهدها ليلاً بالقيام ، فمن جمع لنفسه بينهما ، ووفى بحقوقهما فهو من الصابرين الذين يوفين أجرهم بغير حساب .
    وما أعظم أن يرغم العبد أنفه لربه تبارك وتعالى ، بكثرة السجود ، وكثرة الركوع ، وطول القيام ، لمناجاة الخالق جل جلاله ، فذلك من أعظم منازل الصبر ، أن يصبر الإنسان على طاعة ربه ، كيف لا ، وهو لم يخلق إلا من أجل العبادة ، فلنحرص على أن نتحلى بالصبر على طاعة الله تبارك وتعالى ، لأن صلاة التهجد تحتاج إلى ذلك ، وفضلها عظيم ، فهي قرصة العمر ، وغنيمة الزمن ، لمن وفقه الله تعالى .
    وقد كان السلف الصالح من هذه الأمة يطيلون صلاة الليل متأسين بنبيهم صلى الله عليه وسلم الذي كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه وتتشقق من طول قيامه لله ، ومناجاة لمولاه ، قال تعالى : " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً " [ الأحزاب ] ، فلم عرف الصحابة ، وصالح سلف الأمة ما تدل عليه الآية ، اقتدوا بنبيهم عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام ، يقول السائب بن يزيد : أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، أبي بن كعب ، وتميماً الداري رضي الله عنهما أن يقوما للناس بإحدى عشرة ركعة ، قال : وقد كان القارئ يقرأ بالمئين حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام ، وما ننصرف إلا في فروع الفجر " ، وعن عبد الله بن أبي بكر قال : سمعت أبي يقول : كنا ننصرف في رمضان فنستعجل الخدم بالطعام مخافة الفجر " .
    لما ذا يفعلون ذلك ؟ هل هذه الصلاة واجبة عليهم ؟ لا ، ولكنهم أيقنوا أن الجنة حفت بالمكاره ، والثمن باهض ، والطريق طويل ، فلا بد من إحضار المهر ، وقطع الطريق بالصالح من العمل .
    فلنحرص على الاتصاف بتلك الصفات الصالحة ، ولنأخذ من نبينا صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة ، ولنقتد بصالح سلف الأمة رضوان الله عليهم أجمعين .

    رحيل أمي أنفاس متقطعة
  • شهر رمضان هذا الشهر الاستثنائي بين الشهور، والذي اختصت به هذه الأمة المرحومة – الأمة الإسلامية دون غيرها من الأمم السابقة..

    وبالحقيقة فإن لهذا الشهر العظيم رهبة في القلوب، وان كانت هي اقرب إلى الهيبة من الرهبة، إلا أنها تختلف باختلاف الأشخاص ومعارفهم والقلوب وصفائها ونقائها، وبالتالي الإنسان المسلم وأيمانه ويقينه..

    وذلك لأن رمضان – لغة: هو من (الرّمض) وهي الهاجرة.. ومنها كذلك (الرمضاء) وهي الصحراء المقفرة والحارّة الحجارة من حرارة الشمس..(1) والذي يريد الدخول إلى (الرمضاء) عليه الاستعداد التام بالروح والبدن والا فانه ولا شك سوف يضيع أو لا يخرج منها سالماً أبداً. وتضافرت الأحاديث عن أهل بيت النبوة والطهارة – عليهم الصلاة والسلام – أن (رمضان) هو إسم من أسماء الله الحسنى، ولذلك سمي (شهر رمضان) وكانوا? ينهون أتباعهم عن تداول كلمة رمضان فقط..

    وعن الإمام علي? قال: لا تقولوا رمضان.. فإنكم لا تدرون ما رمضان.. ولكن قولوا: شهر رمضان كما قال الله عز وجل: (شهر رمضان..)(2) وعني الآية المباركة..

    ويؤيد ذلك ما روي عن سعد قال: كنا عند أبي جعفر(عليه السلام) فذكرنا رمضان.. فقال?: لا تقولوا: هذا رمضان.. ولا ذهب رمضان.. ولا جاء رمضان.. فإن رمضان هو إسم من أسماء الله الحسنى – عز وجل – لا يجيء ولا يذهب.. وإنما يجيء ويذهب الزايل.. ولكن قولوا: شهر رمضان، فالشهر مضاف إلى الاسم الأعظم أسم الله عز وجل..) (3).

    فشهر رمضان: هو شهر الله، ومهما بحثتُ عن ألفاظ تليق بهذا الشهر لم أجد أجمل من وصف الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) له وذلك في خطبته في آخر جمعة من شعبان الأغر حيث يقول فيها..

    (إنه أقبل إليكم شهر الله، بالبركة والرحمة والمغفرة( شهر هو عند الله أفضل الشهور، وأيامه أفضل الأيام ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات، هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله، وجعلتم فيه من أهل كرامة الله، أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعائكم فيه مستجاب، فاسألوا الله ربكم بنيّات صادقة، وقلوب طاهرة أن، يوفقكم لصيامه، وتلاوة كتابه، فإن الشقي من حُرم غفران الله هذا الشهر العظيم...) (4).

    فما أجمل هذه الكلمات، وأر قها وأعذبها على القلب السليم، والعقل اليقظ، والضمير الحي.. فإنها ألذ من الماء البارد على قلب الضامئ في يوم هاجر..

    فشهر رمضان هو فرصة للإنسان المسلم في كل عام مرة بوقت محدد وأيام معدودات، وهو عبادة رفيعة المستوى وعالية الشأن لم يسبقها الا الصلاة التي هي )عمود الدين( واللطيفة أن عماد تلك العبادة المفروضة – الصوم – هي الصلاة إذ ورد في الروايات والأحاديث أنه لكل وقت من ليل أو نهار صلوات وأدعية وأذكار تصل إلى ألف ركعة في هذا الشهر المبارك..

    والمثل يقول عندنا: الصوم بلا صلاة.. كالراعي بلا عصاة..

    وكما هو معلوم فأنه (ليس الهدف من العبادات، مجرد الطاعة والاستجابة من جانب الناس، والتسخير والتعجيز من جانب الله – عز وجل – فحسب.. وإنما الهدف الأهم ولأجل هي أن تفيد العباد في حياتهم، وتصقل أرواحهم كيما تلحّقه بإنسانيتهم، إلى حيث يليقون بالكرامة الإنسانية التي أرادها الله للعباد..) (5).

    فالصوم طاعة من الطاعات، وعبادة من العبادات وهو الركن الثالث من أركان الدين عند المسلمين، والفرع الثاني من فروع الدين عند المؤمنين فله المقام الشامخ والتأثير الواضح على الحياة العامة والخاصة للأفراد والمجتمعات الإسلامية في كل دول العالم وأصقاعه.

    والصوم جنَّة واقية، ودرع حامية.. وما على العاقل الا تحصين ووقاية نفسه من الجموح والانزلاقات وقيادتها إلى الجنان بظل الرحمن لأنه سبحانه يقول: ومن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز.. (6) وشهر رمضان هو فرصة لا تعوض، وفرصة لا تقدر..

    فبالصوم نقي الروح والجسد من الهلاك والترهل ومن الكثير من الآفات والأمراض والعاهات المادية والمعنوية التي يمكن أن تصيب الجسد أو أن تصيب الروح الإنسانية..

    فهو إذن – الصوم – درع يقي الجسد من الأمراض والروح والدين من الفساد، إذ أنه وبما فيه من قربات وطاعات وأذكار يشكل حصناً منيعاً يحمي الجسم الإنساني إلى أحد عشر شهراً قادمة إن كان من أهل الحياة، (وفي شهر رمضان وبليلة القدر تحدد الأعمار كما هو وارد..) ويحصّن الدين بسياج عالٍ من العبادات والقربات، ويعزز السّياج بالأدعية والأوراد والأذكار والنوافل النهارية والليلية لاسيما الصلوات الخاصة أو المطلقة في الليالي ولاسيما صلاة الليل وقيام وإحياء ليالي القدر بالصلاة والتهجد والدعاء وتلاوة القرآن الكريم.. وغيرها من الأعمال الواردة.. فكل ذلك يرفع من السّويّة الدينية لدى العبد الصائم، فترتفع بذلك الروح المعنوية والأخلاقية فيستحق الهدية ويكون من أهل الكرامة والضيافة، فللصائم فرحتان – كما ورد في الأثر – فرحة إذا أفطر – بالعيد – وفرحة إذا لاقى وجه ربه..

    كما أنه ورد كذلك أنه ليس العيد لمن لبس الجديد، ولكن العيد لمن أمن الوعيد..

    فشهر رمضان شهر التربية، والرياضة العملية، ومصح لمعالجة ما ألّم بالغرائز.. والضمائر.. والأرواح.. من كل ما يمكن أن يتعلق بها من أدران وشوائب، وطفيليات وطحالب، تعلق بها فتشوّهها أو تحاول أن تدسّها وتغطيها بأدرانها.

    ويقول سبحانه وتعالى: (قد أفلح من زكاها.. وقد خاب من دساها..) (7).

    والمقصود من ذلك هو النفس الإنسانية، فالذي يغطي روحه وضميره ويدسهما في رماد الرذيلة أو وحول الفساد الآسنة فهو لاشك خائب الحظ خاسر الصّفقة لانه يبيع الأعلى بالأدنى، والذهب بذرات الصدأ، والجواهر والدّرر بالنفايا والقذر..

    نعم شهر رمضان هو انتفاضة روحية عارمة وعامة، وتوحيد للشعور المادي بين المسلمين، وتأهب سنوي لكافة الفئات والعناصر المتناقضة حول كثير من المسائل والحقائق.. (8)

    وما أحوجنا في أيامنا هذه إلى أخلاقيات وآداب وفوائد شهر رمضان المبارك لأنه يجمع الأسرة بوحدة ونظام وحب ووئام، ويجعل التعاون والسلام شعار المجتمع المؤمن الحي فالإسلام يدعو إلى دار السلام، وشهر رمضان هو مناسبة – دورة – تدريبية لمدة شهر واحد في السنة وعلى الامة الإسلامية الاستفادة من هذا الشهر العظيم للّم شمل أسرنا المتناثرة ومجتمعاتنا التي أصابها داء الفرقة والتناحر والتباعد البغيض فيما بينهم، حيث يجمعهم الشعور الواحد بالتعبد لله بهذه الفريضة المقدسة والانحباس عن كل الملذات والمفطرات من أول ضوء وحتى آخر ضوء يشمل الأمة كلها دون استثناء، بين سيد ومسود، أو صغير وكبير، أو رجل وامرأة ممن يشملهم التكليف يرفع الأعذار فنرى اليوم أن هناك ملياري مسلم في جميع أنحاء المعمورة يفطرون عند حلول الليل وينحبسون عن كل المفطرات من لحظة تسلل أول خيوط النور والضياء معلنة عـــن قرب حلول النهار، وهم موزعون في جميع الأقطار والبلدان على سطح هذه الكرة الترابية..

    فشهر رمضان يلفّ العالم ويشعر الدنيا بحلوله وقدسيته، وخصوصيته عند الأمة الإسلامية.

    وشهر رمضان المبارك شهر عظيم المنزلة عند كل الأديان السماوية قديمها وحديثها وفيه نزلت جميع الكتب المقدسة – كما في الروايات –

    فالتوراة نزلت في السادس من شهر رمضان..

    والإنجيل نزل في الثاني عشر من شهر رمضان..

    والزبور نزل في الثامن عشر منه..

    والقرآن نزل في ليلة القدر. كما هو معروف وموصوف.

    فيحق للبشرية أن تحيي شهر رمضان، بالاحتفالات العامة والمستمرة، بفرصتها الكبرى، وانتصارها الأكبر..

    ويحق للمسلمين – بالخصوص – أن يتخذوا من شهر رمضان، أكبر أعيادهم، فالقرآن الذي هبط فيه لهم، ليس كتاباً ودستوراً سماوياً فقط، وانما هو الإسلام كل الإسلام.. ومصدر النبوة، وقانون المسلمين، ملهم ثقافاتهم وعلومهم، ومعجزتهم الخالدة.. التي تؤكد صدقهم، وشارة أسبقيتهم التي يديلون بها على العالمين، وأضخم رصيد معنوي غير قابل للنفاذ، والحصن والسلاح، الذي يتذرعون به ويزحفون..

    وإذا كان الإسلام، الكلمة الأخيرة في قاموس السماء ومنهاج البشرية جمعاء إلى يوم القيامة، وأوسع الأديان وأكملها، وفوق كل دين ومبدأ، وفوق كل شيء..

    فما أجدر المسلمين أن يتفوقوا على غيرهم، بقيام هذا الشهر الكريم والتزود في مناهله الروحية، والاستفادة منه كدورة تدريبية مركزة، ليعينهم على تحمل أعباء خوض عملية التنافس القائمة في عالم اليوم.

    وشهر رمضان.. هو شهر الله.

    شهر العرفان (قمة المعرفة الروحية).. والغفران (الذي يكون سبب دخول الجنان) في الدار الآخرة لأنه من لم تغفر ذنوبه وخطاياه – كل ابن آدم خطاء – وتشمله الرحمة الإلهية فلن يرى أو حتى يشم ريح الجنة، وهي تُشم من مسافة عشرات الكيلومترات وربما تقاس بالضوئية فالعلم عند علام الغيوب.

    فالعرفان الناتج عن المعرفة الحقة بالعقائـــد الإيمانية لاسيما التوحيد والنبوة والميعاد والتي تسمى بأصول الدين الحنيف، ذاك العرفان وتلك المعرفة يجب أن تعزز بالعمل الصالح والتقيد التام بالواجبات والطاعات والإنزجار عن المعاصي والمحرمات وهو ما يسمى بالتقوى..

    وعلينا في هذا الشهر العظيم أن نزيد معارفنا وذلك بتلاوة آيات القرآن، والتفكر والتدبر بها وعقد الجلسات والمحاورات حول القرآن الكريم، وكذلك قراءة الأدعية المأثورة لاسيما دعاء الافتتاح، وأدعية السحر كدعاء أبو حمزة الثمالي ودعاء الجوشن والعشرات وغيره من الأدعية المأثورة عن أهل البيت الأطهار(عليهم السلام) وهي تسلب العقول والألباب من بهائها وجمالها..

    فإنك وحين تقرأها بهدوء ولطف تشعر وكأن شلالاً من النور يسقط عليك، أو أنك تسبح في بحيرة من النور الذي لا يمكن أن يوصف مهما رهف القلم والحس والشعور، فتلك لحظات مغمورة بالنور، والنور عصي عن الوصف كما الشعور تماماً..

    فشهر الله الأعظم: هو شهر العمل الدؤوب، والأجر والثواب الجزيل من الله سبحانه وتعالى، للأفراد والمجتمعات على حد سواء (فبالصوم يصبح المجتمع ملائكياً، يشعر الأغنياء والفقراء فيه بالمساواة، فلا ويتساوي فيه الفقير والغني، فلا يستعلي الغني فيه على الفقير، فيكون المجتمع الملتزم بالصوم، معجزة من معجزات الإسلام، التي عجزت عن الإتيان بمثلها قوانين الأرض..).

    فالصوم يفعل المعجزات – بالحقيقة والواقع – وهذا ما أكده القرآن الكريم بخصوص السيدة مريم العذراء(عليها السلام) التي قالت بتوجيه من وليدها المبارك كما حدّث عنه القرآن الكريم (و إما ترين من أحد فقولي: إني نذرت للرحمن صوماً..) فالنذر بالصوم جاء معجزة ما جاء الزمان بمثلها وهو عيسى المسيح بن مريم فقط – عليهما السلام – كما أن نذر آهل البيت – عليهم السلام – كان صوماً الذي حكت عنه سورة الإنسان (ويوفون بالنذر..) فكانت كذلك معجزة الشفاء للإمامين الحسنين(عليهما السلام)، وكان جزاء الجميع جنة وحريراً، لذلك فأنه على المسلم ان لا يفوّت هذه الفرصة، ويغتنم كل ثمراتها لينال ثواب الدارين، وينال بركات الصوم، المادية والمعنوية..

    فالصوم له فعل معجز بالنسبة للأفراد والمجتمعات معاً.. فعلينا بالصيام الحقيقي أفرادا ومجتمعات لكي نبني أمتنا ونعيد لها أمجادها وإذا نجحنا فإننا نكون قد فعلنا معجزة من المعجزات..
    مفسدات الصوم:

    للصوم مفسدات إذا حصلت في نهار رمضان:

    1- الأكل والشرب متعمداً.

    2- الجماع.

    3- إنزال المني باختياره.

    4- الحجامة.

    5- التقيؤ عمداً.

    6- خروج دم الحيض والنفاس.

    7- ما كان بمعنى الأكل والشرب كالإبرة المغذية.
  • أركان الصيام:

    أركان الصيام أربعة وهي:

    1- النية.

    2- الإمساك عن المفطرات (كالأكل والشرب ونحوهما).

    3- الزمان (من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس).

    4- الصائم (المسلم، البالغ، العاقل، القادر على الصيام الخالي من الموانع كالمسافر، والمريض، والحائض والنفساء).
  • || رمضان بين الأمس واليوم ||



    عاماً بعد عام يفقد شهر رمضان الكريم جزءاً - إن لم يكن معظم - من بريقه ووهجه وروحانيته التي تميزه عن باقي الشهور، إذ لم يعد ذلك الشهر الذي ينتظره الجميع بشوق ولهفة، لينهلوا من بركاته الكثيرة وإفاضاته الجليلة، وينعموا بأجوائه الإسلامية والإنسانية العطرة، ما يسد رمقهم ويشفي غليلهم بعد شهور طويلة من الجدب والقحط سواء على الصعيد الديني أو الإنساني... لم يعد شهر رمضان الكريم في الأعوام الأخيرة ذلك الزائر العزيز الذي يُعطر بنفحاته وبركاته أجواء الكون الواسع، ويرسم على شفاه المسلمين ابتسامات الفرح والسرور، وينثر البهجة والمتعة والحبور والتفاؤل بالخير، لم يعد رمضان شهراً للصيام والقيام والنقاء والطهر والعفاف والصبر والتحمل، كما كان في الأمس.
    لم يعد رمضان شهراً للأعمال الصالحة والعطاء والبذل والسخاء والإيثار، ولم يعد شهراً للتقارب والترابط والتراحم والتزاور، للأسف لم يعد كما كان، إذ لم تبق من كل تلك القيم السامية النبيلة الجميلة ما يبعث الأمل بأن رمضان هو رمضان الأصيل الذي ألفناه ونتشوق لمقدمه!
    إن شهر رمضان لمن هم من جيلي أو من الأجيال السابقة يُعتبر وقفة صادقة مع النفس اللوامة، محاسبة على سويعات التقصير التي تجاوزنا خلالها عن حق من حقوق الله علينا من العبادات... ذلك هو رمضان الأمس الذي أعرفه ويعرفه كل من عايشه بكل عبقه وعطره وذكرياته الجميلة التي مازالت محفورة في ذاكرة إنسان هذا الوطن، أما رمضان اليوم فشيء آخر لا علاقة له بقيمة وعبادة وقدسية هذا الشهر العظيم، لم يعد رمضان شهراً للعبادة والصوم والطاعة والصلاة والقيام والترابط والتراحم والتزاور كما عرفناه وعايشناه، للأسف لم يعد كذلك، فقد أصبح - ويا للأسف - شهراً للمسلسلات الماجنة والسهرات الخليعة والخيم "الرمضانية" المليئة بكل ما لذ وطاب من الأكل والشرب وخلافه (وضع ألف خط تحت خلافه) ما يُفقد هذا الشهر الفضيل روحانيته وقدسيته!
    لقد بعدنا بقصد أو من دون قصد - لا فرق - خلال هذا الشهر الكريم عن كل مضامين وأهداف الخير والعبادة والترابط والتراحم وأسباب الفرح والبهجة البريئة، وأخذناه - أي رمضان - على أنه مناسبة للتسلية والمتع الزائفة والمسابقات والسهرات البعيدة كل البعد عن دور العبادة، ما شوه قدسية هذا الشهر الكريم الذي أنزل الله فيه القرآن، الصوم الذي قال الله عز وجل أنه له، وأنه هو الذي يجزي الصائمين.
    ها نحن نزداد عاماً بعد عام تفريطاً في تكريم رمضان بالانقطاع للعبادة فيه بتلاوة وختم القرآن العبادة، مثلما نزداد بعداً عن أجمل وأحب قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا النبيلة الجميلة، لتحل محلها قيم وعادات دخيلة علينا لا تمت لحضارتنا أو لتاريخنا وهويتنا بأية صلة. رمضان بين الأمس واليوم إشكالية معقدة تدق ناقوس الخطر لتعلن وبصوت عالٍ يسمعه القاصي قبل الداني، يقول "حذارٍ من أن نخسر ديننا الذي ذكرنا فيه ربنا بأننا خير أمة أخرجت للناس نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر...

    ماهو إنطباعكم بين رمضان الأمس واليوم ؟
    ~!@q

    رحيل أمي أنفاس متقطعة
  • صبااااح الخير ... فعلا برنامج رااائع ومفيد ... اسأل الله تعالى ان يكون مجهودكم في ميزان حسناتكم ... بالتوفيق
  • سأدرج بعض الصور التي تعايش واقعنا في هذا الشهر الفضيل فالنتااابع ...
    //
    \\
    [INDENT]























    [/INDENT]
    //
    \\
    الآن السؤال هو .... هل فعلا هذه الصور تعتبر فعل من شيء يحدث في واقعناااا ؟؟؟ شاركوني الحديث .
  • رمضان ... هو نفسه اللي كان اول... اللي تغير نحن و انفسنااا..

    والحل لاكتسابرمضان .. هو الانشغال.. باعمال صالحة والاكثار منها.. المدوامة عليهااا لما بعد رمضان...

    وطبعا لا ننسى طلب التوفيق من الله...
  • *sun* كتب:

    رمضان ... هو نفسه اللي كان اول... اللي تغير نحن و انفسنااا..

    والحل لاكتسابرمضان .. هو الانشغال.. باعمال صالحة والاكثار منها.. المدوامة عليهااا لما بعد رمضان...

    وطبعا لا ننسى طلب التوفيق من الله...


    كلام مزبوط
  • موضوع رائع بنت عمان ,, بصراحة ما اقدر اعرف رمضان هو الابتعاد عن المنكرات و الاسراف في الطعام / وجبة الفطور/ والسهر لكن بعض الناس يبتعد عن مشاهدة الافلام الاجنبية بس ابي اوضحلهم نقطة انه الحرام حرام والاغاني بعد في منكم في رمضان ما يسمع اغاني ولما يخلص رمضان يسمع ليش هو حرموه في رمضان
    في رمضان فقط المطلوب الابتعاد عن المنكرات وهو شهر يكثر فية العبادة
    ( اللــهم . . ارزقهم أضعاف مايتمنونه لي )
  • || الخــــــــــــــــــــــاتمـــــــــــــــــــــــه ||

    [ATTACH=CONFIG]68379[/ATTACH]

    هل أتيت لتنفذني من الضياع أم أنني مازلت أعيش لإنقد نفسي ...
    تمر السنين وأنت لي زائر تهمس في أذني ناصحاً وكم من المرات أغلقت أذني ولا أبالي ....
    وخوفي الآن أن تأتي وأنا تحت التراب ولم أنصت لك ولنصائحك فيا ويلي إن أتيت وانا في التراب ولم اكفر عن ذنوبي ....
    تأتي إلي مجاهداً لجعلي من الأتقياء وأجازي عطائك بذنباً عظيم ...

    أحبائي ........
    أتينا لختام برامجنا الناس ورمضاااااااان .....
    سائله المولى عزوجل بأن أكون قد ساهمت ولو بالقليل لتوضيح قيمة الشهر الفضيل....
    وما يجلبه لنا من خيرات ونعم .......
    وتحدثنا سوياً عن المعنى الجميل لشهر الغفران والتسامح ......
    وكيف نجعل شهر الخيرات كله طاعه وعبادة وسجود وقيام وصدقة .....
    وتحدثنا عن العادات السمحة والعادات السيئة التي نواجهها جميعاً في شهر رمضان المبارك....
    وكم يجب علينا ان ننصح امهاتنا واخواتنا وابائنا وانفسنا قبل الكل .....
    بأن شهر الغفران لم يكون مجرد أكل ونوم وسهر وتلفزيون .....
    لا ابداً فهو شهر المكارم والقيم والدين ....
    أتمنى كل من قرأ وشارك وأبداء رأيه بأن يكون قد أستفاد من البرنامج واعتذر كل الإعتذار إن سهوت بحرف ولم أذكره أو قصرت في هذا الشهر ...
    جعلنا الله وأياكم من المحسنين المتصدقين البارين المستغفرين ...

    أقول قولي هذا واستودعكم الله وكل عام والجميع بخير

    [ATTACH=CONFIG]68380[/ATTACH]

    [ATTACH=CONFIG]68381[/ATTACH]
    الصور
    • قلوب حبببببببببببببببببببببب.gif

      12.56 kB, 200×100, تمت مشاهدة الصورة 142 مرة
    • خط سميك حللللللللللللللللووووووووووو.gif

      6.89 kB, 521×45, تمت مشاهدة الصورة 78 مرة
    • بنت عمان2222222222.gif

      15.99 kB, 600×100, تمت مشاهدة الصورة 212 مرة
    رحيل أمي أنفاس متقطعة


  • السلام عليكم ..
    السكوحه منكم على القصور ..
    بس أعتقد اني وصلت متأخر لان الدعوة وصلتني اليوم ~!@n
    لكن بقدم رأيي وماذا يعني لي رمضان ..

    رمضان هو :
    شهر يرتفع فيه الدرجات
    شهر عظيم .. شهر جميل
    شهر يشعر المسلم بالفرحه..

    "اللهم إنا لك نعبد ولك نركع ونسجد وإياك ندعو ونحمد آمنا بك نرجو رحمتك ونخشى عذابك إن عذابك كان مَحْذُورا،
    اللهم يا فارق الفرقان ومنزل القران خالق الإنسان عالم السر والإعلان. بارك اللهم لنا وللمسلمين في صوم شهر رمضان وأعنا فيه وفي غيره على الصيام والصلاة والقيام وعلى تلاوة القران، واقطع عنا حزب الشيطان وزحزحنا عن النيران، وامنن علينا بالتوبة والغفران والقبول والرضوان وحبب إلينا الإيمان وزينة في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واسكنا اللهم الجنان وزوجنا من الحور العين الحسان واتنا من كل فاكهة زوجان في دارك دار السلام بمنك وفضلك وجودك وكرمك وإحسان لطفك يا ذا الجلال والإكرام، وارزقنا صيامه وقيامه وإتمامه وقبوله وتوفنا مع الإبرار، وصلى على سيدنا محمد سيد الأخيار.
    اللهم بارك لنا في ما تبقى من شعبان وبلغنا رمضان.
    اللهم ارزقنا صيام رمضان إيمانا واحتسابا يا كريم.
    اللهم بلغنا رمضان، اللهم بلغنا رمضان، اللهم بلغنا رمضان، اللهم بلغنا رمضان أياما عديدة وأعواما مديدة.
    اللهم سلمنا رمضان، وسلمنا لرمضان وتسلمه منا متقبلا.
    اللهم أعنا على صيام نهاره، وقيام ليله، وبلغنا القدر يا أكرم الأكرمين يا ذا الجلال والإكرام.
    اللهم أعنا على طاعتك على الوجه الذي ترضاه منا يا الله.
    اللهم اجعلنا ربانيون لا رمضانيون.
    اللهم اجعلنا من عبادك في رمضان ولا تجعلنا من عباد رمضان اللهم وأعنا على طاعتك فيه وفي غيره من الشهور.
    اللهم ارزق جوارحنا الصيام عن المعاصي والذنوب والآثام.
    اللهم بلغنا ليلة القدر، وارزقنا الفردوس الأعلى في الجنة.
    اللهم انك عفو كريم تحب العفو فأغفو عنا يا كريم. اللهم تقبل منا الصيام والتهجد والقيام وقراءة القران.
    اللهم اشفنا بالنوم اليسير وارزقنا السهر الطويل في طاعتك.
    اللهم اجعلنا من المرحومين في أوله، والمغمور لهم في أوسطه، ومن العتقاء من النار في آخره يا ارحم الراحمين".


    (اللهم آآآآمين ياااااااااااارب)
  • Sorrowful Man2 كتب:

    ولكن غاليتي بنت عمان كم يجب أن يكوون سن الطفل ؟؟
    وهل إذا كان عمر الطفل/ة ما يقارب 9 وهو ضعيف جداً نرغمة ع الصوم؟؟
    اعتذر ع المداخلة ولكن لا ترغيب حتى سن البلوغ ولكن زين نعود يصوم مثل من الصباح لحد الظهر وهكذا لانه حينما يصل سن البلوغ قد تعود ع الصيام وذق طعم التعب....



    أشكرك ع الرد الطيب بارك الله فيك ...
  • بنت عُمان كتب:

    هلا الغلا .....
    الطغل لا احد يستطيع إجبارة على الصوم لاننا لو اجرنا سيلتزمنا امامنا بعدم الاكل ولكن من وراءنا سيأكل لانه ارغم على شي لا يريد القيام به انا ذكرت سن السادسة لان بالفعل هناك اطفال يصومو مع اهلهم لو تلاحظي الاطفال في رمضان يقولو مانريد نأكل احنا صاييمن ويقلدو ابائهم في الصره وقرآة القران ...
    هي رغبة غاليتي وليس إرغاماً ...


    شكرا لكــــي توضيح رااائع بصراحة
    شكراً أستفدت كثيراً مما درج ف طرحك

    جزاك الله خيراً ..