بسم الله
ربّ اغفر و ارحم ..... و يسّر و أعن
ربّ اغفر و ارحم ..... و يسّر و أعن
يتباين الأفراد في قدراتهم و مواهبهم الفطرية و المكتسبة تباينا ظاهراً لا يُنكر. و بحسب ما أوتي كل فردٍ من قدرات، و ما اكتسبه من خبرات، تختلف نظرته و حكمه و فهمه لما ينوبه من أحوال، و ما يستشفه من كتابٍ أو مقال.
و لأن لكل خطاب، معانٍ قد تظهر أو تخفى، بحسب الناظر و القارئ، أو الكاتب و القائل، فقد كان لعلم أصول الفقه مباحث كثيرة تبحث في "الخطاب" الشرعي و "مفاهيمه" أو كما يعبر أحيانا بـ "المنطوق" و "المفهوم".
لكننا بعيداً عن "الخطاب الشرعي" و مباحثه التي عُني بها علم أصول الفقه، نودّ في موضوعنا هذا أن نستقرئ أسباب تعدد القراءات، و اختلاف الأفهام في قراءة نصّ واحد، و استجلاء ما يرمي إليه مقولٌ واحد.
و لتبيين بعض المفاهيم نضرب المثال التالي:
فحين يقول أحدٌ: لا تجلس هنا
فـ"الخطاب" أو "المنطوق" هنا واضح و وهو "لا تجلس هنا" وهو حجر الجلوس في هذا المكان المشار إليه.
أما "المفهوم" و هو ما يمكن استقراؤه من "المنطوق" فقد يكون جواز الجلوس في أي مكان سوى "هنا" المشار إليه.، و قد يكون جواز الوقوف أو النوم دون الجلوس هنا!!
و القراءات و الأفهام تتعدد تبعا للقارئ، فقد يكون القارئ سطحيا في قراءته، أو لا يقرؤ إلا بمنظوره الشخصي، و أفكاره المسبقة، أو يكون غير ذي اطلاع في موضوعٍ ما هو بصدد قراءته.
و تختلف تبعا للكاتب أو القائل، فقد يقول شخصان مثلا " الإيمان في القلب" فنقول لأحدهما كذبتَ و أخطأت، و نقول للثاني صدقتَ و أصبت!
فهل يتبادر إلى ذهنكم كيف ذلك؟!
إخوتي الكرام
هي دعوةٌ للنقاش و التباحث في تعدد القراءات و أسبابها و العوامل و المؤثرات التي تؤدي إليها.