طُيورٌ محلقةٌ خارج السربِ

    • مساء الخير
      التحليق خارج السرب
      حوارات مثرية
      شدني الحوار القيم بين الأخ محب بائن والأخ ورود المحبة
      ماشاء الله عطاء فكري جميل
      واستميحكم عذراً لهذه المداخلة
      الإنحراف الفكري خطير جداً اتفق معكم ولكن في الوقت الحاضر اعتقد أن الإنحراف السلوكي هو الاخطر !!
      لان الكثير منا للأسف لا يفكر في السلوكيات بل يمارسها لان الأخر يقوم بها
      فغالبية السلوكيات الشاذة التي يمارسها المغردين خارج السرب بدأت بإنحراف سلوكي!
      مثلاً ظاهرة الإيمو المنتشرة بين الشباب تبدأ بإتباع طريقة لباس وتصرفات ولكن بمرور الوقت ينغمس صاحبها ويعتنق أفكار مسمومه وينشرها !
      التخبط الفكري الذي يعيشه الشباب العربي والمواطن العربي بشكل عام منبعه الخلل الكبير بين ما يتعلمه وما يطبقه
      هذا الخلل ولنقل الفجوة جعلت منه فريسه سهلة للتيارات الغربية المنحرفة
      فإندفع الشباب لإعتناق سلوكياتهم وأفكارهم لانها واضحة وبراقة !!
      إختلطت علينا الامور وأصبحت الثوابت هشة ومسيسة
      فأصبح البعض منا يغرد خارج السرب ليس لأنه يريد ذلك
      ولكن لانه لا يوجد سرب واضح المعالم يجمعه!!
      :
      ودمتم

      $ شـُــــــكـــراً $$9
    • رااائع ...
      ذكرت ف حوارك بوجه الخصوص(الشباب) ...
      والجميع يعلم إن مرحلة الشباب بها تطور فكري ونفسي وهي مرحلة النمو بشتى أشكالها ..
      غير هذا هنااك العديد من الأسباب تجعل الشاب مهيأ لرسم منهج تفكير خاص به مهما كانت أنسجته... ومنها
      الفراغ الدائم وهو ما يولد أحيانا أفكار غريبه ف العقل نتيجه لعدم إستغلالهم له بطريقه سليمه ومفيده...
      كذلك مصاااحبة ذوي الأفكار المنحرفه والمتطرفه مما يدفع الأخريين للتأثر بمعتقداتهم وتصديقهم دون أي جدال داخل النفس ...
      كذللك تلطخ أفكار الشباب بالإعلام الغربي الذي يبث بإستمرار نظريات غريبه لخلق الكون والإنسان مما يثير الشك ف عقول ونفوس من يراهى ...
      كذلك يوجد من الشباب من يعتقد أن الإسلام تقييد للحريات وكبت للطاقات فتراه نااافرا راافضا الإنقياد له بل ويعتقده ديناً رجعياً لا يحمل بين طيااته إي رقي ...
      فتراه يتخبط بأفكاره المنحرفه يمنة ويسره ....

      نسأل الله أن نجد حل لهذا الموووضوووع ....

      لي عوده ,,,,

      دمتم بطيب ...

    • السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....

      تحية طيبة للجميع هنا ....


      الموضوع يدور بشكل عام حول الانحراف أو التفسخ أو الانحلال الفكري والذي يتبعه انحراف سلوكي وأخلاقي .....

      الأسباب عديدة ومتنوعة ... وتم ذكر الكثير منها خلال نقاشكم البنّاء الجميل .....


      ومن ضمن الأسباب..... القناعة .... أو اليقين .... بالدين وبالإسلام وتعاليمه ....

      سؤال يتجدد ويتبادر لذهن الكثير منا ....

      هل نحن مسلمون ومقتنعون بأن الإسلام هو دين الحق ..... ؟؟؟؟؟؟ أم أننا مسلمون بالإكراه ... بمعنى أننا ولدنا في مجتمع مسلم وأهلونا مسلمون فتبعناهم ....؟؟؟؟


      هنا مربط الفرس .... من وجهة نظري.....



      فإذا كان الأساس ضعيفا فكيف نثق في البناء .....!!؟؟!!


      إذا كان شبابنا لا يشعرون بحقيقة إيمانهم بالله وبأنهم في نعمة كبيرة جدا يحسدون عليها وهي أنهم ولدوا في بلاد المسلمين وتربوا على الاسلام والدين ....

      إذا كانوا لا يدركون حقيقة أن تقتنع بإسلامك وتنفذ كل ما أمرك الله به بلا نقاش عقيم .... وبطلاقة لا تشوبها زوائف وشوائب ......

      عندها يحق لنا أن نخاف على أنفسنا وعلى كل من حولنا ونستشعر الفتنة المنتشرة بين أوساط الشباب كما قالت أختي سنيورة .....


      الله يحفظنا من شر الفتن.....آآآآآآميــــــــــــــــــــــــــــــــــن
      سبحان الله وبحمد
    • الأفاضل والفاضلات :
      عيون هند / سماء البنفسج / محب بائن / سوروفل مان 2 / ورود المحبة / أطوار / سنيورة / أنا والحزن / بنت قابوس .

      شكرا لكم على مداخلاتكم القيمة, وأفكاركم الجميلة , وأعتذر إليكم عن تقصيري وقصوري عن المشاركة والحوار هنا في الأيام الماضية .

      وشكرا للكريم : محب بائن على مبادرته الطيبة والرائعة في إثارة النقاش والحوار في الموضوع .

      وسأبدأ من حيث انتهيتم بإذن الله .
    • معذرة اخوتي وأخواتي : رأيتُ أن معظم التساؤلات قد تم نقاشها و الحوار فيها , لذلك تجاوزتها إلى ما لم يناقش بعد .


      كان هناك تساؤل من قبل الكريم : محب بائن , هل يمكن أن نعد " الانحراف الفكري " ظـــاهرة فعلا؟! أم أنّه يتمّ تضخيمه لغايةٍ في أنفس من يقومون بذلك؟

      من وجهة نظري القاصرة, أراني لا أميل إلى كون الأمر " مؤامرة " أو" تضخيم " لصالح جهات معينة, وأراه نتاج واقـــع أليم تعانيه الأمة من أقصاها لأقصاها لبعدها عن دينها , لبعدها عن سبب عزتها وكرامتها وقوتها .

      وأخشى إن سلّمنا كونه " تضخيما " أن نتغاضى عن خطره, ولا تتكون لدينا - تهوينا لشأنه - تلك القوة الدافعة إلى التصدي له, والبحث عن حلول وعلاج , ولا أظنك - أخي الكريم - قصدتَ ذلك, وهذا ما اتضح لي في مشاركاتك اللاحقة .

      .بحثت عن مفهوم " الظاهرة " في علم الاجتماع, ولم أهتد إلى تعريف يُبصرني بالدلائل والمحددات التي تجعل من الممكن أن نطلق على " فعل أو ممارسة أو تصور " مصطلح ظاهرة .


      وما أعرفه أن " الظاهرة " هو ما وضح بين الناس وظهر . وهو تعريف عام أكثر من كونه تعريفا تخصصيا . لذلك لا أستطيع الجزم هل الانحراف الفكري بين الشباب يعدُّ ظاهرة أم لا . ( وإن كنت قد استخدمتُ لفظة " ظاهرة " في بداية الموضوع :) فـــمعذرة )
    • كان هناك تساؤل يتعلق بالعلاقة بين " الفكر " و " السلوك " , وقد ناقشه الكريمان : ورود المحبة ومحب بائن , وأوافقهما الرأي فيما ذهبا إليه تقريبا. فانحراف الفكر سابق لانحراف السلوك غالبا, وأن انحراف السلوك - أحيانا - قد يؤدي إلى انحراف فكري تماما كما يحدث في التقليد الأعمى للغرب في بعض السلوكيات والممارسات .

      وأحببتُ أن أضيف إلى كلامهما هذا المقطع الذي اقتبسته من كتاب (إعادة صياغة الأمة , الشيخ أحمد الخليلي ) ففيه جواب رائع لذلك التساؤل :

      " ولاريب أنكم تدركون أن فكر الإنسان هو مصدر استقامته أو انحرافه, وهُداه أو ضلاله, فبقدر ما يكون عليه الفكر من الهدى بحيث يكون نابعا من أصل سويٍّ تكون استقامة الإنسان في سلوكه, وبقدر ما يكون بخلاف ذلك يكون أيضا انحرافه .

      ومن أجل ذلك أرسل الله سبحانه وتعالى رسله, وأنزل كتبه من أجل تنظيف فكر الإنسان من الدخيل الذي لا يتفق مع الحقيقة ولا ينسجم مع الفطرة, وقد أرسل الله سبحانه وتعالى عبده ورسوله محمدا صلى الله عليه وسلم على حين فترة من الرسل بعدما استبدت الأهواء بالناس, وتشعبت بهم المسالك, وتفرقت بهم الطرق, وكانوا في أفكارهم وفي تصوراتهم وفي سلوكهم ومعاملاتهم متباينين تمام التباين, وأكثرهم لم يكونوا على شيء من الهدى إلا من كان مستمسكا بالكتاب الذي أنزل من قبل, ولم يفرط في المحافظة عليه, ولم يحرف شيئا مما جاء به, أولئك الذي قال الله سبحانه وتعالى فيهم (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ * وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ ) القصص 52- 53.

      وكان من بين أولئك الذين استمسكوا بالفكر الصحيح الحنيفيون الذين حرصوا على اتباع الحنيفية, وحرصوا على عقيدة التوحيد والبعد عن الضلال, وسائر الإنسانية تتسكع في الظلمات, وتهيم في أودية الضلال, لا تفرق بين حقيقة وخيال, ولا بين حق وباطل, لأنها لم تكن على بينة من أمرها, ولا على بصيرة من ربها, فلذلك ضل فكرها ذلك الضلال البعيد, وقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تنظيف الفكر من كل ما علق به من الأوهام والضلالات والخيالات التي سلكت بالناس مسالك متعددة في الانحراف عن طريق الحق.

      وقد ترك النبي صلوات الله وسلامه عليه الناس على المحجة البيضاء الناصعة ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك,
      ولكن هل بقي هذا الفكر على نصاعته ووضوحه وظهوره للناس؟!
      أو أن هذاالفكر أصيب بكثير من اللوثات التي انحرفت به ذات اليمين وذات الشمال
      "( ص 141 -142 ).
    • ســمــ البنفسج ـــاء كتب:



      جزيل شكري لك أخي محب بائن

      ضعف الإيمان ذكرتِه سببا للفكر المنحرف، لكن
      هل هو سبب أم نتيجة؟
      ضعف الإيمان هو سبب يؤدي للانحرافات و السلوكيات الخاطئة .
      و هو نتيجة وله اسبابٌ أدت إليه ايضا لعدم اهتمام الفرد نفسه والأسرة في ترسيخ المبادىء الإيمان الصحيحة وغرسها
      و مراعاة الله في كل التصرفات و مراقبة النفس وتقييمها الدائم ومعرفة مدى قربه من الله واتباعه وتمسكه بدينه


      فكيف يمكن أن نبني تلك الرقابة الذاتية؟
      الرقابة الذاتية الجزء الأكبر فيها يقع على عاتق الوالدين وكيفية تربيتهم وكيفية مقابلة تصرفات أبنائهم
      هل بالتغاضي أم بمناقشة كل تصرف وتعريف الإبن مدى صحة أو خطأ هذا التصرف.
      من هذا المنطق يبدأ الإبن بتقييم جميع تصرفاته في كل خطوة يخطو بها
      ويصبح منهاج حياته ومبدأه مراعاة الله في كل تصرفاته. فلا يتساهل في بعض المواقف لإرضاء أحدهم و إنما لإرضاء ربه
      هنا تتشكل الرقابة الذاتية لدى الإبن ويمكن للأهل اختبارها بوضع إبنهم في مواقف مختلفة ليطمأنوا على ردة فعل الإبن تجاه أي موقف مشابه قد يتعرض له

      ولا ننسى دور الأقران والزملاء والأصدقاء والمجتمع الخارجي وجميع من لهم علاقة بهذا الإبن .
      هنا الأهل يجب أن لايغفلون هذه النقطة ولا يتجاهلونها أبدا لأنها من النواحي التي تؤثر على إبنهم فيكونون حريصين على نوعية الزملاءالذين يتعامل معهم إبنه







      مرحبا عزيزتي : ســمــ البنفسج ـــاء , مع وافر شكري وتقديري لتفاعلك المبهج .

      أعجبني ما أشرتِ إليه بخصوص الرقابة الذاتية , وأضيفُ شيئا مهما على ما ذكرتيه من أساليب لغرس الرقابة الذاتية في مداخلتك, لا زلتُ اتذكرُ من سنوات وأنا أشاهد برنامجا تربويا عن تربية الأبناء, كانوا يتحدثون عن تربية الأبناء في عصرنا الصعب, وكيف نحميهم من الانحرافات.

      فكان أحدُهم يقول : يَحدث - أحيانا - أن تحرص الأسرة على تربية أبنائها تربية صالحة, وتبعدهم عن كل ما قد يشين الخلق أو يفسد الدين, ومع ذلك قد يُصدمون أن أحد أبنائهم قد سلك طريقا مغايرا, واختط لنفسه منهجا مخالفا, فلا نصح يجدي, ولا عقاب ينفع !! وهو قد يكون ابتلاء من الله للأبوين , ثم يشيرُ إلى نقطة مهمة تضاف إلى ما قد يبذله الأبوان من أساليب التربية الرشيدة والتوجيه السديد , ينبغي ألا يغفل عنها الأبوان وهي " الــدعـــاء " .

      الحرص على الدعاء المستمر للأولاد, وأن يرزقهم صلاحهم وخيرهم, ويبعدهم عن الفتن والمحن والشرور, والإكثار من العمل الصالح, فكم ولد حفظه الله من الضياع لصلاح أبويه, ودعائهما له .

      و من وجهة نظري حرية التعبير من حق أي شخص ولكن تنتهي حرية شخص عند المساس بحرية شخص أخر.
      فكيف بالمساس بالدين والإلحاد به ؟؟؟؟؟؟؟؟ !!!!!!!!!

      وحرية الشخص في المتغيرات أو الأمور التي تختلف بين شخص و أخر.
      ولكن حرية في تغير ثوابت و فروض دينيه منزلة في الكتاب و السنه فهذا إلحاد وليس حريه شخصيه.
      هل هي حريه شخصية من يقول أن الصلاة و الزكاة للناس البسطاء فقط
      العياذ بالله من هكذا حريات و أفكار ؟؟؟؟؟؟؟؟ !!!!!!!!!



      جميل جدا , وجهة نظر أوافقك عليها . فالمصيبة أنهم تفلتوا من قيود الدين وتعدوا حدوده باسم " الحرية الشخصية " و " وجهات النظر " كما أشار إلى ذلك بعض الأخوة في مداخلاتهم .

      شكرا لك .
    • أطوار كتب:

      نقاش متشعب
      ..
      سأجيب على السؤال الأخير..
      المتعلق بالحصانة..
      وقبل أن ننادى بالحصانة الفكرية..
      علينا نحرص على بلوغ التحصن.
      أو التحصن الإيماني ع سياق حصانة
      ولن أقول تحصن فكري..
      فيظل الفكر قاصر عن معرفة الخالق
      وهل الهوة التي يسقط فيها
      أولئك المبتعدين عن السور الإيماني.
      ..


      أهلا عزيزتي : أطوار

      نلاحظُ في كثير من الآيات القرآنية الدعوة إلى " التفكر " و " التدبر " و " التأمل " أي إعمال الفكر في السنن والقوانين الكونية من أجل الوصول الإيمان بخالق لهذا الكون ومدبر له ومسيّر. إذن قد يقود الفكر القويم إلى الإيمان , نحتاج إلى إصلاح الفكر أولا من أجل غرس الإيمان . ما رأيك ؟!

      شكرا لك .

      .








    • Sorrowful Man2 كتب:

      اخي العزيز
      هذه هي المشكلة التي خلت صفوف المسلمين أصبح
      العاصي رمز الفخر والتفاخر ونسوا قول عز وجل مَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُّبِينًا ولكن لا حياة لمن تنادي ويقول الشاعر قَد أَسمَعت لَو نادَيت حَياً وَلَكن لا حَياةَ لِمَن تُنادي وَلَو نار نفخت بِها أَضاءَت وَلَكن أَنتَ تَنفخ في رَماد واليوم أصبح حال الكثيرين مثل الرماد وهناك مشكلة أخرى وهي حينما يتحدث أحد الدكاترة المشهورين وكلامه معسول تجد الكثيرين ينخدع به ويستمتع بكلامه بدون النظر لأفعاله التي تدل على عدم استقامته واذا يقول الله عز وجل في هولاء الناس يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ))

      يوم الجمعة كنت معزوم للغدى في بيت شخص وكان يتكلم كثيرا بكلام لا ينشرح له الصدر ويقول بمنطلق العاطفة وحينما ترد على كلامه
      يحاجك بحجج واهيه حتى أني تصورت أنه الناس كلها اصبحت عالمة وتستطيع الرد بإي فتوى.






      بارك الله فيك أخي الكريم : سوروفل مان 2


      لكون أحدهم " دكتورا " و " مشهورا " لا يعني إطلاقا أنه حوى علم الأولين والآخرين, وملك ناصية علم الدين, لا تعبر الشهادات عن المستوى الفكري للشخص أحيانا , ولا تؤكد مدى التزامه الديني والخلقي, وقد تجد شخصا " مغمورا" ولا يحمل شهادة علمية أعمق فكرا وأوسع افقا من ذلك الدكتور المشهور .

      أشرتَ إلى التناقض بين الأقوال والأفعال, وعندما قرأتُ كلامك ذاك , استحضرتُ سؤال أختٍ مسلمة تستفتي سماحة الشيخ أحمد الخليلي في حالها, كانت بعيدة عن الدين , فهداها الله إلى الإلتزام بتعاليم الدين ومبادئه وقيمه, وأحست بحلاوة الإيمان في تلك الفترة, ولكن حدث معها " تغير فكري " كما عبرت, عندما رأت التناقض بين أقوال الذين اتخذتهم قدوة في الخير وبين أفعالهم المشينة , فأصابها شك عظيم في عقيدتها ودينها, فابتعدت عن الدين وخلعت الحجاب وتركت الصلاة والصيام, وأصبحت في اضطراب نفسي وتناقض فكري رهيب !!


      عندما يتصدر المجالس رجلٌ, يظن الناسُ به الخير والصلاح , ويدعوهم إلى الحق والدين, , ثم يجدونه في الواقع قد ناقض ما دعاهم إليه في كثير من الأمور, هم يرون أنه يمثل " الدين ", و قد لا يتفهم بعضُهم أنه بشرٌ وأنه عرضة للخطأ والزلل والعصيان, وأنه يمثل " نفسه " بتلك التناقضات , ولا يمثل " الدين " بشيء .

      ألا ترى أن ذلك قد يعد سببا من أسباب ابتعاد بعض الشباب عن المنهج الحق ونفورهم من الدين؟! وجعلهم عرضة للانحرافات والتناقضات الفكرية ؟!
    • ورود المحبة كتب:

      أخي مُحب بائن ..
      الدولة - المجتمع - الأسرة .
      كما نعلم بأن الدول سابقاً وأعني الدول الأسلامية كانت تحرص حرصاً شديداً على أن يتعلم النشئ أغلب علوم الدين ..
      فتكون مُقررة للتعليم منذً الصِغر ..الأن وفي زماننا ما يتعلمه الأطفال هي العلوم الحضارية المتطورة كالفيزياء والكيمياء
      والأحياء والجغرافيا وشئ اللغة العربية وشئ التاريخ وشئ الدراسات الأسلامية ..
      ولقد كان المجتمع يحرص على تعليم أبناءه ما يعود عليه بالنفع وعلى الفرد نفسه فتكون تنمية مهارات الفرد في ما يتعلق
      بالعلوم التي يحتاجها كعلوم التاريخ والجغرافيا والطب وعلوم القرآن والشريعة الأسلامية ..
      وكذلك الحال بالنسبة للأسر يُنشأ الأطفال على حفظ كتاب الله وتعلُم السنن النبوية وغيرها من التعاليم الدينية ..
      في زمننا نجد شباب جامعيين وغيرهم طلبة دبلوم عام لا يكاد الواحد منهم يعرف كيفية غُسل الجنابة وعلوم الحال
      لماذا أصبحت النظرة في زماننا هذا دنيوية فنجد يصرف الأباء الألأف من الريالات ليتخرج الأبناء مهندسين أو فنيي
      حاسب آلي أو اية علوم أخرى تعود على الأسرة بالنفع المادي البحت بينما يكاد الأبن أو الأبنة تجهل تعاليم الدين ..
      فنرى الأن مجتمع غير متوازن مختل إيمانيا يكاد يتصدع بسبب الجهل في العلوم الدينية ولذلك يتسابق الجميع لنيل
      أعلى الشهادات الجامعية لغرض المادة فقط والشهرة والجاهـ ..
      هل لهذه النظرة الدنيوية من قِبل الدول والمجتمعات والأسر تؤثر تأثيراً سلبياً على نمط الحياة المجتمعي عامة وعلى
      الفرد خاصة بحيث أن الأفكار الدخيلة الغريبة قد تسيطر على عقول أبنائنا بسبب تلك النظرة متناسين الأمور المتعلقة
      بالشرع والدين والتي هي أساس لكل شئ كالقيم والأخلاق والأدب والنخوة وغيرها من الصفات الطيبة الحميدة ..
      وما هو دور عُلماء الأمة في توجيه الحُكام والمجتمعات والأفراد للحفاظ على أصول الدين وعقول النشأ من الأنحراف
      الفكري الذي يكون سبباً في الإنتشار على الأقران ليتعاظم شرُهـ ..




      بارك الله فيك أخي الكريم ورود المحبة , وأحيّ فيك هذا الحراك الفكري الجميل .

      أشرتَ إلى نقطة مهمة جدا في واقعنا التربوي والفكري .

      الصراع بين العلم والدين كان سائدا - ولا زال - عند أتباع الأديان المحرفة, فتعلمون كيف كانت الكنيسة تقتل العلماء وتتخذهم عدوها اللدود, ومن هنا نشأ الصراع بين العلم والدين, وظهرت كثير من التيارات المضادة للدين , والتي تعلي من شأن العقل والعلم, وتستبعد الدين , وفي أحسن الأحوال لاتنظر إليه سوى طقوس وممارسات ميتة في أوقات محددة, لا أثر لها في الحياة.

      أما في ديننا الإسلام , فلا تناقض بين العلم والدين ولا صراع بينهما , ولكن سرت إلينا عدوى القطيعة بين العلم والدين من الأمم الغربية, وأنه سبب تخلفنا عن ركب الأمم المتقدمة , وأنه أفيون الشعوب , وأصبح البعضُ ينظر إلى العلم بمعزل عن الدين؟!

      ليس هناك ضير أن نصنع أجيالا بارعة في العلوم والكيمياء والفيزياء والهندسة والطب والتكنولوجيا وغيرها من العلوم العصرية, بل هو أشد ما تحتاجه الأمة في عصرنا الحالي , لكن ليكن لدينا ذات الحرص في أن تكون أجيالا مؤمنة موقنة مستمسكة بقيم الإسلام ومبادئه, ذات فكر رشيد ووعي عميق , تدرك دورها الفكري والحضاري في مسيرة الأمم والشعوب, لا أن تكون أجيالا مجوفة القلب خاوية الفكر تائهة المسعى والمصير!!

      والمؤسسة التربوية يقع عليها عبء ذلك, وما أُلاحظه في الواقع أن هناك تراجع وقصور في التربية الدينية والأخلاقية في تلك المؤسسات, وهذا فجّر مشاكل أخلاقية وفكرية واجتماعية كثيرة , وجعل الأجيال فريسة سهلة لكافة التيارات المنحرفة والأفكار الدخيلة والممارسات العمياء, هذا الواقع يعرفه ولا يمكن أن ينكره كل مَن يعايش هموم التربية في الأسر والمدارس!! كانت تلك الاخفاقات حصادا مرا لذلك التقصير.

      لا أؤمن أن دور الأسرة يقتصر على توفير المسكن والملبس والمأكل والمشرب فقط, بل دورها أعمق من ذلك بكثير, ولا أؤمن أن دور المعلم يقتصر على إلقاء معلومات, وحل تدريبات , ثم اختبار في المعرفة التي حصلها التلاميذ ونتائج , وانتهى الأمر!! لالالا , دوره وتأثيره يتعدى ذلك إلى التربية بمفهومها الشامل والمتكامل, لاينبغي أن يعلِّم المعلمُ ويعطي المعرفة بمعزل عن القيم والفضائل والأخلاق الفاضلة والاتجاهات الصحيحة.

      وهذا ما يؤكد عليه سيد قطب في الظلال بقوله:
      " إني أؤمن بقوة المعرفة , وأؤمن بقوة الثقافة, ولكني أؤمن أكثر بقوة التربية "

      وأحبُّ أن أشير - هنا - إلى ما ذكره
      الدكتور مصطفى محمود في كتابه (ماذا وراء بوابة الموت ) نقلا عن الباحثة سهير أحمد السكري أخصائية اللغويات في جامعة جورج تاون واشنطن , وهي تذكر ما أشار إليه كاتب انجليزي في كتاب له بعنوان (الإسلام المقاتل ) .

      يقول هذا الكاتب
      :

      " أن انجلترا وفرنسا قد أجرتا بحوثا عن أسباب قوة الإنسان العربي وصلابته وتمكنه من فتح البلاد المحيطة به من الهند إلى تخوم الصين, فوجدتُ أن السر في ذلك كان طريقة تعليم الطفل العربي, وكيف أنه يبدأ قبل الخامسة بحفظ القرآن وختمه, وهو الكاتب الجامع لأفصح التراكيب اللغوية وأجمل الصيغ البلاغية التي تنطبع في الذاكرة , فلا تزول مما يحميه من الوقوع في مرض الازدواج اللغوي .....
      كما يعطيه القرآن طاقة نضالية وصلابة خُلقية وزخما إيمانيا وصلة بالغيب لا تتخلى عنه طول عمره, فهو يشعر دائما أنه لا يقاتل وحده, وإنما يوقن بأن الله معه ينصره ويؤازره طوال عمره "

      ثم تشير الباحثة سهير السكري إلى أن المستعمرين بدأوا المعركة من "
      الفصل المدرسي " بتهميش التعليم الديني, وابعاد الأجيال عن تعلم القرآن, وحصره على الكتاتيب والمدارس الفقيرة !!

      لعلّ ذلك يجعلني أقـــول أنه يتوجب علينا أن نعيد النظر في واقع المؤسسة التربوية ودورها, وأن نبدأ إصلاحها لتصلح الأجيال , وهي ليست بالمهمة اليسيرة, و أدرك - تماما - أنها مهمة صعبة جدا في عالم تجد فيه يدا واحدة تبني وتشيد وتعمِّر, وعشرات الأيدي خلفها تهدم و تدمر !!

      لكن لنبدأ خطوة واحدة, تتبعها خطوات , كما بدأها صلاح الدين وأصلح جيلا , كان على يديه تحرير القدس , ونحنُ نريد جيلا يكون على يديه نهضة الأمة , وقد يبارك الله في الجهود والهمم , ويكون عونها ونصيرها إن أحسنت النوايا وصدقت الهمم !
    • انا والحزن كتب:

      مساء الخير
      التحليق خارج السرب
      حوارات مثرية
      شدني الحوار القيم بين الأخ محب بائن والأخ ورود المحبة
      ماشاء الله عطاء فكري جميل
      واستميحكم عذراً لهذه المداخلة
      الإنحراف الفكري خطير جداً اتفق معكم ولكن في الوقت الحاضر اعتقد أن الإنحراف السلوكي هو الاخطر !!
      لان الكثير منا للأسف لا يفكر في السلوكيات بل يمارسها لان الأخر يقوم بها
      فغالبية السلوكيات الشاذة التي يمارسها المغردين خارج السرب بدأت بإنحراف سلوكي!
      مثلاً ظاهرة الإيمو المنتشرة بين الشباب تبدأ بإتباع طريقة لباس وتصرفات ولكن بمرور الوقت ينغمس صاحبها ويعتنق أفكار مسمومه وينشرها !





      ومساؤك أزهر أنور أختي الفاضلة (
      أنا والحزن ) حفظك الله وأسعد قلبك في الدنيا والآخرة , ومرحبا بك .

      الإنسان شخصية متكاملة, فوجود خلل في جانب ما, يؤثر على الجوانب الأخرى, لا يمكن أن نفصل بين الفكر والسلوك, وسبق أن أدرجت نصا مقتبسا لسماحة الشيخ أحمد الخليلي يوضحُ فيه علاقة الفكر بالسلوك, وكيف يؤثر الفكر على السلوك :

      (
      ولاريب أنكم تدركون أن فكر الإنسان هو مصدر استقامته أو انحرافه, وهُداه أو ضلاله, فبقدر ما يكون عليه الفكر من الهدى بحيث يكون نابعا من أصل سويٍّ تكون استقامة الإنسان في سلوكه, وبقدر ما يكون بخلاف ذلك يكون أيضا انحرافه ).

      ما يعتنقه الإنسان من رؤى وأفكار وتصورات تؤثر بصورة مباشرة على سلوكه, ويظهر اعتقاده الذهني عمليا في ممارساته اليومية, ذكرتِ مثالا على كيف يؤثر سلوك ما على فكر إنسان :

      ( ظاهرة الإيمو المنتشرة بين الشباب تبدأ بإتباع طريقة لباس وتصرفات ولكن بمرور الوقت ينغمس صاحبها ويعتنق أفكار مسمومه وينشرها ! )

      ما ذكرتيه صحيح , لكن لو تأملنا سلوك الشباب في تقليد تلك الممارسات الشاذة, سنجد أنها لا تبدأ من فراغ, ولا تبدأ بسلوك دون وجود تصور ذهني أو اعتقاد فكري وراءه, أنا معك أنهم يفعلون ذلك دون أن يفهموا ما تعنيه تلك الممارسات والطقوس, وبعد أن يدركوا معناها سيعتنقون تلك الأفكار التي تعبر عن تلك السلوكيات.

      لكن أحسبُ أنك تتفقين معي أنها جاءت بداية من باب " التقليد الأعمى " و " الانبهار بالاخر " , والتقليد الأعمى لا يأتي إلا بوجود خلل وخواء فكري في عقول أولئك الشباب, جعلته ينساق بسهولة وراء تلك الممارسات. فهو يمارسها لأنه يتصور أنها تعبر عن التحضر أو التقدم او أنها تجلب له المتعة والفخر ...الخ , ثم تملأ تلك الأفكار السامة ذلك الخواء !!

      إذن أصل المشكلة في خواء الفكر أو فساده أولا, الذي يؤثر مباشرة على السلوك, وهذا يجعلني أقول أن الانحراف الفكري سبب للانحراف السلوكي, وأن إصلاح الفكر سيؤدي إلى صلاح السلوك ! ما رأ يــــك ؟


      التخبط الفكري الذي يعيشه الشباب العربي والمواطن العربي بشكل عام منبعه الخلل الكبير بين ما يتعلمه وما يطبقه
      هذا الخلل ولنقل الفجوة جعلت منه فريسه سهلة للتيارات الغربية المنحرفة
      فإندفع الشباب لإعتناق سلوكياتهم وأفكارهم لانها واضحة وبراقة !!
      إختلطت علينا الامور وأصبحت الثوابت هشة ومسيسة
      فأصبح البعض منا يغرد خارج السرب ليس لأنه يريد ذلك
      ولكن لانه لا يوجد سرب واضح المعالم يجمعه!!
      :
      ودمتم




      ممتاز جدا , أوافقك الرأي تماما , وجود فجوة كبيرة بين النظرية والتطبيق, والمثال والواقـــع , أدت إلى تخبط فكري أو بالأحرى شكوك وظنون وأوهام, جعلتهم يبحثون عن آفاق أخرى !

      ليس لأنه لا يوجد سرب إيماني واضح المعالم, لكن - ربما - لأنهم لم يجدوا تلك الجهود التي تجعلها واضحة في أذهانهم , مطمئنة لقلوبهم الحرّى , و مقنعة لعقولهم الحيرى ! ليس الخلل في إسلامنا, الخلل فينا نحن كمسلمين !

      فهل كانت الخيارات البديلة المطروحة أمامهم واضحة المعالم أم جعلتهم أكثر تيها وضياعا وتمزقا؟!

      هل وجد " مصطفى محمود " سعادته في الإلحاد بعد أن ضاقت به السبل وتنكر لكل شيء ؟

      وهل وجد " نجيب الزامل " راحته واطمئنانه في اعتناق أفكار نيتشه وريلكه وشوبنهاور والتغريد بها عـــوضا عن آيات القرآن ؟


      لا لا لا , لم يبصروا الوضوح والضياء ولم يجدوا الراحة الكبرى إلا في الإيمان وفي تعاليم الإسلام .

      لذلك عـــادوا إليه, عـــاد مصطفى محمود ليكتب عن رحلته بين الشك والإيمان, وعــــاد نجيب الزامل ليحذر الشباب من مغبة الوقوع في فخ تلك الأفكــــار المسمومة !!

      فهـــل أدركنا أين يكمن الخلل ؟!









    • *سنيورة* كتب:

      رااائع ...
      ذكرت ف حوارك بوجه الخصوص(الشباب) ...
      والجميع يعلم إن مرحلة الشباب بها تطور فكري ونفسي وهي مرحلة النمو بشتى أشكالها ..
      غير هذا هنااك العديد من الأسباب تجعل الشاب مهيأ لرسم منهج تفكير خاص به مهما كانت أنسجته... ومنها
      الفراغ الدائم وهو ما يولد أحيانا أفكار غريبه ف العقل نتيجه لعدم إستغلالهم له بطريقه سليمه ومفيده...
      كذلك مصاااحبة ذوي الأفكار المنحرفه والمتطرفه مما يدفع الأخريين للتأثر بمعتقداتهم وتصديقهم دون أي جدال داخل النفس ...
      كذللك تلطخ أفكار الشباب بالإعلام الغربي الذي يبث بإستمرار نظريات غريبه لخلق الكون والإنسان مما يثير الشك ف عقول ونفوس من يراهى ...
      كذلك يوجد من الشباب من يعتقد أن الإسلام تقييد للحريات وكبت للطاقات فتراه نااافرا راافضا الإنقياد له بل ويعتقده ديناً رجعياً لا يحمل بين طيااته إي رقي ...
      فتراه يتخبط بأفكاره المنحرفه يمنة ويسره ....

      نسأل الله أن نجد حل لهذا الموووضوووع ....

      لي عوده ,,,,

      دمتم بطيب ...



      والأروع مشاركتك في النقاش هنا , مرحبا بك أختي الفاصلة : سنيورة .

      أتفق معك في الأسباب المذكورة, والتي هيأت الشباب للانسياق وراء التيارات الفكرية المنحرفة .

      برأيك مـــا هو الحل المقترح ؟

      وهل الانحراف الفكري لدى الشباب يظهر فجأة , أم له ارهاصات تبدأ في مرحلة الطفولة والمراهقة, وتظهر في مرحلة الشباب ؟!!

    • بنت قابوس كتب:

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....

      تحية طيبة للجميع هنا ....


      الموضوع يدور بشكل عام حول الانحراف أو التفسخ أو الانحلال الفكري والذي يتبعه انحراف سلوكي وأخلاقي .....

      الأسباب عديدة ومتنوعة ... وتم ذكر الكثير منها خلال نقاشكم البنّاء الجميل .....


      ومن ضمن الأسباب..... القناعة .... أو اليقين .... بالدين وبالإسلام وتعاليمه ....

      سؤال يتجدد ويتبادر لذهن الكثير منا ....

      هل نحن مسلمون ومقتنعون بأن الإسلام هو دين الحق ..... ؟؟؟؟؟؟ أم أننا مسلمون بالإكراه ... بمعنى أننا ولدنا في مجتمع مسلم وأهلونا مسلمون فتبعناهم ....؟؟؟؟


      هنا مربط الفرس .... من وجهة نظري.....



      فإذا كان الأساس ضعيفا فكيف نثق في البناء .....!!؟؟!!


      إذا كان شبابنا لا يشعرون بحقيقة إيمانهم بالله وبأنهم في نعمة كبيرة جدا يحسدون عليها وهي أنهم ولدوا في بلاد المسلمين وتربوا على الاسلام والدين ....

      إذا كانوا لا يدركون حقيقة أن تقتنع بإسلامك وتنفذ كل ما أمرك الله به بلا نقاش عقيم .... وبطلاقة لا تشوبها زوائف وشوائب ......

      عندها يحق لنا أن نخاف على أنفسنا وعلى كل من حولنا ونستشعر الفتنة المنتشرة بين أوساط الشباب كما قالت أختي سنيورة .....


      الله يحفظنا من شر الفتن.....آآآآآآميــــــــــــــــــــــــــــــــــن



      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

      مرحبا بك أختي الفاضلة : بنت قابوس , وأسعدتني مداخلاتك كثيرا.

      أشرتِ إلى نقطة بالغة الأهمية , التدين بــالوراثة , لأننا ولدنا لأبوين مسلمين , فنحن على الإسلام , نكبرُ وتــكبر في عقولنا عشرات الأسئلة , من جنس " كيف " و " لماذا " وأخواتها , نبحث عن الحقيقة أو بصورة أدق نريدُ أن نفهم الحقيقة التي بين أيدينا .

      أكاد أجزم أن معظمنا خطرت على عقله تلك التساؤلات المرهقة حول " الله " و الكون والحياة والموت والدين , تبدأ في الطفولة وتزداد حدتها في المراهقة, وتجاوزنا تلك المرحلة بسلام , و كلما ازددنا عمرا وفهما , زاد يقيننا وإيماننا أن ما بين أيدينا هو الحق لا مراء فيه, وأنه السبيل لسعادتنا في الدنيا والآخرة .


      كان ذلك سابقا, ( أقصدُ تساؤلاتنا المرهقة في مرحلة الطفولة والمراهقة) وعالمنا الذي نتعامل معه محدود ! فما هو حال الأجيال الحاضرة, وقد اتسعت دائرة الإدراك لديهم مع البث الإعلامي والفضاء الشبكي, والتفجر المعرفي , وأصبح العالم - كما يقولون - قرية صغيرة ! ستكبر تلك التساؤلات وتتضخم!! و يصبح التحدي عظيما أمام المربين وأمام الأجيال القادمة !

      قــد يقتنع البعض ويعي لماذا هو مسلم ؟ وماذا يعني الإسلام ؟ , وقد لا يقتنع البعض , ويغرق في تساؤلات مبهمة, ويضيع في أوهام وأفكار, تنحرف به عن جادة الصواب, وقد تخرجه عن ملة الدين !!

      نشأ " حمزة كاشغري " في أسرة ملتزمة, وتدرج في حلقات القرآن, وعاش في مجتمع محافظ , فلماذا انحرف ؟!

      ذكـــر لي شخص قريب عن شاب تلقى تعليما دينيا , وكان يؤم الناس في الصلاة, وفجأة - دون مقدمات - أعلن إلحاده ؟ و شاب آخر تجرأ وأخذ ينسب إلى الذات الإلهية ما لا يليق , فلماذا حدث ذلك ؟ ( والأمثلة كثيرة , لا يسعني أن أذكرها ).

      إذن, هناك خلل ما, يُفسر هذا الجنوح !!


      و أراني أميلُ إلى ضرورة إعادة النظر في أساليب " التربية الدينية والأخلاقية " التي ننهجها في تربية الأبناء .


      أؤكــــد لكم ,
      ما عاد أطفالُ اليوم كأطفال الأمس, وما عاد شباب اليوم كشباب الأمس , وما عاد اليومُ كالأمس , فهل سنتعامل بنفس الأسلوب التربوي الذي كان يتعامل بها آباؤنا معنا سابقا في ظل هذه الثورة المعرفية والتكنولوجية ؟! أم أننا قررنا أن نخسر المعركة من البداية؟!

      لنعيد النظر في أسلوب حوارنا مع الأطفال والشباب , ولنعيد النظر في أسلوب تعاملنا مع تساؤلاتهم التي يطرحونها حول الكون والحياة والدين !! لتكون إجاباتُنا عن تساؤلاتهم شافية مقنعة , تغرس اليقين في قلوبهم, والاقتناع في عقولهم ! لا أن تزيدهم شكا وظنونا وتمردا !!
    • فكر كتب:




      وما أعرفه أن " الظاهرة " هو ما وضح بين الناس وظهر . وهو تعريف عام أكثر من كونه تعريفا تخصصيا . لذلك لا أستطيع الجزم هل الانحراف الفكري بين الشباب يعدُّ ظاهرة أم لا . ( وإن كنت قد استخدمتُ لفظة " ظاهرة " في بداية الموضوع :) فـــمعذرة )


      الكريمة "فكر"
      انطلقتُ في كلامي مما وقر في أذهان العامة عن معنى "الظاهرة" و هو الشئ المنتشر كثيرا و أصبح الغالب فيهم
      و بهذا الإعتبار فإنني لا أراه ظاهرة، بل أرى أنّ هناك من يحاول -لغرضٍ ما- جعله يبدو كذلك، و خصوصاً في أوساطٍ لها أهمّيتها كالجامعات، و "الصالونات" الأدبية و الثقافية

      تضخيم أمرٍ ما، لا يقلّ خطراً عن التهوين من شأنه
      فإن كان التهوين من شأنه سيؤدي إلى التغاضي عن خطره، فإن تضخيمه سيؤدّي إلى إعطائه الزخم لنشره و إيصاله، فيما لو أنّه تمّ تجاهلُه لتلاشى و اختفى دون أن يشعر به كثيرٌ من الناس

      و الأمر السواء هو الوسط بين الأمرين، فلا تهوين و لا تضخيم، بل إعطاء كل أمرٍ حجمه، و معالجته بما هو جديرٌ بالقضاء على علّته
    • فكر كتب:



      لكن لنبدأ خطوة واحدة, تتبعها خطوات , كما بدأها صلاح الدين وأصلح جيلا , كان على يديه تحرير القدس !


      اممم، عذراً على الإنحراف جانباً لكن شدّتني هذه النقطة كثيراً
      صلاح الدين كان نتاجاً لخطواتٍ أظهرت جيله

      أحيلك لكتاب "هكذا ظهر جيل صلاح الدين"
    • ورود المحبة كتب:

      أخي مُحب بائن ..
      الدولة - المجتمع - الأسرة .

      لماذا أصبحت النظرة في زماننا هذا دنيوية فنجد يصرف الأباء الألأف من الريالات ليتخرج الأبناء مهندسين أو فنيي
      حاسب آلي أو اية علوم أخرى تعود على الأسرة بالنفع المادي البحت بينما يكاد الأبن أو الأبنة تجهل تعاليم الدين ..

      هل لهذه النظرة الدنيوية من قِبل الدول والمجتمعات والأسر تؤثر تأثيراً سلبياً على نمط الحياة المجتمعي عامة وعلى
      الفرد خاصة بحيث أن الأفكار الدخيلة الغريبة قد تسيطر على عقول أبنائنا بسبب تلك النظرة متناسين الأمور المتعلقة
      بالشرع والدين والتي هي أساس لكل شئ كالقيم والأخلاق والأدب والنخوة وغيرها من الصفات الطيبة الحميدة ..
      وما هو دور عُلماء الأمة في توجيه الحُكام والمجتمعات والأفراد للحفاظ على أصول الدين وعقول النشأ من الأنحراف
      الفكري الذي يكون سبباً في الإنتشار على الأقران ليتعاظم شرُهـ ..




      الكريم "ورود"
      في مداخلة الأخت "فكر" كثيرٌ من الفائدة، و ليس لدي ما أضيفه سوى أن ما نراه مما وصفته إنما هو نتاجٌ لإستراتيجية خطّها أعداء هذه الأمة لإضعافها و إبعادها عن مصادر قوّتها

      و لكم أن تبحثوا عن كيف تمّ إضعاف "الأزهر الشريف" و إبعاده عن التأثير في واقع المجتمع، و تنفير المتفوقين عن دخوله
      و حينها ستعلمون أن ذلك ما تمّ تطبيقه في جميع الدول الإسلامية بدون استثناء
    • فكر كتب:




      أؤكــــد لكم ,
      ما عاد أطفالُ اليوم كأطفال الأمس, وما عاد شباب اليوم كشباب الأمس , وما عاد اليومُ كالأمس , فهل سنتعامل بنفس الأسلوب التربوي الذي كان يتعامل بها آباؤنا معنا سابقا في ظل هذه الثورة المعرفية والتكنولوجية ؟! أم أننا قررنا أن نخسر المعركة من البداية؟!

      لنعيد النظر في أسلوب حوارنا مع الأطفال والشباب , ولنعيد النظر في أسلوب تعاملنا مع تساؤلاتهم التي يطرحونها حول الكون والحياة والدين !! لتكون إجاباتُنا عن تساؤلاتهم شافية مقنعة , تغرس اليقين في قلوبهم, والاقتناع في عقولهم ! لا أن تزيدهم شكا وظنونا وتمردا !!


      أتعلمين أختي "فكر" رغم انّ ما تقولينه هنا أتفق فيه معك، لكنني أرى وجوب الحذر
      فهذه هي التكأة التي يتكئ عليها كثيرٌ من المنحرفين، و العذر الذي يأرزون إليه

      فهم ينادون أن "جيل اليوم غير جيل الأمس" و أن ما نفع جيل الأمس لن ينفع جيل اليوم، و هم بهذا يعرّضون بجميع الثوابت و يشككون في جدواها

      و أخشى أن موافقتنا و ترديدنا لهذا الأمر يزيد من "غرورهم و اعتدادهم بعقولهم"
      و إن كان لي أن أبدي رأياً فأنا أقول أن جيلَ اليوم ليس كجيل الأمس، فجيل الأمس قد يكون جاهلا، لكنه جهلٌ بسيط، يجهل الأمر و لا يعتقد فيه شيئا
      لكن جيل اليوم جاهلٌ جهلاً مركبا، فهو يجهل الأمر و يعتقده بخلاف ما هو عليه!!
    • فكر كتب:


      بارك الله فيك أخي الكريم : سوروفل مان 2


      لكون أحدهم " دكتورا " و " مشهورا " لا يعني إطلاقا أنه حوى علم الأولين والآخرين, وملك ناصية علم الدين, لا تعبر الشهادات عن المستوى الفكري للشخص أحيانا , ولا تؤكد مدى التزامه الديني والخلقي, وقد تجد شخصا " مغمورا" ولا يحمل شهادة علمية أعمق فكرا وأوسع افقا من ذلك الدكتور المشهور .

      أشرتَ إلى التناقض بين الأقوال والأفعال, وعندما قرأتُ كلامك ذاك , استحضرتُ سؤال أختٍ مسلمة تستفتي سماحة الشيخ أحمد الخليلي في حالها, كانت بعيدة عن الدين , فهداها الله إلى الإلتزام بتعاليم الدين ومبادئه وقيمه, وأحست بحلاوة الإيمان في تلك الفترة, ولكن حدث معها " تغير فكري " كما عبرت, عندما رأت التناقض بين أقوال الذين اتخذتهم قدوة في الخير وبين أفعالهم المشينة , فأصابها شك عظيم في عقيدتها ودينها, فابتعدت عن الدين وخلعت الحجاب وتركت الصلاة والصيام, وأصبحت في اضطراب نفسي وتناقض فكري رهيب !!


      عندما يتصدر المجالس رجلٌ, يظن الناسُ به الخير والصلاح , ويدعوهم إلى الحق والدين, , ثم يجدونه في الواقع قد ناقض ما دعاهم إليه في كثير من الأمور, هم يرون أنه يمثل " الدين ", و قد لا يتفهم بعضُهم أنه بشرٌ وأنه عرضة للخطأ والزلل والعصيان, وأنه يمثل " نفسه " بتلك التناقضات , ولا يمثل " الدين " بشيء .

      ألا ترى أن ذلك قد يعد سببا من أسباب ابتعاد بعض الشباب عن المنهج الحق ونفورهم من الدين؟! وجعلهم عرضة للانحرافات والتناقضات الفكرية ؟!


      اختي فكر

      قرأت ذلك السؤال الذي سألته تلك المراة وكيف اصبحت حياتها وإما بخصوص سؤالك هناك من يتأثرون ويتركون الدين وطريقة الأستقامة ويتعللون بذلكم الرجل ولقد شاهدت مثل هذه القضايا كثيرا في مجتمعنا ولكن المفروض كل أنسان عاقل بالغ عليه بالتفكير والتدبر وعليه أن يعلم ويتفكروا في قوله عز وجل ((لا تزر وازرة وزر أخرى)) لكان حالا اليوم أفضل وللأسف تسمعي يقولان ((هذك مطوع يزني او يسرق او يدخن)) ومثل هذه الترهات التي لا تغني ولا تسمن من جوع المفروض انه انسان قد اخطاء وانحرف عن طريق الاستقامة فلا يعني أن اتخذه حجة وانحرف انا او اخذه مثالا للانحراف لان الله عز وجل ((كل نفس بما كسبت رهينة)) ولكن الشيطان شاطر وخبير يعرف كيف يتوغل في حياة الأنسان ويوسوس له.

      بارك الله فيك:)
    • الكريمة "فكر"
      انطلقتُ في كلامي مما وقر في أذهان العامة عن معنى "الظاهرة" و هو الشئ المنتشر كثيرا و أصبح الغالب فيهم



      حسنا أخي الكريم, جميل ! وجهة نظر مقنعة بخصوص مصطلح " الظاهرة ", وألمحتُ في مشاركة سابقة أن استخدامي للكلمة لم يكن دقيقا في بداية الموضوع , أنا أتراجع عنها :)

      بهذا الإعتبار فإنني لا أراه ظاهرة، بل أرى أنّ هناك من يحاول -لغرضٍ ما- جعله يبدو كذلك، و خصوصاً في أوساطٍ لها أهمّيتها كالجامعات، و "الصالونات" الأدبية و الثقافية


      لا أدري ! لا زلتُ غير مقتنعة - تماما - بأن هناك منَ يُحاول تضخيم الأمر لغرض ما , إذا أخذنا بعين الاعتبار أن مظاهر الانحراف الفكري لا تقتصر على تقديس العقل وتهميش النقل, والعبث بالثوابت والمقدسات فقط , هي أعم من ذلك و وأشرتُ إليها من خلال التعريف الذي أوردته لــ " الانحراف الفكري " .

      أقول ذلك حسب فهمي للأمر, إلا أن يكون لك رأي وتعليل يوضح لي الصورة أكثر.

      تضخيم أمرٍ ما، لا يقلّ خطراً عن التهوين من شأنه
      فإن كان التهوين من شأنه سيؤدي إلى التغاضي عن خطره، فإن تضخيمه سيؤدّي إلى إعطائه الزخم لنشره و إيصاله، فيما لو أنّه تمّ تجاهلُه لتلاشى و اختفى دون أن يشعر به كثيرٌ من الناس

      و الأمر السواء هو الوسط بين الأمرين، فلا تهوين و لا تضخيم، بل إعطاء كل أمرٍ حجمه، و معالجته بما هو جديرٌ بالقضاء على علّته


      فكرة رائعة , أتفق معك في ذلك .
    • محب بائن كتب:

      اممم، عذراً على الإنحراف جانباً لكن شدّتني هذه النقطة كثيراً
      صلاح الدين كان نتاجاً لخطواتٍ أظهرت جيله

      أحيلك لكتاب "هكذا ظهر جيل صلاح الدين"


      أهااا , صدقتَ - أخي الكريم - صلاح الدين كان نتاجاً لخطواتٍ أظهرت جيله, وقام بها عدد من المصلحين والعلماء.

      و " صلاح الدين " خريج تلك المدرسة الإصلاحية, كان له دورٌ إصلاحي كبير أيضا في تهيئة المسلمين لتحرير القدس, بما عرف من حسن خلقه ودينه وهمته العظيمة وشجاعته, وحرصه على إقامة أحكام الدين وشرائعه السمحة, وكانت نفسُه تحدثه بتحرير القدس مذ كان صبيا صغيرا , وله في ذلك قصة معروفة في كتب التاريخ !

      "هكذا ظهر جيل صلاح الدين" كتاب رائع جدا , ومن ضمن المحاور التي ناقشها - ولها علاقة بموضوعنا - آثار اضطراب الحياة الفكرية في المجتمعات الإسلامية في جميع المجالات .

      وأحبُ أن أشير نقلا عن الأستاذ حسن علي أبو مطير قوله عن الكتاب:

      " المثير في الموضوع هو أن القوى التي تقود العدوان الشرس على العالم الاسلامي تلقت الكتاب بالبحث و التحليل حيث ذكر المؤلف أن بعض المشاهدين نقلوا له أن تلفاز إسرائيل ناقش محتويات الكتاب باللغة العبرية لمدة ساعة كاملة و أن المناقشين استخلصوا في ضوء ما ورد فيه خطورة انبعاث الروح الإسلامية و أهمية التصدي ليقظة العالم الاسلامي –كله تحت ذرائع الارهاب – و غيره من الذرائع "

      أقترح أن يُدرج من ضمن الكتب التي ترشح للجنة الكتاب المفتوح , ويُقرأ ويناقش .

      شـــكرا لك أخي الكريم على ملاحظتك القيمة.
    • محب بائن كتب:

      أتعلمين أختي "فكر" رغم انّ ما تقولينه هنا أتفق فيه معك، لكنني أرى وجوب الحذر
      فهذه هي التكأة التي يتكئ عليها كثيرٌ من المنحرفين، و العذر الذي يأرزون إليه

      فهم ينادون أن "جيل اليوم غير جيل الأمس" و أن ما نفع جيل الأمس لن ينفع جيل اليوم، و هم بهذا يعرّضون بجميع الثوابت و يشككون في جدواها

      و أخشى أن موافقتنا و ترديدنا لهذا الأمر يزيد من "غرورهم و اعتدادهم بعقولهم"
      و إن كان لي أن أبدي رأياً فأنا أقول أن جيلَ اليوم ليس كجيل الأمس، فجيل الأمس قد يكون جاهلا، لكنه جهلٌ بسيط، يجهل الأمر و لا يعتقد فيه شيئا
      لكن جيل اليوم جاهلٌ جهلاً مركبا، فهو يجهل الأمر و يعتقده بخلاف ما هو عليه!!


      وأنا أتفق معك أيضا, أن هناك مَن يجدُ في ذاك العذر سانحة ليعبث بالمقدسات, ويهمش الثوابت, ويتلاعبُ بالأصول والقطعيات, ويتخلى عن المبادئ والقيم !

      لكن الذي أردتُ أن أركز عليه , هو " الأسلوب " الذي ننهجه في تربية الأجيال , ولا مساس بالثوابت والأصول والمبادئ , أؤكـــد أن جيل اليوم ليس كجيل الأمس, ليس لأن جيل الأمس كان جاهلا, بل لأن العالَم الذي يتعامل معه كان محدودا, والفرص المتاحة أمامه محدودة , ووسائل الانصال والتواصل مع الآخر محدودة!

      أما اليوم , فقد أصبح العالم أكثر انفتاحا في عصر العولمة والتفجر المعرفي, وأصبح التواصل مع الشعوب والثقافات الأخرى أمرا يسيرا جدا, بضغطة زر واحدة تتواصل مع شخص في أقصى العالم, بضغطة زر واحدة تعرف ما يجري في أرض تبعد عنك مئات الآلاف من الكيلومترات, بضغطة زر واحدة تتعرف على ثقافات الشعوب الأخرى وعاداتهم وآدابهم.

      انظر إلى اهتمامات الشباب الآن, طريقة تفكيرهم, أسلوب حياتهم , طموحاتهم , تجد أنها تغيرت عن الجيل السابق.

      ولاحظ الأطفال الآن كيف يتساءلون وعن ماذا يتساءلون وكيف يفكرون؟! فيبهجك ذكاءهم وتسعدك نباهتهم, ويخيفك أن تطيش عقولهم المنفتحة , أو أن تتخطفهم فلسفات غريبة, أو أ ن تسمم أذهانهم أفكار دخيلة , أو أن تُفسد فطرهم النقية عقائد فاسدة في عالم منفتح, لاخصوصية فيه .

      كيف حالهم ؟ وهم ينهلون ثقافتهم وقيمهم وأفكارهم وتصوراتهم عن الحياة من خلال أفلام " الكرتون المدبلجة" وألعاب " البلاي ستيشن" و المسلسلات " التركية" !!! تُنبئُك المدارس عن ذلك !!

      لن نستطيع أن نمنع الأبناء من التواصل مع العالم من حوله بالوسائل الإعلامية والاتصالية المختلفة , ولا أحسبُ أن الانكماش والتقوقع على الذات هو الخيار الصائب في التعامل مع مجريات الأحداث في العالم .

      سيطلعُ الأبناء على ثقافات وأفكار وعقائد مختلفة, وسيقارنون ويفاضلون , وسيأتوننا يسألون ويستفهمون !! لـــماذا ؟ وكيف ؟! وأخواتهما ؟!!

      وقد نندهش بتلك الأسئلة؟ وقد نصدم كيف خطرت على أذهانهم تلك الشكوك؟ ( لستُ أبالغ هذا ما يحصل وما سيحصل ).


      وأعـــود إلى هذه النقطة مرة أخرى :



      لنعيد النظر في أسلوب حوارنا مع الأطفال والشباب , ولنعيد النظر في أسلوب تعاملنا مع تساؤلاتهم التي يطرحونها حول الكون والحياة والدين !! لتكون إجاباتُنا عن تساؤلاتهم شافية مقنعة , تغرس اليقين في قلوبهم, والاقتناع في عقولهم ! لا أن تزيدهم شكا وظنونا وتمردا !!


      لا أدري! هل يحقّ لي أن أقول : أصبحت " تربية أبناء صالحين " في عصرنا الصعب جـــهادا عظيما!
    • Sorrowful Man2 كتب:

      اختي فكر

      قرأت ذلك السؤال الذي سألته تلك المراة وكيف اصبحت حياتها وإما بخصوص سؤالك هناك من يتأثرون ويتركون الدين وطريقة الأستقامة ويتعللون بذلكم الرجل ولقد شاهدت مثل هذه القضايا كثيرا في مجتمعنا ولكن المفروض كل أنسان عاقل بالغ عليه بالتفكير والتدبر وعليه أن يعلم ويتفكروا في قوله عز وجل ((لا تزر وازرة وزر أخرى)) لكان حالا اليوم أفضل وللأسف تسمعي يقولان ((هذك مطوع يزني او يسرق او يدخن)) ومثل هذه الترهات التي لا تغني ولا تسمن من جوع المفروض انه انسان قد اخطاء وانحرف عن طريق الاستقامة فلا يعني أن اتخذه حجة وانحرف انا او اخذه مثالا للانحراف لان الله عز وجل ((كل نفس بما كسبت رهينة)) ولكن الشيطان شاطر وخبير يعرف كيف يتوغل في حياة الأنسان ويوسوس له.

      بارك الله فيك:)


      صدقت - أخي الكريم - وكلكم مسؤول , ومسؤول عن رعيته , وجرم الرجل " المشهور " ليس كجرم الرجل "المغمور" في عرف المجتمع , وخطأ العالم ليس كخطأ الجاهل.

      شكرا لك .
    • عـودة إلى حيث انتهى الحوار

      طفلةٌ في العاشرة من العمر, كانت تقرأ كتابًا , يضمُ مذكرات طالب درس في الــخارج, وكان يسرد شيئا من ذكرياته هناك , وتعرض إلى شيء يسير من الاختلاف الديني والفكري بين المسلمين وغيرهم في سياق حديثه عن بعض المواقف.

      أثــارت تلك النقطة تساؤلات الطفلة, فــأخذت تسأل (صغت الأسئلة بلغتي في بعض المواضع مع الحفاظ على معناها الذي قصدته الطفلة):

      1- سيدنا عيسى عليه السلام نبي مرسل من الله, ونحن نؤمن به , وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نبي مرسل, وكلهم صادقون وكلهم أنبياء, فهل هناك خطأ أن أكون مسيحية مثل سيدنا عيسى عليه السلام؟ ( تقصد أن يكون لها حرية الاختيار بما أنهم كلهم أنبياء صادقون)

      2- لو لم يكن هناك دين إسمه الإسلام , فهل سنكون مسيحيون أم يهود؟

      3- المسيحيون واليهود يعبدون الله , ونحن نعبد الله, فلماذا نقول أنهم في النار,ومنهم ناس طيبون يفعلون الخير مثل ( ذكرت اسم امرأة نصرانية تعرفها ) فلماذا تدخل النار وهي طيبة؟ والمسلم فقط يدخل الجنة, مع أن بعضهم أشرار ؟

      ****

      هذا الموقف واقعي , وأجيال اليوم كثيرة التساؤل ! ويخطر على عقولهم ما لايمكن أن يخطر على عقولنا.

      أود أن أسألكم :


      1- ماذا تستنتج من تساؤلات تلك الطفلة ؟

      2- كيف نتعامل مع تلك التساؤلات, وكيف نقدم جوابا مقنعا وشافيا لحيرة تلك الطفلة؟

      3- لو زجرنا تلك الطفلة عن تلك الأسئلة, أو تجاهلناها وأهملناها , برأيكم ألن يكون ذلك سببا لاقتناعها بأفكـار خاطئة لأنها فقدت التوجيه وتوضيح الصواب عندما طرحت الآسئلة؟

      نُــقيمُ ونحسبُ أنَّـــا نُـــقيمُ ...***... وأيَّـــامُنا كُــلُّها في سَفر .:).
    • الكريمة "فكر"

      طروحاتك غنيّةٌ ثريّة
      و أخشى أن مثلي لا يرقى لمجاراتها

      سؤالات الطفلة يمكن النظر إليها من زاويتين
      أولا زاوية "من السائل؟"
      و ثانياً زاوية طبيعة السؤال

      و هنا هي طفلةٌ لمّا تجاوز العاشرة من عمرها
      و هذا يدلّ على خيرٍ كثير، فأن يسأل طفلٌ في هذا السنّ أسئلةً كهذه، فإنّما يبشّرُ بنشوء جيلٍ يبحثُ عن الحقّ و يُعملُ فكرَه للتوصّل إليه

      أما لو نظرنا للسؤال لو كان صادراً عن بالغٍ ينتمي للإسلام، فإنّ هذا يدلّ على جهلٍ خطير، و نقصٍ فاضح، و يدقّ ناقوسَ الخطر
      إذ أنّ إجابةَ أمثالِ هذه الأسئلة مما ينبغي أن تكون لدى المسلم الواعي المؤمن عن يقين و علم.

      لا ينبغي زجرُ الطفل عن طرحِ أمثال هذه الأسئلة، بل أرى -إن جازَ لي أن أبديَ رأيا- أنه يجبُ تشجيعُهم على ذلك
      فبأمثال هذه الأسئلة نتأكّد من نشوء مسلمين عن علمٍ و اقتناع لا وراثةٍ و اتّباع.

      و كما ذكرتِ -أختي الفاضلة- فإن زجرهم أو إهمالهم قد يؤدّي إلى انحرافهم لفقدهم التوجيه و التوضيح
    • مساء الخير
      تساؤولات تنم عن ذكاء هذه الطفلة وإتساع فكرها
      وكثيرة هي الأسئلة المشابه التي يطرحها الأطفال وقد نعجز نحن الكبار عن إيجاد إجابة شافيه لها
      في نظري أبسط جواب يمكن ان نقدمه للطفله هو أن نوضح لها أن جميع الانبياء صادقون وختمهم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام لذا يتوجب علينا اتباعه
      طبعاً الزجر غير محبب هنا لأنه سيؤثر سلباً ع الطفل
      عند التعامل مع الطفل يجب ان نحاول قدر الإمكان إشباع شهيته للمعرفة كي لا يتجه لإشباعها بشكل خاطيء
      هذا رأي ،،
      ::
      ودمتم

      $ شـُــــــكـــراً $$9
    • نتابع ..
      ولي عودة .
      لن تستقيم الحياة إن لمْ يستقم عليها الانسان .!
      لن يُحبّ الله أحداً إلا إذا أحبّ الانسان غيره بصدق ..!!
      الحُبّ الحقيقي تتدفّق عاطفته كما يتدفّق الماء من أعلى قِمّة.!
    • الأفاضل : محب بائن , أنــا والحزن , أسعدتني مداخلاتكما .

      وأتفق معكما فيما ذهبتما إليه .

      يميلُ الطفل بفطرته إلى التساؤل والاستفهام عن الكون والحياة, ولعل الآباء والأمهات يلاحظون ذلك في أطفالهم, وكذلك مـَن يشتغل في تدريس الأطفال, يــجد كثيرا من تلك الأسئلة المحيرة أحيانا, والمشككة أحيانا أخرى.

      وقد يضجــر الكبار, ويزجرون الطفل, بل قد يتعرض الطفل لإساءة نفسية بسبب أسئلته, فلا أظن أن طفلا سيجرؤ على السؤال إن نهرته المعلمة مرة, ووصفا أسئلته بــ" الغبية" وأثارت سخرية زملائه عليه .

      عند التعامل مع الطفل يجب ان نحاول قدر الإمكان إشباع شهيته للمعرفة كي لا يتجه لإشباعها بشكل خاطيء



      لا ينبغي زجرُ الطفل عن طرحِ أمثال هذه الأسئلة، بل أرى -إن جازَ لي أن أبديَ رأيا- أنه يجبُ تشجيعُهم على ذلك
      فبأمثال هذه الأسئلة نتأكّد من نشوء مسلمين عن علمٍ و اقتناع لا وراثةٍ و اتّباع.


      كيف نشجع الأبناء على السؤال, والتعبير عما في أذهانهم من تصورات وفِكَر ؟! ما الوسائل والأساليب ؟
      نُــقيمُ ونحسبُ أنَّـــا نُـــقيمُ ...***... وأيَّـــامُنا كُــلُّها في سَفر .:).
    • مساء الخير
      /


      [INDENT]كيف نشجع الأبناء على السؤال, والتعبير عما في أذهانهم من تصورات وفِكَر ؟! ما الوسائل والأساليب ؟[/INDENT]

      لا أدري بالضبط ولكن سأجيب بناء على معرفتي البسيطة في هذا الجانب
      إفساح المجال لخيال الطفل أعتقد انه قد يفيد
      فشحن خيال الطفل ولكن بشكل موجه قد يدفعه للإبداع
      كذلك ممارسة اللعب مع الاطفال من خلال مثلاً
      ((لعبة ماذا لو..)) يجعل الطفل يتخيل المواقف ويسبح بفكره
      وتشجيع الطفل على الإستفسار وعدم تقبل الامور جاهزة يطلق العنان لفكره
      ولكن يجب علينا الحذر ونحن نمارس هذا السلوك مع الطفل
      فالخيال سلاح ذو حدين
      أسئلة الأطفال يجب التعامل معها بعقلية وعدم التهاون او الإستخفاف بها
      فكل إجابة غير محسوبة قد تأثر بشكل سلبي على عقلية وشخصية الطفل
      هذا ما لدي ،،
      :
      ودمتم

      $ شـُــــــكـــراً $$9
    • فكر كتب:


      كيف نشجع الأبناء على السؤال, والتعبير عما في أذهانهم من تصورات وفِكَر ؟! ما الوسائل والأساليب ؟


      بحسب فهمي القاصر، لا أرى حاجةً لتشجيعهم على طرح الأسئلة
      فهي فطرةٌ مغروسة
      لكن المهم هو عدم كبت هذه الفطرة أو خنقها
      بل توجيهها و إرشادها

      مثال:
      طفلٌ في سنيّ دراسته الأولى
      حين يقوم بأداء واجباته بمساعدة أمّه، يناقش أمّه فيما تخبره إياه
      و أحياناً يبدي عدمَ اقتناعه، بل و اعتراضه

      الأمّ تعتبرُ هذا التصرّف عدمَ احترامٍ لها، و عدمَ ثقةٍ بها

      الحقّ -كما يتصوّره فهمي القاصر- هو ألا تتأفف الأمّ من ذلك بل تشجعُ ابنها عليه
      و ذلك بمناقشته و تشجيعه على إبداء اسباب عدم اقتناعه، و محاورته بأسلوب الندّ دون تصغيرٍ من شأنه أو عدم التفاتٍ لكلامه
      لكن يجب التنبّه أنّه ينبغي تنبيهه و زجرُه -إن استلزم الأمر- إن قام بذلك بأسلوبٍ ينمّ عن عدم احترام كأن يرفعَ صوته أو يستخدم كلماتٍ فيها تقليلٌ من احترام الأم