راين أن بعض الأخوة هنا يعترضون عندما نقول لهم أن السيدة عائشة رضي الله عنها تابت بعد معركة الجمل ويدعون أن توبتها لم تثبت
لن أعرض روايات الأباضية بل سنثبت لكم من كلام أكبر علمائكم في هذا الأمر
يقول شيخ ابن تيمية- رحمه الله- في المنتقى (ص223):" إن عائشة لم تقاتل، ولم تخرج لقتال، وإنما خرجت بقصد الإصلاح بين المسلمين، وظنت أن في خروجها مصلحة للمسلمين، ثم تبين لها فيما بعد أن ترك الخروج كان أولى، فكانت كلما ذكرت تبكي حتى تبل خمارها. وهكذا عامة السابقين ندموا على ما دخلوا فيه من القتال، فندم طلحة والزبير - رضي الله عنهم - أجمعين، ولم يكن لهؤلاء قصد في القتال، ولكن وقع القتال بغير اختيارهم."
وهذه بعض الروايت التي تؤكد توبة وندم السيدة عائشة رضي الله عنها بعد موقعة الجمل
روى الطبري(142) عن أبي جندب انّه قال: دخلت على عائشة (رض) بالمدينة، فقالت: من أنت؟
قلت: رجل من الازد أسكن الكوفة.
قالت: أشهدتَنا يوم الجمل؟
قلت: نعم.
قالت: لنا أم علينا؟
قلت: عليكم.
قالت: أفتعرف الذي يقول: يا أُمّنا يا خير أُمّ نعلم!
قلت: نعم، ذاك ابن عميّ فبكت حتّى ظننت أنّها لا تسكت. وروى ابن الاثير(143) وقال: ذكر لعائشة يوم الجمل، فقالت: والناس يقولون يوم الجمل؟!
قالوا لها: نعم. فقالت: وددت أنّي لو كنت جلست كما جلس صواحبي وكان أحبَّ إليّ من أن أكون ولدت من رسول اللّه بضع عشرة كلّهم مثل عبدالرحمن ابن الحارث بن هشام، أو مثل عبداللّه بن الزبير.
وروى مسروق(144) وقال: كانت عائشة (رض) إذا قرأت: (وقرن في بيوتكنّ) بكت حتّى تبلّ خمارها.
وفي بلاغات النساء(146): أنَّ عائشة لمّا احتضرت جزعت فقيل لها: أتجزعين؟ يا أُمّ المؤمنين! وابنة أبي بكر الصدّيق؟ فقالت: إن يوم الجمل لمعترضٌ في حلقي. ليتني مت قبله، أو كنت نسياً منسياً.
وروى ابن سعد أيضاً: أن عائشة قالت: واللّه لوددت أنّي كنت شجرة، واللّه لوددت أنّي كنت مَدَرَة؛ واللّه لوددت أن اللّه لم يكن خلقني.
وروى أيضاً أن عائشة قالت عند وفاتها: إنّي قد أحدثت بعد رسول اللّه، فادفنوني مع أزواج النبيّ (ص) قال الذهبي(147) تعني بالحديث مسيرها يوم الجمل. وروى الذهبي وقال: وتوفّيت في الليلة السابعة عشرة من شهر رمضان بعد الوتر سنة ثمان وخمسين، فأمرت أن تدفن من ليلتها، فاجتمع الانصار وحضروا، فلم تر ليلة أكثر ناساً منها، وحمل معها جريد بالخِرَق، وقال الراوي:
رأيت النساء بالبقيع كأنّه عيد، وصلّى عليها أبو هريرة، وكان خليفة
مروان.
وكان مدة عمرها ثلاثاً وستين سنة، وأشهراً(148).
00000000000000000000000
142 الطبري 5 / 11 في حوادث الجمل.
143 بترجمة عبد الرحمن من أُسد الغابة 3 / 284، وطبقات ابن سعد 5 /1. وفي فتوح ابن أعثم 2 / 341 ـ 342 قالت: ((مثل ولد عبد الرحمن بن الحارث)) في رواية: ((ولو لم أشهد الجمل لكان أحبّ أليّ من أن يكون لي من رسول اللّه (ص) مثل ولد عبد الرحمن بن الحارث فإنّه كان له عشرة أولاد ذكور كل يركب)).
144 ابن سعد في طبقاته 8 / 56ط. أوربا؛ وفي تفسير الاية من الدرّ المنثور.
145 طبقات ابن سعد 8 / 51؛ والبخاري 3 / 11 في تفسير النور؛ وحلية الاولياء 2 / 45 بترجمة عائشة، وهو الذي فسر ((نسياً منسياً)) بالحيضة، وتفصيله في مسند أحمد 1 / 276 و 349.
146 بلاغات النساء ص 8، وفي تذكرة الخواص ص 46 بتفصيل أوفى.
147 النبلاء 2 / 134 ـ 135، والمستدرك 4 / 6 والمعارف ص 59.
148 النبلاء 2 / 136.
لن أعرض روايات الأباضية بل سنثبت لكم من كلام أكبر علمائكم في هذا الأمر
يقول شيخ ابن تيمية- رحمه الله- في المنتقى (ص223):" إن عائشة لم تقاتل، ولم تخرج لقتال، وإنما خرجت بقصد الإصلاح بين المسلمين، وظنت أن في خروجها مصلحة للمسلمين، ثم تبين لها فيما بعد أن ترك الخروج كان أولى، فكانت كلما ذكرت تبكي حتى تبل خمارها. وهكذا عامة السابقين ندموا على ما دخلوا فيه من القتال، فندم طلحة والزبير - رضي الله عنهم - أجمعين، ولم يكن لهؤلاء قصد في القتال، ولكن وقع القتال بغير اختيارهم."
وهذه بعض الروايت التي تؤكد توبة وندم السيدة عائشة رضي الله عنها بعد موقعة الجمل
ندمها من يوم الجمل:
روى الطبري(142) عن أبي جندب انّه قال: دخلت على عائشة (رض) بالمدينة، فقالت: من أنت؟
قلت: رجل من الازد أسكن الكوفة.
قالت: أشهدتَنا يوم الجمل؟
قلت: نعم.
قالت: لنا أم علينا؟
قلت: عليكم.
قالت: أفتعرف الذي يقول: يا أُمّنا يا خير أُمّ نعلم!
قلت: نعم، ذاك ابن عميّ فبكت حتّى ظننت أنّها لا تسكت. وروى ابن الاثير(143) وقال: ذكر لعائشة يوم الجمل، فقالت: والناس يقولون يوم الجمل؟!
قالوا لها: نعم. فقالت: وددت أنّي لو كنت جلست كما جلس صواحبي وكان أحبَّ إليّ من أن أكون ولدت من رسول اللّه بضع عشرة كلّهم مثل عبدالرحمن ابن الحارث بن هشام، أو مثل عبداللّه بن الزبير.
وروى مسروق(144) وقال: كانت عائشة (رض) إذا قرأت: (وقرن في بيوتكنّ) بكت حتّى تبلّ خمارها.
وأخرج ابن سعد(145) في طبقاته: أن ابن عباس دخل على عائشة قبل موتها فأثنى عليها: فلمّا خرج، قالت: لابن الزبير. أثنى عليَّ عبداللّه بن العباس ولم أكن أُحبّ أن أسمع أحداً اليوم يثني عليَّ. لوددت أنّي كنت نسياً منسياً ـ أي حيضة ـ إنتهى.
وفي بلاغات النساء(146): أنَّ عائشة لمّا احتضرت جزعت فقيل لها: أتجزعين؟ يا أُمّ المؤمنين! وابنة أبي بكر الصدّيق؟ فقالت: إن يوم الجمل لمعترضٌ في حلقي. ليتني مت قبله، أو كنت نسياً منسياً.
وروى ابن سعد أيضاً: أن عائشة قالت: واللّه لوددت أنّي كنت شجرة، واللّه لوددت أنّي كنت مَدَرَة؛ واللّه لوددت أن اللّه لم يكن خلقني.
وروى أيضاً أن عائشة قالت عند وفاتها: إنّي قد أحدثت بعد رسول اللّه، فادفنوني مع أزواج النبيّ (ص) قال الذهبي(147) تعني بالحديث مسيرها يوم الجمل. وروى الذهبي وقال: وتوفّيت في الليلة السابعة عشرة من شهر رمضان بعد الوتر سنة ثمان وخمسين، فأمرت أن تدفن من ليلتها، فاجتمع الانصار وحضروا، فلم تر ليلة أكثر ناساً منها، وحمل معها جريد بالخِرَق، وقال الراوي:
رأيت النساء بالبقيع كأنّه عيد، وصلّى عليها أبو هريرة، وكان خليفة
مروان.
وكان مدة عمرها ثلاثاً وستين سنة، وأشهراً(148).
00000000000000000000000
142 الطبري 5 / 11 في حوادث الجمل.
143 بترجمة عبد الرحمن من أُسد الغابة 3 / 284، وطبقات ابن سعد 5 /1. وفي فتوح ابن أعثم 2 / 341 ـ 342 قالت: ((مثل ولد عبد الرحمن بن الحارث)) في رواية: ((ولو لم أشهد الجمل لكان أحبّ أليّ من أن يكون لي من رسول اللّه (ص) مثل ولد عبد الرحمن بن الحارث فإنّه كان له عشرة أولاد ذكور كل يركب)).
144 ابن سعد في طبقاته 8 / 56ط. أوربا؛ وفي تفسير الاية من الدرّ المنثور.
145 طبقات ابن سعد 8 / 51؛ والبخاري 3 / 11 في تفسير النور؛ وحلية الاولياء 2 / 45 بترجمة عائشة، وهو الذي فسر ((نسياً منسياً)) بالحيضة، وتفصيله في مسند أحمد 1 / 276 و 349.
146 بلاغات النساء ص 8، وفي تذكرة الخواص ص 46 بتفصيل أوفى.
147 النبلاء 2 / 134 ـ 135، والمستدرك 4 / 6 والمعارف ص 59.
148 النبلاء 2 / 136.