خريجو الاجتماع: خلل في نظام التوظيف
هذا المقال نزل في فتون يخص خريجي علم الاجتماع:
نصيب الحراصي: من المسؤول عن المصروفات التي تكلفتها الدولة في تعليمنا ؟
يوسف الحضرمي: حلمت بأن أكون معينا لأسرتي .. ولكن أصبحت عالة عليهم
عبدالله الحراصي: نحمل شهادات وخبرات علمية من أكبر صرح علمي بالسلطنة وأصبحت زينة في البيت
هلال السليماني: أرى المستقبل في هذا التخصص مظلما
أزهار العبري: التنافس على وظائف قليلة لتخصصين من المفترض أن يكون لكل منهما مجال عمل
سهام العبري: حصلت على امتياز عام 2005م ولم أوفق !
يوسف الحضرمي: حلمت بأن أكون معينا لأسرتي .. ولكن أصبحت عالة عليهم
عبدالله الحراصي: نحمل شهادات وخبرات علمية من أكبر صرح علمي بالسلطنة وأصبحت زينة في البيت
هلال السليماني: أرى المستقبل في هذا التخصص مظلما
أزهار العبري: التنافس على وظائف قليلة لتخصصين من المفترض أن يكون لكل منهما مجال عمل
سهام العبري: حصلت على امتياز عام 2005م ولم أوفق !
كتب ـ ناصر بن سالم الشعيلي :ضغط الحياة وتغير ظروف المعيشة وسرعة الأحداث وتضخمها كان نتاجها ظهور عدد من المشاكل الاجتماعية والضغوط النفسية التي تصيب المجتمع بأضرار مادية ومعنوية وتكون عقبة في ملاحقته للتطور الحادث في المجتمعات العالمية .. فكان لابد من وجود مختصين في هذا القطاع .. فكانوا عندما رسموا هذا الحلم لتحقيق الهدف المنشود فتخطوا صعوبات الدراسة وسهروا ليحظوا بشرف الالتحاق بجامعة السلطان قابوس ليكونوا في نطاق حلمهم فكان لهم ما أرداو بمشيئة الله .. جدوا واجتهدوا ليكونوا من المختصين في علم الاجتماع حتى يسهموا في واجبهم الوطني وهو تخليص المجتمع من المشاكل الاجتماعية... كانوا ينظرون إلى يوم التخرج أنه بوابة تخرجهم من عالم النظرية في علم الاجتماع إلى عالم الواقع الملموس .. ولكن خاب الأمل وضاع الحلم ... فما زالوا ينتظرون طلب وزارة التربية والتعليم لهم ونداء وزارة الخدمة المدنية ليكونوا كما حلموا كوادر مؤهلة متخصصة في علم الاجتماع تسهم في بناء هذا المجتمع .
القانون مجحف
يقول نصيب بن حبيب الحراصي " بكالوريوس اجتماع " أنا خريج جامعة السلطان قابوس لعام 2006 تخصصت في علم الاجتماع برغبة صادقة مني ولطموح كنت أسعى إلى تحقيقه ولكن للأسف جميع مصاريف الدولة التي صرفتها علي وعلى من هم يحملون نفس مشكلاتي ذهبت هباء منثورا حيث مرت سنتان على تخرجي وأنا في المنزل طبعا قدمنا للعديد من الوظائف المتعلقة بتخصصنا ولكن للأسف لم يتم قبولنا حتى الآن في أي وظيفة والذي أحب أن اذكره أن الوظائف التي طرحت هي أقل بكثير من عدد الخريجين ... فمما لا شك فيه أن هنالك باحثين خريجين وحملة شهادات جامعية في مختلف التخصصات وقال نصيب الحراصي : إن القانون الذي تتعامل به وزارة التربية هو إجحاف في حق الخريجين ويدل على أنها لا تبحث عن الكفاءات حيث إن القانون ينص على أن الوظائف هي لأبناء الولاية أو المنطقة فقط ولا يجوز لأي شخص يحمل مؤهلا جامعيا أن ينافس على الوظيفة إذا لم يكن من نفس المنطقة التي طرحت فيها الوظيفة وحقيقة الأمر أنا من أبناء المنطقة الداخلية وحسب المعلومات التي وصلتنا أن هناك شواغر في مدارس المنطقة ولكنها تشغل بطريقة التنقلات الخارجية .. وفي ظل هذا القانون وهذه التصرفات في شغل الشواغر سوف يطول انتظارنا في المنازل .. السؤال الوحيد الذي أريد جوابه .. من المسؤول عن إهدار المصروفات التي صرفتها الدولة في تعليمنا ؟
طاقات معطلة
يقول يوسف بن سليمان الحضرمي " بكالوريوس اجتماع " مضت علي سنتين من تخرجي ولا أراهن إذا كانت معلومات التخصص باقية في ذهني أم عصفت بها الأيام .. أقول ذلك بحرقة لأنني اجتهدت وسهرت لكي أكون من خريجي جامعة السلطان قابوس وان أكون من أبناء الوطن الذين نالوا شرف التعليم في ذلك الصرح العلمي الشامخ .... ونهاية المطاف أصبحنا طاقات معطلة لم نجد المؤسسة التي نفرغ فيها حصيلة ما تعلمناه طوال 16 سنة مرت بجهدها وتعبها ومصروفاتها المادية والنفسية وأضاف يوسف الشعيلي: كنت احلم بأن أكون معينا لأسرتي بعد تخرجي والتحاقي بوظيفتي ولكن للأسف أصبحت عالة عليهم فلما طال انتظاري واليأس حل بي من المؤسسات الحكومية بحثت في القطاع الخاص ولكن للأسف نواجه بجواب مرير بأن تخصصكم لا توجد له شواغر في الشركات فطرقنا الأعمال الحرة الخفيفة مثل سياقة ناقلات المياه وحافلات المدارس وغيرها من الأعمال التي دخلها لا يكفي لمستلزماتي الشخصية في هذا الزمان فكيف لي بأن أوفر لأسرتي منه وأضاف الشعيلي : من هم في دفعاتنا من التخصصات الأخرى ومن تخرجوا بعدنا توظفوا وحققوا بعض أحلامهم ..
معايير الاختيار
يقول عبدالله بن سالم الحراصي " بكالوريوس اجتماع " في الحقيقة طال انتظارنا كنا نؤمل نفسنا ونقول إن هذا التخصص مطلوب في الوقت الحالي وهو ما دفعنا إلى الاتجاه إليه فخرجنا نحمل شهادات وخبرات علمية من اكبر صرح علمي بالسلطنة ولكن للأسف عفى عليها الزمن فالشهادات أخذنها زينة في البيت والمعلومات العلمية ترسبت وقال عبدالله الحراصي دخلنا ما يزيد على أربع مقابلات وكنا نؤمل نفسنا بأننا سوف نتوظف بعد المقابلة ولكن نتفاجأ بأن الذي وقع عليه الاختيار ليس أكفأ منا وليس معدله الدراسي أفضل ولا نعرف ما هي المعايير التي يتم بها اختيار الأشخاص أم هناك معايير داخلية لا نعلمها وأضاف الحراصي بقوله :إن طول الفترة الزمنية التي نقضيها في المنازل تؤثر بلا شك في حصيلة معلومتنا كذلك ينظر لنا في المجتمع نظرة غير المرغوب فيهم ونعكس انطباع غير جيد عن المؤسسة التي تخرجنا منها .
تخطيط متعاكس
وأضاف هلال بن ناصر بن سعيد السليماني " بكالوريوس اجتماع " مع إنني خريج 2007 لكنني أرى المستقبل في هذا التخصص مظلما وذلك من خلال ما أراه من حالات نفسية التي تصيب من سبقني من الخريجين الذين يمكثون سنتين وثلاث في بيوتهم لا الجهات الحكومية وفرت لهم وظيفة ولا الجهات الخاصة اعترفت بالتخصص وطبعا هذا سوف يؤثر على من هم في سلك الدراسة إلى الوقت الحالي حيث إنهم لن يكترثوا بتحقيق معدل دراسي متميز لأن أصبح المعدل ليس له أهمية سوى كان مرتفعا منخفضا النتيجة هي المكوث في منزل العائلة تتذكر فيه أيام الطفولة وأضاف هلال السليماني إذا كان التخطيط بين الجهات التعليمية والجهات التي تعنى بالتوظيف منعدم فما هو ذنب الشباب الطموحين الذي جدوا واجتهدوا من أجل أن يخدموا مجتمعهم وأسرهم ويحققوا طموحاتهم إلى متى سيظل هؤلاء الخريجين المؤهلين يجوبون في الشوارع أو قابعين في منازلهم .
الغريب في الأمر حتى الآن الكليات والجامعات تفتح بعض التخصصات التي أصبح الخريجين غير الحاصلين على وظيفة أكثر من المقيدين في الدراسة فلماذا لا تغلق هذه التخصصات حتى لا تكون هناك بطالة مقنعة وأكد السليماني بقوله لم نتأخر عن التسجيل في أي وظيفة وأي قطاع وأي مجال وتخصص ولكن للأسف لم نحصل على ما نطمح إليه.
وظائف لتخصصين علم اجتماع وعمل اجتماعي
أما أزهار بنت على العبري فهي تخصص (عمل اجتماعي) دفعة 2005م تشير: هل من العقول أن يتم التنافس على وظائف قليلة لتخصصين من المفترض أن يكون لكل منهما مجال عمل مختلف، نعم معظم الوظائف التي نتقدم لها يطلب من التخصصين المنافسة عليها، لماذا إذن يتم دراسة لتخصصين منفصلين في الجامعة؟ كما أن الأعداد الكثيرة التي تتخرج من هذين التخصصين كبير بحيث يصعب على الشخص الحصول على فرصة عمل بالمقارنة مع فرص الوظائف المتوفرة.
تخصصنا (العمل الاجتماعي) مرتبط بالواقع المعاش وحصلت شخصيا على تدريب في أكثر من مؤسسة، وتدربت في مدرسة حيث كنت أعمل بشكل تطوعي ولفترة طويلة خلال اليوم، ولأن المدرسة لم يكن فيها إخصائية اجتماعية ولأنني أصبحت ملمة بالوضع ولأن مدير دائرة وزارة التربية والتعليم لمنطقة الداخلية المدرسة أخبرني أن أولوية التوظيف ستكون لي وفقا للمجهود الذي قمت به. إلا أن ذلك كان هباء منثورا، على خلاف المدرسة الأخرى التي كانت تتدرب فيها زميلتي حيث وافقت المديرية على توظيفها، أما أنا فلا . وقد يتخيل القارئ أنني أفضل نفسي على الآخرين أو أنني لم أقم بمجهود في المقابلة ولكن الذي عرفته أن التي كانت تقوم بمقابلة الخريجات كانت صديقة التي وظفتها، وكلفتاهما تحضرِّان الماجستير! (واسطة). هذا هو الذي أغضبني.
كما أنني سألت عن الاختبار الذي اختبرناه في وزارة التربية والتعليم الذي كان عبارة عن أسئلة في علم النفس، وعلمت أن الذي وضع الامتحان هي خريجة علم النفس (بكالوريوس) فهل هذا منطق؟ وجل الأسئلة عن علم النفس، الذي درسنا منه القليل في تخصص العمل الاجتماعي فما بالك بعلم الاجتماع الذين لم يدرسوه.
تضيف أزهار: هنالك خلل في عملية التوظيف، وخلل واضح جدا. ثلاث سنوات حتى الآن ولم أجد عملا بينما خريجات السنة الماضية حصلن على عمل، هذا يجعلني أيأس.
امتياز و لم توفق
تقول سهام بنت سليمان العبري خريجة دفعة 2005م في جامعة السلطان قابوس تخصص علم اجتماع: حصلت على امتياز خلال دراستي الجامعية بمعدل( 3.45) وتقدمت منذ تلك الفترة إلى مؤسسات مختلف التابعة لوزارة الخدمة المدنية ووزارة القوى العاملة كذلك تقدمت بأوراقي إلى وزارة التربية والتعليم.
وفي المنطقة التي أعيش فيها عدد من طالبات علم الاجتماع من التخصص نفسه ولم يحالفهن الحظ على وظائف حتى الآن، وبالرغم من تفوقي وحصولي على درجة الامتياز التي يصعب على الكثير الحصول عليها إلا أن سوء الطالع كان أمامي دائما.
قدمت اختبارات وناقشت في عدد من المقابلات، وكان آخر الاختبارات في وزارة التربية والتعليم، والمؤسف أن هذا الاختبار كان عبارة عن أسئلة في علم النفس الذي لم ندرسه ولم نعرف عنه شيئا خلال دراستنا، كان الاختبار بالنسبة لنا في غاية الصعوبة، على عكس العمل الاجتماعي الذي يدرسون فيه علم النفس بشكل بسيط.
وهذا التخصص (علم الاجتماع) بدأ في عام 2005م كتخصص جديد في جامعة السلطان قابوس، ودراسته تختلف عن دراسة العمل الاجتماعي، وفي الجامعة فرقوا بينهما،أما في الوظائف كان العكس، فأي وظيفة يتم الإعلان عنها يخلطون خريجو علم اجتماع والعمل الاجتماعي، وهذا أمر غير عادل كون أن دراستنا تختلف عن دراسة تخصص العمل الاجتماعي. وهل من العدل أن يتم قبول خريج دفعة 2007م بتحصيل جيد أو جيد جدا، وخريج 2005م حاصل على درجة الامتياز لا يجد عملا؟ هل يتصورون أن الامتياز بالسهولة التي يستطيع الحصول عليها الطالب، بعد الجهد الذي وصله، وهل من العدل أن يوظف شخص فور تخرجه ويبقى خريج عام 2005م باحثا لا يعلم كيف مصيره؟
نتمنى من الجهات المسؤولة تعيين وظائف خاصة للعمل الاجتماعي وخاصة لعلم الاجتماع دون الخلط بينهما، كذلك أن تكون الأولوية للخريجين في الدفعات المتأخرة في إمكانية الحصول على وظائف. (وياليت حد يسمعنا).
نابع من انسان يائس من حصولة على وظيفه 
نابع من انسان فقد معنى القيم الانسانية ... كالتفاؤل بالخير
: 
: 
: