تجارب من حياتك ....

    • تجارب من حياتك ....

      مشرفتنا الغالية و المتألقه رحيل القويطعي قامت باقتراح مذهل

      و شخصياً أجده رائع و يستحق المحاولة

      و هــــــــــــو :

      أن نقوم بكتابة قصص تتكلم عن تجارب الأعضاء في الحياة ...

      على أن تكون تجربة مفيدة في أي جانب من

      الحياة .. تجربة مثيرة .. غيرت أفكارنا ..أو قناعاتنا ..في

      اطار قصصي.... بسيط .....



      الشروط بسيطه جداً :

      أهمها أن تكون القصة واقعية و حدثت بالفعل ...

      ليس من الضروري أن يكون كاتبها من مر بها ....

      لكنه سمعها من قريب أو صديق و استفاد منها ..

      ألا تكون منقولة من منتدى آخر أو مجلة أو كتاب أو رواية ....... الخ


      بالنهاية ...

      ليس من الضروري أن تكون كاتب أو أديب لتروي قصة بشكل مفيد

      و كم ستكون سعادتك عندما يأتي من يشكرك على مساعدتك

      و الأهم عندما تجد أنك أصبحت بالفعل كاتب و أديب دون أن تدري ....




      الكل مدعو لعل ما نكتبه يزيد من حسناتنا و ينقذ شخص

      ما في مكان ما.. .....

      أجد الموضوع مهم و جدي جداً ....
    • طاقم الإشراف المتميز جداً في هذا المنطقة من الساحة .. ( أحسد ساحة القصص على تجمعكم بصراحة )


      إذا قررتم إغلاق هذا الموضوع أو إلغاءه فأرجو نقل قصتي اليتيمة المسكينة إلى موضوع مستقل !

      أنا و بصراحة كتبت هذه القصة - كأول قصة أكتبها - مخصوصة لهذا الموضوع !



      لكم أجمل التحايا
    • (( WAHEED )) كتب:

      طاقم الإشراف المتميز جداً في هذا المنطقة من الساحة .. ( أحسد ساحة القصص على تجمعكم بصراحة )


      إذا قررتم إغلاق هذا الموضوع أو إلغاءه فأرجو نقل قصتي اليتيمة المسكينة إلى موضوع مستقل !

      أنا و بصراحة كتبت هذه القصة - كأول قصة أكتبها - مخصوصة لهذا الموضوع !



      لكم أجمل التحايا



      مشرفنا الغالي ماذا أقول ...

      يكاد الحزن يباغت كل شيء ...

      لا أدري لا تفاعل هنا أنظر إلى عدد المرور لكن
      لا يوجد رد سوى
      alwadahi
      له جزيل الشكر على الأقل لم يمر مرور الكرام ..


      و أنت يا مشرفي الرائع .....


      لن أنقل قصتك اليتيمة الرائعة إلى موضوع مستقل .....
      إلا إن كنت تبخل على موضوعي ... بوجود حرف لك فيه !!!؟؟

      رغم القيل و القال .... فأنا أحب طريقتك في النقد ..
      حتى طريقتك الساخرة في إيصال ما تريد إيصاله ...

      أتدري لما ؟؟

      لأنها رغم ما يزعمه البعض .... حقيقة ولا نستطيع أن نقول غير ذلك ..

      فإني أعشق حرفاً لا يجامل ...

      وصلتني رسالتك الغامضة ... و أعتذر على التأخير ...

      لي عودة لقصتك التي علي أن اقرأها مرات أخرى ... لأكتب رد لها ..


      احترامي لك و لحرفك الصادق ...
    • (( WAHEED )) كتب:

      طاقم الإشراف المتميز جداً في هذا المنطقة من الساحة .. ( أحسد ساحة القصص على تجمعكم بصراحة )


      إذا قررتم إغلاق هذا الموضوع أو إلغاءه فأرجو نقل قصتي اليتيمة المسكينة إلى موضوع مستقل !

      أنا و بصراحة كتبت هذه القصة - كأول قصة أكتبها - مخصوصة لهذا الموضوع !



      لكم أجمل التحايا



      أعذرني لأني حزنت على قصتك في النهاية و نقلتها بطلب منك إلى هنا ..

      oman0.net/forum/showthread.php?t=98764


      وسأبقي على ردك أعلاه ...
    • مسااااااااااااء الخير للجميع


      عزيزتي الحزينة السعيدة ..

      أشكركِ بداية على الموضوع والذي يؤكد إننا هنا شخص واحد ...


      أعزائي ...


      هنا دعوة لكم ... هناك أفكار ثابتة في أذهاننا .. عن شئ ما ..

      شخص ما .. أو حتى عن أنفسنا ...

      وربما ..كنا في لحظة من اللحظات لا نؤمن بقدراتنا في جانب معين من

      الحياة ... ولكن بتجربة من الحياة قد نتغير ..

      قد نغير أشياء مرسومة بطريقة سلبية بداخلنا لتكون صورة ترسم لنا

      معالم أخرى لنا .. تشجعنا على التواصل والمواصلة في رحلة الحياة الكبيرة ..

      هكذا أبدأ معكم ...

      نريد أقلاماً تصب حبرها في بحر الساحة .. لنكون أقرب من بعضنا أكثر ..

      هذا التواصل الحي الذي نبتغيه هنا .. هو هدف الساحة ...

      وقد نناقش نقاط معينة في القصة ... لمعرفة نقاط الضعف والقوة في أقلامكم ..

      وفي سرد القصة بأسلوب أدبي راقي ..

      في النهاية .. نحن نكون بكم ومعكم أعزائي ...

      مشرفتنا العزيزة الحزينة السعيدة والمشرف العزيز شاعر جروح ...

      موجودون هنا أيضا إلى جواركم ...

      أتمنى منكم التواصل ...

      وإن شااااااااااااااااااء المولى ... ستجدون قصتي هنا ...
      عدت والعود أحمدُ
    • (( WAHEED )) كتب:

      طاقم الإشراف المتميز جداً في هذا المنطقة من الساحة .. ( أحسد ساحة القصص على تجمعكم بصراحة )


      إذا قررتم إغلاق هذا الموضوع أو إلغاءه فأرجو نقل قصتي اليتيمة المسكينة إلى موضوع مستقل !

      أنا و بصراحة كتبت هذه القصة - كأول قصة أكتبها - مخصوصة لهذا الموضوع !



      لكم أجمل التحايا



      عزيزي وحيد ...


      أهلا بك في ساحة القصص ...

      ونتمنى منك التواصل الدائم ..

      لم أقرأ قصتك حتى الآن ...

      ولكني على ثقة من روعتها ...



      تحياتي ...
      عدت والعود أحمدُ
    • الحزينه السعيده كتب:



      سيدي ما عليك أنت اكتب و نحن نصححح #j




      ل وووووووووووووووووووووو ل
      اختي مايحتاج تصحيح ما بكتب اغلاط املائيه

      بس بعبر لكم بالعاميه

      هذا كل شي

      نلتقي على خير اول ما افضى بجي وحتى لو مافضيت عشان خاطركم بفضي روحي


      بباي
    • عزوزالسعدي كتب:


      ل وووووووووووووووووووووو ل
      اختي مايحتاج تصحيح ما بكتب اغلاط املائيه

      بس بعبر لكم بالعاميه

      هذا كل شي

      نلتقي على خير اول ما افضى بجي وحتى لو مافضيت عشان خاطركم بفضي روحي


      بباي



      طيب عبر بالعاميه ونحن نقرأ $$t
    • [B]قصة بها من واقع أحدٌ ما ... حاولت أن أصيغها لكم ...
      الحقيقة إني سبق ونشرت هذه القصة في ساحة القصص ...
      ولكن ... لأن رسالتها تهمني أن تصل لتعكس واقع موجود هنا ..
      فإني أتركها بينكم ...



      وقفة في منتصف العمر


      لقد توفيت والدتي , فهل حريا بي أن أقف بصمت أم أن واجبي هو الصراخ مع إحساس رهيب بالخلاء...واللامبالاة..رحلت والدتي...أكررها بيني وبين نفسي, لأقنع هذه الأخيرة بضرورة الحزن ولو للحظات احتراما لذكراها...عفوا هل قلت ذكراها ..حتى إنني لا أذكرها أبدا, إذن كيف يجب أن أكون الآن, وما هي هذه الأحاسيس التي تنتابني وتلازمني وتؤلمني...

      أمي, ترى متى آخر مرة رأيت فيها ذلك الكيان الذي أوجدني, منذ خمسة أو ستة شهور ..وهل رأيتها في العيد, إنني لا أذكر أني صافحتها أو قابلتها في أيام العيد, فقد كانت مشغولة مع بيتها الآخر وزوجها الآخر وأولادها الآخرين, أنظر إلى وجوههم الآن, باكية...حزينة, صراخ أبنائها يدوي في أذني....إنها فاجعه بالنسبة إليهم أن ترحل والدتهم.....والدتي!!!

      ولكني لا أشعر بهذا الحجم من الاستياء والخوف والضعف, صراخهم يحيي في داخلي ذكرى رحيل أبي الغالي, لقد رحل وأنا صغيره في الثامنة من العمر وكانت أمي صغيرة السن وجميلة, لقد تزوجا عن حب صادق, وبالرغم من خلافاتهما المستمرة والتي كنت أراها روتين يومي كالإفطار والغداء والعشاء, رغم ذلك كنت أرى محبة أبي لوالدتي....في ذلك البيت الطيني ترعرعت وعشت طفولتي الحقيقية بين أمي وأبي, وشجرة الفرصاد كانت تسرف علينا بفاكهتها اللذيذة, كل تلك الأشياء انتهت برحيل والدي في حادث سير مروع, أمي لم تكن تعلم وحين علمت بموته, بدأت بالصراخ .." ناصر...ناصر...لقد مات ناصر...مات والد ابنتي...."

      صراخ أمي المفجع تمركز في داخلي كالإعصار, أطاح بكل سعادتي..حينها كان من حبي الكبير لامي ولأبى أن أبقى بجوار والدتي التي أرتدت ثوب السواد على جسدها النحيل, وبقيت تبكي زوجها..قلبها وحظها العاثر..وكأنها كانت تشعر أن بفقدانها أبي فقدت ابنتها أيضا, بقيت معها في بيت جدتي العمياء التي تتحسس البيت بعصاها الصلبة ورائحة اللبان في كل أرجاء المكان..والنساء هنا وهناك, مرت تلك الليالي معتمة السواد وتراءت أشباح والدي في المنام..كم كرهت تلك القبور و تلك النساء..

      مرت تلك الشهور الأربعة بسرعة وخرجت أمي من جحرها, رأت شمس النهار وهي تقبَل كل جزء في عالمها الحزين, سألتها في ذلك اليوم..

      - أمي هل تحبين والدي ؟!!!

      لمحت ذلك التغير في صوتها , وتلك الحشرجة المميتة في داخلها وصورتها التي غلب عليها الألم....

      - بالتأكيد أحبه وسأظل على ذكراه....

      عندها احتضنت والدتي وكأنني اكتشفت جزء لم أره من قبل, أحببت والدتي ...وأخرجتها من عزلتها فارتدت الألوان الزاهية وتأنقت, أردتها أن تكون الأجمل والأروع ولكن لم أكن أعرف أن هناك من يراها الأجمل غيري , انه "صالح" الذي كان يرغب بها قبل زواجها بوالدي, لكنه كان يعلم بحب والدتي لأبي , لذلك لم يأتي "صالح" الذي رفض وجودي معهم لأنني أثير في داخله ذكرى والدي, تقدم إلى أمي طالبا يدها, كان صعبا أن توافق والدتي ولكن جدتي أصرت عليها....

      - انه يريدك..وسوف يستر عليك...وظل رجل ولا ظل حيطة....

      - وابنتي.......!!

      - ستكون معي ..ولن تشعري ببعدها أبدا...أعدك..سأهتم بها....

      وبدأت رحلة التنازلات في حياتي, ارتدت أمي فستان الزفاف للمرة الثانية, وهذه المرة ستزف إلى رجل آخر غير الذي أحبت, كنت موقنة بأنها لن تحب أحدا كما أحبت والدي, عاشت أمي في منطقة بعيدة, وتراكمت على كاهلي عثرات تلك السنوات,كانت مكالمات أمي الهاتفية لا تتوقف بالسؤال عني, ولكن بعد أن أنجبت غيري أصبح بعدي أمر مسلم له مغلوب عليه, فقد عوَدت نفسي على غيابها و كنت أراها في الأعياد والمناسبات وفي كل مرة تراني فيها تقول بأني كبرت وأصبحت جميلة, لم تكن توقن مواطن التغير في داخلي فقد كان مكانها فارغا ولا تستطيع حتى هي أن تملأه الآن, ترى هل أحبت زوجها بقدر محبتها لآبي..هل أحبت أبنائها أكثر من محبتي...هل أراودها ليلا في الأحلام...هل تشعر بمرضي أو فرحي وهي بعيدة عني..وهل يمر عيد مولدي كغيره من التواريخ في حياتها..وحفل تخرجي..آه...ذلك الحوار عبر أسلاك الهاتف الباردة...

      - نعم يا حبيبتي ...أنا سعيدة لتخرجك...

      - أمي...أرغب في قدومك لرؤيتي الآن... كل صديقاتي سيأتين بأمهاتهن....

      لحظة صمت أحسست فيها بالخوف..وأدركت بعدها الرد..

      -آسفة حبيبتي..ولكن أريد أن أوصل أخوك إلى المطار...انه في رحله دراسية..سآتي غدا..وأهنئك..مع هدية طبعا...

      للمرة المليون فازوا بها وخسرتها أنا أو هي التي خسرتني, كانت المعادلة صعبه ولا زالت كذلك, لو لم يحضر هو " أحمد" الذي أحب, الذي عوَض عني عذاب السنوات, هذا الرجل الذي أحببت دون أسباب..ربما لأنه يملك الأشياء التي تنقصني, لم أخبرها عنه, فهي لن تهتم أبدا..بالمقابل كنت أخبر صديقتي المقربة " نادية" عن كل شئ, كان أحمد لا يتجرأ بالسؤال عن الماضي لأنة كان يقرأ ملامحي أكثر من أي شخص آخر, تقدم لخطبتي وتمت في حفلة بسيطه, حتى في الأيام الأخيرة فبل زفافي كانت أمي تأتي لفترات قصيرة للاطمئنان إن كان شئ ينقصني أم لا ثم تذهب...كنت بحاجة إليها في تلك الساعات الحرجة في حياتي..كنت أتمنى أن أنام إلى جانبها ليلة واحده...ألا يكفي العمر الذي ذهب هباء...كانت ملامح أمي تبدو متعبه باهتة, أين ذلك البريق الذي كان في عيناها, لقد انطفى, ترى أي حياة عاشت مع زوجها..هل كانت سعيدة....

      لقد حجزت لي و ل "أحمد" تذكرتا سفر لشهر العسل وذهبنا, وعشت حياتي مع من أحب, مرت الأيام بسرعه, وكنت خائفة من فشلي في رحلة العمر هذه, فلم يعلمني أحد شئ عن هذا العالم الجديد, وكيف أعطي وأربي و أعلم, ولكن بعد أن أنجبت طفلتي الصغيرة تدفقت مشاعري بصورة عفوية..أحببتها..ففاقد الشيء يعطيه أحيانا...أمي لم أرها منذ ذلك اليوم الذي أنجبت فيه ابنتي...وأراها الآن...وهي تدفن...
      ماتت أمي المرأة التي أوجدتني, أحبتني بطريقتها الخاصة, لم نلتقي كثيرا في الحياة ولكني جزء منها, فعيناي عيناها, الكل يقول ذلك, أرى أختي الصغيرة تتوجه ناحيتي وفي يدها رسالة...

      - هذه من والدتي كتبتها لك وهي طريحة الفراش....

      اندهشت...إذن كانت مريضة, وكانت تعلم بقرب وفاتها, هل أفتحها الآن...هل أنا بحاجة إلى ذلك,,إلى قرآة حروفها المرتجفة..هل أفتحها لأرى وجه أمي المتعب على سطورها وحبرها...هل أحتاج لذلك, لماذا لم تخبرني بمرضها...لماذا...نظرت إلى الركن المقابل فوجدت زوجي ينتظرني ويحتضن ابنتي الصغيرة, ابتسم لي بشيء من الحزن العميق...سأذهب إليه, انه سعادتي الحقيقية, انه الحياة التي خلقت من أجلها...عذرا أمي ..سامحيني..سأقرا رسالتك حين أشعر بالاشتياق إليها ...حين يغطيني حزن حقيقي يشعرني بفقدانك.. وحتى ذلك الوقت, سأحتفظ برسالتك المغلفة في خزانتي القديمة مع ألبومات طفولتي....وصور والدي.....[/B]
      عدت والعود أحمدُ
    • دعينا يا رحيل نرحل إلى حيث الصمود ...

      حيث السكوت يكون أبلغ من الكلام ...

      إجعلينا نتذوق معا طعم الوحدة ...

      فأنتي أنا ...

      وأنا أنتي ...

      ما الجنون في أن أخاطبك ...

      وأنتي هي ذاتي ...

      إنها مساحتي التي أعيشها ك أنا ...

      سأتحرر من قيود الأنا المقيتة ...

      لأكون ...

      رحيل القلب ...


      إنها ثرثرة مسائية مع نفسي ...

      من يأبه ...!!!


      رحيل ...


      عدت والعود أحمدُ
    • قرأت القصة الحزينة

      ولكن هي الحياة هكذا

      لابد أن يكون بها ضحية

      إمّا الأم الأرملة

      تضحي بشبابها وحيويتها لتربية صغارها

      أو أن تضحي بحنانها لصغارها بسعادتها هي

      صعب جداً الجمع بين الأمرين

      إن كانت هي تريد

      فغالباً زوجها الجديد لا يريد



      شكراً لك رحيل

      قصتك جِدُ مؤثرة




      رسام
    • صفحة من مذكرات عاشق

      هذه الصفحة من المذكرات واقعية هذه المرة وليست مذكرات من نسج الخيال , أعرف أبطالها وتعايشت مع واقعها .


      صفحة من مذكرات عاشق


      كنت فيُ الثانية عشر من عمري وكانت الساعة تعلن الثانية عشر ظهراً عندما رأيتها لأول مرة في فستانها الأصفر, كان منزلنا يكتظ بالناس ذلك اليوم رجلاً ونساء , وكنتُ كبقية الأطفال ألعب مع من يلعبون , وألهوا مع من يلهون إلى أن توقَفَتْ في فناء منزلنا الواسع ثلاث سيارات , كانت الوجوه غريبة بالنسبة لي فلم أعرف من الحاضرين أحد , نزلت من إحدى السيارات فاتنتين جميلتين الكبرى ترتدي فستاناً أزرق , والصغرى ترتدي فستان أصفر , وما إن وقفت فاتنتي على الأرض , ووقع نظري عليها , حتى خفق القلب خفقات ما أحسست بمثلها من قبل فتوقفت عن اللعب وأنا أتأمل وجهها الصغير الذي يشع براءة ونوراً حتى توارت عن الأنظار بين صفوف النساء , أحسَ أحد رفاقي بالأمر ( وكان يكبرني سناً ) , فشجعني على التقدم لها قبل أن يسبقني إليها غيري , وقال لي إن الجميلات سُرعان ما يُخطبن وهنّ صغيرات , جمعت قواي حينها وقررت أن أشق طريقاً لأنظر إليها مجدداً , ولكن العائق الكبير أنها دخلت إلى قاعة جلوس النساء في الطابق العلوي , ومحظور علينا نحن الفتية أن نصل إلى هناك , ولكن شعوري المتدفق كان يسبقني , فلم أبالي حينها ولم أرى نفسي إلا مندفعاً إليها , وفعلاً رأيتها ثانية وهي تلعب مع الفتيات , لا تدري بأن هناك عينٌ تراقبها , وتكاد تفترسها حباً , كان منظرها البري يسارع خفقات القلب التي سارت تتسابق في صدري من أجلها , بقيت هكذا بلا حراك فترة من الزمن , لم أشعر إلا وأمي توبخني على وجودي بين الفتيات , فسارعت بالنزول وعيني وقلبي معلق معها هناك في ذلك المكان , وعرفت من يومها ما يُسمى بالحب من النظرة الأولى رغم حداثةِ سني .
      ذهب الناس وانتهت الوليمة , ولم أخرج منها بشئ بل على العكس ذهبت الفتاة وسلبت قلبي و عقلي و تفكيري , وتُهتُ في نفسي ثلاثة أيام بأكملها , مرت عليّ كعمر يأبى الرحيل , ومن يومها عرفت معنى هموم الحب واضطرابات النفس من أجله , ولكن قلبي الصغير لم يتحمل أكثر من ذلك , فتحصنت بالشجاعة , وتوجهت إلى أمي وطرحت عليها كماً من الأسئلة , كان منا :
      - أمي من هؤلاء الناس الغرباء الذين زارونا يوم الخميس الماضي ؟
      - قالت أمي : ضيوف جاءوا يطلبون القرب من أختك .
      ( فرحت بذلك كثيراً لأنني أدركت أني سأرى محبوبتي مجدداً إذا ما تمت الموافقة على زواج أختي من إبنهم ) .
      - فسألت أمي : من تلك الفتاة التي كانت معهم ؟
      - قالت أمي وهي تبتسم : الصغرى أخت العريس , والأخرى بنت عمه .
      - قلت لأمي : من اسمها ؟
      - أجابت : فلانة
      - قلت : أقصد الصغرى .
      - قالت أمي : الفتاتين بنفس الإسم , ما بالك تسأل عنها ؟ هل أعجبتك ؟ ( قالت أمي وهي تتبسم ) .
      - قلت بشجاعة : نعم أريدها لنفسي .
      ضحكت أمي وقالت : إنها صغيرة يابني فهي في الثامنة من عمرها , وأنت كذلك صغير , عندما تكبر سوف أخطبها لك .
      ذهبت عن أمي وأنا أقول لها : لا تنسي ذلك يا أمي لا تنسي أبداً , فقلت في نفسي عندما يتحقق ذلك سأكون أسعد مخلوق على وجه الأرض , فرحت بذلك فرحاً شديداً وتوالت زيارات الأحبة بعد فترة من الزمن , وكنت أرقب حبيبتي من ثقبٍ ضيقٍ بالباب في كل مرة , إلى أن أتى يوم الزفاف , وسافرت حبيبتي مع من سافر , فلم تكن من نفس البلد الذي أعيش به , سافرت وأخذت معها قلبي الصغير , سافرت ولم تترك لي إلا الذكريات , الذكريات الصامته إلا من آخر زيارة – زيارة الوداع – التي بها صافحت فاتنتي الصغيرة وودعتها بحرارة ( قلت لها: مع السلامة , وبنفس مرتبكة وأطراف ترتعش ), وسافرت حبيبتي وهكذا كان لابد لكل شئ من نهاية .
      مرت السنوات وطال غياب حبيبتي عن ناظري بينما سكن هواها قلبي إلى أن جاء اليوم الذي قررت فيه عائلتي السفر إلى حيث تعيش أختي لزيارتها بعد أن رزقها الله بمولودة جميلة , فعاودني الأمل مجدداً لرؤية حبيبتي الصغيرة , ولكنني لم أرها إلا وأنا أركب السيارة مودعاً ذلك المكان , رأيتها بنظرة شوقٍ كبيرة, وكاد قلبي الصغير أن يخرج من مكانه , كنت أحس بالإرتباك كلما رأيتها أو أحسست بقربي منها ,رأيتها هذه المرة وكانت قد كبرت قليلاً وزادت حسناً و جمالاً , فخرجت بنتيجة من هذه الزيارة القصيرة , وهو إنني بمقدوري أن أرى محبوبتي كلما أتيت لزيارة أختي , وهذا ما حصل فعلاً , ولكن لم يكن بإمكاني تكرار مثل تلك الزيارة بإستمرار نظراً للمسافة الكبيرة التي بيننا , ومرت الأيام حتى وصلت للمرحلة الثانوية , حينما سمعت أن أمي وأم الفتاة إتفقتا سراً على خطبتنا ( ولكن هيهات أن تختفي مثل هذه الأسرار ) , سمعت ذلك وأحسست أنني ملكت الكون , فعاجلني جرس الهاتف يومها , وإذا على الجانب الآخر كانت أحد قريباتي تسألني عن رأيي بأمر الخطبة , فأخبرتها كيف إني إنني غير مصدق لما سمعت فأنا مجنون بحبها وإني أعشقها منذ سنواتٍ طويلة , وعرفت منها أن فتاتي هي من طلبت منها أن تسألني عن ذلك , ولكنني عندما سألتها عن رأيها , قالت قريبتي : هي لا تعرفك أصلاً , وأول مرة تسمع بإسمك فما كانت تعلم أن في العائلة شخص بهذا الإسم . فصعقت من ذلك , كنت آمل أن تبادلني حبيبتي نفس الشعور طيلة السنوات السابقة , فاستدرجت قريبتي قائلة : هذه خطيبتك ترغب في الحديث معك , وأخيراً سأسمع صوتها وتسمع صوتي , فكلمتها وسألتها عن حالها وفعلت هي كذلك , وأبدت سعادتها على تلك الخطبة لما سمعته عني بعد ذلك , وخرجنا من المكالمة بالإتفاق والموافقة على ما بنته الأمهات .
      وبدأ الحلم يتحقق , وكبرت أحلامنا التي بنيناها سوياً , وكبر حبها في قلبي , مثلما كبر حبي في قلبها , فلم تمر علينا لحظة إلا ويسأل أحدنا عن الآخر ، لم تنقطع بيننا المكالمات , بل كننا ننتظر أقرب اللحظات من أجل أن يسمع كلاً منا صوت الآخر , ومرت السنوات حتى أنهيت دراستي , ودخلت نطاق العمل , طلبت من حبيبتي التقدم لها ولكنها طلبت مني التريث حتى تنهي هي أيضاً دراستها , فما كنت أملك إلا أن أكون طوع أمرها .
      وأنهت حبيبتي دراستها ورفضت التوظيف خوفاً من أن يكون ذلك عائقاً يقف أمام زواجنا , فضحت بمستقبلها من أجل أن يلتحم مستقبلينا سوياً , فتقدمت من خطبتها بالشكل الرسمي , وكنت أنتظر بشغف المباركة , ولكن حدث ما لم أكن أحسبه , تجاهلتني حبيبتي , ولم ترد بالقبول , أو حتى بالرفض , طال الإنتظار وأنا أحترق من هول الصدمة عليّ , ومرت الأيام والشهور ولا إجابة , بل وكانت ترفض حتى مكالماتي التي كانت تنتظرها بشوق في أيامٍ خلت , تبدد كل شئ أمامي , وأحسست أن الموت حليفي , تحطمت نفسيتي , وساءت حالتي , وزاد الكرب بي , إعتقدت أن الأبواب غلقت أمامي , وأن قلبي قد تهشم مثلما يتهشم الزجاج , ليتني لم أرها , ليتها لم تكلمني , ليتها لم تصارحني بحبها , تمنيت كل ذلك حتى أني تمنيت أن ترفضني لا أن تتجاهلني , وكأن شيئاً لم يكن .
      وبدأت أقطع طريق النسيان , وعرفت أن الحياة لا تتوقف فهي ماضية بالإحزان و أيقنت أن عقارب الساعة لا تدور إلى الوراء , فالزمن يمضي والقافلة تسير , والأعمار تحصد , فقررت أن أعيش حياتي معتزلٍ الحب والحديث عن مغامرات العشاق , ونظرت إلى مستقبلي من الناحية العملية , وكنت أرد على من يسألني بشأن الزواج , إني قد تزوجت العمل , ولكن الإنسان لا يرسم كل شئ لنفسه ولأن قطار العمر يسير كان لابد لي من التفكير في الزواج والأبناء , وفعلاً قررت الزواج بعيداً عن مشاريع الحب , وبدأت رحلة البحث عن زوجة , وكان من معايير الزوجة التي أبتغيها : أن تكون غريبة عني , لم أرها من قبل , يُشهد لها بالخلق والدين والصلاح , ولم أشترط الجمال , فالجمال كان بين يدي ففر مني , ولكن كيف أصل لمثل تلك الفتاة الغريبة بنفسي دون الإستعانة بأحد ؟
      فقررت زيارة المساجد , نعم المساجد , لا أبحث عن بنت ترتاد المساجد وإنما عن أكثر الشباب إرتياداً للمساجد حتى أقترن بعائلة شبابها أهل صلاح لذا فمن باب أولى أن تكون الفتيات أكثر صلاحاً , وفعلاً وبعد جهد أكثر من عام تعرفت على مجموعة شُبّان أشقاء قلبهم معلق بالمساجد , وبعد أن تقربت منهم أكثر , عمدت على تعريف أسرتينا ببعض , وفعلاً تم اختيار فتاة لي من تلك العائلة , وكانت خير البنات في تلك الأسرة , وتمت الخطبة , بيسر وسهولة وتوفيقٍ من الله .
      وبعد أيام رن جرس الهاتف , فإذا بذلك الصوت الدافئ يبكي ويعاتب , ويتهمني بالخيانة , نعم إنها حبيبتي الأولى , وبعد أن أنهت هجومها عليّ قلت لها : لِمَ تلومينني الآن وقد تجاهلتـني فور خطبتي لك مباشرة , لِمَ تلومينني الآن وقد هجرتني أكثر من عام , فانقطعت أخبارك عني , وعرفت أن ذلك كان رفضاً خَجِلاً , فقالت لي : لا أنا لم أتجاهلك ولم أرفضك , كيف تقول بذلك وأنت تعلم مدى حبي لك ؟ كيف تشك في حبي لحظة ؟ كيف تقتل حُباً عاشَ سنين ؟ لِمَ لم تصبر ؟ لِمَ لم تضحي من أجلي ؟ لِمَ لم تنتظرني ؟ كيف هنت عليك أن تتخلى عني ؟ أنت قاسي القلب قاسي القلب , وأنا أكرهك أكرهك , فقلت لها : وهل لي أن أعرف ما الذي جرى ؟ وما الذي منعك من الرد حتى على مكالماتي ؟ قالت : لقد أصبت بمرض خطير قبل خطبتك بأيام , وكان الأمر سراً , وجاءتني أمي لتخفف عني وتبشرني بخطبتك لي , فبكيت يومها وقلت لها : هل تريدينا أن نغشهم أن نخدعهم , ونزوجهم من فتاة ربما لن يطول عمرها أو أن تعيش باقي عمرها مريضة , لا يا أمي , لا أقبل بذلك فحبيبي لا يستحق مني ذلك , ولكنني سأضحي من أجله , رفضت أمي كلامي وقالت : سنؤجل الرد عليهم حتى تشفي , ما رأيك ؟ فوافقتها على ذلك بل وفرحت به , لأن من شأن ذلك أن يحفظ حبيبي لي , لأني وأثقة من أنه سينتظرني , فكيف لا وهو من أحبني سنوات طويلة دون أن أشعر بوجوده , كنتُ واثقة من حبك لي وانتظارك إجابتي التي أنت على يقين منها , كان ما يشغلني أنني لا أستطيع أن أطمنك عليّ وأنت القلق على حالي وسكوتي الذي طال , كنت أعلم أنك تتعذب لأجلي و تتألم لأنك فاقدٌ حسي .
      وخضعت لفترة علاج مكثفة وتبين بعد ذلك أن مرضي كان حميداً وقد شفيت منه تماماً بعد أكثر من عامٍ من العلاج , فجئت لأمي أخبرها بموافقتي على الخطبة , فبكت أمي وقالت لي بالحرف الواحد بعد أن أخذتني بحضنها : اليوم موعد خطبة حبيبك يا حبيبتي من فتاة فضلها عليك , صعقت وأغمي عليّ وأنا الآن أكلمك من المستشفى وأهنئك على الخطبة .
      إنتهت المكالمة بهذا , وبدأت الحياة تُسْوَدُ في عيني فأنا بين نارين , نار حب عاش في قلبي سنين , ونار حب وليد أخذ يكبر في قلبي بإيمانٍ من جديد , فأحسست بتأنيب الضمير , وهول الأمر الذي حملتهُ حبيبتي الأولى , ولكن ما الذي كان عليّ فعله ؟! لم يكن امامي أي باب مفتوح فأدخله , أو مغلق فأطرقه , حتى أختي كانت تجهل سر صمتهم وتجاهلهم على الموضوع .
      , ولكن كان لا بد من إتخاذ القرار , وإستخرت الله وتوكلت عليه واخترت مخطوبتي , التي بث الله حبها في قلبي وطغى على كل شئ بي دون أن أراها وكان ذلك من توفيق الله عليّ , وتيسر أمامي كل شئ , فتزوجت فإذا بزوجتي تحمل نفس صفات محبوبتي السابقة , بل وتفوقها في كل شئ , ومن كل ناحية , فأيقنت أن فضل الله عليّ كبير , وأن الله هو الذي إختار لي ولم أختر لنفسي , حب عاش لسنوات طويلة ما يلبث أن يموت أمام أول خطوات الحياة الجادة , وخطبة على نهج قويم وشرع عظيم تكلل بزواج مبارك بإذن الله , فبعد الزواج من هذه المرأة الصالحة حل الخير بي واستقرت نفسيتي , وأصبحت قريباً من ذاتي , عارفاً حدود أمري , مطيعاً لربي , مؤنساً لأسرتي الصغيرة , وها أنا ذا أب وزوج أهنأ بحياةٌ مستقرة و لله الحمد .
      وفي الجانب الآخر لم تقف حياة الحبيبة السابقة بل هي اليوم زوجة وأماً تحيا حياة أظنها طيبة .
      فهكذا كانت قصتي , فلا الحياة توقفت ولا الآمال تحطمت , والقافلة تسير .


      كتبت هذه الصفحة من المذكرات لما فيها من عبر كثيرة قد يستفيد منها القراء الكرام
    • رحيل الغالية .................


      ذكراني هذه القصة بامراءه أعرفها تماماً .. و قريبة مني جداً جداً ....


      الحقيقة أن بعد وفاة زوجها ...... و بقيت هي و ابنتهيها فقط ...
      قررت هذه الأم الرائعة بالتضحية بكل شبابها .... و جمالها لأجل ابنتيها فقط .....

      لم توافق على أي عرض زواج أبداً ولا حتى السماح بالحديث عنه ...

      و هي أم رائعه ....... رغم أنني احزن عليها لأنها في النهاية ستبقى وحيده .....

      لكنها بقيت على مبدئها : لن أدخل رجل غريب ... على حياة ابنتّي ....



      وكما ذكر أخي رسام الغرام .....

      لا بد أن يكون هناك ضحية ... (( صعب جداً الجمع بين الأمرين ))


      كل التقدير أختي الغالية ...
    • رسام الغرام ...

      في الحقيقة أهنئك على هذا الصبر و الايمان ......


      برأيي الشخصي قد أخطأت الفتاه في إخفاء الموضوع ...

      لكن النصيب يغلب على كل شيء و الحمد لله الذي أنعمك بهذه الزوجة

      و الأم الرائعه .......

      و أيضاً الفتاه ربنا قدم نصيبها .......

      الله الموفق في كل شيء ......

      و الحياة تستمر دوماً ....


      رسام الغرام ...

      جزيل الشكر لك ......


      كن بحب ...
    • أقول لكم ولكل من ساهم وشارك ولرحيل القويطعي .. أنتم جميعاً رائعين وتستحقون الحياة .. وتستحقون كتابة القص وتستحقون ان تكون أدباء وفلاسفة .. ( على ظن الحزينة السعيدة ) .

      على العُموم لم أر .. بل لم أقرأ أي من القصص . خلا تلك القصة وقد نُقلتْ أيضاً ..

      إنني في انظار قصصكم وكما قال البعض وحتى ولو كانت بالعامية .
      لن تستقيم الحياة إن لمْ يستقم عليها الانسان .!
      لن يُحبّ الله أحداً إلا إذا أحبّ الانسان غيره بصدق ..!!
      الحُبّ الحقيقي تتدفّق عاطفته كما يتدفّق الماء من أعلى قِمّة.!
    • المرتاح كتب:

      أقول لكم ولكل من ساهم وشارك ولرحيل القويطعي .. أنتم جميعاً رائعين وتستحقون الحياة .. وتستحقون كتابة القص وتستحقون ان تكون أدباء وفلاسفة .. ( على ظن الحزينة السعيدة ) .

      على العُموم لم أر .. بل لم أقرأ أي من القصص . خلا تلك القصة وقد نُقلتْ أيضاً ..

      إنني في انظار قصصكم وكما قال البعض وحتى ولو كانت بالعامية .



      هلا بك المرتاح .....

      أشكرك على الكلام الجميل .........


      سؤالي لما لا تشارك .؟؟؟؟؟


      يسعدني جداً أن اقرأ لك هنا .....



      كل التقدير و الاحترام ...
    • الان .. ولتوي قرأت قصة رحيل .. وكذلك قصة الاخ / رسام ..

      لقد قرأت القصتان .. ولم أخرج بنتيجة .. وسأنقلهما إلى حيث قراءة أخرى .. ولكني بهذه العجالة .. أقول مع العُذر والاحترام والتقدير لكليّهما .. وليس بطبعي أن أُجامل في الادب والكتابة على السواء .. ولكن الكثيرون يعيبون عليّ هذه الجدّية .. ومهما بلغنَ .. فأنا وأنتم وغيرنا من الناس ليسوا بعالمين .. ويجوز أحدنا لديه القدرة على القراءة نظراً لميوله الادبي أو ثقافته أو اطلاعه اللامحدود .. رغم أني متخصص أكثر في علم البرمجة .. ناهيك عن الادب الذي اتخذته كهواية ـ ربما ـ فضلاً لكوني إجتماعي بحكم دراستي وطبيعة تحولاتي الثقافية . ولن أزيد أو أُزايد على بعض الكلمات .. فانتما رائعين وتستحقان الحياة وتستحقال الجمال وتستحقان كتابة القصص كما تستحقان ايضاً النقد والتوجيه .

      ولا غرو .. فهذا ديدني .. ولا أحيد عنه سبيلا .. ونزولا عند رغبتي في هذه القراءة سأوضح بعض عموميات القص أو كتابة القصة من خلال ملاحظاتي ليس إلاّ .!

      * بالنسبة للقصتين ..معاً ، أن مادتهما لا توجد بهما الحبكة لمعالجة الفنيّات ـ إن جاز التعبير ـ ومهما يكن أو تكن القصة فهي في الاساس أو في الحقيقة هي نوع من الحكاية .. ولهذا علينا أن نتساءل بعد قراءتها ( هل الحكاية ، في حد ذاتها ، طريفة ومُشوقة وتستحق المجهود الذي بُذل في قصتها ) فإذا كانت كذلك ، ( هل استطاع الكاتب أن يقص علينا ببراعة وافتتان ) أي هل استطاع أن يسردها ، دون أن يُفسد علينا تسلسلها بالحشو والاسهاب في بعض المواضع ..وبالحذف والايجاز في المواضع الأخرى ..! بمعنى آخر هل حافظ على التناسب والتناسق أثناء السرد ، وهل كانت هناك الحوادث تتابع مُنسابة دون تلكؤ مُعتمداً اللاحق منها على السابق ؟؟ إذا نجح الكاتب في تحقيق كل هذا .. فمعنى ذلك أنه استعمل حقه في الاختيار والتنسيق ، واستطاع بلمساته الفنية وبريشته الساحرة ، أن يُحيل الاشياء التي تبدو تافهة مبذولة إلى روائع عظيمة متألقة .

      كذلك هناك نوعاً آخر من القاصّين أو القصصييين الذين يكتبون القصة ويلاحقون بريشة أقلامهم القص .. فكثيراً ما أجد أن تلكم القصة ، ليس لها وزن عظيم ولا قيمة خالدة .. ولكنهم يسردونها باسلوب بسيط سلس خالٍ من التعقيد أو التكلف .. مثل سردهم بالعامية أو باللهجة الدارجة ـ مثلاً ـ وبذلك يستطيعون أن يُبرزوا في كل مرحلة من مراحل القصة .


      نشكر الكاتبان / رسام ورحيل على قدرتهما وجرأتهما وتفاعلهما مع عالم الانترنت .. والكتابة فيهما بمزاجية رائعة .

      تحياتي لكما فأنتما تستحقانها ..
      لن تستقيم الحياة إن لمْ يستقم عليها الانسان .!
      لن يُحبّ الله أحداً إلا إذا أحبّ الانسان غيره بصدق ..!!
      الحُبّ الحقيقي تتدفّق عاطفته كما يتدفّق الماء من أعلى قِمّة.!
    • الحزينه السعيده كتب:




      هلا بك المرتاح .....

      أشكرك على الكلام الجميل .........


      سؤالي لما لا تشارك .؟؟؟؟؟


      يسعدني جداً أن اقرأ لك هنا .....



      كل التقدير و الاحترام ...




      ************************************************************************


      سيدتي الحزينة السعيدة .. أسعدكِ الله في الحياتيْن .
      .. أقول لكِ ولأمثالكِ الرائعين انتم تستحقون الحياة والنجاح .. وتستحقون الالفة والكتابة والصداقة والسعادة والبُعد عن الاحزان .
      في البداية أُرحب بندائكِ الطيب .. وأنا لستُ ببعيد عن مُجمل القضايا الانسانية .. ناهيك عن الكتابة في مُجملها .. ولا غروَ في التعليقات التي أُمارسها عبر هذه الساحة .. فعساني أستطيع بهذه الكلمات أن أُفعّلْ بعض النشاطات الكتابية الرائعة .

      ألف تحية لكِ ولأمثالك الرائعين .
      لن تستقيم الحياة إن لمْ يستقم عليها الانسان .!
      لن يُحبّ الله أحداً إلا إذا أحبّ الانسان غيره بصدق ..!!
      الحُبّ الحقيقي تتدفّق عاطفته كما يتدفّق الماء من أعلى قِمّة.!
    • المرتاح كتب:

      ************************************************************************


      سيدتي الحزينة السعيدة .. أسعدكِ الله في الحياتيْن .
      .. أقول لكِ ولأمثالكِ الرائعين انتم تستحقون الحياة والنجاح .. وتستحقون الالفة والكتابة والصداقة والسعادة والبُعد عن الاحزان .
      في البداية أُرحب بندائكِ الطيب .. وأنا لستُ ببعيد عن مُجمل القضايا الانسانية .. ناهيك عن الكتابة في مُجملها .. ولا غروَ في التعليقات التي أُمارسها عبر هذه الساحة .. فعساني أستطيع بهذه الكلمات أن أُفعّلْ بعض النشاطات الكتابية الرائعة .

      ألف تحية لكِ ولأمثالك الرائعين .



      اشكرك جداً ....


      وكما قلت قلمك جميل و تعليقاتك كذلك ، أتمنى أن اراهم أكثر هنا ....


      كل التقدير....
    • رسام الغرام كتب:

      قرأت القصة الحزينة

      ولكن هي الحياة هكذا

      لابد أن يكون بها ضحية

      إمّا الأم الأرملة

      تضحي بشبابها وحيويتها لتربية صغارها

      أو أن تضحي بحنانها لصغارها بسعادتها هي

      صعب جداً الجمع بين الأمرين

      إن كانت هي تريد

      فغالباً زوجها الجديد لا يريد



      شكراً لك رحيل

      قصتك جِدُ مؤثرة




      رسام



      عزيزي رسام ...


      الحياة تجارب ..

      وهذه قد تكون نصف تجربة عايشت أبطالها ...

      ما أعنيه بنصف التجربة ...

      إنني وضعت فيها من الواقع و بعض من خيال الكاتب ...

      في النهاية ...

      تجربة صعبة ...

      أتمنى أن لا يتعايش معها الكثيرون



      تحياتي لك عزيزي
      عدت والعود أحمدُ
    • عزيزي رسام ...


      قصتك جميلة ...

      تذكرنا بضرورة الإيمان بالقدر ...

      والرضوخ لأمر الله ...

      تعلمنا أن لا شئ ثابت ...

      إنها الحياة ...

      أليس كذلك ...


      كنت راااائعا عزيزي


      همسة:

      إعذر تأخري في الرد
      عدت والعود أحمدُ
    • الحزينه السعيده كتب:

      رحيل الغالية .................


      ذكراني هذه القصة بامراءه أعرفها تماماً .. و قريبة مني جداً جداً ....


      الحقيقة أن بعد وفاة زوجها ...... و بقيت هي و ابنتهيها فقط ...
      قررت هذه الأم الرائعة بالتضحية بكل شبابها .... و جمالها لأجل ابنتيها فقط .....

      لم توافق على أي عرض زواج أبداً ولا حتى السماح بالحديث عنه ...

      و هي أم رائعه ....... رغم أنني احزن عليها لأنها في النهاية ستبقى وحيده .....

      لكنها بقيت على مبدئها : لن أدخل رجل غريب ... على حياة ابنتّي ....



      وكما ذكر أخي رسام الغرام .....

      لا بد أن يكون هناك ضحية ... (( صعب جداً الجمع بين الأمرين ))


      كل التقدير أختي الغالية ...



      عزيزتي الحزينة السعيدة


      مجتمعنا العربي يزخر بنماذج كثيرة من الأمهات المضحيات ...

      هكذا هن نساء الشرق ...

      نعم ..

      صعب الجمع بين الأمرين ...

      ولكن ...

      ربما نستطيع !!!!



      تحياتي لك أختي الغالية
      عدت والعود أحمدُ