نفثــــاتُ رجــلٍ مختـــلف

    • عيون هند كتب:

      فضفضة متقطعة، متحيره، بلا انقباض .. انجراف وفقط..
      هي كذلك أختي الكريمة، فهي انعكاسٌ لتقطّع الفكر، و تحيّر الذهن، وانجراف الحسّ

      شئ آخر، اعجبني تعليقك على هو والشعر 2، وأتوقع أن الدكتور (فلان) ينتظر وفاة الشاعر.. وتكون لدية مكتبه معدة عوضاً عن إعدادها لاحقاً..
      قد "مات" الشاعر!! و لم يبقَ إلا ذكراه في نفس من سكنت روحُه جسدَه برهةً من زمن
      الغريبُ أنها تدبّ فيها الحياةُ من حينٍ لآخر و كأنها ترفضُ فكرة موتها


      أتكهن :).. تحيتي



      هل الإنسان هو الإنسان منذ الميلاد حتى الممات؟ و ما حالاته المختلفة إلا صورٌ يتلبسها مهما تنافرت و تضادت؟!
      أم أن الجسدَ نفسه، لكن تتغير النفسُ التي تسكنه، فتارةً تكون نفس شاعر، و حينا تكون نفس فيلسوف، و ساعة نفس طفل، و برهة نفس جاهل، و وقتاً نفس عالم؟!!

      لمَ تغيبُ عنّا ملكاتُنا أحياناً حتى لكأننا لا نملكُها و لا نعرفها؟!
      لمَ يصيبنا التشتت حتى يبدو عصياً مختلط الحابل بالنابل، ما كان قبلُ واضحاً وضوحَ الشمس في رابعة النهار؟!


      هل المتحدّثُ هنا "محب بائن" أم صاحبه؟!
      يبدو أن "وفاة" محب بائن هنا قد أزفت، إلا أن يشاء الله أمراً لا مردّ له
    • محب بائن كتب:

      هل الإنسان هو الإنسان منذ الميلاد حتى الممات؟ و ما حالاته المختلفة إلا صورٌ يتلبسها مهما تنافرت و تضادت؟!
      أم أن الجسدَ نفسه، لكن تتغير النفسُ التي تسكنه، فتارةً تكون نفس شاعر، و حينا تكون نفس فيلسوف، و ساعة نفس طفل، و برهة نفس جاهل، و وقتاً نفس عالم؟!!

      لمَ تغيبُ عنّا ملكاتُنا أحياناً حتى لكأننا لا نملكُها و لا نعرفها؟!
      لمَ يصيبنا التشتت حتى يبدو عصياً مختلط الحابل بالنابل، ما كان قبلُ واضحاً وضوحَ الشمس في رابعة النهار؟!


      هل المتحدّثُ هنا "محب بائن" أم صاحبه؟!
      يبدو أن "وفاة" محب بائن هنا قد أزفت، إلا أن يشاء الله أمراً لا مردّ له

      أممممممم.. حديث النفس هذا شقي..مصابه أمر عصي.. كأنك لا ترأف على نفسك..

      لابأس في غياب الموهبة والملكة، على الأقل حتى نشعر باحتياجنا لها، فنحن نضيق بها كلما بدأت بالشعور..

      ألا تفعل، عندما نلامس تلك المرارة، ونتخبط باللغة كالحمقى.. نكتب بلا هواده.. ما يقرح القلب، ويتعب النفس..

      أن تغتسل من اثم الكلمة.. وتشعر بحرية الشعور دون حروف متلاحقة تتقافز مع نبضات قلبك.. أليس مريحاً؟!!..

      لماذا تعتبره موت.. أشعر أنه فهم الحياة..

      أعتقد، أخي.. أنها كانت ملكة.. ولكنها تطورت واستقرت لتصبح صفه.. فقرر أن تكتب في شئ ما... وستجدها حاضره.


      أعتقد.. تحيتي
      نصل متأخرين دائماً بعمـــر !!
    • اليوم أيضا
      و هنا
      في هذا المكان
      "عشت - في ظلال القرآن - أنظر من علو إلى الجاهلية التي تموج في الأرض ، وإلى اهتمامات أهلها الصغيرة الهزيلة .. أنظر إلى تعاجب أهل هذه الجاهلية بما لديهم من معرفة الأطفال ، وتصورات الأطفال ، واهتمامات الأطفال .. كما ينظر الكبير إلى عبث الأطفال ، ومحاولات الأطفال . ولثغة الأطفال"

      و هنا أيضا
      اليوم
      في هذا المكان
      أدركتُ معنى المثل العامّي:"قصّ أصبع، و لا تغيير طبع"!!!!

      لله أهل العلم، كان الله في عونهم على "أطفال البشر"
    • خيبـــةُ أمــــل


      وجدتُ صاحبي مرةً و نظرة خيبة الأمل تكسو محياه

      حين رآني، ابتدرني قائلاً:
      ألا يصيبك الإحباط حين تجد شخصاً ذا عقلٍ وفهم، لا يصرف همّته إلا في سفاسف الأمور و قشورها؟!
      ثم حين تحاول إصلاحه، باللين حينا، و بالشدةِ حينا آخر، يُبدي لك القبولَ و الإنصياع، و يقابلك بنفس المنكسر المتذلّل
      حتى إذا آنسَ منك غفلةً عنه، و ثقةً به، قلب لك ظهر المجنّ، و عاد إلى ما كان فيه، من كبرٍ و غرور، و جهلٍ وشرور؟!!

      ثم ألا يصيبك ما هو أشدّ من الإحباط و خيبة الأمل
      حين تجد أشخاصاً تعهدهم أولي فكرٍ و رأي، و أصحابَ مبدأٍ و ثوابت، يبدون التودّد له، و يكيلون له المديح و يكثرون له التصفيق؟!!
      و ليتهم حين فعلوا ذلك فعلوه فيما يستحق المديح و التصفيق، بل تراهم يصنعون ذلك في مواضع أو مواضيعَ لا يجملُ بالعاقل الفاهم أن يضيع وقته بها فضلاً عن أن يساهم في رفعها و نشرها!!

      قاطعت صاحبي و عاتبتُه بشئٍ من الحدّة:
      أيُعقلُ أن تكون أنت على صواب و من وصفتهم بأولي الفكر و الرأي على خطأ؟!
      أليس هذا نوعُ غرور، و عهدي بك تمقت الكبر و الغرور؟!!

      أجابني صاحبي:
      أنت تعرفني معرفةً فيها إجابةُ سؤالك

      و تركني و مضى!
    • /
      رسالة لصاحبك ...
      لما تنظر للناس من برج عاجي ترى انك انت وأنت فقط على صواب ومن حولك على خطأ !
      ما يثير إهتمامك ليس بالضرورة أن يثير إهتمام من حولك
      لما تفسر الامور على هواك دون ان تحاول محاورة من حولك
      تزعم انهم قريبون منك وأصابتك الخيبة لانك وجدتهم على خلاف ما كنت تظن !!
      هذا القرب الذي تدعيه ألا يشفع لهم ويدفعك لتعرف عليهم بشكل صحيح !
      ربما الدروب التي أنت رسمتها لهم لم تعجبهم ...لم يقتنعوا بأسباب إبعادك لهم عن السير في ردوب أخرى غير تلك التي فرضتها عليهم !
      الخيبة تعتليهم هم ...
      وهم يجدون من كانوا بالأمس القريب منهم قريبون أصبحوا يبتعدون دون سبب واضح
      سوى أننا تغيرنا ولم نعد نعجبهم !!
      مخزي هذا الإعتراف ولكن بالفعل لا أحد يمكنه أن يفهمنا
      لا أحد ...لا أحد !!
      :::
      محب
      عذراً للتطفل ولكن هذا حرفي تمرد وأراد الرد على أسباب خيبة صاحبك !!
      وجمعة مباركة للجميع
      ودمتم
      $ شـُــــــكـــراً $$9
    • أنا والحزن..

      أليس هذا هو ما يفعله الآن.. يشرح رأيه.. يوضح موقفه.. أليست محاولة لاسترجاعهم ؟!!..

      بالعكس.. أجد من الشجاعة بمكان أن نعلن عن خيبات الأمل.. لأنها ملجمه.. تظهر أضعف مافينا..

      أعجب.. ولا أدافع.. وأدرك أن له سبب أجهله فيما كتب.. وأن سؤالك كامل الحق لك أن تجني إجابته منه..

      وأشعر بالهامش يجرني لأبقي أفكاري بعيدة عن خصوصية النقاش.. ولكن فقط.. على الهامش.. أليس في عبارات العتب دليل لمن أراد الاستدلال؟!!..

      مجرد فكره.. ستسعدني إجابتك.. ولا عتب إن تجاهلتها..


      أخي محب بائن:

      ألا ترى.. أن القبور لا تستطيع أن تحتمل الروح، فتزج بها إلى الخارج.. وتبقي الجسد..

      هذا هو الواقع.. الروح حيث يشاء القلب.. لا نستطيع جمعهم.. إذا تعالت أجنحتهم في جنوح، ولكن نستطيع أن نرى بقلوبنا ونهتدي إليهم..

      فلا تجعل الآثار تقيد أفكارك.. فمهما تباعدت الظنون.. واختلفت القلوب.. يعودون بإذن الله..

      {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ مَن جَاء بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ }القصص85
      نصل متأخرين دائماً بعمـــر !!
    • انا والحزن كتب:

      /
      رسالة لصاحبك ...
      لما تنظر للناس من برج عاجي ترى انك انت وأنت فقط على صواب ومن حولك على خطأ !

      :::
      محب
      عذراً للتطفل ولكن هذا حرفي تمرد وأراد الرد على أسباب خيبة صاحبك !!
      وجمعة مباركة للجميع
      ودمتم




      أهلا بك أختي " أنا و الحزن" و مرحباً بحرفك المتمرّد، حين يبدي صفحةَ العقل و القلب دون محاباةٍ و مواربة
      لطالما كانت كلماتك حافزاً لمراجعة النفس، و دليلاً لنظرةٍ مختلفة، لا تُعدم النفع و الفائدة

      ما قلتيه هو أول ما تبادر إلى ذهني و جبهتُه به حين قلت:
      قاطعت صاحبي و عاتبتُه بشئٍ من الحدّة:
      أيُعقلُ أن تكون أنت على صواب و من وصفتهم بأولي الفكر و الرأي على خطأ؟!
      أليس هذا نوعُ غرور، و عهدي بك تمقت الكبر و الغرور؟!!

      لكنّ معرفتي به -و ليتك تعرفينه مثلي- تجبرني على التردّد في وصمه بذلك


      أتعلمين أمرا؟!
      كنا صغاراً نجهلُ أشياء كثيرةً يقوم بها الكبار، و نرى فيها نوع تسلّطٍ و عجزٍ عن فهم واقعنا حتى إذا بلغنا مبلغهم تكشّفت لنا حقائق لم نكن نعيها
      و تبيّن لنا أننا كنا "أطفالا"!

      جعل الله أيامك مباركة بالخير و الإيمان
    • عيون هند كتب:

      أخي محب بائن:

      ألا ترى.. أن القبور لا تستطيع أن تحتمل الروح، فتزج بها إلى الخارج.. وتبقي الجسد..

      هذا هو الواقع.. الروح حيث يشاء القلب.. لا نستطيع جمعهم.. إذا تعالت أجنحتهم في جنوح، ولكن نستطيع أن نرى بقلوبنا ونهتدي إليهم..

      فلا تجعل الآثار تقيد أفكارك.. فمهما تباعدت الظنون.. واختلفت القلوب.. يعودون بإذن الله..

      {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ مَن جَاء بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ }القصص85



      أختي "عيون هند"
      يبدو أن فهمي تعثّر عن استكناه معنى حرفك، ففضلاً عمّا جُبلَ عليه فهمي من تبلّدٍ و جهل، به من الشواغل و النوازل ما يبقيه كليلاً عاجزا
      فأرجو منك العذر و الصفح.

      الآثار دليل الأعيان، بها يتوصل إلى أعيانها، و قد تذهب العين و يبقى الأثر

      كم هو مؤلمٌ أن نعلمَ حقيقةً لا نستطيعُ البوحَ بها، و لا يعلمُها غيرُنا، و لن يستطيعَ يوماً تصوّرها!!
    • هـــو "غيـــر"!!

      ("هو" هنا للتغليب، لكن المقصود قد يكون "هو" أو "هي")


      حين يتهافت الجميع، و يتراكضون فعلَ الفراش على لهيب النار
      يبقى هو مختلفاً كما عهدتُه
      أجده حيث أتوقع وجودَه، و أفقده حيث أتوقّع فقدَه
      لم يخيّب توقّعي قطّ!!

      لطالما كان لي المستشار الأمين، و الناصح الناصح
      حين أنطق، يكملُ ما أودّ قوله قبل أن أتمّه
      و حين ينطق، أكملُ أنا ما يودّ قوله قبل أن يتمّه

      أترانا خُلقنا روحاً واحدة، عجز جسدٌ واحدٌ أن يحملها، فقُسّمت جسدين منفصلين؟
      أم نحن روحانِ توافقا فائتلفا؟

      حين اجتمعنا، هَفَت روحي لروحه و كأنّها وجدت ما ظلّت عمرَها تتوق إليه
      و حين تحادثنا، شعرتُ بنفسي تحدثُ نفسَها

      إليك أنت أيها "المختلف" في زمنِ السباحة مع التيار
      إليك تحية "مختلفة" اختلاف شخصك الكريم

      سأبقى لك ما دمتُ ذاكرا، و لعهدنا مراعيا
    • عيون هند كتب:

      أنا والحزن..

      أليس هذا هو ما يفعله الآن.. يشرح رأيه.. يوضح موقفه.. أليست محاولة لاسترجاعهم ؟!!..

      بالعكس.. أجد من الشجاعة بمكان أن نعلن عن خيبات الأمل.. لأنها ملجمه.. تظهر أضعف مافينا..

      أعجب.. ولا أدافع.. وأدرك أن له سبب أجهله فيما كتب.. وأن سؤالك كامل الحق لك أن تجني إجابته منه..

      وأشعر بالهامش يجرني لأبقي أفكاري بعيدة عن خصوصية النقاش.. ولكن فقط.. على الهامش.. أليس في عبارات العتب دليل لمن أراد الاستدلال؟!!..

      مجرد فكره.. ستسعدني إجابتك.. ولا عتب إن تجاهلتها..




      هلا عيون
      ما كنت لأتجاهل تساؤولاتك أخية
      :)
      :::::::
      العتب دليل لمن اراد الإستدلال ولكن لما نعاتب في الخفاء
      لما لا نصارح أحبتنا والقريبون منا
      ونعلنها صراحة لهم نحن غاضبون منكم ومحبطون جداً
      لما ننزوي بعدياً عنهم ...وننسحب من حياتهم شيئاً فشيئاً
      المصارحة قد تفيد هنا ..ربما ساعتها سنجد الجواب الشافي لأسباب تغيرهم
      وتقل خيبتنا او على الأقل لن تستمر !!
      :::
      ودمتم

      $ شـُــــــكـــراً $$9
    • محب بائن كتب:

      أهلا بك أختي " أنا و الحزن" و مرحباً بحرفك المتمرّد، حين يبدي صفحةَ العقل و القلب دون محاباةٍ و مواربة
      لطالما كانت كلماتك حافزاً لمراجعة النفس، و دليلاً لنظرةٍ مختلفة، لا تُعدم النفع و الفائدة

      ما قلتيه هو أول ما تبادر إلى ذهني و جبهتُه به حين قلت:
      قاطعت صاحبي و عاتبتُه بشئٍ من الحدّة:
      أيُعقلُ أن تكون أنت على صواب و من وصفتهم بأولي الفكر و الرأي على خطأ؟!
      أليس هذا نوعُ غرور، و عهدي بك تمقت الكبر و الغرور؟!!

      لكنّ معرفتي به -و ليتك تعرفينه مثلي- تجبرني على التردّد في وصمه بذلك


      أتعلمين أمرا؟!
      كنا صغاراً نجهلُ أشياء كثيرةً يقوم بها الكبار، و نرى فيها نوع تسلّطٍ و عجزٍ عن فهم واقعنا حتى إذا بلغنا مبلغهم تكشّفت لنا حقائق لم نكن نعيها
      و تبيّن لنا أننا كنا "أطفالا"!

      جعل الله أيامك مباركة بالخير و الإيمان

      محب
      مؤلم ان تتوالى علينا الخيبات من المحيطين بنا ...ولكن أحياناً أجد اننا نحن من يصنعها !!
      لا أدري ولكن فهمنا الخاطيء للمقربين منا وزعمنا أننا نفهمهم وهم يفهموننا يجعلنا نبني سداً من نوع غريب يبعدنا عنهم أكثر مما يقربنا منهم !!
      لا عليك هلوسات حرف ليس إلا !!
      لا تلقي لها بالاً ..
      /
      وأتعلم شيئاً يا ليتنا بقينا أطفالاً ...فالصغار مرفوع عنهم القلم
      أخطاءهم ...تؤول لصغر سنهم
      فلا عتب ..ولا خيبة !!
      ::::::
      متابعين لصاحبك ،،
      ودمتم
      $ شـُــــــكـــراً $$9
    • الكريمة "أنا و الحزن"، أبعد الله عنك الأحزان، و وفقك لبلوغ الجنان

      أعترف لك أن "صاحبي" ظلومٌ جهول
      به من النقائص و المثالب ما لو لم يتداركه ربّه برحمةٍ منه، لهوى به في أسفل سافلين

      أسأل الله لنا جميعاً العفو و العافية
    • كذبتُ على أمي (1)


      علاقة الإبن بأمّه علاقةٌ خاصّة، تنسابُ فيها مشاعرُ متدفقة من الحبّ و العطف و الحنان و التقدير و الإحترام، و غيرها مما لا يكادُ يجتمع في سواها من علاقاتٍ بشرية
      لكنني أكادُ أجزمُ أن علاقة صاحبي بأمّه هي علاقةٌ خاصّة لم أشهد لها مثيلاً من قبل

      رغم أن صاحبي لم يكن أصغر إخوته، إلا أنه كان الأقربَ إلى قلبها، و في الحقيقة فإنّ كلّ أبنائها قريبون لقلبها
      كانت أمّ صاحبي مثالاً للأمّ الصابرة المثابرة
      و رغم أنها لم تنل حظّاً من العلم، إلا أنها كانت صاحبة حكمةٍ و دراية، و كانت ذات شخصيّةٍ قيادية
      كانت مشهورة بنشاطها الوقّاد، و همّتها العالية، و علاقاتها الإجتماعية المتشعبة، و مراعاتها للأهل و الجيران

      و ما لا يعرفه الكثيرون، أنها كانت عابدةً ناسكة، كثيرة الصلاة و الصيام و الإستماع لتلاوة القرآن، إذ لم تكن تسطيع تلاوته بنفسها
      كانت امرأةً محبةً للصلاح و العلم، و لطالما أبدت تحسّرها و أسفها على عدم توفّر فرص التعليم في زمان طفولتها و شبيبتها.

      و لعلّ عدم تعلّمها هو ما دفعها إلى أن تحقق حلم التعليم في أبنائها، فقادتهم بتشجيعها و دعواتها إلى الإهتمام بدراستهم و التفوق فيها حتى تخرج الجميع و تبوأوا مناصب مرموقة في محيطهم، ما عدا ابنتها البكر التي بسبب سنها لم تتح لها فرصة التعليم مثل إخوتها، و إن كانت قد أجادت القراءة و الكتابة.

      كان صاحبي شديد التعلّق بأمّه، و كان في صغره ملازماً لها كظلّها، حتى عابَ عليه و عليها الكثيرون ذلك!
      كان و هو لما يبلغ أو يعي، كثيراً ما يهمس في أذنها "أحبك"، و كانت تجيبه بضمّه إلى صدرها ضمّةً يحسّ فيها معاني كثيرةً يعجزُ إلى اليوم أن يصفها

      كبر صاحبي، و أمّه في كل مرحلةٍ من مراحل حياته تمدّه بالتشجيع و الدعاء و السكينة التي ما فتئت تحوطه بها
      و رغم ابتعاده أعواماً عديدة للدراسة أولا ثم العمل لاحقاً، إلا أنّ علاقته بأمه ظلت علاقةً خاصة، و ظلّ الشوق إلى أمّه و لقياها أكثر ما يسوقه حين العودة، و لربما أكثر من شوقه لزوجه و أولاده.

      حين بنى صاحبي بيتاً مستقلاً، فإن أمّه اختارت أن تعيش و إخوته الصغار معه في بيته، و آثرت الإنتقال للعيش معه من العيش مع أحد إخوانه الآخرين.
    • انا والحزن كتب:



      هلا عيون
      ما كنت لأتجاهل تساؤولاتك أخية
      :)
      :::::::
      العتب دليل لمن اراد الإستدلال ولكن لما نعاتب في الخفاء
      لما لا نصارح أحبتنا والقريبون منا
      ونعلنها صراحة لهم نحن غاضبون منكم ومحبطون جداً
      لما ننزوي بعدياً عنهم ...وننسحب من حياتهم شيئاً فشيئاً
      المصارحة قد تفيد هنا ..ربما ساعتها سنجد الجواب الشافي لأسباب تغيرهم
      وتقل خيبتنا او على الأقل لن تستمر !!
      :::
      ودمتم



      أهلاً أختي..


      نتناول الكثير دون إحصاء.. هل ما يكتب يقال؟!!..

      أصدقك، أنني أجد الموضوع ضعف شديد.. أن نطلب منهم البقاء لأننا نريدهم حيث نحن..

      أن نغير معايير رفقتنا ليكونوا هم بجوارنا.. ثم لا يشعرون ..

      أن لا نصبح مختلفين، أن لا نصبح مميزين، أن نستغني عن دروع الريبة المحيطة فينا..

      ومازالوا يخطئون..

      لا أعلم.. قد يبقون إذا طلبنا منهم صراحة.. وواجهناهم بإخلاص، وقد نقنعهم..

      ولكن هل هكذا نريدهم أن يقتنعوا.. أقصد.. بسؤالهم وشرح أفكارنا ومشاعرنا إليهم؟!!....



      ربما الأمر عندي فقط.. فمثلما فهمت فإن أخي محب بائن يوافقك..


      بالغ الشكر والتحية

      نصل متأخرين دائماً بعمـــر !!
    • الكريمتان "عيون هند" و "أنا و الحزن"

      سعدتُ بمتابعتكما و نقاشاتكما
      و إن بدا لي أحيانا أننا نغرّد في سربين مختلفين، إلا أنّ لكلٍ جمالُه و رونقُه

      أسأل الله لنا حسن الفهم، و جميل العلم
    • كذبتُ على أمي (2)


      طبيعةُ عمل صاحبي تحتّم عليه -في أوقاتٍ كثيرة- السفر الكثير، حتى مرّت عليه فترةٌ لا يقضي فيها أسبوعين متواصلين دون أن يسافر في مهمة عمل إلى خارج الدولة
      و رغم أن تلك الرحلات كانت قصيرة لا تتعدى الأسبوع إن طالت، و الأسبوعين إن طالت جداً
      إلا أنّ أمّه ظلّت حين تودعه قبل كلّ رحلة، و تستقبله حين عودته عقبها، و كأنّها تودّعه لرحلة سنين، و تستقبلُه من غيابٍ طال معه الحنين

      حتى أتى يومٌ حزمَ فيه صاحبي أمتعته لسفرٍ -هذه المرة- طويل، فقد انتُدب للعمل في دولة أخرى
      و حين حان وقتُ الرحيل، و ودّع أمه، أحسّ بها تودّعه وداع من يخشى عدم اللقاء بعده
      سرى ذلك الشعور في جسده و روحه، و استجابت له مقلتاه بدمعتين ساخنتين انحدرتا دون شعورٍ منه

      لم يستطع صاحبي تفسير ذلك الوداع الغريب، أو سرّ ما أحسّ به يهزّ روحَه و وجدانه

      كانت أمّ صاحبي معروفة بكتمانها ما ينوبها من مرض أو وجع، و حين يصيبها مرضٌ يؤلمها كان أشدّ ما تحرصُ عليه ألا تبين ذلك لمن حولها خشية أن تكدّر عليهم، أو تتعبهم معها و بها.
      و أظنّ أن صاحبي قد ورثَ ذلك عن أمّه، فهو يكتمُ و يصابر، و لا يشتكي حتى يغلبه المرض و الألم، فينهار أمامهما، و حين يهرع به من حوله للمستشفى يجدون التوبيخ و التقريع من الأطباء كيف لم يأتوا به حين بداية المرض؟!

      قضى صاحبي في مكان عمله الجديد ثلاثة شهور، و احتاج إلى أن يعودَ لإكمال إجراءاتٍ تتطلبها قوانين العمل في تلك البلاد
      لم يكذّب صاحبي خبرا، و بسرعةٍ كبيرة أنهى إجراءات السفر و استقلّ الطائرة متوجهاً لموطنه
      كان في الطريق، يحدّثُ نفسه أحاديث شتّى، لكنّ شوقه لأمّه كان أكثرَ ما يستحثّه
      كان يأمل أن تطوى الطريق من المطار لبيته طيا، حتى لا يكاد يرتدّ إليه طرفُه إلا و هو في دفئه و بين أحبائه

      حين تناول حقائبه و خرج من بوابة المطار، لم ينتبه إلا لأمّه تستقبلُه بأحضانها المتشوّقة، و دعواتها الخيّرة
      كانت مفاجأة لصاحبي
      فأمّه منذ أن عاد من دراسته منذ سنين عدّة، لم تتعوّد استقباله في المطار

      كان استقبالاً حاراً، مرّةً أخرى أحس به صاحبي استقبالَ من كان يظنّ ألا لقاء من قبل!!!
      و كأنها كانت تسابقُ أمراً ما، فلم تطق أن تنتظر حتى يصل إلى البيت!
    • عيون هند كتب:

      أهلاً أختي..
      هلا فيكِ أخية

      نتناول الكثير دون إحصاء.. هل ما يكتب يقال؟!!..

      أصدقك، أنني أجد الموضوع ضعف شديد.. أن نطلب منهم البقاء لأننا نريدهم حيث نحن..

      أن نغير معايير رفقتنا ليكونوا هم بجوارنا.. ثم لا يشعرون ..

      أن لا نصبح مختلفين، أن لا نصبح مميزين، أن نستغني عن دروع الريبة المحيطة فينا..

      ومازالوا يخطئون..

      لا أعلم.. قد يبقون إذا طلبنا منهم صراحة.. وواجهناهم بإخلاص، وقد نقنعهم..

      ولكن هل هكذا نريدهم أن يقتنعوا.. أقصد.. بسؤالهم وشرح أفكارنا ومشاعرنا إليهم؟!!....



      ربما الأمر عندي فقط.. فمثلما فهمت فإن أخي محب بائن يوافقك..


      بالغ الشكر والتحية



      عيون
      لا انظر للأمر من نفس هذه الزاوية !!
      لا ادري ولكنني أجد ان عمق العلاقة التي تربطنا بالمحيطين بنا تطالبنا بل وتحتم علينا ان نصارحهم بما يزعجنا منهم ..
      نكون شفافين معهم !
      ليس لإجبارهم أن يبقوا معنا ....
      ولكن كي لا نلومهم او نلوم انفسنا إذا ابتعدوا أوابتعدنا عنهم !!
      مصارحتنا لهم ليس ضعفاً او استجداءً ولكنه في نظري أمر ضروري كي نكون صادقين معهم ومع انفسنا !!
      ::
      ودمتم

      $ شـُــــــكـــراً $$9
    • محب بائن كتب:

      الكريمتان "عيون هند" و "أنا و الحزن"

      سعدتُ بمتابعتكما و نقاشاتكما
      و إن بدا لي أحيانا أننا نغرّد في سربين مختلفين، إلا أنّ لكلٍ جمالُه و رونقُه

      أسأل الله لنا حسن الفهم، و جميل العلم



      محب
      انا وعيون
      عندما نتحاور نختلف ...ولكننا نتفق !!
      :)
      ::
      متابعين لنفثات صاحبك
      ودمتم

      $ شـُــــــكـــراً $$9
    • أنا والحزن..

      إذا شعرنا بأننا نريدهم معنا.. لماذا لم يشعروا بأنهم ابتعدوا عنا؟!!..

      أليس معنى ذلك أننا بالفعل في اتجاهين مختلفين؟؟؟

      سأطلب من أحدهم البقاء، ليبحث عن لحظة صمتي فيذهب.. ألم يكن من الأفضل لو أنه ذهب من البداية؟؟!!..

      عندما نتعلق بالحبال الذائبه.. نربط الخيوط المهترئة ببعضها البعض.. لتجمعنا بهم.. ومع أولى نسمات الشتاء البارده..

      تباعدت الخيوط.. وتفرقت المصائر.. نعد أنفسنا بعلاقات قوية.. مبنيه على الصراحه.. ونحن لا نعلم أننا نشكل ضغطاً كبيراً عليهم للبقاء..

      كيف قد نشعر.. ربما هو شعورهم.. لم لااا.. لماذا يجب أن يستجيبوا لطلباتنا،



      أختي أنا والحزن، إذا كنا صريحين سيذهبون، وإذا صمتنا سيذهبون.. فلما لا يذهبون وكأنهم لم يمروا ..

      أليس هذا أهون على القلب، وأصون للنفس.. وأهدأ للعقل؟!!..



      أنتما.. وأنا.. آراء تنبعث من تجاهات مختلفه.. هل نتفق.. ربما.. نتفق على أننا نختلف..


      تحيتي :)
      نصل متأخرين دائماً بعمـــر !!
    • كذبتُ على أمي (3)


      انقضت أيام عمله بموطنه سريعا، و كانت لا تتعدى الأسبوع، و كان عليه أن يغادر قافلاً إلى مكان انتدابه
      حانت لحظة الوداع، و مرةً أخرى أحسّ بوداع أمّه وداعَ من يخشى ألا لقيا بعدها! و مرّة أخرى سقت وردَ خديه قطرتان من ماء العينين.

      انقضت الأيام في بلاد الغربة سريعة لإنشغاله بعمله الذي كان يستغرق معظم ساعات النهار، و أحيانا بعضا من ساعات الليل
      في يومٍ تلقّى اتصالاً من ابن خالته، و الذي كان بدوره منتدباً للعمل في دولةٍ قريبةٍ من مكان انتدابه
      كان يودّ قضاء عطلة نهاية الأسبوع مع صاحبي، و استغلال الفرصة لزيارة تلك الدولة التي تعتبر مزاراً سياحياً مهما

      حينها فقط، انتبه صاحبي أنه رغم قضائه أشهراً عدة، فإنه لم يتسنّ له التجوال أو التنزّه في هذه الدولة المشهورة بتأريخها و طبيعتها!!
      لذا فقد سعدَ بزيارة ابن خالته له، فهي فرصة له ليبتعد قليلاً عن المكتب الذي كان يقضي فيه كلّ عُطلِه من قبل!

      تجوّل صاحبي و ابن خالته في إحدى المدن التاريخية التي يعبق كل جزءٍ منها بأثرٍ يدعو إلى الإستعبار و الإعتبار!!

      و بينما كانا يتناولان طعام العشاء ليلةً، إذا بابن خالة صاحبي يسأله فجأةً: ماذا نويتم أن تفعلوا لعلاج خالتي؟
      عقدت الدهشة لسان صاحبي الذي أخذه السؤالُ الذي لم يكن يعرفُ مناسبته على حين غرّة!!

      "أمّي؟!! ما بها؟!!" أجاب صاحبي بشئٍ من القلق و الإرتباك
      يبدو أن ابن خالة صاحبي، لم يتوقّع أن يكون صاحبي على غير علمٍ بمرض أمه، فأصابه الإرتباك، و حاول أن يداري الموقف قائلا:
      "معقول ألا تدري؟! توعكّت قليلا لكنها بخير الآن" و حاول تغيير الحديث سريعا

      جارى صاحبي ابنَ خالته لكي لا يوقعه في حرجٍ أكبر، لكنّه ظلّ يتقلّب على أشدّ من جمر الغضى حتى انزوى بعيداً ممسكاً هاتفه ليحادثَ أمّه
      "أبويِ" ذلك كان دائما أول ما تنطق به أمّ صاحبي حين تراه أو تسمع صوته

      أمطرَ صاحبي أمّه بوابلٍ من الأسئلةِ عن صحّتها و ما بها
      جاء الجواب صدمةً عنيفةً أحسّ بها صاحبي تخلعُ فؤاده، و تهزّ أركانه

      اكتتُشفَ المرضُ الخبيث ينهش جسدَ أمّه الذي كان يفيض نشاطا و حيوية!!

      أحسّ صاحبي بالأرض تفقد توازنها و ثباتها
      و كان صوتُ أمّه يأتيه عبر سمّاعة الهاتف يترجّاه ألا يشغلَ باله، و يحاول أن يهدّئ من روعه
      و كانت في ذات الوقت تكيل سخطها لمن كان سبباً في إخباره رغم أخذها المواثيق و العهود على إخوته و زوجه ألا يوصلوا إليه خبر مرضها

      سيل الدموع، و حشرجة الصوت بالبكاء على جانبي خطّ الهاتف، عجّلَ بإنهاء المكالمة
    • عيون هند كتب:

      أنا والحزن..

      إذا شعرنا بأننا نريدهم معنا.. لماذا لم يشعروا بأنهم ابتعدوا عنا؟!!..
      القريبون من القلب يشعرون بذلك صدقيني !!
      ولكن من يريدون الإبتعاد سيبتعدوا بمجرد ان تظهر منا بارقة عتب او نسيان!
      أليس معنى ذلك أننا بالفعل في اتجاهين مختلفين؟؟؟
      قد يكون !!
      وقد يكون تفكيرنا خطأ منذ البداية فهم ليسوا قريبين بما يكفي لفهمنا مجرد قرب وقتي سرعان ما تزول أسبابه وتنقضي أهميته لذا يبتعدون !!

      سأطلب من أحدهم البقاء، ليبحث عن لحظة صمتي فيذهب.. ألم يكن من الأفضل لو أنه ذهب من البداية؟؟!!..
      يعتمد الجواب هنا على مدى فهم الآخر لصمتي ومدى رغبته في كسر هذا الصمت والتعرف على أسبابه !!!

      عندما نتعلق بالحبال الذائبه.. نربط الخيوط المهترئة ببعضها البعض.. لتجمعنا بهم.. ومع أولى نسمات الشتاء البارده..

      تباعدت الخيوط.. وتفرقت المصائر.. نعد أنفسنا بعلاقات قوية.. مبنيه على الصراحه.. ونحن لا نعلم أننا نشكل ضغطاً كبيراً عليهم للبقاء..

      كيف قد نشعر.. ربما هو شعورهم.. لم لااا.. لماذا يجب أن يستجيبوا لطلباتنا،

      كنت من المتعلقين بالحبال الذائبة وممن ينسجون خيوط من وهم يصلني بمن اتوهم انهم الأقرب لي والأجدرباهتمامي اتحاشى مصارحتهم بما يزعجني منهم او لما يبتعدون عني ويهربون ولكني الآن صحوت من غفلتي وتيقنت أنهم يريدون الإبتعاد إذن لما اطلق لهم الحرية للقيام بذلك !!

      أختي أنا والحزن، إذا كنا صريحين سيذهبون، وإذا صمتنا سيذهبون.. فلما لا يذهبون وكأنهم لم يمروا ..

      أليس هذا أهون على القلب، وأصون للنفس.. وأهدأ للعقل؟!!..
      كنت افكر بهذه الشاكلة ولكني وجدت ان رحيلهم بصمت يجعلني أتعلق بهم بشكل أكبر ومصارحتي لهم هي الأفضل لانها توضع النقاط على الحروف !
      فإما وصال أو إنفصال !!
      لا منطقة وسطى اسجن نفسي فيها بلا مبرر!!


      أنتما.. وأنا.. آراء تنبعث من تجاهات مختلفه.. هل نتفق.. ربما.. نتفق على أننا نختلف..


      تحيتي :)



      :
      ودمتم
      $ شـُــــــكـــراً $$9


    • ربما لأنهم سوف يذهبون وهم معناا.. يطالبوننا بأننا طلبنا إليهم البقاء.. في حين وجودهم جسدي وفقط..


      أنا والحزن، ألا يقتل هذا.. أليس من الأسهل أن يذهبوا حقاً.. وأن نحتفظ بأفكارنا.. حتى تتلاشى صفاتهم مع النسيان..

      اتحاشى مصارحتهم بما يزعجني منهم او لما يبتعدون عني ويهربون ولكني الآن صحوت من غفلتي وتيقنت أنهم يريدون الإبتعاد إذن لما اطلق لهم الحرية للقيام بذلك !!



      إذاً ألا نستحق أن يطلبوا إلينا الانتظار معهم... جربت أن أفعل مثلك.. هل تعلمين كانت خيانة مزدوجه.. حيث أصبح الإثنين أفضل صديقين وأصبحت بينهم عذول..

      منعت الاقتراب حتى يبقون لي.. فاجتمعوا هم ونبذوني.. أليس هذا هو واقع .. أليست تصبح مؤلمة أكثر.. أكره أنهما يعرفاني، ولكنهما يتشاركان أسرارهما..

      ولا أعرف عنهما.. أكره عندما يدّعيان البراءة والصدق.. أكره مواجهتي لهما التي تنتهي بأن يسكتن.. فتهرب إحداهما وتلحقها الأخرى لتهدئتها ثم تأتي تؤنبني..

      أكره الصداقة.. مؤلمه.. كأشد من ألم الحب.. كل المشاعر لا تنزف إلاّ الألم..

      نصل متأخرين دائماً بعمـــر !!
    • كذبتُ على أمي (4)


      رغمَ إيمان صاحبي العميق بقضاء الله و قدره، و تسليمه لهما
      إلا أن وقعَ الصدمةِ كان عنيفا

      تحرّك الجميع بسرعةٍ، و كان القرار أن يُذهبَ بها إلى إحدى الدول للعلاج
      كان صاحبي في مكان انتدابه يتابع سير الأمور عن بعد، و قد كفاه إخوتُه الآخرون أعباء القيام بها، فيما إصرار أمه على ألا يعود منعه من ذلك

      جرتِ الأمور سريعا، و أعلن الأطباء أن المرض انتشر في عضوِ داخلي و ينبغي استئصاله
      أدخلتِ الأم غرفة العمليات و أخرجت
      قضت أياماً معدودة بالمستشفى، ثم قرّر الأطباء أن المرض قد تمّ التخلص منه، و أن ما بقي من علاج كيميائي يمكن أن يُتابعَ في عمان

      حمد الجميع الله على نجاح العلاج، و استبشروا خيراً

      كان رأي صاحبي أن يستمرّ العلاج هناك في تلك الدولة، لكن إخوته الآخرين رأوا أن الأفضل أن يكون بعمان لتجنب التكاليف الباهظة، و لأن الأطباء قد أكّدوا لهم أن المرض قد تم استئصاله و أن العلاج الكيميائي فقط لضمان عدم عودته مجدداً و للقضاء على أي أورامٍ صغيرة أخرى.


      تزامن عودة أم صاحبي من رحلة علاجها مع عودة صاحبي من مكان انتدابه لعطلةِ ايامٍ قلائل، قرّر بعدها أن يأخذ زوجه و أولاده معه ليكونوا عنده في إجازتهم الصيفية.

      لم تكن أم صاحبي -حين التقاها- مثلما عهدها تفيض حيوية و نشاطا
      فقد عدا المرض على قواها فأنهكها، و سطا على نضارتها فأذبلها

      رغم ذلك، فإن صاحبي أحسّ بشئٍ من الإطمئنان بعدما سمعه و رآه من تقارير عن حالتها، لذا فقد أنهى إجراءات سفره مع عائلته سريعا
      و حان يوم المغادرة

      كان لديه يومها ابنتان، أصغرهما معوّقة
      و ابنان أصغرهما لمّا يكمل عامه الأول

      كان الوداع أشبه شئٍ بميتم منه بوداع مسافر!!
      ما زال ذلك الشعور حاضراً و بقوة، شعور ألا لقيا من بعد!!

      هذه المرة، كان بكاء أمّه أشدّ ما يكون على ابنه الصغير، فقد كانت تحبّه حبّا جمّا، و كانت تهتمّ به و تقوم بشؤونه ربّما أكثر من أم الولد.
      تذكّر صاحبي و أمّه تحتضن ولده الصغير باكيةً، يوم ميلاده بالمستشفى
      يومها خرجت أمّه تبشّره بالمولود الجديد، و فجأة قالت له اسمه "فلان" و نظرت إليه بنظرة كانت مزيجاً من الرجاء و الخوف من ردّ طلبها
      ابتسم صاحبي لها و أجابها: "نعم، اسمه "فلان"
      كان فرحُ صاحبي بنظرة الرضى على وجه أمّه حينها أكبرَ من فرحِه بمولوده الجديد!

      أمّ صاحبي هي من اختارت أسماء أبنائه الذكور، و حين كلمتها بناتها بأنه ينبغي ألا تفرض رأيها على أخيهن بشأن تسمية أبنائه، أجابتهنّ قائلة: "لو أبقاني الله فسأسمّي جميع أبنائه بنفسي"
      لم تصنع مثل ذلك مع أيٍ من إخوته الآخرين
      و مع أنه كثيراً ما سمعها تتمنى و هو ما زال صغيراً لم يتزوج، أن يُنسأ لها في عمرها لترى أولاده، لم يسمعها تقول الشئ ذاته عن أخيه الصغير!

      غادر صاحبي مع أولاده إلى مكان عمله مطمئناً إلى أن حالة أمّه أصبحت مستقرّة لا يُخشى عليها
    • عيون هند كتب:



      ربما لأنهم سوف يذهبون وهم معناا.. يطالبوننا بأننا طلبنا إليهم البقاء.. في حين وجودهم جسدي وفقط..

      أنا والحزن، ألا يقتل هذا.. أليس من الأسهل أن يذهبوا حقاً.. وأن نحتفظ بأفكارنا.. حتى تتلاشى صفاتهم مع النسيان..




      عيون
      هو خطأ مطبعي ليس إلا !!
      أنهم يريدون الإبتعاد إذن لما لا اطلق لهم الحرية للقيام بذلك !!

      ما كنت لأستجدي بقاء من يلفطني خارج محيط حياته
      نعم هنا اتفق معكِ وبشدة
      من أراد ان يتركني ....فليتركني ولست آسفة عليه !!
      وقد تتكفل رياح النسيان بمحو أثره من ذاكرتي !
      كوني بخير أخية
      :::
      محب بائن
      يراودنا شعور غريب عند الوداع وكاننا لن نلتقي من جديد
      والمؤلم أن هذا الشعور يصدق في الغالب !!
      متابعين معك ~ لعل النتيجة على خلاف ما اتوقع
      :
      ودمتم

      $ شـُــــــكـــراً $$9
    • كذبتُ على أمي (5)


      كان وجود عائلة صاحبي معه في مكان غربته، مخففاً كثيراً من الإجهاد الذي كان يرهق به نفسه
      فقد كان يقضي معظم وقته و أوقات إجازته في مكتبه
      لكن بما أن أولاده أصبحوا معه، صار يغادر المكتب عند انتهاء ساعات العمل في المساء مباشرة

      كما صار يخطط للإجازات الأسبوعية بحيث يقضي كل إجازة في ناحية، أو على الأقل يذهب بأولاده للترفيه في حديقة أو ملهى أطفال
      استمتع صاحبي بوقته كثيراً مع عائلته، و تمكنوا من زيارة أشهر المعالم التأريخية التي تشتهر بها تلك البلاد
      و أدرك حينها كم كان يفوته الكثير من المتعة و الفائدة بسبب انكبابه على العمل فقط! و نوى في نفسه أنه حتى بعد أن يعود الأولاد عند انقضاء إجازتهم فإنه سيواصل زياراته و تجواله في هذه الدولة العابقة بالتأريخ الثري، و الطبيعة الساحرة

      استمرّ صاحبي في متابعة حالة أمّه عن طريق الهاتف
      كان يحدّثها دائما، و كثيراً ما كان يسعد أن صوتَها و أسلوب حديثها معه كان يوحي بأن كلّ شئ على ما يرام
      كانت الأم تذهب لجلسات علاج منتظمة في أشهر مستشفى بالسلطنة
      و كانت التقارير تؤكد نجاح العلاج

      شئٌ واحدٌ فقط لم يستطع صاحبي تفسيره، و أصبح اليوم حين يذكره -و كثيراً ما يذكره- يحسّ بالذنب و تأنيب الضمير!
      كانت أمّه تشتكي له -على خلاف عادتها في كتمان ما ينوبها- من آلامٍ شديدة تحسّ بها
      حين كان يستفسر عن ذلك، كان الجواب أن العلاج يسبب هذه الآلام و لا ينبغي القلق

      مرّت الأيام سريعا، و انقضت الإجازة الصيفية
      و عاد صاحبي بأولاده
      هذه المرة، لم تكن أمه باستقباله في المطار، فقد كانت حالتها لا تسمح لها بمغادرة البيت
      و حين وصل الجميع البيت كانت الأم جالسة على الباب في انتظارهم، و كم كانت فرحتها بلقياهم كبيرة جدا، كمن وجد شيئاً لم يكن يظنّ أنه سيجده!
      و أخذت الطفل الصغير، تحضنه و تلثمه

      أحسّ صاحبي بشئ من الأسى، فقد كان وجه أمّه شاحبا، و نشاطها المعهود ذهب بريقه
      حين كلّم صاحبي إخوته، كان الجميع يُجمعُ على أنها بخير، و أن ذلك فقط من أثر العلاج
      و أنها...
      أنها ...
      أصابتها حالة نفسية فهي تتوهّم أن بها شيئاً و هي صحيحة معافاة!!!

      لم يستطع صاحبي استساغة هذا الأمر
      هل يُعقل أن هذه المرأة الصابرة المحتسبة، و التي كتمت مرضها و أوجاعها طويلاً، تتوهّم المرض؟!

      لكن جميع تقارير الأطباء تؤكّد أن ليس بها شئ!!

      غادر صاحبي بعد أيامٍ قلائل عائداً لمكان عمله
      و ظلّل نفس الشعور أجواء الوداع، شعور ألا لقيا من بعد!!
    • كذبتُ على أمي (6)


      عاد صاحبي إلى مكان عمله وحيدا
      و حين وطئت قدماه أرض الشقة التي كان يسكنها، سرى إليه شعورٌ موحشٌ لم يكد يلامس أعماقه حتى أجهش بالبكاء
      كانت أرجاء الشقة موحشةً ساكنة، و هي التي كانت من قبل مملوءةً ضجيجا و صراخا
      كان كلّ جانبٍ فيها يبرزُ له صورةً لأحد أطفاله
      فهنا كان الصغير يحبو و يحاول المشي و يتعثر
      و هناك كان الآخر يعبث بجهاز الهاتف محاولا طلبَ أرقامٍ توصل إليه أصواتاً يحدّثها
      و في تلك الزاوية كانت البنتُ تتكوم على نفسها تشاهد التلفاز

      دخل غرفة نوم الأطفال، فوجد بقايا ألعابهم مكانها، و كأنّ بها من الوجوم و الحزن ما أرادت أن تشاركه به!
      دخل غرفة نومه، فوقعت عيناه على مهد الصغير خاليا موحشا و كأنه يشكو فراق صاحبه!

      كانت تلك أول مرةٍ يحسّ فيها صاحبي بمثل هذه المشاعر، مع أنه كان كثير السفر
      لكن تلك كانت المرة الأولى التي يأتي فيها أولاده معه ثم يعود بدونهم

      لم يكد يستقرّ بصاحبي المقام، حتى عاد لما كان عليه من انكباب على العمل!
      و نسيَ ما وعدَ نفسَه به من مواصلة التجوال و السياحة في تلك البلاد!

      لم يعد صاحبي لبلده إلا مرةً واحدة لعيد الفطر، و كانت أياماً قلائل اطمأنّ فيها إلى حالة أمّه
      و أقنع نفسه أنها أصبحت معافاة، رغم شحوب وجهها، و ذهاب نشاطها!

      كانت العودة الأخرى لعيد الأضحى، و كانت عودةً نهائية، فقد أنهى صاحبي فترة انتدابه

      ما زال يذكر صاحبي وصوله في وقتٍ متأخر من الليل، و ملاقاة أمّه التي حسبها يومها كانت مستيقظةً فقط لتنتظره
      و يذكر صباح اليوم التالي و هو يسلّم أمّه الهدية التي أحضرها لها، و هي تشكره و تدعو له

      يذكر كلّ ذلك، و يذكر أن شيئاً ما كان يعكّر صفوَه، كأنما كُسي الوجود سواداً في الأفق، فهو لمّا يزل ينتشر و يقترب