الزينبية

  • دع عنك ما قد كان في زمن الصبا ** واذكر ذنوبك وابكها يا مذنب
    واذكر مناقشة الحساب فإنّه ** لا بد يُحصى ما جنيت ويكتب
    لم ينسه الملكان حين نسيته ** بل أثبتاه وأنت لاهٍ تلعب
    و الروح فيك وديعة أُودِعْتَها ** سترُدّها بالرغم منك وتُسلَب
    وغرور دنياك التي تسعى لها ** دار حقيقتها متاع يذهب
    والليل فاعلم والنهار كلاهما ** أنفاسنا فيه تُعدُّ وتحسب
    وجميع ما خلفته وجمعته ** حقاً يقيناً بعد موتك ينهب
    تباً لدار لا يدوم نعيمها ** ومَشيدُها عمّا قليل يَخْرَب
    فاسمع أُخَيّ وصية أَْولاكَها ** برٌّ نصوحٌ للأنام مجرب
    صحب الزمان وأهله مستبصراً ** ورأى الأمور بما تثوب وتعقب
    أهدى النصيحة فاتّعظ بمقاله ** فهو التقي اللوذعي الأدرب"
    لا تأمَنِ الدهر الصَّروف فإنه ** ما زال قِدْماً للرجال يهذب
    وعواقب الأيام في غُصَّاتها ** مَضَضٌ يذل لها الأعز الأنجب
    فعليك تقوى الله فالزمها تفز ** إن التقي هو البَهيُّ الأهيب
    واعمل بطاعته تنل منه الرضا ** إن المطيع لربه لمقرب
    واقنع ففي بعض القناعة راحة ** واليأس مما فات فهو المطلب
    و إذا طمعت لبست ثوب مذلة ** فبذا اكتسى ثوب المذلة أشعب
    وتَوَقَّ من غدر النساء خيانة ** فجميعهن مكائدُ لك تُنْصَب
    لا تأمن الأنثى حياتَك إنها ** كالأفعوان يُراع منه الأنيب
    تُغْري بلين حديثها وكلامها ** فإذا سطت فهي الصقيل الأشطب
    وابدأ عدوك بالتحية ولتكن ** منهُ زمانَك خائفاً تترقب
    واحذره إن لاقيته متبسّماً ** فالليث يبدو نابُه إذ يغضب
    إن الحقود وإن تقادم عهده ** فالحقد باقٍ في الصدور مغيب
    وإذا الصديق لقيته متلوناً ** فهو العدو وحقه يتجنب
    يعطيك من طرف السان حلاوة ** ويروغ عنك كما يروغ الثعلب
    و اختر قرينك واصطفيه تفاخراً ** إن القرين إلى المقارن ينسب
    و أخفض جناحك للأقارب كلهم ** بتذلل واغفر لهم إن أذنبوا
    وذر الكذوب ولا يكن لك صاحباً ** إن الكذوب يشين حراً يصحب
    و احفظ لسانك و احترس من لفظه ** فالمرء يسلم باللسان ويعطب
    وزن الكلام إذا نطقت ولا تكن ** ثرثارة في كل ناد تخطب
    والسر فاكتمه ولا تنطق به ** فهو الأسير لديك إذ لا ينشب
    واحرص على حفظ القلوب من الأذى ** فرجوعها بعد التنافر يصعب
    إن القلوب إذا تنافر ودها ** شبه الزجاجة كسرها لا يُشعَب
    وكذاك سر المرء إنْ لم يطْوِه ** نشرته ألسنة تزيد وتكذب
    وارع الأمانة، والخيانةَ فاجتنب ** واعدل ولا تظلم بطيب المكسب
    كن ما استطعت من الأنام بمعزل ** إن القليل من الورى من تصحب
    واحذر مصاحبة اللئيم فإنه ** يُعدي كما يعدي الصحيحَ الأجرب
    واحذر من المظلوم سهماً صائباً ** واعلم بأن دعاءه لا يحجب



    هذه الأبيات تُدعى بالقصيدة الزينبية ..
    اختُلف في نسبتها بين (علي بن أبي طالب) و (صالح عبد القدوس) ..
    و لا يهمنا القائل بقدر ما يهمنا القول ..
    و السلام !

    لقد علمتني صروف الحياة *** وغدر الزمان كثير الحذر
    على صغر سني رأيت العجاب *** وخالطت جنا بشكل البشر

    457 ﻣﺮﺓ ﻗﺮﺃ