أمِّـي ، و أيَّ بـلاغـةٍ ، أهْـديـكِ...
أمْ أيَّ حـرف للثَّـنـاءِ أُرِيــكِ ؟
أم أيَّ لحـنٍ يستَجيـشُ خواطِـري...
و يصوغُ عرفانـي ، و يسترضيـكِ
مـاتَ الكـلامُ فمـا يطَـاولُ راحـةً...
مـنْ راحتَيـك إذا بسَطـتِ يـديْـكِ
و جثا البيان ُ، فما يـؤازرُ و اصفـاً...
ذاكَ الجلالَ ، فُدِيتِ كيـفَ أَفِيـكِ ..؟
ما لـي و شكْـركِ ، إنَّـه متعثـرٌ ٌ...
يـا مـا أقلَّـه جَـاء يستعْفِـيـكِِ !
الشكرُ ُأصغرُ مـا يكـون ُ إذا أتَـى...
يزجـي إليـكِِ جزيلَـه ، يـرجـوكِ
ينْهـلُّ كالقطْـرِ النمِيـرِ إذا هـمََـا...
في يمِّكِ الممـدودِ ، هـل يسقيـكِ ؟
ولأنْـتِِِِ أولـى بالمديـحِ إذاَ أنََــا...
أولَيْـتُ ذَا فـضْـلٍ ، و لا يكفِـيـكِ
و لأنت ِ مأمولُ الفـؤادِ ، و قصْـدُه...
و بما أَمَـرْتِ أجَـابَِ : يـا لبَّيـكِ "
مُزنُ الرضَا - ما جُدْتِ- ينبِتُ راحة ً...
و السَّعدُ أبهـجُ مـا يكُـونُ لدَيـكِ
حسْبي ، و قد كبَتِ الحروفُ محبـةٌ...
مِنِّـي إلـيـكِ بلحنِـهَـا أشــدُوكِ
أهواكِ ما ارتفعَتْ سَماءٌ فـي العـلاَ...
تحكِـي صفَـاءً لاحَ فِـي جَنبَـيـكِ
أنتِ الحياةُ إذا اختَصـرتُ حروفَهَـا...
و الكونُ - كلُّ الكونِ - في عينَيـكِ.
قـد كنـتُ أحسَـب ُأن كلَّـكِ جنَّـةٌ...
فإذَا الجِنَـانُ تَميـسُ مـن قدَمَيـكِ
يا مهجتِي الحرَّى ، ويا سَببِي علـى...
مرِّ العصورِ ، ودولتِي ، و مَلِيكِـي.
وسناءُ لحظي ، و الوجيبُ ، و مجتَلى...
طرْفي ، و قد سَافرتُ فـي عطفَيـكِِ
وسكبْتِ ذَوبَ النُّورِ في الجنبَاتِ فـي...
هـذا الفـؤادِ ، فهَـامَ يستجْـدِيـكِ
فلأنْتِ معنـايَ القديـمُ ، و موئلِـي...
وخليجُ شطآنـي ، و فجْـر حُلُوكِـي
أنـا مَــا أنَــا إلا رذاذٌ سَـابِـحٌ...
لو مَا جَمَعتِـهِ فـي حِمَـى وادِيـكِ
أنا بعضُ أنتِ ، فليسَ لي من خِلقَتِي...
إلا امـتـدادٌ بالحنِـيـنِ إلَـيــكِ
مـا قيمـةُ الدُّنيَـا إذا كانَـت بِـلاَ...
أمـل ٍ تنـوَّرَ فـي سمـا بُـرديـكِ
هـا إننـي أفنَـى ، وهـذَا خافقـي...
ضُمِّـي هـواهُ كـي ْ يخلَّـدَ فـيـكِ
و دعِـي مواويـل الحنَـانِ تلفُّنـي...
و حمائـمَ الرفْـقِ الـذي يعـلُـوك
فأنا ، و إن مرَّ الصِّبا في وَ حشَتِـي...
أشتاقُ - يا أمِّي - إلـى كفَّيـكِ ..
و إلى عَليلِ نـدَاكِ يغمُـرُ دوحَتـي...
و يحوطُ أفنَانـي ، و يعمُـر أيكـي
إنْ خَانني حرْفي ، وقصَّر عـن يـدٍ...
وَإذا كبَـا حَرْفـي ، فـلا يجـلُـوكِ
لا تعجَبِـي يـا أمُّ لسـتُ بـواجـدٍ...
كَلِمًـا يَفِـي معنَـاكِ ، أو يعنِـيـكِ
فهَبِي حُروفِي مـن عبيـركِ نسمـةً...
بالحبِّ تنبـضُ و الهَـوَى ، أُُهْدِيـكِ
233 ﻣﺮﺓ ﻗﺮﺃ