أضع ذكريات في حقيبتي الصغيرة .. وأبحر نحو الشمال
كتاب ۞(مذكرات أميرة عربية) ۞ جماعة نقرأ لنرتقي و نتميز
-
-
أضع ذكريات في حقيبتي الصغيرة .. وأبحر نحو الشمال
-
التعليم في القصور
كان والدي يهتم بالتعليم لذلك قد كان يجلب مدرسين من عمان من اجل تدرسنا وقد كان التدريس لا يقتصر علينا نحن أبناء السلطان فقط
بل تكون نفس الفرصة لأطفال الخدم الذين يعشون معنا في القصر
وقد كنا نتعلم القراءة والكتابة والعد ومبدأ الحساب البسيطة ولم نكن نعرف عن العلوم الاخري
التي يتم تعليمها في الغرب والتي تعرفت عليها عند انتقالي الى هناك وحاولت ان اطلع عليها
ولقد كانت أدوات التعليم بسيطة جدا فهي عبارة عن عظم مصقول نكتب علية بحبر محلى الصنع
اما الكتب فلم يكن لدينا سوى كتاب واحد هو أساس تعليمنا وهو القران الكريم وكنت الأوامر تقتضي تعليم البنات القراءة والعد فقط
اما الأولاد فقد كانوا يتعلمون القراءة والكاتبة والعد والحساب ولم تكن هناك أيام محدده للإجازات من المدرسة وكانت الإجازة يوم تغيب المدرسة بسبب مرض ما هو بالنسبة لنا عيد وكثيرا ما كنا نتمنى مرض المدرسة حتى نغيب عن الدراسة
وقد كانت أوامر السلطان استخدام العصا للجميع الطلاب حتى يتعلموا دون استثناء احد
ومن خلال تواجدي في المانيا ومتابعتي لتعليم أبنائي قد لاحظ عادة موجودة لدى الطلاب في الغرب
والشرق على حد سوى وهي محاولة أرضاء المدرس والمدرسة وذلك من خلال تقديم الهدايا وهذا ما كان يفعله أولادي
وما فعلته أنا من قبل فقد كنت اهدي معلمتي الشوكولاته اللذيذة التي كان والدي يعطيني إياها والتي كانت تحبها بشدة الا أنها في الأخير لم تكن تقبلها مني وذلك بسبب المشاكل التي نالت من أسنانها وبسببها كانت كثيرا ما تغيب
أزياء النساء في بيوت السلطان
جرت العادة في الغرب ان تذهب المرأة الى السوق بنفسها لتبتاع ما تحتاج إليه من ثياب بعد ان يدفع لها زوجها أو أبوها كلفتها
لكن الأمر في زنجبار يختلف عن هذا كل الاختلاف فلا النساء مسموح لهن بالذهاب الى الأسواق ولا مخازن كبيرة هناك فليس في زنجبار صناعات أو معامل وإنما تستورد جميع حاجاتها وثيابها من الخارج
والنظام الجاري في بيتنا ان يستورد أبونا حاجتنا من الثياب مرة واحدة في العام ويوزعها علينا في يوم معلوم وعلى هذا وضع أبي نظاما متقنا للمقايضة والاتجار فكانت سفن أسطوله تمخر البحر من زنجبار محملة بالمنتجات المحلية وخاصة القرنفل والتوابل قاصدة سواحل انجلترا وفرنسا وفارس والهند والصين حيث يقوم وكلاؤنا التجاريون في كل من هذه الموانئ ببيع حمولاتها ثم ابتياع ما نحتاجه من منتجات تلك البلاد ولدى ربان كل سفينة كشف طويل مفصل بأنواع البضائع المراد ابتياعها من كل بلد يحل فيه أولها طبعا وعلى رأسها دائما الأقمشة و الثياب
وكان توزيع البضائع يجري كما قلت على سكان القصور مرة واحدة في كل عام بعد وصول السفن بقليل لذلك فلا عجب اذا ما انتظرنا وصول السفن ببالغ الشوق وفارغ الصبر واستقبلناها بالغبطة والبشر فقد كان وصولها يعني وصول نفائس اللباس والأشياء وتوزيعها علينا ومن ثم افتتاح موسم جديد من مواسم الأزياء والزينة
(( وكان وصول السفن يشيع فينا نحن الصغار فرحا لا يوصف لأنها تجلب ألينا من أوربا أنواع الهدايا وإشكال اللعب وما زلت اذكر فرحي الجنوني يوم رأيت لأول مرة في حياتي دمية ترتدي الملابس وتتكلم وتتحرك ))
ويتم التوزيع في بيتي الموتني والساحل وفي ان واحد وتستغرق العملية ثلاثة أو أربعة أيام حتى يتيسر لعشرات المئات من الناس في كل بيت استلام حصصهم
وكان العبيد ينقلون البضاعة ويفكونها ويرتبونها حسب أنواعها ثم تتولى إحدى بنات السلطان الكبيرات بتفويض من الوالد توزيع الحصص على أصحابها و يؤسفني ان اقول ان عواطف الحسد والغيرة والطمع كانت تعكرا صفو الأفراح في هذه الأيام
وكان التوزيع يجري كما قلت على سكان القصور السلطانية مرة واحدة كل عام ويبدأ بجواري السلطان حيث يأخذن حصتهن وحصص أبنائهن الصغار ثم يأتي دور بنات السلطان فزوجات الأبناء وهكذا
وكانت حصة المرء هي كفايته لعام واحد وكانت الأقمشة الغالية توزع باللفات لكل شخص لفة كاملة طولها حوالي 40 ياردة والشخص بعد هذا حر في ان يبادل بعض ما عنده ببعض ما عند غيره.
وكان يوزع أيضا المسك والعنبر وماء الورد والعطور الأوربية والزعفران (( الذي تخلطه النساء بمركبات أخرى ويضعنه على شعور رؤوسهن)) وكذلك الحرير بأنواعه مع خيوط الفضة والذهب للتطريز والأزرار المطرزة بالذهب وكل ما يدخل في زينته المرأة العربية ولباسها وإلى جانب كل هذا كان كل منا يقبض عددا من الريالات الفضية (( ريالات ماريا تريزا)) يختلف عددها حسب السن والمقام
وقد ساعد على تسهيل مهمة اختيار الملابس قرب بلادنا من المنطقة الاستوائية وغلبة فصل الصيف فيها على بقية الفصول الأخرى التي لا نعرفها الا بالاسم فقط
وتتم خياطة الملابس باليد اذا لم تكن ماكينات الخياطة معروفة في بلادنا أيام شبابي
ولم يكن يحكمنا سلطان الموضة السائد في الغرب
لذا كان العامل الأساسي في لباس المرأة مهما علت منزلتها وزاد ثراؤها هو البساطة فالزي الذي تلبسه النساء واحد ويتكون من قميص ينحدر الى ركبتها وسروال عريض طويل مربوط ة نهايتيه عند الكاحل وعصابة من الحرير تلف بها شعرها
والاختلاف بين أزياء النساء هو في جودة القماش وحسن الذوق في اختيار الألوان
وتناسقها ولا تخضع القمصان والسراويل الى شكل معين وكل ما يشترط فيه ان لا تكون القمصان طويلة فتغطي الوشي المذهب على السروال وان لا يغطي السروال بريق الخلخال الذهبي الثمين الذي يحيط بالساق والذي تتدلى منه أجراس ذهبية صغيرة تبعث رنات عذبة راقصة في كل خطوة تخطوها ربة الدار وتغطي عصبة الرأس اكثر الجبهة دون ان تؤثر على الحواجب أو العيون ويتدلى من العصبة
على الظهر شريطان أنيقان يصلان حتى الأرداف حاملين في نهايتهما المطرزتين بشتى الألوان الزاهية بعض مصوغات دقيقة من الذهب والفضة
واذا أرادت المرأة الخروج وضعت عليها (( الشيلة)) وهب نوع من الشال أو العباءة وهو قطعة كبيرة من الحرير الأسود والمطرزة جوانبها بخيوط الذهب أو الفضة حسب مقام صاحبتها أو ذوقها تنسدل فوق المرأة من اعلى رأسها حتى قدميها فتخفيها كلية ولكن ما من امرأة عربية مهما زاد ثراؤها تملك اكثر من شال واحد تستمر على استعماله ولا تستبدل به غيرة حتى يتمزق و يهترئ
ورغم ندرة الشتاء واعتداله عندنا فنحن لم نغفل عن الاحتياط له فالنساء عندهن
(( المئزرة))وهو نوع من المعطف البسيط ينسدل من فوق الرأس حتى القدمين ويكون مفتوح من الوسط ويربط بدبابيس معدنية أو ذهبية
أضع ذكريات في حقيبتي الصغيرة .. وأبحر نحو الشمال -
نفس وضع تلاميذنا اليوم بتلاميذ أي زمان
يفرحون جدا و يغتبطون لغياب معلميهم
و يحيكون الدسائس الصغيرة كما فعلت الاميرة
بتقديم الشوكولاته لها
فتسوس اسنانها و تغيب المعلمة عن تلاميذها:)
و سيظل التلاميذ على هذه الشاكلة إلى الابد
و ستظل النسوة الى ما شاء الزمان على حب الاقمشة و الذهب
يتنافسن على اقتناء الاجمل منها و الاغلى منها
و يتباهين بذلك
اشكرك شوك الورد على التلخيص
ونحن في المتابعة -
شكرررا شوووووووك .. تابع .. جزاك الله خيـــــــــــــــــــــــــــــرا ..
هذا من فضل ربي $$9 -
shouk alward كتب:
[INDENT]
زين عندك فكرة عن الكتاب وين نحصلة الحين......... لكن وين ممكن نحصل الكتاب اللي بالانجليزى او لغة ثانية
[/INDENT]
---------------------------------------
شوف في هذا الموقع ممكن تحصله
:)
http://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=LBb35711-33930&search=books -
[INDENT]
د.قوس قزح كتب:
نفس وضع تلاميذنا اليوم بتلاميذ أي زمان
يفرحون جدا و يغتبطون لغياب معلميهم
و يحيكون الدسائس الصغيرة كما فعلت الاميرة
بتقديم الشوكولاته لها
فتسوس اسنانها و تغيب المعلمة عن تلاميذها:)
و سيظل التلاميذ على هذه الشاكلة إلى الابد
و ستظل النسوة الى ما شاء الزمان على حب الاقمشة و الذهب
يتنافسن على اقتناء الاجمل منها و الاغلى منها
و يتباهين بذلك
اشكرك شوك الورد على التلخيص
ونحن في المتابعة
صدقتي فيما قلتي
شاكر لكِ متابعتك
[/INDENT]أضع ذكريات في حقيبتي الصغيرة .. وأبحر نحو الشمال -
أضع ذكريات في حقيبتي الصغيرة .. وأبحر نحو الشمال
-
[INDENT]
tony1881 كتب:
---------------------------------------
شوف في هذا الموقع ممكن تحصله
:)
[URL='http://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=LBb35711-33930&search=books']http://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=LBb35711-33930&search=books[/URL]
شكرا..............
[/INDENT]أضع ذكريات في حقيبتي الصغيرة .. وأبحر نحو الشمال -
[INDENT]النزهة في المزارع
كان لأبي خمس وأربعون مزرعة موزعة في أنحاء متفرقة من جزيرة زنجبار يعمل فيها عدد جسيم من العبيد وقد كان عدد العبيد يتراوح ما بين 50 الى 500 فرد
وذلك على ضوء حجم المزرعة
ومن يشرف على العمال في كل مزرعة يدعى الناقورة وهو رئيس عربي وهو المسؤول الأول عنها
وقد كان في اثنتين من هذه المزارع قصران مؤثثان صالحا للإقامة الطويلة وفي سبع أو ثمان منها مجرد بيوت عادية اما باقي المزارع فلم تكن فيها محلات للضيافة والإقامة
ولم نكن في أيام أبي نخرج الى هذه المزارع الا في مواسم معينة ولفترات قصيرة فقط وذلك لمشاغلة الكثيرة التي تمنعه من الخروج معنا ولم يكن يطمئن الى خروجنا وحدنا ولكننا لم نكن نعدم الوسيلة الى كسب أذن الوالد بالخروج فقد كنا أو بالأحرى
كانت بناته الكبريات وكن ذوات دالة علية وكان يحبهن ولا يرفض لهن طلبا كن يتلطفن في الاستئذان منه للسماح لنا قي قضاء بضعة أيام في هذه المزرعة أو تلك
وكن يرجعن ألينا بالموافقة على الرحلة المطلوبة
بعدها يبدأ الاستعداد للسفر وكان ذلك يتطلب جهدا كبيرا ووقتا طويلا فلم تكن المزارع مهيئة لاستقبال جمعنا الحاشد وإقامته فيها أياما طويلة لذا فقد كان علينا ان ننقل الى المزرعة جميع متطلباتنا من الطعام والشراب والفراش والآنية ولم يكن هذا بالأمر اليسير فقد كانت عملية النقل هذه تبدأ قبل سفرنا بأسبوع على الأقل فتستمر خلال ذلك الأسبوع كله مواكب المئات من العبيد تزحف يوميا مسافة العشرة أميال من المدينة الى المزرعة المقصودة
وفي ليلة السفر لم يكن ليستقر بنا مقام أو يغمض لنا جفن من شدة القلق والترقب ولو ضع اللمسات النهائية لإجراءات الاستعداد فكنا نفحص حميرنا المخضبة ذيولها بالحناء أو ننقل حاجتنا الى الزوارق ان كانت المزرعة المقصودة مما يستطاع الوصول اليها بحرا وكان أهم ما يشغلنا في الساعات الاخيرة إعداد العدد الكافي من الثياب والفساتين فقد كانت أمثال هذه الرحلات معرضا لأزياء النساء وأناقتهن وفرصة للمنافسة بينهم في هذا الشأن ولكم تأخر الركب كله بانتظار سيدة تأخر وصول فستانها التي تنوي ارتداءه أو أخذه معها
وكانت حركة الركب تكون بعد صلاة الفجر مباشرة وتمتطي السيدات ظهور حميرهن الصغيرة في حين يمتطي الخصيان الخيول ويوافينا العبيد مشيا على الأقدام ويسير المركب داخل المدينة بكل هدوء وانتظام صفا طويلا من الحمير البيض والخيول الفارهة فإذا اجتزنا سور المدينة انفرط عقد الموكب وودعنا وقارنا وهدؤنا وانطلقنا على سجيتنا نتراكض ونتسابق ونمرح ونعبث في أطراف الفضاء الفسيح فنصل الى هدفنا جماعات متفرقة
وهناك يستقبلنا العبيد وعائلة الناظر وبعض سيدات المزارع المجاورة اما الناظر نفسه فان التقاليد الشرقية الصارمة تمنع علينا رؤيته ما تمنع عليه وجوده حيث نكون
ونبدأ بعد وصولنا تناول وحبة الإفطار ثم ينصرف كل منا ليعمل ما يريد وكيفما يريد بكامل الحرية مع التأكد من عدم وجو أي رجل غريب في المنطقة ولا يجمع بين أفراد الجمع بعد ذلك الا وجبات الطعام وأوقات الصلاة
و تنهال علينا الدعوات من العوائل المجاورة للمزرعة كما تنهال علينا ربات تلك المزارع بالزيارات ونحن أو بعضا يلبي هذه الدعوة أو تلك أو يقوم باستقبال الزائرات
ونقضي ليالينا بالاستمتاع بالألعاب النارية اما الكبار منا فيقضون بالاستمتاع الى غناء بعض المغنيات العبيد او مشاهدة رقصهن
وأمسيات الريف هذه أمسيات خيالية رائعة إذ تجد هذا العدد الكبير من النساء المدللات بجمالهن المتنافسات بأناقتهن يتجمعن تحت ظلال الأشجار وتحت ضوء القمر الفضي في الليالي الاستوائية الصافيه وهن يتسامرن ويتحادثن ويتضاحكن بقلوب صافية ووجوه باشة باسمة.
وقد تطول أقامتنا في الريف حسب مشيئة الوالد فهو الذي يقرر يوم عودتنا وفي هذا اليوم المعين نترك المزرعة بين الساعة السادسة والسابعة مساء بعد ان نوزع الهدايا والعطايا على جميع العاملين في المزرعة وأكثر هذه الهدايا من اختيار أبي نفسه ثم تأتي السيدات المجاورات لوداعنا وبعد ذلك نركب مطايانا عائدين الى المدينة
ولا يبيح لنا سفرنا ترك الصلاة اذا حان موعدها لذلك فاذا ارتفع الاذان توقف الركب في الحال وفرش كل منا حصيره في الفضاء وبدأ صلاته قبل الانطلاق ثانية في مسيرتنا الى المدينة
[/INDENT]أضع ذكريات في حقيبتي الصغيرة .. وأبحر نحو الشمال -
الجميل ان الترفيه يكون جماعيا
تجتمع النسوة و الصبيان و العبيد في انشطة موحدة
تعود بالسعادة عليهم جميعا
في انتظار الجزء التالي من التلخيص شوك الورد -
-
متابعين خيوو .. كمل
هذا من فضل ربي $$9 -
تابع اخي
وياريت لوترفق بعض الصور من الكتاب
اذا مافيه صعوبه -
shouk alward كتب:
[INDENT]
وهناك يستقبلنا العبيد وعائلة الناظر وبعض سيدات المزارع المجاورة اما الناظر نفسه فان التقاليد الشرقية الصارمة تمنع علينا رؤيته ما تمنع عليه وجوده حيث نكون
[/INDENT][/quote
*
أروع الأيام أيام زمان...حياتهم أحلى عن هالزمان..
شكرا لك شوك الورد ..كتاب رائع...
لكن عندي سؤال.. منو هو الناظر..
*
تسلم..
* -
أضع ذكريات في حقيبتي الصغيرة .. وأبحر نحو الشمال
-
أضع ذكريات في حقيبتي الصغيرة .. وأبحر نحو الشمال
-
[INDENT]
(( وردة مط...ـر)) كتب:
shouk alward كتب:
[INDENT]
وهناك يستقبلنا العبيد وعائلة الناظر وبعض سيدات المزارع المجاورة اما الناظر نفسه فان التقاليد الشرقية الصارمة تمنع علينا رؤيته ما تمنع عليه وجوده حيث نكون
[/INDENT][/quote
*
أروع الأيام أيام زمان...حياتهم أحلى عن هالزمان..
شكرا لك شوك الورد ..كتاب رائع...
لكن عندي سؤال.. منو هو الناظر..
*
تسلم..
*
ومن يشرف على العمال في كل مزرعة يدعى الناقورة وهو رئيس عربي وهو المسؤول الأول عنها .......... هذا هو الناظر
[/INDENT]أضع ذكريات في حقيبتي الصغيرة .. وأبحر نحو الشمال -
من إخبار الإخوة والأخوات
الجزء الاول
لقد كان عدد أبناء السلطان كبير لا استطيع تحديد عدده بالضبط ولكني اقدره بحوالي المائة من الإناث والذكور وقد مات أكثرهم قبل وفاة والدي وكان منهم عند وفاته ستا و ثلاثين فقط نصفهم من الذكور ونصفهم الأخر من الإناث
و ليس همي أن اسرد أخبار كل هذا الجمع الغفير من الإخوة وإنما ذكر بعض اللمحات الخاطفة والنماذج المختلفة عن حياة البعض منهم ومنهن
(( 1))
شريفة
كانت شريفة من اكثر المقربات الى أبى و المفضلات لدية وكانت شركسية الأم وعلى جانب كبير من الوسامة والملاحة واعتدال وحسن التكوين وكانت بيضاء البشرة شقراء الشعر وكأنها إحدى الأوربيات الجميلات وكانت الى جانب ذلك ذكية القلب كثيرة النشاط حصيفة الرأي وكان السلطان يستشيرها في كثير من أمور الهامة فكانت له نعن المستشار ونعم الناصحة ولم يروى عنه انه ندم يوما ما على الأخذ
بنصيحتها
وقد تعرضت علاقتها مع أبيها لبعض الفتور ولفترة قصيرة من الزمن حين أصرت شريفة على رأيها بالزواج من ابن عم لها لم يره السلطان كفء لأعز بناته على قلبه فابتعدت في دار الزوجية عن دار أبيها ولكنها ما لبثت الا قيلا حتى عادت اليها بعد ان ثبت للسلطان صواب رأيها وتأكد له حسن اختيارها فزال غضبة عنها وأعادها الى سابق منزلتها من قلبه
((2))
خوله
كانت خوله مثل شريفة أحب البنات أبي إليه وأقربهن الى قلبه وأكثرهن لديه حظوة ومكانه وكانتا أيضا أجمل بناته قاطبة بل أجمل من حوته البيوت السلطانية من الإناث
ولم تحتل خوله مركزها عند أبيها بجمالها الفتان وحسنها الآسر فحسب بل لخلقها الرفيع وأدبها الجم وذكائها الوقاد ولم أرى في حياتي شخصا اكتملت صفاته واجتمع فيه جمال الخلق والخلق مثل خوله
بالإضافة الى كل هذا فهي ذات ذوق مرهف وكانت كلمتها في أزياء النساء هي القول الفصل
وكانت أمها من بلاد الرافدين وكانت ماهرة فعينها أبي ناظرة أو مسؤولة أدارية على بيت الساحل كله وهي مهمة عسيرة لا تنهض به الا ذوات العزم والهمة وقد كانت خوله تساعد أمها في أدارة البيت ومسؤولياته ثم تولت هي نفسها هذه الوظيفة
وكان مجهودها بارزا في أدارة هذا البيت وتعمل ما في وسعها لترضي الجميع
الا أنها لم تلقى من أخواتها ونساء أبيها
غير الغيرة والحسد وعدم الرضا عما تقوم به
ولذلك لتفوقها عليهن بالجمال والحسن ورفعة مكانتها عند أبيها
ولكن اذا أرادت إحدى النسوة طلبا من السلطان فهي تعلم علم اليقين ان لا وسيط لها ولا شفيع الا خوله
وكانت اكبر الغصص لدى هاته النسوة حين يصطحب أبي معه خوله الى غرفة الكنوز أو يرسلها اليها وحدها حيث الثروات الطائلة التي تتقطع نفوسنا حسرات لمجرد مشاهدتها
(( 3))
عائشة
من النادر ان تختلف أختان شقيقتان اختلاف عائشة وخوله فقد كانت عائشة قصيرة القامة سمراء اللون وخوله شقراء فارعة القوام
وكانت عائشة مجدورة الوجه غير جميلة المنظر في حين كان ماء الحسن والشباب يترقرق في بشرة خوله الصقلية الصافية وكانت عائشة متحفظة خجولة في سلوكها وعلى العكس من ذلك كانت خوله جريئة وصريحة وقد كانت هذه الفروق من الكثرة و التباين بحيث كان يصعب على أقاربنا في عمان ان يصدقوا ان هاتين الفتاتين أختان شقيقتان حقا
ولذلك كانت عائشة مدركه جدا لوجهها المشوه وجملها المعدوم فكانت لا تظهر لأقرب أقربائها الا محجبة
واشتهرت بالذكاء الفطنة وحسن التدبير وصواب التقدير فكان يرجع اليها لفض الخلافات بين أفراد العائلة وكانت أيضا ربة بيت ومدبرة أعمال ناجحة ولهذا كانت مواردها المالية في وضع مثالي لا يعرف الهبوط والصعود
وكانت تمتلك عبده واحده فقط حبشية تقوم لها بكل وظائف الوصيفات وعاملات التجميل
(( 4 ))
خديجة
خديجة شقيقة ماجد ورغم جفوتها فقد كانت محبوبة وقد انقطعت خديجة عن زيارتنا وركزت كل حياتها حول أخيها ماجد والعناية به وكانت تحبه أصدق الحب وأعمقه
وفي أخريات أيامها تولت العناية بأخينا الصغير ناصر ولكنها ملت الحياةفي الدنيا بعد وفاة شقيقها ماجد فاصطحبت ناصر الى مكة المكرمة حيث قررت العيش هناك ولم تطل بهما الاقامة هناك طويلا بل توفيا بعد حين قصير من وصولهما الى هناك
(( 5))
ملته
كانت ام ملته حبشية ولكنها لبيض بشرتها ورقة تكوينها أبعد ما تكون عن سمات قوم أمها وملامحهم وكانت أمها مشلولة لا تستطيع الحركة وبالتالي العناية بأطفالها ومع هذا نشأت ملته وأخوها الشقيق رولاب أحسن نشأة وأقومها فاكتسبا بخلقهما الرضي وسلوكهما الطيب ود الجميع واحترامهم وقد كانت ملته وأخوها رفيقي لعبي في بيت الموتني
وقد تزوجت ملته بعد وفاة أمها احد أبناء عمومتنا وذهبت للسكن معه في دار الزوجية وقد أسعدها الله ورزقها بولدين جميلين
أضع ذكريات في حقيبتي الصغيرة .. وأبحر نحو الشمال -
امتلكت الاميرة سالمة اسلوبا شيقا في السرد تجلى واضحا في الحديث عن اخواتها و صفاتهن
في المتابعة نحن يا شوك -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالفعل أسلوب أميرتنا أسلوب راقي وجميييل
والأجمل من ذلك هو السيد سعيد بن سلطان رحمة الله
الواجب علينا أن ندعو له بالرحمة والغفران لأنه بالفعل حاكم حكيم وفطن وأسس الإمبراطورية العمانية التي ازدهرت في عهده
وذلك يظهر جليا من خلال الرواية التي ترويها السيدة سالمة ...
اللهم ارحم قادة عمان الأبرار واغفر لهم
اللهم أطل في عمر قائدنا وسلطاننا قابوس واهده دوما الى طريق الرشاد وابعد عنه كل سوء ومكروه ياااااااااااااااااااارب العالمين
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآمينسبحان الله وبحمد -
أضع ذكريات في حقيبتي الصغيرة .. وأبحر نحو الشمال
-
[INDENT]
بنت قابوس كتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالفعل أسلوب أميرتنا أسلوب راقي وجميييل
والأجمل من ذلك هو السيد سعيد بن سلطان رحمة الله
الواجب علينا أن ندعو له بالرحمة والغفران لأنه بالفعل حاكم حكيم وفطن وأسس الإمبراطورية العمانية التي ازدهرت في عهده
وذلك يظهر جليا من خلال الرواية التي ترويها السيدة سالمة ...
اللهم ارحم قادة عمان الأبرار واغفر لهم
اللهم أطل في عمر قائدنا وسلطاننا قابوس واهده دوما الى طريق الرشاد وابعد عنه كل سوء ومكروه ياااااااااااااااااااارب العالمين
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآمين
اللهم احفظ عمان من كل شر وقائدها
[/INDENT]أضع ذكريات في حقيبتي الصغيرة .. وأبحر نحو الشمال -
[INDENT]من إخبار الإخوة والأخوات
الجزء الثاني
[B](( 6))
شيوان
رغم ان شيوان تكبرني سنا فقد كانت رفيقة لعبي وكانت عصبية المزاج مشحونة بالعاطفة والانفعالات شديدة الحساسية وكانت قوة شخصيتها تتركز في عينها الواسعتين المعبرتين والتي تستطيع بها ان تصرع أسدا وقد جعلت لها صفاتها هذه دورا بارزا ومهما في حياتنا البيتية
وقد سيطرت علي منذ اول تعارفنا واستخدمتني وصيفة لها تدفع بي الى هنا وهناك لأقضي حوائجها وألبي طلباتها الجامحة وكان مبررها الوحيد لاضطهادي وتعذيبي هو أني من نسل (( القرد الأبيض)) ذلك أنها ورثت سواد البشرة من أمها الحبشية لذلك فهي تبغض كل من يتمتع ببياض البشرة وما دمت ورثت من أمي الشركسية بياض لونها فقد حقت علي حملات أقاربي من ذوي الجلود السود وكان أخي جمشيد أسوا مني حظا اذ انه لم يرث بشرة أمه البيضاء فحسب بل
وورث عنها عيونها الزرقاء أيضا
(( 7))
زجان
زجان و زمزم شقيقتان من أم حبشية وكانت زجان تحبني حبا كبيرا وتدللني اكثر مما تسمح به أمي وكنت اذا ذهبت اليها امكث عندها طيلة الوقت غير عابئة بالرسل المتتابعة التي ترسلهم في اثري أمي حتى تضطر في أخر الأمر ان تأتي الى بنفسها وتكون النتيجة أنها تمكث معنا طيلة الليلة
وكانت ايه في طيبة القلب والحنان لا تتعب أبدا من معونة المحتاج ومواساة المريض وكانت تخرج مع جملة من خدمها وعبيدها محملين بأنواع الهدايا لتوزعها على المحتاجين
(( 8 ))
زمزم
كانت زمزم أجمل كثيرا من شقيقتها زجان وكان عندها فوق ذلك كل الصفات الطيبة التي عند أختها وقد كانت أيضا امرأة مدبرة بل هي ربة بيت وربة أعمال من الطراز الأول عطوفة كريمة ولكنها لا تميل الى البذخ وهب أنيقة ولكنها تحب البساطة والنظام وهي بتدبيرها ونظامها اقرب ما تكون الى ربة البيت الأوروبية
(( 9))
نونو
قست الطبيعة على نونو فأفقدتها بصرها ثم أفقدتها أمها وأرادت الطفلة المسكينة ان تنتقم لنفسها من الطبيعة والناس فنشأت عنيفة قاسية فجلبت على نفسها سخط القوم ونفرتهم منها بدلا من ان تكسب عطفهم وشفقتهم
كانت نونو ابنة أم شركسية رائعة الحسن والجمال سميت لجمالها (( تاجا)) وكانت من سراري أبي الأثيرات عنده
وقد ولدت نونو عمياء مما جعل منها أشرس طفلة شاهدتها في حياتي كانت قاسية مستبدة تثير الرعب والذعر في قلوب الأطفال وأمهاتهم على حد سواء وظلت كذلك حتى بلغت العاشرة من عمرها وفي هذه الفترة كانت تتربص بكل طفل في البيت اصغر منها وتمسك به لتقلع عينية وكانت تستفهم عن كل مولود جديد ان كانت عيونه سليمة ويستطيع الرؤية أم لا وكانت عقدة نفسها المستعصية هي العيون فقد ملأتها عاهتها حقدا مرا ولؤما أسود فقد سمعت مرة ان لا أخواتها الأطفال أهداب طويلة جميلة فما كان منها الا ان استغلت غياب أمه ومربيته فتسللت إليه وأعملت المقص في أهدابه وكادت ان تفقأ عيني الطفل البريء لولا صراخه
ومن ابرز طباعها إصرارها على ان تعامل كما يعامل المبصرون فكانت تصر على ان تختار ملابسها بنفسها وان ترتديها إمام المرآة وتتحرك جيئة وذهابا وحين تسمع ان لأحدهم عيون جملية آو أهداب طويلة فإنها تصر على ان تلمس هذه الأجزاء بنفسها لتمتحن صدق الكلام
ومن حسن حظ الجميع فقد تغيرت طباع نونو وسلوكها بعد بلوغها العاشرة من عمرها وأصبحت فتاة رقيقة هادئة وبدأت خصالها الطيبة ومعدنها الجيد تنكشف للعيان فأكسبها هذا حب الجميع واحترامهم وإعجابهم
(( 10 ))
شومبو و فارشو
شومبو و فارشو هما ابنتا أخي خالد وكانتا رفيقتي في المدرسة ومن هناك نشأت صداقتنا وامتد وازدهرت على مر الأيام فشاركتاني في المستقبل الأيام أرائي السياسية ونالهما منها ما نالني من الخسارة والأذى
الطب والعلاج والنذور والأرواح
الناس عندنا لا تلجا للعلاج الا في المرض العضال والحالة المستعصية وما علاجهم في هذه الأحوال الا الشعوذة والدجل
والعلاج الرئيسي العام هو الفصد أو الحجامة وكان هذا هو العلاج لكل مرض من الجدري الى الكوليرا وما بينهما وكان الاعتقاد ان نزيف الدم هذا لا يشفي من جميع الأمراض فحسب بل انه وسيلة وقاية أيضا وعلى هذا الأساس فان غالبية الناس وحتى الأصحاء الأقوياء الذين لا يشكون من ألم يسلمون أنفسهم الى مشرط الحجام مرة واحدة على الأقل كل عام لينظف دمهم وتقوى أجسامهم
والتدليك العلاج الثاني وهو أمر ممتع ونافع والضرر منه معدوم وكانت خادماتنا خبيرات في هذا الشأن ندخل عالم النوم ونخرج منه على لمسات رقيقة من أصابعهن المتدربة على هذا الأمر
والقيء علاج شائع في بلادنا ويتم بتناول بعض الأعشاب الكريهة المطبوخة بحيث ان مجرد اقترابها من الأنف يؤدي الى النتيجة المطلوبة
وفي حالات نادرة يتم جدا يتم إحضار
طبيب من الخرج واذكر في إحدى المرات مرضت أختي خوله مرض شديدا ولذلك احضر لها والدي طبيبا فرسي مشهور ليعالجها وقد كانت تعاني من مرض في إذنها وعندما تم إدخالها الى غرفة الفحص كان معها أبي واحد إخوتها وكانت قد لفت من رأسها الى قدميها ولم يعد نرى منها الا إذنها المصابة فالعادات الشرقية تمنع ان يرى المرأة الرجل الغريب وكان أيضا أبي وأخي من يرد على أسئلة الطبيب
ويجب ان اذكر هنا طرق أخرى في العلاج واتلي تعتمد على الشعوذة فكانت مستشارتنا الاولى في حلات المرض بصارة عجوز عوراء من أهالي حضر موت
وكانت عدة عملها عبارة عن كيس جلدي قذر يحتوي أدوات سحرها وعملها ولم تكن تتعدى بضع صدفات بحرية وعظام حيوانات صغيرة كالفئران والعصافير ثم قطع من الزجاج وفخار وبعض المسامير وغيرها
وعندما كنا نسألها جواب أمر ما تبدأ بدعوة الله لهاديتها
الى جلاء الحقيقة ثم تهز حقيبتها وتطرح محتوياتها على الأرض وعلى ضوء مواقع هذه النفايات تتنبأ بشفاء المريض
وأخيرا فلا بد من الكلام عن شخصية هامة في عالم الطب والعلاج بل وفي كل مناحي الحياة هي شخصية الشيطان الرجيم
فقد كان من نتائج غلبة الجهالة والظلام على العقول اعتقاد اكثر الناس بالأرواح والخيرة والشريرة وسكناها الأجساد البشرية فما كاد الطفل منا يولد حتى يتقمصه الشيطان ويسكن جسده فإذا بكى الطفل أو صرخ أو جفاه النوم ولم يعرف سبب واضح لذلك فالسر ركوب الشيطان له والواجب طرده من الجسد حالا وأبسط الطرق هو تعليق قلادة من رؤوس الثوم والبصل الصغيرة حول عنق الطفل وهي لعمري طريقة مجدية وأكيدة المفعول فلو كان للشيطان انف
يشم لما ظل لحظة واحدة في ذلك الجسم
[/B]
[/INDENT]أضع ذكريات في حقيبتي الصغيرة .. وأبحر نحو الشمال -
يااااااي حمستنا اكثر .. كمل بارك الله فيك :)
هذا من فضل ربي $$9 -
أضع ذكريات في حقيبتي الصغيرة .. وأبحر نحو الشمال
-
كتاب جميل جدااا رواية التاريخ
مر علي وتلخيصك جميل
تسلم اخي العزيز :)ثمن عمري الحياة أمل يبقى * لويفارقني وجودك ما يفارقني غلاك يكفي اني حيل أحبك لو ماني معاك *وأمل الحياة لقاء البداية والنهاية -
لهو ممتع متابعة التلخيص شوك الورد
ولفت انتباهي اسماء الاميرات
و اعجبت جدا بالصور المرفقة -
[INDENT]
م. الجهوري كتب:
كتاب جميل جدااا رواية التاريخ
مر علي وتلخيصك جميل
تسلم اخي العزيز :)
سررت بتواجدك معنا
[/INDENT]أضع ذكريات في حقيبتي الصغيرة .. وأبحر نحو الشمال -
[INDENT]
د.قوس قزح كتب:
لهو ممتع متابعة التلخيص شوك الورد
ولفت انتباهي اسماء الاميرات
و اعجبت جدا بالصور المرفقة
شكرا لك .... وانتظر متابعتك باستمرار
[/INDENT]أضع ذكريات في حقيبتي الصغيرة .. وأبحر نحو الشمال