]( كف عن نواحك أيها الطير فكل الجروح غائرة وقد ترسبت في قاع طبقات الجلد والزمن لا يعترف بالألم ولا يحتضن الدموع وفي جوف كل منا أنوار أطفأت وكأننا خلقنا لنكون دوماً في وجه الريح المضاد وليس إلا الصبر وسيلة نركب هودجها وتبقى الحقيقة العارية هي من يفرض علينا أن نمتطي زوارق الضياع كل في موطنه ، وتبقى أنت أيها الطير رغم إمتلائك بالجراحات المثقلة إلا أنك تمارس طقوس الحرية في الهجرة من بلد إلى آخر وتشهد بكاء البساتين وميلاد الشمس وتشابك النجوم ، بينما أنا أرضخ في دائرة حزني الملتهب وأعاني الوحدة والغربة .. فكل الحدود عدا مدينتي ممنوع علي تجاوزها ومعصمي قد لف بأنواع عدة من السلاسل والقيود فتساوت في ناظري كل الليالي وخيم في سمائي ضباب مدجج بالحلكة والكآبة يحتويه خواء يقطعه نباح الكلاب الجائعة ويثقله صمت السكون وتطفئ قناديله الريح كما يعج في بطن ذاك الليل الكثير من السكارى واللصوص . كلانا يحمل أحزاناً أيها الطير ولكنك ربما تفلت يوماً من جاذبيتك ومن حصار السحب وسوف يفعك الحنين إلى السفر بإكتشاف فضاء جديد يغسل فيك أوراق اليأس والأسى بينما أبقى أنا وحيداً أتسكع كالصعلوك في دروب الحياة . ) .

جزء من مقالي الذي نشر بتاريخ 22/4/2000 السبت

قوس قزح /
أشكرك أختي على تعليقك الرائع وما تلك الصورة إلا وحي من الخيال أتمنى أن أكون قد وظفته بالطريقة الصحيحة . تسلمي

كتائب الريح /
دائما نتطلع إلى الحرية على أنها سعادة غامرة ولكن حينما نأسر أنفسنا في شيء ما تموت نظرتنا إلى الحرية وبالتالي نظل نستجدي الزمن أن يعود بها علينا وبالتالي نخاطب كل ما هو حولنا حتى الشجر الذي هو مقيد بجذوره في الأرض نحسده على إرتفاع هامته العليا .
وأظل أنا بتتبعك شخصياً لمواضيعي أكون قد حصلت على جزء من حريتي التي أنشدها فشكراً لك على فك أسري بكلماتك الرائعة والراقية جداً .
وتسلم .