كانت هنا معي .. ولوحدنا نعانق افاق الحب بروحينا .. لامست اعماق الحب معها .. تذوقت الفرحة وأزالت مني الهم والألام .. منحتني ومنحتها الدفء والأمان .. وأمتصينا الام بعضنا ومزجناها بأفراح طغت عليها .. كانت حبيبتي ..
واليوم .. يوم البؤس المشهود في حياتي .. وسيعيش يومي هذا في كل غد يتراءا أمام ناظري .. لانها تركتني .. ودعتني .. وتركت لي هدية .. تذكارا .. ورسالة .. وتذكرة طائرة في الاتجاه المعاكس لخط طيرانها .. كي لا الحق بها أبدا ..
أما هديتها فهي سلة من الأفراح .. تركتها لي على عتبة الباب الصغير للحب .. الذي تقلص بعد أن كان بحجم الكون .. تركتها لي كي لا اذرف اي دمعة وهي تستقل طائرتها الى مالا نهاية .. تركتها كي لا اشكي غياب قلبها الذي استوحي منه مسير عمري الذي هو أمامي .. تركتها كي لا افتقدها وافتقد دفء الروح التي تسكنها .. ودفء انفاسها الزكية بروائح أغلى عطور الأرض .. تركتها كي لا افتقد عينيها الصافيتان .. وخديها الورديان .. وشفتيها الصغيران الذان بلون الفراولة .. وطعمها ..
والرسالة .. تركتها بعد ان كتبتها خواطر نثرية .. وأشعار فصيحة .. وأخرى نبطية .. قرأتها ألاف المرات .. وبللتها بدموع الحب الغالي الذي نزف مجروحا بسبب الفراق ...
لعلها تعود الي .. وتعيد ماض قد مضى .. وترجعه من أرض النسيان الغامضة .. الى أرض الواقع المؤلم .. لتحوله ندا على اطراف الزهور ..
تلك حبيبتي قد ودعتني الى الاعودة .. وتركتني اذوب من حرقة الوداع الاهبة ..
ولكن سأبقى مع كل هذا نقيض ما بي .. سأبقى الى الابد .. فتى الثلــــج