لماذا أكتب ؟ !
( لماذا أكتب وأنا منذ أزمان مسجون في قفص الأعوام السابقة ولم أفلح في فك قيودي كي أتحرر من هذا السجن .. لماذا أكتب والسنوات تتعاقب والأيام تجري ولا شيء من هذه الكتابة يتغير وكل ما أحمله بين أناملي بقايا رماد لجمر قد خمد .. لماذا أكتب وصوتي غير مسموع وصورتي غير مرئية أحمل أزهار ذابلة منذ الخريف الفائت .. لماذا أكتب وأنا أحدق في الظلمة وأسير دوماً بإتجاه الفراغ وكأنني أبحث عن ضوء سوف يلد بين الفينة والأخرى ولكن هل تلد الظلمة غير الظلمة .. لماذا أكتب ودوامات الإحباط تزرع نفسها في الأماني المهترئة .. لماذا أكتب والكتابة حمل ثقيل وأنا قد إستبدت بي الشيخوخة ولم أعد قادراً على حمل قلمي داخل جيوب ثيابي .. لماذا أكتب وكل مراكبي قد سافرت إلى غير قبلتي والبحر يرفض أن أركبه حتى نغنغاته في وشوشتها ترفضني .. لماذا أكتب والصحراء تمتد إلى البعيد في داخلي .. لماذا أكتب والبكاء يبلل أهداب عيوني . لا .. لن أكتب أبداً فقد ضاع مفتاح سجن الزمن وما عاد الخروج إلى الحياة من جديد ممكناً . إذن هنا أعلن أن المصباح الذي يوماً كان معلقاً على جدار أضلعي قد إنطفأ على صدر الظلام ولا شيء هنا غيري أنا .. فقط لا شيئ هنا غير أنا ، وأنا ترفض أن تكتب ذاتها . )
جزء من مقالي ( لماذا أكتب ؟! )
نشر بجريدة عمان بتاريخ 23 /10 /2001 / الأربعاء / العدد 7540
( لماذا أكتب وأنا منذ أزمان مسجون في قفص الأعوام السابقة ولم أفلح في فك قيودي كي أتحرر من هذا السجن .. لماذا أكتب والسنوات تتعاقب والأيام تجري ولا شيء من هذه الكتابة يتغير وكل ما أحمله بين أناملي بقايا رماد لجمر قد خمد .. لماذا أكتب وصوتي غير مسموع وصورتي غير مرئية أحمل أزهار ذابلة منذ الخريف الفائت .. لماذا أكتب وأنا أحدق في الظلمة وأسير دوماً بإتجاه الفراغ وكأنني أبحث عن ضوء سوف يلد بين الفينة والأخرى ولكن هل تلد الظلمة غير الظلمة .. لماذا أكتب ودوامات الإحباط تزرع نفسها في الأماني المهترئة .. لماذا أكتب والكتابة حمل ثقيل وأنا قد إستبدت بي الشيخوخة ولم أعد قادراً على حمل قلمي داخل جيوب ثيابي .. لماذا أكتب وكل مراكبي قد سافرت إلى غير قبلتي والبحر يرفض أن أركبه حتى نغنغاته في وشوشتها ترفضني .. لماذا أكتب والصحراء تمتد إلى البعيد في داخلي .. لماذا أكتب والبكاء يبلل أهداب عيوني . لا .. لن أكتب أبداً فقد ضاع مفتاح سجن الزمن وما عاد الخروج إلى الحياة من جديد ممكناً . إذن هنا أعلن أن المصباح الذي يوماً كان معلقاً على جدار أضلعي قد إنطفأ على صدر الظلام ولا شيء هنا غيري أنا .. فقط لا شيئ هنا غير أنا ، وأنا ترفض أن تكتب ذاتها . )
جزء من مقالي ( لماذا أكتب ؟! )
نشر بجريدة عمان بتاريخ 23 /10 /2001 / الأربعاء / العدد 7540