الرجاء من الجميع المشاركة ( إعجاز القرآن )

    • شكرا لمشرفنا :
      الطـــــــــــــــــــــــــــــــــوفـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان


      4- عين:

      وردت «العين» في عشر آيات مجموعة على «عيون»، وكلها تعني «عيون الماء» في الكلام على الجنة ونعيمها، منها:
      <<إِنَّ المُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ».

      وقد وردت في اثنتين وعشرين آية مجموعة على <<أعين» للدلالة على «الأَعيُنِ» المبصرة، وهي أصل المعنى في هذه الكلمة، ومنها توزّعت مجازاً واتساعاً، ومن هذه الآيات:
      <<وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَ يُبْصِرُونَ بِهَا».

      أقول: إن هذا التوزيع في اختيار أبنية الجمع لاختلاف الدلالة شيء من خصائص هذه اللغة الكريمة مما لا نعرفه في النصوص الأخرى.
    • 5- قصد:

      استُعملت مادة «القصد» الثلاثية ثلاث مرات في ثلاث آيات فعل أمر في واحدة (اقصدْ)، ومصدراً هو «قَصْد»، واسم فاعل هو «قاصد»، وهذه الثالثة هي موضوعنا في الكلام عليها:
      << لَوْ كَانَ عَرَضاً قَرِيباً وَسَفَراً قَاصِداً لاتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ»

      ذكر الزمخشري في «الكشّاف» أنّ السَّفَرَ «القاصد» هو الوسط المقارب، وجاء في «لسان العرب»: وسفر قاصد، هو السهل القريب.

      كان الدكتور مصطفى جواد يشير إلى خطأ استعمال المُعرِّبين كلمة >>مباشر» في قولهم: «بصورة مباشرة»، وكان يرى أن يُقال: بصورة قاصدة.
      نرى أنه توسَّع في فهم «القاصد» للوصول إلى هذا المعنى في اللغة المعاصرة.
    • 6- مطر:

      وردت كلمة «مطر» ـ وهي مصدر ـ في سبع آيات، كما ورت فعلاً في سبع آيات أُخَر، وفي آية واحدة جاءت اسم فاعل «مُمطِر» من الرباعي. وكلها ينصرف إلى العذاب والنذر بالشر، ومنها:

      <<وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَسَاءَ مَطَرُ المُنْذَرِينَ»

      <<وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ»


      لقد فرَّقتْ لغة التنزيل العزيز بين المطر والغيث، فكان المطر عذاباً وشراً ونذراً بالويل والثبور، وكان الغيث رحمةً وخيراً ونعماً.
      هذه جملة مواد آثرت أن أضعها نماذج لهذه اللغة الكريمة وكيف انصرفت لدلالات تملك من خصوصية المعنى ما لم نره في غيرها من النصوص العربية.

      المواضيع من 1 -6 منقوله عن كتاب: من وحي القرآن، تأليف: الدكتور إبراهيم السامرائي. مؤسسة المطبوعات العربية، بيروت 1401 هـ/1981م)