أرجو أن تنال هذه القصة إعجابكم وهي قصه قصيرة من بنات أفكاري تعتبر أولى مشاركاتي في الساحة العمانيه وباسم الله أبدا.
كنت حينها في الخامسة عشره من العمر جلست في سطح منزلي أراقب ما يخبئ أنا هذا اليوم يوم من أيام عام 1947م قبيل الأصيل في مدينة الليمون الشامي حيفا .
وقفت في سطح منزلي فقد خرج والدي مع غيره من مجاهدي حيفا ليردوا عنها اعتداء الصهاينة الذين بدئوا حركتهم الاستيطانية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945م وقد وكلني والدي بمهمة حماية أمي و أختي
عائيشه في غيابه .
وفيما كنت أراقب غروب الشمس بين تلال حيفا الجميلة فإذا بدوي في الأسفل انتفضت من بقعتي وهرولت الى حيث الدوي الذي سمعته .صحت :ماذا جرى ...........ماذا هناك. وكنت انظر يمينا شمالا الى أن أبصرت والدي كان يلهث ثم لم يلبث أن صاح بي: الياس........بني أسرع الوقت يداهمنا بني أسرع علينا الرحيل.
احتقن وجهي و صحت به : ماذا "؟ لم افهم ماذا تقصد ابتي ..أأ..أأتقول أن علينا الرحيل؟ لماذا..لماذا...؟
هزني بقوه وفي عينيه ألم وحسره : لا مجال للنقاش بني ..للقد نفذت المؤن والذخيرة والصهاينة يزحفون إلينا كالسيل و إن لم نرحل سنباد بني.صحت به : لا ..لا لن ارحل عنها كالجبناء..لن ادعهم يفعلون بها ما فعلوه بباقي مدن فلسطين ..لا..لا انهم مصاصي دماء لن اسمح لهم ابتي مستحيل لا ..لا . كنت انظر إليه بإصرار وانكسار الى أن صاحت بي عائشة: أخي الياس.. لا مجال للجدال خذ صرتك لقد جهزتها لك كانت هي الأخرى حزينة تاملتها وتأملت امي هي الاخرى كانت منهمكه ثم اطليت من شرفت المنزل الكل كان يرحل مهرولا مذعورا ..آه..آه فلسطين ..القدس.. حيفا .. عذرا.. عذرا.. لا مجال للبقاء.. ارضي اعدك باني ساعود لك يوما ليس للبقاء ولكن لتحريرك من ايدي النجاس الصهاينه . ثم نظرت الى والدي لقد فهمت ابتي اجل فهمت واحتضنته بقوه
قبل خروجي اطلقت لعيناي العنان لتودع كل ركن من اركان ذلك الكوخ الذي ترعرعت به نعم هو كوخ صغير إلا انه ضم من السعادة و الطمأنينة الكثير هناك في ذالك الفناء جلسنا ذات مره نتسامر.. وتحت تلك الشجره مرجحت عائشه ذات يوم ..آه.. آه الارجوحه التي جهزتها امي لنا ... وداعا فلسطين .. وداعا ارض الانبياء وداعا ايتها الارض المباركه وداعا.... وداعا سأذكر هذا الذل يوما ولن لسكت عليه سأذيقهم أضعاف ما جرحت أمسكت بيدي امي وأختي ومضينا يتقدمنا والدي نظرت الى الوراء .. مدينة أشباح .. هكذا بدت حيفا حين تخلى عنها أهلها .. وداعا ...وداعا ارضي و عذرا اجل عذرا ......
خيم الليل كانت ليله ليست ككل الليالي مظلمة اختفى فيها ضوء القمر الفضي الجميل وكانت السماء تنير بين لحظه وأخرى بضوء لؤلؤي مخيف بتليه صوت مخيف وقد بدا السيل بالهطول بضراوة والريح قويه كنت لا أزال ممسكا بيدي امي واختي قررنا أن نستريح في احد القرى المهجوره فقد انهكنا التعب بقيت انا مع امي واختي في حين ذهب والدي لتفقد المكان ليتأكد من انه آمن للمبيت .
انتظرنا طويلا بعدها سمعت وطاء أقدام تنبهت إليها وصحت : أهذا أنت .. لقد طال غيابك .. مابك تحدث أأب.. وفجاه لمع البق بقوه فانكشف لتا ذلك الشبح يا الهي ما هذا وجهة قبيح وخوذة انهم الصهاينه جنديان كانا يحيطان بنا تراجعت وامسكت بذراع امي واختي احول بينهما ابتسما لي ابتسامة ساخرة عرفت مغزاها الا اني لم اتحرك من مكاني ثم وجها الينا السلاح اغمضت عيناي وادركت انها النهاية وفجاءة وبدون سابق انذار سمعت رشاش وعدة طلاقات منه وصوت بندقية تقليدية ويتبعه سكون مخيف لم افتح عيناي خشيت فاجعة الا ان المياة الدافئة التي احسست بها في جسدي هي التي دفعتني الى ان افتح عيناي يا ألهي ماذا ارى ثلاث جثث ممددة امامي واحدة منهن كانت ريحها مسك اندفعت نحوها هززته والدي ابتي اجبني لا ترحل ارجوك لا أتزال بحاجة إليك ضل ينظر الي وامسك بيدي وقال : بني امك واختك وسلمني سلاحه ثم اسلم روحة الطاهرة الى البارئ عز وجل نظرت الى ذلك السلاح وصحت باعلى صوتي اكرهكم ايها الأوغاد اكرهكم يا من سلبتموني أهلي ووطني وقدسي لن اسكت وسأعود يوما ما هنا لاؤذيقكم ما ذقت قبلت والدي القبلة الأخيرة وحفرت قبرة بيدي أخذت كوفيته وربطها قرب الشجرة التي دفنته تحتها ايقضت امي واختي آلتان كانتا فاقدتين الوعي لم اخبرهما بما حدث ولكني اكتفيت بان أشرت الى تلك الشجرة شجرة الزيتون ثم مضينا نكمل طريقنا الى مخيم اللاجئين عند الحدود الأردنية وداعا وداعا ............... وعذرا
كنت حينها في الخامسة عشره من العمر جلست في سطح منزلي أراقب ما يخبئ أنا هذا اليوم يوم من أيام عام 1947م قبيل الأصيل في مدينة الليمون الشامي حيفا .
وقفت في سطح منزلي فقد خرج والدي مع غيره من مجاهدي حيفا ليردوا عنها اعتداء الصهاينة الذين بدئوا حركتهم الاستيطانية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945م وقد وكلني والدي بمهمة حماية أمي و أختي
عائيشه في غيابه .
وفيما كنت أراقب غروب الشمس بين تلال حيفا الجميلة فإذا بدوي في الأسفل انتفضت من بقعتي وهرولت الى حيث الدوي الذي سمعته .صحت :ماذا جرى ...........ماذا هناك. وكنت انظر يمينا شمالا الى أن أبصرت والدي كان يلهث ثم لم يلبث أن صاح بي: الياس........بني أسرع الوقت يداهمنا بني أسرع علينا الرحيل.
احتقن وجهي و صحت به : ماذا "؟ لم افهم ماذا تقصد ابتي ..أأ..أأتقول أن علينا الرحيل؟ لماذا..لماذا...؟
هزني بقوه وفي عينيه ألم وحسره : لا مجال للنقاش بني ..للقد نفذت المؤن والذخيرة والصهاينة يزحفون إلينا كالسيل و إن لم نرحل سنباد بني.صحت به : لا ..لا لن ارحل عنها كالجبناء..لن ادعهم يفعلون بها ما فعلوه بباقي مدن فلسطين ..لا..لا انهم مصاصي دماء لن اسمح لهم ابتي مستحيل لا ..لا . كنت انظر إليه بإصرار وانكسار الى أن صاحت بي عائشة: أخي الياس.. لا مجال للجدال خذ صرتك لقد جهزتها لك كانت هي الأخرى حزينة تاملتها وتأملت امي هي الاخرى كانت منهمكه ثم اطليت من شرفت المنزل الكل كان يرحل مهرولا مذعورا ..آه..آه فلسطين ..القدس.. حيفا .. عذرا.. عذرا.. لا مجال للبقاء.. ارضي اعدك باني ساعود لك يوما ليس للبقاء ولكن لتحريرك من ايدي النجاس الصهاينه . ثم نظرت الى والدي لقد فهمت ابتي اجل فهمت واحتضنته بقوه
قبل خروجي اطلقت لعيناي العنان لتودع كل ركن من اركان ذلك الكوخ الذي ترعرعت به نعم هو كوخ صغير إلا انه ضم من السعادة و الطمأنينة الكثير هناك في ذالك الفناء جلسنا ذات مره نتسامر.. وتحت تلك الشجره مرجحت عائشه ذات يوم ..آه.. آه الارجوحه التي جهزتها امي لنا ... وداعا فلسطين .. وداعا ارض الانبياء وداعا ايتها الارض المباركه وداعا.... وداعا سأذكر هذا الذل يوما ولن لسكت عليه سأذيقهم أضعاف ما جرحت أمسكت بيدي امي وأختي ومضينا يتقدمنا والدي نظرت الى الوراء .. مدينة أشباح .. هكذا بدت حيفا حين تخلى عنها أهلها .. وداعا ...وداعا ارضي و عذرا اجل عذرا ......
خيم الليل كانت ليله ليست ككل الليالي مظلمة اختفى فيها ضوء القمر الفضي الجميل وكانت السماء تنير بين لحظه وأخرى بضوء لؤلؤي مخيف بتليه صوت مخيف وقد بدا السيل بالهطول بضراوة والريح قويه كنت لا أزال ممسكا بيدي امي واختي قررنا أن نستريح في احد القرى المهجوره فقد انهكنا التعب بقيت انا مع امي واختي في حين ذهب والدي لتفقد المكان ليتأكد من انه آمن للمبيت .
انتظرنا طويلا بعدها سمعت وطاء أقدام تنبهت إليها وصحت : أهذا أنت .. لقد طال غيابك .. مابك تحدث أأب.. وفجاه لمع البق بقوه فانكشف لتا ذلك الشبح يا الهي ما هذا وجهة قبيح وخوذة انهم الصهاينه جنديان كانا يحيطان بنا تراجعت وامسكت بذراع امي واختي احول بينهما ابتسما لي ابتسامة ساخرة عرفت مغزاها الا اني لم اتحرك من مكاني ثم وجها الينا السلاح اغمضت عيناي وادركت انها النهاية وفجاءة وبدون سابق انذار سمعت رشاش وعدة طلاقات منه وصوت بندقية تقليدية ويتبعه سكون مخيف لم افتح عيناي خشيت فاجعة الا ان المياة الدافئة التي احسست بها في جسدي هي التي دفعتني الى ان افتح عيناي يا ألهي ماذا ارى ثلاث جثث ممددة امامي واحدة منهن كانت ريحها مسك اندفعت نحوها هززته والدي ابتي اجبني لا ترحل ارجوك لا أتزال بحاجة إليك ضل ينظر الي وامسك بيدي وقال : بني امك واختك وسلمني سلاحه ثم اسلم روحة الطاهرة الى البارئ عز وجل نظرت الى ذلك السلاح وصحت باعلى صوتي اكرهكم ايها الأوغاد اكرهكم يا من سلبتموني أهلي ووطني وقدسي لن اسكت وسأعود يوما ما هنا لاؤذيقكم ما ذقت قبلت والدي القبلة الأخيرة وحفرت قبرة بيدي أخذت كوفيته وربطها قرب الشجرة التي دفنته تحتها ايقضت امي واختي آلتان كانتا فاقدتين الوعي لم اخبرهما بما حدث ولكني اكتفيت بان أشرت الى تلك الشجرة شجرة الزيتون ثم مضينا نكمل طريقنا الى مخيم اللاجئين عند الحدود الأردنية وداعا وداعا ............... وعذرا