المجنون هو قيس العربي وليلى هي نفسها ليلى المستعصية
على المجنون منذ قديم الزمان حتى الآن فلولا بعد ليلا لما
كان المجنون ولولا عشق ليلى لما كان الشوق والهيام والأشعار .
ليلانا اليوم هي ليلى عربية ساحرة خلابة تشمخ بكل إباء فوق
سطح البحر الأبيض المتوسط ليلانا اليوم قريبة من قيس لكنه بعيدا عنها
وقيسنا اليوم هو نفسه قيس العربي القديم لم يتغير هو نفسه الذي
أخذ ينظم الأشعار في ليلى محبوبته يحدث عنها كل قاصي وكل داني
لم يعرف قدرها لم يصن عرضها لقد أختلق عنها الأكاذيب كيف
فعل بها وماذا قال لها وماذا قالت له لقد فضحها .
عندما علم أبوها وسمع بما يتحدث به قيس عن ابنته ليلى لم يتمالك
نفسه جن جنونه قرر أن ينتقم لعرضه وشرفه أنكر أن له بنتا أسمها
ليلى أنكر أن له بنات أصلا فقرر أن يبيعهن جميعا في سوق النخاسين
بيعت ليلى في السوق بيعت ومعها أختاها سبته ومليلة .
فلمن بيعت ليلى وأخواتها؟
ياللهول لقد بيعت ليلى لمن سمع عن جمالها من قيس من شعر قيس
من فسق قيس بيعت ليلى لمن قدرها كسلعة ثمينة في السوق بيعت
لمن دفع من أجلها الغالي والرخيص بيعت لمصارع الثيران جار قيس .
لقد بكا قيس بكا كما لم يبكي من قبل بكا دموعاً ودماً بكا محبوبته
وأخواتها بكا كما تبكي النساء وليلى تسكن بجواره على بعد أمتار منه
ومنذ ذلك اليوم سمي بالمجنون .
وتمر الأيام وينسا المجنون ليلاه رغم قربها منه وتتقلب عليه الأزمات
يوما بعد يوم حتا جاء يوم تذكر فيها ليلاه بعد أن أفاق من نوم
طويل ولكنه في الحقيقة لم يتذكرها بنفسه لقد ذكره بها الغريب
القادم من المجهول فمن هو هذا الغريب ؟
للموضوع بقية: