لم تكن الدمعات الصغيرة تقف لولا هذه الغضون المتشكلة كأخاديد أرض وعرة، ولم تكن المرأة الكبيرة لتلتقط الدمعات الصغيرة لولا هذا النقاء الذي تظهره، ولم تكن التي تلملمها كحبات العنب الملتصقة ببعضها بعضاً والمتدلية عن فرح جنح قليلاً فارتفع في الهواء غير عابئ به ويظهر كأنه طير. تؤكد ذلك ورقتا العنب اللتان تم العنقود جناحين شفافين. في أعلى المرآة وفي جانب منها غطت صورة غير ملونة جزءاً من المرآة غير هام إلا أن الدمعات تتسلق الزجاج لتصل الصورة وتبللها حتى أن العينين المحرورتين لا تغيبان عنها والقوام المعتل ينثر وهناً جامحاً يضغط على المفاصل بعنف ليرديها ويبدو أكثر ما يبدو في الغمام الشاحب حول عينيها ويتدرج ليمنح قليلاً من الضوء أنّى ارتفعت ملامح الوجه.
(لماذا تلبسين الأسود؟! كم مرة قلت لك البسي أي ثوب إلا هذا. الخزانة ممتلئة ما الذي يذكرك به؟! إن فعلت ولبسته مرة أخرى سأحرقه هل سمعت؟ سأحرقه.)
يخفض جناحه كطير، ويخفف من حركته ويقترب منها هامساً ومتلكئاً.
كلما رأيته تسودّ الدنيا في عينيّ كم أكره هذا الثوب قد يمنح وجهك جمالاً أخاذاً وقد يكون له همهمات الورد لكنني لا أستصحبه دعيني أقول يظهركأنه أفعى رقطاء تبتلع الضوء من عيني. سحاب:سيأتي يوم أغمض عيني على آخرهما وقتها لا وقت لأن أبتاع من السوق بعض الحاجات أو أن تقولي لا تتأخر عند المساء وليس بمقدوري أن أقول أعدي العشاء أو أن أقول هل سقّيت الورد؟ تلتفين إليّ قائلة: ألم يثر انتباهك إلا الورد؟ ألم تنس؟ بلى سحاب نسيت خذيه ليس قلبي بل دمعة خذيها ليست قبلتي بل وردة.)
الساعة "...."
(هل قلت إننا سنفطر خارج البيت هذا الصباح؟ ما رأيك أن نأكل "الفتة" سنخرج هيئي نفسك سحاب.)
حتى الآن الشمس لم تدق النوافذ والستائر نائمة على الزجاج ملتصقة به ومتماوجة. في الشارع جلبة متقطعة لكنها بعيدة والشمس تصفرّ للنهار كأنه خلف الجبال وكأنه قطيع ماعز يتقدم ببطء شديد. الشارع ضيق كيديّ عجوز انتفضت تحت جلده ممرات زرقاء ويمر مخطوف الروح من المقبرة من الشمال وعلى يسارها هناك نفثات لمازوت يحترق في البيوت. الوقت برد والشمس تظاهرت بأنه ستشق باب النهار إلا أن الغيم سيعميها على كل حال إن ظهرت فلحين وأن شوكة البرد لن تُكسر حتى أن الماء المتشلل من الحنفية يبّسه البرد ويظهر كالإجاصة.
(سحاب ضعي السخّانة ضعيها كأن المدفأة غير مشتعلة عتقت يجب تغييرها في العام المقبل سحاب هل تعتقدين أنني سأعيش إلى العام المقبل.؟)
السؤال يعض قلبه ويمحل صوته، ترمقه سحاب يغمض عينيه هكذا فعل حين سألته ابنته مرام.
- بابا ماذا تتمنى؟
أجابها: أن أغمض عيني
قالت: نعسان بابا؟!
بكت سحابة وأجهشت
وللحديث بقية
(لماذا تلبسين الأسود؟! كم مرة قلت لك البسي أي ثوب إلا هذا. الخزانة ممتلئة ما الذي يذكرك به؟! إن فعلت ولبسته مرة أخرى سأحرقه هل سمعت؟ سأحرقه.)
يخفض جناحه كطير، ويخفف من حركته ويقترب منها هامساً ومتلكئاً.
كلما رأيته تسودّ الدنيا في عينيّ كم أكره هذا الثوب قد يمنح وجهك جمالاً أخاذاً وقد يكون له همهمات الورد لكنني لا أستصحبه دعيني أقول يظهركأنه أفعى رقطاء تبتلع الضوء من عيني. سحاب:سيأتي يوم أغمض عيني على آخرهما وقتها لا وقت لأن أبتاع من السوق بعض الحاجات أو أن تقولي لا تتأخر عند المساء وليس بمقدوري أن أقول أعدي العشاء أو أن أقول هل سقّيت الورد؟ تلتفين إليّ قائلة: ألم يثر انتباهك إلا الورد؟ ألم تنس؟ بلى سحاب نسيت خذيه ليس قلبي بل دمعة خذيها ليست قبلتي بل وردة.)
الساعة "...."
(هل قلت إننا سنفطر خارج البيت هذا الصباح؟ ما رأيك أن نأكل "الفتة" سنخرج هيئي نفسك سحاب.)
حتى الآن الشمس لم تدق النوافذ والستائر نائمة على الزجاج ملتصقة به ومتماوجة. في الشارع جلبة متقطعة لكنها بعيدة والشمس تصفرّ للنهار كأنه خلف الجبال وكأنه قطيع ماعز يتقدم ببطء شديد. الشارع ضيق كيديّ عجوز انتفضت تحت جلده ممرات زرقاء ويمر مخطوف الروح من المقبرة من الشمال وعلى يسارها هناك نفثات لمازوت يحترق في البيوت. الوقت برد والشمس تظاهرت بأنه ستشق باب النهار إلا أن الغيم سيعميها على كل حال إن ظهرت فلحين وأن شوكة البرد لن تُكسر حتى أن الماء المتشلل من الحنفية يبّسه البرد ويظهر كالإجاصة.
(سحاب ضعي السخّانة ضعيها كأن المدفأة غير مشتعلة عتقت يجب تغييرها في العام المقبل سحاب هل تعتقدين أنني سأعيش إلى العام المقبل.؟)
السؤال يعض قلبه ويمحل صوته، ترمقه سحاب يغمض عينيه هكذا فعل حين سألته ابنته مرام.
- بابا ماذا تتمنى؟
أجابها: أن أغمض عيني
قالت: نعسان بابا؟!
بكت سحابة وأجهشت
وللحديث بقية