( قيل أن الليل صنع للحب ، لإخفاء ملامح العاشقين ، وصنعته أنا للهرب وللضياع ولإحياء ذكرياتي وإخفاء قسمات الألم في وجهي ) . " زينات نصار " .
في غرفتي وحيداً أتكئ جالساً على كرسي مهزوز في ليلة غائمة مشحونة بالعتمة أقلب فيها صفحات ذاكرتي المغلقة ، تلك الذاكرة التي نامت منذ زمن بعيد ولم ترى ميلاد الشمس حيث إنزلقت ببطء شديد إلى القاع هناك حيث تقيم الظلمة وبقيت أنا مواصلاً رحلت البحث عن بصمات طفولتي ولم أجد غير خرائط أحلام تمزقت وتطايرت قصاصاتها عبر الباب الذي يفتحه الهواء ليترك ثقباً وصريراً كصرير باب بيتنا القديم .. هكذا في لغة صامتة أختزن مشاعر غربتي في هذا الليل الطويل وكأن في قرارة نفسي حديث ندم على تلك الأعوام التي تجلت وإنقضت دون سعادة أو حتى فرح شحيح .. هناك قبل أن يجعل الزمن منها وليمة للألم أشعر من خلالها أنني فقدت شيئاً كبيراً من ذاتي وأشواك الحرمان تدمي عري أقدامي وظلي يتثاءب كالتنين على الجدران محاولاً أن ينام هو الآخر أو أن يجد وقتاً يستلقي في زمن لا إغفاءة فيه ولا سهاد بل قلق بأحداثه المتتالية . هذا أنا أيها الليل فأشيائي دائماً تأتي متاخرة مثلك وتحمل بين ذراعيها إشتهاء وإحتراق وثقلاً وكثير من الحسابات الخاطئة وكم يا لليل كنت أرسم على لوحتك المظلمة شيئاً من وجه الأمس القديم بلون السواد المستبد لعلني أوقد جمر نائم تحت الرماد فأقتل وجه العتمة لكن هذياني المحموم بذاكرتي القديمة وبأمنياتي المعطلة تظل تكتب عبارات ركيكة وأجعل لها إطار وحدود بلونك لأضع عليها كل ما سرقه الزمن مني وكثير من الأمنيات الشاحبة والأحلام وكثير من إشتهائي إليك ، لكن ضباب الدمع يؤرق وحدتي ويوقظ وهج الشوق ويبحر الأمل من بين صفحات تلك الذاكرة البعيدة إلى العمق لكن دموع عيني تغرقه فيسقط في الإبحار وينتهي ، وأخاف على نفسي من الموت القادم غرقاً فأتشبث بحبال ذكراك وسط موج من الدمع متلاطم لعل في تشبثي نجاة ولعلني أجد فرصة أخرى في الحياة مهما توالى خراب هذه الذات على مسرحها إلا أنني أريد البقاء هنا حتى يصنع لي القدر ضريح موتي .
جزء من مقالي لم ينشر بعد .
في غرفتي وحيداً أتكئ جالساً على كرسي مهزوز في ليلة غائمة مشحونة بالعتمة أقلب فيها صفحات ذاكرتي المغلقة ، تلك الذاكرة التي نامت منذ زمن بعيد ولم ترى ميلاد الشمس حيث إنزلقت ببطء شديد إلى القاع هناك حيث تقيم الظلمة وبقيت أنا مواصلاً رحلت البحث عن بصمات طفولتي ولم أجد غير خرائط أحلام تمزقت وتطايرت قصاصاتها عبر الباب الذي يفتحه الهواء ليترك ثقباً وصريراً كصرير باب بيتنا القديم .. هكذا في لغة صامتة أختزن مشاعر غربتي في هذا الليل الطويل وكأن في قرارة نفسي حديث ندم على تلك الأعوام التي تجلت وإنقضت دون سعادة أو حتى فرح شحيح .. هناك قبل أن يجعل الزمن منها وليمة للألم أشعر من خلالها أنني فقدت شيئاً كبيراً من ذاتي وأشواك الحرمان تدمي عري أقدامي وظلي يتثاءب كالتنين على الجدران محاولاً أن ينام هو الآخر أو أن يجد وقتاً يستلقي في زمن لا إغفاءة فيه ولا سهاد بل قلق بأحداثه المتتالية . هذا أنا أيها الليل فأشيائي دائماً تأتي متاخرة مثلك وتحمل بين ذراعيها إشتهاء وإحتراق وثقلاً وكثير من الحسابات الخاطئة وكم يا لليل كنت أرسم على لوحتك المظلمة شيئاً من وجه الأمس القديم بلون السواد المستبد لعلني أوقد جمر نائم تحت الرماد فأقتل وجه العتمة لكن هذياني المحموم بذاكرتي القديمة وبأمنياتي المعطلة تظل تكتب عبارات ركيكة وأجعل لها إطار وحدود بلونك لأضع عليها كل ما سرقه الزمن مني وكثير من الأمنيات الشاحبة والأحلام وكثير من إشتهائي إليك ، لكن ضباب الدمع يؤرق وحدتي ويوقظ وهج الشوق ويبحر الأمل من بين صفحات تلك الذاكرة البعيدة إلى العمق لكن دموع عيني تغرقه فيسقط في الإبحار وينتهي ، وأخاف على نفسي من الموت القادم غرقاً فأتشبث بحبال ذكراك وسط موج من الدمع متلاطم لعل في تشبثي نجاة ولعلني أجد فرصة أخرى في الحياة مهما توالى خراب هذه الذات على مسرحها إلا أنني أريد البقاء هنا حتى يصنع لي القدر ضريح موتي .
جزء من مقالي لم ينشر بعد .
