شمعة تنطفئ ... وقلب يضيء
شمعة مضيئة ترسل نورها الأصيلي الحاني في ربوع زوايا الغرفة المغلقة...... المنزوية من غرف المنزل القديم ....
واجهة الغرفة تتربع نافذة شامخة ... كشموخ فتاتها الواقفة أمامها ... التي تتأمل بالضوء الفضي المنبثق عبر النافذة من القمر الناعس المتعلق بسماء تتراقص بمرقصها النجوم اللامعة...
فتحت النافذة .. هبت نسمة مشاكسة ... لتعارك الستائر مع بعضها .... وتطير بالأوراق جميعها .. وتراقص شعر الفتاة الأسود الطويل كليلها المكبل بالمواويل .... والغامض ..
لمحت القمر بعينين يملؤها الدموع ...
انطفئت الشمعة التي جاهدت طويلا لتبقى ... وأخيرا استسلمت ..........
وبقي نور القمر يتلاعب في زوايا الغرفة فرحًا بامتلاك العرش وحده لاشيء يشاركه وينازعه..
سرحت الفتاة بمخيلتها .. لحبيبها القريب البعيد ... تتخيل بأنها تحادثه ...
قالت له : انتظرتك ...
قال لها : كنت أبحث عن دروبك ..
........ ولماذا طول الغياب ... ؟؟
....... لطول حلاوة العذاب .. !
...... يقولون بأن العيون السود غدارة ...
..... نعم .. مقولة صحيحة .. لأن عيني غدرت بي وسمحت بأن ينغرس سهم حبك بقلبي دون إنذاره .... !!
....... ولكنك نسيت هذا السهم ..
...... نعم نسيته .. لأنه يجري بالروح والدم ....
....... المرأة تخدع بالكلام المعسول .... !!
....... ولكنه .... كلام المحبوب ....
فتحت .. الشابة عينيها لتقفل من تخيلاتها وتعيش بواقعها ....
ظهرت .. أمامها .. وردة بيضاء رقيقة تبعث ابتسامة دافئة ..لتعلن الهدنة ..
رجعت .. الى الوراء خائفة ...
اصطدمت .. بحبيبها المنتظر ..
سلمها الوردة ..... استنشقت عطرها الفواح .. وأغلقت عينيها ....
قال لها : لماذا إغماض العيون الناعسة ؟؟
قالت له : لأن العيون فاضحة لشيء اسمه المشاعر ....!!
...............................................................$$f