اكتشفت اخيرا انها لا تحب الليل او بالاحري لم تعد تحب الليل .
في ما مضي كان الليل ليلا بحق .. كان اماسيه تخطو نحوها برشاقه .. تتقافز حولها بشوق عاشق غاب عنها نهارا دهريا كاملا .. ليحط مرساه قلبه اخيرا في ميناء عمرها.. و حين كانت تتامل روحها التي لم تكن انذاك قد ملت البحث و السفر في بحور الافكار و المشاعر في مرايا الليل البنفسجيه .. كانت تقرا حكايا عشقها و عشق الناس الاخرين .. لكل حكايه ليله و لكل ليله حكايه ..و الحكايا تزهر في الليل تماما كما تزهر الاقمار.. تفتح نافذتها فيباغتها قمر فضي تمتطي جناحيه حكايه .. ثم يلحق بذيله قمر اخر و حكايه اخري و ها هو قمر ثالث صغير يتواري خلف ستارتها شبه الشفافه لينشر شعاع حكايته علي الجدران الليليه اقمارا كثيره و حكايا لا تنتهي.
الليل بالنسبه اليها لم يكن علاقه علي الاطلاق بالعتمه بكل مشتقاتها و مصطلحاتها و ايحاءاتها .. هو ليس مظلما و هو ليس اسود و هو ليس قاتما و هو ليس داكنا و هو ليس دامسا و هو ليس ساترا و مضبضبا لمكنونات النفس ..... ليلها كان للبوح المفاجئ للاعترافات الجميله و هتك الاسرار المدهشه ... ليلها كان زاهيا مشرقا و مضيئا ... ليلها كان للشوق الذي لا يكاد يبرح روحها الا ليهب اليها في الليالي اللاحقه اكثر اشتياقا.. ليلها كان لفضاء وجودها الخبئ فيكتشف هذا الفضاء في السويعات الاخيره من اليوم شفافا و جليا يرفل بنوره الداخلي في الليل كانت هي ................. هي لا تلك التي تكونها بالنهار.
و الليل كان زمانها المفضل لاجتراح الافكار الجريئه تلك الافكار التي كانت ستحدث ثوره في ايامها المقبله .. في الليل ضحكت كثيرا و بكت اقل ... و في الليل احبت و في اللي عاشت و في الليل نامت .. كانت تحط راسها المترع بالحكايا و تعب النهارات علي الوساده و تغفو علي حلم بان غدا قد يكون احلي.
لياليها الجميله غادرتها .. رحلت عنها ذات ليله مع اشياء كثيره .. رحلت الي غير رجعه ... الاصدقاء الرائعون رحلوا .. لملموا متاعهم الضئيل .. ودعوها علي عجل و ابتلعتهم الشهقهه الاخيره من الليل.. الضحكات الرائقه تعكرت و الحكايا تبخرت ... حتي الافكار نضبت بئرها ... لم يعد شيئا يدهشها في الليل.. لا ظاهره تستوقفها في الليل ... لا احساس جديدا يحركها في ليلها ... و حين تتامل نفسها في الليل لا تري سوي محض عتمه .
ليلها اليوم هو زمن للوحشه و الوحده و القمر اليتيم البعيد .. الذي يتكسر ضياؤه علي حواف السماء .. قبل ان يصل اليها ... ليلها اليوم هو زمن لاشباح الكآبه المتدليه علي ستائر نوافذها المسدله .. و هو زمن للصمت و البكاء و الفراق المتكرر و القصص المعاده اياها.
ليلها اليوم هو زمن لنقرات الحزن ... نقرات بطيئه ... متواصله و رتيبه .
مجله زهره الخليج العدد 1221
عاد اسمحوا لي لاول مشاركه في الساحه الادبيه كموضوع
في ما مضي كان الليل ليلا بحق .. كان اماسيه تخطو نحوها برشاقه .. تتقافز حولها بشوق عاشق غاب عنها نهارا دهريا كاملا .. ليحط مرساه قلبه اخيرا في ميناء عمرها.. و حين كانت تتامل روحها التي لم تكن انذاك قد ملت البحث و السفر في بحور الافكار و المشاعر في مرايا الليل البنفسجيه .. كانت تقرا حكايا عشقها و عشق الناس الاخرين .. لكل حكايه ليله و لكل ليله حكايه ..و الحكايا تزهر في الليل تماما كما تزهر الاقمار.. تفتح نافذتها فيباغتها قمر فضي تمتطي جناحيه حكايه .. ثم يلحق بذيله قمر اخر و حكايه اخري و ها هو قمر ثالث صغير يتواري خلف ستارتها شبه الشفافه لينشر شعاع حكايته علي الجدران الليليه اقمارا كثيره و حكايا لا تنتهي.
الليل بالنسبه اليها لم يكن علاقه علي الاطلاق بالعتمه بكل مشتقاتها و مصطلحاتها و ايحاءاتها .. هو ليس مظلما و هو ليس اسود و هو ليس قاتما و هو ليس داكنا و هو ليس دامسا و هو ليس ساترا و مضبضبا لمكنونات النفس ..... ليلها كان للبوح المفاجئ للاعترافات الجميله و هتك الاسرار المدهشه ... ليلها كان زاهيا مشرقا و مضيئا ... ليلها كان للشوق الذي لا يكاد يبرح روحها الا ليهب اليها في الليالي اللاحقه اكثر اشتياقا.. ليلها كان لفضاء وجودها الخبئ فيكتشف هذا الفضاء في السويعات الاخيره من اليوم شفافا و جليا يرفل بنوره الداخلي في الليل كانت هي ................. هي لا تلك التي تكونها بالنهار.
و الليل كان زمانها المفضل لاجتراح الافكار الجريئه تلك الافكار التي كانت ستحدث ثوره في ايامها المقبله .. في الليل ضحكت كثيرا و بكت اقل ... و في الليل احبت و في اللي عاشت و في الليل نامت .. كانت تحط راسها المترع بالحكايا و تعب النهارات علي الوساده و تغفو علي حلم بان غدا قد يكون احلي.
لياليها الجميله غادرتها .. رحلت عنها ذات ليله مع اشياء كثيره .. رحلت الي غير رجعه ... الاصدقاء الرائعون رحلوا .. لملموا متاعهم الضئيل .. ودعوها علي عجل و ابتلعتهم الشهقهه الاخيره من الليل.. الضحكات الرائقه تعكرت و الحكايا تبخرت ... حتي الافكار نضبت بئرها ... لم يعد شيئا يدهشها في الليل.. لا ظاهره تستوقفها في الليل ... لا احساس جديدا يحركها في ليلها ... و حين تتامل نفسها في الليل لا تري سوي محض عتمه .
ليلها اليوم هو زمن للوحشه و الوحده و القمر اليتيم البعيد .. الذي يتكسر ضياؤه علي حواف السماء .. قبل ان يصل اليها ... ليلها اليوم هو زمن لاشباح الكآبه المتدليه علي ستائر نوافذها المسدله .. و هو زمن للصمت و البكاء و الفراق المتكرر و القصص المعاده اياها.
ليلها اليوم هو زمن لنقرات الحزن ... نقرات بطيئه ... متواصله و رتيبه .
مجله زهره الخليج العدد 1221
عاد اسمحوا لي لاول مشاركه في الساحه الادبيه كموضوع