( وطن الطيور )
سنبقى معاً نتكون تحت سكون الليالي ونسير نحو الغد المجهول مهما تباعدت طرقات ذاك الغد وهناك سوف نجد من ينصت لثرثرتنا وسوف نتعلم كيف تدار الكؤوس الصفراء في الليالي وكيف نشرب من أكفنا العارية فناجين قهوة غربتنا المرة . هناك أنا وأنت فقط سوف نقلم أظافر الشمس ونوقد في ذاتنا نار غير متساوية في ألسنة لهبها ودون أن تقضم أنت على أضافرك ندماً أو أن أسكب أنا من مآقي العين دموعا ، فالسنين قد مرت علينا ونحن مثلما نحن جالسون على كراسي الأيام في غفلتنا وفي غباء نمني أنفسنا بالغد الآتي وأتى الغد وتولى بتعاقب بعضه ولم نرى من تلك الأماني غير سراب بعيد كلما تتبعنا مسيره أقعدنا العطش ورمانا القدر على أكف الضياع مثلما هو حالنا اليوم فقد تشوه كل ما يسكن الذات وصار الماضي جزء من عذابنا وفي خاطرنا دعاء ورجاء أن ينسينا الله ذاك الماضي لأنه ليس إلا ذكرى ندم وعار ولا يجب أن نتباهى به .
إذن دعنا نسير إلى هناك حيث تقيم الطيور المغتربة أوطانها في تلك البقعة التي يسكنها الهدوء لعل الجرح الأخير من ذاك المساء يزول ولعلنا أنا وأنت نتدفأ يوماً من صقيع الأمس قبل أن يبتلعنا الزمن ونختفي كأحلامنا أو نتلاشــى . نـعم يا .... سنبقى معاً نتكون في بعضنا كذؤابات السحب فوق البحار لنرضع سوياً من ثدي الحياة فربما يعانق غدنا ضياء مفقود وتكون الغربة لنا وطنا ، وربما حينما يستقر هذا الليل في إكتمال عتمته تنام أوجاعنا أو ربما حينما يستفيق الفجر غداً تلتئم جراحات السنوات التي تولت ونعود من جديد نرفل بالجميل كأجنحة الفراشات نحلق حول الأضواء ولا نحترق ، أو كالمرأة الحبلى تسير نحو الحب أو كالحب نفسه حينما يسير نحو القلب أو كالقلب حينما تستمر نبضاته ليبقينا على قيد الحياة .. هكذا سنبقى سوياً نسير إلى واقع ربما يكون جميل لنهرب ولو قليلاً من هزيمتنا الدائمة أمام أنفسنا فمنذ زمن بعيد ونحن نحمل معاً حقائب سفرنا ونسير بصمت نحو وطن لا نعرفه يقبع هناك خلف ستائر الأرض الممتدة وجواز أسفارنا فقط مجرد حلم يخرجنا من جحيم الواقع المؤلم الذي توالد مع ولادتنا حتى ترك على أجسادنا وشم لا يزول وهناك سوف نضع دمعتنا الأخيرة ونموت سوياً لتشهد لنا الطيور في موطنها تحليق أنفاسنا الأخيرة وترافقها حتى السماء البعيدة في رحلة الموت الجميل . فقط أنت وأنا أيها الحزن تحملني جرحاً لا يندمل وأحملك زاداً لطريق طويل .. طويل .
سوف ينشر الأحد القادم بإذن الله .
سنبقى معاً نتكون تحت سكون الليالي ونسير نحو الغد المجهول مهما تباعدت طرقات ذاك الغد وهناك سوف نجد من ينصت لثرثرتنا وسوف نتعلم كيف تدار الكؤوس الصفراء في الليالي وكيف نشرب من أكفنا العارية فناجين قهوة غربتنا المرة . هناك أنا وأنت فقط سوف نقلم أظافر الشمس ونوقد في ذاتنا نار غير متساوية في ألسنة لهبها ودون أن تقضم أنت على أضافرك ندماً أو أن أسكب أنا من مآقي العين دموعا ، فالسنين قد مرت علينا ونحن مثلما نحن جالسون على كراسي الأيام في غفلتنا وفي غباء نمني أنفسنا بالغد الآتي وأتى الغد وتولى بتعاقب بعضه ولم نرى من تلك الأماني غير سراب بعيد كلما تتبعنا مسيره أقعدنا العطش ورمانا القدر على أكف الضياع مثلما هو حالنا اليوم فقد تشوه كل ما يسكن الذات وصار الماضي جزء من عذابنا وفي خاطرنا دعاء ورجاء أن ينسينا الله ذاك الماضي لأنه ليس إلا ذكرى ندم وعار ولا يجب أن نتباهى به .
إذن دعنا نسير إلى هناك حيث تقيم الطيور المغتربة أوطانها في تلك البقعة التي يسكنها الهدوء لعل الجرح الأخير من ذاك المساء يزول ولعلنا أنا وأنت نتدفأ يوماً من صقيع الأمس قبل أن يبتلعنا الزمن ونختفي كأحلامنا أو نتلاشــى . نـعم يا .... سنبقى معاً نتكون في بعضنا كذؤابات السحب فوق البحار لنرضع سوياً من ثدي الحياة فربما يعانق غدنا ضياء مفقود وتكون الغربة لنا وطنا ، وربما حينما يستقر هذا الليل في إكتمال عتمته تنام أوجاعنا أو ربما حينما يستفيق الفجر غداً تلتئم جراحات السنوات التي تولت ونعود من جديد نرفل بالجميل كأجنحة الفراشات نحلق حول الأضواء ولا نحترق ، أو كالمرأة الحبلى تسير نحو الحب أو كالحب نفسه حينما يسير نحو القلب أو كالقلب حينما تستمر نبضاته ليبقينا على قيد الحياة .. هكذا سنبقى سوياً نسير إلى واقع ربما يكون جميل لنهرب ولو قليلاً من هزيمتنا الدائمة أمام أنفسنا فمنذ زمن بعيد ونحن نحمل معاً حقائب سفرنا ونسير بصمت نحو وطن لا نعرفه يقبع هناك خلف ستائر الأرض الممتدة وجواز أسفارنا فقط مجرد حلم يخرجنا من جحيم الواقع المؤلم الذي توالد مع ولادتنا حتى ترك على أجسادنا وشم لا يزول وهناك سوف نضع دمعتنا الأخيرة ونموت سوياً لتشهد لنا الطيور في موطنها تحليق أنفاسنا الأخيرة وترافقها حتى السماء البعيدة في رحلة الموت الجميل . فقط أنت وأنا أيها الحزن تحملني جرحاً لا يندمل وأحملك زاداً لطريق طويل .. طويل .
سوف ينشر الأحد القادم بإذن الله .