( صباح الخير ... يا مسقط )
صباح يراقص شفق الشمس الكسولة وندى البارحة ومسارات الضياء .. صباح خضرة الخمائل التي تسكنك في كل مكان وهناء المروج .. صباح أولئك السائرون بمواكب ممتدة نحوك .. صباح الخير .. يا مسقط فبدون ضياءك دائماً ما نصطدم بالحصى وببعادك تأكل مسامير السهر والإشتياق أعيينا ونحن من على البعد نرسم على تراب غربتنا صورتك الجميلة ونلون على الجدران إسمك بلون الوطن .. صباح نثار الحصى الذي يتوسط أوديتك .. صباح الموج المترادف بتنهداته من البعيد يتسابق ليعانق رمالك الناعمة ، والبحر في وشوشاته وإصطخابه .. صباح القواقع والأصداف المتناثرة على شواطئك الجميلة .. صباح الحب الذي يراقص مهجتي مؤرقاً منامي كلما طال عنك البعاد .. صباح أبنيتك البيضاء التي تشبه جوهرك .. صباح ترابك الناعم النائم خلف تلك الأبنية وصباح النسائم والهدوء .
حينما أتجول في بلدان العالم أراك في كل الوجوه فأتجاهل وجهك كي أرى هذا العالم الكبير وأتجاهله متعمداً كي يعاود مداعبته فيعود من جديد ملتصقاً بأهداب عيني ويسكن بين الرمش حينها أضمه بقوة وأتوسد صورتك وأنام .. صباح عواطفي التي تحترق إليك شوقاً وحبي الذي لا ينتهي فمنذ عدة أعوام وأنا أشقى بهذا الحب وأحمله بين أضلعي وإن جن عليه الليل أهدهده في تلك الغربة حتى ينام لكنه لا ينام بل يرسم كل حين بالطباشير الخارطة العربية فيشطب كل المدن ويبقيك شامخة .. هكذا قد يكون حبي إليك أخرس حينما أتوسط حضنك ، وقد يكون التعبير خائن حينما ألتقيك وقد تكون الكلمات ركيكة وهزيلة حينما أتجنب محادثتك حياء فتأتي الكلمة في غير موقعها ولا يبقى من وصفي سوى أحرف متناثرة لا تعبر عن مدى عشقي إليك فمشاعري بالقلب كبيرة والصفحات التي كتبتها هياماً بك كثيرة وحبك قد إرتسم منذ زمان بعيد أيام كانت لنا خمس في القرم وخمس في الخوير وخمس أخر وهي تمتد بنا إلى ما شاء الله . فكيف أستطيع أن أحجب حبي إليك وضياء نورك يتسلل إلى هذا القلب من كل مكان ، وكيف لي أن أتلهى بالأبنية الشامخة في هذه الغربة وحمام السلام يرتع هناك ، وكيف لي أن أطبق بالجفون على النوم وطيفك يسكن بينهما .. صباح الخير يا مدينة التاريخ والحضارة . صباح الجلالي والميراني .. صباح يدخل من بوابتك العتيقة يا أول من يشهد ميلاد الشمس.. صباح السعادة والهناء .. صباح العواطف التي لا تتجمد في الحنين إليك .. صباح الجراح المتعمقة في البعد عن هيكلة وصالك .. صباح المراكب التي تعانق ميناءك .. صباح الأروقة التي تتفرع من سوق الظلام .. صباح النرجس والأقحوان وأشجار الدلب والصفصاف والزيزفون .... صباح القبلات المباغتة على خد وجهك الوضاء .. صباح الخير يا مسقط .
تم نشره بتاريخ 2/10/2002م - الأربعاء
صباح يراقص شفق الشمس الكسولة وندى البارحة ومسارات الضياء .. صباح خضرة الخمائل التي تسكنك في كل مكان وهناء المروج .. صباح أولئك السائرون بمواكب ممتدة نحوك .. صباح الخير .. يا مسقط فبدون ضياءك دائماً ما نصطدم بالحصى وببعادك تأكل مسامير السهر والإشتياق أعيينا ونحن من على البعد نرسم على تراب غربتنا صورتك الجميلة ونلون على الجدران إسمك بلون الوطن .. صباح نثار الحصى الذي يتوسط أوديتك .. صباح الموج المترادف بتنهداته من البعيد يتسابق ليعانق رمالك الناعمة ، والبحر في وشوشاته وإصطخابه .. صباح القواقع والأصداف المتناثرة على شواطئك الجميلة .. صباح الحب الذي يراقص مهجتي مؤرقاً منامي كلما طال عنك البعاد .. صباح أبنيتك البيضاء التي تشبه جوهرك .. صباح ترابك الناعم النائم خلف تلك الأبنية وصباح النسائم والهدوء .
حينما أتجول في بلدان العالم أراك في كل الوجوه فأتجاهل وجهك كي أرى هذا العالم الكبير وأتجاهله متعمداً كي يعاود مداعبته فيعود من جديد ملتصقاً بأهداب عيني ويسكن بين الرمش حينها أضمه بقوة وأتوسد صورتك وأنام .. صباح عواطفي التي تحترق إليك شوقاً وحبي الذي لا ينتهي فمنذ عدة أعوام وأنا أشقى بهذا الحب وأحمله بين أضلعي وإن جن عليه الليل أهدهده في تلك الغربة حتى ينام لكنه لا ينام بل يرسم كل حين بالطباشير الخارطة العربية فيشطب كل المدن ويبقيك شامخة .. هكذا قد يكون حبي إليك أخرس حينما أتوسط حضنك ، وقد يكون التعبير خائن حينما ألتقيك وقد تكون الكلمات ركيكة وهزيلة حينما أتجنب محادثتك حياء فتأتي الكلمة في غير موقعها ولا يبقى من وصفي سوى أحرف متناثرة لا تعبر عن مدى عشقي إليك فمشاعري بالقلب كبيرة والصفحات التي كتبتها هياماً بك كثيرة وحبك قد إرتسم منذ زمان بعيد أيام كانت لنا خمس في القرم وخمس في الخوير وخمس أخر وهي تمتد بنا إلى ما شاء الله . فكيف أستطيع أن أحجب حبي إليك وضياء نورك يتسلل إلى هذا القلب من كل مكان ، وكيف لي أن أتلهى بالأبنية الشامخة في هذه الغربة وحمام السلام يرتع هناك ، وكيف لي أن أطبق بالجفون على النوم وطيفك يسكن بينهما .. صباح الخير يا مدينة التاريخ والحضارة . صباح الجلالي والميراني .. صباح يدخل من بوابتك العتيقة يا أول من يشهد ميلاد الشمس.. صباح السعادة والهناء .. صباح العواطف التي لا تتجمد في الحنين إليك .. صباح الجراح المتعمقة في البعد عن هيكلة وصالك .. صباح المراكب التي تعانق ميناءك .. صباح الأروقة التي تتفرع من سوق الظلام .. صباح النرجس والأقحوان وأشجار الدلب والصفصاف والزيزفون .... صباح القبلات المباغتة على خد وجهك الوضاء .. صباح الخير يا مسقط .
تم نشره بتاريخ 2/10/2002م - الأربعاء