(1)
برنامج سؤال أهل الذكر
حلقة الثلاثاء 27 رمضان 1423 هـ ،3/12/2002 م
الموضوع : عام
سؤال :
كنت حاملاً بالشهر الأول وأجهضت وأجريت بعد ذلك عملية تنظيف في أول أيام شهر رمضان المبارك ، وبعد ذلك أفطرت ثلاثة عشر يوماً وأتممت صيامي وصلاتي ، هل تصح الصلاة والصيام رغم نزول الدم بشكل متقطع ، وبعد تسعة وعشرين يوماً أتتني أوجاع العادة الشهرية ونزل الدم ولكن لونه أحمر ، هل هو دم الدورة الشهرية أم هو دم استحاضة ؟ وهل أنا أعتبر نفساء وأقضي شهر رمضان كاملاً ؟ أم أصوم الأيام التي أفطرتها مع الصلاة ؟ أم فقط أقضي الأيام التي أفطرتها دون قضاء الصلوات ؟
الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلّم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
فحقيقة الأمر أنا لا أدري ما الذي أجهضته هذه المرأة ؟ هل أجهضت أي أسقطت ، هل أسقطت جنيناً كامل الخلقة ، أو أسقطته مضغة مخلقة أو مضغة غير مخلقة أو علقة أو غير ذلك ، فقد كان ينبغي أن يُبيّن كيف كان هذا السقط الذي أسقطته ، ومهما يكن فإن للعلماء اختلافاً كثيراً ، ونحن لسنا بحاجة إلى استعراض هذا الخلاف ، ولكن نقول بأنها إن كانت رأت الطهر وكان ذلك بعد ميقات يمكن أن تعتبره ميقاتاً للنفاس حسب ذلك السقط الذي أسقطته ، ثم رأت بعد ذلك الدم فإن ذلك الدم لا تعتبره شيئاً .
على أن الدم الفاتح أو الصفرة أو الكدرة أو الترية أي التوابع التي تتبع الدم حكمها حكم ما كان قبلها ، فإن كانت مسبوقة بدم فحكمها أنها حيض أو نفاس ، وإن كانت مسبوقة بطهر فحكمها حكم الطهر ، وهذا لأجل الجمع بين حديث أم عطية ( كنا لا نعد الصفرة والكدرة شيئاً في أيام رسول الله صلى الله عليه وسلّم ) ، وحديث أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها ( لا تطهر المرأة من حيضها حتى ترى القصة البيضاء ) ، فمعنى ( لا نعدها شيئاً ) أي شيئاً زائداً على الأصل فحكمها حكم ما سبقها فإن كانت مسبوقة بطهر فهي طهر وإن كانت مسبوقة بدم فهي حيض أو نفاس .
أما الدم الفاتح الذي جاء بعد هذا الطهر فإنه على أي حال يُعد له حكم الاستحاضة لأنه غير دم الحيض فدم الحيض هو دم أسود ثخين له رائحة نتنة كما جاء تعريفه بذلك في الحديث ، و الله تعالى أعلم .
سؤال :
رجل اشترى من الحكومة في زنجبار منزلاً مهجوراً لا يعلم أين صاحبه ، وقد باعته الحكومة لخرابه لعله له ، واحتفظت الحكومة بثمنه لصاحبه ، فأنفق المشتري على إصلاحه مالاً كثيراً وعاش فيه نحو عقدين من الزمن ، ثم عاد صاحب المنزل من خارج البلاد ولم يرض بما دفعه المشتري ثمناً ولم يقبضه من الحكومة وما كان للمشتري حينها من المال ما يرده ثم رحل صاحب المنزل عن البلاد من غير رجعة ودون أن يعلم وجهته أو يعلم أحداً من أقاربه ، وقد توفي المشتري للمنزل من الحكومة ويسأل ورثته عن حكم امتلاكهم للمنزل وما يلزمهم ، تكرموا علينا ببيان شاف ؟
الجواب :
يبدو حقيقة الأمر أن الحكومة أقامت من نفسها شخصاً محتسباً عن هذا مراعاة للمصلحة من حيث إنه غير موجود ، وبقاء ذلك البيت خراباً لا يعود على صاحبه بمصلحة فباعته ، ولكن ينبغي أن ينظر هنا هل القيمة هي قيمة عادلة ، أو فيها غبن على صاحب البيت ؟ فإن كانت قيمة عادلة وبيع البيت من أجل المصلحة لئلا يزداد خراباً وتقل قيمته أكثر فأكثر ، فإنّ رفض ذلك الرجل لأخذ حقه إنما هو سكوت عن حقه وعدم قبول له ، فلذلك يسقط الحق برفضه إياه . ولكن إن كان ثمن البيت أكثر مما دفع هذا المشتري ففي هذه الحالة ينبغي لهؤلاء الورثة أن يبحثوا عن صاحب البيت فإن لم يجدوه فليبحثوا عن ورثته فإن تعذر عليهم ذلك فليدفعوا هذا الفارق إلى فقراء المسلمين ، والله أولى بعذرهم ، والله تعالى أعلم .
سؤال :
أنا شاب مبتلى بعادة قبيحة ألا وهي العادة السرية وحاولت أن أقطعها في شهر رمضان ولكن ما إن وصلت منتصف رمضان إلا ومارست هذه العادة القبيحة ومارستها في الليل ، وحاولت قبل رمضان أن أقطعها بدون فائدة ، وذهبت إلى أداء العمرة لعل قلبي يخشع وأترك هذه العادة ، وما إن مضى شهر تقريباً إلا وعدت إلى هذه العادة القبيحة ، شيخي الفاضل أرجو منك أن تدعو لي في هذا الشهر الكريم وأن يهديني من أجل مقاطعتها . يسأل الآن بماذا تنصحونه حتى يتركها ؟
الجواب :
حقيقة الأمر هذا كله إنما يرجع إلى الوساوس التي تنتاب الإنسان بسبب العزوبة ، فلذلك كان حرياً به أن يحاول بأن يعف نفسه بالزواج الشرعي إذ النبي صلى الله عليه وسلّم يقول : ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) ، فهو مأمور أولاً بالزواج ، لأن في الزواج استجابة لداعي الفطرة ، ولأن فيه تنمية للغريزة واستغلالاً لها فيما يعود بالمصلحة على الإنسانية ، يعود بالمصلحة على الإنسان نفسه بحيث يكون في ذلك امتداد لحياته متمثلة هذه الحياة الممتدة في حياة أعقابه من الذرية ، ولأن في ذلك راحة لضميره ولباله ، كما أن في ذلك كما قلنا مصلحة للأمة من حيث تنمية هذه الأمة وتكثير سوادها فيكون في ذلك خير كثير لها .
ثم إن تعذر عليه أن يتزوج لسبب أو لآخر وذلك بأن لم يجد المؤونة التي تسد حاجته في الزواج الشرعي ففي هذه الحالة يعدل عن الزواج إلى الصيام لعل في الصيام كسراً لشهوته وحداً لغريزته .
ولكن مهما يكن فعليه دائماً أن يكون موصولاً بربه سبحانه وتعالى يستشعر هيبة الله تبارك وتعالى وخشيته ونعمته عليه ليستشعر الحياء منه والخوف منه ، وعليه بجانب ذلك أيضاً أن يكثر من ذكر الله آناء الليل وآناء النهار ، وأن يكثر من ذكر الموت وغصته والقبر ووحشته والحساب وهوله والجنة ونعيمها والنار وجحيمها ، والله تعالى أعلم .
سؤال :
البعض يقول إنه سمع بأنه من كان شديد الشهوة مندفعاً إلى ارتكاب الفاحشة وما وجد بداً سوى أن يمارس هذه العادة فهي أخف عليه من أن يزني ولذلك يبيح لنفسه فعلها ، فهل هذا الكلام صحيح ؟الجواب :
هذا كلام قيل ، ولكن مهما كان كما يقول القائل :
وليس كل خلاف جاء معتبراً *** إلا خلاف له وجه من النظر
فإن النبي صلى الله عليه وسلّم أمر بأمرين اثنين ، أمر بالزواج ثم أمر بالصيام ، والله تبارك وتعالى يقول ( والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم ) ، واليد ليست هي من الأزواج وليس هي ملك يمين فلذلك كان قضاء الشهوة بها أمراً شُدّد فيه من قبل العلماء المتفطنين لخطورة هذه العادة ، مع ما يترتب على ممارستها من أمراض نفسية وجسدية أيضا .
سؤال :
ما هو الصيام الحقيقي الذي يصد المسلم عن فعل مثل هذه العادة ويبتعد عنها ؟
الجواب :
الصيام الذي يبعد الإنسان من الوقوع في شهواته هو الصيام الشرعي الذي يغض الإنسان فيه بصره ويحفظ لسانه ويضبط جميع حركاته ويستطيع به أن يقيد أيضاً مشاعره وأحاسيسه لتكون منسجمة مع روح التقوى التي يمليها الصيام عليه .
سؤال :
أنتم ذكرتم أن لهذه العادة أخطاراً نفسية وجسدية وصحية على المسلم ، هل هذه هي العلة التي جعلتها محرمة لأن البعض يقول عندما لا تحدث عندي مثل هذه المشكلات فذلك يعني جائز ؟
الجواب :
وكم من أمور يمارسها الإنسان لأجل رغبته فيها ولا يظنها تحدث شيئاً من المشكلات ولكن سرعان ما تنكشف هذه المشكلات . المدخنون يقولون بأنهم لا يحسون من التدخين بالضرر ، ولكن كم من مدخن صار ضحية هذه العادة السيئة عادة التدخين ، مع أنه كان مندفعاً ويقول بأنه لا يحس بأي ضرر من هذه العادة . وهكذا كل ما يمارسه الإنسان مما تشتهيه نفسه يقول بأنه لا يؤثر على صحته مع أن التأثير على الصحة أمر معروف وأمر يقره الأطباء ، فلا ينبغي للعاقل أن يماري في ذلك .
سؤال :
هل يضر إن مارست هذه العادة في شهر رمضان في الليل ، هل يضر ذلك صيامي في النهار ؟
الجواب :
حقيقة الأمر كل ما يفعله الإنسان في ليل رمضان يضاعف وزره إن كان معصية ، ولكن على أي حال لا يؤثر في صيامه الذي في النهار من حيث النقض ، لا يؤثر عليه شيئاً ولكن إنما يبقى وزر ذلك وزراً مضاعفاً إن لم يحسن التوبة إلى الله تبارك وتعالى .
يتبع بإذن الله تعالى
برنامج سؤال أهل الذكر
حلقة الثلاثاء 27 رمضان 1423 هـ ،3/12/2002 م
الموضوع : عام
سؤال :
كنت حاملاً بالشهر الأول وأجهضت وأجريت بعد ذلك عملية تنظيف في أول أيام شهر رمضان المبارك ، وبعد ذلك أفطرت ثلاثة عشر يوماً وأتممت صيامي وصلاتي ، هل تصح الصلاة والصيام رغم نزول الدم بشكل متقطع ، وبعد تسعة وعشرين يوماً أتتني أوجاع العادة الشهرية ونزل الدم ولكن لونه أحمر ، هل هو دم الدورة الشهرية أم هو دم استحاضة ؟ وهل أنا أعتبر نفساء وأقضي شهر رمضان كاملاً ؟ أم أصوم الأيام التي أفطرتها مع الصلاة ؟ أم فقط أقضي الأيام التي أفطرتها دون قضاء الصلوات ؟
الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلّم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
فحقيقة الأمر أنا لا أدري ما الذي أجهضته هذه المرأة ؟ هل أجهضت أي أسقطت ، هل أسقطت جنيناً كامل الخلقة ، أو أسقطته مضغة مخلقة أو مضغة غير مخلقة أو علقة أو غير ذلك ، فقد كان ينبغي أن يُبيّن كيف كان هذا السقط الذي أسقطته ، ومهما يكن فإن للعلماء اختلافاً كثيراً ، ونحن لسنا بحاجة إلى استعراض هذا الخلاف ، ولكن نقول بأنها إن كانت رأت الطهر وكان ذلك بعد ميقات يمكن أن تعتبره ميقاتاً للنفاس حسب ذلك السقط الذي أسقطته ، ثم رأت بعد ذلك الدم فإن ذلك الدم لا تعتبره شيئاً .
على أن الدم الفاتح أو الصفرة أو الكدرة أو الترية أي التوابع التي تتبع الدم حكمها حكم ما كان قبلها ، فإن كانت مسبوقة بدم فحكمها أنها حيض أو نفاس ، وإن كانت مسبوقة بطهر فحكمها حكم الطهر ، وهذا لأجل الجمع بين حديث أم عطية ( كنا لا نعد الصفرة والكدرة شيئاً في أيام رسول الله صلى الله عليه وسلّم ) ، وحديث أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها ( لا تطهر المرأة من حيضها حتى ترى القصة البيضاء ) ، فمعنى ( لا نعدها شيئاً ) أي شيئاً زائداً على الأصل فحكمها حكم ما سبقها فإن كانت مسبوقة بطهر فهي طهر وإن كانت مسبوقة بدم فهي حيض أو نفاس .
أما الدم الفاتح الذي جاء بعد هذا الطهر فإنه على أي حال يُعد له حكم الاستحاضة لأنه غير دم الحيض فدم الحيض هو دم أسود ثخين له رائحة نتنة كما جاء تعريفه بذلك في الحديث ، و الله تعالى أعلم .
سؤال :
رجل اشترى من الحكومة في زنجبار منزلاً مهجوراً لا يعلم أين صاحبه ، وقد باعته الحكومة لخرابه لعله له ، واحتفظت الحكومة بثمنه لصاحبه ، فأنفق المشتري على إصلاحه مالاً كثيراً وعاش فيه نحو عقدين من الزمن ، ثم عاد صاحب المنزل من خارج البلاد ولم يرض بما دفعه المشتري ثمناً ولم يقبضه من الحكومة وما كان للمشتري حينها من المال ما يرده ثم رحل صاحب المنزل عن البلاد من غير رجعة ودون أن يعلم وجهته أو يعلم أحداً من أقاربه ، وقد توفي المشتري للمنزل من الحكومة ويسأل ورثته عن حكم امتلاكهم للمنزل وما يلزمهم ، تكرموا علينا ببيان شاف ؟
الجواب :
يبدو حقيقة الأمر أن الحكومة أقامت من نفسها شخصاً محتسباً عن هذا مراعاة للمصلحة من حيث إنه غير موجود ، وبقاء ذلك البيت خراباً لا يعود على صاحبه بمصلحة فباعته ، ولكن ينبغي أن ينظر هنا هل القيمة هي قيمة عادلة ، أو فيها غبن على صاحب البيت ؟ فإن كانت قيمة عادلة وبيع البيت من أجل المصلحة لئلا يزداد خراباً وتقل قيمته أكثر فأكثر ، فإنّ رفض ذلك الرجل لأخذ حقه إنما هو سكوت عن حقه وعدم قبول له ، فلذلك يسقط الحق برفضه إياه . ولكن إن كان ثمن البيت أكثر مما دفع هذا المشتري ففي هذه الحالة ينبغي لهؤلاء الورثة أن يبحثوا عن صاحب البيت فإن لم يجدوه فليبحثوا عن ورثته فإن تعذر عليهم ذلك فليدفعوا هذا الفارق إلى فقراء المسلمين ، والله أولى بعذرهم ، والله تعالى أعلم .
سؤال :
أنا شاب مبتلى بعادة قبيحة ألا وهي العادة السرية وحاولت أن أقطعها في شهر رمضان ولكن ما إن وصلت منتصف رمضان إلا ومارست هذه العادة القبيحة ومارستها في الليل ، وحاولت قبل رمضان أن أقطعها بدون فائدة ، وذهبت إلى أداء العمرة لعل قلبي يخشع وأترك هذه العادة ، وما إن مضى شهر تقريباً إلا وعدت إلى هذه العادة القبيحة ، شيخي الفاضل أرجو منك أن تدعو لي في هذا الشهر الكريم وأن يهديني من أجل مقاطعتها . يسأل الآن بماذا تنصحونه حتى يتركها ؟
الجواب :
حقيقة الأمر هذا كله إنما يرجع إلى الوساوس التي تنتاب الإنسان بسبب العزوبة ، فلذلك كان حرياً به أن يحاول بأن يعف نفسه بالزواج الشرعي إذ النبي صلى الله عليه وسلّم يقول : ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) ، فهو مأمور أولاً بالزواج ، لأن في الزواج استجابة لداعي الفطرة ، ولأن فيه تنمية للغريزة واستغلالاً لها فيما يعود بالمصلحة على الإنسانية ، يعود بالمصلحة على الإنسان نفسه بحيث يكون في ذلك امتداد لحياته متمثلة هذه الحياة الممتدة في حياة أعقابه من الذرية ، ولأن في ذلك راحة لضميره ولباله ، كما أن في ذلك كما قلنا مصلحة للأمة من حيث تنمية هذه الأمة وتكثير سوادها فيكون في ذلك خير كثير لها .
ثم إن تعذر عليه أن يتزوج لسبب أو لآخر وذلك بأن لم يجد المؤونة التي تسد حاجته في الزواج الشرعي ففي هذه الحالة يعدل عن الزواج إلى الصيام لعل في الصيام كسراً لشهوته وحداً لغريزته .
ولكن مهما يكن فعليه دائماً أن يكون موصولاً بربه سبحانه وتعالى يستشعر هيبة الله تبارك وتعالى وخشيته ونعمته عليه ليستشعر الحياء منه والخوف منه ، وعليه بجانب ذلك أيضاً أن يكثر من ذكر الله آناء الليل وآناء النهار ، وأن يكثر من ذكر الموت وغصته والقبر ووحشته والحساب وهوله والجنة ونعيمها والنار وجحيمها ، والله تعالى أعلم .
سؤال :
البعض يقول إنه سمع بأنه من كان شديد الشهوة مندفعاً إلى ارتكاب الفاحشة وما وجد بداً سوى أن يمارس هذه العادة فهي أخف عليه من أن يزني ولذلك يبيح لنفسه فعلها ، فهل هذا الكلام صحيح ؟الجواب :
هذا كلام قيل ، ولكن مهما كان كما يقول القائل :
وليس كل خلاف جاء معتبراً *** إلا خلاف له وجه من النظر
فإن النبي صلى الله عليه وسلّم أمر بأمرين اثنين ، أمر بالزواج ثم أمر بالصيام ، والله تبارك وتعالى يقول ( والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم ) ، واليد ليست هي من الأزواج وليس هي ملك يمين فلذلك كان قضاء الشهوة بها أمراً شُدّد فيه من قبل العلماء المتفطنين لخطورة هذه العادة ، مع ما يترتب على ممارستها من أمراض نفسية وجسدية أيضا .
سؤال :
ما هو الصيام الحقيقي الذي يصد المسلم عن فعل مثل هذه العادة ويبتعد عنها ؟
الجواب :
الصيام الذي يبعد الإنسان من الوقوع في شهواته هو الصيام الشرعي الذي يغض الإنسان فيه بصره ويحفظ لسانه ويضبط جميع حركاته ويستطيع به أن يقيد أيضاً مشاعره وأحاسيسه لتكون منسجمة مع روح التقوى التي يمليها الصيام عليه .
سؤال :
أنتم ذكرتم أن لهذه العادة أخطاراً نفسية وجسدية وصحية على المسلم ، هل هذه هي العلة التي جعلتها محرمة لأن البعض يقول عندما لا تحدث عندي مثل هذه المشكلات فذلك يعني جائز ؟
الجواب :
وكم من أمور يمارسها الإنسان لأجل رغبته فيها ولا يظنها تحدث شيئاً من المشكلات ولكن سرعان ما تنكشف هذه المشكلات . المدخنون يقولون بأنهم لا يحسون من التدخين بالضرر ، ولكن كم من مدخن صار ضحية هذه العادة السيئة عادة التدخين ، مع أنه كان مندفعاً ويقول بأنه لا يحس بأي ضرر من هذه العادة . وهكذا كل ما يمارسه الإنسان مما تشتهيه نفسه يقول بأنه لا يؤثر على صحته مع أن التأثير على الصحة أمر معروف وأمر يقره الأطباء ، فلا ينبغي للعاقل أن يماري في ذلك .
سؤال :
هل يضر إن مارست هذه العادة في شهر رمضان في الليل ، هل يضر ذلك صيامي في النهار ؟
الجواب :
حقيقة الأمر كل ما يفعله الإنسان في ليل رمضان يضاعف وزره إن كان معصية ، ولكن على أي حال لا يؤثر في صيامه الذي في النهار من حيث النقض ، لا يؤثر عليه شيئاً ولكن إنما يبقى وزر ذلك وزراً مضاعفاً إن لم يحسن التوبة إلى الله تبارك وتعالى .
يتبع بإذن الله تعالى