لقد مر العيد بأيامه وتصافحت الأيدي بصفاء القلوب وسارت الناس إلى بعضها وأنا هنا أرتع خلف الأيام على عتبة باب منزلي القديم أرقب الوقت والوقت لا ينتظر ، وأطالع في البعيد إلى أولئك الجمع من الناس المهرولين إلى ذاك العيد حيث تقيم عنده الصلاة ويتلو الإمام خطبته الصباحية .. هناك حيث الكل يرتدي الجديد الغالي ، وأنا بعيني أهرول نحو شخصك أتمعن في الوجوه أبحث عن وجهك ويطيل بقائي والشمس تعتلي فوق الرؤوس ويعود الناس مصلين ومهنئين بعضهم بالصيام وأنا حيث أنا على عتبة هذا الباب بثياب بالية ونظرة منكسرة وقلب ينبض بحبك القديم وسؤالي يتردد .. ترى أين أنت ، ألم يمر العيد ببابكم ، ألم تشتاق يمناك إلى مصافحتي وقلبك ألم يعتريه الشوق . أين أنت سؤال يتكرر كلما رأيت الناس تصافح وتقبل بعضها .. أين أنت لقد طال إنتظاري وبصيص الأمل الذي في عيني بدأ يتلاشى مع حرارة الشمس وأنت لا زلت غائباً .
لا أعلم أي عيد ذاك الذي أمد به يدي للناس مصافحاً دونك ، وكيف لي أن ألبس الجديد دون أن تراه ، وكيف لي أن أضع على ملابسي بقايا عطرك من آخر قارورة أهديتني إياها دون أن يدغدغ أنفك ذاك العطر ، وكيف لي أن أرتدي عمامتي وأنت غائب في البعيد ... لا .. لن أسامح أو أصافح في غيابك أحد ، ولن أهرول مع الجمع الذاهب إلى مكان العيد ولماذا أفرح وأنت كل العيد .. فأنت الهلال الذي أتمم به أعيادي ، وأنت الهلال الذي تبعث الضياء في سماء وجودي وعلى أرض قلبي الفارغة إلا منك ، وأنت الهلال الذي تقتل العتمة التي تسبح في داخلي منذ زمن بعيد . فكيف لي أن أعلن عن عيدي وأنا لم أراك بعد ولم تبصر شخصك عيناي .
آهـ لو تعلم يا حبيبي كيف كانت لهفتي لقدوم هذا العيد وكم كانت أمنياتي حاضرة قبل هذا اليوم ، وكم كنت أسبح في دوائر الأحلام وكم كنت أطالع نفسي في المرايا أحدثها وأرقب ملامح صورتك في وجهي وأمد نحو المرايا يدي وأصنع كلماتي المهنئة لتكون نقية بمفرداتها ومنفردة عن باقي عبارات الآخرين .. هكذا كنت ثلاثون يوماً وأنا كل ليلة أمام المرايا أصنع كلمة خلف كلمة وأزرع للقياك ثقة عمياء كي لا تهرب تلك الكلمات حينما ألقاك.. ثلاثون يوماً هكذا كنت فيها .........
( جزء من مقالي الطويل )
لا أعلم أي عيد ذاك الذي أمد به يدي للناس مصافحاً دونك ، وكيف لي أن ألبس الجديد دون أن تراه ، وكيف لي أن أضع على ملابسي بقايا عطرك من آخر قارورة أهديتني إياها دون أن يدغدغ أنفك ذاك العطر ، وكيف لي أن أرتدي عمامتي وأنت غائب في البعيد ... لا .. لن أسامح أو أصافح في غيابك أحد ، ولن أهرول مع الجمع الذاهب إلى مكان العيد ولماذا أفرح وأنت كل العيد .. فأنت الهلال الذي أتمم به أعيادي ، وأنت الهلال الذي تبعث الضياء في سماء وجودي وعلى أرض قلبي الفارغة إلا منك ، وأنت الهلال الذي تقتل العتمة التي تسبح في داخلي منذ زمن بعيد . فكيف لي أن أعلن عن عيدي وأنا لم أراك بعد ولم تبصر شخصك عيناي .
آهـ لو تعلم يا حبيبي كيف كانت لهفتي لقدوم هذا العيد وكم كانت أمنياتي حاضرة قبل هذا اليوم ، وكم كنت أسبح في دوائر الأحلام وكم كنت أطالع نفسي في المرايا أحدثها وأرقب ملامح صورتك في وجهي وأمد نحو المرايا يدي وأصنع كلماتي المهنئة لتكون نقية بمفرداتها ومنفردة عن باقي عبارات الآخرين .. هكذا كنت ثلاثون يوماً وأنا كل ليلة أمام المرايا أصنع كلمة خلف كلمة وأزرع للقياك ثقة عمياء كي لا تهرب تلك الكلمات حينما ألقاك.. ثلاثون يوماً هكذا كنت فيها .........
( جزء من مقالي الطويل )