أحداث و شخصيات هذه القصة خيالية لا تمت إلى الواقع
بأي صلة ، فالواقع أفظع و أمر من هذا بكثير !!) ، بدأت
أحداث هذه القصة و انتهت في زمن اللامعقول ، ( مريوم )
فتاة صغيرة تعيش مع والديها في منزلهم الكبير ، كانت
جميلة و دلوعة البابا و الماما لأنها وحيدة أبويها ،
عاشت حياة لم يعشها كثير من الصغار لدرجة أنها امتلكت
عددا من البوكيمونات الحية و ربتها والدتها بأسلوب حديث
يعتمد على مبدأ (اترك الأطفال على هواهم).
مع مرور السنوات و بسبب الحياة التي عاشتها تغير شكلها
كثيرا فلم تعد تلك الفتاة الناعمة ، أصبحت سمينة جدا
شكلها اقرب إلى الشكل الكروي ، أفرطت في تناول الأطعمة
المختلفة و الحلويات بشكل خاص بالإضافة إلى كسلها الشديد
إلى أن غدت على هذا الحال ، في المدرسة كانت تشعر
بالعزلة فأغلب الأولاد و البنات ينفرون منها بسبب غرورها
و عنجهيتها فلقبوها (الملاس) لأن حجم رأسها كان اكبر من
جسدها .
( مريوم ) الآن في مرحلة المراهقة ( ماشية على حل شعرها)
كحال اغلب المراهقين و المراهقات الذين يجولون في
المراكز التجارية و السينمات و المقاهي ، الوالد مشغول
بأعماله التجارية ، و الوالدة تركت الحبل على الغارب
لانشغالها بالحفلات و الأعراس كونها سيدة مجتمع معروفة (
لو كانت فقيرة لما سميت سيدة مجتمع ! )، تعلمت أن تفعل
كل ما تريد دون رقيب او حسيب ( مثل حال الكثيرات )،
ارتدت احدث و أغلى الفساتين من افضل الماركات على الرغم
من أن وزنها كان يسمح لها بالمشاركة في ملاكمة الوزن
الثقيل ! ، كانت تخرج بكامل زينتها و الرائحة تفوح منها
كأنها متجر متنقل للبخور و العطور ، و مع هذا فهي لم تكن
قادرة على إثارة أي ردود فعل لدى الجنس الآخر بسبب
بدانتها التي طمست كل ملامح الجمال لديها ، و يوما بعد
يوم فقدت الثقة في نفسها و طغى عليها الشعور بالنقص.
في أحد الأيام و بينما هي تتبختر كعادتها في أحد المراكز
التجارية و كأنها في حفلة زفاف شاهدها ( غلوم شندري) ،
هو زبون دائم في المراكز التجارية و أحد اشهر
المغازلجيين يصطاد ضحاياه من الفتيات بكل سهولة حتى انه
معروف في أوساط الفتيات باسم ( غانم ) ، عندما تراه بدون
سابق معرفة تظنه أحد الأثرياء فهو يمتلك احدث الهواتف و
سيارة فخمة آخر موديل ( لزوم المغازل) مع انه حافي و
منتف ! ولا يملك ثمن التزود بالوقود ( ديون و أقساط ) ،
في الآونة الأخيرة تدهور سوق المعاكسات بسبب تضييق
الخناق عليه من خلال حملة شرطة الآداب ( ابتسم أنت معاكس
!) ، و اصبح رمي أرقام الهواتف يدل على التخلف و الرجعية
ناهيك على أن القانون يعاقب على ذلك لهذا اتجه أغلب
الشباب و الفتيات إلى استخدام البريد الإلكتروني كبداية
للتعارف ( شباب مودرن) ، أما ( غلوم ) فهو على عكس ذلك
لا يكاد يدرك و يفهم ما هو الإنترنت و بالكاد يعرف كيف
يستعمل الآلة الحاسبة في إدارة حسابات ( خباز شندري )
الذي يملكه والده.
( غلوم) من النوع الذي يفضل الفتاة الثرية كي يستفيد
منها افضل استفادة ، ( مريوم ) تتسوق و خادمتها خلفها
تحمل حقيبتها و هاتفها الجديد الذي هو بحجم الطابوقة
الصغيرة ، هي بالكاد تستطيع المشي فما بالك بحقيبة
بداخلها رموش اصطناعية و قلم تحديد الشفاه و ألوان
مختلفة من الروج و كحل و ظلال للجفون و عدسات ملونة و
صبغ للأظافر ... الخ ، بفطنته المعهودة عرف أنها ( بنت
عز) و تأكد بأنها فريسة سيستفيد منها كثيرا ، صحيح أنها
غير جذابة و لكن في سبيل المصلحة الشخصية و الهدايا تهون
ألف قبيحة !.
قام بعدة مناورات فلم تتجاوب معه حفاظا على كبريائها ، و
لما أحس انه ما من فائدة هم بالرحيل فبادرته قائلة : شو
يعني حرام أتدلع ؟! ( مش شايفة خير ) ، كان يبدو للعيان
أنه ابن عائلة محترمة ( اغلب المعاكسين من عائلات
محترمة! ) ، و استمرت علاقتهما فترة ليست بالبسيطة فقد
كانت بمثابة الدجاجة التي تبيض ذهبا و عصفور في اليد خير
من عشرة على الشجرة ، لم تتمادى في علاقتها معه بل كانت
تحسب لكل خطوة ألف حساب ، لم يكن يهم ( غلوم) سوى
الهدايا و سداد فواتير هاتفه و تفصيل ملابس العيد له ، و
عندما تعرف على فتاة أخرى تركها إلى غير رجعة بعد أن
اعترف بأنه لا يكن لها أي عاطفة و لم يكن ليتعرف يوما
على برميل متحرك إلا للاستفادة من وضعها المادي ، أصيبت
بحالة نفسية لازمتها فترة من الوقت كما اتضح أنها مصابة
بارتفاع في ضغط الدم و مستوى الكوليسترول. كيف تصرفت (
مريوم) كي تخرج من أزمتها و ماذا حدث لها بعد ذلك ، هذا
ما ستعرفه في المقال القادم.
تأكدت ( مريوم ) بأنها لا تثير الإعجاب و لا يمكن لأي
رجل أن ينظر لها و هي بهذا الحال ، صممت على تخفيف وزنها
فالتحقت بإحدى صالات الرشاقة بالإضافة إلى متابعة برنامج
( ما إلك إلا هيفا) ، كادت تسقط من على سطح المنزل بينما
كانت تتابع إحدى الحلقات التي كانت تصور تمارينها على
سطح بناية ! ، مضت عدة أشهر بلا فائدة فالجسد ما زال
ممتلئ بالدهون ، أخيرا قررت إجراء عملية جراحية تجميلية
لإزالة السمنة و الدهون لعلها تستعيد بعضا من رشاقتها و
جمالها المعهود.
سافرت إلى أوربا مع خادمتها ( ما اكثر البنات اللواتي
يسافرن بدون محرم ) و أجرت عملية التجميل رغم خطورتها ،
تم زرع رقاقات من مادة السيليكون في أجزاء من جسدها ، و
استخدم الجلد الزائد في صناعة حقيبة جلدية ! ، ( يقال و
العهدة على الراوي انه و بعد الحظر المفروض على جلود
الحيوانات بدا المصنعون في استخدام جلود البشر للاستفادة
من زيادة الجلود المترهلة !) ، هي الآن حديث الفتيات في
الكليات و الجامعات و في أوساط المجتمع ، الكل يتحدث عن
إصرارها و عزيمتها معتقدين أن استعادتها لجمالها السابق
كان نتيجة للريجيم القاسي و تمارين الرشاقة ، كانت
كالملاس و غدت كالعود المياس.
عادت تستعرض مفاتنها في الأسواق و المراكز التجارية ،
المعجبين و المعجبات و المعاكسين ينهمرون من كل صوب و
حوب ، تفننت في الملبس و التبرج ، تارة ترتدي الملابس
الضيقة و تارة الملابس الفضفاضة ، أحيانا تتجول بدون
شيلة و أحيانا بغشوة ، أثبتت صحة النظرية العلمية (
التنورة الضيقة و القصيرة قادرة على جذب اكبر عدد من
الرجال) ، تارة يعاكسها شاب يرتدي بنطلونا ضيقا لا يمكن
لطفل صغير أن يرتديه و قد حلق شاربه و لحيته فغدا وجهه
كالعشب المحروق ، و كائنات غريبة تتدلى من رأسه فتكتشف
لاحقا أنها خصلات من شعره ، و تارة يعاكسها شاب يتحدث
بلغة مكسرة مع انه يرتدي الغترة و العقال ، و أحيانا
يقترب منها فتى صغير فتظنه سيطلب منها حاجة فتفاجأ بأنه
يود التعرف عليها ، و شرطة الآداب تقوم بواجبها على اكمل
وجه فما أن يعاكسها شاب إلا و تكون له بالمرصاد و تنشر
صورته في الصحف ، تضايقت كثيرا مما يحدث للشباب المساكين
و التمست لهم العذر فهي إغراء لا يقاوم ، و قررت أن لا
تتجول في المراكز التجارية إلا و خادمتها تمشي خلفها
حاملة لوحة تحذيرية قد كتب عليها ( احذر ، الفتاة مراقبة
بالرادار).
في أحد الأيام شد انتباهها إعلان في إحدى القنوات
الفضائية عن مسابقة لاختيار ملكة جمال الكون ، لعبت
الشياطين في رأسها ( المرأة لها اكثر من شيطان) و اقتنعت
بضرورة المشاركة في المسابقة كونها المحك و الاختبار
الحقيقي لجمالها و رشاقتها ، أرادت أن تثبت قدرتها على
مقارعة جميلات العالم ، فاشتركت في المسابقة بمباركة من
الأهل و الأصدقاء تأهلت للتصفيات النهائية بكل سهولة مع
ملكة جمال ( الواق واق) و ملكة جمال ( إسرائيل). كانت
الدلائل تشير إلى انحصار المنافسة بينها و بين ممثلة
العدو الصهيوني ، في اللحظات الحاسمة انسحب أعضاء لجنة
التحكيم العرب كي لا يتهموا بالتحيز لممثلة العرب ، و
ضغط اللوبي الصهيوني من اجل ضمان الفوز بألاعيبه القذرة
و محاولة رشوة لجنة التحكيم و لكن هيهات هيهات لحيلهم و
ألاعيبهم التي لم يكتب لها النجاح فقد انتصرت بنت الخليج
بفارق صوتين فقط ، و قد رجحت كفتها الشيلة التي تلثمت
بها في ظهورها الأخير فكانت السبب الرئيسي في ترجيح
كفتها فحققت انتصارا عجز عنه الرجال ، و في حديث مباشر
أذيع من مكان المسابقة أعربت ( مريوم) عن سعادتها
الغامرة بهذا الفوز الكبير و أهدته لجميع من ساندها حتى
وصلت إلى ما هي عليه ، و في تعليقها على انتصارها على
ممثلة العدو الصهيوني قالت : لو تعطى المرأة الفرصة
الكاملة لحققت ما عجز عنه الرجال و لحررت فلسطين و أعادت
الأندلس ! ( صحيح ما يجيبها إلا حريمها). بث الخبر على
شبكات التلفزة العالمية ، هللت الصحافة العربية و خرجت
بمانشيتات عريضة كان من أبرزها ( أماطت اللثام عن وجهها
فكشفت للعالم جمالها ) و ( رشاقة بنت الصحراء تتغلب على
رشاقة بني قينقاع ) ، فيما أعربت صحيفة ( الشؤم )
العربية في عددها الصادر أمس عن تخوفها الشديد من تبعات
هذا الانتصار و تأثيره على محادثات السلام ، و في الطرف
الآخر قللت الصحافة الإسرائيلية من هذا الانتصار و
اعتبرته فوزا هزيلا لن يرجح الكفة العربية في قضية الشرق
الأوسط. نالت ( مريوم ) شهرة واسعة في أرجاء المعمورة و
أصبحت مطلوبة لتقديم عروض الأزياء و الإعلانات ، أصبحت
سفيرة للبنت الخليجية ، قاتلت و ناضلت من اجل أن تنال
الفتاة العربية حريتها ، قامت بأدوار البطولة في عدد من
الأفلام و فازت بجائزة الأوسكار عن دورها في فيلم ( صمت
الثيران) ، كانت من أوائل المشيشات في الوطن العربي و
استطاعت أن تروج للشيشة العربية في البلاد الغربية ، بعد
فترة من الوقت بدأت أثار عملية التجميل تبدأ في الظهور
على أجزاء من جسدها ، تشوهت و فقدت جمالها تدريجيا ،
تملكها نوع من الجنون فأقدمت على الانتحار.
** اتفقنا منذ البداية على أن أحداث و شخصيات هذه القصة
خيالية على الرغم من تضمنها لأحداث تحدث بشكل يومي فقد
كنت اكتب و لا اعلم إلى أين سيقودني قلمي ، في نظري (
مريوم) ليست المسؤولة عن كل ما حدث لها ، قد تكون ضحية
لإهمال والديها أو ضحية للمجتمع الذي عاشت فيه و لكن كل
هذا لا يبرر تصرفاتها ، و حتى ( غلوم ) و أمثاله موجودون
في المجتمع بكثرة و بأشكال مختلفة فلماذا يعيشون بلا
عقاب ؟ ، و لماذا أصبحنا نعيش في مجتمع لا نمد فيه يد
المساعدة إلى الآخرين ؟ ، هذه بعض من الأسئلة التي
راودتني أثناء الكتابة و للأسف لم أجد لها الجواب الشافي
، عزيزي القارئ قد تعجبك هذه القصة فأكون قد نجحت في
إيصال الفكرة إليك ، و قد لا تعجبك و لا تروق لك و في
هذه الحالة لا داعي للقلق فهي مجرد خزعبلات !.
(( شو رايكم في الاحداث يا جماعه الخير...............))
بأي صلة ، فالواقع أفظع و أمر من هذا بكثير !!) ، بدأت
أحداث هذه القصة و انتهت في زمن اللامعقول ، ( مريوم )
فتاة صغيرة تعيش مع والديها في منزلهم الكبير ، كانت
جميلة و دلوعة البابا و الماما لأنها وحيدة أبويها ،
عاشت حياة لم يعشها كثير من الصغار لدرجة أنها امتلكت
عددا من البوكيمونات الحية و ربتها والدتها بأسلوب حديث
يعتمد على مبدأ (اترك الأطفال على هواهم).
مع مرور السنوات و بسبب الحياة التي عاشتها تغير شكلها
كثيرا فلم تعد تلك الفتاة الناعمة ، أصبحت سمينة جدا
شكلها اقرب إلى الشكل الكروي ، أفرطت في تناول الأطعمة
المختلفة و الحلويات بشكل خاص بالإضافة إلى كسلها الشديد
إلى أن غدت على هذا الحال ، في المدرسة كانت تشعر
بالعزلة فأغلب الأولاد و البنات ينفرون منها بسبب غرورها
و عنجهيتها فلقبوها (الملاس) لأن حجم رأسها كان اكبر من
جسدها .
( مريوم ) الآن في مرحلة المراهقة ( ماشية على حل شعرها)
كحال اغلب المراهقين و المراهقات الذين يجولون في
المراكز التجارية و السينمات و المقاهي ، الوالد مشغول
بأعماله التجارية ، و الوالدة تركت الحبل على الغارب
لانشغالها بالحفلات و الأعراس كونها سيدة مجتمع معروفة (
لو كانت فقيرة لما سميت سيدة مجتمع ! )، تعلمت أن تفعل
كل ما تريد دون رقيب او حسيب ( مثل حال الكثيرات )،
ارتدت احدث و أغلى الفساتين من افضل الماركات على الرغم
من أن وزنها كان يسمح لها بالمشاركة في ملاكمة الوزن
الثقيل ! ، كانت تخرج بكامل زينتها و الرائحة تفوح منها
كأنها متجر متنقل للبخور و العطور ، و مع هذا فهي لم تكن
قادرة على إثارة أي ردود فعل لدى الجنس الآخر بسبب
بدانتها التي طمست كل ملامح الجمال لديها ، و يوما بعد
يوم فقدت الثقة في نفسها و طغى عليها الشعور بالنقص.
في أحد الأيام و بينما هي تتبختر كعادتها في أحد المراكز
التجارية و كأنها في حفلة زفاف شاهدها ( غلوم شندري) ،
هو زبون دائم في المراكز التجارية و أحد اشهر
المغازلجيين يصطاد ضحاياه من الفتيات بكل سهولة حتى انه
معروف في أوساط الفتيات باسم ( غانم ) ، عندما تراه بدون
سابق معرفة تظنه أحد الأثرياء فهو يمتلك احدث الهواتف و
سيارة فخمة آخر موديل ( لزوم المغازل) مع انه حافي و
منتف ! ولا يملك ثمن التزود بالوقود ( ديون و أقساط ) ،
في الآونة الأخيرة تدهور سوق المعاكسات بسبب تضييق
الخناق عليه من خلال حملة شرطة الآداب ( ابتسم أنت معاكس
!) ، و اصبح رمي أرقام الهواتف يدل على التخلف و الرجعية
ناهيك على أن القانون يعاقب على ذلك لهذا اتجه أغلب
الشباب و الفتيات إلى استخدام البريد الإلكتروني كبداية
للتعارف ( شباب مودرن) ، أما ( غلوم ) فهو على عكس ذلك
لا يكاد يدرك و يفهم ما هو الإنترنت و بالكاد يعرف كيف
يستعمل الآلة الحاسبة في إدارة حسابات ( خباز شندري )
الذي يملكه والده.
( غلوم) من النوع الذي يفضل الفتاة الثرية كي يستفيد
منها افضل استفادة ، ( مريوم ) تتسوق و خادمتها خلفها
تحمل حقيبتها و هاتفها الجديد الذي هو بحجم الطابوقة
الصغيرة ، هي بالكاد تستطيع المشي فما بالك بحقيبة
بداخلها رموش اصطناعية و قلم تحديد الشفاه و ألوان
مختلفة من الروج و كحل و ظلال للجفون و عدسات ملونة و
صبغ للأظافر ... الخ ، بفطنته المعهودة عرف أنها ( بنت
عز) و تأكد بأنها فريسة سيستفيد منها كثيرا ، صحيح أنها
غير جذابة و لكن في سبيل المصلحة الشخصية و الهدايا تهون
ألف قبيحة !.
قام بعدة مناورات فلم تتجاوب معه حفاظا على كبريائها ، و
لما أحس انه ما من فائدة هم بالرحيل فبادرته قائلة : شو
يعني حرام أتدلع ؟! ( مش شايفة خير ) ، كان يبدو للعيان
أنه ابن عائلة محترمة ( اغلب المعاكسين من عائلات
محترمة! ) ، و استمرت علاقتهما فترة ليست بالبسيطة فقد
كانت بمثابة الدجاجة التي تبيض ذهبا و عصفور في اليد خير
من عشرة على الشجرة ، لم تتمادى في علاقتها معه بل كانت
تحسب لكل خطوة ألف حساب ، لم يكن يهم ( غلوم) سوى
الهدايا و سداد فواتير هاتفه و تفصيل ملابس العيد له ، و
عندما تعرف على فتاة أخرى تركها إلى غير رجعة بعد أن
اعترف بأنه لا يكن لها أي عاطفة و لم يكن ليتعرف يوما
على برميل متحرك إلا للاستفادة من وضعها المادي ، أصيبت
بحالة نفسية لازمتها فترة من الوقت كما اتضح أنها مصابة
بارتفاع في ضغط الدم و مستوى الكوليسترول. كيف تصرفت (
مريوم) كي تخرج من أزمتها و ماذا حدث لها بعد ذلك ، هذا
ما ستعرفه في المقال القادم.
تأكدت ( مريوم ) بأنها لا تثير الإعجاب و لا يمكن لأي
رجل أن ينظر لها و هي بهذا الحال ، صممت على تخفيف وزنها
فالتحقت بإحدى صالات الرشاقة بالإضافة إلى متابعة برنامج
( ما إلك إلا هيفا) ، كادت تسقط من على سطح المنزل بينما
كانت تتابع إحدى الحلقات التي كانت تصور تمارينها على
سطح بناية ! ، مضت عدة أشهر بلا فائدة فالجسد ما زال
ممتلئ بالدهون ، أخيرا قررت إجراء عملية جراحية تجميلية
لإزالة السمنة و الدهون لعلها تستعيد بعضا من رشاقتها و
جمالها المعهود.
سافرت إلى أوربا مع خادمتها ( ما اكثر البنات اللواتي
يسافرن بدون محرم ) و أجرت عملية التجميل رغم خطورتها ،
تم زرع رقاقات من مادة السيليكون في أجزاء من جسدها ، و
استخدم الجلد الزائد في صناعة حقيبة جلدية ! ، ( يقال و
العهدة على الراوي انه و بعد الحظر المفروض على جلود
الحيوانات بدا المصنعون في استخدام جلود البشر للاستفادة
من زيادة الجلود المترهلة !) ، هي الآن حديث الفتيات في
الكليات و الجامعات و في أوساط المجتمع ، الكل يتحدث عن
إصرارها و عزيمتها معتقدين أن استعادتها لجمالها السابق
كان نتيجة للريجيم القاسي و تمارين الرشاقة ، كانت
كالملاس و غدت كالعود المياس.
عادت تستعرض مفاتنها في الأسواق و المراكز التجارية ،
المعجبين و المعجبات و المعاكسين ينهمرون من كل صوب و
حوب ، تفننت في الملبس و التبرج ، تارة ترتدي الملابس
الضيقة و تارة الملابس الفضفاضة ، أحيانا تتجول بدون
شيلة و أحيانا بغشوة ، أثبتت صحة النظرية العلمية (
التنورة الضيقة و القصيرة قادرة على جذب اكبر عدد من
الرجال) ، تارة يعاكسها شاب يرتدي بنطلونا ضيقا لا يمكن
لطفل صغير أن يرتديه و قد حلق شاربه و لحيته فغدا وجهه
كالعشب المحروق ، و كائنات غريبة تتدلى من رأسه فتكتشف
لاحقا أنها خصلات من شعره ، و تارة يعاكسها شاب يتحدث
بلغة مكسرة مع انه يرتدي الغترة و العقال ، و أحيانا
يقترب منها فتى صغير فتظنه سيطلب منها حاجة فتفاجأ بأنه
يود التعرف عليها ، و شرطة الآداب تقوم بواجبها على اكمل
وجه فما أن يعاكسها شاب إلا و تكون له بالمرصاد و تنشر
صورته في الصحف ، تضايقت كثيرا مما يحدث للشباب المساكين
و التمست لهم العذر فهي إغراء لا يقاوم ، و قررت أن لا
تتجول في المراكز التجارية إلا و خادمتها تمشي خلفها
حاملة لوحة تحذيرية قد كتب عليها ( احذر ، الفتاة مراقبة
بالرادار).
في أحد الأيام شد انتباهها إعلان في إحدى القنوات
الفضائية عن مسابقة لاختيار ملكة جمال الكون ، لعبت
الشياطين في رأسها ( المرأة لها اكثر من شيطان) و اقتنعت
بضرورة المشاركة في المسابقة كونها المحك و الاختبار
الحقيقي لجمالها و رشاقتها ، أرادت أن تثبت قدرتها على
مقارعة جميلات العالم ، فاشتركت في المسابقة بمباركة من
الأهل و الأصدقاء تأهلت للتصفيات النهائية بكل سهولة مع
ملكة جمال ( الواق واق) و ملكة جمال ( إسرائيل). كانت
الدلائل تشير إلى انحصار المنافسة بينها و بين ممثلة
العدو الصهيوني ، في اللحظات الحاسمة انسحب أعضاء لجنة
التحكيم العرب كي لا يتهموا بالتحيز لممثلة العرب ، و
ضغط اللوبي الصهيوني من اجل ضمان الفوز بألاعيبه القذرة
و محاولة رشوة لجنة التحكيم و لكن هيهات هيهات لحيلهم و
ألاعيبهم التي لم يكتب لها النجاح فقد انتصرت بنت الخليج
بفارق صوتين فقط ، و قد رجحت كفتها الشيلة التي تلثمت
بها في ظهورها الأخير فكانت السبب الرئيسي في ترجيح
كفتها فحققت انتصارا عجز عنه الرجال ، و في حديث مباشر
أذيع من مكان المسابقة أعربت ( مريوم) عن سعادتها
الغامرة بهذا الفوز الكبير و أهدته لجميع من ساندها حتى
وصلت إلى ما هي عليه ، و في تعليقها على انتصارها على
ممثلة العدو الصهيوني قالت : لو تعطى المرأة الفرصة
الكاملة لحققت ما عجز عنه الرجال و لحررت فلسطين و أعادت
الأندلس ! ( صحيح ما يجيبها إلا حريمها). بث الخبر على
شبكات التلفزة العالمية ، هللت الصحافة العربية و خرجت
بمانشيتات عريضة كان من أبرزها ( أماطت اللثام عن وجهها
فكشفت للعالم جمالها ) و ( رشاقة بنت الصحراء تتغلب على
رشاقة بني قينقاع ) ، فيما أعربت صحيفة ( الشؤم )
العربية في عددها الصادر أمس عن تخوفها الشديد من تبعات
هذا الانتصار و تأثيره على محادثات السلام ، و في الطرف
الآخر قللت الصحافة الإسرائيلية من هذا الانتصار و
اعتبرته فوزا هزيلا لن يرجح الكفة العربية في قضية الشرق
الأوسط. نالت ( مريوم ) شهرة واسعة في أرجاء المعمورة و
أصبحت مطلوبة لتقديم عروض الأزياء و الإعلانات ، أصبحت
سفيرة للبنت الخليجية ، قاتلت و ناضلت من اجل أن تنال
الفتاة العربية حريتها ، قامت بأدوار البطولة في عدد من
الأفلام و فازت بجائزة الأوسكار عن دورها في فيلم ( صمت
الثيران) ، كانت من أوائل المشيشات في الوطن العربي و
استطاعت أن تروج للشيشة العربية في البلاد الغربية ، بعد
فترة من الوقت بدأت أثار عملية التجميل تبدأ في الظهور
على أجزاء من جسدها ، تشوهت و فقدت جمالها تدريجيا ،
تملكها نوع من الجنون فأقدمت على الانتحار.
** اتفقنا منذ البداية على أن أحداث و شخصيات هذه القصة
خيالية على الرغم من تضمنها لأحداث تحدث بشكل يومي فقد
كنت اكتب و لا اعلم إلى أين سيقودني قلمي ، في نظري (
مريوم) ليست المسؤولة عن كل ما حدث لها ، قد تكون ضحية
لإهمال والديها أو ضحية للمجتمع الذي عاشت فيه و لكن كل
هذا لا يبرر تصرفاتها ، و حتى ( غلوم ) و أمثاله موجودون
في المجتمع بكثرة و بأشكال مختلفة فلماذا يعيشون بلا
عقاب ؟ ، و لماذا أصبحنا نعيش في مجتمع لا نمد فيه يد
المساعدة إلى الآخرين ؟ ، هذه بعض من الأسئلة التي
راودتني أثناء الكتابة و للأسف لم أجد لها الجواب الشافي
، عزيزي القارئ قد تعجبك هذه القصة فأكون قد نجحت في
إيصال الفكرة إليك ، و قد لا تعجبك و لا تروق لك و في
هذه الحالة لا داعي للقلق فهي مجرد خزعبلات !.
(( شو رايكم في الاحداث يا جماعه الخير...............))