من رحم اليأس أتيت أجر خلفي نداءات الزمن ولعنة الحظ وتراكمات غبار الوقت .. من بين الوقت إنسل سيف الخيانة فقطع وريد الصدق وسال دم الإخلاص على تراب الأرض حتى إندس في العمق .. من تحت بقاع الأرض العميقة إنفجر بركان ألمي وتعاظم جمره مرتفعاً حتى ترادف ساقطاً على كل الأنحاء .. من بين تلك الزوايا الساكنة في الأنحاء المظلمة كنت أقيم عند الباب الذي كسره الريح في ليلة ملساء كان الألم وحده في قلبي يغني نشيد الرحيل .. من الرحيل ذاته تنفست الغربة ورفرف طائر التعاسة بجناحية يلوح في البعيد ويدعوني أن أرتحل إلى غربة أخرى .. وهناك في تلك الغربة تلقاني أسى الحرمان ونادتني الذكريات وساقني الحنين إلى العودة .. وعدت أجر ذيول أيامي وفشلي وأشرب من كأس مرارة القدر أبحث في عودتي عن صدر يأوي غربتي ويهدهد وجعي القائم في الحنايا المنهكة منذ أن أقام الزمن مأتمه ومنذ أن نادى الموت بعويله ومنذ أن غطست آخر شمس لذاك المساء في يوم كان الرماد يفترش الأرض ويغطي الدخان طبقات الفضاء الفسيح .. هكذا من فسحة الأبواب ولجت قدماي العارية .. أسير على الطريق الممتد أيضاً بعري تام دون أن يسترني ساتر والأطفال من حولي يضحكون والناس شامتون والنساء تستنكر وأنا سائر أبحث عن قطعة قماش تسترني .. ترى من أي شيء أستتر ؟ لست أدري سؤال يتوالى في طرح نفسه لكن إبتسامة هازئة ترتسم على شفتي من سذاجة السؤال الذي لا إجابة له .. لكنني أجد في آخر هذا الطريق إجابة شافية على سؤالي بعد أن تاه مني بين زحام هذا العري .. يقول إنه الأسى والحظ ولوعة الحرمان وجوه عدة تجعل منا أن نتمسك بعري قلوبنا وعري جسدنا ونسير في الطرقات نبحث عن قطرة ماء نضعها في فاهنا لعلنا نسترد وعينا ونعود من جديد إلى حضن الحياة . فهل فعلاً نحن أحياء ؟ سؤال لا أملك إجابته هو الآخر فمن يجيب ؟ ! .
الموضوع جديد ولم يكتمل بعد .
الموضوع جديد ولم يكتمل بعد .