يجلس وحيدا بعيدا عن الحركة والضوضاء ، يجلس كمن زرع في نفسه اشجارا متشابكه تزحف حواليه كأنها تطوقه وتساعده في ذلك الانعزال الوحدوي .. قطرات من الدموع تنزل على تلك الخدود التي تحاول بدورها ان تمسح عنه آهات وأحزان الزمن الذي كان بدوره ينعته بين الحين والاخر : لماذا الزمن يعاندني !!؟ .
بعيدا ذهب به عقله، بعيدا طار ببنان أفكاره ، بعيدا يحاول اللحاق بسحابة في الفضاء الواسع ، أحلام وراء احلام ، يحاول ان يهرب من تعرجات الزمن التي جنت عليه – حسب قوله - ، فراشات فضية اللون تسبح معه ، فرح مرح وعلامات السعادة تسير معه ، كأنه يحتضن تلك اللحظات اللاواقعية ، والاحلام الفيسلوجية الصعبة التي تعايش معها ..
قصر كبير ، خدم ، حشم ، جواري ، موائد ضخمة من الطعام ، شراب من كل الاصناف ، جموع من الناس تقف لحظة وصوله ، يرفع كفه الأيمن للسلام ، يراقب الناس من غير كلام ، ملكا هكذا تخيل نفسه ، ملكا هكذا أقحم النفس في الاحلام اللاواقعية .
يجلس في كرسي ضخم يضرب بكفيه ، جارية تنحني أمامه : أين الرقص والطرب ، أين الأكل والشرب ، أين ، أين ... الخ ؟ . كلها طلبات كان يطلبها لنفسه فقط لا يهتم بالأخرين لم يبالي بالجماعة التي كانت متفرقة هنا وهناك واللعاب يسيل من تلك الشفايف التي أصتكت مع بعضها من شدة الجوع ... الأحلام تكبر وترفرف بجناحيها بعيدا عن الواقع ، أحلام صغيرة بحد ذاتها ، كبيرة بحد ذاته هو ..........
وبعيدا عن الاحلام ، وبعيدا عن اللاواقعية التي يحاول الانسان الهروب أليها ، يمر سرب من الحمام أمامه لم يهتم بها ولم يعرها أي أهتمام ، لأنه متلذذ بتلك الاحلام ، غراب بصوته الحاد والمشئوم يحلق فوقه يكثر من صياحة ، ولكنه مازال بعيدا عن أحوال الدنيا ...
فجأه ينهض من مكانه ، ينفض تلك الساعات التي قضاها في أحلامه بمجرد أن فرك عينيه .. بداء في المشي وهو مزهوا بنفسه ، يمشي كمشيه في الحلم بداء يحادث الصخر والشجر ، بداء يأمر وينهي .. المسكين أصيب بجنون الأحلام ، يمشي حتى وصل إلى أطراف القرية التي يسكنها ، يرفع كفيه للسلام على من يراه وكأنه ملكا ، لا يكلم أحد إلا بإشارات غير مفهومه حتى بداء الناس بالقيل والقال :
- المسكين اصابه مس من الجنون ؟
- موت والدية أفقده عقله
- الله يكون في عونه ويشفيه من مصابة ؟
وهو لا يبالي بهم ، حتى اصطدم بعاصفة من الواقعية أمامه : لماذا الناس هكذا ؟ لماذا ينظرون لي بنظرات غريبة عجيبه ؟ لم يفق من احلامه إلا عندما صرخ في وجهه طفل صغير : ماذا أصابك يا يوسف ؟ لماذا هذا الجنون ؟ ولماذا تغيرت تصرفاتك فجأه .. ولماذا ؟ ولماذا ؟ .. أسئله كالعاصفة أفاقته من احلامه اللاواقعيه ، أسئله جعلته أناسا أخر ، بداء بالعمل والكد حتى أصبح انسان أخر ..
وما زال إلى الان يذكر تلك الايام الصعبة ، وتلك الاحلام الأصعب ودائما يقول : لا بد للانسان ان يحلم ، ولكن يجب ان يحقق تلك الاحلام بالعمل والكد لا بالسفر بعيدا عن الواقع ومعايشة تلك الاحلام ، فعلا عاصفة من الاحلام أنقشعت بعاصفة من الواقع جعلته انسان اخر ...
بعيدا ذهب به عقله، بعيدا طار ببنان أفكاره ، بعيدا يحاول اللحاق بسحابة في الفضاء الواسع ، أحلام وراء احلام ، يحاول ان يهرب من تعرجات الزمن التي جنت عليه – حسب قوله - ، فراشات فضية اللون تسبح معه ، فرح مرح وعلامات السعادة تسير معه ، كأنه يحتضن تلك اللحظات اللاواقعية ، والاحلام الفيسلوجية الصعبة التي تعايش معها ..
قصر كبير ، خدم ، حشم ، جواري ، موائد ضخمة من الطعام ، شراب من كل الاصناف ، جموع من الناس تقف لحظة وصوله ، يرفع كفه الأيمن للسلام ، يراقب الناس من غير كلام ، ملكا هكذا تخيل نفسه ، ملكا هكذا أقحم النفس في الاحلام اللاواقعية .
يجلس في كرسي ضخم يضرب بكفيه ، جارية تنحني أمامه : أين الرقص والطرب ، أين الأكل والشرب ، أين ، أين ... الخ ؟ . كلها طلبات كان يطلبها لنفسه فقط لا يهتم بالأخرين لم يبالي بالجماعة التي كانت متفرقة هنا وهناك واللعاب يسيل من تلك الشفايف التي أصتكت مع بعضها من شدة الجوع ... الأحلام تكبر وترفرف بجناحيها بعيدا عن الواقع ، أحلام صغيرة بحد ذاتها ، كبيرة بحد ذاته هو ..........
وبعيدا عن الاحلام ، وبعيدا عن اللاواقعية التي يحاول الانسان الهروب أليها ، يمر سرب من الحمام أمامه لم يهتم بها ولم يعرها أي أهتمام ، لأنه متلذذ بتلك الاحلام ، غراب بصوته الحاد والمشئوم يحلق فوقه يكثر من صياحة ، ولكنه مازال بعيدا عن أحوال الدنيا ...
فجأه ينهض من مكانه ، ينفض تلك الساعات التي قضاها في أحلامه بمجرد أن فرك عينيه .. بداء في المشي وهو مزهوا بنفسه ، يمشي كمشيه في الحلم بداء يحادث الصخر والشجر ، بداء يأمر وينهي .. المسكين أصيب بجنون الأحلام ، يمشي حتى وصل إلى أطراف القرية التي يسكنها ، يرفع كفيه للسلام على من يراه وكأنه ملكا ، لا يكلم أحد إلا بإشارات غير مفهومه حتى بداء الناس بالقيل والقال :
- المسكين اصابه مس من الجنون ؟
- موت والدية أفقده عقله
- الله يكون في عونه ويشفيه من مصابة ؟
وهو لا يبالي بهم ، حتى اصطدم بعاصفة من الواقعية أمامه : لماذا الناس هكذا ؟ لماذا ينظرون لي بنظرات غريبة عجيبه ؟ لم يفق من احلامه إلا عندما صرخ في وجهه طفل صغير : ماذا أصابك يا يوسف ؟ لماذا هذا الجنون ؟ ولماذا تغيرت تصرفاتك فجأه .. ولماذا ؟ ولماذا ؟ .. أسئله كالعاصفة أفاقته من احلامه اللاواقعيه ، أسئله جعلته أناسا أخر ، بداء بالعمل والكد حتى أصبح انسان أخر ..
وما زال إلى الان يذكر تلك الايام الصعبة ، وتلك الاحلام الأصعب ودائما يقول : لا بد للانسان ان يحلم ، ولكن يجب ان يحقق تلك الاحلام بالعمل والكد لا بالسفر بعيدا عن الواقع ومعايشة تلك الاحلام ، فعلا عاصفة من الاحلام أنقشعت بعاصفة من الواقع جعلته انسان اخر ...
|e|e|e