هكذا وقد إرتحل بنا الزمان إلى طريق مسدود لم يتبقى غير جرح سقيم يراقص وحدتي في الدجى وكل ما بداخلي منهك كالفانوس المهترئ المعلق على جدار أضلعي العتيقة أحمل من خلاله جبهتي المثقلة بالهموم وأسير بإتجاه العزلة مخلفاً ورائي غبار ودخان وأتربة لا تستقر ورسائل أحزان كثيرة كتبتها إليك وأنت هناك لا تعلم بهذا الليل الصاعد فوق جسدي ولا تعلم بهذا الجحيم الذي يسكنني ولا تعلم بهذا الدمع المنسكب كل ليلة على الوساد ولا تعلم بمدى العذاب الذي يجترح أحاسيسي وأنت غائب في البعيد تنعم بجنة قربك من أحبابك الذين تغيروا مع الزمن .. وأنت تقيم مراقص افراحك في كل مكان وانت تستحم برضاب غيري وتشرب من كأس غير كأسي وتتلذذ بتأرجح ذاتي كالمد والجزر في دورانه المعذب للبحر لكي أرتشف وحيداً جرعات الموت من كؤوس الحياة الصاخبة بمرارة أيامها وحيداً في هذا الليل الذي ليس فيه غير مواكب الجموع السائرة في طريق الحزانى .. وأنا بعذابي المتجه نحو ذكراك المقيمة هنا على هذا الجانب من الحياة .. هنا على رقعة هذا الفراش الذي جمعنا ذات ليلة في أول أيام عيد ميلاد حبنا .. كان الشمع هو الشاهد علينا وذاب الشمع فأنطفأت أهاتنا في بعضنا .. هنا يا هذا الذي نسي كل شيء وأنساه البعد على رقعة هذا الفراش كنا نجلس نقص حكايات لقاءنا الأول .. وهنا كنا نرتل قسم الحب والولاء وقسم أن نبقى معاً .. لقد نسيت أنت وبقيت أنا بذكراك أحمل شقاء الدهر على ظهري واتجول عبر ازقات الأيام والساعات تصفعني بجحيمها على وجهي المحفور من خرائط زمن قد أنهك حالي ولم يترك لي إلا الخراب يرعى في حقولي وفانوس معلق على أضلعي يتأرجح من آهاتي .
كتبت في رسالتها إليه : قرأت لك ( خرجت من أتون الصحراء ، من بين ذرات الرمال ، أسلمتني الرياح إلى الرياح ووخز الصقيع رؤوس أصابعي وأنفي ) " يحيى خلف " .
رد عليها : حتى أنا قرأت لك : ( الحب لا ينزل كالصاعقة على الإنسان في لحظات .. وإنما ينمو داخله كما ينمو الجنين في رحم الأم ) . " د . نبيل راغب "
نشر بجريدة عمان ( جزء من مقالي )
كتبت في رسالتها إليه : قرأت لك ( خرجت من أتون الصحراء ، من بين ذرات الرمال ، أسلمتني الرياح إلى الرياح ووخز الصقيع رؤوس أصابعي وأنفي ) " يحيى خلف " .
رد عليها : حتى أنا قرأت لك : ( الحب لا ينزل كالصاعقة على الإنسان في لحظات .. وإنما ينمو داخله كما ينمو الجنين في رحم الأم ) . " د . نبيل راغب "
نشر بجريدة عمان ( جزء من مقالي )