الصباحات تتوالى والليل دائماً يأخذنا إلى الإقامة الجبرية وأنت لست هنا وليس لك من أثر على كل الطرق فكيف ألقاك ؟ وماذا أقول غداً إن جاءني الأصدقاء يسألون عنك ويريدون أن أقص عليهم حكاية حبنا ؟ ترى هل أقول أن حبنا قد مات وتوارى خلف رمال الحياة وأقمنا عليه صلاة الغائب ولم يتبقى منه غير تلابيب ذكرى عائمة قد تسقط ذات مساء في إحدى المنحدرات وينتهي بذلك كل شيء .. أم أقول أننا نعيش كذبة الحب ووهم الحب والحقيقة أننا نجهل ذلك كله ونجهل حس المشاعر .. علمني يا هذا ماذا أقول إذا جاءني الناس تسأل عن حالنا وكيف إنذوى الضوء خلف الصباح . ماذا أقول وأنا وحيداً أسير في طرقات تعرفنا وأستظل تحت أشجار كانت قد جمعتنا وأمر على الجدران التي كم وكم سترتنا وأتمرغ وحيداً على تلك التلال التي كم داعبت أقدامنا وإحتضنتنا .. وحيداً في المساءات الحالكة أنقل الخطوة إثر الخطوة في طريق طويل ومظلم ولا أعرف هل أنا أسير إليك أم أتجه نحو البعيد كعادتي ولا أعرف هل أنت تحمل في قلبك ذكراي وحبي ولقاء السنين أم كانت تلك الأحداث في حياتك مجرد ذكرى أقمت عندها يوماً وإرتحلت دون أن تفكر يوماً بالعودة .. هواجس تشغلني ويعذبني فيك ظني وتظل الأسئلة قائمة كعادتها .. من كان السبب في فراقنا ، ولماذا إفترقنا ، وكيف نزع الزمن الحب من صدورنا ، وكيف نسينا بعضنا وهل حقاً نحن كنا نحب ، وهل تجاوزنا يوماً حدود البراءة كي نسيء فهم ذاتنا ، وهل ذاتنا كانت حاضرة يوم كان الحب مقيم عندنا ، وهل أقام الحب فعلاً بيننا ؟ كل تلك أسئلة تنام كل ليلة في مخيلتي بعد أن أهدهد أوجاعها وبعد أن أمسح برفق على خصلات تلابيبها المسترسلة كجناح الليل المظلم الذي يسدل في الخفاء شعره الأسود .. كل تلك أسئلة تبحث عن إجابة منك وأنت بعيد مرافق الإرتحال لا تبحث عني ولا تعني لحالي .
يا هذا لقد فتحت إليك أبواب قلبي وتركتها مشرعة لتستقبلك متى عدت ، ولقد لبست لك الجديد وتزينت بعطري وعمامتي وخنجري وكل ليلة أردد في الخفاء متضرعاً أسمك ذاكراً ومتضرعاً لله أن يعود بك وأن يستعجل إرتحالك لي .. كل ليلة أقف على تلك الأبواب أبحث عن رائحة منك تقترب فينجلي الليل ويسفر وجه النهار وأنا بحالتي في عيني إحمرار السهر وبجسمي طعنات الليل ووخز الألم ومع ذلك أبقى متمسكاً رغم حالي المهترئة ورغم جسدي الهزيل حاملاً قناديل الأمل وفوانيس الإنتصار وأوقد على كل الطرق شموع عودتك . فمتى تعود ؟ أخبرت عنك أشجار الليلك واللبلاب .. أخبرت طيور السنونو وفراشات الدار .. أخبرت ......
جزء من مقالي نشر بجريدة عمان بتاريخ 29/1/2003 الأربعاء .
يا هذا لقد فتحت إليك أبواب قلبي وتركتها مشرعة لتستقبلك متى عدت ، ولقد لبست لك الجديد وتزينت بعطري وعمامتي وخنجري وكل ليلة أردد في الخفاء متضرعاً أسمك ذاكراً ومتضرعاً لله أن يعود بك وأن يستعجل إرتحالك لي .. كل ليلة أقف على تلك الأبواب أبحث عن رائحة منك تقترب فينجلي الليل ويسفر وجه النهار وأنا بحالتي في عيني إحمرار السهر وبجسمي طعنات الليل ووخز الألم ومع ذلك أبقى متمسكاً رغم حالي المهترئة ورغم جسدي الهزيل حاملاً قناديل الأمل وفوانيس الإنتصار وأوقد على كل الطرق شموع عودتك . فمتى تعود ؟ أخبرت عنك أشجار الليلك واللبلاب .. أخبرت طيور السنونو وفراشات الدار .. أخبرت ......
جزء من مقالي نشر بجريدة عمان بتاريخ 29/1/2003 الأربعاء .