مخاض العشق
( نحن لا نستطيع تغيير مصائرنا ولكننا نكتب لجعل حياتنا أكثر جمالاً ، تماماً كالذي لا يستطيع إيقاف الرياح ولكنه بإمكانه تعديل الأشرعة ) . الشاعر الإماراتي / خالد بدر .
حريق الشوق يأسرني فكيف أهرب منك وأنت النار وأنت النعيم .. أيها الساكن في ذاتي ياصديق الأمس وحبيب اليوم ، يا إرتعاشة الماضي وأمنية الغد .. يا أيها القدر الجميل دعني أشكر ربي أن جعلك قدري وجعلني قدرك .. دعني أقيم صلواتي أن جعل طريقي نهايته إليك .. دعني أضيء شموع الإنتصار وأقدم لك هدية دون عيد يذكر إذ يكفي أن أهداني الزمن إياك فكيف لا أهديك ذاتي وأنا جزء لا يقتسم إلا فيك ولا يتبدد إلا بين أوردتك ولا ينام إلا في خيالك ولا يعبث إلا بفكرك ولا يهدأ إلا عندما تثور تجاهه براكين أفكارك .. أحبك في وضح النهار وفي دهاليز الليل .. أحبك في الميادين العامة وبين جدران الغرف .. أحبك فوق تلال مسقط وبين هضبات الأودية .. أحبك لا تسألني لماذا كل هذا الحب فقد ضاع السؤال وضاعت إجابته .. أحبك كالبريق إذ يلوح للتائه وكالنور إذ يعود إلى الأعمى .. أحبك كذاتي فلن أحيد يوماً ولن أسلك غير طريقك فلا تلمني إن جئتك حافياً ذات مساء ولا تلمني إن أتيتك يوماً منهكاً فقد تعمدت أن أقطع المسافة راكضاً كي يذوب عرقي على جسدك .. ولا تلمني إن تكسرت على بحارك سفائني أو قصصت أجنحة طيوري فبعدك لا حدود ولا مسافة ولا وطن ولا حبيب .
أيها الساكن أعماقي يا وجهي وقبلتي وصلاتي يا مدن أحلامي هكذا وأنا بقربك أنسج فتائل شوقي وينسجني الحنين إليك فأشتاقك وأنت هنا تسكنني .. وأشتاقك كلما دنوت منك ومن ثغرك أو لجمت شفاهك أو شربت من رضابك أو وضعت رأسي متعباً على صدرك أو غرست أصابعي بين خصلات شعرك أو تمسكت بآخر رقعة من قميص ثوبك أو قرأت على جبينك علامات خجلك أو توضأت من فيض نور وجهك .. يا ملاك الحسن .. يا أبجديات الهوى وطلاسم الغموض ونبع من الحنان لا ينضب . قدري هو أن ألتقيك وقدري أن أبقى معك نذوب في بعضنا حتى أن نتلاشى ثم نعود من جديد لكي نذوب .
جزء من مقالي نشر بتاريخ 16/3/2003
( نحن لا نستطيع تغيير مصائرنا ولكننا نكتب لجعل حياتنا أكثر جمالاً ، تماماً كالذي لا يستطيع إيقاف الرياح ولكنه بإمكانه تعديل الأشرعة ) . الشاعر الإماراتي / خالد بدر .
حريق الشوق يأسرني فكيف أهرب منك وأنت النار وأنت النعيم .. أيها الساكن في ذاتي ياصديق الأمس وحبيب اليوم ، يا إرتعاشة الماضي وأمنية الغد .. يا أيها القدر الجميل دعني أشكر ربي أن جعلك قدري وجعلني قدرك .. دعني أقيم صلواتي أن جعل طريقي نهايته إليك .. دعني أضيء شموع الإنتصار وأقدم لك هدية دون عيد يذكر إذ يكفي أن أهداني الزمن إياك فكيف لا أهديك ذاتي وأنا جزء لا يقتسم إلا فيك ولا يتبدد إلا بين أوردتك ولا ينام إلا في خيالك ولا يعبث إلا بفكرك ولا يهدأ إلا عندما تثور تجاهه براكين أفكارك .. أحبك في وضح النهار وفي دهاليز الليل .. أحبك في الميادين العامة وبين جدران الغرف .. أحبك فوق تلال مسقط وبين هضبات الأودية .. أحبك لا تسألني لماذا كل هذا الحب فقد ضاع السؤال وضاعت إجابته .. أحبك كالبريق إذ يلوح للتائه وكالنور إذ يعود إلى الأعمى .. أحبك كذاتي فلن أحيد يوماً ولن أسلك غير طريقك فلا تلمني إن جئتك حافياً ذات مساء ولا تلمني إن أتيتك يوماً منهكاً فقد تعمدت أن أقطع المسافة راكضاً كي يذوب عرقي على جسدك .. ولا تلمني إن تكسرت على بحارك سفائني أو قصصت أجنحة طيوري فبعدك لا حدود ولا مسافة ولا وطن ولا حبيب .
أيها الساكن أعماقي يا وجهي وقبلتي وصلاتي يا مدن أحلامي هكذا وأنا بقربك أنسج فتائل شوقي وينسجني الحنين إليك فأشتاقك وأنت هنا تسكنني .. وأشتاقك كلما دنوت منك ومن ثغرك أو لجمت شفاهك أو شربت من رضابك أو وضعت رأسي متعباً على صدرك أو غرست أصابعي بين خصلات شعرك أو تمسكت بآخر رقعة من قميص ثوبك أو قرأت على جبينك علامات خجلك أو توضأت من فيض نور وجهك .. يا ملاك الحسن .. يا أبجديات الهوى وطلاسم الغموض ونبع من الحنان لا ينضب . قدري هو أن ألتقيك وقدري أن أبقى معك نذوب في بعضنا حتى أن نتلاشى ثم نعود من جديد لكي نذوب .
جزء من مقالي نشر بتاريخ 16/3/2003

