الرائعــــــــــــــة الثامنة .
(المؤسسات الخيرية)
ساأسهب في التناول لهذه الرائعة لأانها جاءت زاخرة بالمعاني الإنسانية للحضارة الإسلامية، فبينما لم تعرف الأمم السابقة سبيلاً للبر إلا في أضيق نطاق، بحيث
لاتتجاوز الكنيسة أو المدرسة كمؤسستين إجتماعية،أما في وقتنا الحاضر فالميادين لديهم كثيره، إلا انها تختلف عن ميادين حضارتنا سواء في الوقت الحالي أو سابقاً ،
بأنها لم تكن عند الغرب إلا طلباً للشهرة والجاه والسمعة بين الناس، بينما ترفع الإنسان المسلم في حضارتنا عن ذلك فأقام المبرات الإنسانية العامة إبتغاءً منه لوجه الله تعالى وطلباً للأجر.
ومن نماذج ذلك البر القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي ، الذي أنفق سائر ماله على إقامة الكثير من المؤسسات الخيرية في مصر والشام دون أن يطلق إسمه على أحدها بل سماها بأسماء قواده ووزرائه وأعوانه وأصدقائه طمعاً في الأجر لارياءً أو سمعة.
وجعلت أوجه الإنتفاع بتلك المؤسسات متاحة للجميع فلم تقتصر كما الغرب على أبناء البلاد ومقاطعاتها فقط .
وظهرت دعوة الإسلام الصريحة في الدعوة للبذل والتجرد من الشح وحب الذات أو خشية الفقر ونقص المال قال تعالى(الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلاً، والله واسع عليم ).
فكان أن فُعلت هذه الدعوة على أرض الواقع لتظهر جليه في تسابق الصحابه إلى أوجه البر إبتداءً من الغني قبل الفقير، حتى أن الفقراء شكوا لرسول الله الكريم من أن الأغنياء يسبقونهم بأموالهم إلى سبل البر فلا يدعون لهم شيئاً ، فأخبرهم عليه السلام
بأن البذل لايكون بالمال فقط بل بكل ما يحقق النفع للناس ويعين على قضاء حوائجهم ،
(إن لكم بكل تسبيحة صدقة،وأمر بالمعروف صدقة ،ونهي عن المنكر صدقة،وفي إماطة الأذى عن الطريق صدقة، وأن تصلح بين إثنين صدقة ، وأن تعين الرجل على دابتة فتحمله عليها صدقة ).
وفي هذا تخطي للظروف الإقتصادية كعائق في سبيل فعل الخير والنهوض بالمجتمع .
وعندما نزل قول الله تعالى(من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيره) سأل الصحابي أبا الدحداح النبي عليه الصلاة والسلام أيستقرض الله من عبده يارسول الله؟! فقال له : نعم ، فتصدق أبا الدحداح ببستان لايملك غيره وكان يحوي سبعمائة نخله مثمرة، خرج منه هو وأبناءه وزوجته التي كانت تردد ربح البيع ياأبا الدحداح فرحاً بما عند الله ، ومصداقاً لقوله تعالى (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون).
وتعددت هذه النماذج التي كانت البداية الأولى لنظام الوقف الإسلامي ، فأوقف الرسول عليه السلام ومن بعده عمر بن الخطاب وأبا بكر وعثمان وعلي والزبير حتى لم يبقى صحابي إلا وأوقف من ماله .
وتعددت تلك الأوجه للوقف بما لايدع مجالاً للحصر ولكن سنذكر بعضاً منها ، وكان بعضها مما أنشئته الدولة والبعض الأخر أنشئه الأفراد من الأغنياء والقواد والأمراء.
فكان من أهم أوجه الوقف بناء المساجد ،والمدارس ،والمستشفيات، والحانات والفنادق للمسافرين من ذوي الحاجة، كذلك التكايا والزوايا التي ينقطع فيها البعض للعبادة،والسقاياأي سبيل الماء في الطرق العامة كذلك حفر الأبار لينتفع منها الناس في الشرب وسقيا الأراضي في المدن والقرى ، كذلك الوقف لأمكنة المرابطة على الثغور
حيث كانوا يزودون بالسلاح والعتاد والخيول والطعام والشراب وكل ما يحتاجونه مما شجع على رواج الصناعة الحربية وإحتياج الأوربيين أنذاك بالتزود بالأسلحة من قبل،
المسلمين واليوم تبدل الحال وأصبحنا نحن من نشتريها منهم لندافع عن أنفسنا ؟!
إضافة للأوقاف التي تعنى ببناء القناطر والجسور وإصلاح الطرقات والمقابر ،وتكفين الموتى من الفقراء، وغيرها من سبل الوقف.
وكانت المؤسسات الإجتماعية تقوم على رعاية الأيتام ،واللقطاء ،والمساجين، وكبار السن والعجزة، وتزويج الشباب.
ومن أطرف تلك المؤسسات في حضارتنا الإسلاميه مؤسسات إمداد الأمهات بالحليب والسكر كالتي أنشأها القائد صلاح الدين بحيث تأتي الأمهات على مدار يومان في الأسبوع ليأخذن منها الحليب والماء المذاب فيه السكر ليطعمن أطفالهن .
وهناك مؤسسة أكثر طرافة تسمى مؤسسة الزبادي تمنح الصبية الذين تكسر منهم الزبادي في الطريق زبادي بديلة حتى لا يغضب منهم أباءهم.
وفي ختام هذه الرائعة لا نستطيع القول سوى أنا تفردنا بالبر في وقت كانت الأمم فيه متناحرة وتقتتل من أجل المصالح فلم نكن بحاجة لما يسمى الآن بيوم اليتيم أوغيره ، لأن أوجه البر شملت جميع مناحي الحياة فتميزنا بنزعة إنسانية سامية قل أن يوجد لها مثيل .
(المؤسسات الخيرية)
ساأسهب في التناول لهذه الرائعة لأانها جاءت زاخرة بالمعاني الإنسانية للحضارة الإسلامية، فبينما لم تعرف الأمم السابقة سبيلاً للبر إلا في أضيق نطاق، بحيث
لاتتجاوز الكنيسة أو المدرسة كمؤسستين إجتماعية،أما في وقتنا الحاضر فالميادين لديهم كثيره، إلا انها تختلف عن ميادين حضارتنا سواء في الوقت الحالي أو سابقاً ،
بأنها لم تكن عند الغرب إلا طلباً للشهرة والجاه والسمعة بين الناس، بينما ترفع الإنسان المسلم في حضارتنا عن ذلك فأقام المبرات الإنسانية العامة إبتغاءً منه لوجه الله تعالى وطلباً للأجر.
ومن نماذج ذلك البر القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي ، الذي أنفق سائر ماله على إقامة الكثير من المؤسسات الخيرية في مصر والشام دون أن يطلق إسمه على أحدها بل سماها بأسماء قواده ووزرائه وأعوانه وأصدقائه طمعاً في الأجر لارياءً أو سمعة.
وجعلت أوجه الإنتفاع بتلك المؤسسات متاحة للجميع فلم تقتصر كما الغرب على أبناء البلاد ومقاطعاتها فقط .
وظهرت دعوة الإسلام الصريحة في الدعوة للبذل والتجرد من الشح وحب الذات أو خشية الفقر ونقص المال قال تعالى(الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلاً، والله واسع عليم ).
فكان أن فُعلت هذه الدعوة على أرض الواقع لتظهر جليه في تسابق الصحابه إلى أوجه البر إبتداءً من الغني قبل الفقير، حتى أن الفقراء شكوا لرسول الله الكريم من أن الأغنياء يسبقونهم بأموالهم إلى سبل البر فلا يدعون لهم شيئاً ، فأخبرهم عليه السلام
بأن البذل لايكون بالمال فقط بل بكل ما يحقق النفع للناس ويعين على قضاء حوائجهم ،
(إن لكم بكل تسبيحة صدقة،وأمر بالمعروف صدقة ،ونهي عن المنكر صدقة،وفي إماطة الأذى عن الطريق صدقة، وأن تصلح بين إثنين صدقة ، وأن تعين الرجل على دابتة فتحمله عليها صدقة ).
وفي هذا تخطي للظروف الإقتصادية كعائق في سبيل فعل الخير والنهوض بالمجتمع .
وعندما نزل قول الله تعالى(من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيره) سأل الصحابي أبا الدحداح النبي عليه الصلاة والسلام أيستقرض الله من عبده يارسول الله؟! فقال له : نعم ، فتصدق أبا الدحداح ببستان لايملك غيره وكان يحوي سبعمائة نخله مثمرة، خرج منه هو وأبناءه وزوجته التي كانت تردد ربح البيع ياأبا الدحداح فرحاً بما عند الله ، ومصداقاً لقوله تعالى (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون).
وتعددت هذه النماذج التي كانت البداية الأولى لنظام الوقف الإسلامي ، فأوقف الرسول عليه السلام ومن بعده عمر بن الخطاب وأبا بكر وعثمان وعلي والزبير حتى لم يبقى صحابي إلا وأوقف من ماله .
وتعددت تلك الأوجه للوقف بما لايدع مجالاً للحصر ولكن سنذكر بعضاً منها ، وكان بعضها مما أنشئته الدولة والبعض الأخر أنشئه الأفراد من الأغنياء والقواد والأمراء.
فكان من أهم أوجه الوقف بناء المساجد ،والمدارس ،والمستشفيات، والحانات والفنادق للمسافرين من ذوي الحاجة، كذلك التكايا والزوايا التي ينقطع فيها البعض للعبادة،والسقاياأي سبيل الماء في الطرق العامة كذلك حفر الأبار لينتفع منها الناس في الشرب وسقيا الأراضي في المدن والقرى ، كذلك الوقف لأمكنة المرابطة على الثغور
حيث كانوا يزودون بالسلاح والعتاد والخيول والطعام والشراب وكل ما يحتاجونه مما شجع على رواج الصناعة الحربية وإحتياج الأوربيين أنذاك بالتزود بالأسلحة من قبل،
المسلمين واليوم تبدل الحال وأصبحنا نحن من نشتريها منهم لندافع عن أنفسنا ؟!
إضافة للأوقاف التي تعنى ببناء القناطر والجسور وإصلاح الطرقات والمقابر ،وتكفين الموتى من الفقراء، وغيرها من سبل الوقف.
وكانت المؤسسات الإجتماعية تقوم على رعاية الأيتام ،واللقطاء ،والمساجين، وكبار السن والعجزة، وتزويج الشباب.
ومن أطرف تلك المؤسسات في حضارتنا الإسلاميه مؤسسات إمداد الأمهات بالحليب والسكر كالتي أنشأها القائد صلاح الدين بحيث تأتي الأمهات على مدار يومان في الأسبوع ليأخذن منها الحليب والماء المذاب فيه السكر ليطعمن أطفالهن .
وهناك مؤسسة أكثر طرافة تسمى مؤسسة الزبادي تمنح الصبية الذين تكسر منهم الزبادي في الطريق زبادي بديلة حتى لا يغضب منهم أباءهم.
وفي ختام هذه الرائعة لا نستطيع القول سوى أنا تفردنا بالبر في وقت كانت الأمم فيه متناحرة وتقتتل من أجل المصالح فلم نكن بحاجة لما يسمى الآن بيوم اليتيم أوغيره ، لأن أوجه البر شملت جميع مناحي الحياة فتميزنا بنزعة إنسانية سامية قل أن يوجد لها مثيل .