السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

" نعم أنا أخطأت واذنبت وهذا إعتراف مني بذلك ومن منا لا يقع في الخطا " أليس الاعتراف بالذنب فضيله ؟؟

هكذا بدأت محدثتي كلامها .. ولكن ما ذنب هذا وهذه ؟؟؟؟؟ وأشارت إلى طفل تحمله بين ذراعيها التي لا تكاد تستطيع حمل شئ وأخرى تجلس بجوارها لم تتعد العشر سنوات . ما ذنب هؤلاء ؟؟؟ لقد تعبت من حياة الذل والمسكنة . ليتنى مت قبل هذا ودفنت التراب .. ثم أستغفرت ربها ومسحت دموعا سكبت أحرقت قلبي القوي العنيد .إسترجعت ذاكرتي قبل سنين مضت إنها من عرفتها من بنات الحي .. عز وشرف وبيت علم . جار عليها الزمن فوقعت بين مخالبه التي لا ترحم ... توفي والدها رحمه الله ثم لحقتها الوالدة بعد صراع مع مرض خبيث لم يدم طويلا .. فتركت وأخوها الاصغر منها في كفالة عم لهما . شيطان في صورة إنسان وشياطين الأنس أشد من شياطين الجن .. ياله من قدر .. سلب منها المال وأدعاه لنفسه وبئس ما فعل . لقد تعامت نفسه الجشعة عن مصير من يأكل أموال اليتيم ظلما . وتاهت صاحبتنا في لجة الحياة تتقاذفها أمواجها العالية العاتيه .

لقد عاشت بعيدة حزينة كئيبة ربما قلمي لا يستطيع رسم حالتها .. كم من مرة نامت بغير عشاء بين لعن وسب أنها كسولة لا تحسن فعل شئ .. ولشدة جهلها وعدم معرفتها للقراءاة والكتابة وقعت فريسة للذئاب البشرية .
سبحان الله لا أعتراض على القضاء ... وتمر السنون وتظهر غلطة فادحة الله اعلم من يتحمل نتيجتها .
حمل بدون زواج !!!!! وممن ؟؟؟ إنها كراثة بكل المقاييس . كانت صرخة عمها تطغى على أنينها الخافت من قلب مكلوم هده الدهر . وماذا تنتظرون من رجل لا يرحم تجرد من اسمى معاني الانسانية .

وللحديث بقية إن شاء الله

إخواني / محمد الطويل وغضب الأمواج شكراً لكما على المتابعه .

بين صرخات عمها التي لا ترحم ونظرات الإحتقار والإزدراء من القريب والبعيد ضاع صوتها وخفت أنينها . ماذا تستطيع أن تقول وهل تجرؤ على المواجهة .. إن مثلها كسير النفس خاسئ البصر لا يرد جوابا .

وعلت الأصوات وتعالت صيحات الغضب كل يفسر الامر على هواه أما هي فجلست لا ترد جوابا .. من فعل تلك الفعلة الشنيعة وغرر بهذه اليتيمة ؟؟؟؟ والجواب / صمت مطبق أشبه بصمت القبور .
كنت وقت حدوث تلك الفاجعه خارج الوطن وأقترب مني صاحبي في السفر يهمس في أذني بالخبر الذي أطار صوابي وجعلني في حيرة من أمري .. فسألته في دهشة هل تقصد "ع " بنت الأصول سليلة الشرف والعلم ؟؟؟؟ قال : نعم .. فاستغفرت الله راجيا أن يحفظ أعراض المسلمين ويصنها من كل مكروه .

وصدر حكم الإعدام عليها لكنه كان من نوع آخر .. ليس ذاك الذي يزهق الروح وينهي الحياة .. إنه الأشد منه في نظري . عذاب وقهر لا يطاق ما تبقى من العمر !!! قال جاهلهم : زوجوها بمن يحفظ ما تبقى من ماء الوجه . من أين لهم هذا الحكم الذي ما أنزل الله به من سلطان ليتهم طبقوا شرع الله !!! ومن يقبل تلك الزوجة ؟؟ تقدم رجل كهل أكل الدهر عليه وشرب لا يعرف للمسجد طريقا له من البنين والبنات من هم أكبر منها .. وتمت الصفقة دون مشورة ولا رأي وهل يستشير الجزار الشاة قبل ذبحها ؟؟؟؟؟

في ليلة لن تنساها ذهبت إلى مصيرها المظلم الذي لا تعرف نهايته . عذاب وذل ز لا ترفع عينها ولا تفتح فمها فهي التي فعلت كذا وهو الذي ستر عليها ... رحماك ربي من ظلم وقهر لتلك النفس المعذبة .

وتمر الشهور ثقيلة عليها وتضع مولودتها التى كانت ثمرة الخطيئة .. نسبوها الى والدها الجديد وعاشت بينهم حياة يعلمها رب العباد . أما هي فقد إنزوت في ركن من البيت لا تكاد تغادره إلا للضرورة القصوى . إنها ميتة بين الاحياء . يقول من يعرفها عن قرب أنها اصبحت بائسة يائسة لا تعرف للفرح طريقاً .

وللحديث بقية إن شاء الله

& البشير &

أمل الحياه / والموت 11 شكراً لكما

وتستمر محدثتي في سرد مأساتها التي ما تزال تعيش واقعها المؤلم تقول : تلك كانت غلطتي التي لم تغفر لي ولكن ما ذنب أولادي الذين يعيشون الظلم ويتجرعون الصبر .. ليس لهم ذنب .. ليس لهم ذنب .

إقتربت قليلا من إبنتها وكانت في عمر إبنتي وطرحت عليها سؤالا أعرف إجابته لكني كنت أريد سماع صوتها ... أنت تدرسين في الصف ... ؟ قالت بلغة الاشارة نعم . ومن تحبين من المعلمات في مدرستك ؟؟؟ لم ترد . ونظرت نظرة فهمت منها أن أمثالها لا يحبهم أحد ولا يحبون أحد . إنهم أبناء ..........

أما ذلك الئب البشري الذي تجرد من إنسانيته وانقاد لشهوة حيوانية إستحق عذاب السماء ونزل عليه ما لم يتوقعه أحد ... سبحانك ربي عادل أنت في حكمك لا ترضى بالظلم .. جرد من وظيفته وطرد منها شر طرده بل وتشردت أسرته وأصبح لا يقوى حتى على الوقوف . هذا عقاب الدنيا فكيف بعقاب الاخرة ؟؟

أما هي فلا تزال تعيش قصة ما تزال إلى يومنا في ضنك من العيش وسقم وشقاء .
إنها صورة واقعية ومشهد حي يحكي قصة ربما تتكرر هنا وهناك لترسم لنا صورة قاتمة لبعض أنواع الظلم والعذاب الذي يعيشه مثل أولئك البؤساء .

إنتهت ولكم مني كل الشكر والثناء &&& البشير &&&


& إلى لقاء إن شاء الله &