رواد الشعر العربي الحديث

    • رواد الشعر العربي الحديث

      مسّاكم الله بالخير أعضاء وزوار هذه الساحة .

      مراودات [B]*
      ---------------
      لها ، لهن ، لكم ، للعالم
      ولي
      أنْ تُراوِدَ نَصَّاً / أن تُراوِدَ امرأة
      ( من أجل الجميلة ، التي لا تقرأ ، ومن أجلي .)
      -1-
      " اقرأْ " . قال الصوتُ الجميلُ ، مُلفَّعاً بالوعد .
      " وما اقرأ " ؟ همس الصوتُ النقي ، محتشداَ
      بتقوى الرهبة ، ورعدة الإنتشاء .
      وكان ذلك فاتحة عصر قُدِّرَ له ، بعدها ، أن يَغمر
      الدنيا بهاءً ومعرفةً وخيراً .

      ليس عبثاً أنَّ فِعلَ القراءة كان أوَّلَ فعل أمره
      الصوت الجميل أن يقوم به ، في فاتحة عصر كان
      لهذا الدين أن يدخل على ما دخلته
      الشمس على مدى ألف ونصف ألف .
      ولم يكن عبثاً أنَّ فاتحة العصر الآخر الذي سبقه
      فملأ الدنيا بهاء كانت :
      " في البدء كان الكلمةُ والكلمة روح الله " .

      لكنه عبثٌ مُدْقِعٌ أنَّ سلالةَ هذا البهاء كله أضاعت
      الكلمة كما أضاعت القراءة .

      لم نَعُدْ نقرأ .
      لم نعد نعرف كيف نقرأ .
      لم نعد نعرف ما نقرأ .
      -2-
      من أجل أنْ يكون لنا حتى ضِغْثُ حُلمٍ بفاتحة
      عصر جديد
      ينبغي أن نتعلم ثانيةْ
      أن نتهجَّى الأشياء ثانية
      أن نقرأ .
      أن نعرف ما نقرأ
      أن نعرف كيف نقرأ
      وأن نعرف لماذا نقرأ .
      فاقرأ ( ي ) .[/B]

      *كمال ابوديب


      سأقوم في كل يوم ( بإذن الله ) بطرح نبذة عن أهم شعراء
      الشعر العربي الحديث ، وقصيدة لكل واحد منهم .
    • نازك الملائكة

      1 - حركة الشعر الحر :


      أ- " جيل الانطلاقات "
      بعض المحدثين الأوائل

      1) نازك الملائكة (1923-) :

      عراقية ، ولدت في بغداد لعائلة شهيرة في مجال الأدب ، تخرجت من دار المعلمين في بغداد
      بعد نيلها شهادة الليسانس بدرجة امتياز ، في (1950) حصلت على شهادة ماجستير في الأدب
      المقارن من جامعة برنستون ، عادت بعدها إلى العراق لتشغل منصب أستاذة مساعدة بكلية التربية
      في جامعة البصرة .
      تدور فكرة شعرها الأساسية حول الخيبة والمرارة التي تشعر بها امرأة اهتزّ إيمانها عندما أدركت
      أن العروبة قد استسلمت لخضوعها .
      من دواوينها ( شظايا ورماد 1949) ، ( قرارة الموجة 1957 ) ، (شجرة القمر 1968 ) ، ( مأساة
      الحياة وأغنية للإنسان 1970) .

      [B]عندما قتلت حبي


      وأبغضتك لم يبقَ سوى مقتي أناجيهِ
      وأسقيهِ دماءَ غدي وأغرق حاضري فيهِ
      وأطعمه لظى اللعناتِ والثورة والنقمهْ
      وأسمعه صراخَ الحقد في أغنيةٍ جهمهْ
      ومن إغفاءة الموتى أغذيهِ
      وأنثر حوله الأشباح والظلمه .
      *
      وأبغضتُ أسمك الملعونَ والأصداءَ والظلا
      كرهت اللونَ والنغمةَ والايقاع والشكلا
      وتلكَ الذكرياتُ الخسنه الممقوتة الفظه
      هوتْ وتأكّلتْ وثوتْ مع الآباد في لحظه
      وعدتُ قصيدةً فجريةً جذلى
      وقلتُ الأمسُ ما عاد سوى لفظه
      *
      وتمّ النصر لي وهَويتَ تمثالاً إلى الهُوّه
      وجئتُ لأدفنَ الأشلاءَ تحت كآبة السروه
      وراح الرفش في كفي يشق الأرض في نهمِ
      فلامس في الثرى جسداً رهيباً بارد القدمِ
      ورحت أجره للضوء مزهوّه
      فمن كان ؟
      بقايا جثة الندمِ
      *
      وكان الليل مرآةً فأبصرت بها كرهي
      وأمسي الميتَ لكني لم أعثر على كنهي
      وكنت قتلتكَ الساعةَ في ليلي وفي كأسي
      وكنت أشيع المقتولَ في بطء إلى الرمسِ
      فأدركتُ ولون اليأس في وجهي
      بأني قط لم أقتل سوى نفسي
      (1952) [/B]
    • داود // أحييك على هذا الإختيار وهذا الإتجاه الجميل الذي بالتأكيد سوف يخدمنا كثيراً .

      كما إنني أعجبت بإتجاهك حول سرد بعض المعلومات فمن الجميل أن تضع معلوماتك المتلاحقة في نفس الصفحة كي لا تشغل حيزاً ولكي يسهل قراءتها مرة واحدة .

      أدين لك بالشكر .

      لك تقديري
    • [TABLE='width:70%;background-color:burlywood;background-image:url(backgrounds/4.gif);border:10 groove green;'][CELL='filter:;']
      اخي العزيز ..داوود
      اشكرك اخي على هذا الاختيار والانتقاء الجميل ..
      وتعريف عن الشعراء شئي يجعل الكثيرون على معرفه .. ربما نجهلهم سابقا ..
      اشكرك اخي ..واتمنى لك التواصل ..
      [/CELL][/TABLE]
    • [TABLE='width:70%;'][CELL='filter:;']
      كنت ومازلت معجبه بطريقه الاخت افروديت في كتابتها تلك المواضيع التي تعرفنا على الادباء والشعراء ونبذات صغيره عنهم لكي تعي وتثقف الجيل الصغير والمبتدء في مجال الادب

      وانت اتيت تكمل عنها او تخطو خطاها في التعريف بهم واعطاءنا معلومات لم نكن نعلمها ابداً
      اخي داود
      نشكر لك اهتمامك الرائع في نقلك لنا اجمل القصائد الشعريه والمعلومات عن اشهر ادباء العرب
      تحياتي لموضوعك الرائع
      وواصل ونحن من القرأ لك ولموضوعك
      [/CELL][/TABLE]
      أغنى النساء أنا لستُ ثرية بما أملك ثرية لأنّك تملكني أحلام مستغانمي أغنى الرجال أنت لست لأنك ثرياً بما تملك ثريٌ لأنك تملكني .. هكذا احببت صياغتها اكثر dabdoob :)
    • بلند الحيدري

      2) بلند الحيدري (1926-1996) :
      عراقي من أصل كردي ، بدأ مهنته الأدبية مع مجموعة من الفنانين دُعيت ( مجموعة الزمن
      الضائع ) حيث تبادل طموحاته ومفاهيمه حول تحديث الشعر والأشكال الفنية الأخرى .
      نُفي وفرّ إلى لبنان عام (1963) ، وهو شيوعي ناشط سياسياً ، وتولى في لبنان تحرير مجلة
      العلوم .
      يُظهر شعره تدفقاً غنياً بالصور ، وهو في معظمه ذو طابع تصويري مؤثر ، يتجنب فيه تكلف
      الخطاب الشعري ، وينجح ببساطته وابتعاده عن الزخرف في خلق جمال التعبير ، ويعتبر واحداً
      من رواد حركة الشعر الحر الذين أفادوا من المناجاة الداخلية والنزاع النفسي وصاغوها في شكل
      فني مبتكر .
      من دواوينه : ( خفقات الطين 1946) ، ( أغاني المدينة الميتة 1951) ، ( جئت مع الفجر 1961) ،
      ( خطوات في الغربة 1965) ، ( رحلة الحروف الصفر 1968) ، ( أغاني الفارس المتعب 1971) .


      [B]رحلة الحروف الصفر



      من ألف عام يا صغار قريتي الكئيبهْ
      كنا الحروف الصفر ،
      في التوراةِ
      والقرآنِ
      والإنجيلْ
      كنا الجفافَ الصلبَ في الإزميلْ
      نحفر في عيونكم ظلالنا المريبهْ
      وكانت الظلال ْ
      تُعبد في أعماقكم
      تصير تاريخاً بلا رجال
      فيستطيل الحرف فهو تارةً
      مئذنة ، تعكف في ابتهالْ
      وتارةً
      كنيسة في وحشة الجبالْ
      وتارة مشانق سوداءُ
      أو حبالْ
      تعرفها دروبكم
      تعرفها ذنوبكم في القرية الكئيبه
      *
      من ألف عامْ
      كنا الحروف الصفر في الإنجيلِ
      والتوراةِ
      والقرآنْ
      وكانت الحروفُ من رغامْ
      تجسّدتْ في كل يوم حبلاُ مدنساً
      تجسّدتْ أصنامْ
      تجسّدتْ في السوط والسلطانْ
      في اللهِ والشيطانْ
      ولم تكن لمرة .... إنسانْ
      *
      من ألف عام يا صغار قريتي الكئيبه
      كنا مع التاريخ في غيبوبهْ
      نعبد في عيونكم ظلالنا المريبهْ
      (1968)[/B]
    • عبد الوهاب البياتي

      3) عبد الوهاب البياتي (1926-1999) :
      عراقي ، ولد في بغداد وتخرج من دار المعلمين فيها ، أُجبر على مغادرة العراق بسبب معتقداته
      الشيوعية ، فأمضى حياته متنقلاً بين عدة بلدان عربية وأوربية شرقية .
      كان قارئاً نهماً لأعمال كتّاب من أمثال ( فلاديمير ماياكوفسكي ) ، و ( لويس أراغون ) ،
      (فيدريكو غارسيا لوركا ) ، و( بابلو نيرودا ) ، و( بول إلوار ) .
      سمحت له الحكومة العراقية ، بعد ذلك ، بالعودة إلى بغداد عام (1972) .
      تتصف أشعاره الأخيرة بروح تفاؤلية عالية ، إذ يرى أن الوسائل الثورية ستستأصل الأمراض
      الاجتماعية فاسحة الطريق لصوت أكثر هدوءاً تُغنيه وتُعمّقه جيبة الأمل وتَعقّد التجربة الماسأوي .
      نُشر له ما يقارب عشرين مجلداً من الشعر ، جُمع معظمها في ديوانه المؤلف من ثلاثة مجلدات عام
      (1971) .


      [B]أبارق مهشمة

      الله ، والأفق المنوّر ، والعبيدْ
      يتحسسون قيودهم :
      ( شيدّ مدائنك الغداة
      بالقرب من بركان فيزوف ، ولا تقنعْ
      بما دون النجومْ
      وليُضرم الحب العنيفْ
      في قلبك النيران ، والفرحَ العميقْ )
      والبائعون نسورهم يتضورونْ
      جوعاً ، واشباه الرجالْ
      عور العيونْ
      في مفرق الطرق الجديدة حائرون :
      ( لا بدّ للخفاشِ
      من ليل ، وإن طلع الصباحْ
      والشاة تنسى وجه راعيها العجوزْ
      وعلى أبيه الابن ، والخيز المبلل بالدموعْ
      طعم الرماد له ، وعين من زجاجْ
      في رأس قزم ، تنكر الضوء الطليق )
      وأرامل يتبعن أشباه الرجالْ
      تحت السماء ، بلا غد ،وبلا قيودْ
      والله والأفق المنوّر ، والعبيدْ
      يتحسسون قيودهم :
      نبع جديد !
      نبع تفجر في موات حياتنا
      نبع جديدْ
      فليدفن الأموات موتاهمْ
      وتكتسح السيولْ
      هذي الأبارق القبيحة ، والطبولْ
      ولتفتح الأبواب ، للشمس الوضيئة والربيع
      (1954) [/B]
    • لويس عوض

      4) لويس عوض ( 1915-1990) :
      مصري ، شاعر وروائي ومحرر صحفي ، تعلّم في جامعة فؤاد الأول في وطنه الأم
      وتابع دراسته في كامبردج وبرينستون .
      يعتبر بلا منازع المبشر ، إن لم يكن البادئ ، بحركة الشعر العربي الحر ، فتجاربه في
      الشعر الحر تسبق تجارب السياب ونازك ، لكنها لاقت ترحيباً أقل بين أوساط النقاد الذين
      ارتابوا من مواقفه النقدية المتأثرة بالغرب .
      ديوانه : ( أرض بلوتو وقصائد أخرى . القاهرة 1947) .

      [B]الحب في سانت لازار


      محطة فيكتوريا جلست وبيدي مغزل
      وكان المغزل مغزل اوديسيوس
      عفواً إذا اختلفنا أيها القارئ
      فقد رأيتهم ، رأيتهم سكان الأرجو
      وجلهم من النساء ، ارتدين
      البنطلونات ولبسن أحذيةً من كاوتشوك
      أمّا نحن ، أنت والفرد بروفروك وأنا
      فلنا المغازل نتعلل بها ،
      وبين الخيط والخيط نرفع أهدابنا إلى
      الأمواج في الأفق ،
      لعل موج الأفق يحمل الأرجو ،
      وفي الصباح عندما يصير موج الأفق موج الشاطئ ، نرى وجه
      السعادة . جلست وبيدي مغزلي في انتظار بينيلوب التي لا أعرفها ،
      وهل أتت بينيلوب إلى رصيف نمرة 8 ؟
      كلا ، لم تأت بينيلوب إلى رصيف نمرة 8
      هذه الجزيرة العابثة ، لقد رأيت الجاريات يدخلن خلجاتها
      محملات
      رأيت الجاريات يحملن الطيوب والخشب والمر
      رأيت الجاريات يحملن العبيد إلى سوق النخاسة في مسقط رأس
      ولبرفورس
      رأيت الجاريات يحملن السمك إلى السكة والسكر إلى جزيرة
      موريس والقطن والبصل إلى مصر والشاي إلى الصين والأفيون إلى
      الهند والببغاوات والفيلة وأدوات الزينة إلى القطبين والمترليوزات
      إلى الصديق والعدو على السواء
      لكنني لم أرَ الأرجو بينها .
      (1947) [/B]
    • رائع......كأنها موسوعة ..

      تسلم داود...فكره حلوه...

      كذا راح تسهل علينا البحث عن معلومات عن أي شاعر حديث...

      بس ياريت تدعمهم بالكتب التي تتحدث عنهم

      أو المواقع التي تتكلم عنهم

      حتى يسهل الرجوع إلى كل المعلومات عنهم مستقبلا...

      شكرا لك مرة أخرى....
    • [TABLE='width:70%;'][CELL='filter:;']
      مرحبا ..
      لن أزيد أكثر ما سطرة الاعزاء ..
      فقط جئت أهديك كلمة شكر لتتواصل بموضوعك ..
      وبعد الانتهاء منه .. سنضيفه أن شاء الله الى مكتبة الساحة الادبية ...
      ليكون مرجع لنا جميعا ..
      لك تحية طيبة دوما أخي الكريم ..
      والله يعطيك العافيه ..
      [/CELL][/TABLE]
    • ميشيل طراد

      الله بالخير ،،

      الوردة الحمراء ،،
      أشكر لكِ هذا الحضور ،
      بخصوص المرجع : مثلما ذكرت في موضوع سابق هو : كتاب حريق الكلمات

      أمل الحياة ،،
      مرحبتين ،،
      العفو ، ولو هذا من واجبنا تجاه أعضاء و رواد الساحة الكرام ، أتمنى أن يستفيد الجميع من هذا الطرح

      ------------------------------------

      5) ميشيل طراد (1924-1998) :
      لبناني ، معروف أساساً بنظمه الشعر بالعامية ، وهو بهذا يّتّبع تقليداً غنيّاً للشعر
      اللبناني الشعبي الذي قدّم عدداًمن الشعراء الغنائيين وكتّاب الأغاني .
      يركز تقليد الشعر الغنائي على المواضيع الريفية والرومانسية ويجري ، على الدوام ،
      معاكساً للشعر العربي التقليدي في الشكل واللغة وفي البحث عن البساطة وكمال التعبير .
      طالت قصائده جمهوراً واسعاً من خلال مطربين يتمتعون بشهرة مرموقة كفيروز ووديع
      الصافي .
      من قصائده : ( جلنار 1953) ، ( دولاب 1957) .

      كزْبي
      كزْبي ، وشو كزْبي !
      قالو : من الطاقا
      جبلي القمر لعبي
      وزتّا متل باقا !
      وبإيد شكلي
      شعري بنرجستين ،
      وبقبش بصدري بإيد !
      شوب الدني قلّي :
      فكي معي زرين ،
      وطرطش قميصي نبيد !..
      وبقفوة الغزار ،
      ع هك المفرق ،
      هوّي اللي فكّ زرار !
      وصفرّ وتحرنق ،
      وما عرفت شو صار !
      شو صار بعبي ؟!
      تاري الحلو مخبي
      بعشه الزنبقْ
      بين الندي الأزرق
      جوز حسسين زغار !..
      (1957)
    • شاذل طاقة

      6) شاذل طاقة ( 1929- 1974) :
      عراقي ، ولد في الموصل ، وتخرج من دار المعلمين في بغداد حيث نال شهادة البكالوريوس في
      الأدب العربي .
      سُجن في عام (1959) لانتسابه إلى حزب البعث العربي الاشتراكي ، وأصبح بعد ثورة (1963) مديراً عاماً لوكالة الأنباء العراقية .
      تولى في حزيران من عام (1974) منصب وزير خارجية العراق وتوفي في تشرين الأول إثر نوبة قلبية ألّمت به بينما كان يحضر اجتماعاً لوزراء الخارجية العرب في المغرب .
      أظهر مهارة في ابتكار النماذج الإيقاعية المتنوعة وأنماط القافية الخارجة عن شكل الشعر الحر الموزون .
      من دواوينه : ( المساء الأخير 1950) ،( ثم مات الليل ) ، ( الأعور الدجال والغرباء 1969).

      الأع[B]ور الدجال


      1
      يقولون ...
      في ذات يومٍ يجيءُ إلينا
      مسيحٌ مزوَّرْ
      يمنِّي الكبار .. بحلوى وسكّرْ
      ويحنو علينا
      ويُغري الصغار ... بشيحٍ وعنبرْ
      ويحكي ... ويحكي ...
      ويومي إلى جبلٍ من أرُز ، يقود الجياعْ
      إليه ... ويبكي
      وتبقى الدموع معلّقه ملجمه
      ويبقى الأرز بعيدا ... لذيد الصراع
      وتمضي الجيوش إلى جبل الأطعمه
      وشمس النهار
      تُحرّق أرواحهم ... والهضابْ
      تلوح أرزا ... وحلوى ... وسكّرْ
      وشيحا ... وعنبرْ
      وما من قرار ...
      ولا شيء غير السراب ...
      سراب ... سراب ... سراب !..
      2
      وقالوا ...
      وكان المسيح المزوّرْ
      سميناً وأعورْ
      ولم يكُ في الأرض حين أتاها
      من الكافرين بسلطانه
      سوى أعميين ... وشيخٌ معمَّرْ
      خبيرٌ بأزمانه ...
      ومجنونة وفتاها ...
      وغانيةٍ أتعبتها الليالي ..
      وحبُّ الرجالِ
      وهذا النبيُّ الجديد المظفّرْ !..
      3
      وقالوا ..
      وقالت له الغانية :
      ألا أيُّهذا الذي جاءنا
      وحط علينا وعسكرْ
      هلمَّ إلى حانتي ،
      لتشرب من خمرتي
      وتحكي لنا ..
      ونلهو ... ونشدو ... ونسكرْ!
      4
      وقالوا ...
      وفي الحانة الغافيهْ
      على كتف الرابيهْ
      أباحتْ زقاقُ الطِلى سرَّهُ
      ونام الرجال ...
      فشقَّ لها صدره!
      وكان اعتراف ... وكان انخذال
      وكان انتصارك يا غانيه !
      5
      يقولون ..
      كان ... وكان .. وصار المقدَّرْ
      وفي الصبحِ قام على الرابيهْ
      صليبٌ تدلَّى عليه نبيٌّ مزوّرْ
      وقد فُقئتْ عينهُ الثانيه !!
      (1965) [/B]
    • نزار قباني

      7) نزار قباني ( 1923-1998) :
      سوري ، ولد في دمشق ، وتخرج من كلية الحقوق في الجامعة السورية عام (1954) ، عمل في السلك الدبلوماسي ثم عُين سفيراً .
      استقال من مهنته الدبلوماسية ليكرس وقته لعمله الخاص بالنشر في العاصمة بيروت .
      ما يزال الكثير من شعره يمتثل للبحور التقليدية رغم نظمه ودفاعه عن الشعر الحر منذ منتصف الخمسينات ، أما لغته فهي حديثة على نحو لا يرقى إليه الشك .
      إنّ اختطاف ابنه ومقتله الغامض ، فضلاً عن مقتل زوجته في انفجار السفارة العراقية في بيروت عام (1981) جمع مأساته الوطنية والشخصية العميقة في إحساس واحد .
      من دواوينه : ( قالت لي السمراء 1948) ، ( قصائد 1956) ، ( حبيبتي 1961) ، ( هوامش على دفتر النكسة 1967) ، ( شعر الأرض المحتلة : القدس 1968) ، ( قاموس العاشقين 1981) ، ( أسفار مجنونة 1983) ، ( الحب لا يقف على الضوء الأحمر 1983) .


      [B]هوامش على دفتر النكسة


      1
      أنعي لكم ، يا أصدقائي ، اللغة القديمه
      والكتب القديمه
      أنعي لكم ...
      كلامنا المثقوب ، كلأحذية القديمه ..
      ومفردات العهر ، والهجاء ، والشتيمه
      أنعي لكم ... أنعي لكم
      نهاية الفكر الذي قاد إلى الهزيمه
      2
      مالحةٌ في فمنا القصائد
      مالحة ضفائر النساء
      والليل ، والأستار ، والمقاعد
      مالحة أمامنا الأشياء ...
      3
      يا وطني الحزين
      حوّلتني بلحظة
      من شاعر يكتب شعر الحب والحنين
      لشاعر يكتب بالسكين ..
      4
      لأن ما نحسه أكبر من أوراقنا ..
      لا بد أن نخجل من أشعارنا ..
      5
      إذا خسرنا الحرب .. لا غرابة
      لأننا ندخلها ..
      بكل ما يملكه الشرقي من مواهب الخطابه
      بالعنتريات التي ما قتلت ذبابه
      لأننا ندخلها ..
      بمنطق الطبلة والربابه ..
      6
      السر في مأساتنا
      صراخنا أضخم من أصواتنا ..
      وسيفنا أطول من قاماتنا ..
      7
      خلاصة القضيه
      توجز في عباره
      لقد لبسنا قشرة الحضاره
      والروح جاهليه ..
      8
      بالناي والمزمار ..
      لا يحدث انتصار
      9
      كلفنا ارتجالنا
      خمسين ألف خيمة جديده
      10
      لا تلعنوا السماء
      إذا تخلت عنكم ...
      لا تلعنوا الظروف
      فالله يؤتي النصر من يشاء
      وليس حدادا لديكم ... يصنع السيوف
      11
      يوجعني أن أسمع الأنباء في الصباح
      يوجعني .. أن أسمع النباح ..
      12
      ما دخل اليهود من حدودنا
      وإنما ..
      تسربوا كالنمل ... من عيوبنا
      13
      خمسة الآلف سنة ...
      ونحن في السرداب
      ذقوننا طويلة
      نقودنا مجهولة
      عيوننا مرافئ الذباب
      يا أصدقائي :
      جربوا أن تكسروا الأبواب
      أن تغسلوا أفكاركم ، وتغسلوا الأثواب
      يا أصدقائي :
      جربوا أن تقرأوا كتاب ..
      أن تكتبوا كتاب
      أن تزرعوا الحروف ، والرمان ، والأعناب
      أن تبحروا إلى بلاد الثلج والضباب
      فالناس يجهلونكم ... في خارج السرداب
      الناس يحسبونكم نوعاً من الذئاب ...
      14
      جلودنا ميتة الإحساس
      أرواحنا تشكو من الإفلاس
      أيامنا تدور بين الزار ، والشطرنج ، والنعاس
      هل ( نحن خير أمة قد أخرجت للناس ) ؟..
      15
      كان بوسع نفطنا الدافق في الصحاري
      أن يستحيل خنجراً
      من لهبٍ ونار...
      لكنه ...
      و اخجلة الأشراف من قريش
      وخجلة الأحرار من أوس ومن نزار
      يراق تحت أرجل الجواري ..
      16
      نركض في الشوارع
      نحمل تحت إبطنا الحبالا ..
      نمارس السحل بلا تبصرٍ
      نحطم الزجاج والأقفالا ...
      نمدح كالضفادع
      نجعل من أقزامنا أبطالا ..
      نجعل من أشرافنا انذالا ..
      نرتجل البطولة ارتجالا ..
      نقعد في الجوامع ..
      تنابلا .. كسالى
      نُشطِّرُ الأبيات ، أو نؤلف الأمثالا ..
      ونشحذ النصر على عدونا ..
      من عنده تعالى ...
      17
      لو أحد يمنحني الأمان ..
      لو كنت أستطيع أن أقابل السلطان
      قلت له : يا سيدي السلطان
      كلابك المفترسات مزّقت ردائي
      ومخبروك دائماً روائي ..
      عيونهم ورائي ...
      أنوفهم ورائي ...
      أقدامهم ورائي ..
      كالقدر المحتوم ، كالقضاء
      يستجوبون زوجتي ..
      ويكتبون عندهم ..
      أسماء أصدقائي ..
      يا حضرة السلطان
      لأنني اقتربت من أسوارك العصماء
      لأنني ..
      حاولت أن أكشف عن حزني .. وعن بلائي
      ضُربتُ بالحذاء ..
      أرغمني جندك أن آكل من حذائي
      يا سيدي ...
      يا سيدي السلطان
      لقد خسرت الحرب مرتين
      لأن نصف شعبنا .. ليس له لسان
      ما قيمة الشعب الذي ليس له لسان
      لأن نصف شعبنا ..
      محاصر كالنمل والجرذان ..
      في داخل الجدران ..
      لو أحدٌ يمنحني الأمان
      من عسكر السلطان ..
      قلت له : لقد خسرت الحرب مرتين ..
      لأنك انفصلت عن قضية الإنسان ...
      18
      لو أننا لم ندفن الوحدة في التراب
      لو لم نمزق جسمها الطري بالحراب
      لو بقيت في داخل العيون والأهداب
      لما استباحت لحما الكلاب ..
      19
      نريد جيلاً غاضبا ..
      نريد جيلاً يفلح الآفاق
      وينكش التاريخ من جذوره ..
      وينكش الفكر من الأعماق
      نريد جيلاً قادما ..
      مختلف الملامح ..
      لا يغفر الأخطاء .. لا يسامح ..
      لا ينحني ..
      لا يعرف النفاق ..
      نريد جيلا ..
      رائدا ..
      عملاق ..
      20
      يا أيها الأطفال ..
      من المحيط للخليج ، أنتم سنابل الآمال
      وانتم الجيل الذي سيكسر الأغلال
      ويقتل الأفيون في رؤوسنا ..
      ويقتل الخيال ..
      يا أيها الأطفال أنتم - بعد - طيبون
      وطاهرون ، كالندى والثلج ، طاهرون
      لا تقرأوا عن جيلنا المهزوم .. يا أطفال
      فنحن خائبون ..
      ونحن ، مثل قشرة البطيخ ، تافهون
      ونحن منخورون .. منخورون .. كالنعال
      لا تقرأوا أخبارنا
      لا تقتفوا آثارنا
      لا تقبلوا أفكارنا
      فنحن جيل القيء ، والزهري ، والسعال
      ونحن جيل الدجل ، والرقص عل الحبال
      با أيها الأطفال :
      يا مطر الربيع .. سنابل الآمال
      أنتم بذور الخصب في حياتنا العقيمه
      وأنتم الجيل الذي سيهزم الهزيمه ...
      (1967) [/B]
    • محمد الفيتوري

      8) محمد الفيتوري (1930-) :
      يتحدر من أصول سودانية مصرية ، ولد في الإسكندرية ، وأمضى شبابه فيها وفي القاهرة ، ثم اكتسب الجنسية الليبية وهو يتولى الآن منصباً حكومياً في الجماهيرية .
      تأثر بالشاعر التونسي أبو القاسم الشابي واللبناني أبة شبكة وشعراء المهجر من دائرة جبران خليل جبران ، وجاء معظم شعره ، بناءً على ذلك موزوناً .
      تمجّد أعماله المبكرة هويته الإفريقية - العربية ، ويحمل أول ديوان له اسم ( أغاني من إفريقية 1955) .
      من دواوينه : (عاشق من إفريقيا 1964) ، ( اذكريني يا إفريقيا 1966)،( معزوفة درويش متجول 1970) ، نشرت قصائده المجموعة في بيروت عام (1972) في ديوان من جزأين يحمل اسمه .

      [B]مات غداً


      مات ..‍‍‍‍ !
      فلم تحزن عليه قطرة من المطر
      ولا تجهمت أوجه حفنةٍ من البشر
      وأطل ذات ليل فوق قبره القمر
      ولا تلوّت دودة كسلى ...
      ولا انشق حجر
      مات غدا ..
      متّسخ الجثة ..
      منسيّ الكفن
      كحلم ..
      - واستيقظ الشعب -
      كإعصار نتن ! ‍
      مرَّ على حقول الورد ساعة السحر
      *
      مات ..‍
      وملء روحه المسودة المحترقة
      ماض يغطيه دم المشانق المعلقه
      وصرخات الثائرين في السجون المطبقه
      وأوجه العجائز الأليمة .. المشققه
      وهنّ يرفعن إلى السماء ...
      في أسى ذليل
      أذرعة معوجة مثل مناجل الحقول
      وأعيناً يغوص فيها ظل مشنقه
      *
      يا ابني ..
      ترى أين يمضي الجند بوجهك الحبيب
      فحرموني شمة الثوب ... ونشقة الطيوب
      الله .. ما أجمله ابني .. في شبابه القشيب
      كأنما يمشي على كل عواطف القلوب
      إبني ؟
      وأوصد السجان باب سجنه الكبير
      وزحفت سلسلة راح يجرها الخفير
      وانهار كرباج يلف الليل بالنحيب
      *
      - وأنت يا أبي
      ألن تعود لي قبل الشتاء ؟
      إنا جميعاً لم نزل نبكي ..
      نضج في البكاء .
      أنا ، وإخوتي وأمي
      في الصباح والمساء
      فعد لنا
      كي لا يسمونا يتامى فقراء
      كم مرة سألت كل الناس في حزن شديد
      أبي بريء ‍
      فلماذا صفدوه في الحديد ؟
      فأطرقوا ..
      كأنهم جميعاً سجناء
      *
      وذات ليل طرقوا الباب ومروا داخلين
      من أنتم ؟
      ماذا تريدون ؟
      ماذا تحملون ؟
      أما كفاكم أنهم وراء قضبان السجون
      لكنهم ألقوا إلى قرب الجدار جثته
      وحدقتْ فيّ وجوه الذكريات الميته
      وجففت مدامعي دموع الآخرين
      *
      غداً يمر موكب الجوع بدربنا القذر
      فاخضوضري يا سنوات القحط
      وانزل يا مطر ..
      أغرق حقول الرز والقمح
      وأغرق النهر
      وامسح بكفك الرمادية أحزان الشجر
      لا بد أن تصبح يوماً غلةً الحصاد لي
      وتصبح السماء والأرض ومجرى الجدول
      وتنتهي مجاعة التراب ..
      والبشر
      *
      وذات يوم مظلم رطب ..
      كسرداب طويل ..
      صحا يهز راحتيه في تشنج ذليل
      وكانت الأيدي التي تحكي مناجل الحقول
      تمتذّ في عينيه سوداء كأشجار النخيل
      فانهار فوق الأرض ..
      في حشرجة ممزقه
      ثم تدلى من جدار الأفق حبل مشنقه
      وجثة باردة تسقط في الوحول
      (1955) [/B]
    • [B]ب - استكشافات في الأشكال والمصطلحات الحديثة : الشعر الحر اللاموزون

      1) محمد الماغوط (1934-) :

      سوري ، شاعر وكاتب مسرحي وله تجارب في كتابة السيناريو ،ولد في سوريا وعاش في لبنان عدة سنين ، وكان من أوائل المناصرين الداعين للحداثة في الحلقات الأدبية ، يتجلى في شعره الحر الموزون ، استخداماً إبداعياً للغة الشعرية التي تجاور بين المصطلح الحديث واللغة الأدبية بطريقة رائعة فتضفي على الصور غير الإعتيادية والاستعارات الممزوجة عمداً فعالية وحيوية فائقين .

      من مجموعاته الشعرية : ( حزن في ضوء القمر 1959) ، ( غرفة بملايين الجدران 1964) ،( الفرح ليس مهنتي 1970) .

      حريق الكلمات


      سئمتك أيها الشعر ، أيها الجيفةُ الخالده
      لبنان يحترق
      يثب كفرس جريحة عند مدخلِ الصحراء
      وأنا أبحثُ عن فتاة سمينه
      أحتكُّ بها في الحافله
      عن رجلٍ عربي الملامح ، أصرعه في مكانٍ ما .
      بلادي تنهار
      ترتجفُ عاريةً كأنثى الشبل
      وأنا أبحثُ عن ركنٍ منعزل
      وقرويةٍ بائسة ، أغررّ بها .
      *
      يا ربة الشعر
      أيتها الداخلةُ إلى قلبي كطعنة السكين
      عندما أفكر ، بأنني أتغزل بفتاة مجهوله
      ببلادٍ خرساء
      تأكلُ وتضاجعُ من أذنيها
      أستطيع أن أضحك ، حتى يسيل الدم من شفتيّ
      أنا الزهرة المحاربه ،
      والنسرُ الذي يضرب فريسته بلا شفقه .
      *
      أيها العرب ، يا جبالاً من الطين واللذّه
      يا حقول الرصاص الأعمى
      تريدون قصيدةً عن فلسطين ،
      عن الفتح والدماء ؟
      *
      أنا رجلٌ غريبٌ لي (.....*) من المطر
      وفي عيني البليدتين
      أربعة شعوب جريحة ، تبحث عن موتاها .
      كنت جائعاً
      وأسمع موسيقى حزينه
      وأتقلب في فراشي كدودة القز
      عندما اندلعتْ الشرارة الأولى .
      *
      أيتها الصحراء ... إنكِ تكذبين
      لمن هذه القبضة الأرجوانيه
      والزهره المضمومة تحت الجسر ،
      هذه الرمال التي تعطينا
      في كل عام سجناً أو قصيده ؟
      عاد البارحة ذلك البطل الرقيق الشفتين
      ترافقه الريح والمدافع الحزينه
      ومهمازه الطويل ، يلمع كخنجرين عاريين
      أعطوه شيخاً أو ساقطه
      أعطوه هذه النجوم والرمال اليهوديه .
      *
      هنا ...
      في منتصف الجبين
      حيث مئات الكلمات تحتضر
      أريد رصاصة الخلاص
      يا إخوتي
      لقد نسيت حتى ملامحكم
      أيتها العيون المثيرة للشهوة
      أيها الله ...
      أربع قارات جريحة بين (....*)
      كنت أفكر بأنني سأكتسح العالم
      بعيني الزرقاوين ، ونظراتي الشاعره .
      لبنان .. يا امرأة بيضاء تحت المياه
      يا جبالاً من ( ....*) والأظافر
      إصرخْ أيها الأبكم
      وارفعْ ذراعيك عالياً
      حتى ينفجر الإبط ، واتبعني
      أنا السفينةُ الفارغه
      والريح المسقوفة بالأجراس
      على وجوه الأمهات والسبايا
      على رفات القوافي والأوزان
      سأطلق نوافير العسل
      سأكتب عن شجرةٍ أو حذاء
      عن وردة أو غلام
      ارحل أيها الشقاء
      أيها الطفل الأحدب الجميل
      أصابعي طويلة كالإبر
      وعيناي فارسان جريحان
      لا أشعار بعد اليوم
      إذا صرعوك يا لبنان
      وانتهت ليالي الشعر والتسكع
      سأطلقُ الرصاص على حنجرتي .
      (1958)

      (...*) تم حذفها [/B]
    • [TABLE='width:70%;background-color:black;background-image:url();'][CELL='filter:;']
      داود

      أهنئك على حسن أختيارك وحسك العالي وتميزك المطلق
      ومجهودك الرائع لهذه النخبه الكبير من كبار الشعراء و القصائد
      فكرة رائعة جدأ ونشكرك على طرحها

      تقبل تحياتى الكاتب
      [/CELL][/TABLE]
      كيف لقلمي أن يهمس لسواكِ و القلب قد خلا إلا منكِ .. ]
      كيف أكتب عن سواكِ و العين لا ترى غيركِ ... ]
      كيف لا أفكر فيكِ و الذهن لا يشغله غيركِ .. ]
      كيف لا أشتاق إليكِ و انا كلي حنين إليكِ .. ]
    • أُنسي الحاج

      2) [B]أُنسي الحاج (1937-) :

      لبناني ، بزغ نجمه في حقل الصحافة الأدبية على نحو سريع كونه من مواليد بيروت ، وقد أكسبته سمعته كشاعر وناقد رائد منصب المدير الأدبي والفني لصحيفة النهار البيروتية .
      إن البعد السريالي لنتاجه المبكر يظهر انقطاعاً جذرياً عن التقليد ، ومن ناحية الشكل الشعري ، فقد ابتعد أكثر من معاصريه عن معتقدات الشعر الحر الموزون ، منجذباً نحو عالم قصيدة النثر التي لا تحتفظ بأي أثر للتفعيلة .
      من مجموعاته الشعرية النثرية : ( لن 1960) ، ( الرأس المقطوع 1963) ، ( ماضي الأيام الآتية 1965) ، ( ماذا صنعت من الذهب ، ماذا فعت بالوردة ؟1970)

      البيت العميق


      البيت والدخان يتعانقان والظل غائب ؛ أبسطُ
      قامتي على الشمس فأصبح من أشعتها . لا حاجة
      للزرع والنجدة ، لا حاجة لعرق الهارب ،
      لا حاجة للقرع للقرع للقرع . البيت
      العميق خال ومتُلألئ ، وأبداياً يزلج
      على اللحم !
      ندفن اللحم ولا نثأر له
      الموج ضعيف والريح .
      الموج لا يُغرق البحر والريحُ فجوة .
      ندفن اللحم ولا نفلّع البيت العميق ، ( ....*) العميق
      ندفن اللحم ونأكله
      نأكله ونبصقه
      نبصقه ونزرعه
      نزرعه لنخنقه
      اللحم !
      البيت والدخان يتعانقان ، البيت و الله ، البيت والروح ،
      البيت والكلمة ، البيت والنقص والشمس .
      اللحم الملء خَطَف الظل واختنق .
      (1960)

      (... * ) [/B]
      تم حذفها
    • أحمد عبد المعطي حجازي

      [B]3) أحمد عبد المعطي حجازي (1935-):
      مصري ، ولد في قرية صغيرة في مصر ، انتقل في بداية الخمسينات إلى القاهرة وأمضى سبع سنوات في دار المعلمين هناك ، تابع دراسته الجامعية العليا في فرنسا بعد اكتسابه لخبرة لا بأس بها في حقل الصحافة .
      حفّزه إحساسه بالانعزال للكتابة عن الوحدة والحيرة والقلق والشعور بالفقد والخوف من العدم بأسلوب بارع الإيجاز يتجنب شراك النزعة العاطفية التجريدية .

      من دواوينه : ( مدينة بلا قلب 1959) ، (لم يبق إلا الاعتراف 1965) ، ( مرثية للعمر الجميل 1973) ، جُمعت قصائده في ديوان يحمل اسمه ونشرت عام (1973)

      أغنية انتظار


      أنا هنا على الطريق يا حبيبي انتظرْ
      وفي فمي ابتسامة ، تموت ثم تزدهرْ
      *
      العاشقون في الدجى الصافي ذراع في ذراعْ
      وكلمة لكلمة ، وبسمة بلا انقطاعْ
      إلا ذراعي لم يزل يهتز ، في ليل الضياعْ
      وكلمتي ، أخاف أن يمضي الصبا ولا تذاعْ
      *
      أقبل إليّ مرة ، ترعى السماء محملكْ
      سأوقد الشموع لكْ
      وأعزف القيثار لكْ
      فإن رضيت يا حبيبي ، كان قلبي منزلكْ
      وإن مللت صحبتي ، فاذهب فلن استمهلكْ
      لكنني سأنتظرْ
      مهما مضى بي العمرْ
      أغدو إذا جاء القمرْ
      ثم أعود في السحرْ
      وفي الربيع سوف آتي حاملاً لك الزهرْ
      وعندما يأتي الخريف ، أختفي تحت المطرْ
      (1957) [/B]
    • سعدي يوسف

      4) [B][B] سعدي يوسف (1943-) :

      عراقي ، من الشعراء الملتزمين الذين ألهمتهم الأعمال الرائدة للسياب والبياتي . أُجبر على مغادرة العراق لأسباب سياسية عام (1964) ولم يتمكن من العودة إليها حتى عام (1971) .
      من جلّ اهتماماته سعيه للملاءمة بين الشكل والمضمون في الشعر . وفي حين نرى أنه استقى مواضيعه من تجربة الحياة اليومية ، تسري في أعماله غرابة مفاجئة ومبهمة تحاذي الكآبة نظراً لأن الحالة الإنسانية في العصر الحديث هي عبثها الفلسفي .

      من دواوينه : ( بعيداً عن السماء الأولى 1965) ، ( القرصان 1952) ، (51قصيدة 1959) ، ( النجم والرماج 1960) ، ( الليالي كلها 1976) ، ( الساعة الأخيرة 1977)


      ست قصائد

      1
      للأشجار المسقيهْ
      للبارات المهجورةِ في ليلٍ هادئ
      لصديقٍ أفهمهُ
      لفتاة تعرفُ غير (...*) ، وغير اللون الهادئ
      أرسلتُ بطاقاتِ بريدٍ لم تبلغْ أحداً
      2
      أحياناً ، أسأل : هل يأتي النسيانْ
      بالرحمة ، أو يأتي باللعنة ؟
      3
      في بغدادَ أرى ساحاتٍ تُسلمني
      لأزقةْ
      لكني لم أرَ في بغدادَ أزقةْ
      تُسلم لي الساحات.
      4
      كلُّ القتلى أعرفهمْ
      هل يعرفني الليلةْ
      أحدٌ منهم ؟
      5
      بائعةُ الحلوى تضحك :
      موعدها الأولْ
      قد فات ...
      وموعدها الثاني
      مقترحٌ قبلَ دقيقة ...
      أرأتْ في صوتكَ موعدكَ الأول ؟
      6
      من سومرستْ مومْ
      أتذكرُ ربّاناً أعمى
      ظلَّ يقودُ سفينةَ شحنٍ
      عبر ممراتِ الجزرِ الشرقيةِ أعواماً ...
      (1972)
      ( ...*) تم حذفها [/B]
    • خالد الخزرجي

      5) [B]خالد الخزرجي (1954- ) :

      عراقي ، يمضي حياته متنقلاً بين بغداد وبيروت ويكتب عن كلتا المدينتين بحنوّ ونفاذ بصيرة .
      يحضّ المدينة التي مزقتها الحرب كي تتماثل للشفاء ولتعيد بعث ذاتها على نمط تقليد التموزيين في الانبعاث من الرماد ، لكن ما يثير الانتباه هو أن نظير المخلص تموز في قصائده هو أنثى ترمز لتضحيةِ وأمل المدينة .

      ديوانه : (العصافير يقتلها الظمأ 1979)

      العصافير يقتلها الظمأ

      آخرُ الليلِ يشتعلُ البرقُ في الشجرِ
      الريحُ تنشر قمصانها ..
      أنتِ أيتها المرأة القروية هُزّي
      إليكِ بجذع النخيلِ المكابرِ
      يسّاقطُ الثلج ... يبتلُّ عشبُ
      الحدائق ... يا أيها المطر انهمر الآنَ
      في المدن الظامئات ، العصافيرُ
      يقتلها الظمأ .. النسوة الحاملاتُ
      ينادمهنَّ المراؤون ، هل تمطرُ المدنُ
      المتعبات ؟! الجنود الغزاةُ ينامونَ
      في الشُّرفِ العاليات ، الصغارُ
      يبيعونَ تبغ المساء ، الجرائدُ تنتشرُ
      أخبارَ الهزيمة .. يا أيها
      المطرُ انهمرِ الآن في المدن الظامئاتِ
      العصافيرُ تهجرُ في الفجرِ أوكارها !
      *
      مرّتِ الريحُ فوق نوافذنا ... سقطتُ
      مدنُ العشب ... صار المساء دخاناً
      ومزرعةً للرصاص ... النساءُ
      عقمْن ، وفي الليل يشتعلُ
      البرقُ في الشجر ... الجوعُ ينشرُ
      أثوابهُ الزرق فوق الوجوهِ الهزيلةِ
      يا أيها المطر انهمر الآنَ في المدن
      الظامئات ، النساءُ يمارسنَ
      بيع الرغيف ... ويسهرنَ منتصف
      الليل .. والطرقات يعمّدُها
      نَزَفٌ من عناءِ الرجال ، المدينةُ
      ميتةٌ يزرع الصمتُ أحياءها !
      آخر الليلِ
      يشتعلُ البرقُ
      في الشجر ... الريحُ تنشرُ قمصانَها!
      *
      حين تنتشرُ النار في الخشب الصّلدِ
      يهبط من برزخٍ قمرُ الماء ... يبزغ
      في العتماتِ الضياء ، تموجُ بنفسجةٌ
      في الحدائقِ
      تسبحُ عصفورةٌ
      في رذاذِ العبيرِ
      الفصولُ تغيرّ شكل الفصول ، اللادُ التي
      تغزلُ الشمسَ
      تخلعُ أكفانها ! ..
      (1977) [/B]
    • بندر عبد الحميد


      [B]6) بندر عبد الحميد (1957-) :

      سوري ، يتمتع بأسلوب سهل مباشر لا تعوقه الوسائل البلاغية والبيان المنمق ، يحيد عن اطرادات البحور بثقة فتجري قصيدته بانسياب نحو رسالتها الجوهرية .

      ديوانه : ( احتفالات 1978)

      الطفلة القديمة

      الطفلة التي كانت تلعب معنا
      وتضربنا بالأحجار الصغيرة
      وتبكي أحياناً
      كبرت وسافرت إلى أرض أخرى
      إننا نتذكر وجهها جيداً
      ونتذكر يديها الملطختين بالوحل
      والشريطة البيضاء في شعرها الأشقر
      الطفلة التي كانت تلعب معنا
      كانت تحفظ الأغاني والحكايات الصغيرة
      وتسبقنا إلى مواعيد اللعب
      وتشتمنا حين تغضب
      كانت تردد بعض الكلمات
      ولم نكن نفهم كثيراً
      الطفلة التي كانت تلعب معنا
      كان بكاؤها عالياً
      قبل أن تسافر إلى أرض أخرى !
      (1978)[/B]
    • قاسم حداد

      [B][B]7) قاسم حداد (1948-) : [/B]

      شاعر بحريني واسع الثقافة عُين مديراً للثقافة والفنون في وزارة الإعلام البحرينية فضلاً عن ترؤسه للاتحاد الوطني للكتاب .
      يعكس شعره مشاغل الشباب ، فتارة يتقد بالأفكار الثائرة وتارة أخرى تطفو شكوى العاشق لتلطف من اتقاده ، لكن سرعة التعبير لديه تُظهر أنه لم يمتلك حرفته بعد ، إذ تطرأ أحياناً بعض الهفوات اللغوية التي تقلل من جمالية بعض القصائد لديه .

      من دواوينه : ( البشارة 1970) ، ( القيامة 1980) ، (قلب الحب 1980) .

      مأدبة البحر

      ..فجاءنا بكل أسماكه وأعشابه
      وقواقعه وأمواجه
      وكثير كثير من الملح
      وكان العشاء جاهزاً
      هل جرّب أحدكم أن يدعو البحر على العشاء ؟!
      كان عليّ أن أفعل ذلك
      فقد كانت حبيبتي تحب البحر
      إلى درجة الغيرة
      وفي غمرة الغضب
      وعدتني أنها ستقلع عن البحر
      إذا دعوته على العشاء
      لمرة واحدة فقط
      .. فجاءنا بكامل حلته
      فتحوّلتْ الدار إلى سواحلْ
      وكنت أتجرع غيرتي قدحاً
      قدحاً
      فيما كان البحر يعلّم حبيبتي العوم
      وهي تفتعل الغرق في كل مرة
      وقبل أن يتفجر الغرق في كل مرة
      وقبل أن يتفجر الجحيم في رأسي
      جاء من يطرق الباب :
      - على البحر أن يذهب
      لأن السفن معطلة عن السفر
      واسترحتُ في وداع البحر عند الباب
      قال : ( عشاءكم طيب ومغر )
      وذهبْ
      وحين دخلت إلى حبيبتي
      أسأل عن وعدها لي
      وجدتها قد أقلعتْ
      ولكن في البحر .
      (1980) [/B]
    • غادة السمان

      8) غادة السمان (1942-):

      سورية ، ولدت في دمشق في كنف والدها ، العميد والمدرس الجامعي ووزير التعليم في سوريا نظراً لوفاة والدتها وiهي ما تزال صغيرة ، انتسبت لكلية الأدب الإنجليزي في جامعة دمشق ونالت درجة الماجستير في المادة ذاتها من جامعة بيروت الأمريكية ، تقطن اليوم في باريس وتكتب من هناك .
      برعت في كتابة القصة القصيرة والرواية والمقال والشعر ، كما تمتاز بصراحتها في خوضها لقضية حقوق المرأة في الشرق الأوسط رغم النقد الحانق الذي تعرضت له آراؤها غير المألوفة وغير ( اللائقة ) .

      لها مجلد عنوانه : ( اعتقال لحظة هاربة 1979) .

      [B]اعتقال قوس قزح


      أحبك ،
      لكنني أكره أن تعتقلني
      كما يكره النهر
      أن يعتقله مجراه ...
      في نقطة واحدة ..
      كن شلالا ، أو بحيرة ،
      كن غيمة ، أو سداً
      ستنهمر مياهي عبر صخور شلالك
      ثم تتابع مسيرتها ..
      وستتجمع في بحيرتك
      ثم تتابع تدفقها ..
      وسيأسرها سدك زمناً ما
      لكنها ستفيض أو تنفجر
      وقد تتبخر وتسجنها الغيمة ،
      لكنها ستهطل مطراً أو تعود حرة
      عبر الينابيع الأولى ..
      أحبك ،
      لكنك لا تستطيع اعتقالي
      كما يفشل الشلال في اعتقال نهر
      وتفشل البحيرة والغيمة
      ويفشل السد ...
      فأحببني كما أنا لحظة هاربة
      واقبلني كما أنا ،
      وكن بحرا ،
      شاسعاً كالبحر
      عميقاً كالبحر
      كي أصب فيك نفسي !!..
      وتقول أنني كالزئبق ،
      زائفة ، لا يمكن اعتقالها ..
      ... وكان الزئبق قبل أن يكون ..
      كان نظرة حب براقة
      في عيني عاشقة
      وحاول حبيبها العالم في الخيمياء
      اعتقال نظرتها وتجميدها في معدن صلب
      كان الزئبق !...
      *
      ألا ترى يا حبيبي ، أن الزبيب
      محاولة بائسة لاعتقال حبة عنب هاربة ؟..
      *
      فأحببني كما أنا
      ولا تحاول اعتقال نظرتي ، أو روحي
      واقبلني كما أنا
      كما يقبل البحرُ
      الأنهار كلها التي تصب فيه ...
      وتركض إليه أبدا ،
      رغم الشلالات ، والسدود ، والبحيرات
      وتعرف كيف تجد طريقها
      إلى قبوله اللا متناهي
      (1975) [/B]
    • أمل دنقل

      9) أمل دنقل (1940-1982) :
      مصري ، عصامي الثقافة ، نظم الشعر التقليدي الذي يتناول مواضيع رومانسية وكان شعره على درجة قوية من التناسق العروضي ، بيد أن تجاربه في الخروج عن البحر أو تعطيله مؤقتاً ، فضلاً عن أسلوبه المبسط وتقنياته المسرحية المشوقة وتيار الواقعية الساخرة الخفية ، تدعم الرأي القائل أنه كان من الشعراء المحدثين جوهرياً .

      من كتبه الشعرية : ( مقتل القمر 1974) ، ( الحد الأدنى 1975) ، ( أوراق الغرفة 1983) .


      [B]مقتل القمر !



      ... وتناقلوا النبأ الأليم على بريد الشمس
      في كل مدينة :
      ( قُتِل القمر )!
      شهدوه مصلوباً تَدلّى رأسه فوق الشجر !
      نهب اللصوص قلادة الماس الثمينة من صدره !
      تركوه في الأعواد ،
      كالأسطورة السوداء في عيني ضرير
      ويقول جاري :
      - ( كان قديسا ، لماذا يقتلونه ؟ )
      وتقول جارتنا الصبية :
      - ( كان يعجبه غنائي في المساء
      وكان يهديني قوارير العطور
      فبأي ذنب يقتلونه ؟
      هل شاهدوه عند نافذتي - قبيل الفجر - يصغي للغناء ؟!! )
      *
      وتدلت الدمعات من كل العيون
      كأنها الأيتام - أطفال القمر
      وترحموا ..
      وتفرقوا ..
      فكما يموت الناس .. مات !
      وجلست ،
      أسأله عن الأيدي التي غدرت به
      لكنه لم يستمع لي ،
      ... كان مات !
      *
      دثرته بعباءته
      وسحبت جفنيه على عينيه ...
      حتى لا يرى من فارقوه !
      وخرجت من باب المدينة
      للريف :
      يا أبناء قريتنا أبوكم مات
      قد قتله أبناء المدينة
      ذرفوا عليه دموع إخوة يوسف
      وتفرقوا
      تركوه في شوارع الإسفلت والدم والضغينة
      يا إخوتي : هذا أبوكم مات !
      - ماذا ؟ لا ... أبونا لا يموت
      بالأمس طول الليل كان هنا
      يقص لنا حكايته الحزينة !
      - يا إخوتي بيديّ هاتين احتضنته
      أسبلت جفنيه على عينيه حتى تدفنوه !
      قالوا : كفاك ، اصمت
      فإنك لست تدري ما تقول !
      قلت الحقيقة ما أقول
      قالوا : انتظر
      لم تبق إلا بضع ساعات ...
      ويأتي !..
      *
      حط المساء
      وأطل من فوقي القمر
      متألق البسمات ، ماسي النظر
      - يا إخوتي هذا أبوكم ما يزال هنا
      فمن هو ذلك المُلقى على أرض المدينة ؟
      قالوا : غريب
      ظنه الناس القمر
      قتلوه ، ثم بكوا عليه
      ورددوا ( قُتِل القمر )
      لكن أبونا لا يموت
      أبداً أبونا لا يموت
      (1974) [/B]
    • بدر شاكر السياب


      [B]ج- إعادة اكتشاف تموز :


      الشعراء التموزيون الخمسة الأوائل

      1) بدر شاكر السياب ( 1926-1964) :

      عراقي ، ولد في جيكور ، نهل من الأدب العربي والإنجليزي في البصرة ومن ثم في دار المعلمين في غداد .
      يعتبر من أقوى مَن ترك بصماته في الشعر العربي الحديث بانتقاءاته في مجال الأسطورة والموضوع والعروض التي بدأت بتثوير الشعر العربي منذ أوائل الخمسينات .
      يُظهر شعره اللاحق الذي كُتب في ظل الاعتلال العصبي الزاحف والشلل التدريجي ، تبلور آرائه الساعية نحو إنسانية متقدمة .
      ( أنشودة المطر 1960) مجموعة من القصائد التي تُصور أرضاً قاحلة تنتظر عودة الإله تموز المبشّر - الذي طال انتظاره - بتغيير اجتماعي شامل ، وهو الذي بموته يُعيد نظام الطبيعة إلى حاله فيسقط المطر واهب الحياة .

      بالاضافة إلى ( أنشودة المطر ) ، تضم مجلدات السياب :
      ( أساطير 1950) ، ( المعبد الغريق 1962) ، ( شناشيل ابنة الشلبي 1964) ، ( إقبال 1965) - وهو اسم زوجته -
      صدر ديوانه بعد وفاته في جزأين ، الأول عام (1971) والثاني (1974).


      أنشودة المطر


      عيناك غابتا نخيل ساعة السحر ،
      أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر ،
      عيناك حين تبسمان تورق الكرومْ
      وترقص الأضواء ... كالأقمار في نهرْ
      يرجه المجذاف وهنْاً ساعة السحر
      كأنما تنبض في غوريهما ، النجوم ...
      وتغرقان في ضباب من أسى شفيفْ
      كالبحر سرّح اليدين فوقه المساء ،
      دفء الشتاء فيه وارتعاشة الخريف ،
      والموت ، والميلاد ، والظلام ، والضياء ؛
      فتستفيق ملء روحي ، رعشة البكاء
      ونشوةٌ وحشيةٌ تعانق السماء
      كنشوة الطفل إذا خاف من القمر ‍‍‍‍‍‍‍
      ‍‍كأن أقواس السحاب تشرب الغيومْ
      وقطرةً فقطرةً تذوب في المطر ...
      وكركر الأطفال في عرائش الكروم ،
      ودغدغت صمت العصافير على الشجر
      أنشودة المطر ...
      المطر ...
      المطر ...
      المطر ...
      تثاءب المساء ، والغيوم ما تزالْ
      تسح ما تسح من دموعها الثقال .
      كأن طفلاً بات يهذي قبل أن ينام :
      بأن أمه - التي أفاق منذ عامْ
      فلم يجدها ، ثم حين لجّ في السؤال
      قالوا له : ( بعد غدٍ تعود ) -
      *
      لا بد أن تعودْ
      وإن تهامس الرفاق أنها هناك
      في جانب التل تنام نومة اللحودْ
      تسف من ترابها وتشرب المطر ؛
      كأن صياداً حزيناً يجمع الشِّباك
      ويلعن المياه والقدر
      وينثر الغناء حيث يأفل القمر .
      مطر ...
      مطر ...
      أتعلمين أي حزن يبعث المطر ؟
      وكيف تنشج المزاريب إذا انهمر ؟
      وكيف يشعر الوحيد فيه بالضياع ؟
      بلا انتهاء - كالدم المراق - كالجياع ،
      كالحب ، كالأطفال ، كالموتى - هو المطر ‍
      ومقلتاك بي تطيفان مع المطر
      وعبر أمواج الخليج تمسح البروقْ
      سواحل العراق بالنجوم والمحار ،
      كأنها تهم بالشروق
      فيسحب الليل عليها من دمٍ دثار .
      أصيح بالخليج : ( يا خليجْ
      يا واهب اللؤلؤ ، والمحار ، والردى ‍)
      فيرجع الصدى
      كأنه النشيج :
      ( يا خليجْ
      يا واهب المحار ، والردى ..)
      *
      أكاد أسمع العراق يذخر الرعود
      ويخزن البروق في السهول والجبال ،
      حتى إذا ما فضّ عنها ختمها الرجال
      لم تترك الرياح من ثمودْ
      في الواد من أثر .
      أكاد أسمع النخيل يشرب المطر
      وأسمع القرى تئن ، والمهاجرين
      يصارعون بالمجاذيف وبالقلوع ،
      عواصف الخليج ، والرعود ، منشدين :
      ( مطر ...
      مطر ...
      مطر ...
      وفي العراق جوعْ
      وينثر الغلال فيه موسم الحصادْ
      لتشع الغربان والجراد
      وتطحن الشوّان والحجر
      رحى تدور في الحقول ... حولها بشرْ
      مطر ...
      مطر ...
      مطر ...
      وكم ذرفنا ليلة الرحيل ، من دموعْ
      ثم اعتللنا - خوف أن نلام - بالمطر ...
      مطر ...
      مطر ...
      ومنذ أن كنا صغارا ، كانت السماء
      تغيّم في الشتاء
      ويهطل المطر ،
      وكل عام - حين يعشب الثرى - نجوعْ
      ما مر عامٌ والعراق ليس فيه جوع .
      مطر ...
      مطر ...
      مطر ...
      في كل قطرة من المطر
      حمراء أو صفراء من أجنة الزهر .
      وكل دمعة من الجياع والعراة
      وكل قطرة تراق من دم العبيدْ
      فهي ابتسامٌ في انتظار مبسم جديد
      أو حلمةٌ توردت على فم الوليدْ
      في عالم الغد الفتي ، واهب الحياة ‍
      مطر ...
      مطر ...
      مطر ...
      سيعُشب العراق بالمطر ...)
      أيصيح بالخليج : ( يا خليج ..
      يا واهب اللؤلؤ ، والمحار ، والردى ‍)
      فيرجع الصدى
      كأنه النشيج :
      ( يا خليجْ
      يا واهب المحار والردى‍)
      وينثر الخليج من هباته الكثار ،
      على الرمال : رغوه الأجاج ، والمحار
      وما تبقى من عظام بائسٍ غريق
      من المهاجرين ظلّ يشرب الردى
      من لجة الخليج والقرار ،
      وفي العراق ألف أفعى تشرب الرحيقْ
      من زهرة يربُّها الفرات بالندى .
      وأسمع الصدى
      يرنّ في الخليج
      ( مطر
      مطر ...
      مطر ...
      في كل قطرة من المطر حمراء أو صفراء من أجنّة الزهر .
      وكل دمعة من الجياع العراة
      وكل قطرة تراق من دم العبيدْ
      فهي ابتسامٌ في انتظار مبسمٍ جديد
      أو حلمةٌ توردت على فم الوليدْ
      في عالم الغد الفتي ، واهب الحياة )
      ويهطل المطر ... [/B]
    • السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،،،،،
      هلا داود 000 تبحر عنا وتأتي بالغنائم التي تبهربها القارئ لقيمتها التي تحوي اختيارك الرائع لها 000 مقتطفات لرواد الشعر العربي الحديث اختيار موفق 00 قد يتناسى البعض تلك الابداعات لهؤلاء الشعراء ولكن بفتح هذه النافذة التي اخترتها لكي تطرح مُقتطفات لرواد الشعر الحديث تجدد للقارئ المعلومة في ذهنه ويتواصل مع هذه المُقتطفات ويبحر معك في تواصلها 00 دائمااا تفاجئنا بجديدك ياملك القلم 000 الى الامام دائمااا والله يوفقك 00حياك الله

      اختك للابد الفوفلـــــــــــــــــــة

      ملاحظـــــــــة // ننتظر جديدك من كتاباتك 00(خواطر وشعر)
    • يوسف الخال


      [B]وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،،
      أهلين الفوفلة ..
      أشكركِ جزيل الشكر على هذا الحضور الأنيق ..
      بعد أن أنتهي من هذا الطرح سيكون لنا لقاء في نصوص قديمة لي
      أما الجديدة تمر بفترة مخاض أتمنى أن لا تطول
      ربنا يوفق الجميع ويسعدهم في حياتهم بإذنه
      تحياتي لكِ


      -----------------

      2) يوسف الخال (1917- 1987) :

      لبناني ، ولد في طرابلس ، درس الأدب والفلسفة في جامعة بيوت الأمريكية .

      ضمّت إصدارات الخال الشعرية الأولى ( الحرية 1944) ، ومسرحية شعرية تُدعى ( هيرودياس 1954) تضم حوالي سبعة آلاف بيت من البحر الخفيف بأنماط متنوعة من القافية .
      أصدر ( البئر المهجورة 1958) ، قصائد في الأربعين 1960) ، ( ثلاث مسرحيات 1959) .


      القصيدة الطويلة


      1
      لا أرى سيداً في الجمع ، البجع يتمطّى في
      البحيرة ولا نسر في الأفق ، المياه راكدةٌ والضفاف
      أقرب من الأفق ، الهواء ثقيل ، النور ثقيل ، الحمار
      ينطق ، لا بأعجوبة ، الأعمى يبصر ، لا بأعجوبة ..
      الميت يقوم ، لا بأعجوبة . الأعجوبة رقمٌ في آلة ،
      والسماء بقيت في المجاهل .
      كنتُ صامتاً وأنا أتكلم ، المرأة إلى جانبي رداء
      قاحل .
      سأجرع الكأس ، والكأس فارغة . سأبتسم وفمي
      بلا شفاه ، سأحصد حقلاً زرعته في الظلمة .
      أنا الليل ، واللصوص ينتظرونني .
      2
      سأغرس زجاجة على الرصيف وأحسبها امرأة .
      قليلا ، قليلاً من الدفء . جسدي باردٌ كاللعنة .
      لألف سنةٍ وأنا أمضغ القات . لألف سنةٍ وأنا
      أركب جواداً ميتا ، لألف سنةٍ بلا زوجه .
      قناعي لوحةٌ على قبر .
      واليوم أنا سائح بلا هوية . نقودي مزيفة
      ورأسي بلا شعر .
      وموكبي قصبٌ تصفّر فيه الريح .
      3
      على شاطئ لبنان وقفت أصرخ : إلى متى أموت
      ولا أموت ؟‍ إلى متى أنتظر الذي ودعني وقال :
      سأعود ؟ إلى متى أستقبل المدّ وعند الجزر أجلس
      على الحافة وأبكي ؟
      أريد أن أموت : إزرعني أيها الريح .
      أريد عودة الحبيب : ارحمني أيها الموج
      أعشاب البرية بلا بخور . لا صليب في
      الهيكل ، لا صورة على الحائط . مفتوحةٌ هي الأبواب
      ولا من يدخل .
      أجرني أيها الغائب .
      الذئب يأكل وأنا أجوع . الحائط ينهض وأنا أقعد . الحجارة كومة من الشهوة واللهيب ، وأنا قطعٌ من الجليد في إناء من الكحول .
      أومئي أيتها الغبطة ، طفلك يضحك فوق العشب .
      رجلك يركب ساقية مع الريح ، الوقت يقعد كسيحا
      في شمس الخريف .
      أنا هالك ، فمم أخاف ؟ أنا خالد ، فكيف
      تريدني أن أتبع ؟
      آه من يميتني لأحيا .
      جبهة حصاني قبضة ريح ، حوافره أنهار في
      الحلم . جسده نور في ضاحية المدينة .
      4
      سأعصب عيني وأمشي كسيحاً في الأرض . لجاري
      سورٌ من دخان لجارتي قبضة من حجر . للغريب
      بيننا قامةٌ من قصب .
      ومع الفجر ، لن أكفر بوصاياي . لن أنهي
      رحلتي إلى ملكوت الموت .
      في بركة الماء الآسنة أهجو وجهي كالحُطيئة ،
      وفي الجمع أرفع القناع كالحجاج .
      أنا أحجية . كالنجمة أسقط ، وجناحي طائر
      أرتفع .
      أبصقْ في وجهي ، أيها المعلم . سريرك فم بلا
      أسنان .
      5
      من يكون هذا الراكض على الرمل ، القابع في
      هوامش الكتب ؟ من يكون هذا السائق الأعمى ؟
      الأبيض يحترق . الأسود يصير (...*) . الشجرة
      التي ربيتُ تحت ظلالها تيبس . الأسطوانة تدور
      ولا أذن تصغي . العمر جاثم في المظلة ، و (...*)
      (...*) بفلسين .
      الجبال تنتقل كل يوم ، ولا إيمان في البيوت
      القديم عبء على الجديد ، والجديد (...*) لم
      يتكور بعد .
      6
      عيناي على الآفاق ، وجبيني ساجدٌ في العتمة
      والذي أحب سافر ولم يعد . من مطلع الربيع
      أنتظر وأبكي .
      الجو غائم ولا من شراع . المدّ فارغ حتى من
      الرمل . الجزر قبضة البخيل ، والشباك كفٌ مسمرة
      في وجه الريح .
      في فمي بلغم ومباءة نحل .
      أصغ إلي : أمي عاقر ، وأبي كاهن في هيكل .
      معتوه أنا وصانع عجائب . إلهي يخبر عني ، جسدي
      يخبر عني . جراحه لا مرئية بعد .
      وها هم الباعة ملأوا رحاب الهيكل . وامرأتي ،
      حتى امرأتي ، تخلت عني .
      7
      عنقي من خشب ، و رأسي طابة من التبن على
      قامةٍ من ورق الجرائد .
      اضرب ، أنا بابلي . جنائني معلقة على ضجيج
      الشارع .
      بيني وبين السماء شعرةٌ من الزمن ، كلابي تنبح
      في الدار ، ولا عظام في قبور الموتى .
      والذباب يأكل العيون في مدينة الرب .
      اضرب ، لا تتردد . في العلّية قبّلتني مرتين ،
      وجيبك مليئة بالفضة .
      القبر عميق هذه المرة ، فلن أقوم . أهلي تسلقوا
      ذروات الفضاء ، كيف يهبطون دركات الأرض .
      رائحة جلودهم تملأ الأنوف ، وما من عابرٍ في النور .
      اضرب ، لن أجلس على حجر . عنقي بلا
      جذور ، وقامتي عكازٌ مهجور .
      8
      لا ترقصوا على قبري . أنا لم أمت بعد .
      أتلفّتُ منذ الفجر ، فلا من سيدٍ في الجمع .
      الجرذان عسكر في دولة الملك سلاحها أرجلٌ
      غرقتْ في سرير من الوحل
      لمن العيون الفستقية . لمن الكسل في الأرداف
      لمن البطون العامرة بالهز ، المترنحة كقصبة في الريح .
      أنا الغابة الوديعة ، يقول الجبان أنا مفرق
      الطريق ، يقول المقعد الكسيح .
      كلماتي يابسة كالفحم ، سوداء كعربات الموتى .
      والمعرفة التي سرقتها للناس ، ستهوي معي إلى الهاوية .
      9
      للهوان هذا الثمرة الساقطة ، للهلاك هذا التربة
      الزائفة .
      في حضرة العميان نحصي أصابعنا ، وأمام
      السلطان نصمت كالسجاجيد .
      النسور تبني أعشاشها في الرمل ، وفي الوحل
      يصلّي القديسون .
      ارفعوا قبعاتكم أيها العاطلون عن العمل .
      الوثن يجثم على قارعة الطرق ، ينشر قروحه في
      وجه الشمس . الوثن يمد خرطومه في وسطنا ، يحرك
      لسان القتل ، يحمل رائحة الأدغال ، يتمنطق
      بالرياح الصفر .
      الوثن في البيوت ، ولا رماد في الواقد .
      والثالوث الذي أرعبكم صار واحدا ، خبزه حجر ،
      ونبيذه قطرانٌ للجرب .
      فلس الأرملة زائف . والموت قبضة فارغة .
      10
      لعبدنائل أروي حكايتي . لعبيده وجواريه هذا
      النشيد العابر .
      الأيان الأخيرة على الأبواب . ساعاتها على رؤوس
      الأصابع .
      الهزيمة لواءٌ مرفوع ، وأوجاع المخاض بحارٌ
      تحترق .
      أعطنا علامة ، يا رب .
      (1960)

      (...*) تم حذفها
      [/B]
    • خليل حاوي

      3[B]) خليل حاوي (1925-1982):
      لبناني ، ولد في الشوير ، درس الأدب والفلسفة في جامعة بيروت الأمريكية ، ونال شهادة الدكتوراه من جامعة كامبردج في بريطانيا .
      ينقل بشعره الحر الموزون العمق الفلسفي بإسلوب بسيط ، ذاك العمق الذي يجد ما يعبر عنه في الموز المستوحاة من الأساطير الشعبية والإيقاعات المقتبسة من الأغاني الشعبية .

      تضم مجموعاته الشعرية : ( نهر الرماد 1957) ، ( الناي والريح 1961) ، ( بيادر الجوع 1965) ، ( الرعد الجريح 1979) .

      انتحر في السادس من حزيران عام (1982) بعد انقضاء يومين على الاجتياح الإسرائيلي للبنان .

      السجين


      أتُرى هل جُنَّ حسّي فانطوى الرعبُ
      تُرى عاد الصدى ، عاد الدُّوار ؟
      من تُرى زحزح ليلَ السجن عن صدري
      وكابوس الجدار ؟
      الكوى العمياء يغطيها
      سوادٌ رَطِب ، طينٌ عتيقْ
      الكوى ما للكوى تنشقُّ
      عن صبحٍ عميقْ
      وصدى يهزج من صوب الطريق :
      ( هِي ، الشمس ، وضحكات الصغار ,)
      (وبقايا الخصب في الحقل البوار ،)
      ( كلُّها تذكر ظلِّي ، تعبي )
      ( كفي المغَنِّي للبذار )
      ( كلُّها تُغري وتُغري بالفرار .)
      طالما أغرى الصدى قلبي وجفني
      طالما راوغني صوت المُغنَّي
      طالما أدمت يدي جدرانُ سِجني
      طالما ماتتْ على كيد الجدارْ
      ردَّ باب السجنِ في وجه النهارْ
      كان قبل اليوم يُغري العفوُ
      أو يغري الفرارْ
      قبل أن تصدأ في قلبي الثواني
      لا صدى تُحصيه ، لا حمَّى انتظارْ
      قبل أن تمتصني عتمةُ سجني
      قبل أن يأكل جفني الغبارْ
      قبل أن تنحلَّ أشلاءُ السجينْ
      رُمَّة ، طينا ، عظاماً
      بعثرتها أرجلُ الفئرانِ
      رثَّت من سنينْ
      كيف تلتمُّ وتحيا وتلين ،
      كيف تخضرُّ خيوط العنكبوتْ
      تتشهى عودةً للموتِ
      في دنيا تموت ؟
      ما الذي يهذي تُرى ؟
      صوتُ المغني
      لم يعد يخدع كفّيَّ وجفني
      لم يعد يخدعني العفو اللعينْ
      بعد أن رثّت عظامي من سنينْ
      هل أخليها ، أخليها وأمضي
      خاوي الأعضاءِ وجهاً لا يبينْ
      شبحاً تجلده الريحُ
      وضوءُ الشمس يُخزيهِ
      وضحكاتُ الصغارْ
      يتخفّى من جدارٍ لجدارْ
      ردّ باب السجن في وجه النهارْ
      كان قبل اليومِ
      يُغري العفو أو يُغري الفرار
      (1957) [/B]