من شقوق جدران الزمن أتيت من جديد تحمل لي ذكرى زمان قد نسيته ، أتيت لترسم لي دائرة مغلقة وظننت أنك قد تفلح هذه المرة . لا يا حبيبي ... قد سألتك يوماً قبل أن نفترق ماذا لو حالت الأيام بيننا وإفترقنا فأقسمت كثيراً أنك سوف تتصرف حينها ضد الأيام وتعلن معركتك حتى ولو كانت خاسرة ، ولقد دارت عجلة الزمن وإفترقنا حقاً حتى خالط هذا الفراق نسيان ، وأصبح للنسيان حائط صد كبير يفصل بيننا وأنت ذهبت عكس الطريق وعكس إرادتي وعكس عهودنا وذهبت أنا أبحث عن حالي في نفسي حاملاً وزر ذكراك في وسط هذا القلب فأحياناً أستلقي به تحت ظل شجرة صغيرة لعل نفسي هي الآخرى ترتاح من حمل وزرها وأغلق عيناي لكي لا أرى مشوار الضياع المرتسم لكنني نسيت أنك تقيم بين أهداب هذه العين حتى إذا ما أطبقت تلك الأهداب على بعضها أطل طيفك من بعيد فأراك تطارد ظلي وتلج كالذكرى من كل مكان واراك على الرمل عاري القدمين والرمل حارق في صيف كصيف الخليج وأنت تصرخ وتنادي وأنا ألهث سعياً أحمل حذائي المهتوك إليك لعلني أستر عورة أقدامك وأظل في لهاثي ذاك حتى تلسعني حرارة الشمس فأنهض أبحث عن الظل الذي كان يسترني وعنك حينها فقط لا أجد سوى سراب مهزوز يحيط بشجرة كبيرة وبعيدة أخالها أنت فأذهب إليك حاملاً ذاك الحذاء وأنادي عليك .. وأنادي .. وأنادي والمسافة لا تختصر أبدا حتى يخرسني العطش وأقع مغشياً علي فينهرني التراب من جديد ، وألعن حالي وكيف تهاوى هذا الحال حتى أسقطني في هذا المستنقع الفكري الملوث والمدجج بأحلام اليقظة الفارغة . وأنت هناك تقيم مآتم آخر لقاء تم بيننا وتبكي وحدتك وتسأل المارة من البشر ترى لماذا إفترقنا حتى إذا طافت كل الجموع بصمت الموت أهلت على رأسك التراب وبكيت كثيراً .. كثيرا .
جزء من مقالي
أشكر كل من وضع إسمه نداءً لعودتي ولأجلهم هذا أنا عود من جديد إحتراماً لشخصهم ولأحرفهم .