هو ..
مَنْ يتوضأ فجره بوجهي ..
أشيحُ عنه بكلّي ولا جدوى ..
أخادعه بتلك المناظر المنطفئة على ناظريّ، كأنني أقصيه من مملكةٍ تهاوت
عروشها على فراغٍ أحمق ..
أتضاءل وربّي ..
مع نقراته المتواصلة باب روحي .. ونزوله النرجسيّ عند رغبتي بتجاهله
أتضاءل وأشعر بوهني أعمق كل مرة .. وتُمعن فيّ العزلة حين يناديني بكل
اسمٍ تجتهد أقداري في خلقه ، فأزداد سكوناً وانكماشاً على نفسي ..
ويتراءى لي يعاتبني :
أما علّمتكِ حضوري جيداً ؟ أما استأذنتكِ ؟
فأصمت ولا أجيبه .. فيبالغ في قتلي بخطواته الخافتة أمام بابي وتذلّله : أأدخل ؟
كأنه ليس مستعمراً أصيلاً هناك ، جُلّ ما يحرص عليه الوفاء بقدري في ذمته !
أتوارى عن غيمه صباحاً ، وتتسلقني منه أربعةٌ وعشرون عاماً غصةً ليلاً ..
لا يعنيه خطّ وجعٍ يتعمق في منتصف جبين طفلةٍ غُرستْ في ترقوة وطنٍ
يُدعى اللامكان .. وحياةٍ تطالبها بـ روحٍ خضراء ، وتُقسم عليها ألا تبكي
ألا تلتفت حيث " الحزن " وبصماته التي تغرس دون الحاجة إلى التفكير في احتمالية ذلك !
تأخذ عليها عهداً أن تصفع الباب ما إن تجده موارباً .. كي لا يتسلل الحنين ..
وحتى لا يتمنّن أحدٌ بقلبه المُشفِق ، وكرمه بالغفران ..
يُعيد سؤاله : أما علّمتكِ ؟؟
كأنه يُشفق علي كثيراً من قدري بين يديه .. ويُسديني النصح !
عليّ ألا أثق بـ أشياء المرة الأولى وأن أثق به هو الأزليّ ..
فـ كثيراً ما توهمنا هذه الأشياء أنها لا تنتهي ..
وأنّ صلاحيتها مُمتدة .. والحقيقة أنها تتلاشى ، ودون إنذار مُسبق
.
.
هذه التي تكتبه .. لا تنام
ترقبه في عتمة الشرفات .. يختم بريحه ما مضى وما هو آت ..
هيكلٌ وحيد تتعوّذ به أطياف الظُلمة ..
هي والله يـ " أبي " لا تنام..
مصلوبة الأجفان .. لا تنام ..
هو .. " الحزن "
مَنْ يتوضأ فجره بوجهي ..
مَنْ يتوضأ فجره بوجهي ..
روح؛
15/7/2010