( الإنحدار نحو النهاية )

    • ( الإنحدار نحو النهاية )


      أواه يا زمن إن روافد الأنهار فيك قد تكسرت وتلوثت مياهها بمستنقعات الأسى فانتحرت كل الأنهار بأكملها ملقية نفسها بين أفواه البحار المفتوحة وأنت تنتظر أن يلد جرح جديد وموت جديد لنهر جديد ، وهناك في الأفق طائر حائر ظل سربه منذ عشرة أعوام والآن هو يغرد وحيداً يبكي ألمه ويبحث عن سربه المفقود . لكنك يا زمن تداهمه بهذا الليل المظلم فيتوه بوحدته بين خضم سوادك وعذابات الأقدار وبين حظه الرديئ فيحاول أن يتخلص من حصار هذا الليل لكنه لا يعلم أن لليلك هذا إمتداد طويل ، ولا يعلم أن ليس لهذا الليل مدينة يقيم فيها فيظل محلقاً ومتجهاً نحو البعيد في رحلة إكتشاف فجر ما تستفيق من خلاله الشمس ، ويطول به التحليق حتى إذا ما تعبت جناحاه قرر أن يحط بهما على أطراف غصن يأويه لكنه وفي هذا الظلام كان لا يعلم أنه يتجه نحو فضاء البحر الممتد هو الآخر وحينما حط تجاوز كل شيء فإحتضنه البحر بفاهه الواسع وأعلن في العمق نهاية إرتحاله وغربته ونهاية إكتشافه فتوالدت من تلك الأعماق نهاية أبدية لطائر سلك فضاءات غير فضاءاته وحيداً تائهاً يبحث عن سربه .
      حتى نحن يا زمن فمن عدة أعوام ونحن نقيم خارج وطن الحب وخارج وطن السعادة .. منذ عدة أعوام ونحن نتعاطى مهدءات لتخفيف أنين هذه العظام التي أتعبها السير بين الردهات في الليالي الحالكة .. منذ عدة أعوام والجرح ينزف دون هوادة والحلم كعادته تسرقه الصباحات الكسلى ويظل الحزن مقيم بهيبته ووقاره وصمته ونحن نسير ببطء شديد نحو نهاية مأساوية منتظرة وكم أقمنا طقوس القرابين وأشعلنا الشموع وأحرقنا البخور وأنت مثلما أنت تاريخ مغلق بجنونك السابق لا تتعب بداً بل لتمارس في ذاتنا كل شيء قبيح وتصيب بسهامك كل أجنحة الأمل التي تتعلق ببقايا فكرنا ، فإلى متى تمتد فينا مواجع هذه الليالي وإلى متى نبقى على لوحة الإنتظار للعودة من هذه الغربة الطويلة ونحن في كل يوم نستقبل في هذه الغربة جرحاً جديد .
      هناك يا زمن على تلك الجدران كانت خرائط أحلامنا رسمناها بالفحم والطباشير يوماً حينما كنا أطفالاً لا ندرك معنى الحياة .. هناك في تلك المدينة القابعة خلف الجبال وخلف الشمس وخلف الضباب وخلف المطر .. هناك كنا يوماً نحمل أحلامنا فوق رؤوسنا ونسير في طرقاتها دون أن يجلدنا الزمن بسياطه أو ترفضنا تلك الطرقات هكذا بشرعية بريئة مجنونة في نهارات جميلة وليال صاخبة نتبادل الحب بكلمات عارية فيها كثير من الإنتصارات دون أن أي حساب أو خوف منك أيها الزمن لكنك وفي غفلة مباغتة رفضتنا أنت ورفضتنا المدينة حتى أنك لم تمنحنا فرصة السؤال أو الحديث أو حتى الإستفسار ولم يكن لنا إلا أن نقلب صفحاتك بحزن مرير وإحتراق لا ينتهي يضاف إليه ألم الموت.



      جزء من مقالي
    • الله بالخير

      محمد الطويل ..

      نص يحمل مما في الواقع من سوداوية أكثر من بريقه ..
      ربما ( البعض) منا سيصير إلى الهاوية
      واقعية هذا النص جعلني محتاراً بما أرد عليك ..
      (( وهناك في الأفق طائر حائر ظل سربه منذ عشرة أعوام والآن هو يغرد وحيداً يبكي ألمه ويبحث عن سربه المفقود ))

      يوما ما سيجد سربه المفقود ، ولن يطول صدقني لن يطول

      أقتطعت عدة أبيات من القصيدة الخالدة للشاعر حسن المرواني " أنا وليلى "
      [poet font='Arial,4,green,bold,normal' bkcolor='transparent' bkimage='' border='none,4,gray' type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char='' num='0,black' filter='']
      وأودع الورد أتعابي وأزرعه=فيروق شوكاً ينمو في حشاشاتِ
      ما ضر لو عانق النيروز غاباتي =أو صافح الظل أوراقي الحزينات
      ما ضر لو أن كفا منك جاءتنا= بحقد تنفض آلامي المريرات
      سنين تسع مضت والأحزان تسحقني = ومت حتى تناستني صباباتي
      تسع على مركب الأشواق في سفر= والريح تعصف في عنف شراعات
      طال انتظاري متى كركوك تفتح لي = درباً إليها فأطفي نار آهاتي
      متى ستوصلني كركوك قافلتي= متى ترفرف يا عشاق راياتي
      غداً سأذبح أحزاني وأدفنها = غداً سأطلق أنغامي الضحوكات
      ولكن نعتني للعشاق قاتلتي = إذا أعقبت فرحي شلال حيرات
      فعدت أحمل نعش الحب مكتئباً=أمضي البوادي وأسماري قصيداتي





      [/poet]
    • أخي داود

      دعني أولاً أشكرك على حضورك الجميل بين أحرفي الأمر الذي جعلني حقاً سعيدا .

      هكذا هي الأعوام تنقضي وتتبعها مرادفات الحياةوننظر إليها على أنها كانت قريبة منا لكن ساعات الزمن أخذتها إلى البعيد ولا يتبقى غير الذكرى .

      عزيزي // أشكرك على القصيدة الجميلة التي هي بحق إختيار في مكانه وسوف أضعها في ملفي الشخصي .
      لك مودتي .
    • محمد الطويل

      كلمات مبعثره ولكنك انتشلتها من الضياع..... فعلا في هذا الزمن العجيب او الغريب سمه ماشئت لان له عده اوجه لن تجد شي قد تتمناه فالصديق والوفاء والخ..... لان تجدها الا عندما نضع الراس علي مخده بيضاء ونغمض العين لكي نحلم بشي قد يتحقق في حلم ضائع فالنوم صار لذه للمحبين لكي يتمني شي قد يحصل في حلمه......فهل نلووم الزمن او الدنيا في كل شي؟؟؟؟ فلا تلووم الزمن بل لووم قساه القلوووب او الذين عندهم شي يسمي قلب هذا اذا كان يعرفوونه معرفه تامه..




      NUNITA

      $$e
    • [TABLE='width:70%;'][CELL='filter:;']
      ويقبع السؤال خلف تلك المدينه الحالمة ربما أذا صح التعبير عنها .. نعم حالمة ..
      والسؤال حائر لماذا لاننا نحن البشر لا نفقه معنى السعادة ولا نعي معانيه المتنوعه ونسكن بين جوارح الحزن لعشقنا ربما أو لجهلنا ... الذي هو الاكيد جهلنا للمشاعر المفروض ان نعيشها بكل مافيها ..
      وجدانيات مازلنا نبحر بأمواج فلسفتك الحيايتة .. لتبقى الحيرة هي ما نتجه نحوه دوما لهذه التساؤلات الحياتيه ..
      سلمت يمناك .. وموفق باذنه تعالى ..
      [/CELL][/TABLE]
    • مساء الخيرات 00
      الاخ الفاضل محمد الطويل

      اي رقي هذا الذي اراه في كتاباتك وحتى ردودك..
      انت..
      مدرسه ونحن تلاميذ نتعلم منك مخارج الحرف ومزج المشاعر..
      هنيئا لك هذا التميز..هذا الابداع..

      اتمنى لك التوفيق..
    • [TABLE='width:70%;background-color:black;background-image:url(backgrounds/3.gif);border:9 double deeppink;'][CELL='filter:;']
      اخي العزيز..الطويل

      اتيت هنا كي ادحظ ..

      بعض الظنون ..

      وبعض الافكار ..

      وبعض الشكوك ..

      قالوا عني وعنك الكثير ..

      بأني لم اسعي لمصافحتك ..

      وانك ايضا كذا تفعل ..

      وقد اشتد ما بيننا الخصام ..

      وانك لا تعير اهتمام ..

      وهكذا قالوا ايضا افعل ..

      ولم يدركوا ابداً ..

      بأنني .. وانك كالجسم الواحد ..

      واننا كالكلف الواحد ..

      وان كلمتنا هي واحده ..

      اتيت فقط كي اعلمهم هذا ..

      بأننا اخوه ..

      وسنظل هكذا ..

      ماذا بعد هذا سيكون ..؟

      ايشككوا في حديثي ..

      وهل يعتبروها ثرثره ..!

      ام ماذا سيقوولوا بعد ..؟

      برغم هذا لا علينا ..

      من كثر الكلام ..

      بما يحجمله من ظنون ..

      او حقيقه كما سموها عاريه ..

      وهي في الاصل ..

      حشوة كلام ..

      اشكرك على ابداعك اخي المتميز دوما .. لك من ارقى تحيه ..
      [/CELL][/TABLE]
    • ابن عمي العزيز

      حينما تكتب احس بأنك تأخذ من جدائل القمر رموش لقلمك فيخرج نصك تلقائي الاضاءة يستمد نوره من القمر

      لذلك تغار اشباه النجوم وتحاول ان تسكب بعض من رحيقها لتطفئ نور وجودك وانت كما انت متربع على تلة برتقالية اللون تمسك بقلمك الداكن الحزين وتخط باناملك شهادات فخر سوف يتركها الزمن نياشين على صدور الاحبة تعلم الجميع كيف تكون الخطوات الواثقة وكيف يكون الابحار في سويداء عيون الابداع لن يضيرك ما تبقى في قعر زجاجات النبيذ ولن تسكرك العناوين الخاوية على حانات الازقة القديمة ستبقى دوما شعاع نستمد منه طعم العافية وتراتيل مجد تنام في صدورنا كل مساء .

      ابن عمي العزيز

      ابداعك يحرك بداخلي اشياء انت فقط من يفهما لذلك اتركها تسير في زورقها المسكون بجنون التعلق بقلمك الرائع

      تحياتي اليك
    • الأخ الكريم / محمد ..
      مساء الخير ..
      قرأتُ خاطرتكَ التي أبدعت فيها .. ( ك يا زمن تداهمه بهذا الليل المظلم فيتوه بوحدته بين خضم سوادك وعذابات الأقدار وبين حظه الرديئ فيحاول أن يتخلص من حصار هذا الليل لكنه لا يعلم أن لليلك هذا إمتداد طويل ، ولا يعلم أن ليس لهذا الليل مدينة يقيم فيها فيظل محلقاً ومتجهاً نحو البعيد في رحلة إكتشاف فجر ما تستفيق من خلاله الشمس ، ويطول به التحليق حتى إذا ما تعبت جناحاه قرر أن يحط بهما على أطراف غصن يأويه لكنه وفي هذا الظلام كان لا يعلم أنه يتجه نحو فضاء البحر الممتد هو الآخر وحينما حط تجاوز كل شيء فإحتضنه البحر بفاهه الواسع وأعلن في العمق نهاية إرتحاله وغربته ونهاية إكتشافه فتوالدت من تلك الأعماق نهاية أبدية لطائر سلك فضاءات غير فضاءاته وحيداً تائهاً يبحث عن سربه . ) كم جميل هذا المقطع ، من خاطرة جيدة ، بمستوى الحلم البعيد / القريب .. / ولكن كثيراً ما أقرأ لكَ وبخاصة في صفحة القراء من ( عمان ) وإن لم تخنى الذاكرة ، فإني أتوقع أني قرأت لكَ هذه ، قبل عرضها هنا في الساحة .. وقد يتبادر إلى الذهن ، أن العنصر السائد في كتاباتك هو مصدر المتعة في الأثر الأدبي ... ولكني في النهاية أجد نظرة خاصة ، أو نكهة خاصة مستخدمة في كتاباتك ، التي أُطالعها ، هي تقليب الأوجاع ، وازدياد دوافع الملح .. هل هذه هي نكهة خاصة ( لمحمد الطويل ) أم أننا في المستقبل سنكتشف مستقراً توؤل إليه براعة الكاتب ..
      إن الصورة الصادقة التي ترسمها ، تلاقي حركة هوى النفس في ذات الأنسان .. كأنما هو يُؤدي هذه الحركات ، لكي يستأثر إنتباه القاري .. ما اود قوله .. أن خاطرتك ذات طبيعة خاصة ، تبدأ من مكان معين وتنتهي عند نهاية معينه .. لماذا ..!؟ سأوضح لك تلك .. (أواه يا زمن إن روافد الأنهار فيك قد تكسرت وتلوثت مياهها بمستنقعات الأسى فانتحرت كل الأنهار بأكملها ملقية نفسها بين أفواه البحار المفتوحة وأنت تنتظر أن يلد جرح جديد وموت جديد لنهر جديد ، وهناك في الأفق طائر حائر ظل سربه منذ عشرة أعوام والآن هو يغرد وحيداً يبكي ألمه ويبحث عن سربه المفقود . ) والنهاية ( هناك كنا يوماً نحمل أحلامنا فوق رؤوسنا ونسير في طرقاتها دون أن يجلدنا الزمن بسياطه أو ترفضنا تلك الطرقات هكذا بشرعية بريئة مجنونة في نهارات جميلة وليال صاخبة نتبادل الحب بكلمات عارية فيها كثير من الإنتصارات دون أن أي حساب أو خوف منك أيها الزمن لكنك وفي غفلة مباغتة رفضتنا أنت ورفضتنا المدينة حتى أنك لم تمنحنا فرصة السؤال أو الحديث أو حتى الإستفسار ولم يكن لنا إلا أن نقلب صفحاتك بحزن مرير وإحتراق لا ينتهي يضاف إليه ألم الموت. ) هذا الألم الموجع ، الذي أراه صعباً فيه من الغموض والسوداوية الكثير . فإصطدامك بألوان متباينة في الحياة ، عكس رؤية صلبة قوية .. أنتجتها لنا الخواطر في قالب ذاتي خاص لمحمد دون سواه .. فهل هذا يعتبر إستئثاراً ..!!
      شكراً لك .. ونتمنى أن نقرأ لك الكثير ..
      تحياتي .
      لن تستقيم الحياة إن لمْ يستقم عليها الانسان .!
      لن يُحبّ الله أحداً إلا إذا أحبّ الانسان غيره بصدق ..!!
      الحُبّ الحقيقي تتدفّق عاطفته كما يتدفّق الماء من أعلى قِمّة.!
    • nunita

      هكذا بالكلمات المبعثرة أحياناً نريح ما يخفي في صدورنا رغم أنها تأتي أحياناً محترقة أو على شفى الإحتراق لكن أدخنتها تريحنا دائماً .

      أشكرك أختي على هذا المرور .

      أمل الحياة /// لتظل الحياة فلسفة أخرى غامضة بأقدارها .. غامضة بأحداثها ونظل نحن نكتبها رغم أن في تلك الكتابة مرارة بالغة .

      لك تحياتي .
    • غضب الأمواج ///

      أخي العزيز //

      دعهم يقولون ويثرثرون كيفما أرادوا ونحن لن تحركنا تلك النسائم ولا رياحهم العاتية فصداقتنا جذورها في الصميم ولن تهزها الرياح ولن تتأثر حتى القشور .

      إذن لنسكب فوق نارهم ماء صداقتنا .

      أشكرك على هذا المرور الطيب الذي فعلاً أحتاجه مرادفاً مع إسمي .
    • المرتاح

      أشكر لك هذا المرور الطيب على موضوعي وفعلاً قد سبق ونشر هذا الموضوع في جريدة عمان في شهر مايو 2003 .

      ( أن العنصر السائد في كتاباتك هو مصدر المتعة في الأثر الأدبي ... ولكني في النهاية أجد نظرة خاصة ، أو نكهة خاصة مستخدمة في كتاباتك ، التي أُطالعها ، هي تقليب الأوجاع ، وازدياد دوافع الملح .. هل هذه هي نكهة خاصة ( لمحمد الطويل ) أم أننا في المستقبل سنكتشف مستقراً توؤل إليه براعة الكاتب ..
      إن الصورة الصادقة التي ترسمها ، تلاقي حركة هوى النفس في ذات الأنسان .. كأنما هو يُؤدي هذه الحركات ، لكي يستأثر إنتباه القاري .. ما اود قوله .. أن خاطرتك ذات طبيعة خاصة ، تبدأ من مكان معين وتنتهي عند نهاية معينه ) .


      لكل قلم أسلوبه الخاص ومنهجه وطريقته وأنا حقيقة لا أقصد من كتاباتي تقليب الأوجاع بالشكل المقصود ولكن ربما الأسلوب الذي إعتدت عليه يسير نحو الحزن المرير وبالتالي في أيامنا هذه هو الأقرب لشريحة كبيرة في المجتمع الأمر الذي يحرك الكثيرين ربما من حيث إستشارة جروحهم . لهذا ربما أخذ هذا الأسلوب طابع خاص لمحمد الطويل لا يستطيع أن يتنحى عنه وكم حاولت ولمن دونما فائدة وظل رديف قلمي حتى فضلته وأحببته وترادفنا بعد أن إتفقنا بالسير معاً وها نحن نسير .
      وحقاً في بداية كتابتي لأية مقالة أفكر في مطلعها وتهمني النهاية أن تكون مشابهة للبداية بحيث تمثل دائرة تبدأ بنقطة معينة وتنتهي عند نفس النقطة مع توسطها إلتفاف أو تعرج .

      في الحقيقة كنت سعيد لهذا التفصيل الذي أتى منك وأنا أشكرك جزيل الشكر على متابعتك القريبة .
    • روحانيات

      للقمر جدائل بيضاء ترتسم كل مساء على صفحات الموج فيتراقص ضوء القمر مع تلك الأمواج وأنا في كتاباتي جدائل سود تطبع على الكون عتمة ولا تنشر تلابيب نور .. لكننا نحاول أن نصل لرقي حرفك كي ينبلج من بين أحرفنا ضياء .

      لك الشكر .