:: قـصاصـات دفتـري المهتريء ::

[INDENT]

كلما ررد ثغركِ الباسم أحبك ..
كانت هذه الكلمة خفيفة من شفتيكِ ، ثقيل وقعها في قلبي وكأنني أحمل صرة أمنيات على ظهري وأمشي بها بحرص كي لا أتعثر وأنا أسلك الطريق الذي يربطني بكِ ...!
أحاول منذ عرفتك أن أبصر كل خطوة امشيها إليكِ ، فقد علمتُ أنك أجمل هدايا القدر لشخص بسيط مثلي ..!!
كان رحيلك زلةً لقدمي وقدري ومللتُ من الوجه الباسم الذي أرتديه صباح مساء لأحكي للمارين بي أنني بخير ...!
قل لها يا قلبي ، انه بعد رحيلكِ صيّر الأمنيات حطباً يوقدها في قلبه كلما هبت عليه رياح غيابك ، وبات يتخذ من ذكراكِ عكازاً يتأبطه ليستقيم حاله بدونك ..!
فـ غيابكِ أفقده نعمة النظر إليكِ والوصول لميناء حبك ..!!

[/INDENT]

[B][INDENT]

يالله ..!
موجعٌ هو الليل الطويل ،
وموجعٌ أكثر كلما حاولت فيه المشي وتتعثر بالخيبة ومفعول المخدر يسلبك القدرة على المشي والكلام ..!
تمشط أزقة المستشفى في الظلام وكأنك تبحث عن الموت الذي يتعاهد المكان بحثاً عن ضحية أخرى ، وعن نهاية لا تأتي ..!
تبحث عنه ولا تجده ، وكأنه تعمد أن يكون بعيداً عن متناول قلبك ، تماماً كمن رحلوا وأهدوا للنسيآن عكازاً يتوكأ عليه ولا يصل إليك ..!!!

[/INDENT]






[/B]

إن أكثر الحرف من دس نفسه في نص ما ، فهذا دليل فقدٍ لا غير ..!
الحروف التي تموت وهي منمقة وشهية للعين تموت كالإنسان معطرة ومزفوفة إلى مثواها الأخير يصاحبها الكثير من البكاء ، وربما القليل من العمل ..!
تباً لقلوبٍ تجعلنا نكتبها باستقامة مصطنعة وفي داخلنا اعوجاج لا يستقيم في غيابهم ..!!
تباً لـ أنا الثلكى التي تندب بقاياها في زي رقص ..
شيء متناقض كـ وفاة شهيد نودعه بالزغاريد واصوات البواريد وابتسامة النصر ، وفي داخلنا جنازات ومآتم !!

حبيبتي انتِ .. واحدة كـ الحياة ..!

كل شيء فيك وطنٌ لي ، وانا مسافر اعشق التنقل من عينيكِ لقلبك ، واعبر تضاريس وجهك ، لأصل لميناء شفتيكِ
لا يوقفني حرس الحدود ليطلبوا تأشيرة دخول ..
انتِ وطنٌ يتخذ كل اصبع مني يلمس وجهكِ جنسية الخد والعيون الساحرة
انتِ تمارسين الحكم على قلبي وكأنه فارسكِ النبيل

احبكِ كما تحب الجبال بقعة في الارض تغرس جذورها فيها ولا تتحرك
وكما يعشق اطفال حارتنا سرب حمام كلما طار وحلّـق ..!

صباح الحنين إليكِ
لكلماتكِ العابرة ..
لصوتكِ المبحوح ..
لثرثراتكِ عن الطفولة
لـ مفرداتكِ العذبة الجميلة
لضحكتكِ الأنيقة
للفراغات بين أصابعك النحيلة
لشعركِ الأسود الحريري
لرأسكِ المنسي على كتفي
لهمساتكِ الخجولة وأنتِ معي
للقهوة التي أدمنها ثغرك
لسؤالكِ عني
لعتابكِ لي
لزعلكِ الطفولي

كان يعيش بها ، ويتنفسها شهيقاً كـ ذرات أكسجين تحتضن كرات الدم وتمنحها الحياة
وكانت تنفثه زفيراً كـ مدخن يبعث للهواء سحابة من وجع وبؤس ..!

كان كلما أهلكه الحنين تكركب كل شي داخله ، وبات يسكنه الصمت والخوف
وكانت كلما أتت أعادت تأثيث قلبه ويومه

كان كلما أظلمت حياته ، وبات لا يرى أي شيء أشرقت عليه لتنير كل شيء حوله

في خضم الحياة كانت تعلم أنه مدمن عليها ، وأنه دون وجودها يدخل في غيبوبة طويلة من الحزن ، ورغم ذلك كانت تصر على ألا تمنحه حضورها ولو لبرهة من الوقت ..!

قالت له : غيبتك الحياة طويلاً حتى عدت ..!
أجابها : في مستشفيات بلادي يصادرون من مخيلتك الحب ، ومن فكرك الكتابة ، ويعلمونك النوم بوضعيات كثيرة تبعث فيك الملل والرتابة ..!

/
في المستشفى كان يسأل الممرضة : أليس من المفترض أن أرتدي زيّـاً أزرق اللون ؟!
أجابته : المرضى الذين في مثل حالتك لا يسعنا ان نمنحهم لوناً يمثل رحابة السماء وامتدادها ، لأننا لا نود أن نمنحهم أملاً كاذبا !!
لذلك أنت ترتدي ما يليق بك ، فـ اللون الغامق يبقيك مكتفياً بنفسك وبقلبك
فلا يتعبك الحلم كثيراً إن فكرت أن تحلق بعيداً عنا ... "وابتسمت" !!

أطالت الثرثرة ، وما كان منه إلا أن مد يده إليها لتتفحص أي وريد هذه المرة سيكون مناسباً للإبرة التي تحملها بعد ان بات جلده يشبه الإسفنج لوناً وشكلا ..!!

وبعيداً عن ألم الإبرة ، والخاصرة ، كان يردد في داخله ، كم تبقى من الوقت حبيبتي لنلتقي في حياة خالية من إبر الطبيب ، وأناس ظللت تواري خذلانهم لك في وقت حاجتك ..!!
وكم من الوقت يحتاجه النسيان ليأكل من ذاكرته الهشة صوراً باتت شاحبة الملامح !؟

كتبت له ذات مساء انها تحبه ك قوس قزح مليء بالجمال والزينة ولكن بشرط ان يبقى بعيداً جداً عنها ولا تلامسه ..!

رد عليها : دعيني احبكِ كطفل يربطه حبل سري يبقيه على قيد الحياة
ملتصقٌ به دوماً ، يموت اذا قطع قبل حينه

وما بين حبها وحبه ..
يعيش محاولاً الاقتراب منها كـ قطرة ندى تتعاهد زجاج نافذة بحب
وتعيش مشرقةً عليه كـ شمس تحضر لتنير حياته لا تلبث ان تغيب بعد حين !!

الغيـآب ضيفٌ ثقيل الظـل ..!
والفرح عـابر سبيلٍ لا يمر بكثرة هذه الأيـآم
والإبتسـامة صدفة لا تحدث كل حين في يوميـاتنا المرهقة ..!
فـ غيـابهم جرحٌ غـائرٌ في الذآكرة ، ونسيـانهم يشبه الموت !
ومـا بين إستحضـارهم ، ونسيـانهم نعيش وآقـع الجمود العآطفي

وحيدٌ كـ ريشة نزعتها الريح من طير عابر
تسقط من ارتفاع شاهق ، متهادية لا وزن يشفع لها للثبات ولا بيئة ستحتضن عزلتها تدوسها أقدام العابرين دون اكتراث ولا رحمة ..!!

وحيدٌ كـ جندي تُرك مُصاباً وسط جثث لا تملك من النجاة حِراكاً ولا نفس
يمضغ ظل الحياة ولا يستطيع ابتلاعه ..!!

وحيدٌ كـ نقطة في آخر السطر منسية ، أعلم بأني آخر اهتمامات قاريء نهم أو كاتب متمرس يتمنى أن يتعثر فكره بي كخاتمة لحبال أفكاره ..!!

وحيدٌ كـ رسالة يحملها ساعي البريد لا تحمل طابعاً عليها ولا حتى عنوان تذهب إليه ..
كلما رمى يده في حقيبته واحتضنها دسها من جديد في غياهب النسيان ..!!

نعم وحيدٌ أنا من دونك ، تماماً كمن يسلك نفقاً مظلماً لوحده لا يرافقه ظله ولا حتى نور شارد يتأبط يديه اللتان تتلمسان جدران الخوف والوحدة ..!!

وحيدٌ كنصٍ لا يقرأ ..
كـ لغة لا تنطق ..
كـ جزيرة مهجورة لا يهتدي إليها طائر ولا سفينة ..
كـ شجرة صبّـار تلفحها نار صحراء ، وتمشط اشواكها ريح ملتهبة مليئة بالرمل ..

# وحيدٌ كـ عاشق يلوح بيده مودعاً حبيبة لن تعود ..!

وحيدٌ كـ فاقد للذاكرة ..
كل من يلتقي بهم لا يميز موقعهم في حياته
ولا يعلم لأي درجة كآن يشكل حضوره في حياتهم قيمة او معنى ..!!

وحيدٌ كـ كهلٍ رماه أولاده في دار للمسنين ..!
ولا ذنب له في الحياة سوى فقدان عمره ينتظرهم أن يثمروا بِـراً ورحمة بعد أن بذرهم حناناً وسقاهم صبراً وعاطفة ..!

[B]صباح الحنين إليكِ
لكلماتكِ العابرة ..
لصوتكِ المبحوح ..
لثرثراتكِ عن الطفولة
لـ مفرداتكِ العذبة الجميلة
لضحكتكِ الأنيقة
للفراغات بين أصابعك النحيلة
لشعركِ الأسود الحريري
لرأسكِ المنسي على كتفي
لهمساتكِ الخجولة وأنتِ معي
للقهوة التي أدمنها ثغرك
لسؤالكِ عني
لعتابكِ لي
لزعلكِ الطفولي[/B]

متعبٌ جداً
متعبٌ لدرجة أني نسيتُ ان اعيش حيّـاً وحرا
متعبٌ من العزلة ..!
تتملكني رغبة في البكاء احياناً كلما لمحت انعكاس صورتي في المرأة ، وكأني في كل مرة اقابل شخص لا اعرفه ..!
اختلط الشعر الابيض بالاسود
او اللون الخائف باللون المرتبك
في غضون اشهر قليلة اشتعل رأسي شيباً تفكيراً وخوفا ..!
محاط بعشرات الناس ولا يوجد بينهم صديق
لا امتلك صديقاً اتوكأ عليه واهش به على وجعي

وما زلت اكتب عنكِ ما لا تستطيع اي رواية ان تحمله او تثرثر عنه
وما زلت احملكِ في داخلي كما يحمل مغتربٌ وطنه الذي لم يغادر قلبه
وما زلت أدمن الحلم فيكِ ..
انتِ الشيء الوحيد الذي استطيع تعاطيه سُكراً وافيوناً دون ان اخاف ان اعصي ربي فيه ودون ان تلاحقني القوانين الوضعية ومن يرتدون زي العسكر ..!

كم مرة قلت عنكِ أنكِ حياة ..
واني اعشق ان اكون في إطار غلافكِ الجوي لا انفذ منه ولا يستطيع اي جرم آخر الدخول إليه

أحبكِ كما لو كانت الألِـفُ عكازاً يقيم اعوجاج حياتي
والحاءُ موجة تغسل همومي واحزاني
والباء مركبٌ يحمل مشاعري إليكِ
والكاف هو اكتفائي بك دون سواكِ من البشر ..!

منذ ان توقفت السماء عن المطر ، وتساقطت كل ورقة كانت متشبثة بغصن
تساقط كل ايمان بداخلي بعودتك
انتِ كالنبوءات التي سمعنا عنها ولم ولن تحضر او نراها ..!
أنتِ تجيدين لعب دور الهاربة ..
الهاربة مني ،
من قدري ..
من بؤسي وضجري ..
من قلبي وبصري ..
من أصابعي النحيلة التي كانت تلتف على جدائل شعرك كلما عبثت به الريح ..
/
كنتِ تعيدين عليّ في كل مرة نفس السؤال الذي كان يختبر صدق حبي وكذب وفاءك ..
كنت دوماً تسألين : ماذا ستفعل لو ابتعدت عنك ؟!
وكنت في كل مرة أجيب كما تشتهي أذناكِ ان تسمع وغرورك
وكما تحبين أن تبتسمي وعيناكِ تمحصانِ وجهي المفجوع سلفاً بما سأجيب !
وبعد أن أثرثر لكِ بإجابة أولها شهيق عميق وآخرها دقائق ممتدة ، تضحكين وتقولين : لماذا لا تكتب هذا الكلام نصاً وتنشره !
أنت بارعٌ في السرد ..

لأجيبكِ كـ كل مرة : أنا إرتجاليٌ في حبكِ ، وأميٌّ في الكتابة عنكِ ..!
وفي هذا الزمان لا أحد يقرأ نصوصاً كاتبها رجلٌ انتصف عمره ولم ينتصف فرحه !
وفي هذا الوقت ..
هناك من يقرأك تجمّلاً ..
او تحفظاً ..
او تلعثماً ..
ولكن هم قلة من سيقرأوك حرفاً مع كل انحناءة فيه ، هناك حب ، ومع كل نقطة فوقه او اسفل منه ، هناك انتكاسة وخذلان ..!!