بإذن الله نبدأ اليوم رحلة عطاء جديد
نسبر أغوار التاريخ ... وننفخ الحياة في سيرة جديدة
برحلة نرجو أن تحمل الفائدة والمتعة ....
بعروبة ما خلف من تراث ... بإباء النهاية
بجزالة الصورة .. وعمق الكلم ...نبدأ ... رحلة عطاء لمحفل فكري ... المتنبي ...
شاعر الحكمة ... نبض لتراث الادب الحي
...
نبدأ من حيث كانت النهاية بوقفة رثاء سجلت سنة 354 بتذكير فتى لشاعرنا بأبيات قالها قبلا
فيرجع صاحبنا بعد أن ولى وفاء لأبياته ’ وخوفاً من أن يعير بالإدبار
أنَــا الــذي نَـظَــرَ الأعْـمَــى إلـــى أدَبـــي وَأسْـمَـعَـتْ كَـلِـمـاتـي مَــــنْ بــــهِ صَــمَــمُ
أنَـــامُ مِـــلْءَ جُـفُـونــي عَــــنْ شَــوَارِدِهَــاوَيَـسْـهَــرُ الـخَــلْــقُ جَــرّاهَـــا وَيـخْـتَـصِــمُ
وَجـاهِــلٍ مَــــدّهُ فِــــي جَـهْـلِــهِ ضَـحِـكــي حَـــتَّــــى أتَـــتْــــه يَـــــــدٌ فَـــرّاسَــــةٌ وَفَـــــــمُ
إذا رَأيْـــــــتَ نُـــيُــــوبَ الــلّــيْـــثِ بـــــــارِزَةً فَـــــــلا تَــظُــنّـــنّ أنّ الــلّــيْـــثَ يَــبْــتَــسِــمُ
وَمُهْـجَـةٍ مُهْجَـتـي مــن هَـــمّ صَاحِـبـهـا أدرَكْــتُـــهَـــا بــــجَــــوَادٍ ظَــــهْــــرُه حَـــــــــرَمُ
رِجـلاهُ فِـي الـرّكـضِ رِجــلٌ وَالـيـدانِ يَــدٌوَ فِـعْــلُــهُ مَـــــا تُــريـــدُ الـــكَـــفُّ وَالـــقَـــدَمُ
وَمُـرْهَــفٍ ســـرْتُ بـيــنَ الجَحْفَـلَـيـنِ بـــهِحـتَّـى ضـرَبْـتُ وَمَـــوْجُ الـمَــوْتِ يَلْـتَـطِـمُ
الـخَــيْــلُ وَالـلّــيْــلُ وَالــبَــيْــداءُ تَـعـرِفُــنــي وَالـسّـيـفُ وَالـرّمــحُ والـقـرْطـاسُ وَالـقَـلَـمُ
صَحِبْـتُ فِـي الفَلَـواتِ الـوَحـشَ منـفَـرِداً حـتــى تَـعَـجّــبَ مــنــي الــقُــورُ وَالأكَــــمُ
بداية النهاية كانت هناك....في لحظة إنجرار لسانه في قذف ضبه ..أبيات رفض أن يعيدها كما يروى عنه
.......
لسوء ما وصف به ضبه وأمه .... فأستوقفت خال ضبه الذي قرر أن يثأر من قاذف أخته وأبنها
....
وَإِن بَـــعُـــدنــــا قَـــلــــيــــلًاحَـمَـلـتَ رُمـحًــا وَحَــربَــةْ
وَقُــلـــتَ لَـــيـــتَ بِــكَــفّــيعِـنــانَ جَـــرداءَ شَـطـبَــةْ
إِن أَوحَـشَـتـكَ الـمَـعـالـيفَـــإِنَّـــهــــا دارُ غُـــــربَـــــةْ
أَو آنَـسَــتــكَ الــمَــخــازي فَــإِنَّــهـــا لَـــــــكَ نِــســبَـــةْ
وَإِن عَـــرَفــــتَ مُــــــــرادي تَـكَـشَّـفَـت عَــنــكَ كُــربَــةْ
و هكذا عاد شاعرنا أبو الطيب ... قتيل لسانه
نغوص في بحر بل محيط من الادب العربي القديم
نمتطي صهوة الخيال ... لنتعايش مع المتنبي في نقاشات أدبية...
ورحلة منشئية نتحاور عن طفولته وعنفوانه ونضجه
بداية نتوقف عند ما يمثله لنا أسمه وشعره وأولى تخيلاتك عنه...
وأين تجد في نفسك المتنبي ؟؟ فلابد أن كلاً منا
يحمل متنبياً ؟؟
هكذا ختم رحلة أمتدت سنين من حكمة وعطاء عفوية وطيش
.....
لنر كيف كانت البداية ... فبكل تأكيد خاتمته سجلت
تثبيت لواقع حياته .... أبو الطيب المتنبي
أبو الطيب المتنبي، أعظم شعراء العرب، وأكثرهم تمكناً باللغة العربية وأعلمهم بقواعدها ومفرداتها، صاحب كبرياء وشجاع طموح محب للمغامرات. في شعره اعتزاز بالعروبة، وتشاؤم وافتخار بنفسه، أفضل شعره في الحكمة وفلسفة الحياة ووصف المعارك، إذ جاء بصياغة قوية محكمة, فهو صاحب الأمثال السائرة والحكم البالغة والمعاني المبتكرة. وجد الطريق أمامه أثناء تنقله مهيئاً لموهبته الشعرية الفائقة لدى الأمراء والحكام، إذ تدور معظم قصائده حول مدحهم. لكن شعره لا يقوم على التكلف والصنعة، لتفجر أحاسيسه وامتلاكه ناصية اللغة والبيان، مما أضفى عليه لوناً من الجمال والعذوبة. ترك تراثاً عظيماً من الشعر، يضم 326 قصيدة، تمثل عنواناً لسيرة حياته، صور فيها الحياة في القرن الرابع الهجري أوضح تصوير، ويستدل منها كيف جرت الحكمة على لسانه، لنتعرف على هذا الشاعر العظيم ونقترب أكثر من سيرة حياته.
مولده ونشأته
هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي. ولد في كندة بالكوفة سنة 303 هـ=915 م. وتقع حالياً على مسافة عشرة كيلومترات من النجف وخمسة وستون من كربلاء تقريباً. يقال إن والده الحسين سماه أحمد و لقبه بأبي الطيب، ويقال إنه لم يعرف أمه لموتها وهو طفل فربته جدته لأمه. قضى طفولته في كندة (304-308 هـ= 916-920م)، اشتهر بحدة الذكاء واجتهاده وظهرت موهبته الشعرية باكراً، فقال الشعر صبياً، وهو في حوالي العاشرة وروي أيضاُ التاسعة ، وبعض ما كتبه في هذه السن موجود في ديوانه. في الثانية عشر من عمره رحل إلى بادية السماوة، أقام فيها سنتين يكتسب بداوة اللغة العربية وفصاحتها، ثم عاد إلى الكوفة حيث أخذ يدرس بعناية الشعر العربي، وبخاصة شعر أبي نواس وابن الرومي ومسلم بن الوليد وابن المعتز. وعني على الأخص بدراسة شعر أبي تمام وتلميذه البحتري. انتقل إلى الكوفة والتحق بكتاب (309-316 هـ=921-928م) يتعلم فيه أولاد أشراف الكوفة دروس العلوية شعراً ولغة وإعراباً. اتصل في صغره بأبي الفضل في الكوفة، وكان من المتفلسفة، فهوسه وأضله فأدعى النبوة. كان أبو الطيب سريع الحفظ، فقيل أنه حفظ كتاباً نحو ثلاثين ورقة من نظرته الأولى إليه.
نسب شريف
في نسب أبو الطيب خلاف، إذ قيل أنه ابن سقاء كان يسقي الماء بالكوفة، وقيل أنه ابن عائلة فقيرة، وقيل أن أصوله من كندة، وهم ملوك يمنيون. ودس خصومه في نسبه، لكن الأستاذ الشاعر محمد السويدي يرجح أن نسب أبو الطيب نسب شريف، واستدل على ذلك بالتحاقه في مدرسة الأشراف العلويين وهو صغير
مولده ونشأته
هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي. ولد في كندة بالكوفة سنة 303 هـ=915 م. وتقع حالياً على مسافة عشرة كيلومترات من النجف وخمسة وستون من كربلاء تقريباً. يقال إن والده الحسين سماه أحمد و لقبه بأبي الطيب، ويقال إنه لم يعرف أمه لموتها وهو طفل فربته جدته لأمه. قضى طفولته في كندة (304-308 هـ= 916-920م)، اشتهر بحدة الذكاء واجتهاده وظهرت موهبته الشعرية باكراً، فقال الشعر صبياً، وهو في حوالي العاشرة وروي أيضاُ التاسعة ، وبعض ما كتبه في هذه السن موجود في ديوانه. في الثانية عشر من عمره رحل إلى بادية السماوة، أقام فيها سنتين يكتسب بداوة اللغة العربية وفصاحتها، ثم عاد إلى الكوفة حيث أخذ يدرس بعناية الشعر العربي، وبخاصة شعر أبي نواس وابن الرومي ومسلم بن الوليد وابن المعتز. وعني على الأخص بدراسة شعر أبي تمام وتلميذه البحتري. انتقل إلى الكوفة والتحق بكتاب (309-316 هـ=921-928م) يتعلم فيه أولاد أشراف الكوفة دروس العلوية شعراً ولغة وإعراباً. اتصل في صغره بأبي الفضل في الكوفة، وكان من المتفلسفة، فهوسه وأضله فأدعى النبوة. كان أبو الطيب سريع الحفظ، فقيل أنه حفظ كتاباً نحو ثلاثين ورقة من نظرته الأولى إليه.
نسب شريف
في نسب أبو الطيب خلاف، إذ قيل أنه ابن سقاء كان يسقي الماء بالكوفة، وقيل أنه ابن عائلة فقيرة، وقيل أن أصوله من كندة، وهم ملوك يمنيون. ودس خصومه في نسبه، لكن الأستاذ الشاعر محمد السويدي يرجح أن نسب أبو الطيب نسب شريف، واستدل على ذلك بالتحاقه في مدرسة الأشراف العلويين وهو صغير