شخصية إسلامية ،،، فلنشارك جميعا ولكم الأجر،،

    • عائشة بنت الصديق

      (المبرأة الصديقة بنت الصديق)



      إنها عائشة بنت الصديق المبرأة من فوق سبع سماوات من حادثة الإفك،
      وكانت أم المؤمنين من أحب نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قلبه وأكثرهن تلقيا للعلم عنه فقد كانت- رضي الله عنها- من أعلم الناس بتعاليم الإسلام. قال الزهري

      (لو جمع علم عائشة إلى علم جميع أمهات المومنين وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل .
      وكانت- رضي الله عنها- زاهدة في الدنيا،
      فقد أخرج ابن سعد من طريق أم درة قالت (أتيت عائشة بمائة ألف ففرقتها وهي يومئذ صائمة فقلت لها أما استطعت فيما أنفقت أن تشتري بدرهم لحما تفطرين عليه فقالت: لو كنت أذكرتيني لفعلت) . وعن هشام بن عروة بن القاسم بن محمد: سمعت ابن الزبير يقول: (ما رأيت امرأة قط أجود من عائشة وأسماء، وجودهما مختلف: أما عائشة فكانت تجمع الشيء إلى الشيء حتى إذا اجتمع عندها وضمته مواضعه ..) وفي فضل عائشة- رضي الله عنها- قال صلى الله عليه وسلم (فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام) . وعندما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد عودته من حجة الوداع، وشعر بأنه قد آن الأوان للرحيل. وكان يقول وهو يطوف عد نسائه سائلا أين أنا غدا؟ أين أنا بعد غد استدعاء ليوم عائشة فطاب نفوس بقية أمهات المؤمنين- رضي الله عنهن جميعا. بأن يمرض حيث أحب فوهبنا أيامهن لعائشة. فسهرت عليه تمرضه وحانت لحظة الرحيل ورأسه صلى الله عليه وسلم في حجرها.
      قالت عائشة تصف هذه اللحظة
      (إن من نعم الله علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتي وبين سحري ونحري) ودفن صلى الله عليه وسلم حيث قبض في بيتها وعائشة بعده تعلم الرجال والنساء، وتشارك في صنع التاريخ الإسلامي إلى أن وافتها المنية في السادسة والستين من عمرها في ليلة الثلاثاء لسبع مضين من رمضان سنة سبع وخمسين من الهجرة .

      رضي الله عن سيدة نساء العالمين وأم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر.
    • عثمان بن عفان رضي الله عنه


      عثمان بن عفان ذي النورين
      "...ألا استحي من رجل تستحي منه الملائكة" حديث شريف

      هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية ،

      يجتمع نسبه مع رسول الله-صلى الله عليه وسلم- في عبد مناف ،

      ولد في السنـة السادسة بعد عام الفيـل ، نشأ في بيت كريم ذي مال وجاه ، وشب على حسن السيرة والعفة والحياء فكان محبوبا في قومه أثيـرا لديهم

      إسلامه كان -رضي الله عنه- من السابقين الى الاسلام اذ أسلم بدعوة من أبي بكر الصديق وتحمل في سبيل ذلك أذى كثيرا وظل ثابتا على عقيدته ، فقد أخذه عمّه الحكم بن أبي العاص بن أمية فأوثقه رباطاً وقال ( أترغب عن ملّـة آبائك إلى دين محدث ؟ والله لا أحلّكَ أبداً حتى تدَعَ ما أنت عليه من هذا الديـن )
      فقال عثمان ( والله لا أدعه أبداً ولا أفارقه )
      فلما رأى الحكم صلابته في دينه تركه
      فكان عثمان بن عفان ممن صلى الى القبلتين ، و هاجر الهجرتين : الأولى الى الحبشة والثانية الى المدينة المنورة ، وأحد العشرة المبشرين بالجنة
      واختصه الرسول -صلى الله عليه وسلم- بكتابة الوحي
      حياءه قالت السيدة عائشة : استأذن أبو بكر على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو مضطجع على فراش عليه مِرْطٌ لي ، فأذن له وهو على حاله ، فقضى الله حاجته ثم انصرف ، ثم استأذن عمر ، فأذن له وهو على تلك الحال ، فقضى الله حاجته ثم انصرف ، ثم استأذن عثمان ، فجلس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصلح عليه ثيابه وقال ( اجمعي عليك ثيابك )
      فأذن له ، فقضى الله حاجته ثم انصرف
      قالت : فقلت ( يا رسول الله ، لم أرك فزِعْتُ لأبي بكر وعمر كما فزعت لعثمان !)
      فقال ( يا عائشة إن عثمان رجل حيي ، وإني خشيت إن أذنت له على تلك الحال أن لا يُبَلّغ إليّ حاجته )
      وقد قال فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة )

      ذو النورين تزوج عثمان -رضي الله عنه- من رقية بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-

      فلما توفيـت تزوج أختها أم كلثوم ولذلك سمي (ذي النورين)
      ، وعندما ماتت أم كلثوم تأسّف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على مصاهرته وقال ( والذي نفسي بيده لو كان عندي ثالثة لزوَّجتُكَها يا عثمان )
      مناقبه رويَ عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أحاديث عدّة في ذِكْر مناقب عثمان منها
      (إن عثمان لأول من هاجر الى الله بأهله بعد لوط)
      ( إن الله عز وجل أوحى إليّ أن أزوج كريمتي من عثمان )
      ( من يُبغضُ عثمان أبغضه الله )
      دخل الرسول -صلى الله عليه وسلم- على ابنته وهي تغسل رأس عثمان فقال ( يا بنيّة أحْسِني إلى أبي عبد الله فإنه أشبه أصحابي بي خُلُقاً )
      أوائل كان -رضي الله عنه- أوّل من هاجر الى الحبشة مع زوجته رقيّة بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وأول من شيَّد المسجد ، وأول من خطَّ المفصَّل ، وأول من ختم القرآن في ركعة
      بئر رومة
      أنفق الكثير من ماله الوفير لخدمة الاسلام والمسلمين ومن ذلك شرائه لبئر رومة ، فقد كانت هذه البئر لرجل يهودي في المدينة وكان يبيع ماءها ، فلما هاجر المسلمون الى المدينة تمنى الرسول -صلى الله عليه وسلم- لو يجد من بين أصحابه من يشتريها ليفيض ماؤها على المسلمين بغير ثمن وله الجنة ، فسارع عثمان -رضي الله عنه- الى اليهودي فاشتراها منه ووهبها للمسلمين
      يوم الحديبية بعث الرسول -صلى الله عليه وسلم- عثمان الى قريش يوم الحديبية ، فقد بعثه الى أبي سفيان وأشراف قريش يخبرهم أنه لم يأت لحرب ، وأنه إنما جاء زائراً لهذا البيت ومعظماً لحرمته ، فخرج عثمان الى مكة فلقيه أبَان بن سعيد بن العاص حين دخل مكة ، أو قبل أن يدخلها ، فحمله بين يديه ، ثم أجاره حتى بلّغ رسالة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فانطلق عثمان حتى أتى أبا سفيان وعظماء قريش ، فبلغهم عن رسول الله ما أرسله به ، فقالوا لعثمان حين فرغ من رسالة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إليهم ( إن شئت أن تطوف بالبيت فطف )
      فقال ( ما كنت لأفعـل حتى يطوف به رسـول الله -صلى الله عليه وسلم- )
      واحتبسته قريش عندها ، فبلغ رسول الله والمسلمين أن عثمان بن عفان قد قتل ، فدعا الرسول -صلى الله عليه وسلم- الناس الى البيعة ، فكانت بيعة الرضوان تحت الشجرة ، وفيها ضرب الرسول -صلى الله عليه وسلم- بشماله على يمينه وقال ( هذه يدُ عثمان )
      فقال الناس ( هنيئاً لعثمان )
      جيش العسرة ولما حث الرسول -صلى الله عليه وسلم- على تجهيز جيش غزوة تبوك الذي سمي بجيش العسرة ، سارع عثمان -رضي الله عنه- بتقديـم تسعمائة وأربعين بعيرا وستين فرسا أتم بها الألف فدعا له قائلا ( غفـر اللـه لك يا عثمان ما أسررت وما أعلنت وما هو كائـن الى يوم القيامة )
      كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( ما ضرّ عثمان ما عمل بعد اليوم )
      الخلافة لقد كان عثمان بن عفان أحد الستة الذين رشحهم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لخلافته
      فقد أوصى بأن يتم اختيار أحد ستة (علي بن أبي طالب ، عثمان بن عفان ، طلحة بن عبيد الله ، الزبير بن العوام ، سعد بن أبي وقاص ، عبد الرحمن بن عوف )
      في مدة أقصاها ثلاثة أيام من وفاته حرصا على وحدة المسلميـن ، فتشاور الصحابـة فيما بينهم ثم أجمعوا على اختيار عثمان -رضي الله عنه- وبايعـه المسلمون في المسجد بيعة عامة سنة ( 23 هـ ) ، فأصبح ثالث الخلفاء الراشدين
      انجازاته استمرت خلافته نحو اثني عشر عاما تم خلالها الكثير من الأعمال
      نَسْخ القرآن الكريم وتوزيعه على الأمصار
      توسيع المسجد الحرام
      وقد انبسطت الأموال في زمنه حتى بيعت جارية بوزنها ، وفرس بمائة ألف ، ونخلة بألف درهم ، وحجّ بالناس عشر حجج متوالية
      الفتوحات فتح الله في أيام خلافة عثمان -رضي الله عنه- الإسكندرية ثم سابور ثم إفريقية ثم قبرص ، ثم إصطخر الآخرة وفارس الأولى ، ثم خو وفارس الآخرة ثم طبرستان ودرُبُجرْد وكرمان وسجستان ثم الأساورة في البحر ثم ساحل الأردن
      وقد أنشأ أول أسطول إسلامي لحماية الشواطيء الإسلامية من هجمات البيزنطيين
      الفتنة في أواخر عهده ومع اتساع الفتوحات الاسلامية ووجود عناصر حديثة العهد بالاسلام لم تتشرب روح النظام والطاعة ، أراد بعض الحاقدين على الاسلام وفي مقدمتهم اليهود اثارة الفتنة للنيل من وحدة المسلمين ودولتهم ، فأخذوا يثيرون الشبهات حول سياسة عثمان -رضي الله عنه- وحرضوا الناس في مصر والكوفة والبصرة على الثورة ، فانخدع بقولهم بعض من غرر به ، وساروا معهم نحو المدينة لتنفيذ مخططهم ، وقابلوا الخليفة وطالبوه بالتنازل ، فدعاهم الى الاجتماع بالمسجد مع كبار الصحابة وغيرهم من أهل المدينة ، وفند مفترياتهم وأجاب على أسئلتهم وعفى عنهم ، فرجعوا الى بلادهم لكنهم أضمروا شرا وتواعدوا على الحضور ثانية الى المدينة لتنفيذ مؤامراتهم التي زينها لهم عبدالله بن سبأ اليهودي الأصل والذي تظاهر بالاسلام
      استشهاده وفي شـوال سنة ( 35 ) من الهجرة النبوية ، رجعت الفرقة التي أتت من مصر وادعوا أن كتابا بقتل زعماء أهل مصر وجدوه مع البريد ، وأنكر عثمان -رضي الله عنه- الكتاب لكنهم حاصروه في داره ( عشرين أو أربعين يوماً ) ومنعوه من الصلاة بالمسجد بل ومن الماء ، ولما رأى بعض الصحابة ذلك استعـدوا لقتالهم وردهم لكن الخليفة منعهم اذ لم يرد أن تسيل من أجله قطرة دم لمسلم ، ولكن المتآمريـن اقتحموا داره من الخلف ( من دار أبي حَزْم الأنصاري ) وهجموا عليه وهو يقـرأ القـرآن وأكبت عليه زوجـه نائلـة لتحميه بنفسها لكنهم ضربوها بالسيف فقطعت أصابعها ، وتمكنوا منه -رضي الله عنه- فسال دمه على المصحف ومات شهيدا في صبيحة عيد الأضحى سنة ( 35 هـ ) ، ودفن بالبقيع
      وكان مقتله بداية الفتنة بين المسلمين الى يومنا هذا
    • آآآميـــن :o :o


      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
      من قال بعد سماع الاذآن ...

      اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آتي محمد الوسيلة و الفضيلة والدرجة العالية الرفيعة , و ابعثه اللهم المقام المحمود الذي وعدته .. انك لا تخلف المعياد ...

      حلت عليه شفاعتي
    • رملة بنت أبي سفيان


      (الوافية لدينها)

      أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان- رضي الله عنهما-

      أم المؤمنين زوجة وبنت عم الرسول صلى الله عليه وسلم،
      كانت رضي الله عنها صادقة متمسكة بالإسلام وتعاليمه ولا تقدم على ذلك أقرب الأقربين إليها فعن الزهري،

      قال (لما قدم أبو سفيان المدينة) . والنبي صلى الله عليه وسلم يريد غزو مكة، فكلمه في أن يزيد في الهدنة.
      فلم يقبل عليه. فقام فدخل على ابنته أم حبيبة، فلما ذهب ليجلس على فراش النبي صلى الله عليه وسلم، طوته دونه. فقال: يا بنية، أرغبت بهذا الفراش عني، أم بي عنه؟ قالت: بل هو فراش رسول الله، وأنت امرؤ نجس مشرك . كانت تحت زوجها عبيد الله بن جحش وقد هاجرت مع زوجها إلى الحبشة، وهناك تنصر زوجها فوقفت وقفة المرأة المؤمنة بالله ورسوله وانفصلت عنه. ولقد وجدت رضي الله عنها من الشدائد والأهوال في الحبشة، وخافت أن يبطش بها والدها أبو سفيان إذا رجعت من الحبشة وهو من كبار رجال قريش وسيدها المطاع، وأمها سيدة قريش هند بنت عتبة، مات زوجها على ردته النصرانية وازدادت الشدائد عليها فتركت أمرها إلى الله والله يحميها ويرعاها. ولما علم رسول الرحمة عليه الصلاة والسلام: كتب إلى النجاشي ملك الحبشة ليزوجه إياها فأبلغها النجاشي ذلك ففرحت فرحا شديدا بهذه البشارة العظيمة. وأمهرها عنها، أربعة آلاف درهم وبعث بها إليه مع شرحبيل بن حسنة. وتم عقد الزواج الذي قام بتولي عقد النكاح عثمان بن عفان- رضي الله عنه-. وكانت أم حبيبة مع الوفد القادم، فبنى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ذلك سنة ست أو سبع هجري وكانت قد بلغت الأربعين من عمرها. ومن شدة تقواها رضي الله عنها أنها أرسلت إلى أمهات المؤمنين قبل وفاتها تستحلهم مما قد يكون وقع بينهن من شحناء. عن عوف بن الحارث: سمعت عائشة تقول: دعتني أم حبيبة عند موتها، فقالت: قد كان يكون بيننا ما يكون بين الضرائر، فغفر الله لي ولك ما كان من ذلك. فقلت: غفر الله لك ذلك كله وحلك من ذلك، فقالت: سررتني سرك وأرسلت إلى أم سلمة، فقالت مثل ذلك .
      توفيت بالمدينة سنة 42 هـ
      وقيل سنة 50 هـ-
      رضي الله- عن أم حبيبة وأرضاه.
    • عمر بن الخطاب رضي الله عنه



      عمر بن الخطاب أحد العشرة المبشرين بالجنة

      يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا" فجا قط الا سلك فجا غير فجك "
      حديث شريف

      الفاروق أبو حفص ،
      عمر بن الخطاب بن نُفيل بن عبد العزَّى القرشي العدوي ،
      ولد بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة ( 40 عام قبل الهجرة ) ، عرف في شبابه بالشـدة والقـوة ، وكانت له مكانة رفيعـة في قومه اذ كانت له السفارة في الجاهلية فتبعثـه قريش رسولا اذا ما وقعت الحرب بينهم أو بينهم و بين غيرهم
      وأصبح الصحابي العظيم الشجاع الحازم الحكيم العادل صاحب الفتوحات وأول من لقب بأمير المؤمنين0

      اسلامه أسلم في السنة السادسة من البعثة النبوية المشرفة ، فقد كان الخباب بن الأرت يعلم القرآن لفاطمة بنت الخطاب وزوجها سعيد بن زيد عندما فاجأهم عمر بن الخطـاب متقلـدا سيفه الذي خـرج به ليصفـي حسابه مع الإسـلام ورسوله ، لكنه لم يكد يتلو القرآن المسطور في الصحيفة حتى صاح صيحته المباركة ( دلوني على محمد )
      وسمع خباب كلمات عمر ، فخرج من مخبئه وصاح ( يا عمـر والله إني لأرجو أن يكون الله قد خصـك بدعـوة نبيه -صلى الله عليه وسلم- ، فإني سمعته بالأمس يقول ( اللهم أيد الإسلام بأحب الرجلين إليك ، أبي الحكم بن هشام ، وعمر بن الخطاب )
      فسأله عمر من فوره ( وأين أجد الرسول الآن يا خباب ؟)
      وأجاب خباب ( عند الصفـا في دار الأرقـم بن أبي الأرقـم )
      ومضى عمر الى مصيره العظيم
      ففي دار الأرقم خرج إليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل السيف فقال ( أما أنت منتهيا يا عمر حتى يُنزل الله بك من الخزي والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة ؟ اللهم هذا عمر بن الخطاب ، اللهم أعزّ الدين بعمر بن الخطاب )
      فقال عمر ( أشهد أنّك رسول الله )
      وباسلامه ظهر الاسلام في مكة اذ قال للرسول - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون في دار الأرقم ( والذي بعثك بالحق لتخرجن ولنخرجن معك )
      وخرج المسلمون ومعهم عمر ودخلوا المسجد الحرام وصلوا حول الكعبة دون أن تجـرؤ قريش على اعتراضهم أو منعهم ، لذلك سماه الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( الفاروق ) لأن الله فرق بين الحق والباطل
      لسان الحق هو أحد العشرة المبشرين بالجنة ، ومن علماء الصحابة وزهادهم ، وضع الله الحق على لسانه اذ كان القرآن ينزل موافقا لرأيه ، يقول علي بن أبي طالب ( إنّا كنا لنرى إن في القرآن كلاما من كلامه ورأياً من رأيه )
      كما قال عبد الله بن عمر ( مانزل بالناس أمر فقالوا فيه وقال عمر ، إلا نزل القرآن بوفاق قول عمر )
      ‏عن ‏أبي هريرة ‏-‏رضي الله عنه- ‏‏قال :‏ ‏قال رسـول اللـه ‏-‏صلى اللـه عليه وسلم-‏ ‏( لقد كان فيما قبلكم من الأمم ‏‏محدثون ،‏ ‏فإن يك في أمتي أحد فإنه ‏‏عمر ‏)
      و‏زاد ‏‏زكرياء بن أبي زائدة ‏ ‏عن ‏ ‏سعد ‏ ‏عن ‏ ‏أبي سلمة ‏ ‏عن ‏أبي هريرة ‏‏قال ‏: ‏قال النبي ‏ ‏-صلى الله عليه وسلم-( ‏ لقد كان فيمن كان قبلكم من ‏بني إسرائيل‏ ‏رجال يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء ، فإن يكن من أمتي منهم أحد ‏‏فعمر )
      قال ‏‏ابن عباس ‏-‏رضي الله عنهما-( ‏‏من نبي ولا محدث ‏)
      قوة الحق كان قويا في الحق لا يخشى فيه لومة لائم ، فقد ‏استأذن ‏‏عمر بن الخطاب ‏‏على رسول الله ‏-‏صلى الله عليه وسلم- ‏‏وعنده ‏‏نسوة ‏من ‏قريش ،‏ ‏يكلمنه ويستكثرنه ، عالية أصواتهن على صوته ، فلما استأذن ‏‏عمر بن الخطاب ‏قمن فبادرن الحجاب ، فأذن له رسول الله -‏صلى الله عليه وسلم-،‏ ‏فدخل ‏‏عمر ‏‏ورسول الله ‏-‏صلى الله عليه وسلم- ‏‏يضحك ، فقال ‏‏عمر(‏ ‏أضحك الله سنك يا رسول الله )
      فقال النبي ‏-صلى الله عليه وسلم-‏ ‏( عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي ، فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب )
      فقال ‏‏عمر (‏ ‏فأنت أحق أن يهبن يا رسول الله )
      ثم قال عمر ‏( ‏يا عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله ‏-‏صلى الله عليه وسلم-)
      ‏فقلن ( نعم ، أنت أفظ وأغلظ من رسول الله -‏صلى الله عليه وسلم-)
      ‏فقال رسول الله ‏-‏صلى الله عليه وسلم- ‏( إيها يا ‏ابن الخطاب ‏، ‏والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا ‏فجا ‏قط إلا سلك ‏‏فجا ‏غير‏فجك )
      ومن شجاعته وهيبته أنه أعلن على مسامع قريش أنه مهاجر بينما كان المسلمون يخرجون سرا ، وقال متحديا لهم ( من أراد أن تثكله أمه وييتم ولده وترمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي )
      فلم يجرؤ أحد على الوقوف في وجهه

      عمر في الأحاديث النبوية رُويَ عن الرسـول -صلى الله عليه وسلم- العديد من الأحاديث التي تبين فضل عمـر بن الخطاب نذكر منها
      ( إن الله سبحانـه جعل الحق على لسان عمر وقلبه )
      ( الحق بعدي مع عمـر حيث كان )
      ( لو كان بعدي نبيّ لكان عمـر بن الخطاب )
      ( إن الشيطان لم يلق عمـر منذ أسلم إلا خرَّ لوجهه )
      ( ما في السماء ملك إلا وهو يوقّر عمر ، ولا في الأرض شيطان إلا وهو يفرق من عمر )
      قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأةِ أبي طلحة وسمعت خشفاً أمامي ، فقلت : ما هذا يا جبريل ؟ قال : هذا بلال ، ورأيت قصرا أبيض بفنائه جارية ، فقلت : لمن هذا القصر ؟ قالوا : لعمر بن الخطاب ، فأردت أن أدخله فأنظر إليه ، فذكرت غيْرتك )
      فقال عمر ( بأبي وأمي يا رسول الله أعليك أغار !)
      وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( بيْنا أنا نائم إذ أتيت بقدح لبنٍ ، فشربت منه حتى إنّي لأرى الريّ يجري في أظفاري ، ثم أعطيت فضْلي عمر بن الخطاب )
      قالوا ( فما أوّلته يا رسول الله ؟)
      قال ( العلم )
      قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( بينا أنا نائم رأيت الناس يعرضون عليّ وعليهم قمصٌ ، منها ما يبلغ الثدي ومنها ما يبلغ أسفل من ذلك ، وعُرِضَ عليّ عمر بن الخطاب وعليه قميص يجرّه )
      قالوا ( فما أوَّلته يا رسول الله ؟)
      قال ( الدين )
      خلافة عمر رغب أبو بكر -رضي الله عنه- في شخصية قوية قادرة على تحمل المسئولية من بعده ، واتجه رأيه نحو عمر بن الخطاب فاستشار في ذلك عدد من الصحابة مهاجرين وأنصارا فأثنوا عليه خيرا ومما قاله عثمان بن عفان :( اللهم علمي به أن سريرته أفضل من علانيته ، وأنه ليس فينا مثله )
      وبناء على تلك المشورة وحرصا على وحدة المسلمين ورعاية مصلحتهم
      أوصى أبو بكر الصديق بخلافة عمر من بعده ، وأوضح سبب اختياره قائلا (اللهم اني لم أرد بذلك الا صلاحهم ، وخفت عليهم الفتنة فعملت فيهم بما أنت أعلم ، واجتهدت لهم رأيا فوليت عليهم خيرهم وأقواهم عليهم )
      ثم أخذ البيعة العامة له بالمسجد اذ خاطب المسلمين قائلا (أترضون بمن أستخلف عليكم ؟ فوالله ما آليت من جهد الرأي ، ولا وليت ذا قربى ، واني قد استخلفت عمر بن الخطاب فاسمعوا له وأطيعوا )
      فرد المسلمون :(سمعنا وأطعنا)
      وبايعوه سنة ( 13 هـ )
      انجازاته استمرت خلافته عشر سنين تم فيها كثير من الانجازات المهمة
      لهذا وصفه ابن مسعود -رضي الله عنه- فقال ( كان اسلام عمر فتحا ، وكانت هجرته نصرا ، وكانت إمامته رحمه ، ولقد رأيتنا وما نستطيع أن نصلي الى البيت حتى أسلم عمر ، فلما أسلم عمر قاتلهم حتى تركونا فصلينا)
      فهو أول من جمع الناس لقيام رمضان في شهر رمضان سنة ( 14 هـ ) ، وأول من كتب التاريخ من الهجرة في شهر ربيع الأول سنة ( 16 هـ ) ، وأول من عسّ في عمله ، يتفقد رعيته في الليل وهو واضع الخراج ، كما أنه مصّـر الأمصار ، واستقضـى القضـاة ، ودون الدواويـن ، وفرض الأعطيـة ، وحج بالناس عشر حِجَـجٍ متواليـة ، وحج بأمهات المؤمنين في آخر حجة حجها
      وهدم مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم- وزاد فيه ، وأدخل دار العباس بن عبد المطلب فيما زاد ، ووسّعه وبناه لمّا كثر الناس بالمدينة ، وهو أول من ألقى الحصى في المسجد النبوي ، فقد كان الناس إذا رفعوا رؤوسهم من السجود نفضوا أيديهم ، فأمر عمر بالحصى فجيء به من العقيق ، فبُسِط في مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم-
      وعمر -رضي الله عنه- هو أول من أخرج اليهود وأجلاهم من جزيرة العرب الى الشام ، وأخرج أهل نجران وأنزلهم ناحية الكوفة
      الفتوحات الإسلامية لقد فتح الله عليه في خلافته دمشق ثم القادسية حتى انتهى الفتح الى حمص ، وجلولاء والرقة والرّهاء وحرّان ورأس العين والخابور ونصيبين وعسقلان وطرابلس وما يليها من الساحل وبيت المقدس وبَيْسان واليرموك والجابية والأهواز والبربر والبُرلُسّ
      وقد ذلّ لوطأته ملوك الفرس والروم وعُتاة العرب حتى قال بعضهم ( كانت درَّة عمر أهيب من سيف الحجاج )
      هَيْـبَتِـه و تواضعه وبلغ -رضي الله عنه- من هيبته أن الناس تركوا الجلوس في الأفنية ، وكان الصبيان إذا رأوه وهم يلعبون فرّوا ، مع أنه لم يكن جبّارا ولا متكبّرا ، بل كان حاله بعد الولاية كما كان قبلها بل زاد تواضعه ، وكان يسير منفردا من غير حرس ولا حُجّاب ، ولم يغرّه الأمر ولم تبطره النعمة
      استشهاده كان عمر -رضي الله عنه- يتمنى الشهادة في سبيل الله ويدعو ربه لينال شرفها ( اللهم أرزقني شهادة في سبيلك واجعل موتي في بلد رسولك)
      وفي ذات يوم وبينما كان يؤدي صلاة الفجر بالمسجد طعنه أبو لؤلؤة المجوسي ( غلاما للمغيرة بن شعبة ) عدة طعنات في ظهره أدت الى استشهاده ليلة الأربعاء لثلاث ليال بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين من الهجرة
      ولما علم قبل وفاته أن الذي طعنه ذلك المجوسي حمد الله تعالى أن لم يقتله رجل سجد لله تعالى سجدة
      ودفن الى جوار الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر الصديق -رضي الله عنه- في الحجرة النبوية الشريفة الموجودة الآن في المسجد النبوي في المدينة المنورة
    • خولة بنت ثعلبة



      (سمع الله شكواها)

      خولة بنت ثعلية بن أصرم بن فهد بن ثعلبة
      من ربات الفصاحة والبلاغة، تزوجها أوس بن الصامت أخو عبادة بن الصامت- رضي الله عنهما-. وهو ممن شهد بدرا وأحدا، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

      راجعت خولة زوجها أوس بن الصامت بشيء فغضب فقال (أنت علي كظهر أمي)،
      ثم خرج الزوج بعد أن قال ما قال فجلس في نادي القوم ساعة ثم دخل عليها يريدها عن نفسها، ولكن امتنعت حتى تعلم حكم الله في مثل هذا الحدث.
      فقالت: كلا والذي نفس خولة بيده، لا تخلصن إلي وقد قلت إلي، وقد قلت ما قلت حتى يحكم الله ورسوله فينا بحكمه،
      وخرجت خولة حتى جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلست بين يديه فذكرت له ما لقيت من زوجها، وهي بذلك تريد أن تستفتيه وتجادله في الأمر،
      ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (ما أمرنا في أمرك بشيء ما أعلمك إلا قد حرمت عليه، والمرأة المؤمنة تعيد الكلام وتبين لرسول الله ما قد يصيبها وابنها إذا افترقت عن زوجها، وفي كل مرة يقول لها رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما أعلمك إلا قد حرمت عليه) وهنا رفعت يديها إلى السماء وفي قلبها حزن وأسى ،وفي عينيها دموع وحسرة قائلة: اللهم إني أشكو إليك ما نزل بي.. وما كادت تفرغ من دعائها حتى تغشى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان يتغشاه عند نزول الوحي، ثم سرى عنه.
      فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا خولة قد أنزل الله فيك وفي صاحبك قرأنا)
      ثم قرأ عليها (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير) إلى قوله (وللكافرين عذاب أليم) .
      ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم كفارة الظهار.
      فقال النبي صلى الله عليه وسلم(قد أصبت وأحسنت فاذهبي فتصدقى به عنه ، ثم استوصي بابن عمك خيرا)
      ففعلت ومما روي في شأن خولة- رضي الله عنها- أن عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- مر بها في زمن خلافته وهو أمير المؤمنين و كان راكبا على حمار، فاستوقفته خولة طويلا ووعظته.
      وقالت له: يا عمر قد كنت تدعى عميراً ثم قيل لك: يا عمر ثم قيل لك يا أمير المؤمنين فاتق الله يا عمر فإن من أيقن بالموت خاف الفوت، ومن أيقن بالحساب خاف العذاب. فقيل له:يا أمير المؤمنين اتقف لهذه العجوز هذا الموقف.
      قال رضي الله عنه (والله لو حبستني من أول النهار إلى آخره ما زلت إلا للصلاة المكتوبة، إنها خولة بنت ثعلبة سمع الله قولها من فم سبع سماوات، أيسمع رب العالمين قولها ولا يسمعه عمر) .
    • زينب بنت خزيمة


      أم المؤمنين و أم المساكين.............


      هي زينب بنت خزيمة بن عبد الله بن عمر بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن
      صعصعة الهلاليـة ، أم المؤمنين زوج الرسول -صلى الله عليه وسلم- وكانت
      أخت أم المؤمنيـن ( ميمونة بنت الحارث ) لأمها ، ولِدَت قبل البعثـة في مكة
      بثلاث عشرة سنة تقريباً ، كانت زوجة عبد الله بن جحش فاستشهد بأحد فخطبها
      الرسـول -صلى الله عليه وسلم- بعد انقضاء عدّتها الى نفسها ، فجعلت أمرها إليه
      تزوجها في السنة الثالثـة للهجرة بعد حفصـة ، وأقامت عند الرسول
      ثمانية أشهر وتوفيت في سنة أربع للهجرة


      الزواج المبارك

      أرسل الرسول -صلى الله عليه وسلم- الى ( زينب بنت خزيمة ) يخطبها الى نفسه ، وما أن يصل الخبر الى المهاجرة الصابرة التي أفجعها فراق زوجها الشهيد عبد الله بن جحش في غزوة أحد ، امتلأت نفسها سعادة ورضا من التكريم النبوي لها ، فهي ستكون إحدى زوجاته -عليه أفضل الصلاة والسلام- فما كان منها إلا أن أرسلت الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( أني جعلت أمر نفسي إليك )
      وتزوجها الرسول الكريم في شهر رمضان من السنة الثالثة للهجرة ولم تمكث عنده إلا أشهراً وتوفيت -رضي الله عنها-


      أم المساكين

      لقد أقلّت كتب السيرة والتراجم من ذكر أخبار السيدة زينب لقصر فترة اقامتها عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، ولكنها كانت أفضل أمهات المؤمنين في حب المساكين والإحسان إليهم ، لتكون حقاً ( أم المساكين )
      فقد كانت تطعمهم وتتصدق عليهم

      وفاتها

      توفيت في شهر ربيع الآخر سنة أربع ، وعاشت ثلاثين سنة ، رضي الله عنها وأرضاها
    • الشهيد حسن البنا

      نشأته

      ولد حسن البنا بالمحمودية محافظة البحيرة ــ مصرــ في شعبان 1324 ه (أكتوبر 1906 م ) . كان أبوه الشيخ : أحمد عبد الرحمن البنا من العلماء العاملين . عرفه الناس بلين الجانب وكرم خلقه وحبه للخير والسعي للصلح بين الناس .

      اشتغل الشيخ : أحمد عبد عبد الرحمن البنا (والد المعلم حسن البنا ) بعلوم السنة . وله عدة مصنفات في الحديث الشريف من أهمها (الفتح الرباني لترتيب مسند الا مام أحمد ).

      بدأ حسن البنا اهتمامه بالعمل الاسلامي في سن مبكرة , فاشتغل بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلي الله . كان الشهيد محبوبا من زملائه في المدرسة فأنشأ معهم (جمعية الأخلاق الدينية ) وبعدها (جمعية منع المحرمات ) ، كما شرف حسن البنا بالاشتراك في ثورة سنة 1919 م وهو في الثانية عشرة من عمره .

      تعليمه

      تخرج الاستاذ المعلم (حسن البنا )في دار العلوم عام 1346 ه (1927 م ) وكان ترتيبه على الطلاب اللأول وبعد نجاحه بشهور عين مدرسا بمدينة الاسماعيلية حيث بدأ نهجا مدروسا ، ولقى نجاحا ( وهو اختيار تجمعات الناس على المقاهي ) لنشر دعوته التي امتاز بحسن عرضها و كيفية إقناع الغير بها . و قد اتصف بتجاوز ه للخلافات التي تسود المجتمع المسلم ، بل إنه كان ينصح زملائه بالتماس بعضهم لبعض الأعذار .

      استطاع الأستاذ حسن البنا أن يُرسي قواعد العمل الإسلامي المدروس ، وقد تعاهد مع ستة نفر من إخوانه على على تكوين أول نواة لـجماعة الإخوان المسلمين في شوال سنة 1346هـ مارس سنة 1928 م ، و كانت البداية . و في عام 1351 هـ 1932 م نقل الشيخ إلى القاهرة ، وكان لذلك أثره الحميد على الدعوة ، حيث أخذت طورا جديدا و أصبح المركز العام لجماعة الإخوان المسلمين بالقاهرة .

      حرص الإمام البنا على أن تكون دعوته غير إقليمية في حدود مصر ، ولذلك نجد دعوة الإخوان تظهر في العالم العربي بل و تمتد إلى الكثير من أقطار العالم الإسلامي .

      كان ترحال الداعية حسن البنا الى الأقاليم له أثره البالغ في نشر الدعوة وربط الاخوان بقائدهم واتصال الجماعات بعضها ببعض .

      والحقيقة أن الجهاد في سبيل الله يشكل العنصر اللأساسي لدعوة الاخوان المسلمين وقدرأينا ذلك بوضوح وجلاء في معركة فلسطين 1948 م ، والتي شهدت أروع التضحيات من شباب الاخوان المسلمين الذين ضربوا للعالم أجمع أعظم أمثلة الجهاد في سبيل الله .

      إستشهاد الإمام

      لم يعتقل الإمام حسن البنا مع أنه رئيس الجماعة ( المرشد العام ) إستعدادا لمؤامرة أكبر .. مؤامرة القضاء على الإتجاه الديني و ضرب الإسلام ضربة بحيث لا يقيم لهم قائمة ثانية ، وظنوا أن ذلك لا يتم إلا باغتيال الإمام حسن البنا ، و خاب ظنهم ..

      كيف قُتل الإمام حسن البنا ؟

      حيكت مؤامرة سموها ( لجنة الصلح ) أى اللجنة التي تسعى للصلح بين الإخوان و الحكومة ، و دُعى الأستاذ حسن البنا إلى هذه المفاوضات أكثر من مرة في أكثر من مكان ، وكانت هذه المفاوضات تُعقد في ( جمعية الشبان المسلمين ) في القاهرة ، و عُقدت جلسة المفاوضات ، و انصرف الإمام ، و قبل وصوله إلى الباب الرئيسي حيث أعد الكمين من مجموعة من الضباط و الجنود . قبل وصوله إلى الباب سلم على المودعين له و خرج ، و ما إن أصبح في الشارع أمام مبنى الجمعية حتى انهالت عليه رصاصات الغدر و اتآمر ، و تحامل الإمام على نفسه و طلب سيارة الإسعاف التي نقلته إلى مستشفى القصر العيني ، و هناك لم يجد طبيبا ينقذه ، و ظل الدم ينزف دون عناية من أحد حتى لفظ أنفاسه الأخيرة ، وسلم الشهيد القائد روحه لبارئها . كان ذلك في 14 ربيع الثاني 1368 هـ ( 12 فبراير 1949 م ) .

      (" من المؤمنين رجال صدفوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا " )
    • الشهيد سيد قطب



      نشأته

      في قرية " موشا " من محافظة أسيوط ، ولد الشهيد سيد قطب - عام 1906 من أسرة متوسطة الحال ، وكان والده في مقدوره المالي أن ينفق على ولده في حياته التعليمية .. دخل في بادئ الأمر " كُتاب القرية" و لكنه سرعان ما هجره لعدم اقتناعه بوسيلة التعليم فيه ، و التحق بمدرسة القرية الإلزامية ، و لم تمض سنوات أربع حتى حفظ القرآن الكريم ، و ألمّ بالكثير من الآداب المتعلقة بالحديث.

      الدعوة و الداعية

      بعد تخرجه في كلية دار العلوم سنة 1933م ؛ مارس هوايته المفضلة " كتابة الأدب و الشعر " . و في سنة 1948م و حتى أواخر عام 1950م ؛ بُعث ألى أمريكا من قِبَل وزارة التعليم لدراسة النظم التربوية هناك ، و يعود الشهيد إلى مصر في عجب ودهشة .. إنه لم يجد شيئا جديدا ؛ بل إنه لا يجد بُدّاً من اللجوء إلى المنهج الإسلامي كأساس للتربية في مصر !! ، و بعد أن أعلن رأيه بصراحة واجهته كثير من الدعاوي تتهمه بالجمود و التأخر .

      استطاع سيد قطب أن يُحرر مجلة " الفكر الجديد " . كان ذلك بعد انضمامه لـجماعة الإخوان المسلمين ، و بدأ الفكر الجديد يتحرك تجاه الوصول بالإسلام إلى الحكم الرشيد في الوطن الإسلامي ، و بذل الشهيد جهدا مشكورا في الدعوة ، و استطاع جذب أفكار الشباب إليه ؛ بل أصبح مثار إعجاب المفكرين في عصره .. إنه الداعية الذي مزج الحركة بالدعوة في تفان عجيب و إخلاص مجيد .

      و في عام 1952م انتخب الشهيد عضوا في مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان ، وعين رئيسا لقسم نشر الدعوة في المركز العام لـجماعة الإخوان المسلمين ، ثم رئيسا لتحرير مجلة " الإخوان المسلمين " وذلك في شهر يوليو عام 1954 م . وبعد شهر واحد أغلقت الجريدة , وذلك لمعارضتها المعاهدة الانجليزية المصرية التي عقدها عبد الناصر و ضباط الثورة مع الانجليز.

      الابتلاء

      دخل سيد قطب السجن بعد اغلاق الجريدة التي عارضت المعاهدة المصرية الانجليزية . وذلك حتى دخوله السجن كان الفكر لديه هو العمل على اقامة حكم اسلامي يفي بمتطلبات العصر ويحقق أمل الأمة المنشود في تطبيق الشريعة الاسلامية , ولكن بعد المذبحة المشهورة "بليمان طرة" تغير فكر الشهيد , انه من المؤكد أن هذه المذبحة حسمت اللأمر داخل سيد قطب كانت بداية آخر تحولاته الفكرية الاسلامية , أصبح مقتنعا بأن النظام الذي يحكم لا يمت للاسلام بصلة , ولأنه نظام غير اسلا مي فلا بد أنه نظام جاهل , ولأنه نظام جاهل لابد من مقاومته ومحاربته وفرض الاسلام الصحيح عليه , هكذا استقر الأمر في كيانه , وهكذا انقلبت آخر اجتهاداته الاسلامية , وقد كان السجن بالنسبة لسيد قطب أمرا ليس بالصعب لأنه قضى وقتا طويلا في مستشفى السجن , ولكن الحق الذي لا يختلف عليه اثنان أن السجن هو السجن ولو كان في قفص من ذهب , لقد أتيح للشهيد سيد قطب في السجن فرصة الاطلاع والبحث والتأليف حتى انه كتب داخل السجن أخطر مؤلفاته : "معالم في الطريق " كان الداعية يتصل بالإخوان وهو داخل السجن عن طريق الزوار حتى إنه استطاع تهريب فصول كتابه عن طريق أخته حميدة , كما كتب العديد من الرسائل والوصايا داخل السجن وتم طبعها خارج السجن , وفي 13 يوليو عام 1955 م حكمت عليه المحكمة بالسجن لمدة 15 عاما مع الأشغال الشاقة , وكان فترة سجنه نحوا من عشر سنوات دامت حتى عام 1964 م بعدها تدخل الرئيس العراقي عبد السلا م عارف للإفراج عنه , ومضت هذه السنوات غنية بالإنتاج الفكري (للدعوة الإسلامية ) وكان من نتاجها أيضا مواصلة تفسيره "ظلال القرآن " . وفي عام 1965 م أعيد للسجن من جديد بتهمة تدبير مؤامرة لقلب نظام الحكم وكان الشهيد آنذاك قد بلغ سن الستين وكان مصابا بالذبحة الصدرية , بلاضافة الى مرض الكلى , وأمراض المعدة , ولكن لم تشفع له سنه , ولم يشفع له مرضه عند الظالمين وكلاب السلطة .

      استشهاد بعد جهاد

      أجمعت المصادر على أن الأستاذ سيد قطب ذاق ألوان من العذاب مع بقية الرفاق المجاهدين داخل السجن ..

      قُدم الشهيد " سيد قطب " إلى المحكمة ، ولم تتوافر أدلة إتهام و لم تعط فرصة للدفاع . وقف الشهيد أمام هذه المحكمة التي كان يرأسها " محمد فؤاد الدجوي " ، طلب القاضي من الشهيد أن يذكر له الحقيقة - في قضية الإخوان - فقالل " سيد قطب " و قد كشف عن صدره و ظهره الممزق بالسياط ز أنياب الكلاب و عصى الحراس : أتريد الحقيقة ... هذه هي الحقيقة ‍‍‍‍‍!!

      و في النهاية حُكم عليهه بالإعدام ... إعدام من ؟ أعدام رجل نادى بالحق و تبعه أهل الحق !! إعدام رجل فسر القرآن ... !

      و لما سمع الحكم عليه بالإعدام ، قال : الحمد لله ، لقد عملت خمسة عشر عاما لنيل الشهادة .. و عندما طُلب منه الإعتذار مقابل إطلاق سراحه ؛ قال : لن أعتذر عن العمل مع الله !

      طُلب منه كتابة كلمات يسترحم عبد الناصر قال : (( إن أصبع السبابة الذي يشهد لله بالوحدانية في الصلاة ؛ ليرفض أن يكتب حرفا يقر به حكم طاغية ... و قال ردا على الطلب : لماذا أسترحم ؟ إن سُجنت بحق فأنا أقبل حكم الحق ، و إن سجنت بباطل فأنا أكبر من أن أسترحم الباطل .. !!!
    • سعد بن معاذ


      - ابن النعمان ، السيد الكبير الشهيد ، أبو عمرو الأنصاري الأوسي الأشهلي ، البدري الذي اهتز العرش لموته .

      - أسلم على يد مصعب بن عمير فقال ابن إسحاق : لما أسلم وقف على قومه فقال : يا بني عبد الأشهل ، كيف تعلمون أمري فيكم ؟ قالوا : سيدنا فضلاً ، وأيمننا نقيبة . قال فإن كلامكم علي حرام ، رجالكم ونساؤكم ، حتى تؤمنوا بالله و رسوله . قال : فوالله ما بقي في دار بني عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا وأسلموا .

      - وشهد سعد بدراً ، ورمي يوم الخندق ، فعاش شهراً ، ثم انتقض جرحه فمات .

      - عن جابر قال : رمي سعد يوم الأحزاب ، فقطعوا أكحله ، فمسه النبي صلى الله عليه وسلم بالنار ، فانتفخت يده فتركه فنزفه الدم ، فحسمه أخرى ، فانتفخت يده ، فلما رأى ذلك قال : اللهم لا تخرج نفسي حتى تقر عيني من بني قريظة . فاستمسك عرقه ، فما قطرت منه قطرة . حتى نزلوا على حكم سعد ، فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فحكم أن يقتل رجالهم وتسبى نساؤهم وذراريهم ، قال : وكانوا أربعمائة ، فلما فرغ من قتلهم انفتق عرقه .

      - وعن عائشة قالت : حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر سعد بن معاذ وهو يموت في القبة التي ضربها عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد . قالت : والذي نفس محمد بيده إني لأعرف بكاء أبي بكر من بكاء عمر وإني لفي حجرتي ، فكأنما قال الله { رحماء بينهم } .

      - وعن محمود بن لبيد قال : لما أصيب أكحل سعد فثقل حولوه عند امرأة يقال لها رفيدة تداوي الجرحى، فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا مر به يقول : كيف أمسيت ، وكيف أصبحت ؟ فيخبره ، حتى كانت الليلة التي نقله قومه فيها وثقل ، احتملوه إلى بني عبد الأشهل إلى منازلهم ، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل : انطلقوا به . فخرج وخرجنا معه ، وأسرع حتى تقطعت شسوع نعالنا ، وسقطت أرديتنا ، فشكا ذلك إليه أصحابه ، فقال ( إني أخاف أن تسبقنا إليه الملائكة فتغسله كما غسلت حنظلة ) ، فانتهى إلى البيت وهو يغسل وأمه تبكيه وتقول

      ويل أم سعد سعداً ### حزامـة وجـداً

      قال ( كل باكية تكذب إلا أم سعد ) ، ثم خرج به .

      قال : يقول له القوم : ما حملنا يارسول الله ميتاً أخف منه . قال ( ما يمنعه أن يخف وقد هبط من الملائكة كذا وكذا لم يهبطوا قط قبل يومهم ، وقد حملوه معكم ) .

      - وعن سماك ، سمع عبد الله بن شداد يقول : دخل رسول صلى الله عليه وسلم على سعد وهو يكيد نفسه فقال : جزاك الله خيراً من سيد قوم ، فقد أنجزت ما وعدته ، ولينجزن الله ما وعدك ) .

      - وعن عامر بن سعد ، عن أبيه قال : لما حكم سعد في بني قريظة أن يقتل من جرت عليه المواسي ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لقد حكم فيهم بحكم الله الذي حكم به من فوق سبع سماوات ) .

      - كان سعد بن معاذ رجلاً أبيض ، طوالاً ، حسن الوجه ، أعين ، حسن اللحية ، فرمي يوم الخندق سنة خمس من ا لهجرة ، فمات من رميته تلك ، وهو يومئذ ابن سبع وثلاثين سنة ، فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ودفن بالبقيع .

      - وعن عبد الرحمن بن جابر ، عن أبيه : لما انتهوا إلى قبر سعد نزل فيه أربعة : الحارث بن أوس ، وأسيد بن الحضير ، وأبو نائلة سلكان ، وسلمة بن سلامة بن وقش ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم واقف ، فلما وضع في قبره تغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسبح ثلاثاً ، فسبح المسلمون حتى ارتج البقيع ، ثم كبر ثلاثاً ، وكبر المسلمون ، فسئل عن ذلك فقال ( تضايق على صاحبكم القبر ، وضم ضمة لو نجا منها أحد لنجا هو ، ثم فرج الله عنه ) .

      - وقد تواتر قول النبي صلى الله عليه وسلم ( إن العرش اهتز لموت سعد فرحاً به ) ، وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حلة تعجبوا من حسنها ( لمناديل سعد بن معاذ في الجنة خير من هذه ) .

      - وعن جابر قال : جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : من هذا العبد الصالح الذي مات ؟ فتحت له أبواب السماء ، وتحرك له العرش ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا سعد . قال : فجلس على قبره . الحديث .

      - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( هذا العبد الصالح الذي تحرك له العرش ، وفتحت أبواب السماء ، وشهده سبعون ألفاً من الملائكة لم ينزلوا إلى الأرض قبل ذلك ، لقد ضم ضمة ثم أفرج عنه ) ، يعني سعداً .

      - وعن عائشة قالت : ماكان أحد أشد فقداً على المسلمين بعد النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه أو أحدهما من سعد بن معاذ .
    • الضّحّاك بن سفيان رضي الله عنه


      الضّحّاك بن سفيان بن الحارث العامريّ الكِلابيّ ، صحابيّ ولاه الرسول -صلى الله
      عليه وسلم- على من أسلم من قومه ، وعقد له لواء يوم فتح مكة ، وكان سيّاف
      رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقوم على رأسه متوشّحاً بالسيف ، ويُعدّ وحده
      بمائة فارس


      فتح مكة
      لمّا سار الرسول -صلى الله عليه وسلم- الى فتح مكة أمّرَهُ على بني سليم ، لأنهم كانوا تسعمائة ، فقال لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( هل لكم في رجل يعدلُ مائةً يوفّيكم ألفاً )
      فوفّاهم بالضحاك وكان رئيسهم ، واستعمله الرسول -صلى الله عليه وسلم- على سرية


      ولمّا رجع الرسول -صلى الله عليه وسلم- من الجِعرانة بعثه على بني كلاب يجمع صدقاتهم
      وكان صاحب راية بني سُلَيم ورأسهم ، وقال لهم حين تَبِعوا الفُجـاءةَ السُّلَمِي ( يا بني سُلَيـم : بئسَ ما فعلتـم )
      وبالغ في وعظـهِ ، فشتموهُ وهمُّوا به ، فارتحلَ عنهم فندمـوا وسألوه أن يُقيـمَ فأبى ، و قال ( ليس بيني وبينكم مُوادّة )
      وقال في ذلك شعراً ، ثم رجع مع المسلمين الى قتالهم ، فاستشهد
    • لبيد بن ربيعة
      رضي الله عنه


      أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد "
      " ألا كل ما خلا الله باطل
      حديث شريف

      لبيد بن ربيعة بن عامر بن مالك الكِلابيّ ، كان فارساً شجاعاً ، شاعراً
      من فحول الشعراء ، قال الشعر في الجاهلية دهراً ، وقلّ في الإسلام
      أسلم وحسن إسلامه ، فرجع الى قومه ، ثم نزل الكوفة حتى مات فيها


      أصدق الشعر
      روي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال ( أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد ، ألا كل ما خلا الله باطل )والشطر الثاني : وكل نعيم لا محالة زائل - إلا نعيم الجنة


      من شعره
      من قوله في الإسلام : ما عاتَبَ المَرْءَ اللبيبَ كنفسِهِ والمَرْءُ يُصْلِحُهُ الجَليسُ الصالِحُ
      ومن قوله أيضاً : الحمـدُ للـه إذْ لم يأتني أجلـي حتى لبستُ مِنَ الإسلامِ سِرْبالاَ
      ولمّا اشتدّ الجَدْبُ على مضر بدعوة النبي -صلى الله عليه وسلم- وفد عليه وفد قيس وفيهم لبيد فأنشد
      أتَيْناكَ يـا خيـرَ البريّـة كلِّها لترحمنـا ممّـا لقينا مـن الأزْلِ
      أتيناكَ والعَذراء تدمَـى لبَانُهـا وقد ذهَلَت أمُّ الصبـيّ عن الطفـلِ
      فإِنْ تَدْعُ بالسقيـا وبالعفو ترسل السماءُ لنا والأمرُ يبقى على الأصلِ
      وألقَى تكنّيـه الشجـاعُ استكانةً من الجوعِ صمتـاً لا يمرُّ ولا يُحلي


      البقرة وآل عمران
      قال له عمر بن الخطاب يوماً ( يا أبا عقيل ، أنشدني شيئاً من شعرك )
      فقال ( ما كنت لأقول شعراً بعد أن علّمني الله البقرة وآل عمران )
      فزاده عمر في عطائه خمسمائة ، وكان ألفين



      وفاته
      مات في سنة إحـدى وأربعيـن وكان قد عُمّر ، وعلى الأرجح عاش مائـة وخمساً وأربعيـن سنة ، منها خمس وخمسـون في الإسـلام ، وتسعـون في الجاهلية
    • لبابة بنت الحارث
      رضي الله عنها


      لَبابَةُ بنت الحارثِ بن حَزْنٍ الهلالية ، أخت لبابة الصغرى وإنها تلقب العصماء
      وأمها بنت عامر الثقفية ، وهي والدة خالد بن الوليد الصحابي الجليل



      وفاة خالد

      لمّا مات خالد بن الوليد خرج عمر في جنازته ، فإذا أمه تَنْدُبه وتقول:

      أنت خيرٌ من ألفِ ألفٍ من القَوْ مِ إذا ما كنتَ في وجوهِ الرجال
      فقال عمر ( صدقت والله إن كان لكذلك )
    • هالة بنت خويلد
      رضي الله عنها

      هالـة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى القرشية الأسديـة
      أخت خديجة زوج الرسول -صلى الله عليه وسلم- ووالدة
      أبي العاص بن الربيع



      الإستئذان

      استأذنت هالـة بنت خويلـد ، أخت خديجة على رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- فعَرَف استئذانَ خديجة فارْتَاعَ لذلك وقال :( اللهم ! هالة بنت خويلد !)
      فغارت السيدة عائشة وقالت ( ما تذكر من عجوزٍ من عجائزِ قريش ، حمْراءِ الشِّدقين ، هلكتْ في الدهر ، فأبدلكَ الله خيراً منها ؟!)
      فتمعَّرَ وَجْهُهُ تمعُّراً ما كانت تراه إلا عند نزول الوحي أو عند المخيلة حتى ينظرَ أرحمة أم عذاب
    • نائلة بنت الفارض


      (الوفية لزوجها في حياته ومماته) نائلة بنت الفارض زوجة أميرالمؤمنين عثمان بن عفان- رضي الله عنه- عرفت بالرأي الناجح والعقل الراجح والمواقف العظيمة التي سطرها لها التاريخ بأسطر من ذهب، تزوجت أمير المؤمنين عثمان بن عفان - رضي الله عنه- أسلمت على
      يد زوجها عقب قدومها إليه سنة 28 من الهجرة، وحفظت- رضي الله عنها- القرآن الكريم والسنة الشريفة في وقت قصير وكانت- رضي الله عنها- شجاعة وقد سميت (بالفرافضة)
      تيمنا بأحد أسماء الأسد، ولقد تجلت شجاعتها يوم أن فتح باب الفتنة على المسلمين، وحين تأزمت الأمور وحاصروا الدار (دار عثمان- رضي الله عنه-)،
      ومنعوا عنه الزاد والماء بل ومنعوه من الخروج للصلاة، وطالبوه بأن يترك الخلافة، فأعلن رفضه قائلا (لن أخلع قميصا كسانيه الله تعالى)
      ثم تسوروا عليه الدار وهم شاهرون سيوفهم يريدون قتله وحينما رأت الزوجة (نائلة بنت الفرافضة)
      هؤلاء نشرت شعرها وألقت بنفسها على زوجها ثم أهوى رجل على عثمان بن عفان - رضي الله عنه- بالسيف، فما كان منها إلا أن انكبت عليه واتقت السيف بيدها، ولم تبال بقطع أناملها، فنادت غلام خليفة المسلمين وكان اسمه رباح قائلة: يا رباح أعني على هذا، وكان مع رباح سيف قتله ولكن دخل أخر ومعه سيف فوضع طرفه في بطن أمير المؤمنين فأمسكت الزوجة السيف بيدها فحز أصابعها، وعندما سكنت الفتنة تقدم الخطاب ومنهم الصحابي معاوية رضي الله عنه، فرفضت وفاء لذكرى زوجها وقامت بكسر ثنيتها بحجر، حيث كانت- رضي الله عنها- من أحسن الناس ثغراً، ضربت- رضي الله عنهما- أروع الأمثلة في الوفاء والحب لزوجها في حياته وبعد مماته
    • جويرية بنت الحارث ( أم المؤمنين )


      جُوَيْرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن جذيمة الخزاعية المصطلقية
      كان اسمهـا ( برَّة ) فسمّاها الرسول -صلى اللـه عليه وسلم- ( جويرية )
      ولدت فبل البعثـة بنحو ثلاثة أعوام تقريباً ، وتزوجها الرسول الكريم وهي
      ابنة عشرين سنة ، وكان أبوها الحارث سيّداً مطاعاً ، قدم على النبي -صلى
      الله عليه وسلم- فأسلم


      الأسر
      وفي السنة السادسة للهجرة ، وبعد غزوة بني المصطلق أصاب الرسول -صلى الله عليه وسلم- سبياً كثيراً قسّمه بين المسلمين ، وكان ممن أصاب يومها من السبايا جويرية بنت الحارث ، فلما قسّم السبايا وقعت جويرية في السهم لثابت بن قيس بن الشماس أو لابن عم له ، فكاتبته على نفسها ، وكانت امرأة حلوة مُلاّحة ، ولا يراها أحد إلا أخذت بنفسه ، فأتت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تستعينه في كتابتها ، وقالت له ( يا رسول الله ، أنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه ، وقد أصابني من البلاء ما لم يخف عليك ، فوقعت في السهم لثابت بن قيس بن الشماس ، فكاتبته على نفسي ، فجئتك أستعينك على كتابتي )
      قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( فهل لك في خير من ذلك ؟)
      قالت ( وما هو يا رسول الله ؟)
      قال ( أقضي عنك كتابتك وأتزوجك )
      قالت ( نعم يا رسول الله )
      قال ( لقد فعلت )
      العتق
      وخرج الخبر الى الناس أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد تزوّج جويرية ، فقال الناس ( أصهار رسول الله
      وأرسلوا ما بأيديهم ، قالت السيدة عائشة ( فلقد أعتق بتزويجه إياها مئة أهل بيت من بني المصطلق ، فما أعلم امرأة كانت أعظم على قومها بركة منها )


      والدها الحارث
      أقبل الحارث ( والد جويرية ) الى المدينة بفداء ابنته ، فلما كان بالعقيق نظر إلى الإبل التي جاء بها للفداء ، فرغب في بعيرين منها ، فغيّبهما في شِعْبٍ من شعاب العقيق ، ثم أتى الى الرسـول -صلى اللـه عليه وسلـم- وقال ( يا محمـد أصبتم ابنتي ، وهذا فداؤها )
      فقال رسـول الله -صلى الله عليه وسلم- ( فأين البعيران اللذان غَيبتهما بالعقيق في شعب كذا وكذا ؟)
      فقال الحارث ( أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ! فوالله ما اطّلع على ذلك إلا الله )
      فأسلم الحارث ومعه ابنان له ، وناس من قومه ، وأرسل الى البعيرين فجاء بهما



      بيت النبوة
      ولقد عاشت أم المؤمنين ( جويرية ) في بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كزوجة كريمة مُعزّزة ، فكانت خير مثل يُحتذى في رعايتها لبيتها وزوجها وحسن عشرتها معه -صلى الله عليه وسلم-
      ولقد كانت كثيرة الإجتهاد بالعبادة لله تعالى ، والإكثار من ذكره المبارك ، والصوم وفعل الخيرات
      وكان يحرص الرسول -صلى الله عليه وسلم- على تعليمهـا أمور دينها فقد دخل عليها في يـوم جمعـة وهي صائمـة فقال لها ( أصَمْتِ أمس ؟)
      قالت ( لا )
      قال ( أتريديـن أن تصومي غداً ؟)
      أي السبت مع الجمعة
      قالت ( لا )
      قال ( فأفطري )
      لكراهة ذلك

      وفي أحـد الأيام خرج الرسـول -صلى الله عليه وسلم- من عندها بُكْرَةً حين صلّى الصبـح ، وهي في مسجدها ، ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة فقال ( مازلت على الحال التي فارقتك عليها ؟)
      قالت ( نعم )
      قال النبي -صلى الله عليه وسلم- ( لقد قُلتُ بعدك أربع كلمات ثلاث مراتً ، لو وزِنَت بما قلتِ منذ اليوم لوَزَنتهنّ : سبحان الله وبحمده عدَدَ خَلْقِه ورضا نفسه ، وزِنة عرشه ، ومِداد كلماته )



      وفاتها
      توفيت -رضي الله عنها- بالمدينة بعد منتصف القرن الأول من الهجرة سنة ستٍ وخمسين على الأرجح ، وصلى عليها مروان بن الحكم أمير المدينة آنذاك ، وقد بلغت سبعين سنة
      فرحمها الله
    • بارك الله فيك اخي tony1881

      ساشاركك في موضوعك هذا اخي

      نسيبة بنت كعب

      (بطلة أحد وما بعدها)

      أم عمارة نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف الأنصارية إحدى نساء بني النجار. كانت إحدى امرأتين بايعتا رسول الله صلى الله عليه وسلم (بيعة العقبة الثانية) حسن إسلامها وكانت زوجة (لزيد بن عاصم) وما تركت غزوة إلا وخرجت فيها مع رسول الله تضمد الجرحى وتسقي الجنود وتعد الطعام وتحمس الرجال على القتال.

      (ويوم أحد) لما رأت المشركين يتكاثرون حول رسول الله أستلت سيفها وكانت مقاتلة قوية، وشقت الصفوف حتى وصلت إلى رسول الله تقاتل بين يديه وتضرب بالسيف يميناً وشمالاً حتى هابها الرجال وأثنى عليها النبي وقال: (ما ألتفت يميناً ولا شمالا يوم أحد إلا وجدت نسيبة بنت كعب تقاتل دوني).

      ولقد قالت يا رسول الله: ادع الله أن أرافقك في الجنة فقال: (اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة) جرحت يوم أحد جرحاً بليغاً فكان النبي يطمئن عليها ويسأل (كيف حال نسيبة).

      وعندما أخذت تحث ابنها عبد الله بن زيد عندما خرج يوم أحد فقالت: انهض بني وضارب القوم. فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (ومن يطيق ما تطيقين يا أم عمارة).

      وتمضي الأيام، فشهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان في الحديبية، وهي بيعة المعاهدة على الشهادة في سبيل الله كما شهدت يوم حنين، ولما انتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم الرفيق الأعلى ارتدت بعض القبائل عن الإسلام وعلى رأسهم مسيلمة الكذاب، حتى سارعت أم عمارة إلى أبي بكر الصديق- رضي الله عنه - تستأدنه بالالتحاق بهذا الجيش لمحاربة المرتدين فأذن لها فخرجت ومعها ابنها عبد الله بن زيد وأبلت بلاء حسنا وتعرضت لكثير من المخاطر. وعندما أرسل النبي ولدها (حبيب بن زيد) إلى مسيلمة الكذاب باليمامة برسالة يحذر فيها مسيلمة من ادعائه النبوة والكذب على الله فأراد مسيلمة أن يضمه إليه فرفض فقطع جسده عضوا عضوا وهو صابر، فلما علمت (نسيبة) أقسمت أن تثأر منه وخرجت مع البطل خالد بن الوليد رضي الله عنه لقتال مسيلمة وقاتلت وكانت تصيح (أين أنت مسيلمة اخرج يا عدو الله) وجرحت اثنا عشر جرحا فواصلت الجهاد حتى قطعت يدها فلم تحس بها وتقدم (وحشي بن حرب) بحربته المشهورة ووجهها إلى مسيلمة فصرعه وأجهز عليه ابنها (عبد الله بن زيد) وظل أبو بكر يطمئن عليها حتى شفيت وخرجت مع المسلمين لقتال الفرس، سقط إيوان كسرى وغنم المسلمون غنائم عظيمة بكت وتذكرت النبي وهو يشارك في حفر (الخندق) ويضرب بالمعول صخرة عظيمة وهو يصيح (الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس).

      وكانت ضمن الغنائم (قطيفة مرصعة بالجواهر واللالئ فكانت من نصيب أم عمارة واحتضنت القطيفة وهي تبكي لهذه المنزلة العالية بين الصحابة .
    • الخنساء بنت عمرو

      (أم الشهداء)

      أم عمرو تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد السليمية الملقبة بالخنساء، من أشهر شاعرات العرب. وقد أجمع علماء الشعر أنه لم تكن امرأة أشعر منها، وشعرها كله في رثاء أخويها معاوية وصخر اشتهر رثاؤها في أخويها وعظم مصابها. وأنشدت الخنساء في سوق عكاظ بين يدي النابغة الذبياني وحسان بن ثابت فقال لها النابغة (اذهبي فأنت أشعر من كل ذات ثديين. ولولا أن هذا الأعمى (يعني الأعشى) أنشدني قبلك لفضلتك على شعراء هذا الموسم).

      قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع قومها من بني سليم، وأعلنت إسلامها وإيمانها لعقيدة التوحيد، وحسن إسلامها حتى أصبحت رمزا متألقا من رموز البسالة، وعزة النفس، وعنوانا للأمومة المسلمة المشرفة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستنشدها ويعجبه شعرها، وكانت تنشده وهو يقول: (هيه يا خناس ويومي بيده) . وعندما أخذ المسلمون يحشدون جندهم ويعدون عدتهم زحفا إلى القادسية، كل قبيلة تزحف تحت علمها مسارعة إلى تلبية الجهاد كانت الخنساء مع أبنائها الأربعة تزحف مع الزاحفين للقاء الفرس وفي خيمة من آلاف الخيام،جمعت الخنساء بنيها الأربعة لتلقي إليهم بوصيتها فقالت: يا بني أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، والله الذي لا إله إلا هو إنكم بنو امرأة واحدة، ما خنت أباكم ولا فضحت خالكم ولا هجنت حسبكم ولا غيرت نسبكم، وقد تعلمون ما أعده الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين، واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية، يقول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون) .

      فإذا أصبحتم غداً إن شاء الله سالمين فاغدوا إلى قتال عدوكم متبصرين بالله على أعدائه منتصرين. فلما أشرق الصبح واصطفت الكتائب وتلاقى الفريقان أخذت تتلقى أخبار بنيها وأخبار المجاهدين. لقد جاءها النبأ بالاستشهاد فقالت:

      (الحمد لله الذي شرفني بقتلهم وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته).

      توفيت الخنساء بالبادية في أول خلافة عثمان بن عفان- رضي الله عنه- سنة 24 هـ.
    • أسماء بنت أسد




      (راوية الحديث والفقيهة) هي أسماء بنت أسد بن الفرات القيروانية
      ابنة عالم إفريقية وقاضيها، وصاحب الإمامين أبي يوسف ومالك بن أنس.
      نشأت أسماء بين يدي أبيها- ولم يكن له سواها- فأحسن تهذيبها، وثقف ذهنها علماً وحكمة.
      وكانت تحضر مجالسه العلمية في داره، وتشارك في السؤال والمناظرة،
      حتى اشتهرت بالفضيلة، ورواية الحديث والفقه على رأي أهل العراق أصحاب أبي حنيفة.
      ولما تقلد أسد إمارة الجيش المعد لفتح جزيرة صقلية على عهد زيادة الأول،
      وهرع الناس لتشييعه، وقد نشرت البنود والألوية، خرجت أسماء لوداع أبيها،
      ووصلت معه إلى سوسة، وبقيت معه إلى أن ركبت الأجناد الأساطيل،
      وغادرت السفن المرسى باسم الله مجراها ومرساها.
      وأتاح الله للقاضي الأمير أسد من النصر العزيز والفتح المبين في قلاع تلك الجزيرة وحصونها
      ما خلد التاريخ ذكره. واستشهد سنة 213 هـ وهو محاصر لمدينة سرقوسة عاصمة الروم بصقلية.
      وبعد وفاة أسد تزوجت أسماء بأحد تلاميذ أبيها، وهو محمد بن أبي الجواد، الذي خلف أستاذه في خطة القضاء، وتولى رئاسة المشيخة الحنفية بالبلاد الأفريقية سنة 225هـ ثم تخلى عن القضاء،
      ولحقته محنة من خليفته، فإنه اتهمه بمال الودائع، وسجنه!
      وبينما ابن الجواد في حبسه إذ جاءت أسماء زوجته للقاضي الجديد
      وقالت له: أنا سأجعل هذا المال يقضيه زوجي عن نفسه.
      قال لها القاضي: إن أقر أن ذلك هو المال، أو بدلاً منه اطلقه،
      فاقتنع ابن أبي الجواد من الاعتراف وأبى القاضي إطلاقه.
      ثم بعد حين عزل ذلك القاضي،
      وعاد زوج أسماء لمنصبه،ولم يؤاخذ سالفه بما فعل معه، منة منه وتكرماً.
      ولم تزل أسماء الأسدية معظمة معززة عند الخاص والعام من بيئة عصرها،
      إلى أن توفيت في حدود سنة 250 هـ .
    • ا لصحابي الحارث بن هشام بن المغيرة
      الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، أبو عبد الرحمن القرشي، المخزومي، وأمه: أم الجلاس أسماء بنت مخربة بن جندل بن أبير بن نهشل بن دارم التميمية، وهو أخو أبي جهل لأبويه، وابن عم خالد بن الوليد، وابن عم حنتمة أم عمر بن الخطاب؛ على الصحيح، وقيل: أخوها، وشهد بدراً كافراً، فانهزم، وعير بفراره ذلك؛ فما قيل فيه ما قاله حسان: "الكامل"
      إن كنت كاذبة بما حدثـتـنـي فنجوت منجى الحارث بن هشام
      ترك الأحبة أن يقاتـل دونـهـم ونجا برأس طمـرة ولـجـام
      فاعتذر الحارث عن فراره بما قال الأصمعي: إنه لم يسمع أحسن من اعتذاره في الفرار، وهو قوله: "الكامل"
      الله يعلم ما تركت قتـالـهـم حتى رموا فرسي بأشقر مزبد
      والأبيات مشهورة.
      وأسلم يوم الفتح، وكان استجار يومئذ بأم هانىء بنت طالب، فأراد أخوها علي قتله، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "قد أجرنا من أجرت". هذا قول الزبير وغيره، وقال مالك وغيره: إن الذي أجارته هبيرة بن أبي وهبولما أسلم الحارث حسن إسلامه، ولم ير منه في إسلامه شيء يكره، وأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة من الإبل من غنائم حنين، كما أعطى المؤلفة قلوبهم؛ وشهد معه حنيناً.
      أخبرنا أبو الحرم مكي بن ريان بن شبة النحوي المقري، بإسناده إلى يحيى بن يحيى، عن مالك، عن هاشم بن عورة، عن أبيه، عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأله الحارث بن هشام: كيف يأتيك الوحي? فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحياناً يأتيني في مثل صلصلة الجرس، وهو أشده علي، فيفصم عني وقد وعيت ما قال، وأحياناً يتمثل لي الملك رجلاً، فيكلمني فأعي ما يقول"، قالت عائشة: فلقد رأيته في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه، وإن جبينه ليتفصد عرقاً.
      وخرج إلى الشام مجاهداً أيام عمربن خطاب بأهله وماله، فلم يزل يجاهد حتى استشهد يوم اليرموك في رجب من سنة خمس عشرة، وقيل: بل مات في طاعون عمواس سنة سبع عشرة، وقيل: سنة خمس عشرة. ولما توفي تزوج عمر بن الخطاب امرأته فاطمة بنت الوليد بن المغيرة، أخت خالد بن الوليد، وهي أم عبد الرحمن بن الحارث بن هشام.
      وقال أهل النسب: لم يبق من ولد الحارث بن هشام بعده إلا عبد الرحمن، وأخته أم حكيم. روى عبدالله بن المبارك عن الأسود بن شيبان، عن أبي نوفل بن أبي عقرب، قال: خرج الحارث بن هشام من مكة للجهاد، فجزع أهل مكة جزعاً شديداً، فلم يبق أحد يطعم إلا خرج يشيعه، فلما كان بأعلى البطحاء وقف ووقف الناس حوله يبكون، فلما رأى جزعهم رق فبكى، وقال: يا أيها الناس، إني والله ما خرجت رغبة بنفسي عن أنفسكم، ولا اختيار بلد عن بلدكم، ولكن كان هذا الأمر، فخرجت رجال، والله ما كانوا من ذوي أسنانها، ولا في بيوتاتها، فأصبحنا، والله، ولو أن جبال مكة ذهباً، فأنفقناها في سبيل الله، ما أدركنا يوماً من أيامهم، والله لئن فاتونا به في الدنيا لنلتمسن أن نشاركهم به في الآخرة، ولكنها النقلة إلى الله وتوجه إلى الشام فأصيب شهيداً.
      روى عنه ابنه عبد الرحمن أنه قال: "يا رسول الله، أخبرني بأمر أعتصم به، قال: "املك عليك هذا"، وأشار إلى لسانه، قال: فرأيت ذلك يسيراً، وكنت رجلاً قليل الكلام، ولم أفطن له، فلما رمته فإذا هو لا شيء أشد منه.
      وروى حبيب بن أبي ثابت أن الحارث بن هشام، وعكرمة أبن أبي جهل، وعياش بن أبي ربيعة جرحوا يوم اليرموك، فلما أثبتوا دعا الحارث بن هشام بماء ليشربه؛ فنظر إليه عكرمة، فقال: ادفعه إلى عكرمة، فلما أخذه عكرمة نظر إليه عياش، فقال: ادفعه إلى عياش، فما وصل إلى عياش حتى مات، ولا وصل إلى واحد منهم، حتى ماتوا. أخرجه الثلاثة. مخربة: بضم الميم وفتح الخاء، وكسر الراء المشددة، وأبير: بضم الهمزة، وفتح الباء الموحدة وعياش: بالياء تحتها نقطتان، وآخره شين معجمة.
      سلام عليكم جميعاً|a أنا تركت هذا المنتدى كان عندي عمل والله مو مني شخصياً فأرجو منكم تذكري بالطيب وإن كانت غلطت على أحد فالعذر و السموحة فأنا فترت قصيرة وأرجع إلى العمل في خلال تقريباً أسبوع ولي عوده قريباً أنشاء الله :) وتمنى لكم التوفيق
    • خالد بن الوليد:

      خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي ، أبو سليمان ، أحد أشراف قريش في الجاهلية
      وكان إليه القبّة وأعنّة الخيل ، أمّا القبة فكانوا يضربونها يجمعون فيها ما يجهزون به الجيش
      وأما الأعنة فإنه كان يكون المقدّم على خيول قريش في الحرب000كان اسلامه في شهر صفر
      سنة ثمان من الهجرة ، حيث قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- الحمد لله الذي هداك ، قد
      كنت أرى لك عقلا لا يسلمك الا الى الخير )000




      قصة إسلامه
      الرسالة




      و تعود قصة اسلام خالد الى ما بعد معاهدة الحديبية حيث أسلم أخوه الوليد بن الوليد ، ودخل الرسول -صلى الله عليه وسلم- مكة في عمرة القضاء فسأل الوليد عن أخيه خالد ، فقال أين خالد ؟)000فقال الوليد يأتي به الله )000فقال النبي :-صلى الله عليه وسلم- ما مثله يجهل الاسلام ، ولو كان يجعل نكايته مع المسلمين على المشركين كان خيرا له ، ولقدمناه على غيره )000فخرج الوليد يبحث عن أخيه فلم يجده ، فترك له رسالة قال فيها بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد000فأني لم أرى أعجب من ذهاب رأيك عن الاسلام وعقلك عقلك ، ومثل الاسلام يجهله أحد ؟!000وقد سألني عنك رسول الله، فقال أين خالد -- وذكر قول النبي -صلى الله عليه وسلم- فيه -- ثم قال له : فاستدرك يا أخي ما فاتك فيه ، فقد فاتتك مواطن صالحة ) 000وقد كان خالد -رضي اللـه عنه- يفكر في الاسلام ، فلما قرأ رسالة أخيـه سر بها سرورا كبيرا ، وأعجبه مقالة النبـي -صلى اللـه عليه وسلم-فيه ، فتشجع و أسلـم000
      الحلم
      ورأى خالد في منامه كأنه في بلادٍ ضيّقة جديبة ، فخرج إلى بلد أخضر واسع ، فقال في نفسه إن هذه لرؤيا )000فلمّا قدم المدينة ذكرها لأبي بكر الصديق فقال له هو مخرجُكَ الذي هداك الله للإسلام ، والضيقُ الذي كنتَ فيه من الشرك )000
      الرحلة
      يقول خالد عن رحلته من مكة الى المدينة وددت لو أجد من أصاحب ، فلقيت عثمان بن طلحة فذكرت له الذي أريد فأسرع الإجابة ، وخرجنا جميعا فأدلجنا سحرا ، فلما كنا بالسهل إذا عمرو بن العاص ، فقال مرحبا بالقوم )000قلنا وبك )000قال أين مسيركم ؟)000فأخبرناه ، وأخبرنا أيضا أنه يريد النبي ليسلم ، فاصطحبنا حتى قدمنا المدينة أول يوم من صفر سنة ثمان )000
      قدوم المدينة
      فلما رآهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لأصحابه رمتكم مكة بأفلاذ كبدها )000يقول خالد ولما اطلعت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سلمت عليه بالنبوة فرد على السلام بوجه طلق ، فأسلمت وشهدت شهادة الحق ، وحينها قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- الحمد لله الذي هداك قد كنت أرى لك عقلا لا يسلمك الا الى الخير)000وبايعت الرسـول وقلت استغفر لي كل ما أوضعـت فيه من صد عن سبيل اللـه )000فقال إن الإسلام يجـب ما كان قبله )000فقلت يا رسول الله على ذلك )000فقال اللهم اغفر لخالد بن الوليد كل ما أوضع فيه من صد عن سبيلك )000وتقدم عمرو بن العاص وعثمان بن طلحة ، فأسلما وبايعا رسول الله )000





      والدته
      كان خالد بن الوليد ميمونَ النقيبـة ، وأمّه عصماء ، وهي لبابة بنت الحارث أخـت أم الفضـل بنت الحارث ، أم بني العباس بن عبد المطلب ، وخالته ميمونة بنت الحارث زوج رسول الله -صلى الله عليه وسلم-000








      غزوة مؤتة
      كانت غزوة مؤتة أول غزوة شارك فيها خالد ، وقد قتل قادتها الثلاثة : زيد بن حارثة ، ثم جعفر بن أبي طالب ، ثم عبدالله بن رواحة -رضي الله عنهم- ، فسارع الى الراية ( ثابت بن أقرم ) فحملها عاليا وتوجه مسرعا الى خالد قائلا له خذ اللواء يا أبا سليمان ) فلم يجد خالد أن من حقه أخذها فاعتذر قائلا لا ، لا آخذ اللواء أنت أحق به ، لك سن وقد شهدت بدرا )000فأجابه ثابت خذه فأنت أدرى بالقتال مني ، ووالله ما أخذته إلا لك )0ثم نادى بالمسلمين أترضون إمرة خالد ؟)000 قالوا نعم )000فأخذ الراية خالد وأنقذ جيش المسلمين ، يقول خالد قد انقطع في يدي يومَ مؤتة تسعة أسياف ، فما بقي في يدي إلا صفيحة لي يمانية )000




      وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما أخبر الصحابة بتلك الغزوة أخذ الراية زيد فأصيب ، ثم أخذ الراية جعفر فأصيب ، ثم أخذ الراية ابن رواحة فأصيب ،000وعيناه -صلى الله عليه وسلم- تذرفان000، حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله ، حتى فتح الله عليهم )000فسمي خالد من ذلك اليوم سيف الله000





      هدم العُزّى
      بعث الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى العُزّى يهدِمُها ، فخرج خالد في ثلاثين فارساً من أصحابه حتى انتهى إليها فهدمها ، ثم رجع إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال هُدِمَتْ ؟)000قال نعم يا رسول الله )000فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هل رأيت شيئاً ؟)000فقال لا )000فقال فإنك لم تهدِمْها ، فأرجِعْ إليها فاهدمها )000فرجع خالد وهو متغيّظ ، فلما انتهى إليها جرّد سيفه ، فخرجت إليه إمرأة سوداء عُريانة ، ناشرة الرأس ، فجعل السادِنُ يصيح بها ، قال خالد وأخذني اقشِعْرارٌ في ظهري )000فجعل يصيح 000





      أعُزَّيَّ شـدِّي شدّةً لا تكذّبـي00000أعُزّيَّ فالْقي للقناع وشَمِّـري
      أعُزَّي إن لم تقتلي اليومَ خالداً00000فبوئي بذنبٍ عاجلٍ فتنصّري


      وأقبل خالد بالسيف إليها وهو يقول 000
      يا عُزَّ كُفرانَكِ لا سُبحانَكِ00000إنّي وجدتُ اللهَ قد أهانَكِ


      فضربها بالسيف فجزلها باثنتين ، ثم رجع الى رسـول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخبره فقال نعم ! تلك العُزّى قد أيِسَتْ أن تُعبدَ ببلادكم أبداً )000ثم قال خالد أيْ رسول الله ، الحمدُ لله الذي أكرمنا بك ، وأنقذنا من الهَلَكة ، ولقد كنت أرى أبي يأتي إلى العُزّى نحيرُهُ ، مئة من الإبل والغنم ، فيذبحها للعُزّى ، ويقيم عندها ثلاثاً ثم ينصرف إلينا مسروراً ، فنظرتُ إلى ما مات عليه أبي ، وذلك الرأي الذي كان يُعاش في فضله ، كيف خُدع حتى صار يذبح لحجر لا يسمع ولا يبصر ولا يضر ولا ينفع ؟!)000فقال رسول الله إنّ هذا الأمرَ إلى الله ، فمَنْ يسَّرَهُ للهّدى تيسر ، ومَنْ يُسِّرَ للضلالة كان فيها )000





      حروب الردة
      وشارك في فتح مكة وفي حروب الردة ، فقد مضى فأوقع بأهل الردة من بني تميم وغيرهم بالبُطاح ، وقتل مالك بن نويرة ، ثم أوقع بأهل بُزاخَة - وهي المعركة التي كانت بين خالد وطليحة بن خويلد- ، وحرقهم بالنار ، وذلك أنه بلغه عنهم مقالة سيئة ، شتموا النبي -صلى الله عليه وسلم- ، وثبتوا على ردّتهم ، ثم مضى الى اليمامة ووضع حداً لمسيلمة الكذاب وأعوانه من بني حنيفة000








      بلاد الفرس
      وفي فتح بلاد الفرس استهل خالد عمله بارسال كتب إلى جميع ولاة كسرى ونوابه على ألوية العراق ومدائنه بسم الله الرحمن الرحيم ، من خالد بن الوليد الى مرازبة فارس ، سلام على من اتبع الهدى ، أما بعد فالحمدلله الذي فض خدمكم ، وسلب ملككم ، ووهّن كيدكم ، من صلى صلاتنا ، واستقبل قبلتنا ، وأكل ذبيحتنا فذلكم المسلم ، له ما لنا وعليه ما علينا ، إذا جاءكم كتابي فابعثوا إلي بالرّهُن واعتقدوا مني الذمة ، وإلا فوالذي لا إله غيره لأبعثن إليكم قوما يحبون الموت كما تحبون الحياة !!)000وعندما جاءته أخبار الفرس بأنهم يعدون جيوشهم لمواجهته لم ينتظر ، وإنما سارع ليقابلهم في كل مكان محققا للإسلام النصر تلو الآخر0ولم ينس أن يوصي جنوده قبل الزحف لاتتعرضوا للفلاحين بسوء ، دعوهم في شغلهم آمنين ، إلا أن يخرج بعضهم لقتالكم ، فآنئذ قاتلوا المقاتلين )0








      معركة اليرموك وبطولاتها
      إمرة الجيش




      أولى أبوبكر الصديق إمرة جيش المسلمين لخالد بن الوليد ليواجهوا جيش الروم الذي بلغ مائتي ألف مقاتل وأربعين ألفا ، فوقف خالد بجيش المسلمين خاطباً إن هذا يوم من أيام الله ، لا ينبغي فيه الفخر ولا البغي ، أخلصوا جهادكم وأريدوا الله بعملكم ، وتعالوا نتعاور الإمارة ، فيكون أحدنا اليوم أميراً والآخر غداً ، والآخر بعد غد ، حتى يتأمر كلكم )000
      تأمين الجيش
      وقبل أن يخوض خالد القتال ، كان يشغل باله احتمال أن يهرب بعض أفراد جيشه بالذات من هم حديثي عهد بالإسلام ، من أجل هذا ولأول مرة دعا نساء المسلمين وسلمهن السيوف ، وأمرهن بالوقوف خلف صفوف المسلمين وقال لهن من يولي هاربا ، فاقتلنه )000
      خالد و ماهان الروماني
      وقبيل بدء القتال طلب قائد الروم أن يبرز إليه خالد ، وبرز إليه خالد ، في الفراغ الفاصل بين الجيشين ، وقال (ماهان) قائد الروم قد علمنا أنه لم يخرجكم من بلادكم إلا الجهد والجوع فإن شئتم أعطيت كل واحد منكم عشرة دنانير وكسوة وطعاما ، وترجعون إلى بلادكم ، وفي العام القادم أبعث إليكم بمثلها !)000وأدرك خالد ما في كلمات الرومي من سوء الأدب ورد قائلا إنه لم يخرجنا من بلادنا الجوع كما ذكرت ، ولكننا قوم نشرب الدماء ، وقد علمنا أنه لا دم أشهى ولا أطيب من دم الروم ، فجئنا لذلك !)000وعاد بجواده الى صفوف الجيش ورفع اللواء عاليا مؤذنا بالقتال الله أكبر ، هبي رياح الجنة )000
      من البطولات
      ودار قتال قوي ، وبدا للروم من المسلمين مالم يكونوا يحتسبون ، ورسم المسلمون صورا تبهر الألباب من فدائيتهم وثباتهم000فهاهو خالد غلى رأس مائة من جنده ينقضون على أربعين ألف من الروم ، يصيح بهم والذي نفسي بيده ما بقي من الروم من الصبر والجلد إلا ما رأيتم ، وإني لأرجو أن يمنحكم الله أكتافهم )000وبالفعل انتصر المائة على الأربعين ألف000
      خالد وجرجه الروماني
      وقد انبهر القادة الروم من عبقرية خالد في القتال ، مما حمل (جرجه) أحد قادتهم للحديث مع خالد ، حيث قال له يا خالد اصدقني ، ولا تكذبني فإن الحر لا يكذب ، هل أنزل الله على نبيكم سيفا من السماء فأعطاك إياه ، فلا تسله على أحد إلا هزمته ؟)000قال خالد لا)000قال الرجل فبم سميت سيف الله ؟)000قال خالد إن الله بعث فينا رسوله ، فمنا من صدقه ومنا من كذب ، وكنت فيمن كذب حتى أخذ الله قلوبنا إلى الإسلام ، وهدانا برسوله فبايعناه ، فدعا لي الرسول ، وقال لي أنت سيف من سيوف الله ) فهكذا سميت سيف الله )000قال القائد الروماني وإلام تدعون ؟ ) 000 قال خالد إلى توحيد الله وإلى الإسلام )000قال هل لمن يدخل في الإسلام اليوم مثل مالكم من المثوبة والأجر ؟)000 قال خالد نعم وأفضل )000قال الرجل كيف وقد سبقتموه ؟)000قال خالد لقد عشنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ورأينا آياته ومعجزاته وحق لمن رأى ما رأينا ، وسمع ما سمعنا أن يسلم في يسر ، أما أنتم يا من لم تروه ولم تسمعوه ثم آمنتم بالغيب ، فإن أجركم أجزل وأكبر إذا صدقتم الله سرائركم ونواياكم )000وصاح القائد الروماني وقد دفع جواده إلى ناحية خالد ووقف بجواره علمني الإسلام يا خالد !)000وأسلم وصلى لله ركعتين لم يصل سواهما ، وقاتل جرجه الروماني في صفوف المسلمين مستميتا في طلب الشهادة حتى نالها وظفر بها 000
      وفاة أبوبكر
      في أثناء قيادة خالد -رضي الله عنه- معركة اليرموك التي هزمت فيها الامبراطورية الرومانية توفي أبوبكر الصديق -رضي الله عنه- ، وتولى الخلافة بعده عمر -رضي الله عنه- ، وقد ولى عمر قيادة جيش اليرموك لأبي عبيدة بن الجراح أمين هذه الأمة وعزل خالد000وصل الخطاب الى أبىعبيدة فأخفاه حتى انتهت المعركة ، ثم أخبر خالدا بالأمر فلم يغضب خالد -رضي الله عنه-، بل تنازل في رضى وسرور ، لأنه كان يقاتل لله وحده لايبغي من وراء جهاده أي أمر من أمور الدنيا 000
      قلنسوته
      سقطت منه قلنسوته يوم اليرموك ، فأضنى نفسه والناس في البحث عنها فلما عوتب في ذلك قال إن فيها بعضا من شعر ناصية رسول الله وإني أتفائل بها وأستنصر )000ففي حجة الوداع ولمّا حلق الرسول -صلى الله عليه وسلم- رأسه أعطى خالداً ناصيته ، فكانت في مقدم قلنسوته ، فكان لا يلقى أحداً إلا هزمه الله تعالى000





      فضله
      قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- نِعْمَ عبد الله خالد بن الوليد ، سيْفٌ من سيوف الله )000





      قال خالد -رضي الله عنه- ما ليلة يهدي إليّ فيها عروسٌ أنا لها محب ، أو أبشّرُ فيها بغلامٍ أحبَّ إلي من ليلة شديدة الجليد في سريّةٍ من المهاجرين أصبِّحُ بها العدو )000


      وأمَّ خالد الناس بالحيرة ، فقرأ من سُوَرٍ شتى ، ثم التفت إلى الناس حين انصرف فقال شغلني عن تعلّم القرآن الجهادُ )000


      نزل خالد بن الوليد الحيرة على أمير بني المرازبة فقالوا له احذَرِ السُّمَّ لا يسقيكهُ الأعاجم )000فقال إئتوني به )000فأتِيَ به فأخذه بيده ثم اقتحمه وقال بسم الله )000فلم يُضرَّه شيئاً000


      وأخبِرَ خالد -رضي اللـه عنه- أنّ في عسكره من يشرب الخمر ، فركب فرسـه ، فإذا رجل على مَنْسَـجِ فرسِـهِ زِقّ فيه خمر ، فقال له خالد ما هذا ؟)000قال خل )000قال اللهم اجعله خلاّ )000فلمّا رجع الى أصحابه قال قد جئتكم بخمر لم يشرب العربُ مثلها )000ففتحوها فإذا هي خلّ قال هذه والله دعوة خالد بن الوليد )000




      سيف جعفر بن أبي طالب في الأعلى وسيف خالد بن الوليد ..




      مقولة خالد بن الوليد قبل موته :








      مسجد خالد بن الوليد في حمص والذي يضم قبره.

      إنشاؤه:
      يعود بناء جامع خالد بن الوليد إلى القرن 7 هجري (القرن: 13 ميلادي)، والبناء الحالي إلى العهد العثماني في القرن 19 الميلادي أيام السلطان عبد الحميد الثاني. حيث أقيم المسجد الجامع على أنقاض المسجد القديم الذي كان قائمًا في نفس المكان في مدينة حمص ومبني وفق الطراز المملوكي أيام السلطان الظاهر بيبرس في القرن السابع الهجري. ويتميز الجامع الحالي ببناء على الطراز العثماني المتصف بالتناوب بين اللونين الأبيض والأسود في حجارته ممزوجًا بطراز سوري جميل.
      ومسجد خالد بن الوليد درة جوامع حمص له بناء أنيق يتصف بالجمال والزخارف الكثير، للجامع تسعة قباب بيضاء متباينة الحجم، وبناء متسع وحديقة خارجية تحيط بالجامع ويمتاز بمئذنتيه الرشيقتين العاليتين التي تجاور القباب التسع. يتألف المسجد من صحن واسع (47X36)م وفيه أربع قاعات في جانبه الشرقي. إحداهما أعدت للوضوء. وأخرى أعدت كمتحف للفن الإسلامي والغرفتان الباقيتان خصصتا مدرسة لطلاب العلم. أما بيت الصلاة فأبعاده (30.5X23.5)م. تعلوه القباب التسع أعلاها القبة الوسطى قطرها 12 وترتفع 30 مترًا. يتصدر بيت الصلاة محاريب ثلاثة زخرف الأوسط منها بالرخام المجزع بأشكال هندسية غاية في الجمال بألوان سوداء وحمراء وبيضاء ويقوم عامودان من الرخام الأبيض الجميل على جانبي كل محراب. أما المنبر فهو من الرخام الأبيض المنقوش والمخرم وباحة صحن خارجي متسع، وقد عني أشد العناية بنموذج البناء للجامع بالأحجار الملونة والزخارف والنقوش البديعة.

      ضريح خالد بن الوليد :
      يقول ابن بطوطة عن المسجد عندما زار مدينة حمص - ويكمل حديثة عن حمص ومفاتنها وآثارها قائلًا عن المسجد "وبخارج هذه المدينة قبر خالد بن الوليد سيف الله ورسوله، وعليه زاوية وعلى قبره كسوة سوداء". يقع ضريح خالد بن الوليد في الزاوية الشمالية الغربية من حرم المسجد وهو مبني من الرخام الأبيض وتعلوه قبة مزخرفة بالقرب منه ضريح آخر صغير هو ضريح عبد الرحمن بن خالد بن الوليد.


      وفاة خالد
      استقر خالد في حمص -من بلاد الشام- فلما جاءه الموت ، وشعر بدنو أجله ، قال لقد شهدت مائة معركة أو زهاءها ، وما في جسدي شبر الا وفيه ضربة بسيف أو رمية بسهم ، أو طعنة برمح ، وهأنذا أموت على فراشي كما يموت البعير ، ألا فلا نامت أعين الجبناء )000وكانت وفاته سنة احدى وعشرين من الهجرة النبوية 000مات من قال عنه الصحابة الرجل الذي لا ينام ، ولا يترك أحدا ينام )000وأوصى بتركته لعمر بن الخطاب والتي كانت مكونة من فرسه وسلاحه000وودعته أمه قائلة 000
      أنت خير من ألف ألف من القوم000إذا ما كبت وجوه الرجال
      أشجاع ؟00فأنت أشجع من ليث00000غضنفر يذود عن أشبال
      أجواد ؟00فأنت أجود من سيل00000غامر يسيل بين الجبال



      "قبر خالد بن الوليد"

    • تصدقون أول مره أشوف قبر خالد بن الوليد طيب وين مكانه
      سلام عليكم جميعاً|a أنا تركت هذا المنتدى كان عندي عمل والله مو مني شخصياً فأرجو منكم تذكري بالطيب وإن كانت غلطت على أحد فالعذر و السموحة فأنا فترت قصيرة وأرجع إلى العمل في خلال تقريباً أسبوع ولي عوده قريباً أنشاء الله :) وتمنى لكم التوفيق