مالذي نريده نحن حقا؟

    • مالذي نريده نحن حقا؟

      |y



      سؤال لا بد من طرحه على أعلى مستوى قبل التفكير في تبني شعارات و أهداف غير قابلة للتطبيق، هذا إن صدق العزم فعلا على تحقيقها، والواقع يشهد بعكس هذا تماما، فكل ما طرح للآن من أهداف سامية، كان غرضها الاستهلاك المحلي فقط، وهنا يستوى آداء كل الأنظمة العربية، جمهورية كانت أو ملكية أو أميرية. ويخادع نفسه من يعتقد غير هذا.

      ما هو هدفنا؟ وما الذي نسعى اليه؟ الاجابة واضحة تماما، نحن معنيون بأن نعيش بسلام حقيقي، حيث ننعم بالأمن والرخاء والسيادة والاستقلال كسائر شعوب المعمورة، ولكن هل هذا ممكن؟ هل مفهمونا لهذا الهدف يتفق مع نظيره لمن نحن في صراع معهم، ونعني هنا القوى الخارجية؛ إقليمية وعالمية؟

      هل تجدي المفاوضات بين طرفين لا يوجد بينهما أي نوع من التوازن؟ حتى بدون دعم الطرف الأقوى بأعظم قوة على الكون؟
      إسرائيل رأت إن مباحثاث أوسلوا تحقق لها رزمة من الأهداف، بدون أن تضطر لاعطاء شئ ما، له وزن، وبهذا تحقق إنتصارات وتوسع لا يمكنها تحقيقها بالحروب الخاطفة، وإحتلال الأرض. أهداف كثيرة حققتها إسرائيل، ونجحت فيها نجاحا باهرا، ومنها أولا التخلص من تبعات الاحتلال، وما يترتب عليه من نفقات باهظة جدا، بحيث تنتقل أعباء الأمن الداخلي لأبناء البلد، ويكون تحت إشرافها المباشر، مما يجعلها تركز على أمن حدودها، بكفاءة أعلى، ويعطيها المجال لأن تسعى لتوسعات خارجية، حيث أن حدودها مع دول الطوق كلها، تقوم على حمايتها هذه الدول نفسها، وإن حدث مع ذلك تسرب لبعض العناصر الغير منضبطة، فإن التعامل معها يكن سهلا، وتأثيره محدودا، بحيث على تلك العناصر إختراق كل أطواق الأمن في بلادها أولا، وفي إسرائيل ثانيا، وهي عملية صعبة جدا، في ظل وجود تنسيق أمني كامل بين تلك الدول وإسرائيل. الخطر كان من داخل الأراضي المحتلة إذن، وهذا تم التعامل معه الى حين وبكفاءة كبيرة.
      ثم أن هدف آخر تحقق بنجاح باهر ساحق ماحق، ألا وهو التواجد الاسرائيلي في المناطق الحيوية، ذات القوة الاقتصادية وموارد الطافة، والموضع الجيوستراتيجي مثل الخليج، هذه كلها أصبحت في سلة المصالح الحيوية الاسرائيلية، وهي تجني بكل تلذذ وأمان ثمار نجاحها، بينما المواطن العربي يعاني كل وجوه الحرمان، ولا يعامل كبشر من حكوماته أصلا، فمن نلوم هنا؟
      إذن وحيث أن الهدف الذي ذكرناه عاليه قد تحقق، وأصبحت الدول العربية والاسلامية تتسابق على التطبيع والارتماء تحت الارادة الاسرائيلية، مالذي يمنع إسرائيل إذن من أن تلقي إتفاقيات أوسلوا جملة في سلة المهملات؟
      وحيث أن هذا الهدف قد تخقق منذ مطلع تسعينيات الفرن الماضي، لذا وجب إزاحة النظام الوحيد المشاغب في المنطقة، لتكتمل السيادة والسيطرة على المنطقة الخليجية كلها، وهذا ما حدث فعلا، منذ إبريل هذا العام.

      مالذي نريده حقا؟ هل نحن ضعفاء ومعدمون، ولا يمكننا سوى التوسل والاستجداء؟
      للاجابة على هذا نقول:
      تقاس عناصر القوة والضعف الاستراتيجية لأي دولة أو مجموعة من الدول بثلاث عناصر رئيسية هي اتساع الاقليم، الثروة الطبيعية، عدد السكان. وبإجراء مقارنة بين الدول العربية وإسرائيل فيما يتعلق بهذه العناصر، فإننا نجد أن الدول العربية تتفوق على إسرائيل تفوقاً ساحقاً، كان من المفترض أن يؤهلها لكي تنتصر على إسرائيل انتصاراً حاسماً، لو توفرت النية لدى الزعامات العربية لتحقيق هذا الهدف.‏
      مساحة الدول العربية تقدر بحوالي 14 مليون كيلو متر مربع، بينما مساحة إسرائيل ( فلسطين المحتلة] هي 27031 كيلو متر مربع ويتمتع الوطن العربي بثروات طبيعية هائلة في مقدمتها البترول حيث تمتلك 52% من الاحتياطي العالمي.. ثم المياه حيث يمر خلالها ثلاثة أنهر كبرى هي النيل ودجلة والفرات.. بينما تعتبر إسرائيل من أكثر البلاد فقراً في ثرواتها الطبيعية. فلا بترول ولا معادن ولا مياه.. فموارد إسرائيل من المياه حوالي 2000مليون متر مكعب سنوياً، أي أن نصيب الفرد في فلسطين إسرائيلياً كان أو عربياً أقل من 350متر مكعب سنوياً لجميع الأغراض (الزراعة والصناعة والاستهلاك المنزلي) وإذا كان عدد السكان اليهود في فلسطين حالياً هو أربعة ملايين وتسعمائة ألف، فإنه يقابلهم 255 مليون عربي. وإذا كان علينا أن نعترف بأن الفرد الإسرائيلي هو أكثر علماً وتأهيلاً من الفرد العربي، فإنه من الممكن التغلب على هذا التفوق بالتوسع في التعليم النظري والفني من ناحية، وحسن استغلال ثروتنا البشرية من ناحية أخرى.. وعلى سبيل المثال فإن عدد العرب من خريجي الجامعات يزيد كثيراً عن عدد سكان إسرائيل رجالاً ونساء وأطفالاً!!‏
      وهذا التفوق الساحق لا بد وأن يقودنا إلى التساؤل لماذا تتفوق علينا إسرائيل في جميع النواحي؟ لماذا يصبح متوسط الإنتاج للفرد في إسرائيل التي ليس لها أي ثروات طبيعية 17400دولار سنوياً، بينما يكون في السعودية التي تمتلك أكبر احتياطي في العالم من النفط 11000دولار، وبينما يكون في مصر -التي تصل مواردها المائية 60 مليار متر مكعب سنوياً -إلى 750 دولار؟؟ ولماذا أصبحت إسرائيل أقوى عسكرياً عن دول الجوار العربية مجتمعة في مجال الأسلحة التقليدية بالإضافة إلى أنها تحتكر وحدها -دون الدول العربية- امتلاك أسلحة التدمير الشامل النووية والكيماوية والبيولوجية؟‏

      يرجع ذلك إلى عاملين رئيسيين الأول هوغياب الديمقراطية. والثاني هو الدعم الأمريكي والغربي للدولة اليهودية.‏
      والذي يهمنا هنا هو العامل الأول، لأنه لن يكون بقدورنا التغلب على العامل الثاني أبدا، لعوامل كثيرة معظمها خارج عن إدارتنا وقدراتنا، والمحاولات والجهود والموارد التي ستكرس في هذا المجال، مصيرها الفشل الحتمي. ماذا نعني هنا بالديمقراطية؟ بالطبع أعمق من مجرد التعريف الحرفي للكلمة، ومن وجود دول مؤسسات، إنه الشفافية وتحديد المسئوليات، فلا يعقل إسناد أمور الدولة الحيوية لاناس ليس لديهم أدنى علم بالادارة الحكيمة. الكفاءة وحدها يجب أن تكون الفيصل، لا القرابة ولا الحاشية ولا المحسوبية، وهنا مقتلنا حقيقة، وسيظل هكذا لامد ليس قصير، لسبب منطقي أن طبيعة الأنظمة العربية وتركببها ووظيفتها قائمة على إستمرارية هذا الوضع الشاذ، وهذا يلقى إسنادا داخليا وخارجيا، فالصفة الغالبة على الشخصية العربية هي التسيب والاستهانه والاستهتار وعدم التقدير للعواقب، ورافقها أيضا من نتائج هزائم القرون الماضية عقدة نقص مستحكمة وإنعدام التقة الذاتية، فنعوضها بمظاهر إستعراضية تقرب للتبجح. العمل لمعالجة ذلك كله أو بعضه يتطلب جهودا حقيقة مضنية، وليس مجرد رغبات وأمنيات. قرائتي الموضوعية للأحدات توضح أن إنسجام الأنظمة مع شعوبها، ظل حتى الآن مستحيلا، ولا ألمس أي رغبة لا من الحكام ولا المحكومين لتغير الوضع المزري، ومما يزيد الصعوبة الغياب التام لأي تصور عملي لخطوات حل"ألجوريثم" للخروج من المأزق، ولو بعد سنوات طويلة. فإذا كان حتى الرغبة في وضع مثل هذا الالجوريثم أبعد مما هو متاح، فكيف لنا أن نتوقع ثمار جهود لم تغرس أساسا؟ هنا المشكلة.

      والسلام عليكم.
      |e
    • [TABLE='width:70%;'][CELL='filter:;']
      أستاذي العزيز النجم
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      بالفعل ....
      كانت محادثات السلام العربية الإسرائيلية تنصب لصالح القوة والدولة الإسرائيلية وإلا لما قبلت بها إسرائيل مطلقا .
      وقد استطاعوا ترتيب وضعهم الداخلي إلى حد ما وكسبوا التطبيع العربي الذي كان نقطة من نقاط الضعف العربي الواضح وسذاجة التفكير السياسي العربي والذي تسيره غالبا الدول الكبرى التي تجعل من نفسها حارسا على الوطن العربي .
      ******

      استوقفتني عقدة النقص التي أشرت إليها في مجمل حديثك وهي وربي ما تعانيه الشعوب العربية حكاما ومحكومين وللأسف تصريحات كبار الدول العربية هي بحق انعكاس حقيقي لهذا الواقع المؤلم ..
      ولكن ما الذي أًصّل هذه العقدة في النفوس وعمقّ الإحساس بها في القلوب ؟؟ وما الذي جعل العربي اليوم يستحي ويخجل من جذوره ومن اصله بينما هو حفيد لربعي بن عامر......... ؟؟
      أهي الانهزامات المتلاحقة ؟؟
      أم الوضع الكسيف الراهن للعرب ؟؟
      أم التغريب الذي بثت سمومه في النفوس حتى أصبحنا نرى الغرب كل شيء ونرى أنفسنا وأمتنا وديننا لا شيء !!!

      قد تكون هذه الأسباب مجتمعة وللخروج من هذه العقدة لا بد من خطوات عملية في تربية جيل يعرف مقدار نفسه ولننتظر حتى نربي أنفسنا أولا كي نربي الجيل المطلوب
      بخصوص الديمقراطية بمجل محتواها وسعة آفاقها هي طموح للمحكومين يا سيدي ولكنها وحش يهدد أمن الحاكمين ولذلك هم لا يسعون إليها عن قصد ولا تسعى إليها شعوبنا عن جهل بأنها حق لهم من ناحية ومن ناحية أخرى لا يتفوهون بمجرد حروفها خوفا من تلك الطلقات النارية التي لا يتورع أذناب الحكومات في تصويبها على صدورهم .
      نعم الخطوات العملية لا بد أن تبدأ من الشعوب ؟؟
      ولكن أية شعوب !!!
      الشعوب تعاني أمراضا تكاد تفتك بالبقية الباقية من وجودها ولو وجد مصلحون ومعالجون لهذه الأمراض ووجدت الشعوب التي تعرف حقوقها وتستميت في طلبها والحصول عليها وتدرك أبعاد الديمقراطية الحقة وإنها ليست مجرد مجالس يتبجح أصحابها بأنهم مُنتخبون وليست زوبعة هشة من سيل الكلمات التي يلقيها هؤلاء الزعماء وأولئك وليست مجرد أعراس انتخابية لا يُعلم مدى مصداقيتها وليست مجرد صحف معارضة أصحابها مكممة أفواههم مقيدة أياديهم وان قالوا ما قالوا
      وان العيش الكريم لم ولن يتحقق أبدا بدون الديمقراطية التي ننشدها ونعنيها وان الإسلام قبل الغرب وضع جذور هذا المبدأ في حياة الأمة
      لو تدرك الشعوب هذا ...
      عندها سنطالبهم بالخطوات العملية
      واما الحكومات فليس بمستغرب أبدا أن لا تسعى للديمقراطية لأنها بذلك تحفر قبر و جودها بأيديها فهي تدرك أنها والديمقراطية الحقة نقيضان لا يمكن أن يجتمعا ...
      والغرب من صالحه أن يبقى الوضع على ما هو عليه لان مصالحه لا تتحقق إلا بهذا ...
      [/CELL][/TABLE]
    • |a

      إبنتنا العزيزة أنوار طاب يومك/

      نود أن نحيي فيك روح الفطنة والادراك والفهم السليم، والتحليل العميق، ولا شئ يسعدني مثل وجود العديدين من طرازك وعينتك، هنا وفي كل الوطن العربي الكبير. أدعو الله أن تكون كذا الحال، وأن يتعلم الناس قراءة الأحداث بموضوعية وبأصول، كما تفعلين.
      أول خطوة لتحقيق الأهداف، هي تحديدها جيدا أولا، ثم بحث طرق الوصول اليها، في ظل الامكانيات المتاحة ثانيا.

      المعضلة ليست في كوننا ضعفاء فقط، ولكن أكثر وأقرب للدقة أننا نعشق هذه الحالة، وإلا لسعينا لتغيرها منذ عقود طويلة. ليس أسهل من أن نتملص من مسئولياتنا الجسام، ونبرر خنوعنا بضعفنا وقلة تجهيزنا، ونظل ننتظر حتى نتكمل عدتنا، بينما نحن نغط في نوم عميق، ولا نفعل شيئا، كل يوم ننتظره يضاعف من المسافة الواجب قطعها، لنلحق بذيل ركب عدو لا يكف عن التقدم والتطور، بينما نحن لا نتطور إلا في مشاريع إستهلاكية، وإقامة قواعد عسكرية للقوات الأجنبية، ولا يدري حتى حاكم البلاد ما يدور فيها، وليس له أي صلاحية، حتى على زيارتها، دع عنك الاشراف عليها.

      فنحن إذن تحت ضروف وعوامل لو إستمرت ستردنا الى حالة أضعف بمضي الوقت، وهذا واضح في مختلف النواحي، عسكرية، سياسية، إجتماعية أو خدماتية. إذن فلا مندوحة، عن أن نوظف إمكانياتنا الحالية، توظيفا راشدا، ونستغلها لأجل التخلص من حالة الارتماء تحت الاقدام هذه، التي هي خلاصة سياساتنا.

      ليس صحيحا أن العرب حققوا نصرهم النسبي على إسرائيل في العام 1973 لان إسرائيل لم تكن مستعدة، ولا مستنفرة، ولأن قوات إحتياطها لم تكن مستكملة، بسبب أعياد الغفران، هذا هراء، إسرائيل كان لديها خطة الهجوم التفصيلية، قبل أكثر من عام ونصف على وقوعها، نعم ووضعت خططا لافشالها، ولكنها ضربت في مقتل بسبب غرورها، وكونها تنظر للجيوش العربية على أنها جثث هامدة، وللمقاتل العربي على أنه غير قادر على الانظباط، والتنفيذ السليم، وأن ما يجيدونه هو الانسحاب الكمي والفوضوي.

      كانت أول حرب لا تبدأها إسرائيل، ونجح العرب في تنفيذ خطة لارباك العدو، لابل وشل حركته، وتكبيده أول خسائر موجعة، وكان توظيف العرب لسلاح النفط وقتها، أروع مثال على إمكانية تحقيق تضامن عربي، لأجل المصالح العربية العليا.
      الذي حدث للأسف هو أن القيادة المصرية ممثلة في السادات، اللاهث وراء التسوية، عن قصد أو غباء إستراتيجي أو خيانة واضحة، أطلعت الادراة الأميريكية منذ ثاني أيام الحرب، على النية المبيتة بعدم تطوير الهجوم، أكثر من عشرين كيلومتر، وهذا كان فرصة ذهبية لاسرائيل لتركز على الجبهة السورية، وتحسمها لصالحها. نعم، هذا ما فعله السادات سرا، ولم يطلع حتي قائده العام ولا رئيس أركانه على هذا!
      والقصة بعدها معروفة، وأضاع العرب أول نصر لهم تماما، بفضل السادات، وبدأت بعدها مرحلة الارتماء تحت الأقدام الأميريكية، وتبني سياسة الاستسلام كخيار إستراتيجي وحيد. المدهش هنا، أن كان معروفا للقيادتين المصرية والسورية، أن تأجيل الحرب لعام قادم، سيجعل الفارق في الامكانيات بينهما وبين إسرائيل فلكيا، وهذا ما يحدث الآن حرفيا، ويتضح ويتسع كل يوم.

      لابد لنا أن نعلم أن تمسكنا بخيارنا الاستسلامي الاستراتيجي هذا، لن يقينا غدر الأعداء، الذين وضعنا أنفسنا تحت رحمتهم، ونعتمد عليهم بكل شئ، حتى في لقمة العيش، وهم يهمهم إستمرار هذا الوضع كذا، ولا يقلق حكامنا أبدا، بل هو سر بقائهم.

      بهذا نكون أعطينا صورة أمينة، لما نحن فيه الآن نتيجة لسياستنا وتبعيتنا، وعن مقدراتنا اللانهائية التي نهدرها، ونجعلها تستغل ضدنا.

      والسلام عليكم.
      |a
    • يرجع ذلك إلى عاملين رئيسيين الأول هوغياب الديمقراطية. والثاني هو الدعم الأمريكي والغربي للدولة اليهودية.‏

      لا تنسوا أيها السادة الكرام

      أننا لنا يد في صنع هذين العاملين اللذين دمرا أمتنا العربية ..
      وأصبحت مرتع لكل لصوص العالم الذين لم يتوانوا في سرقة أي شيء أمامهم ..

      ولكن يبقى هناك أمل ضيئل لكي يتغير شيء من حالنا ..

      والله لا يغير ما بقوم إلا عندما يغيروا من أنفسهم ..
      أي أننا نبدأ بإصلاح أنظمتنا وتصحيحها ومن ثم الوقوف أمام اللصوص الذين يترعون في الأمة العربية

      وتحياتي لكم
    • |a

      هذا بديهي تماما ولا تنتطح فيه عنزان كما يقولون، نحن أصل الداء والمشكلة، وأعني بالدرجة الأولى هنا كل ولاة الأمور في البلاد الاسلامية بلا إستثناء، يليهم بدرجة أقل كثيرا شعوب فقدت الأمل، وبات لا مبالية أين تساق، والى ما تساق، ولا بمن تساق.
      لست بالرجل العامي أو البسيط لألقي الكلام على عواهنة، لست بصياد فضائح، ولا طالب شهرة، ولا مدعي للعلم بغير حق، أعلنها لكم مدوية صريحة، ليس هناك حاكم عربي واحد نظيف اليد، طاهر الذيل، برئ من العمالة الصريحة، وأود من أحدكم أن يذكر لي إستثناءا واحدا فقط، وأنا أوضح لكم ما لا تعلمون.

      لقد أسقط العالم من تفكيره مساعدتنا أو التضامن معنا منذ أن شاهدنا ندفع للمحتل ثمن بغيه واحتلاله ..
      العالم كله بات ينظر إلينا على أننا دول لا تستحق مجرد التعاطف .. دول متخلفة تعيش عالة على العالم المتحضر .. دول لا تبحث حتى عن كرامتها أو حقوقها أو إنتاج طعامها ..

      لقد أوصلنا هؤلاء النفر من الحكام الى درجة لا تعقل من الهوان، والاستخفاف بنا لدرجة أن أسهل شئ على أميريكا وغيرها هو إهانتنا وإذلالنا وسحق كرامتنا ..
      ويبرر حكامنا وأبواقهم المأجورة ذلك بالتعقل والحكمة والبرجماتية، وهي ألفاظ لايدركون معناها. أصدعونا ليلا ونهارا بمصطلحات المصالح المتبادلة، والمنافع المشتركة. هل تلمسون منها شيئا؟ ما نراه حقيقة هو الآتي:

      بينما تلعق أمريكا أحذية الشرق والغرب من أجل مساندتها فى العراق .. لا تنظر إلينا من قريب أو بعيد رغم أننا أصحاب الشأن ...

      لقد ضمنت مواقفنا على كل الأصعدة فصارت لا تساومنا على شئ .. لم يعد هناك مجال للمساومة .. لا يوجد شئ مقابل شئ فى العلاقات العربية الأمريكية .. إختصرت كل العلاقات فى طرف يأمر وطرف ينفذ .. طرف يطلب وطرف يستجيب .
      الرشوة الوحيدة أو المقابل إن صح التعبير هو السماح للحكام بفترة جلوس أطول، وهذا كل شئ!. كلهم يتمنى أن يحظى بهذا الشرف، ويدفع عن طيب خاطر المال، والأوطان والولد، وفوقها آخر نسمة من الشعب. أليس هذا هو الحال؟
      ليس من حق لا أميريكا ولا غيرها أن تنصب وتعزل حكاما فى غير ولاياتها وحدودها أصلا، وحتى هذا لايتم هناك بهذا الاسلوب الفج، وحتى الحارس الليلي في شركة ما هناك، لايتم طرده إعتباطا، ولمزاج شخصي، فالحمد لله، أنه ليس لحكامنا من الحصانة ما هو متوفر لأقل فئات المجتمع في الغرب، وبعد هذا تهتفون لهم، وتلقبونهم بأولياء النعم؟!

      نفهم أن دولا كثيرة لها مصالح مشتركة، مع أميريكا، ولذلك تسايرها في عدوانها علينا، ولكن ما الفائدة التي يجنيها أي قطر عربي؟ سوى ما ذكرت آنفا؟
      لن يساعدنا أحد في الكون ما لم ننهض على أقدامنا أولا، ونتعلم على أقل تقدير تفادي الصفعات، بدلا من إدارة الخد الآخر، بعدها نرى كيف نرد الصفعات والركلات والاهانات، وأقول هذا منوط بنا، وعلينا أن نعلم ما نريد.

      والسلام عليكم.
      |a
    • [TABLE='width:70%;'][CELL='filter:;']
      ليس أصعب من أن يفنّد المريض داءه ويدرك دواءه ثم يبقى عاجزا عن تناول ذلك الدواء ..
      مصيبتنا في عالمنا العربي اننا نعرف نقاط الضعف جيدا ولكننا أقصى ما نملك فعله هو ترديد الكلام وندب الحال والبكاء على الماضي والاشفاق من مستقبل نجهل مكامنه ..
      مصيبتنا أننا جيل سلبي لا يحسن سوى ترديد الكلام والمصيبة الأعظم أننا نربي جيلا أكثر سلبية لا يتقن حتى ترديد الكلام ..
      لسنا غافلين عن وضعنا ومكانتنا في العالم ولسنا مغيبين تماما عن اللعبة القذرة التي تُمارس على شعوبنا ومقدرات بلادنا ولكننا منذ ان وجدنا على هذه الدنيا ونحن نرى نفس الوجوه على كراسي الحكم العربي ونسمع نفس الهتافات على منابر الخطباء المفوهين في وزاراتنا ونرى نفس الجراح تتكرر في جسد عالمنا العربي ..فأنى للفكر ان ينطلق ويتجاوز الجمود الذي لا يرى لغيره وجودا في وجود هذه الأمة التي تشتكي إلى ربها ضياع كرمتها بأيدي أبنائها ...

      وحقيقتنا أننا
      لم نسال انفسنا يوما عن هدف وجودنا أو هدف سياساتنا أو مشاريعنا أو حتى عن هدف الكلمات التي نتفوه بها ونطلقها في مختلف المناسبات بل نتبجح بها أحيانا من دون مناسبات ....
      وان تجرأنا وسألنا يظل الجواب حائرا على ألسنتنا لا نعرف حقه ولا مستحقه من عطائنا او تفكيرنا ...
      لسنا بحاجة الآن الى تحديد الداء أو معرفة العلاج المناسب لأننا نعرفه جيدا ولكننا بحاجة إلى الخطوات العملية فمن الذي سيبدأ بها !!!!!!!!!
      [/CELL][/TABLE]

      $
    • |y |y

      اللهم يا جبار خذ اليك من هم سبب ضعفنا وهواننا أخذ عزيز مقتدر، وأبدلنا بهم من يصلح حالنا، ومن يخشاك يا رب.

      والله لا أدري يا بنيتي ما أقول بعد ما ذكرت آنفا، الآمة تعرف الداء وعواقبه، وتعلم ما هو الدواء، ومع ذلك لا تسعى اليه؟ لو كانت أمة من المقعدين لعذرت، وسعى لاحضاره لها إمرء من أهل المروءة والخير، ولو كانوا عميانا وصما بكما، لوجد أيضا من يترجم عنهم حالتهم، للصيدلي ويصرف لهم الدواء.

      هذه أمة خجولة كسولة، لاتريد أن تغادر الفراش، وأن تسعى لدوائها، وتخشى الخروج للطرقات وما فيها من مركبات وكلاب مجنونة ضالة مسعورة، وحتى لو سقط عليها الدواء من السقف بمعجزة، فإنها تود أن يتناوله غيرها، ويتجرع مرارته، وتأمل أن تشفى هي!. هذه حالنا إلا من رحم ربي.

      إبنتي هذا حال حكامنا، منذ القرن السادس عشر، وظيفتهم نواطير، تارة للعثمانين، وبعدها للانجليز والفرنسين ثم أبعد العثمانيون وأستبدلوا بالأميريكانز وببتنا نخدم هؤلاء الثلاث المرحات فقط. لا نود أن نفسد صومنا بذكر مخازينا، ويكفي أن دولا منا بمطلع السبيعينيات، عندما منحت الاستقلال الاسمي، رجت الانجليز أن يمددوا إحتلالها، وتتعهد لانجلترا بكل النفقات. أهولاء رجال دولة؟ لا وأيم الحق، ليسوا إلا نواطير ليل في ساحة سوق الرقيق من شعوبهم. لا يغرك الاسماء والعمامات والبجد والخناجر والسيوف على الجنوب، علم الله ما وضعت على كرام أبدا. إبنتي، من يهن عليه أقرب محارمه ليجلس على الكرسي، فيغدر به أشد غدر، تكن عامة الأمة أهون علية من قلامة ظفره.
      لاإله إلا الله، ولا حول ولا قوة إلا به العلي العظيم.
      |y |y
    • أهلا بالأخ الفاضل/
      هذه أمور عامة يتحم أن تكون في حكم البديهيات لقطاع عريض من الأمة، نحن هنا نتحدث عن صراع حتمي بيننا وبين من لا يريدون لنا أن ننهض، وأن نحيا بكرامة، وهم داخليا وخارجيا معرفون لدينا تماما. قبل الاقدام على أي خطوة، علينا أن نعرف جيدا، الى أي مدى تكفي طاقتنا، وعليه يتم وضع أهدافنا بصورة موضوعية، قابلة للتحقيق على خطوات تتواصل، لا مانع أن يكون هناك وقفات تعبوية، ولكن للأسف منذ بدأت أدرك الأشياء، لم تكن في منطقتنا كلها، أي خطوات مدروسة في هذا الاتجاه، كان هناك العديد من المحاولات الارتجالية، في مصر وسوريا والعراق، لبدأ إنطلاقات صناعية، وإجتماعية ووحدوية، لكنها أجهضت مبكرا لانها لم تكن قائمة على أسس سليمة، بل كانت في مجملها نزوات ورغبات لاشخاص محدودين، ولان تلك الخطوات لم تكن مدروسة، فقدت إستمراريتها، إما في حياة أولئك الأفراد، أو بعد موتهم.

      مجتمعاتنا تعج برجال منذ ذوي الكفاءة العالمية في كل التخصصات، هؤلاء لا يسألون، ولا يسمح لهم أساسا بإبداء أي رأي، ويختزل إتخاذ القرار في شخص حاكم ليس لديه، أي فكرة عامة عما يريده، ولا عما يصر على إدارته من الأهداف الحيوية.

      نستطيع جميعا أن نمضي في التحليلات لأدق التفاصيل، ولكن ماذا يفيد كل ذلك، إن كان مصيره سلة مهملات ذوي صنع القرار؟ وضعنا مأساوي بكل المقايس، وفي كل المجالات، ونخادع أنفسنا بأننا نعيش أسعد حياة، فقط إن إحتوت حافظة نقودنا على حفنة من الدولارات، نشتري بها سلعا إستهلاكية مستوردة، يمكننا ببساطة إنتاجها ببلادنا، لنبدأ بهذا أولا، ياسادة، هل علينا أن نستورد كل شئ من رغيف الخبز حتى الطائرة؟

      هل يعقل أن أمة أنزلت عليها سورة الحديد، لا تعرف صناعات الحديد؟ تم نطمع أن نرقى، بماذا؟ بأحلام اليقظة؟
      ألا نتعلم حتى من تجربة الهنود؟ كيف بدءوا خطواتهم مع برمجة الحاسب الالكتروني، واليوم قطعوا شوطا بعيدا، وأصبحوا يستقطبون في العالم أجمع؟ سادتي، هذا مجال لا يتطلب منشآت عملاقة كالصناعة الثقيلة، فأين نحن من الركب؟

      لنبدأ الخطوات ولا ننتظر حتى يتعطف الحاكم، ويبدأ التفكير في أهمية هذا الأمر أو ذاك، لنبدأ نحن!.

      والسلام عليكم.
    • [TABLE='width:70%;'][CELL='filter:;']
      فعلاً مأساة الشعوب العربية أنها لا تعرف ما تريد ......ولا تستطيع تحديد غاياتها وأهدافها .
      فالأمة العربية شعوباً وحكومات .... قد أدمنت الكلام والعويل والصراخ وأصبحت البكاء على الاطلال هو لحنها الأوحد الذي لا تمل من ترديده ....صباح مساء.
      مصيبتنا أننا نعرف أن بنا عيوباً ونقاط ضعف هي التي قادتنا إلى ما نحن فيه ......ولكن لم يحرك أحدنا ساكناً لتغير هذا الواقع أو تصحيح هذه الأخطـــــاء .
      نتبارى في وضع المجلدات التي تحكي ماضينا العريق .......وحاضرنا المخزي . كما نتبارى أيضاً في وضع الحلول النظرية لمشاكلنا .......دون أن نحاول أن نخطو خطوات في سبيل تطبيق ما يقال أو ما يكتب .
      دائماً خطوات الإصلاح لدينا خجولة ........ومكتوب لها الفشل حتى قبل أن تبدأ .
      أما بقية الشعوب فإنها تحدد ما تريد ثم تعمل جاهدة على تحقيقه ..... وتتبع كافة السبل التي تسهل بلوغ غاياتها ....أما نحن فمحلك سر !!
      صامدون في أماكنا ..... تطحننا الحياة وأحداثها ولا نملك لها شيئاً سوى إلقاء اللوم على الأخرين بأنهم سبب تخلفنا وتأخرنا وكافة مصائبنا . أنا لا أنكر أن للغرب أهداف وأطماع في خيرات الوطن العربي ......لكني أستغرب من المساعدات التي نقدمها للغرب كي يستعبدنا ويسلب خيراتنا .
      وصدق الشاعر حين قال :-
      نعيب زماننا والعيب فينا
      وما لزماننا عيب سوانا .
      ونهجو ذا الزمان بغير ذنب
      ولو نطق الزمان لنا هجانا .
      ودمتم
      [/CELL][/TABLE]
      $ شـُــــــكـــراً $$9
    • [TABLE='width:70%;'][CELL='filter:;']
      سيدي النجم كم يسعدني وجودك بيننا في الساحة

      سيدي ،،،،،
      ليتنا نبدأ الخطوات العملية التي ترقى بنا الى المستوى المنشود ...
      ولكن من أين تكون البداية ... من الذي عليه أن يحمل لواء المبادرة .. الحكام لو كانوا من من ذوي هذا الاتجاه لما كانت هناك مشكلة اصلا ... اذا لا شك انها الشعوب و الشعوب ليست مؤهلة تماما بعد للقيام بهذا الدور ...
      هي مازالت تتخبط بين جوانب الولاء واحلام الرقي ..وهنا الطامة الكبرى اذا الخطاب لا بد ان يوجه لهم لا لحكامهم ولكنهم كما قيل
      لقد أسمعت لو ناديت حيا ... ولكن لا حياة لمن تنادي

      طبعا عمليات غسيل المخ والتغييب عن الواقع التي أجريت لهم على مدى العقود الماضية قد يكون سببا مؤلما قبل ان يكون عذرا ولكن إلى متى !!!!
      |y
      [/CELL][/TABLE]
    • بسم الله الرحمن الرحيم

      أود أن أشكر إبنتي العزيزة أنوار، وكل الأخوة الاولى علقوا، على هذا الموضوع، وأثروه بملاحظاتهم الذكية. ولكن بادئ ذي بدء، لي أمنية على الأخوة والأخوات هنا، دافعها الوحيد إشفاقي من أن يتعرضوا لمنغصات ما، إن هم جهروا بمثل ما أقول، رغم أنه بمقياس الموضوعية، حقائق واقعة. وعليكم أن تعلموا أنني لن أتردد في قول هذا وأغلظ منه، في حضرة أي حاكم وأمام عسكره، ولكن ضروفي غير ضروفكم أنتم، وليس لهؤلاء علي سلطان وطاعة، ولا أعيش في كنف أيهم، فلنكن حكماء قوم.

      البداية التي أراها ممكنة، وهي ذات مستقبل زاهر، هي أن نلحق بذيل ثورة المعلومات، حيث فاتنا قطار الثورة الصناعية، وقبلها الزراعية. حينما أتجول عبر الانترنت، يذلني مدي التنسيق بين الصفحات الغربية، وهي متصلة ببعضها، وتقدم غالبا خدمات مجانية، تفيد الطالب والمتخصص والرجل العادي الثقافة، بقدر من المعلومات والبرامج، وبعضها مثلا لدية إذن بنشر أجزاء من كتب علمية، غالية الثمن، أو كلها. فأين نحن من ذلك؟

      صفحاتنا التي إطلعت عليها بائسة في معظمها، إطارا ومحتوى ومادة، وأذكر أنني بحث عن مترجم إلكتروني من العربية واليها، فلم أجد إلا واحدا، يعرض مثل هذه الخدمة، على الشبكة العنكبوتية، ولكنه يتطلب مالا!!
      بينما نجد أمثال تلك الخدمة مثلا من الانجليزية واليها، معروضة في أكثر من موقع، ومجانية، وحتى أهم قواميس الانجليزية مثل وبستر وإكسفورد تجدها على صفحات الشبكة. كم موقع عربي حقا يقدم معلومات عن فن البرمجة؟ ويجعلها ميسورة للراغب في ثوب جذاب؟ عدنا مثلا يجد الطالب كل المحاضرات والتمارين على الشبكة، وفيما عدا بعض المعلومات الخاصة جدا، يستطيع كل إنسان أن يتصفح وأن ينزل منها ما يشاء، وبالكم الذي يشاء.

      بينما تغلب صفة التكامل والتسيق على المواقع الأجنبية، يخيل الي أن المواقع العربية على تواضعها، في دورة لاتنتهي من التحاسد والمنافسة غير الشريفة، ولا أعني المنتديات هنا. أود أن أري قريبا أمهات كتبنا ومعاجمنا ومحاضراتنا مبذولة للراغب، أود أن أرى أيضا مواقع تعرض خدمات حقيقة وتربوية تعليمية. زوروا أي صفحة صينية مثلا، فتعلموا ما أقول.
      لابد أن نيسر المعرفة الموجة للجيل، كل في مجال تخصصه، وهذا لا يطلب إذن الحاكم، ولن يهز عرشه أن مواطنية بدأوا يطورون برامج ونظم معلومات، ما رأيكم؟
      وما ذكرته ينسحب على المجالات الأخرى، ما أود قوله هو أنني أود أن ألمس حب متأصل للمعرفة والتعلم فينا جميعا، وكل حسب ميوله وقدراته.

      والسلام عليكم.