بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليوم أحببت أن أشارككم بما يدور في خاطري وهي كلمة الـتأثير فتركت هذه الكلمة تبحر في مخيلتي إلى أن وصلت لقناعة كبيرة جدا فعزمت أن أطلعكم عليها وأشارككم فيها...
الكل يطالب بالتغير والإصلاح والنقد موجود في كل شيء ولا يخلى بيت من ناقد وغاضب وناقم وهكذا هي الحياة في حاضرنا والمشكلة هي أن نريد ونطالب بالتغير قبل أن نغير أنفسنا ولا نكون قدوة لمن نطلب منها التغير وهنا يأتي مفعول كلمة ((التأثير)) كأنها دواء لداء مستعصي وهي بالفعل أن أحكمنا عقولنا واستخدمنا الجرعة حسب الإرشاد الديني والسيرة المحمدية لاستفدنا منها وسوف إدرج بعض الإدلة التي تثبت إن كلمة ((التأثير)) دواء لكل داء في عصرنا الحالي من خلال الإمثلة التالية.
1- الكل يرغب بإصلاح الفساد في البلد ليعم الخير والتعمير وتزدهر البلد وينتفع منها العباد ولكن هناك مشكلة كبيرة تعيق هولاء العباد وهي إن الاغلبية لا يستمعون إلى النصائح كأننك تنفخ رماد والرياح تبعثره ولا يوجد بها دخان فلذلك بقى هذه الفساد الظاهر في البر والبحر ودائما ما نجد هولاء العباد يطرحون المواضيع المختلفة والافكارة النيرة امالين أن توقظ الضمائر كشررة تحرق طرف ورقة وينبثق الدخان ويعلو السماء ولكن قليل من هولاء الغافلين من يستمعون إلى الكلام ويطبق ما فيه.
2- نرى أن السياحة في بلدنا كل يوم وتزدهر مما تجلب المال إلى البلد وتعرف الغريب بعمان ولكن هولاء الزوار منهم من حامل المسك لينفع به البلد ومنهم من ينفخ الكير ليحرق البلد ((وقصدت بحامل المسك من يحترم العادات والتقاليد ويراعي اهل البلد ولا يسصخب في الديار ونافخ الكير من لا يأبى بالعادات ولا التقاليد وإنما يسعى إلى الفساد وخراب الديار)) فمنا من يرضى ومنا من يغضب فلذلك الاصوات في الحجرات تعلو بإن السياحة فساد إلى البلد مع أنها خير للبلد (( لو أن شبابنا لا يشربون الخمور وأنهم متقيدون بالإسلام لتأثروا هم بنا وحاول تقليدنا في امرنا لاننا مسلمون والمسلم لا يشرب الخمر ولا يزن والخ..))
3- شبابنا ينغمص في التقليد والقصات الغريبة وإلى وحل المخدرات يرتمون وفي براثم الزنا يتفاخرون ومعاكسات البنات يتبارزون وفي لبس المكشوف ومواكبة الموضات يتنافسون وأغلبنا ينتقد ويكره هذه الامور ويحاول من الحد منها ولكن التلفزيون والتلفون اقرب إلى قلوبهم وعقولهم فلذلك اصبحنا نرش الماء في ارض قاحلة لا حياة فيها ((لان المجتمع متأثر بعادات غريبة ولهكذا تأثر الشباب وتمسك بتأثرهم)) .
4- فتياتنا وشرفنا وعزة امرنا وتاج رؤوسنا إلى الموضات ولبس البروكات والتعري بإسم الحرية والتبراج بإسم التطور والتعرف على الغريب بإسم التحضر وهذه ما قتل ابأئنا وامهاتنا وانفسنا لاننا تكلمنا وقلنا وكتبنا ولكن لا فائدة لاننا اسكبنا الوقود على شررة خامدة بإسم التتطور.
ومن بعد طرح الداء ومعرفة العلة سوف نعالج كل هذه بكلمة التأثير ونعرف مدى مفعولها وكيف هي سلاح ذا حدين وإليكم الدلائل
يحكى أن رجل لم تنجب امراته فذهب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يخبره بحاله وبحال زوجته فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم تذكر حينما كنت في المدينة وأكلت تمرة بدون أن تستئذان صاحب المحل قال نعم فقال له اذهب واستئذنه فذهب ذلكم الرجل إلى صاحب المحل وهو يهودي فاخبره بقصته فستغرب ذلك اليهودي من هذه الفعل وبسبب تمرة وكان تأثير الموقف قوي فدخل ذلكم اليهودي إلى الإسلام فأحسن إسلامه.
الكل يعرف قصة هذه المقولة (( حكمت فعدلت فأمنت فنمت ياعمر)) وقاله ذلكم رسول كسرى متأثر بمعمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما راه نائم تحت الشجرة بدون حراس فقالها وهو متأثر وهي قولة حق.
أحبائي في الله
قبل أن نطالب بالتغير وننقد كل شيء سيء علينا نحن أن نكون مؤثرين لاننا مسلون والمسلم يأثر لا يتأثر ولكن حال اليوم يقول العكس تأثرنا بغيرنا فأصبحنا بدون هدف سوى التخبط في هذه الحياة ولو كنا نأثر على من حولنا لتغير الحال واصبحت البلد بنعمة وخير.
علينا أن نكون قدوة ومربينا صالحين لكي نغير من حال الشباب ولكي تكون الاجيال القادمه أفضل من هذه الجيل لانه حينما يتأثر أخي بي وأهلي فجاري سوف يتأثر ويبادر إلى التغير وهكذا هي الفكرة لأن كل الأشياء السيئة جاءت من خلال تأثرنا بهم وانصياعنا لأومرهم.
والله ولي التوفيق