

سؤال يؤرق كل نفس عربية، وتفر من جوابه فرار السليم من الأجرب. إجابة سؤال كهذا قاتلة لكل أمل يراودها بغد منظور مشرق. لاشئ أعددنا سوى المزيد من الاهدار لثرواتنا وكرامتنا وإستقلالنا، وعدا مضاعفة خنق الحريات العامة والتضيق ومطاردة الرأي الآخر بتهمة الارهاب. ليس أثمن من الانسان ياسادة، وأمة تسثمر مقدراتها ببناء مواطنيها، وتنمية ملكاتهم وروح الابداع فيهم، لهي أمة ملكت مفاتيح النجاح. ليس مهما أن تتكدس الثروات الطبيعية لدينا من غاز ونفط ومعادن وأمواه، طالما عجزنا عن إستغلالها بأنفسنا، ولا نملك حتى قرار ترشيد إستهلاكها، أو لمن نبيعها؟ ثرواتنا أصبحت بفضل حكامنا نقمة علينا، وأصبحنا غرضا لكل طامع، وكل ذو بأس له حق فيها، ولا نستطيع رده. من نشكر هنا غير حكامنا؟ فليعش أصحاب الفخامة والسمو والجلالة ألف سنة، وعقبهم، وليدم جهلنا وتخلفنا الى ما شاء الله.
شعوب كثيرة في الشرق والغرب، ليس لها ثروات طبيعية، إتجهت لتسثمر في مواطنيها، تعلمهم وتثقفهم وتنمي ملكاتهم، وما برحت أن تصدرت ركب الحضارة والمدنية. نحن حبانا الله بكل شئ، وزاد عليها أن جعل ديننا الحنيف مصدر قوتنا، لانحتاج لأن نستلهم تجربة عمر وزيد من الشعوب لبناء إقتصاد متين، ولا نفتقر لفقهاء من وراء البحار ليعلموننا الديمقراطية وإحترام آدمية البشر وحرياتهم، كل هذا حواه قرآننا المجيد، الذي لا نفقهه، ولا نعرف إلا رسمه، أما روحه وجوهره، فقد عميتا عنا منذ قرون، ومن المسئول عن هذا؟
لنبدأ ببناء الانسان، ونضع بين يديه الثروات بعدها، ولننظر أي غد ينتظرنا.

