اقرأ معنا ... لتعرفهم عن قرب....


    • في رأيي الشخصي، لا نستطيع ربط الدين بأي علم.. ولا تفسير العلم بالدين.. ولكن دراسة الدين بالعلم..

      وكون الفلسفه هي مجال خاص وواسع في قراءة الحياة وربط الإنسان بالمجتمع وفهم متعمق لمسارات القضاء والتاريخ..

      ونتائج التدخل البشري المضطرب والذي قد يعتبر ( كـ هاوي، أو مجرب) في الحياة،.. فإنني أجد أن هناك فرق كبير بين النبي ( حامل الرسالة) والفيلسوف..

      فالأول : ينقل ويورث العلم والثاني يقرؤه ليفهمه.. والفلسفه هي في جميع ضروب الحياة.. ولكن الحكمه.. هي فلسفة العقلاء.. ولا أعلم لا أعترض على أغلب ما يأتي به الكندي.

      ولكن اهتمامه بقراء العلم من خلال الدين.. أمر يوقع على الكثير من الإرتباك.. ويشطح بالفكر جلياً.. وينتهي إلى ما لايحمد عقباه.. وإن كنت أوافق على ما أورد عاليه في أغلب الأمر

      لكنني لا أعلم كل علومه.. إنما أستقرء المنهج، ولي عليه بعض الاعتراض.

      فلسفة المسلمين.. جاءت بتوجيه رباني.. فهي قائمة على علم أساسي تمت تربيتهم عليه.. بينما الفلسفة اليونانية، جاءت لعالم خيالي.. غير واقعي وفقاً لاختلاف أهواءهم وأمزجتهم..

      فمن يحب التفكير سيدعوا له، ومن يحب الإيمان والطاعة والرضوخ للقانون، سيدعوا له.. ومن يعتقد أن الخلاص في التمرد والتنديد والمحاسبة سيدعوا لها وهكذا..

      فعلمهم، يأتي من تجاربهم وحياتهم وشخوصهم.. لهذا هو ناقص..وخيالي وصعب التطبيق.

      وهي وجهة نظر.. متابعة
      نصل متأخرين دائماً بعمـــر !!

    • [TABLE]

      الكندي.. الفيلسوف العربي الأول الذي نسيناه على هامش كتاب البروفيسور جان جوليفيه
      باريس: هاشم صالح


      [ATTACH=CONFIG]105271[/ATTACH]



      ثم قال الكندي هذا الكلام المهم: إن الفيزيقا أو علم الطبيعة تعني معرفة الأشياء والظواهر الموجودة في هذا العالم. وأما الميتافيزيقا فتعني معرفة الأسباب العميقة التي تقف خلف هذه الظواهر. وهذا يعني أن الكندي كان من أتباع أرسطو طاليس القائل بأن الميتافيزيقا أهم من الفيزيقا وأجل شأنا. وهذا ما سبب له بعض المشكلات مع الفقهاء ورجال الدين المسلمين الذين كانوا يعتبرون فلسفة الإغريق بمثابة المعرفة الضالة أو الوثنية. ولكنه أقنعهم بضرورة الأخذ عنها وتبني مناهجها العقلانية في البحث والكشف عن قوانين الكون. أو قل أقنع بعضهم وفشل في إقناع البعض الآخر. ولو لم يكن مؤمنا حقيقيا لكفروه ونبذوه. بل إن بعضهم راح يشكك بإيمانه لأنه يأخذ عن الإغريق وفلاسفتهم.
      وقد برر هذا الأخذ بعبارة لا تزال حديثة المضمون والشكل حتى الآن. يقول ما معناه: »لا ينبغي أن نشعر بالخجل أو العار إذا ما اعترفنا بالحقيقة وتبنيناها أيا كان مصدرها حتى ولو جاءتنا من أجيال سابقة أو من شعوب أجنبية». المقصود: أجيال سابقة على الإسلام وشعوب غير إسلامية وغير عربية.
      أليس هذا أكبر رد على أولئك الذين لا هم لهم إلا مهاجمة الغزو الفكري؟
      ثم قارن بين هذا الموقف المنفتح على الفلسفة والموقف المنغلق لابن خلدون في فصله الشهير: «في أبطال الفلسفة وفساد منتحلها!»حيث يقول: «وضررها في الدين كثير». المقصود ضرر الفلسفة بالطبع.


      [/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]
      الصور
      • art1.575706.jpg

        64.3 kB, 400×615, تمت مشاهدة الصورة 476 مرة
      سبحان الله وبحمد
    • عيون هند كتب:


      في رأيي الشخصي، لا نستطيع ربط الدين بأي علم.. ولا تفسير العلم بالدين.. ولكن دراسة الدين بالعلم..

      وكون الفلسفه هي مجال خاص وواسع في قراءة الحياة وربط الإنسان بالمجتمع وفهم متعمق لمسارات القضاء والتاريخ..

      ونتائج التدخل البشري المضطرب والذي قد يعتبر ( كـ هاوي، أو مجرب) في الحياة،.. فإنني أجد أن هناك فرق كبير بين النبي ( حامل الرسالة) والفيلسوف..

      فالأول : ينقل ويورث العلم والثاني يقرؤه ليفهمه.. والفلسفه هي في جميع ضروب الحياة.. ولكن الحكمه.. هي فلسفة العقلاء.. ولا أعلم لا أعترض على أغلب ما يأتي به الكندي.

      ولكن اهتمامه بقراء العلم من خلال الدين.. أمر يوقع على الكثير من الإرتباك.. ويشطح بالفكر جلياً.. وينتهي إلى ما لايحمد عقباه.. وإن كنت أوافق على ما أورد عاليه في أغلب الأمر

      لكنني لا أعلم كل علومه.. إنما أستقرء المنهج، ولي عليه بعض الاعتراض.

      فلسفة المسلمين.. جاءت بتوجيه رباني.. فهي قائمة على علم أساسي تمت تربيتهم عليه.. بينما الفلسفة اليونانية، جاءت لعالم خيالي.. غير واقعي وفقاً لاختلاف أهواءهم وأمزجتهم..

      فمن يحب التفكير سيدعوا له، ومن يحب الإيمان والطاعة والرضوخ للقانون، سيدعوا له.. ومن يعتقد أن الخلاص في التمرد والتنديد والمحاسبة سيدعوا لها وهكذا..

      فعلمهم، يأتي من تجاربهم وحياتهم وشخوصهم.. لهذا هو ناقص..وخيالي وصعب التطبيق.

      وهي وجهة نظر.. متابعة





      تسرني متابعتك أختي عيون هند .... نورتي المكان حقا ...

      أتفق معك تماما....

      لا يحق لنا أن نفسر الدين بما أوتي لنا من علوم لأنه بالأساس وما أوتينا من العلم إلا القليل...

      ولكن كون الكندي كان يعمل في بيت الحكمة ... وفي فترة كانت أكثر الفترات انفتاحا على الغير أو الآخر كما يسميه البعض...

      فإنه تعرض للنقد بصورة كبيرة من الكثير من العلماء والمفكرين في عصره ... لأنه علم جديد لم يألفوه بعد ...

      ولكنه أضاف في الفلسفة الكثير ... لأنه فسر نظريات الفلاسفة بحسب رؤيته الإسلامية التي درسها مسبقا و تربى عليها .....


      الذي شدني في الموضوع أن الكندي كان ابن والي الكوفه و أبوه شيخ قبيلة .... هل تعتقدين أن وجوده في بيئة لنقل أنها بيئة غنية بالمال والرخاء ساعده على التفرغ للتفكير في الطبيعة وما وراء الطبيعة وربط ذلك بالحكمة ... والفلسفة ...؟؟؟
      سبحان الله وبحمد

    • بسم الله الرحمن الرحيم..


      لقد أوضحت رأيي في هذا السؤال مسبقاً.. نحن نستقي العلم ولكن لا نستطيع محاسبة التاريخ،.. نأخذ العلم وليس ظروفه..

      إن وجود الكندي في بيئة مترفة نوعاً ما.. لا يعني بالضرورة أن علم الفلسفة أو التأمل يكون نتيجة الرفاهية.. أو نقلل من قيمة جهاده للتعلم.

      خصوصاً إذا كان أساس علم الفلسفه هو المساواه.. والتواضع إلى المكونات الكونيه.. كذلك فإن مكانته لابد أنها أثرت عليه بصورة سلبيه

      كالقناعات القيادية أو الزعامة.. التي يرفضها المتفكر في الفلسفة.. هذا إذا أهملنا حقيقة أن الرجل يرث اسم والديه لا ثروتهم.

      وهو ما أستنتجه من قراءاتي حيث الهبات والعطايا تميز لشخوص بعينها والأموال تأتي نتيجة المتاجرة والعمل .. والله أعلم.

      من جهة أخرى،.. الرفاهية التي كان عليها ذلك المجتمع هو ما نقيسه ليصبح الواقع الذي نعيشه في عائلة متوسطة الدخل..

      أقصد، نمط حياتهم وأموالهم.. في مجتمعنا بمقياس بسيط.. يكون الغني في الماضي هو الشخص المتوسط الدخل في الحاضر وهم كثر

      شباب لديهم الوقت، المال، العلم، الدراسة، الحاسوب أو الانترنت والذي يعد كالسفر في مختلف العقول والعقود.. ورغم ذلك لم أقرأ لشخص

      كالكندي.. ومازلت أصر.. لا نستطيع الحكم على الأحداث أو الواقع الذي لم نعايشه في التاريخ.. ولكن نأخذ العلم المستخلص لنستفيد به، هو أيسر وأبعد للشبهه.
      نصل متأخرين دائماً بعمـــر !!
    • عزيزتي عيون ...

      لن نختلف على أمر لا نعرفه ... نحن فقط نحاول قراءة التاريخ .... فهل من المفترض أن نقرأ فقط بدون أن نفكر فيما نقرأه ...؟؟؟!!!!

      الفلسفة .... علم الحكمة ... تحتاج لتفرغ وتعمق ودراية ودراسة ... وقد كان علما جديدا في ذلك الوقت ولم يعرفه العرب إلا من خلال ترجمة الكتب اليونانية القديمة ...

      ولكن لا أحد ينكر ما للعرب من حكمة بالغة في التفكر في سائر الأمور من حولهم ...
      سبحان الله وبحمد
    • سنتكلم اليوم عن أحد الفلاسفة المسلمين الذين اتفقنا على القراءة عنهم لنقترب منهم ونعرفهم أكثر فأكثر...

      فيلسوفنا هو ....


      إبن رشد

      من هو ابن رشد ...؟؟؟


      [ATTACH=CONFIG]105769[/ATTACH]


      أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن أحمد بن رشد
      (1126م - 1198م) (520هـ- 595هـ)[4] ولد في قرطبة هو فيلسوف، وطبيب، وفقيه، وقاضي، وفلكي، وفيزيائي مسلم. نشأ في أسرة من أكثر الأسر وجاهة في الأندلس والتي عرفت بالمذهب المالكي، حفظ موطأ مالك، وديوان المتنبي[5].ودرس الفقه على المذهب المالكي والعقيدة على المذهب الأشعري[6]. يعد ابن رشد من أهم فلاسفة الإسلام.


      دافع عن الفلسفة وصحح علماء وفلاسفة سابقين له كابن سينا والفارابي في فهم بعض نظريات أفلاطون وأرسطو. قدمه ابن طفيل لأبي يعقوب خليفة الموحدين فعينه طبيباً له ثم قاضياً في قرطبة.[7].


      تولّى ابن رشد منصب القضاء في أشبيلية، وأقبل على تفسير آثار أرسطو، تلبية لرغبة الخليفة الموحدي أبي يعقوب يوسف، تعرض ابن رشد في آخر حياته لمحنة حيث اتهمه علماء الأندلس والمعارضين له بالكفر و الإلحاد ثم أبعده أبي يعقوب يوسف إلى مراكش وتوفي فيها (1198م)




      لنتابع القراءة لنعرف لماذا اتهم بالكفر والإلحاد ...؟؟؟؟!!!
      الصور
      • AverroesColor.jpg

        77.46 kB, 352×276, تمت مشاهدة الصورة 386 مرة
      سبحان الله وبحمد
    • يرى ابن رشد أن لا تعارض بين الدين والفلسفة، ولكن هناك بالتأكيد طرقاً أخرى يمكن من خلالها الوصول لنفس الحقيقة المنشودة.

      ويؤمن بسرمدية
      الكون ويقول بأن الروح منقسمة إلى قسمين اثنين: القسم الأول شخصي يتعلق بالشخص والقسم الثاني فيه من الإلهية ما فيه.

      وبما أن الروح الشخصية قابلة للفناء، فإن كل الناس على مستوى واحد يتقاسمون هذه
      الروح وروح إلهية مشابهة.

      ويدعي ابن رشد أن لديه نوعين من معرفة الحقيقة، الأول معرفة الحقيقة استناداً على الدين المعتمد على العقيدة وبالتالي لا يمكن إخضاعها للتمحيص والتدقيق والفهم الشامل، والمعرفة الثانية للحقيقة هي الفلسفة، والتي ذكر بأن عدد من النخبويين الذين يحظون بملكات فكرية عالية توعدوا بحفظها وإجراء دراسات جديدة فلسفية.


      ~::~::~::~
      كان ابن رشد مغرماً بعلوم الفلك منذ صغره، فكان يلاحظ الفلكيين حوله يتكاتفون لمعرفة بعض أسرار هذه السماء في وقت الظلام، وحين بلغ الخامسة والعشرين من عمره بدأ ابن رشد يتفحص سماء المغرب من مدينته مراكش والتي من خلالها قدم للعالم اكتشافات وملاحظات فلكية جديدة، واكتشف نجماً لم يكتشفه الفلكيين الأوائل.[9].

      وكان ابن رشد يتمتع بملكة عقلية باهرة، فكان يناقش نظريات بطليموس بل إنه نبذها من أصلها وأبدلها بنماذج جديدة تعطي تفسيرات فضلى لحقيقة الكون، وقدم للعالم تفسيراً جديداً لنظرية رشدية جديدة سميت "اتحاد الكون النموذجي".

      ومن بعض انتقاداته لنظريات بطليموس حول حركة الكواكب أن قال: من التناقض للطبيعة أن نحاول تأكيد وجود المجالات الغريبة والمجالات التدويرية، فعلم الفلك في عصرنا لا يقدم حقائق ولكنه يتفق مع حسابات لا تنطبق مع ما هو موجود في الحقيقة[10].


      ثم انطلق يقدم الانتقادات الحصيفة حيال بعض الفرضيات التي قدمها الفلكيون في عصره. ثم قام بالمشاركة بوصف القمر بالغير الواضح والغامض، وقال بأنه يحمل طبقات سميكة وأخرى أقل سماكة وتجتذب الطبقات السميكة نور الشمس أكثر من الطبقات الأقل سمكاً. وقدم للعالم وللغرب أول التفسيرات البدائية والقريبة علمياً لأشكال البقع الشمسية.



      طبعا هذا لنعرف مدى اطلاعه بعلم الفلك من خلال نظرته للكون ودراسته لكتب السابقين ...


      سأحاول البحث لاحقا عن كتاباته الفلسفية لنعرف فلسفته أكثر وعن قرب ومن ثم قد نستطيع أن نضع قراءتنا لفلسفته ...
      سبحان الله وبحمد
    • بنت قابوس كتب:

      عزيزتي عيون ...

      لن نختلف على أمر لا نعرفه ... نحن فقط نحاول قراءة التاريخ .... فهل من المفترض أن نقرأ فقط بدون أن نفكر فيما نقرأه ...؟؟؟!!!!

      الفلسفة .... علم الحكمة ... تحتاج لتفرغ وتعمق ودراية ودراسة ... وقد كان علما جديدا في ذلك الوقت ولم يعرفه العرب إلا من خلال ترجمة الكتب اليونانية القديمة ...

      ولكن لا أحد ينكر ما للعرب من حكمة بالغة في التفكر في سائر الأمور من حولهم ...


      تماماً.. ولقد تأثر العرب بأعمال التعريب التي حدثت للكثير من الكتب اليونانية والإغريقية وغيرها.. ودرسوا عقول العالم أجمع.. ولكنني قلتها سابقاً..

      كانت الفلسفة حكراً على شخصية الفيلسوف والذي يستخدم مهارته في الإقناع ليجعل من تلامذته مخلصين لعلمه.. وهو يختلف من شخص إلى آخر في زاوية الرؤية.

      أما المسلمين فكانت حياتهم متكامله.. يعيشون ضمن بيئة منظمه بفلسفة ربانية..

      لا تتعارض مع الطموح النفسي، ولا تقتل الجهد العقلي ولكنها تترفع بالعالم إلى درجة الزهد

      وهذا أمر أستثنائي.. فكيف يكون العلم محارباً عند العرب؟ وكيف يكون جديداً ومرفوضاً وهو يأتي بكل ماجاء به الدين..

      إنما التفسير والتقصي قد اختلف واختلاف الديانات من الوثنية التي كان عليها الاغريق والرومان..

      إلى الربانية التي جاء بها الإسلام.. بل إن المسيحين كانوا يحاربون الفلاسفة لضعف دينهم.

      نقطة أخيرة..

      لا بأس أن نتفكر في التاريخ، فأنا أفكر فيه كثيراً.. كيف استطاع التخلي عن مكانته لأجل استكمال علمه.. ماهو المجتمع الذي تربى فيه،

      لمن كان التأثير الأكبر في توجهه..

      هل كانت لديه ميول إلى تخصص في الفقه أو الشريعة مما جعله يحاول أن يقارب بين الدين المجتمع؟

      هل وقف أهله أمام دراسته.. من هم تلامذته وماهو أكبر معتقداته..

      فهذه الأسئلة عليها إجابات.. إجابات واضحه من التاريخ وإن لم توجد فنستطيع استنتجاها بالمحصلة التي لدينا.

      أما الأسئلة التي تثار فقط لنتهم الواقع، ونحاكم التقاليد، ونهاجم الفكر.. فهو خطأ..

      فليس لي شأن حقاً في أن أقول كان غنياً ودرس الفلسفة لأن لديه وقت فراغ طويل..

      تخيلي كم جريمة اقترفتها في حق طالب علم..

      1. اعتبرت الفلسفة ليس علماً يحتاج إلى الدراسة والإجتهاد والتعلم.

      2. توقعت أن المتفكر هو أنسان ( فاضي) ليس لديه التزامات أخرى.

      3. جعلت المادة هي أساس الدراسات الفكرية والروحية.

      لهذا.. مثل هذه الأسئلة قد تنتهي إلى إهانة العقول المفكرة.. والعلم بحد ذاته..

      ولا تأتي بنتيجة خصوصاً وأن لدينا هذا الفكر وهذه الثقافة فلماذا لا نستفيد منها ونتعلم ..


      هي وجهة نظر وفقط.. تحيتي
      نصل متأخرين دائماً بعمـــر !!
    • عيون هند كتب:


      تماماً.. ولقد تأثر العرب بأعمال التعريب التي حدثت للكثير من الكتب اليونانية والإغريقية وغيرها.. ودرسوا عقول العالم أجمع.. ولكنني قلتها سابقاً..

      كانت الفلسفة حكراً على شخصية الفيلسوف والذي يستخدم مهارته في الإقناع ليجعل من تلامذته مخلصين لعلمه.. وهو يختلف من شخص إلى آخر في زاوية الرؤية.

      أما المسلمين فكانت حياتهم متكامله.. يعيشون ضمن بيئة منظمه بفلسفة ربانية..

      لا تتعارض مع الطموح النفسي، ولا تقتل الجهد العقلي ولكنها تترفع بالعالم إلى درجة الزهد

      وهذا أمر أستثنائي.. فكيف يكون العلم محارباً عند العرب؟ وكيف يكون جديداً ومرفوضاً وهو يأتي بكل ماجاء به الدين..

      إنما التفسير والتقصي قد اختلف واختلاف الديانات من الوثنية التي كان عليها الاغريق والرومان..

      إلى الربانية التي جاء بها الإسلام.. بل إن المسيحين كانوا يحاربون الفلاسفة لضعف دينهم.

      نقطة أخيرة..

      لا بأس أن نتفكر في التاريخ، فأنا أفكر فيه كثيراً.. كيف استطاع التخلي عن مكانته لأجل استكمال علمه.. ماهو المجتمع الذي تربى فيه،

      لمن كان التأثير الأكبر في توجهه..

      هل كانت لديه ميول إلى تخصص في الفقه أو الشريعة مما جعله يحاول أن يقارب بين الدين المجتمع؟

      هل وقف أهله أمام دراسته.. من هم تلامذته وماهو أكبر معتقداته..

      فهذه الأسئلة عليها إجابات.. إجابات واضحه من التاريخ وإن لم توجد فنستطيع استنتجاها بالمحصلة التي لدينا.

      أما الأسئلة التي تثار فقط لنتهم الواقع، ونحاكم التقاليد، ونهاجم الفكر.. فهو خطأ..

      فليس لي شأن حقاً في أن أقول كان غنياً ودرس الفلسفة لأن لديه وقت فراغ طويل..

      تخيلي كم جريمة اقترفتها في حق طالب علم..

      1. اعتبرت الفلسفة ليس علماً يحتاج إلى الدراسة والإجتهاد والتعلم.

      2. توقعت أن المتفكر هو أنسان ( فاضي) ليس لديه التزامات أخرى.

      3. جعلت المادة هي أساس الدراسات الفكرية والروحية.

      لهذا.. مثل هذه الأسئلة قد تنتهي إلى إهانة العقول المفكرة.. والعلم بحد ذاته..

      ولا تأتي بنتيجة خصوصاً وأن لدينا هذا الفكر وهذه الثقافة فلماذا لا نستفيد منها ونتعلم ..


      هي وجهة نظر وفقط.. تحيتي




      شكرا لك أختي عيون على توضيح وجهة نظرك

      بارك الله فيك ...

      ربما لم تصل وجهة نظري لك أو أنها وصلت بشكل خاطئ ... لا أعلم

      المهم ...

      استفدتُ كثيرا من كلامك....

      كلام منطقي ...

      شكرا لك ...
      سبحان الله وبحمد
    • [h=1]الفلسفة العقلانية عند ابن رشد بقلم البروفيسور محمد عباسه .[/h]نحاول من خلال هذه الدراسة أن نوضح الحقائق الإيجابية في فلسفة ابن رشد، ونلقي الضوء حول الأسباب التي دعت بعض العلماء من مسلمين ونصارى ويهود إلى محاربة العقلانية الرشدية. فأبو الوليد بن رشد يعد أكبر شارح لفلسفة أرسطو، وقد انتدب نفسه للدفاع عن الفلاسفة ومعارضة آراء الإمام الغزالي التي تحامل فيها على الفلاسفة المسلمين، مما جعل المتكلمين واللاهوتيين يتهمون ابن رشد بالإلحاد. غير أن فيلسوف قرطبة هو أول من حاول التوفيق بين الشريعة والحكمة.
      ومع ذلك ظهر فلاسفة كثيرون في أوربا تتلمذوا على ابن رشد من خلال الترجمات التي قام بها النصارى واليهود في جنوب أوربا في القرون الوسطى. وأما العرب، فقد أهملوا العلوم العقلية بعد وفاة ابن رشد، وكان ذلك من بين العوامل التي أدت إلى انحطاط الحضارة العربية الإسلامية، منذ نهاية القرن الخامس عشر الميلادي إلى غاية النهضة العربية الحديثة.


      ولد أبو الوليد بن رشد حكيم قرطبة في عام 1126 للميلاد بالأندلس، وتوفي ليلة الخميس العاشر من ديسمبر عام 1198 للميلاد بمراكش. وفي الذكرى المئوية الثامنة لوفاته، كان لزاما علينا أن نعود إلى فكر هذا الفيلسوف العظيم، لا لأنه أثر في توجيه الثقافة الأوربية فحسب، بل أيضا لنتأمل في الظروف التي فصلت بينه وبين مفكري العرب، وجعلت المجتمع العربي يتخلف عن الركب الحضاري منذ نهاية القرن الخامس عشر الميلادي.


      لقد درس أبو الوليد بن رشد الفقه وحفظ الموطأ، كما درس الطب والرياضيات والفلسفة. وقد اتصل بكبار علماء عصره الذين كانوا يجتمعون في قصر خلفاء الموحدين. وفضلا عن التأليف، تولى ابن رشد القضاء في إشبيلية وقرطبة في عهد الخليفة يوسف. وفي عهد المنصور، ازدادت منزلة الفيلسوف في البلاط الموحدي، فكان يجالس الخليفة ويتحادثان في العلم والفلسفة. هذه المنزلة أدت بالفقهاء إلى السعي به عند الخليفة(1)، ليضطهد الرجل ورفاقه وتحضر العلوم العقلية. لقد زعموا أنهم وجدوا في بعض تلاخيصه الفلسفية أنه حكى عن بعض الفلاسفة أن الزهرة هي أحد الآلهة.


      وقد نفى ابن رشد ما نسب إليه من الأقوال في الشريعة ما يخالف الدين، واعتبر ذلك افتراء من خصومه. غير أن أعداء ابن رشد عملوا على إثارة مشاعر الجمهور على المشتغلين بالفلسفة، وزعموا أن الفلاسفة زنادقة، يجب تحريم كتبهم وحرقها. فلم ير الخليفة المنصور من بدّ إلا أن يعرض كتـب ابن رشد الفلسفية على الفقهاء ليدلوا برأيهم فيها. فكان الرأي الذي اتفقوا عليه هو مروق أبي الوليد عن الدين وتناقض آرائه مع الشريعة.


      وقد نجح فقهاء قرطبة في إبعاد ابن رشد، بحيث نفي إلى بلدة اليسانة القريبة من قرطبة. ثم نشر الخليفة المنصور في الأندلس والمغرب بيانا يدعو فيه الناس إلى الابتعاد عن الفلسفة ويأمرهم بإحراق كتب الفلاسفة. كما نفى المنصور فلاسفة آخرين من قرطبة إلى بلد آخر. غير أن هذا الخليفة ظل يدرس الكتب العقلية في الخفاء خوفا من الفقهاء الذين كانوا يتحكمون في زمام الأمور.
      ومن المحتمل جدا أن يكون هؤلاء الفقهاء قد اطلعوا على تفاصيل القصة التي رواها أرسطوطاليس المتوفى سنة 322 قبل الميلاد في كتابه إلى أنطيطوس، والتي مفادها: “أن رجلا من الكهنة الذين يسمون الكمريين يقال له أورماذن أراد السعاية بأرسطوطاليس، ونسبه إلى الكفر وأنه لا يعظم الأصنام التي كانت تعبد في ذلك الوقت، بسبب ضغن كان في نفسه عليه” (2). فلما أحس أرسطو بذلك، خرج من أثينا ولجأ إلى بلاده. فالظروف التي أحاطت بمحنة أبي الوليد بن رشد لما اتهم بالكفر والإلحاد، لم تختلف عما ذكره المعلم الأول في كتابه.


      ولما عفي عن ابن رشد استدعاه الخليفة إلى مراكش، غير أنه لم يعش بعد ذلك أكثر من سنة حتى توفي وحمل جثمانه إلى الأندلس ليدفن بقرطبة. وبوفاة ابن رشد، يكون قد رحل آخر أكبر أعمدة الفلسفة العربية الإسلامية منذ عصره حتى اليوم. أما تلامذته فقد عملوا على إقناع الناس بأن أبا الوليد لم يجحد في الدين، وأن الفلسفة لا تخالف الشريعة كما زعم بعض الفقهاء ممن كان لهم النفوذ في بلاط الموحدين. وفي الحقيقة أن ابن رشد إنما اضطهد لأنه بلغ منزلة متميزة في السلطة. وأن مذهبه المبني على التنوير العقلي وكشف الحقائق، هدد مصالح أعدائه. ولعل هذا الجانب كان أساسا في نكبة ابن رشد، لأن كل من الإكليروس والفقهاء قد وقفوا على مر العصور في وجه الفلاسفة للحيلولة دون عقلنة العلوم الدينية، وقد انتدبوا الكلاميين للرد على العقلانيين.



      يعد ابن رشد أعظم شارح لأرسطو، ولم يقتصر عمله على تفسير الفلسفة اليونانية فحسب، بل اتخذ منهجا أصيلا في فلسفته. فقد اكتشف أن المترجمين العرب الذين نقلوا فلسفة أرسطو ولخصوها، تصرفوا كثيرا في كتاباتهم مما أدى إلى تشويه بعض آراء المعلم الأول. أما هو، أي ابن رشد، فقد أثبت بجدارة على أصالته الفكرية، لذلك أقبل الكثير من الناس على فلسفته وكادوا يتناسون شروحات الآخرين. ولم يكن أرسطو معروفا كثيرا في أوربا قبل ابن رشد، رغم أن أعمال هذا الفيلسوف اليوناني كانت قد ترجمت إلى العربية قبل عصر ابن رشد. لكن براعة أبي الوليد في الشرح هو الذي جعل من أرسطو أكثر فلاسفة اليونان شهرة في أوربا.


      لم يكن ابن رشد يعرف من اليونانية شيئا، لذلك فهو لا يعد مترجما وإنما شارحا كما يسميه دانتي أليغييري في “الكوميديا”. لكن كيف تفوق حكيم قرطبة على أضرابه في شرح أرسطو دون الرجوع إلى الأصل اليوناني. هذا العمل لا يقوى عليه إلا حكيم بارع. ولم يكتف ابن رشد بالشرح بل سبق أستاذه أحيانا في أمور كثيرة(3). وبالإضافة إلى شرحه كتب الفلاسفة، ألف ابن رشد كتبا في الفقه والكلام وفي المنطق والجدل الفلسفي. ولعل أشهر كتبه على الإطلاق “فصل المقال وتقرير ما بين الشريعة والحكمة من الاتصال” في علم الكلام، وكتاب “تهافت التهافت” في الجدل الفلسفي الذي يرد فيه على أبي حامد الغزالي المتوفى سنة 1111 للميلاد.
      يعد ابن رشد حامل لواء الفلاسفة العقلانيين وقد رد في كثير من المسائل على المتكلمين وعلى الخصوص الإمام الغزالي صاحب كتاب “تهافت الفلاسفة” الذي عارضه أبو الوليد. أما وجهة الخلاف بينهما فتكمن في وجود الكون والخالق والفناء. فبينما يقول المتكلمون بحدوث الكون والتصرف المطلق للخالق وخلود الروح، يرى الحكماء أن الكون لم يخلق من العدم وإنما من مادة، وأن الأسباب هي التي تؤدي إلى حدوث الأشياء في الكون لأن الخالق ليس مسئولا عن تصرف المخلوق من خير أو شر. أما خلود النفس فقد انقسم فيها الفلاسفة إلى فريقين. فريق يذهب إلى وجود عقل عام فاعل وعقل فردي منفعل وأن الخلود لا يكون إلا للعقل العام أي للإنسانية، أما الإنسان فإنه يفنى في العقل العام، وهذا الرأي إنما يتناقض مع العقيدة. أما الفريق الآخر، فيعتقد بخلود الإنسان، وهو بذلك لا يختلف عن المتكلمين. وكان ابن رشد قد ذهب إلى الرأي نفسه في بعض مؤلفاته، غير أنه لم يعلق على مذهب أرسطو أثناء شرحه لآرائه، وهذا الغموض عند ابن رشد جعل المتكلمين واللاهوتيين يعتقدون بأن حكيم قرطبة لا يؤمن بخلود الروح.


      من الحقيقة بما كان، أن ابن رشد لم يتراجع عن اعتقاده بخلود الروح، وإنما أسيء فهمه في شرح أرسطو، لقد كان دائما يذهب مذهبا معتدلا عندما يتعلق الأمر بالمسائل الخطيرة. وحين يريد الدفاع عن المعلم الأول، نجده يحاول التوفيق بين العلوم اليونانية والعقيدة معتمدا في ذلك على التأويل والاجتهاد. لذلك نرى أن المذهب الوسطي الذي انتهجه شيخ العقلانيين يتفق كثيرا مع الدين الإسلامي الحنيف الذي من تعاليمه الحل الوسط.

      ولم يختلف ابن رشد كبقية الفلاسفة في مسألة قدم العالم، إلا أنه لم يبين ذلك ببرهان، فكان جوابه غامضا. لكنه لجأ إلى هذه الطـريقة لمجادلة أنصار رأي حدوث العالم. ونحن لا نتفـق مع دعاة العالم الأزلي، ونعتقد أن ابن رشد لم يكن في نيته التعصب إلى هذا الرأي، وإنما أراد أن يقول إن أدلة المتكلمين على حدوث العالم كما وردت عند الغزالي ليست يقينية وتفتقر إلى براهين، فالعكس يكون أقنع حتى وإن لم يكن صحيحا(4). فمسألة حدوث الكون ينبغي أن نقتنع بها بديهيا دون الحاجة إلى برهان، لأنها كالروح، كلاهما من أمر الخالق.


      أخذ الإمام الغزالي على الفلاسفة مخالفتهم لعقائد أهل السنة في عشرين مسألة، من يقول بها فهو إما فاسق أو كافر. وقد كفر أبو حامد الغزالي الفارابي المتوفى سنة 950 للميلاد وابن سينا المتوفى سنة 1037 للميلاد وغيرهما من المشائين فيما نسب إليهم من أنهم يقولون إن الله تعالى لا يعلم الجزئيات(5). لكن ابن رشد لا يرى أي إشكال في ذلك. فهو يقول إن الله يعلم الجزئيات بعلم غير مجانس لعلمنا بها، فإن علمه لا يقاس بعلم البشر(6). وهذا ما كان يذهب إليه أبو نصر الفارابي حين يقول: “وأما جل المعقولات التي يعقلها الإنسان من الأشياء التي هي في مواد، فليست تعقلها الأنفس السماوية لأنها أرفع رتبة بجواهرها عن أن تعقل المعقولات التي هي دونها” (7).
      ولم يكن الغزالي أول من انتدب نفسه للرد على الفلاسفة، بل كان ابن حزم الأندلسي المتوفى سنة 1064 للميلاد وإمام الحرمين أبو المعالي الجويني المتوفى سنة 1082 للميلاد، قد سبقا الإمام الغزالي في الرد على الحكماء. لكن الإمام الغزالي قد انفرد بأسلوبه في مجادلة الفلاسفة. فهو ينعتهم بأنهم كفار وأغبياء وملاحدة وزمرة الشياطين. وهذا يتناقض مع الدين الإسلامي الذي يحث المسلم على مجادلة الغير بالتي هي أحسن. غير أن تحامل الغزالي على ابن سينا والفارابي وغيرهما، ما هو إلا اعتراض على تنبيه العقل وإدراك الأمور. وفي الوقت نفسه لا ننكر ما كان للإمام أبي حامد من فضل في إحياء علوم الدين، لكن كم كنا نتمنى لو لم يكتب “التهافت”، لا لأنه رد على الفلاسفة، وإنما الطريقة التي استخدمها في رده لم تكن لتليق بمقام شيخ جليل مثله.


      أما ابن رشد، فقد استغرب نوايا الغزالي، فهو يرى أن هذا القصد لا يليق إلا بالذين في غاية الشر(8). ويتهمه بأنه يصطنع حججا لتزييف مذهب الفلاسفة، وأنه يتقول عليهم وينسب إليهم ما لم يقولوه. فكان اللاهوتيون في أوربا قد استخدموا الطريقة نفسها للاعتراض على فلسفة ابن رشد وتحريم الاشتغال بها. ورغم ذلك، فإن الأوربيين قد ورثوا عن ابن رشد، البرهان العقلي الذي اتخذوه معيارا لبناء حضارتهم، في حين كان اللاهوتيون يعتمدون على التفسير الجدلي.


      كان ابن رشد معتدلا في رده على الغزالي. لقد حرص لكي لا تتسع رقعة الخلاف بين المتكلمين والحكماء. فهو يرى أن للجمهور تعليم غير الذي يكون للخاصة، وأن مخالفة ذلك لا يقبله الشرع ويضر بالفلسفة والدين معا(9). وقد لام أبو الوليد الإمام الغزالي على نشره أمورا خطيرة في أوساط العامة الذين لا يفقهون فيها، وتحريضهم على العقلاء. ويغلب الظن أن ابن رشد قد تأثر بقدماء فلاسفة اليونان في منهجه التعليمي. لقد كان أفلاطون المتوفى سنة 347 قبل الميلاد يرمز حكمته ويتكلم بها ملغزة حتى لا يظهر مقصده إلا لذوي الحكمة(10). وكان أرسطو أيضا قد أوصى بعدم إشراك العامة في المسائل العقلية لأنهم يغلبون العاطفة على العقل.


      لقد شغل مفكرو الإسلام بالتوفيق بين العقل والوحي، وبين ما جاء في الفلسفة اليونانية القديمة وبين الدين الإسلامي. ويعد ابن رشد أول فيلسوف أتم محاولة التوفيق بين الحكمة والشريعة(11). ومع ذلك، فإن أبا الوليد لم يكن متزمتا في رأيه، بل كان يعترف بعجز العقل أمام بعض الحقائق الإلهية. لقد تصدى كل من المتكلمين واللاهوتيين للآراء الرامية إلى عقلنة الشريعة. غير أن العقلانيين وعلى رأسهم ابن رشد، لم يكونوا يقصدون تجريد رجال الدين من سلطتهم، بل كانوا يسعون من وراء أفكارهم إلى تنوير عقول الناس واعتماد التأويل من أجل تحرير الإنسان. فالعقلانية غايتها الاعتدال في كل الظروف، ولا تتفق مع العلمانية في شيء.


      كانت قرطبة فيما مضى تحمل إليها كتب علماء الأندلس بعد وفاتهم. لكن بعد موت ابن رشد وحرق ذخائر العرب في مدينته، أصبحت الكتب تنقل من قرطبة وغيرها من المدن الأندلسية إلى بلاد الإفرنج لتترجم وتدرس. وكأن علماء الأندلس كانوا يكتبون للإفرنج وليس للمسلمين. فمنذ سقوط الأندلس وإلى غاية عصر النهضة العربية الحديثة، لم يول العرب اهتماما لكتب علمائهم.
      أما الذين اهتموا بفلسفة ابن رشد من الأوربيين، فقد انقسموا إلى فئات. منهم من كان يستشهد بآراء المتكلمين لنقض فلسفة ابن رشد القرطبي وتحريم كتبه ونبذ المذهب العقلاني، ومنهم من كان يدرس الفلسفة الرشدية طلبا للمعرفة، ومنهم من كان يستخدم فلسفة ابن رشد لمحاربة الإكليروس وكشف مزاعمهم وخداعهم معتمدا على عقلنة الأمور الشرعية. أما فريق من الفلاسفة فقد استغل الفلسفة الرشدية لأغراض أيديولوجية، فكان يقتطع ما يوافقه من آراء ابن رشد ويتحاش ما يدعو إلى التوفيق بين الحكمة والشريعة، فكان بهذه الطريقة قد صور الفلسفة العقلانية عدوة للدين، فمن هؤلاء العبرانيون وبعض الرشديين اللاتينيين. وقد نتج عن ذلك إرساء العلمانية في أوربا وانتقال السلطة من الإكليروس إلى فئة من البرجوازيين يستخدمون الكنيسة لحسابات سياسية.


      انتقلت الفلسفة العربية الإسلامية إلى أوربا عن طريق مدرسة مترجمي طليطلة. غير أن هذه الترجمات التي تمت بالأندلس كانت حافلة بالأخطاء، بسبب تمسك أصحابها بحرفية النقل(12). بيد أن ترجمة الفلسفة العربية لم تقتصر على أرض الأندلس، بل نشطت كذلك في إيطاليا وفرنسا. وقد أشار ابن خلدون المتوفى سنة 1405 للميلاد في “المقدمة” إلى الاهتمام الكبير الذي كان يوليه الفرنجة في ذلك العصر(13). ولعل موسى بن ميمون المتوفى سنة 1204 للميلاد هو أشهر من اهتموا بالفلسفة الرشدية. وكان هذا اليهودي قد تتلمذ على فلاسفة قرطبة قبل أن يفر إلى فرنسا خوفا من الاضطهاد الذي تعرض له الفلاسفة في العهد الموحدي(14). ورغم اختلافه مع ابن رشد، فإن موسى هذا أنشأ مذهبا فلسفيا وسطا يقترب كثيرا من العقلانية، فهو يعتمد على التأويل أيضا ولا يعتبر افتراضات الحكماء كفرا. أما الكنيسة فقد اعتبرت هذا المذهب دينا جديدا يناقض الكتب المقدسة.


      وفي لونيل (Lunel) بجنوب فرنسا، كان موسى بن تيبون الأندلسي المتوفى سنة 1260 للميلاد، أول من ترجم تلاخيص ابن رشد لأرسطو إلى العبرانية. أما أول من ترجم فلسفة ابن رشد إلى اللاتينية فهو مخائيل الاسكتلندي المتوفى سنة 1235 للميلاد الذي كان يشتغل في معهد المترجمين بطليطلة، قبل أن يلتحق بفريدريك الثاني إمبراطور ألمانيا المتوفى سنة 1250 للميلاد الذي عمل على نشر الفلسفة العربية في أوربا واستخدامها لمواجهة اللاهوتيين وهيمنتهم.

      لقد بلغت الفلسفة الرشدية أوج ازدهارها في القرن الرابع عشر الميلادي في جامعات فرنسا وإيطاليا، غير أنه في نهاية القرن الخامس عشر الميلادي، لجأ المدرسيون إلى النصوص اليونانية الأصلية. وقد اتخذوا من الفلسفة اليونانية وسيلة للتوسط بين الرشدية العقلانية ومذهب اللاهوت. لكن هذا المذهب الذي يدعو إلى إحياء علوم الإغريق لم يلق استحسان الإكليروس لاعتماده على العقل والمنطق. غير أن هذه الفلسفة اليونانية الأصيلة لم تعمر طويلا، ففي القرن السابع عشر الميلادي، استطاع فلاسفة أوربا أن ينشئوا مذهبا جديدا يسمى الفلسفة الأوربية الحديثة. وكان فرنسيس باكون المتوفى سنة 1626 للميلاد من مؤسسي هذه الفلسفة الوضعية التي تعتمد على المعاينة والتجربة والاختبار(15). وقد أدى ذلك فيما بعد، إلى احتجاب السلطة الإكليروسية نهائيا وظهور اللائكية.

      لقد نشأ مذهب الرشدية اللاتينية عند المدرسيين في كلية باريس، وكان زعيمه سيجر البرابانتي المتوفى سنة 1283 للميلاد. ورغم تعصب الرواشد لابن رشد إلا أنهم جعلوه يقول أشياء لم يقلها قط. مما جعل الكنيسة تشن حملة عنيفة على فلسفة ابن رشد وأتباعه. لقد ذهب سيجر إلى أن العقل والإيمان لا يجتمعان، وقد زعم أنه استمد هذا الرأي من فلسفة ابن رشد. أما حكيم قرطبة الذي دعا إلى التوفيق بين الشريعة والحكمة، فهو بريء من الرشدية اللاتينية التي حرفت أقواله.
      أما معارضو الفلسفة الرشدية فهم كثيرون، وعلى وجه الخصوص اللاهوتيون الذين أصدروا عرائض تمنع دراسة الفلسفة الرشدية. ولعل أشهر اللاهوتيين الذين قاموا على فلسفة ابن رشد، غيوم دوفرن المتوفى سنة 1249 للميلاد والقديس توما الأكويني المتوفى سنة 1274 للميلاد، وهذا الأخير من أعظم فلاسفة اللاهوت في أوربا. أما أشد أعداء الفلسفة العربية، فهو رايمون لول المتوفى سنة 1395 للميلاد الذي كرس حياته في محاربة الإسلام وتحريض الناس على فلسفة المسلمين.

      كان القديس توما الأكويني أشد خصوم الفلسفة الرشدية، ومع ذلك فهو يعد من تلامذة ابن رشد، لأنه يتفق معه في بعض المسائـل خاصة تلك التي تتعلـق بالتوفيق بين الدين والحكمة، كما تأثر به في المنهج وطريقة التأليف. أما رايموندو مارتين المتوفى سنة 1286 للميلاد زعيم المدرسة الدومينيكية فقد اعتمد على طريقة الإمام الغزالي في الرد على ابن رشد. وكان رايمون لول أيضا قد اعتمد على براهين الغزالي المنطقية ضد الفلاسفة، لإفساد فلسفة ابن رشد.


      ومع ذلك، لا ينبغي أن نقول بأن جميع رجال الدين المسيحي قد وقفوا في وجه الفلسفة الرشدية. فعلى خلاف الدومينيكيين الذين حاربوا الفلسفة العربية لتمسكهم بتعاليم الإكليروس، فإن الرهبان الفرانسيسكان الذين ينصرون العقل، ظلوا يدعون إليها ويدرسون كتب ابن سينا وابن رشد في باريس وأكسفورد. أما أشهر من درس فلسفة ابن رشد من هذه الطائفة، فهو روجي باكون المتوفى سنة 1292 للميلاد الذي تأثر به رغم مخالفته في بعض المسائل.

      ”لم يشتهر ابن رشد في العالم الإسلامي كما اشتهر في أوربا. بل لم يذع مذهبه ونسيت مؤلفاته بعد موته. وقد يرجع ذلك إلى عدة أسباب، منها حرق كتبه بقرطبة، ومنها أيضا اتهامه بالكفر والإلحاد لاشتغاله بفلسفة الغابرين. غير أن حكيم قرطبة كان يهتم فقط بالأمور العقلية عند قدماء اليونان، فيقبل بعضها ويرفض البعض الآخر. وقد أكد العلامة ابن خلدون على ذلك في “المقدمة” بقوله: “إن فلاسفة الإسلام خالفوا كثيرا من آراء المعلم الأول واختصوه بالرد والقبول لوقوف الشهرة عنده” (16). وكان ابن رشد قد دعا إلى ذلك أيضا في “فصل المقال(17).


      وإذا عدنا إلى فلاسفة اليونان الذين أخذ عنهم العرب الحكمة، نجد منهم أفلاطون قد دعا إلى الفضائل وصدق العقل والعدل. وأما سقراط المتوفى سنة 399 قبل الميلاد، فقد خالف اليونانيين في عبادتهم الأصنام ودعا إلى عبادة الله وحده وفضل الموت من أجل ذلك. لكن هل يعقل أن ندين كل من يقرأ لهؤلاء الفلاسفة الذين نبذوا الأصنام ودعوا إلى التوحيد، في حين نقبل على الشعر الجاهلي بنهم ونستشهد به في المذاهب التعليمية رغم أن أصحابه كانوا من عبدة الأصنام.

      وأخيرا، ينبغي أن نشير إلى أن العرب بعد ما فقدوا الاستقرار السياسي في القرون الوسطى ووقعوا تحت حكم غيرهم، مال المثقفون منهم إلى التصوف ونظم الشعر الشعبي والابتعاد عن العلوم الدنيوية، ولم يبدوا أي اهتمام بالترجمة، كما حرموا على أنفسهم العلوم العقلية، واعتقدوا أن الحكمة جزء من الكفر. فإن عدم توفيق المسلمين بين العلوم الإغريقية والعلوم الدينية، نتج عنه انحطاط فكري دام عدة قرون، وخاصة في مجال العلوم التقنية(18). وهكذا نجد التاريخ يعيد نفسه، فكما لجأ الأوربيون في القرون الوسطى إلى العرب عندما احتاجوا إلى الفلسفة الإغريقية، نجد العرب اليوم، وبعد سبات طويل، يلجأون إلى الإفرنج لجمع فلسفة ابن رشد، لأن أكثر الكتب التي ألفها حكيم قرطبة في الفلسفة، قد ضاعت أو حرفت أصولها العربية.




      سبحان الله وبحمد
    • بانتظار قرائتك للمقال أختي عيون ...

      وهي بالفعل تحتوي على الكثير مما يحلو فيه النقاش لعل أهمها الحرب التي تعرض لها ابن رشد ,,, وكل الفلاسفة العقلانيين ربما ...

      ما رأيك بالفلسفة العقلانية ...؟؟؟
      سبحان الله وبحمد
    • استميحك أختي عذراً.. قرأت على عجاله الجزء الأول، وشدتني فيه نقطتين رئيسيتين:

      من هم " الموحدين".. ومن هم "المتكلمين"؟

      أرفض هذا الرأي وأجده غير سليم
      إن الله تعالى لا يعلم الجزئيات(5). لكن ابن رشد لا يرى أي إشكال في ذلك. فهو يقول إن الله يعلم الجزئيات بعلم غير مجانس لعلمنا بها، فإن علمه لا يقاس بعلم البشر(6). وهذا ما كان يذهب إليه أبو نصر الفارابي حين يقول: “وأما جل المعقولات التي يعقلها الإنسان من الأشياء التي هي في مواد، فليست تعقلها الأنفس السماوية لأنها أرفع رتبة بجواهرها عن أن تعقل المعقولات التي هي دونها” (7).


      وذلك وفقاً لقوله تعالى: (وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم ) صدق الله العظيم

      وقوله تعالى: (وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى) صدق الله العظيم

      وقوله تعالى: (وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الأرض إنه كان عليما قديرا) صدق الله العظيم.

      من ذلك كله، فإنه لا مجال للقياس بين علم الخلق وعلم الخالق.. ولا يوجد اختصاص أو بحث أو فهم أو قدرة أو أي شئ

      يكون خارجاً عن القدرة العلوية.. وأتحفظ كثيراً على وضع رأيي خصوصاً بعد قراءة هذه العبارة:

      لقد حرص لكي لا تتسع رقعة الخلاف بين المتكلمين والحكماء. فهو يرى أن للجمهور تعليم غير الذي يكون للخاصة، وأن مخالفة ذلك لا يقبله الشرع ويضر بالفلسفة والدين معا


      للأسف، بالفعل هناك أمور خاصة لا يفقهها أو لا يفهم نهايتها إلاّ المختصون بالعلم، وأن العامة يستطيعون الخوض في عموم

      المادة العلمية، أو يفهمون مجمل الأمور الفقهية. ولكن ليست لديهم جذور في أي من المادتين.

      إن الحكم على خلاف أزلي مازال قائماً إلى تاريخنا هذا.. يعتبر من الأمور المشتبهه والتي يصبح احتمالها صعباً.

      لأكون أمينه،.. لم أكن أعلم بأن هذا باب من أبواب الفلسفة وهي ( مقاييس المعرفه الإلهية ( الكونيه) والمعرفة البشرية)

      وإن كان هناك اختلاف.. فإنني كنت أحيله إلى فقر المعرفة البشرية وانتظار التوجيه الإلهي، عبر الرسالات والأنبياء ثم

      الإئمه والمصلحين، ثم ذوي العلم والنبوغ والحكمه، ثم بعض الحواس البشرية والتي تختلف باختلاف الروح، كالطاهر

      أو الآثم، الضمير الحي، الحاسة السادسه، الغريزه.. وهكذا.. فكلها من سبل التعلم والفهم.. ولا أعلم كيف يتم تمثيلها في الفلسفة والدين.

      بشكل عام.. سأحاول أن أفهم الفرق بين الموحدين، والمتكلمين، في ذلك العصر،.. ولي متابعه معك.

      تحيتي
      نصل متأخرين دائماً بعمـــر !!
    • بسم الله الرحمن الرحيم..

      في الحقيقة معلومة جديده عندي.. ولا أعلمها عندك وربما كنت قرأتها ونسيتها.. وفي العموم سوف أحاول تلخيص ما قرأته عن فئة " المتكلمين"

      هم من يقوم بتسمية ما لم يكن له في لغة العرب اسم، فصاروا بذلك سلفاً لكل خلف، وقدوة لكل تابع، ولذلك قالوا:

      العرض والجوهر ، وأيس وليس، وفرقوا بين البطلان والتلاشي، وذكروا الهذية والهوية وأشباه ذلك.


      وَبِالرَّغْمِ مِنْ حِرْصِ الفَلاسِفَةِ وَالـمُتَكَلِّمينَ عَلى حَصْرِ لُغَتِهِمِ الخاصَّةِ في دائِرَةِ صِناعَتِهِمْ، فَإِنَّ أَلْفاظَهُمْ ظَهَرَتْ في كَلامِهِمْ، وَفي مَسائِلَ عالَجوها لَمْ تَكُنْ فَلْسَفِيَّةً أَوْ كَلامِيَّةً بِرُمَّتِها، وَهَذا ما نَراهُ في لُغَةِ الفَيْلسوفِ يَعْقوبَ بْنِ إِسْحاقِ الكِنْدِيِّ في رِسالَتِهِ: «في الحِيلَةِ لِدَفْعِ الأَحْزانِ»، وَمِمّا جاءَ فيها:
      «... فَإِنَّهُ لَيْسَ بِمُمْكِنٍ أَنْ يَنالَ أَحَدٌ جَميعَ مَطْلوباتِهِ، وَلا يَسْلَمَ مِنْ فَقْدِ جَميعِ مَحبوباتِهِ، لِأَنَّ الثَّباتَ وَالدَّوامَ مَعْدومٌ في عالَمِ الكَوْنِ وَالفَسادِ الّذي نَحْنُ فيهِ، وَإِنَّما الثَّباتُ وَالدَّوامُ مَوْجودانِ اضْطِراراً في عالَمِ العَقْلِ الّذي هُوَ مُمْكِنٌ لَنا مُشاهَدَتُهُ».



      الـمُمْكِنُ هُوَ الذي يَتَساوى فيهِ الوُجودُ وَالعَدَمُ، وَيُقابِلُهُ الـمُمْتَنِعُ وَالضَّرورِيُّ

      وَلَمْ يَكُنِ الفَلاسِفَةُ وَالـمُتَكَلِّمونَ وَحْدَهُمْ مَنِ اسْتَخْدَمَ تِلْكَ اللُّغَةَ الـمُتَخَصِّصَةَ خارِجَ نِطاقِها، بَلْ تَعَدَّى الأَمْرُ إِلى فِئاتٍ عَديدَةٍ تَأَثَّرَتْ بِالـمُناظَراتِ أَوِ الـمُناقَشاتِ الفَلْسَفِيَّةِ وَالكَلامِيَّةِ الّتي شاعَتْ في الــمُجْتَمَعِ العَبّاسِيِّ. فَعَلى سَبيلِ الـمِثالِ، اسْتَعانَ بَعْضُ الخُطَباءِ بِأَلْفاظِ الـمُتَكَلِّمينَ، ظَنّاً مِنْهُمْ أَنَّ ذَلِكَ سَيُعَظِّمُهُمْ في أَعْيُنِ الحاضِرينَ نَظَراً إِلى مَوْقِعِ الفَلاسِفَةِ وَالـمُتَكَلِّمينَ الـمُتَقَدِّمِ، وَجَلالَةِ عُلومِهِمْ. وَفي هَذا يُرْوى أَنَّ خَطيباً «خَطَبَ عَلى مِنْبَرٍ ضَخْمِ الشَّأْنِ، رَفيعِ الـمَكانِ [فَقالَ]: ثُمَّ إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ بَعْدَ أَنْ أَنْشَأَ الخَلْقَ وَسَوّاهُمْ وَمَكَّنَ لَهُمْ، لاشاهُمْ فَتَلاشَوْا.


      وتبدوا أنها كانت مشكلة عاجلة، وظاهرة مستنفرة في العصر العباسي.. ومن ذلك قرأت أيضاً.

      فَقَدِ اسْتَقْبَحَ الـمُتَكَلِّمونَ اسْتِعانَةَ الخُطَباءِ بِمِثْلِ تِلْكَ الأَلْفاظِ الكَلامِيَّةِ في غَيْرِ مَقاماتِها، وَرَأَوْا أَنَّها جازَتْ «في صِناعَةِ الكَلامِ حينَ عَجَزَتِ الأَسْماءُ عَنِ اتّساعِ الـمَعاني».


      أعتقد أنه عصر ممتع،.. ذلك الذي يهتم بالألفاظ واللغه.. الكثير أيضاً عن الكلاميين ولكن المهم أننا فهمنا من هم المتكلمين.

      والفضل في هذا لك أختي بنت قابوس.. فشكراً،




      نصل متأخرين دائماً بعمـــر !!
    • لنكمل,... من هم خلفاء الموحدين؟

      كان "محمد بن تومرت" حين يعلم أن أتباعه ينظرون إلى الغنائم التي حصّلوها من دولة المرابطين في حربهم معهم كان يأخذها كلها فيحرقها..

      وكان يعذّر بالضرب من يفوته قيام الليل من جماعته. فنشأت جماعة من الطائعين الزاهدين العابدين، لكن على غير نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم

      الذي لم يكن يحرق الغنائم أو يضرب المتباطئين أو المتثاقلين عن قيام الليل، أو يتبع مثل هذا المنهج وتلك الرهبنة المتشددة،

      فكره كثير من الناس مثل هذا الأسلوب، لكنهم مع ذلك اتبعوه...!!


      وعلى ما يبدو فقد كانت فكرتا العصمة والمهدية اللتين ادّعاهما محمد بن تومرت واقتنع بهما أتباعه من بعده لم يكن عبد المؤمن بن عليّ مقتنعا بهما ؛

      لأنه أبدًا ما ادّعى أيا منهما،كما أنه لم يدّع فكر الخوارج الذي كان قد اعتقد به أو ببعضه "محمد بن تومرت".
      وعلى الجانب الآخر فإن "عبد المؤمن بن عليّ" لم ينف مثل هذه الأفكار الضالة صراحة؛ وذلك لأن غالب شيوخ الموحّدين كانوا على هذا الفكر وذلك الاعتقاد،

      فخاف إن هو أعلن أن أفكار "محمد بن تومرت" هذه مخالفة للشرع أن ينفرط العقد ويحدث التفكك في هذه الفترة الحرجة من دولة الموحدين

      --

      أعتقد أنه من ذلك يتضح أسباب تسميتهم بالموحدين.. وبالنسبة لي فقد قرأت عنهم وفهمت التضاربات بين كل من السياسة والدين في ذلك الزمن.

      ولي عودة لقراءة جديده.. تحيتي
      نصل متأخرين دائماً بعمـــر !!


    • أمر لأشير إليه بالنسبة إلى نسب الموحدين،.. فإنه يندرج من المغرب.. ولم يستوطن الأندلس إلاّ لاحقاً.. وسوف نحتاج إلى قراءة تاريخية قد تبعدنا عن نهج دراسة فلاسفة العرب.

      لهذا أتركه هنا.. وربما يكون له موضع يدرس على شئ من الاتساع لاحقاً.. فأما ( عبد المؤمن) فهو الخليفة..

      وهو الذي عمل على نشر الثقافة والتعليم والتدريب حتى أنه كان أول من يدرس السياسة..

      وعمل مدارس خاصة لتعليم الشباب حتى يتفننوا في عمل الاستراتيجيات الحربية، والخطط الاستراتيجية، وتخريج سياسيين متمرسين، وكان يختبرهم بنفسه.

      كذلك.. أول من صمم مدرسة مائية.. مدرسة على البحر لتعليم الحروب البحرية واستخدام المواقع وغيرها.. وزاد في عصره العلماء والمثقفين.

      ولكنه التزم بقوانين محمد بن تومرت. والذي كان صديقاً أو مرافقاً.. أو أنه كان له دور بارز معه.. وهكذا.. حتى بعد وفاة محمد بن تومرت..

      كان يحاول التغاضي عن بعض العقوبات التي لا يجد لها داعي.. ولكن حيث أنها مقبوله من الشعب تركها على حالها.

      ( هكذا قرأته.. وقد أكون أخطأت في تحديد تواريخ كل منهما..).
      نصل متأخرين دائماً بعمـــر !!

    • مازلت أقرأ بريبه.. فأنا أعتقد بأن كاتب المقال لم يكن منصفاً أو محايداً في آراءه..

      ويبدوا اعتناقه للفكر الفسلفي أو الفلسفة العقلانية واضح جداً لدرجة أنه جعلها بدون عيوب.

      ولعل هذا الجانب كان أساسا في نكبة ابن رشد، لأن كل من الإكليروس والفقهاء قد وقفوا على مر العصور في وجه الفلاسفة للحيلولة دون عقلنة العلوم الدينية، وقد انتدبوا الكلاميين للرد على العقلانيين.


      عقلنة العلوم الدينيه.. مصطلح جديد.. ومريب مرة أخرى.. وأجدني أتعثر كلما حاولت استكمال القراءة.. لي عوده.


      تحيتي
      نصل متأخرين دائماً بعمـــر !!
    • قرأت هذه المقالة .. للكاتب: جمال الدين عبد الجليل، في الحوار المتمدن ، بعنوان

      ( ابن رشد و ابن ميمون، مثالان أندلسيان لصيرورة العقلنة والعلاقة بين الدين والفلسفة )

      السياق الثقافي والديني الإسلامي الخاص الذي أفرزه، مستندا إلى ركيزة انطلاق تجعل من العقل وقواعده محكّ الصواب من الخطأ،

      له الفصل والحكم الأخير فيما يطرأ من اختلاف
      . فقد كان يرمي إلى إثبات أنّ البحوث والمعارف العلمية لا يمكن أن تتعارض أو تتناقض في حقيقة الأمر مع الأصول

      الاعتقادية والحقائق الدينية. وكان ابن رشد يستغرب مسلك أبي حامد الغزالي الذي يدين في اكتساب معارفه للفلسفة وفنونها نكرانه لذلك وهدمه لها وهجومه عليها.

      فتصدّى هنا ابن رشد مسلّحا بكلّ ما للعقل الفلسفي من حجج وبراهين للخلط والتمويه الذي تسبب فيه الغزالي وبقيّة المتكلّمين من الأشاعرة، فيما بين أشكال الخطاب

      الفلسفي القائم على العقل والبرهان من جهة والديني الكلامي القائم على الجدل و الخطابة والإيهام من جهة أخرى.

      و هو يؤكد هنا على ضرورة التمييز و الفصل ما بين الخطابين في نسقيهما، و يدعو إلى مراعاة المخاطَب في ملكاته الذهنيّة و ظروفه النفسية أثناء عملية التلقّى للخطاب.

      و هو يدعو بذلك إلى خطاب عقلاني رصين موضوعي يعتمد منهج الإقناع بالحجة والبرهان مقابل خطاب تعبويّ شعبوي تبسيطي يعتمد التحريض وحشد الانفعال


      إذاً ما هو المنهج الذي اتخذه ابن رشد.. في تنصيب العقل حكماً ومرجعاً للمساءل العلمية والعملية.. فنحن نعلم بأن العقل ذا قدرات محدوده..

      وبالأحرى هذا كان سبب ظهور الفسلفه والتي أعادت إلى الناس الروح مع العقل.. وقامت بوصل الماورائيات بالعالم الملموس والمرئي.


      أنقل من موقع آخر عن عقلنة الدين..


      3- العقل في نظر الدين:

      الدين يحث على تعقل الكون والاعتبار والتحليل والاستنتاج وقد ذهب حكيم قرطبة ابن رشد إلى القول بأن ممارسة فعل العقل هو واجب شرعا وليس فقط من الأمور المنصوح

      بها أو المباحة وإذا عدنا إلى القرآن أو إلى الحديث الشريف فإننا نجد العديد من الآيات والنصوص الصريحة التي تثمن العقل وتستحسنه وتدعو إلى استخدامه والتعويل عليه

      في الذهاب والإياب ومن بين هذه الآيات نجد:"أفلا تعقلون" ثم " واعتبروا يا أولي الأبصار" وقد دعا الرسول ربه حول أحد صحابته قائلا:" اللهم فقه في الدين وعلمه التأويل"

      وقد أيضا عن أرسطو:" لو عاش حتى عرف ما جئت به لاتبعني على ديني".

      يعرج الجابري على مسألة صلة العقل بالأخلاق وإمكانية حضوره في القرآن بقوله:" إذا استشرنا الكتاب العربي المبين القرآن الحكيم فإننا سنجد هذا المعنى القيمي المرتبط

      بكلمة "عقل" وما في معناه يعبر في الأغلب الأعم عن التمييز بين الخير والشر، بين الهداية والضلال. ولعل مما لع مغزاه في هذا الصدد أن القرآن لا يستعمل مادة(ع ق ل)

      في صيغة الاسم. فلفظة "العقل" لم ترد قط في القرآن وإنما وردت هذه المادة في صيغة الفعل في معظم الحالات: فالقرآن يؤنب المشركين لكونهم لا يميزون بين الحق والباطل-
      بالمعنى الأخلاقي:"لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها، أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون"(الأعراف آية 179).

      وهكذا فالقلب والعقل هنا بمعنى واحد ولا يفقهون يفسرها:"الغافلون" والمعنى القيمي واضح في الكلمتين معا...وواضح أن السمع والبصر والفؤاد كلمات تؤخذ هنا في

      مستوى واحد، فهي كلها "آلات" للتمييز بين الحسن والقبيح وبالتالي فهي كلها تقع تحت طائلة المسؤولية"[2].


      علاوة على ذلك مثل الاعتزال محاولة رائدة لفهم الإسلام من زاوية العقل والتفطن إلى المناحي العقلانية في هذا الدين والمواطن التي يشجع فيها على التعقل والإدراك

      والبحث والاستطلاع وقد عبر عبد الله العروي عن ذلك بقوله:"ان الموقف الاعتزالي لا يعدو أن يكون الفهم الإنساني الفردي للنص أو بعبارة مرادفة هو عقل النص بقوى

      بشرية صرفة"[3].

      ان ما قام به المعتزلة هو تأويل مستنير متوافق مع روح العصر وساعد كثيرا على التقدم والتغيير نحو الأفضل لأن الاعتزال هو رغبة الفرد العاقل في فهم المعروض عليه من

      نصوص واستخلاص العبر من الأضداد وبناء المسائل والإشكاليات من المتشابهات المبثوثة في الآيات
      ولأن حكماء المعتزلة استعملوا العقل والقلب والنفس والتأويل والفهم والرأي والتمثل بنفس المعنى.

      من ناحية ثانية يميز محمد أركون بين العقل الفلسفي والعقل الديني ويرى أن العقل الفلسفي هو العقل بشكل عام الذي يرفض الاشتغال داخل الأقفاص والأسيجة المغلقة وفي

      نطاق المعرفة الجاهزة أي ملكة مستقلة تخلق بكل سيادة وهيبة أفعال المعرفة، أما العقل الديني فهو على العكس يشتغل داخل إطار المعرفة الجاهزة التي تعتقد في صحتها دون
      تثبت، وهو الذي يستخرج أفكاره ومبادئه بالاعتماد على العبارات النصية للكتابات المقدسة
      ( قرآن، إنجيل، توراة).

      4- الدين في نظر العقل:

      العقلانية في الأمور الدينية هي نظرية تعتبر العقل الإنساني هو الدليل الهادي والسبيل الكافي والمنهج الملائم لإدراك الحقيقة الدينية التي يتضمنها الوحي الإلهي سواء عن

      طريق التفسير أو عن طريق التأويل
      . وقد يمثل هذه النظرة المنفتحة ولتر ستيس القائل:" أما القول بأن العقائد والمعتقدات الدينية كلها أساطير وصور فهو يعني أن لاشيء

      منها صادق بالمعنى الحرفي وإدراك ذلك هو المساهمة التي قدمها للفكر الشكاك والملاحدة وأيضا النظرة العلمية للعالم. لكن غاب عنهم شيء ما فشلوا في رؤيته هو أن

      المعتقدات ليست مجرد أكاذيب وإنما هي أساطير وصور وتشبيهات مجازية تشير إلى طريق الحياة والى الغاية والتجربة أي أنها ترمز إلى حقيقة أشد عمقا عن الكون..."[


      إذاً نستنتج من ذلك أن منهج ابن رشد كان سليماً له وعنده وفي طريقة دراسته هو من خلال بحثه وبعثه للتفكر في الدين والتعمق في مسبباته

      وعدم الاتباع الأعمى بدون فهم أو وعي.

      وأنا أؤيده في ذلك.. ولكن نعم قد تأتي من بعده بعض العقول التي لا تستطيع مجاراة هذا العالم والتي تحتاج إلى حدود دينية بسيطه تتكئ عليها

      وتفهم بها مثلنا نحن .. وعليه، فإنه كعلم لا أرفضه وكتطبيق لا أستحسنه. وما خرج به المعتزله قد جاء ضرباً من ضروب الكفر والعياذ بالله..

      عندما أطلقوا العنان لعقولهم وأفكارهم أن تأخذهم إلى تفاصيل دقيقه وعميقه قد تنتهي إلى الإلحاد بسبب المعتقد العقلي.

      فنحن نعلم بأن العقل موجود والخوارق موجوده والتي جعلها الله لعباده المخلصين، فأن نقول بأن مريم العذراء قد حملت بدون أن يقربها رجل

      هذه خارقة لا يقبلها العقل ولكن تؤمن بها النفس، كذلك أن يتحدث الشجر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، كذلك الكثير من الأمور الغير معلومه والغير

      مجاز تكفيرها أو التشكيك بصحتها وتكون من الله ( إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون) صدق الله العظيم.



      هذا رأيي بعد قراءتي في هذا الأمر.. وسوف تسعدني مناقشتك بحدود العقل والمنطق عندي. تحيتي
      نصل متأخرين دائماً بعمـــر !!
    • قراءة ماتعة ومفيدة أختي عيون هند...

      ما شاء الله عليك ... ربي يحفظك من العين ...

      بالنسبة لي فقراءتي هي قريبة - نوعا ما - من قرائتك للموضوع ...غير أنها أقل تمحيصا من قراءتك التي بالفعل أعجبتني ووضحت لي العديد من الأمور التي كنت لا أفهمها بتلك الطريقة ...


      منهج ابن رشد
      ربما هو متأثر بما عرفه به من خلال قراءته لفلسفة أرسطو ... من ناحية أن على الإنسان أن يفكر في كل الأمور من حوله ويوازن الأمور وبعد ذلك يتبعها ... ولكن هذا لا يعني أن نكفر بالأمور الخارقة التي لا يستوعبها العقل البشري القاصر ...
      ولو قرأنا سيرة ابن رشد كما ذكرناها في بداية كلامنا ... فسنجد أنه درس في البداية الدين .. والفقه وألف كتبا فيهما ومن ثم درس الفلسفة ... بالتالي هو عنده أساس متين من الدين مما يحصنه أن يلحد ويتأثر تأثرا لا متناهيا بفلسفة أرسطو وغيره من فلاسفة اليونان .. الذين لم يكن لهم أي أساس ديني سوى العقل البشري القاصر...

      ونقطة أخرى وهي...

      فائدة علم الفلسفة ....؟؟؟


      ماذا يستفيد الإنسان من دراسته لعلم الفلسفة ...؟؟

      في السابق كانت الفلسفة تدرس هنا معنا بالسلطنة تقريبا في المرحلة الثانوية للقسم الأدبي... أذكر أختي أنها كانت تدرسها ... ثم تم إلغاؤها بعد ذلك ... ربما كما قال ابن رشد .. لا يجب أن يتكلم في الفلسفة إلا من له باع فيها فهي للفلاسفة وليست للعامه ..

      ولكن مادة الفلسفة تدرس في الجامعات ...

      بالمناسبة أذكر أنني قد أخذت مادة اختيارية في الجامعه اسمها ( فلسفة الأخلاق ) ....

      ولكن للأسف نسيتها كلها تقريبا ..

      أتصور جميل جدا أن ندرس عن الفلسفة ... ونشغل عقولنا فيها ولو بنسبة بسيطة لنعرف كيف نحكم على الأمور بالعقل الواعي .. وليس بالظنون أو بالوراثة فقط ...

      وطبعا سنكمل الحديث عن الفلسفة عند العلماء العرب ...

      فسوف نتحدث قريبا عن الفارابي...ونتعرف على فلسفته ..
      سبحان الله وبحمد
    • نسيت أن أتحدث عن الفلسفة والدين ...والعلاقة بينهما ...

      الفلسفة تحوي كل العوم فهي علم العقل والحكمه .... ( ومن أوتي الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ) .....

      بإعمال العقل نستطيع أن نصل لحقائق كثيرة .. من خلال الأسئلة التي نبحث عن إجابات لها ...
      فنحن عندما نُعمل عقلنا في التفكير .. والبحث نجد كثيرا مما لا نعرف ...

      ولكن العقل وحده لا يكفي ... فلو اعتبرنا العقل هو أساس التفكير وحده بدون الدين وبدون أن يكون لدينا أساس ديني وعقائدي في الحياة وما فيها من مشاهدات فربما قد يقودنا هذا للكفر والعياذ بالله ... فالعلم بالدين هو كنوع من الحصانة للعقل البشري من الوقوع في الشرك ...

      ونجد النقيض في الطرف الآخر من المعادلة ...

      أناس كثر ....

      لا يعتبرون للعقل أي قيمة ... فتجدهم يأخذون ما يقال لهم بدون تمحيص ولا تفكير منطقي...فيقعون في مستنقعات الجهل والدجل والخرافة...

      لو نظرنا للعقل الياباني والأمريكي مثلا...

      عقل وصل لتفسير الكثير من النظريات والفرضيات ... ولكنه يكابر بأن يعترف بخالق عظيم يسيّر هذا الكون و ظواهره ...بينما البدوي البسيط الذي لم يعرف من الدنيا سوى ناقته وخيمته فهو يؤمن بخالق الكون جل جلاله ...

      هنا يتضح لنا قصور العقل البشري ....

      ولكن الفلسفة هي ليست فقط عن العقل و التفكير... بل هي بحر واسع سنحاول التطرق لبعض جوانبها من خلال قراءتنا لعلماء المسلمين في هذا المجال ...
      سبحان الله وبحمد
    • بسم الله
      ربّ اغفر و ارحم ..... و يسّر و أعن

      موضوعٌ شائقٌ ماتعٌ مفيدٌ أختي الكريمة "بنت قابوس"

      شدّني كثيراً نقاشكما حول الفلسفة، و وددتُ مشاركتكما فيه لكنني للأسف لا أُحسن من الفلسفة شيئا
      و ليس لديّ ما يؤهّلني للحديث!

      بحسب اطّلاعي البسيط جداً و السطحي فإن الفلسفةَ عبارةٌ عن منهج تفكيرٍ مبنيٍّ على استنتاجات عقليّة تهدف إلى تفسير ظواهر معيّنة.
      و بهذا الإعتبار فإنّ لكل عاقلٍ "فلسفة" بغضّ النظر عن كيفية استقائها

      و مثلما ذكرتُ في مداخلةٍ لي على موضوعٍ آخر:"الفلسفةُ -من استقرائي الضعيف- إنّما نشأت بسبب محاولة الإنسان الإجابة عن الأسئلة العظمى التي أودعّها الله سبحانه و تعالى في فطرته و ذلك من أمثال:
      ما الغايةُ من خلقه؟ و كيف نشأ الكون و ما أصله؟ و ما المنهج الذي ينبغي أن يعيش عليه الإنسان؟ و ما مصيره بعد الموت؟ و غيرها"

      فسقراط و من بعده أفلاطون ثم أرسطو إنّما حاولوا التوصّل لإجاباتٍ لتلك الأسئلة المزروعة في فطرة الإنسان، و بسبب عدم تعرّفهم على وحي إلهيّ، فقد اعتمدوا اعتماداً كلياً على عقلهم و محاولة ربط الظواهر و تحليلها
      فلا ينبغي لمن جاء بعدهم و لديه من الوحي القطعيّ، و من الإكتشافات العلمية أن يتبنّى استنتاجاتهم دون تمحيصٍ و تدقيق.

      بحسب تصوّري القاصر فإن منطقة "الشكّ و الريبة" التي تكتنف الفلسفة هي في المجالات التي تقتحمها
      فالتفكير العقليّ غيرُ المقيّد بحدود الشرع، و المعترف بوجود مناطق خارج قدرة العقل البشريّ، لا شكّ سيؤدّي بالمرء إلى ما لا تُحمدُ عقباه!

      و الشئ الآخر الذي قد تزلّ فيه الأقدام و الأفهام هو في محاولة تفسير الحقائق الشرعية بما أصّله الفلاسفة، و محاولة تطويعها لتتلاءم و تفسيراتهم!
    • عيون هند كتب:

      قرأت هذه المقالة .. للكاتب: جمال الدين عبد الجليل، في الحوار المتمدن ، بعنوان

      ( ابن رشد و ابن ميمون، مثالان أندلسيان لصيرورة العقلنة والعلاقة بين الدين والفلسفة )



      إذاً ما هو المنهج الذي اتخذه ابن رشد.. في تنصيب العقل حكماً ومرجعاً للمساءل العلمية والعملية.. فنحن نعلم بأن العقل ذا قدرات محدوده..

      وبالأحرى هذا كان سبب ظهور الفسلفه والتي أعادت إلى الناس الروح مع العقل.. وقامت بوصل الماورائيات بالعالم الملموس والمرئي.


      أنقل من موقع آخر عن عقلنة الدين..




      إذاً نستنتج من ذلك أن منهج ابن رشد كان سليماً له وعنده وفي طريقة دراسته هو من خلال بحثه وبعثه للتفكر في الدين والتعمق في مسبباته

      وعدم الاتباع الأعمى بدون فهم أو وعي.

      وأنا أؤيده في ذلك.. ولكن نعم قد تأتي من بعده بعض العقول التي لا تستطيع مجاراة هذا العالم والتي تحتاج إلى حدود دينية بسيطه تتكئ عليها

      وتفهم بها مثلنا نحن .. وعليه، فإنه كعلم لا أرفضه وكتطبيق لا أستحسنه. وما خرج به المعتزله قد جاء ضرباً من ضروب الكفر والعياذ بالله..

      عندما أطلقوا العنان لعقولهم وأفكارهم أن تأخذهم إلى تفاصيل دقيقه وعميقه قد تنتهي إلى الإلحاد بسبب المعتقد العقلي.

      فنحن نعلم بأن العقل موجود والخوارق موجوده والتي جعلها الله لعباده المخلصين، فأن نقول بأن مريم العذراء قد حملت بدون أن يقربها رجل

      هذه خارقة لا يقبلها العقل ولكن تؤمن بها النفس، كذلك أن يتحدث الشجر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، كذلك الكثير من الأمور الغير معلومه والغير

      مجاز تكفيرها أو التشكيك بصحتها وتكون من الله ( إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون) صدق الله العظيم.



      هذا رأيي بعد قراءتي في هذا الأمر.. وسوف تسعدني مناقشتك بحدود العقل والمنطق عندي. تحيتي





      بعد هذا النقاش الجميل معك أختي عيون هند ... تسائلت ... إذا كنا نحن كمسلمين نفهم الكثير من الأمور التي جاء بها الدين وخصوصا الغيبيات منها ... و نؤمن بحدوثها يقينا ...وبدون تشكيك فيها ...

      إذا ما الفائدة من دراسة علم الفلسفة ....؟؟؟ هل لنفسر الفلسفة القديمة بالدين الإسلامي ...؟؟؟

      أم أن هناك مجالات أخرى للفلسفة غير مجالات الغيبيات ...؟؟؟؟

      شدتني هذه العبارة منك ..((. كعلم لا أرفضه وكتطبيق لا أستحسنه ))

      فما فائدة العلم إذا لم يكن ذا نفع وفائدة في التطبيق..؟؟!!

      سبحان الله وبحمد
    • محب بائن كتب:

      بسم الله
      ربّ اغفر و ارحم ..... و يسّر و أعن

      موضوعٌ شائقٌ ماتعٌ مفيدٌ أختي الكريمة "بنت قابوس"

      شدّني كثيراً نقاشكما حول الفلسفة، و وددتُ مشاركتكما فيه لكنني للأسف لا أُحسن من الفلسفة شيئا
      و ليس لديّ ما يؤهّلني للحديث!

      بحسب اطّلاعي البسيط جداً و السطحي فإن الفلسفةَ عبارةٌ عن منهج تفكيرٍ مبنيٍّ على استنتاجات عقليّة تهدف إلى تفسير ظواهر معيّنة.
      و بهذا الإعتبار فإنّ لكل عاقلٍ "فلسفة" بغضّ النظر عن كيفية استقائها

      و مثلما ذكرتُ في مداخلةٍ لي على موضوعٍ آخر:"الفلسفةُ -من استقرائي الضعيف- إنّما نشأت بسبب محاولة الإنسان الإجابة عن الأسئلة العظمى التي أودعّها الله سبحانه و تعالى في فطرته و ذلك من أمثال:
      ما الغايةُ من خلقه؟ و كيف نشأ الكون و ما أصله؟ و ما المنهج الذي ينبغي أن يعيش عليه الإنسان؟ و ما مصيره بعد الموت؟ و غيرها"

      فسقراط و من بعده أفلاطون ثم أرسطو إنّما حاولوا التوصّل لإجاباتٍ لتلك الأسئلة المزروعة في فطرة الإنسان، و بسبب عدم تعرّفهم على وحي إلهيّ، فقد اعتمدوا اعتماداً كلياً على عقلهم و محاولة ربط الظواهر و تحليلها
      فلا ينبغي لمن جاء بعدهم و لديه من الوحي القطعيّ، و من الإكتشافات العلمية أن يتبنّى استنتاجاتهم دون تمحيصٍ و تدقيق.

      بحسب تصوّري القاصر فإن منطقة "الشكّ و الريبة" التي تكتنف الفلسفة هي في المجالات التي تقتحمها
      فالتفكير العقليّ غيرُ المقيّد بحدود الشرع، و المعترف بوجود مناطق خارج قدرة العقل البشريّ، لا شكّ سيؤدّي بالمرء إلى ما لا تُحمدُ عقباه!

      و الشئ الآخر الذي قد تزلّ فيه الأقدام و الأفهام هو في محاولة تفسير الحقائق الشرعية بما أصّله الفلاسفة، و محاولة تطويعها لتتلاءم و تفسيراتهم!


      أخي محب ...

      مداخلة جميلة ... مختصرة ومفيدة ...كعادتك دائما توجز ولكن تتقن في نفس الوقت...

      ولكن ..

      هل أفهم من كلامك أنك ضد الفلسفة ودراستها ...؟؟؟ أم أنك ضد تطبيقها كما هو الحال عند أختي عيون هند ...؟؟؟
      سبحان الله وبحمد
    • بنت قابوس كتب:

      بعد هذا النقاش الجميل معك أختي عيون هند ... تسائلت ... إذا كنا نحن كمسلمين نفهم الكثير من الأمور التي جاء بها الدين وخصوصا الغيبيات منها ... و نؤمن بحدوثها يقينا ...وبدون تشكيك فيها ...

      إذا ما الفائدة من دراسة علم الفلسفة ....؟؟؟ هل لنفسر الفلسفة القديمة بالدين الإسلامي ...؟؟؟

      أم أن هناك مجالات أخرى للفلسفة غير مجالات الغيبيات ...؟؟؟؟

      شدتني هذه العبارة منك ..((. كعلم لا أرفضه وكتطبيق لا أستحسنه ))

      فما فائدة العلم إذا لم يكن ذا نفع وفائدة في التطبيق..؟؟!!


      بالعكس،.. نحن أدعى أن نفهمها ولكن ليس لنبني حياتنا عليها.. فشريعتنا الإسلامية في اعتقادي تمثل الأنماط العليا من الفلسفه الروحيه.

      الفلسفه كقناعة ترسخ في الإنسان التواضع، تجعله أبسط أمام الكون والأحداث وغيرها.. تقلل من الغرور البشري.. ولكنها تمنحه نوع من الحكمه..

      التي تساعده على تيسير الأمور.. الفلسفه دراسه هامه.. لكل منهج من حياتنا.. ويتوجب أن ترتبط بقناعاتنا ومثلنا.. فتعطينا نظرة تأملية حول ما نحن فيه وما ننشده.

      إذاً.. من الجميل أن نتأمل في علم الفلسفه ونقرأ العقول والبواطن والحقائق والمعادن.. ونخلق مناخاً واضحاً لمستقبلنا وهيئة من هم حولنا.

      ولكنها كأي علم لا يمكن أن تكون متاحه بنفس القدر... وهي ملكات جعلها الله في خلقه بتفاوت.. لها فوائد في تحليل النفس وافتراض الأفضل وإيجاد الحلول الأكثر ملائمه.

      ومن ذلك كان أكبر دور للفلاسفه في ما سبق هو الإشاره .. أو العمل كمستشارين للخليفة أو الحاكم.. لأن نظرتهم في الحياة من حولنا تؤهلهم لرسم صورة حقيقية ودقيقه

      عن النتائج المتوقعه.. كذلك.. اليوم علم الفلسفه ينشغل بدراسة النفس ومحاولة سبر أغوارها ومشاكلها والإيهامات والمسببات التي قد تؤثر على شرائح المجتمع.

      وفي كل عصر.. سيبقى الإنسان هو الأكثر جدلاً والعلم الأكثر تعقيداً.. ولهذا فنعم.. علم الفلسفة مهم.

      ---------------
      شدتني هذه العبارة منك ..((. كعلم لا أرفضه وكتطبيق لا أستحسنه ))


      هنا لا أتحدث عن الفلسفة بشكل عام ولكن عن (عقلنة الدين) فلا بأس ان تكون ردود أفعالنا وأعمالنا الدينية والدنيوية بتوجيه من عقولنا وإدراكنا..

      ولكن هناك فئات كثيره لديها قصور في عملية استخدام العقل في الروحانيات.. ولهذا لا أفضل أن يكون منهجاً يطبق في حياتنا .. ولكن أن ندرسه ونفهم غاياته لا بأس.

      فهناك أمور لا جدال فيها.. فرضها الله سبحانه وتعالى .. ونؤديها طاعة وفقط.. ومهما كانت أسبابها العقلية أو الغير منطقيه.. يبقى الله خالقنا وطاعتنا إليه أمر لا نفكر فيه أو نتدبر به.

      فقط.. نتبع ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وما أمرنا الله به..

      فما فائدة العلم إذا لم يكن ذا نفع وفائدة في التطبيق..؟؟!!


      فائدة العلم بأننا سندرسه.. وقد يفتح الله لنا به شئً من أسرار خلقه التي كانت مطوية عنا.. فنفهم أكثر ويتصل العقل بالقلب ونصل إلى مرحلة ( الإيمان) أو الثقه.

      وهي فائدة عظيمه.. فالدراسة تنتهي إلى محصلة.. وهذا هو المهم.. المحصلة.. قد نتأخر في المحصول .. ولكن يتوجب أن لا نتوقف عن المحاولة.
      نصل متأخرين دائماً بعمـــر !!
    • بنت قابوس كتب:

      أخي محب ...

      هل أفهم من كلامك أنك ضد الفلسفة ودراستها ...؟؟؟ أم أنك ضد تطبيقها كما هو الحال عند أختي عيون هند ...؟؟؟



      الكريمة "بنت قابوس"
      الإجابة على سؤالك تستلزم أولا تعريف ما المقصود بـ"الفلسفة"؟

      فالفلسفة ذاتها تعتبر السؤال عن ماهية الفلسفة، فلسفة!!
      لذا فإنّ الجوابَ يختلفُ باختلاف تعريف السائل للفلسفة.

      لكن مثلما اسلفتُ في مداخلتي سابقاً، فإن الإشكال في ذات الفلسفة ليس مثلما هو في القضايا التي تبحثها
      فأن يأتي فيلسوفٌ -أو بالأحرى متفلسفٌ- يدّعي الإنتماء لهذا الدين ثمّ يحاول الإجابةَ عن أسئلةٍ تشمل : أصل الكون و هل له صانعٌ أم لا؟ و وجود الخالق و علاقته بالموجودات
      بدون اعتبارٍ للوحي القطعيّ، أو التفاتٍ إليه، إنّما هو تخرّصٌ و خوضٌ بغير علم

      المشكلة الكبيرة، أن كثيراً ممن ينهجون هذا النهج ينعون على مخالفيهم -و خصوصاً الملتزمين بالوحي القرآني- اتّباعَ القديم، و يصمونهم بالتخلّف و الرجعيّة
      و هم أنفسهم يعتنقون مبادئ و قناعات توصّلَ إليها فلاسفةٌ قدماء سابقون على الوحي القرآني!! و كثيرٌ من تلك الآراء أتى العلمُ الحديث بما ينقضها!
    • وَضَحَتْ وجهة نظركما أختي عيون هند وأخي محب بائن

      بارك الله فيكما ....



      إلا أنني أشعر بأننا ظلمنا الفلسفة بتفكيرنا وبحكمنا السابق عليها ..

      مع أننا قرأنا كثيرا عنها في هذا الموضوع في الردود السابقة ...

      وربما نحن أخذنا جانب واحد فقط وهو تفسير الفلسفة للكون وللغيبيات ..

      ومن قال أن الفلسفة هي ضد التفسير المنطقي لهذه الأمور...

      الفلسفة باختصار ... هي أن تفكر وتتأمل ... ومن ثم تطلق الأحكام ... وليس فقط اتباع بدون هدى ....

      وأتصور هذا لا ينافي الدين الإسلامي...

      فديننا وقرآننا يفسر لنا كل شيء بالمنطق والتفكير....

      فدائما نقرأ آيات القرآن فنجدها مليئة بتعبيرات مثل ... ( أفلا تتفكرون ) ....

      فالتفكر هو ركن أساسي لتحصل الفلسفة

      وكما قال ابن رشد .. الفلسفة وتعاليمها تكون مفهومة أكثر للفلاسفة أكثر من غيرهم من عامة الناس...

      لنحاول اليوم أن نقرأ للفارابي ونرى كيف كان ينظر للفلسفة...
      سبحان الله وبحمد
    • يبدو أنني أخطأت في ترتيب الطرح ...

      فالفارابي كان قبل ابن رشد ...

      أتمنى تعذروني...

      اليوم سنتحدث عن فيلسوف مسلم ... عاش في بلاد العرب .. أيام كانت أرض العلم والحضارة ... وخصوصا في حاضرة العرب .... بغداد ...

      لنتعرف عليه أكثر وعن قرب ولنحاول فهم فلسفته وعلمه ...

      ~::~ الــــــــفــــــــارابـــــــــي ~::~
      سبحان الله وبحمد
    • ~::~ الــــــــفــــــــارابـــــــــي ~::~

      أبو نصر محمد الفارابي هو أبو نصر محمد بن محمد بن أوزلغ بن طرخان. ولد عام 260 هـ/874 م في فاراب وهي مدينة في بلاد ما وراء النهر (ما يعرف اليوم تركمانستان) وتوفي عام 339 هـ/950 م. فيلسوف مسلم اشتهر بإتقان العلوم الحكمية وكانت له قوة في صناعة الطب.

      ولد الفارابي في مدينة فاراب، ولهذا اشتهر باسمه. فاراب هي مدينة من بلاد في أرض خراسان. كان أبوه قائد جيش، وكان ببغداد مدة ثم انتقل إلى سوريا وتجول بين البلدان وعاد إلى مدينة دمشق واستقر بها إلى حين وفاته. يعود الفضل إليه في إدخال مفهوم الفراغ إلى علم الفيزياء. تأثر به كل من ابن سينا وابن رشد.

      تنقل في أنحاء البلاد وفي سوريا، قصد حلب وأقام في بلاط سيف الدولة الحمداني فترة ثم ذهب لدمشق وأقام فيها حتى وفاته عن عمر يناهز 80 عاماً ودفن في دمشق، ووضع عدة مصنفات وكان أشهرها كتاب حصر فيه أنواع وأصناف العلوم ويحمل هذا الكتاب إحصاء العلوم.

      سمي الفارابي "المعلم الثاني" نسبة للمعلم الأول أرسطو والإطلاق بسبب اهتمامه بالمنطق لأن الفارابي هو شارح مؤلفات أرسطو المنطقية.
      سبحان الله وبحمد
    • مؤلفاته


      من أشهر كتبه:
      كتاب الخرافة الكبير.
      آراء أهل المدينة الفاضلة.
      الجمع بين رأي الحكيمين.
      التوطئة في المنطق.
      السياسة المدنية.
      إحصاء العلوم والتعريف بأغراضها.
      جوامع السياسة.
      منطق الفارابي
      سبحان الله وبحمد
    • إيمانه بوحدة الحقيقة :

      إيمانه بوحدة الحقيقة كان يعتقد أن الحقيقة الطبيعية الفلسفية واحدة وليس هناك حقيقتان في موضوع واحد بل هناك حقيقة واحدة وهي التي كشف عنها أفلاطون وأرسطو،

      وبرأيه أن كل الفلسفات التي تقدم منظومة معرفية ينبغي أن تحذو حذو أفلاطون وأرسطو. ولكن بين أفلاطون وأرسطو تناقض أساسي وكان الفارابي يعتقد أن فلسفة أفلاطون هي عين فلسفة أرسطو ووضع كتاب (الجمع بين رأيي الحكيمين أفلاطون وأرسطو) أفلاطون وأرسطو كلاهما يبحثان في الوجود من جهة علله الأولى، وعند أفلاطون الوجود والعلل الأولى هي (المثل) وأرسطو (العلل الأربعة) ولكن الفارابي كان يعتقد في كتابه أنه لا فرق وحاول أن يوفق بين الفيلسوفين وقدم مجموعة من الأدلة ليقول أن هؤلاء كشفا الحقيقة وكل من جاء بعدهما يجب أن يحذو حذوهما.

      [h=2]نظريته الخاصة بالوجود :[/h]
      نظريته في الوجود، وهنا تبدو النظرية التي تسمى بالصدور والفيض وهي أبرز ما يميز الفارابي فهو يميز بين نوعين من الموجودات:
      الموجود الممكن الوجود
      الموجود الواجب الوجود

      هنالك موجودات ممكنة الوجود كثيرة، لكن موجود واحد واجب الوجود. الموجود الممكن الوجود: الموجود الذي متى فُرِض موجودا أو غير موجود لم يعرض منه محال. يعني وجوده أو عدم وجوده ليس هناك مايمنع ذلك. لكن إذا وجدت لابد لها من علة وكل الموجودات التي تحقق وجودها حوادث.

      الموجود الواجب الوجود: الموجود الذي متى فرضناه غير موجود عرض منه (الهاء تعود على الفرض) محال. يعني لا يمكن إلا أن يكون موجودا وهو في المصطلح الديني (الله) فنحن لا يمكن أن نقول الله ليس موجود؛ لأنه لا يمكن لنا أن نقول بعد أن قلنا الله ليس موجود كيف وجد العالم. (مؤيس الأيسات عن ليس) تعني موجد الموجودات من العدم (أليس أي أوجد).

      س/ لا نستطيع أن نفهم كيف وجدت الموجودات الممكنة عن واجب الوجود؟ وكان جواب الكندي هو (مؤيس.....)

      أما الفارابي يقول أن واجب الوجود طبيعته عقل محض واحد من كل الجهات جوهر عقل محض يعقل ذاته وموضوع تعقله هو ذاته، خلافا لنا نعقل ذاتنا ونعقل أيضا الموجودات الطبيعية ولكن واجب الوجود عند الفارابي يعقل ذاته فقط ويقول الفارابي أنه من تعقله لذاته يفيض عنه عقل أول، يكفي أن يعقل واجب الوجود ذاته حتى يصدر عنه عقل أول أي فعل التعقل فعل مبدع يصدر على سبيل الضرورة لا الإرادة والقصد. يصدر عقل من تعقله لما فوقه يصدر عقل آخر ومن تعقله لذاته يصدر فلك..الخ العقل الأخير هو العقل الفعال والفلك الخاص به فلك القمر.
      سبحان الله وبحمد