بلغوا عني ولو آيه

    • اخواني لماذا لا يكون طرح الموضوع قصير بحيث يلفت القارء اي ذات افاده وتقديم الفكره منه
      أفضل ذلك لأن كثرا منا فقط يرون بأعينهم لا يقرأون ويتثقفون سنته عليه أفضل الصلاة وأزكى تسليم
      أفضل ان تكون المواضيع اقصر وذات افاده
      حتى نحي هذه الصفحة ويستفيد الكثير من الاعضاء والزوار
      تقبلو احترامي.. جزاكم الله خيرا:)
      ♡̷̷̷̷̷̷̷ سألوني أي رجـل تحبين؟ فـقلت : من انتظرني تسعه أشهر و أستقبلني بـفرحته و رباني على حساب صحتـه هو الذي سيبقى أعظم حـب بـقلبي للأبد عذراً لـجميع الرجال فـلا أحد يشبه أبي ♥♡
    • انثى احساسها مجنون كتب:

      اخواني لماذا لا يكون طرح الموضوع قصير بحيث يلفت القارء اي ذات افاده وتقديم الفكره منه
      أفضل ذلك لأن كثرا منا فقط يرون بأعينهم لا يقرأون ويتثقفون سنته عليه أفضل الصلاة وأزكى تسليم
      أفضل ان تكون المواضيع اقصر وذات افاده
      حتى نحي هذه الصفحة ويستفيد الكثير من الاعضاء والزوار
      تقبلو احترامي.. جزاكم الله خيرا:)


      هلا اختي الكريمه :)

      المشكلة أنتي قلتيها بلسانك ( الكثير ينظرون بأعينهم ولا يقرأون أو يتثقفون ) يعني المشكلة في الناس ما تريد تتثقف . ولذلك تجدين الكثير من الشباب غير ملمه بالأساسيات والاصول في الدين وغير الدين ولكنها ملمه بالموضه والحداثة والتطور وأخر الموديلات والاكسسوارات وأخر الاخبار عن الفنانين وأخر الفضائح عن الناس ويتباهون بذلك .

      الاحاديث النبوية يجب أن يتم شرحها بأكثر من هذه الطريقة من أجل فهم ما تحتويه من أوامر رسول الله عليه الصلاة والسلام لنا وما هي الاشياء التي نهانا عنها ؟

      من أجل فهم حياتنا وكيف نعيش تلك الحياه بمبادئ الشريعه الاسلامية وأحكامها وليس من أجل الثقافة :)

      أما اللي يريد يتعلم ويدري بسنة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام فلن يشعر بأن الموضوع طويل أو قصير وإنما سيعرف ما هي الضوابط والنواهي التي يجب ان يتعايش معها بحياته .

      كيف نتوضأ - كيف نصلي - كيف نتعامل مع الناس - كيف نصون أنفسنا من الزلات والاثام - كيف نتعلم الاخلاق الفاضلة - ما هو الخير وماهو الشر - ماهو الحلال وماهو الحرام ، بإختصار نتعلم كيف نعيش الحياه كاملة على وجه صحيح بما يرضي الله .

      لذلك لو قمنا بإختصار الموضوع ووضعنا الاحاديث فقط سيكون الامر غير مكتمل بسبب أن هناك أحاديث تحتاج إلى شرح وافي .

      أشكرك على تعقيبك أختي وجزاك الله خير
    • الخليل كتب:

      هلا اختي الكريمه :)

      المشكلة أنتي قلتيها بلسانك ( الكثير ينظرون بأعينهم ولا يقرأون أو يتثقفون ) يعني المشكلة في الناس ما تريد تتثقف . ولذلك تجدين الكثير من الشباب غير ملمه بالأساسيات والاصول في الدين وغير الدين ولكنها ملمه بالموضه والحداثة والتطور وأخر الموديلات والاكسسوارات وأخر الاخبار عن الفنانين وأخر الفضائح عن الناس ويتباهون بذلك .

      الاحاديث النبوية يجب أن يتم شرحها بأكثر من هذه الطريقة من أجل فهم ما تحتويه من أوامر رسول الله عليه الصلاة والسلام لنا وما هي الاشياء التي نهانا عنها ؟

      من أجل فهم حياتنا وكيف نعيش تلك الحياه بمبادئ الشريعه الاسلامية وأحكامها وليس من أجل الثقافة :)

      أما اللي يريد يتعلم ويدري بسنة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام فلن يشعر بأن الموضوع طويل أو قصير وإنما سيعرف ما هي الضوابط والنواهي التي يجب ان يتعايش معها بحياته .

      كيف نتوضأ - كيف نصلي - كيف نتعامل مع الناس - كيف نصون أنفسنا من الزلات والاثام - كيف نتعلم الاخلاق الفاضلة - ما هو الخير وماهو الشر - ماهو الحلال وماهو الحرام ، بإختصار نتعلم كيف نعيش الحياه كاملة على وجه صحيح بما يرضي الله .

      لذلك لو قمنا بإختصار الموضوع ووضعنا الاحاديث فقط سيكون الامر غير مكتمل بسبب أن هناك أحاديث تحتاج إلى شرح وافي .

      أشكرك على تعقيبك أختي وجزاك الله خير


      وأنا أرى كذلك أخي ..
      ولكن من الأفضل أن نتناقش كل يوم في مو ضوع معين بحيث تكون الاستفاده أكثر وأنا حقا أريد أن أستفيد وأتثقف أكثر عن لسنة النبوية الشريفة
      مع احترامي لك جزاك الله خيرا
      ♡̷̷̷̷̷̷̷ سألوني أي رجـل تحبين؟ فـقلت : من انتظرني تسعه أشهر و أستقبلني بـفرحته و رباني على حساب صحتـه هو الذي سيبقى أعظم حـب بـقلبي للأبد عذراً لـجميع الرجال فـلا أحد يشبه أبي ♥♡
    • انثى احساسها مجنون كتب:

      وأنا أرى كذلك أخي ..
      ولكن من الأفضل أن نتناقش كل يوم في مو ضوع معين بحيث تكون الاستفاده أكثر وأنا حقا أريد أن أستفيد وأتثقف أكثر عن لسنة النبوية الشريفة
      مع احترامي لك جزاك الله خيرا


      هلا أختي الفاضلة :)

      أشكرك لمرورك مرة أخرى ، وأحترم جداً ما تناولتيه هنا لكن الموضوع ليس موضوعي نقاشي وإنما موضوع إرشادي وتعليمي فقط .

      جزاك الله الف خير :)
    • إن الله كتب الحسنات والسيئات

      عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : قال الله عز وجل : ( إذا تحدث عبدي بأن يعمل حسنة فأنا أكتبها له حسنة ما لم يعمل ، فإذا عملها فأنا أكتبها بعشر أمثالها ، وإذا تحدث بأن يعمل سيئة فأنا أغفرها له ما لم يعملها ، فإذا عملها فأنا أكتبها له بمثلها ، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت الملائكة : رب ذاك عبدك يريد أن يعمل سيئة وهو أبصر به ، فقال : ارقبوه ، فإن عملها فاكتبوها له بمثلها ، وإن تركها فاكتبوها له حسنة ، إنما تركها من جرَّاي ) .

      تخريج الحديث
      روي الحديث في الصحيحين بألفاظ مختلفة وهذه رواية مسلم .

      غريب الحديث
      تحدث : أراد ، وحدث نفسه
      من جرَّاي : من أجلي


      منزلة الحديث
      هذا الحديث يبين عظيم فضل الله ورحمته بعباده ، ويبعث الأمل في نفس المؤمن ، ويدفعها للعمل الصالح وكسب الأجر والثواب ، فما أعظمه من حديث لترغيب القانطين من رحمة الله .

      كتابة الحسنات والسيئات
      تضمن الحديث بألفاظه المختلفة طريقة كتابة الحسنات والسيئات وأن ذلك على أربعة أنواع هي :

      1- الهم بالحسنة

      فإذا هم العبد بعمل الحسنة ولم يعملها كتبها الله له حسنة كاملة من دون مضاعفة لها ، وقوله : (إذا تحدث عبدي بأن يعمل حسنة ) المراد به الهمُّ والعزم المصمم الذي يوجد معه الحرص على العمل ، وليس مجرد الخاطر العابر ، ومما يدل على ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم - كما في المسند بإسناد صحيح : ( فعلم الله أنه قد أشعرها قلبه وحرص عليها كتبت له حسنة ) ، وهذه هي نية الخير التي ينبغي على العبد أن يستصحبها في كل عمل ، ليكتب له أجر العمل وثوابه ولو لم يعمله ، وفي الحديث الصحيح : ( إن بالمدينة أقواما ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا إلا شركوكم في الأجر حبسهم العذر ) رواه مسلم ، قال زيد بن أسلم : " كان رجل يطوف على العلماء يقول من يدلني على عمل لا أزال معه لله عاملا ، فإني لا أحب أن يأتي على ساعة من الليل والنهار إلا وأنا عامل لله تعالى ، فقيل له : قد وجدتَ حاجتك ، فاعمل الخير ما استطعت ، فإذا فترت أو تركت ، فَهِمَّ بعمله فإن الهامَّ بفعل الخير كفاعله "

      2- عمل الحسنة

      النوع الثاني هو عمل الحسنات فإذا عمل العبد الحسنة ضاعفها الله له إلى عشر أمثالها ، وهذه المضاعفة ملازمة لكل حسنة يعملها العبد ، وأما زيادة المضاعفة على العشر فهي لمن شاء الله أن يضاعف له ، فقد تضاعف إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، كما ثبت ذلك في نصوص عديدة منها قوله تعالى في النفقة : {مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم }(البقرة 261) ، فدلت هذه الآية على أن النفقة في سبيل الله تضاعف إلى سبعمائة ضعف ، وفي السنن عن خريم بن فاتك قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( من أنفق نفقة في سبيل الله كتبت له بسبعمائة ضعف ) ، وقد تضاعف إلى أكثر من ذلك كما في حديث دعاء السوق الذي رواه الترمذي عن عمر رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( من دخل السوق فقال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير ، كتب الله له ألف ألف حسنة ، ومحا عنه ألف ألف سيئة ، ورفع له ألف ألف درجة ) .
      وهناك أعمال لا يعلم مضاعفة أجرها إلا الله سبحانه كالصوم ففي الحديث القدسي : ( كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به ) أخرجاه في الصحيحين ، لأنه أفضل أنواع الصبر ، وإنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب .
      ومضاعفة الحسنات زيادة على العشر تكون بأمور منها : حسن إسلام المرء كما جاء ذلك مصرحاً به في قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( إذا أحسن أحدكم إسلامه فكل حسنة يعملها تكتب بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، وكل سيئة يعملها تكتب بمثلها حتى يلقي الله ) رواه مسلم ، ومنها كمال الإخلاص ، وفضل العمل ، وزمن إيقاعه ، وشدة الحاجة إليه .


      3- الهم بالسيئة

      النوع الثالث : الهم بالسيئات من غير عمل لها ، فإذا هم العبد بفعل سيئة ثم تركها من أجل الله فإنها تكتب له حسنة كاملة ، بشرط أن يقدر عليها ثم يتركها خوفاً من الله كما في الحديث السابق ( إنما تركها من جراي ) يعني من أجلي .
      وأما إن هم بالسيئة ثم تركها مراءاة للمخلوقين أو خوفاً منهم ، أو عجزاً عنها ، فإنه لا يستحق أن تكتب له حسنة كاملة ، بل تكتب عليه سيئة النية كما في حديث : ( إنما الدنيا لأربعة نفر ) وذكر منهم رجلاً لم يرزقه الله مالاً ولا علماً فهو يقول لو أن لي مالاً لعملت فيه بعمل فلان من أهل المعصية والفسق فقال عليه الصلاة والسلام : ( فهو بنيته فوزرهما سواء ) رواه الترمذي .
      وأما إن سعى إلى المعصية ما أمكن ثم حال بينه وبينها القدر فقد ذكر جماعة من أهل العلم أنه يعاقب عليها حينئذ عقاب من فعلها ، بدليل قوله - صلى الله عليه وسلم - كما في الصحيحين : ( إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار ، قلت يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول ؟! قال : إنه كان حريصا على قتل صاحبه ) .
      وأما إذا لم تصل المعصية إلى مرتبة الهم والعزم كأن تكون مجرد خاطر يمر على القلب ولا يساكنه ، بل ربما كرهه صاحبه ونفر منه ، فإنه معفو عنه ولا يحاسب المرء عليه ، بدليل قوله سبحانه : {لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء } ( البقرة 284) فإن هذه الآية لما نزلت شق ذلك على الصحابة ، فظنوا دخول الخواطر فيها فنزلت الآية بعدها وفيها قوله سبحانه : {ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به }(البقرة286) قال سبحانه كما في الصحيح ( قد فعلت ) ، وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم ) .


      4- عمل السيئة

      النوع الرابع عمل السيئات ، فإذا عمل العبد سيئة فإنها تكتب عليه من غير مضاعفة ، كما قال سبحانه :{ ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون }(الأنعام 160) .
      لكن عقوبة السيئة قد تعظم لأسباب عدة منها : شرف الزمان ، فالسيئة أعظم تحريماً عند الله في الأشهر الحرم ، قال سبحانه :{إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم }( التوبة 36) ، فقد نهى سبحانه عن ظلم النفس في جميع أشهر السنة ، واختص منها الأشهر الحرم ، فجعل الذنب فيها أعظم .
      ومنها شرف المكان كالبلد الحرام قال سبحانه : {ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم }(الحج 25) يقول عمر رضي الله عنه : " لأن أخطئ سبعين خطيئة يعني بغير مكة ، أحب إلى من أن أخطئ خطيئة واحدة بمكة " .
      وقد تضاعف السيئات لشرف فاعلها ومكانته عند الله ، قال تعالى : {يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا }(الأحزاب 30) .


      لا يهلك على الله إلا هالك
      وبعد هذا الفضل العظيم ، والرحمة الواسعة منه جل وعلا ، لا يهلك على الله إلا من استحق الهلاك ، وأغلقت دونه أبواب الهدى والتوفيق ، مع سعة رحمة الله تعالى وعظيم كرمه ، حيث جعل السيئة حسنة إذا لم يعملها العبد ، وإذا عملها كتبها واحدة أو يغفرها ، وكتب الحسنة للعبد وإن لم يعملها ما دام أنه نواها ، فإن عملها كتبها عشر حسنات ، إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، فمن حُرِم هذه السعة ، وفاته هذا الفضل ، وكثرت سيئاته حتى غلبت مع أنها أفراد ، وقلت حسناته مع أنها مضاعفة فهو الهالك المحروم ، ولهذا قال ابن مسعود رضي الله عنه : " ويل لمن غلبت وِحْداتُه عشراتَه " .

    • لو بلغت ذنوبك عنان السماء

      عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: قال الله تبارك وتعالى: (
      يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة) .

      تخريج الحديث
      رواه الترمذي من بين أصحاب الكتب الستة، وصححه ابن القيم، وحسنه الشيخ الألباني.


      غريب الحديث
      عنان السماء: وهو السحاب وقيل ما انتهى إليه البصر منها.
      قراب الأرض: ملؤها أو ما يقارب ملأها.
      إنك ما دعوتني ورجوتني: أي ما دمت تدعوني وترجوني.
      ولا أبالي: أي إنه لا تعظم علي مغفرة ذنوبك وإن كانت كبيرة وكثيرة.


      منزلة الحديث
      هذا الحديث من أرجى الأحاديث في السنة، ففيه بيان سعة عفو الله تعالى ومغفرته لذنوب عباده، وهو يدل على عظم شأن التوحيد، والأجر الذي أعده الله للموحدين، كما أن فيه الحث والترغيب على الاستغفار والتوبة والإنابة إلى الله سبحانه وتعالى.


      أسباب المغفرة
      وقد تضمن هذا الحديث أهم ثلاثة أسباب تحصل بها مغفرة الله وعفوه عن عبده مهما كثرت ذنوبه وعظمت، وهذه الأسباب هي:
      1- الدعاء مع الرجاء
      فقد أمر الله عباده بالدعاء ووعدهم عليه بالإجابة فقال سبحانه: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين }(غافر60)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: (الدعاء هو العباده وقرأ هذه الآية) رواه أحمد ، ولكن هذا الدعاء سبب مقتض للإجابة عند استكمال شرائطه وانتفاء موانعه، فقد تتخلف الإجابة لانتفاء بعض الشروط والآداب أو لوجود بعض الموانع.
      ومن أعظم شروط الدعاء حضور القلب، ورجاء الإجابة من الله تعالى، قال - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي رواه الترمذي : (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه) ، ولهذا أُمِر العبد أن يعزم في المسألة وألا يقول في دعائه اللهم اغفر لي إن شئت، ونُهِي أن يستعجل ويترك الدعاء لاستبطاء الإجابة، وجُعِل ذلك من موانع الإجابة حتى لا يقطع العبد حبل الرجاء ولو طالت المدة، فإنه سبحانه يحب الملحين في الدعاء، وما دام العبد يلح في الدعاء ويطمع في الإجابة مع عدم قطع الرجاء، فإن الله يستجيب له ويبلغه مطلوبه ولو بعد حين، ومن أدمن قرع الباب يوشك أن يفتح له.

      2-الاستغفار مهما عظمت الذنوب
      السبب الثاني من أسباب المغفرة المذكورة في الحديث، هو الاستغفار مهما عظمت ذنوب الإنسان، حتى لو بلغت من كثرتها عنان السماء وهو السحاب أو ما انتهى إليه البصر منها.
      وقد ورد ذكر الاستغفار في القرآن كثيراً فتارة يأمر الله به كقوله سبحانه: {واستغفروا الله إن الله غفور رحيم }(المزمل20)، وتارة يمدح أهله كقوله تعالى:{والمستغفرين بالأسحار }(آل عمران 17)، وتارة يذكر جزاء فاعله كقوله تعالى:{ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما }(النساء110) .
      والاستغفار الذي يوجب المغفرة هو الاستغفار مع عدم الإصرار على المعصية والذنب، وهو الذي مدح الله تعالى أهله ووعدهم بالمغفرة في قوله: {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون }(آل عمران135)، وفي الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (أذنب عبد ذنبا فقال اللهم اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب فقال: أي رب اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب فقال: أي رب اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب اعمل ما شئت فقد غفرت لك) والمعنى أي ما دمت على هذ الحال كلما أذنبت استغفرت من ذنبك، قال بعض الصالحين: "من لم يكن ثمرة استغفاره تصحيح توبته فهو كاذب في استغفاره"، وكان بعضهم يقول: "استغفارنا هذا يحتاج إلى استغفار كثير".
      وأفضل أنواع الاستغفار أن يبدأ العبد بالثناء على ربه، ثم يثني بالاعتراف بذنبه، ثم يسأل الله المغفرة، ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم - كما في الصحيح: (سيد الاستغفار أن تقول اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، قال ومن قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة) .
      ومن صيغ الاستغفار العظيمة ما ورد في الحديث الصحيح عند الترمذي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من قال أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، غفر له وإن كان فر من الزحف) .

      3- التوحيد الخالص
      السبب الثالث من أسباب المغفرة تحقيق التوحيد، وهو من أهم الأسباب وأعظمها، فمن فقدَه فقَدَ المغفرة، ومن جاء به فقَدْ أتى بأعظم أسباب المغفرة، قال تعالى: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما } (النساء 48 )، والتوحيد في الحقيقة ليس مجرد كلمة تنطق باللسان من غير فقه لمعناها، أو عمل بمقتضاها، إذاً لكان المنافقون أسعد الناس بها، فقد كانوا يرددونها بألسنتهم صباح مساء ويشهدون الجمع والجماعات، ولكنه في الحقيقة استسلام وانقياد، وطاعة لله ولرسوله، وتعلق القلب بالله سبحانه محبة وتعظيما، وإجلالا ومهابة، وخشية ورجاء وتوكلا، كل ذلك من مقتضيات التوحيد ولوازمه، وهو الذي ينفع صاحبه يوم الدين.
    • رائع ايها الخليل ما تقوم به
      متابعه معكم وكلي فائده مما تطرحه هنااا
      لك جزيل الشكر والتقدير
      ☆☆☆الحمدلله ☆☆☆
    • [h=2]عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(( لا يستر عبد عبداً في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة )) رواه مسلم (2) .



      الـشـرح

      قال المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ فيما نقله عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( لا يستر عبد عبداً في الدنيا إلا ستره الله تعالى يوم القيامة )) .

      الستر يعني الإخفاء ، وقد سبق لنا أن الستر ليس محموداً على كل حال ، وليس مذموماً على كل حال ، فهو نوعان :

      النوع الأول : ستر الإنسان الستير ، الذي لم تجر منه فاحشة ، ولا ينبغي منه عدوان إلا نادراً ، فهذا ينبغي أن يستر وينصح ويبين له أنه على خطأ ، وهذا الستر محمود .

      والنوع الثاني : ستر شخص مستهتر متهاون في الأمور معتدٍ على عباد الله شرير ، فهذا لا يستر ؛ بل المشروع أن يبين أمره لولاة الأمر حتى يردعوه عما هو عليه ، وحتى يكون نكالاً لغيره .

      فالستر يتبع المصالح ؛ فإذا كانت المصلحة في الستر ؛ فهو أولى ، وإن كانت المصلحة في الكشف فهو أولى ، وإن تردد الإنسان بين هذا وهذا ؛ فالستر أولى ، والله الموفق .[/h]
    • -السلام ععليكم ورحمة الله وبركاتة -
      اخي الكريم
      ما شاء الله
      معلومات رائعة بالحق وفائدة لنا
      وفقك الله لكل خير
      وجزيت خير لما قدمتة لنا
      وفقك الرحمن لكل خير
      ^_^
    • عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك رواه البخاري .


      الشرح
      قال المؤلف ( رياض الصالحين ) - رحمه الله تعالى - في باب المجاهدة فيما نقله عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك هذا الحديث يتضمن ترغيباً وترهيباً ، يتضمن ترغيباً في الجملة الأولى وهو قوله صلى الله عليه وسلم : الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله وشراك النعل : هو السير الذي على ظهر القدم وهو قريب من الإنسان جداً ويضرب به المثل في القرب ، وذلك لأنه قد تكون الكلمة الواحدة سبباً في دخول الجنة ، فقد يتكلم الإنسان بالكلمة الواحدة من رضوان الله عز وجل لا يظن أنها تبلغ ما بلغت ، فإذا هي توصله إلى جنة النعيم . ومع ذلك فإن الحديث أعم من هذا ، فإن كثرة الطاعات واجتناب المحرمات من أسباب دخول الجنة وهو يسير على من يسره الله عليه ، فأنت تجد المؤمن الذي شرح الله صدره للإسلام يصلي براحة وطمأنينة وانشراح صدر ومحبة للصلاة ، ويزكي # كذلك ، ويصوم كذلك ، ويحج كذلك ، ويفعل الخير كذلك ، فهو يسير عليه سهل قريب منه ، وتجده ، يتجنب ما حرمه الله عليه من الأقوال والأفعال وهو يسير عليه . وأما والعياذ بالله من قد ضاق بالإسلام ذرعاً ، وصار الإسلام ثقيلاً عليه فإنه يستثقل الطاعات ، ويستثقل اجتناب المحرمات ، ولا تصير الجنة أقرب إليه من شراك نعله . وكذلك النار ، وهي الجملة الثانية في الحديث وهي التي فيها التحذير ، يقول النبي عليه الصلاة والسلام والنار مثل ذلك أي : أقرب إلى أحدنا من شراك نعله ، فإن الإنسان ربما يتكلم بالكلمة لا يلقى لها بالاً وهي من سخط الله فيهوى بها في النار كذا وكذا من السنين ، وهو لا يدري ، وما أكثر الكلمات التي يتكلم بها الإنسان غير مبال بها ، وغير مهتم بمدلولها ، فترديه في نار جهنم ، نسأل الله العافية . ألم تروا إلى قصة المنافقين الذين كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك حيث كانوا يتحدثون فيما بينهم يقولون : ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطوناً ولا أكذب ألسناً ولا أجبن عند اللقاء ، يعنون بذلك النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، يعني أنهم واسعوا البطون من كثرة الأكل ، وليس لهم هم إلا الأكل ، ولا أكذب ألسناً ، يعني : أنهم يتكلمون بالكذب ، ولا أجبن عند اللقاء ، أي : أنهم يخافون لقاء العدو ولا يثبتون بل يفرون ويهربون . هكذا يقول المنافقين في الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه . وإذا تأملت وجدت أن هذا ينطبق على المنافقين تماماً لا على المؤمنين ، فالمنافقون أشد الناس حرصاً على الحياة ، والمنافقون من أكذب الناس ألسناً ، والمنافقون من أجبن الناس عند اللقاء . فهذا الوصف حقيقته في هؤلاء المنافقين . ومع ذلك يقول الله عز وجل : ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب يعني ما كنا نقصد الكلام ، إنما هو خوض الكلام ولعب فقال الله عز وجل قل يعني قل يا محمد : أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين فبين الله عز وجل أن هؤلاء كفروا بعد إيمانهم باستهزائهم بالله وآياته ورسوله ، ولهذا يجب على الإنسان أن يقيد منطقه ، وأن يحفظ لسانه حتى لا يذل فيهلك ، نسأل الله لنا ولكم الثبات على الحق والسلامة من الإثم .
    • عن أبي يحيى صهيب بن سنان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له رواه مسلم .

      الشرح

      صهيب هو الرومي وقوله عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير أي إن الرسول عليه الصلاة والسلام أظهر العجب على وجه الاستحسان لأمر المؤمن أي لشأنه فإن شأنه كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن . ثم فصل الرسول عليه الصلاة والسلام هذا الأمر الخير فقال إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له هذه حال المؤمن وكل إنسان فإنه في قضاء الله وقدره بين أمرين : إما سراء وإما ضراء والناس في هذه الإصابة ينقسمون إلى قسمين مؤمن وغير مؤمن فالمؤمن على كل حال ما قدر الله له فهو خير له إن أصابته الضراء صبر على أقدار الله وانتظر الفرج من الله واحتسب الأجر على الله فكان خيراً له فنال بهذا أجر الصابرين . وإن أصابته سراء من نعمة دينية كالعلم والعمل الصالح ونعمة دنيوية كالمال والبنين والأهل شكر الله وذلك بالقيام بطاعة الله عز وجل . فيشكر الله فيكون خيراً له ، ويكون عليه نعمتان نعمة الدين ونعمة الدنيا نعمة الدنيا بالسراء ونعمة الدين بالشكر هذه حال المؤمن . وأما الكافر فهو على شر والعياذ بالله إن أصابته الضراء لم يصبر بل يضجر ودعا بالويل والثبور وسب الدهر وسب الزمن بل وسب الله عز وجل . وإن أصابته سراء لم يشكر الله فكانت هذه السراء عقابا عليه في الآخرة لأن الكافر لا يأكل أكلة ولا يشرب شربة إلا كان عليه فيها إثم وإن كان ليس فيها إثم بالنسبة للمؤمن لكن على الكافر إثم كما قال الله تعالى قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة هي للذين آمنوا خالصة لهم يوم القيامة أما الذين لا يؤمنون فليست لهم ويأكلونها حراماً عليهم ويعاقبون عليها يوم القيامة . فالكافر شر سواء أصابته الضراء أم السراء بخلاف المؤمن فإنه على خير . وفي هذا الحديث الحث على الإيمان وأن المؤمن دائماً في خير ونعمة . وفي الحث على الصبر على الضراء وأن ذلك من خصال المؤمنين فإذا رأيت نفسك عند إصابة الضراء صابراً محتسباً تنتظر الفرج من الله سبحانه وتعالى وتحتسب الأجر على الله فذلك عنوان الإيمان ، وإن رأيت بالعكس فلم نفسك وعدل مسيرك وتب إلى الله . وفي هذا الحديث الحث على الشكر عند السراء لأنه إذا شكر الإنسان ربه على نعمة فهذا من توفيق الله له وهو من أسباب زيادة النعم كما قال الله وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد وإذا وفق الله العبد لشكره فهذه نعمة تحتاج إلى شكرها مرة ثانية فإذا وفق فهي نعمة تحتاج إلى شكرها مرة ثالثة وهكذا لأن الشكر قل من يقوم به فإذا من الله عليك وأعانك عليه فهذه نعمة . ولهذا قال بعضهم % إذا كان شكري نعمة الله نعمة % % علي له في مثلها يجب الشكر % % فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله % % وإن طالت الأيام واتصل العمر % وصدق - رحمه الله - فإن الله إذا وفقك للشكر فهذه نعمة تحتاج إلى شكر جديد فإن شكرت فإنها نعمة تحتاج إلى شكر ثان وهلم جرا ولكننا في الحقيقة في غفلة من هذا نسأل الله أن يوقظ قلوبنا وقلوبكم ويصلح أعمالنا وأعمالكم إنه جواد كريم
    • [h=2]عن النُعمان بن بشيرٍ رضي الله عنهما قالَ: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقُولُ: (( إن الحلالَ بينٌ ، وإن الحرام بينٌ، وبينهما مُشتبِهاتٌ لا يعلمهن كثيرٌ من الناسِ، فمن اتقى الشبُهاتِ؛ استبرا لدينه وعرضهِ، ومن وقع في الشبهاتِ؛ وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يُوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكلّ ملكٍ حمى، ألاَ وإنَّ حمى الله محارمهُ، الاَ وإن في الجسد مضغةً إذا صلحت؛ صلح الجسدُ كلهُ، وإذا فسدت: فسد الجسد كلهُ: ألا وهيَ القلبُ)) متفق عليه. وروياهُ من طرقٍ بالفاظٍ مُتقاربة.



      الشرح

      قال المؤلف النووي رحمه الله فيما نقله عن النعمان بن بشير رضي الله عنه وعن أبيه بشير بن سعد في كتابه رياض الصالحين، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الحلال بينٌ وإن الحرام بيّنٌ وبينهما متشبهات لا يعلمهن كثيرٌ من الناس))قسم النبي صلى الله عليه وسلم الأمور إلى ثلاثة أقسام: حلال بيّن، ومشتبه.

      الحلال البيّن؛ كحلَّ بهيمة الأنعام، والحرام البين؛ كتحريم الميتة، والدم، ولحم الخنزير، وما أشبه ذلك، وكلّ ما في القرآن من كلمة (( أحلَّ)) فهو حلال، ومن كلمة ((حرّم)) فهو حرام، فقوله تعالى: ( وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ )(البقرة: 275) هذا حلال بيّن، وقوله تعالى: ( وَحَرَّمَ الرِّبا ) (البقرة: 275)هذا حرامٌ بيّن.

      هناك أمور مشتبهات تخفى على الناس، وأسباب الخفاء كثيرة، منها ألا يكون النصُّ ثابتاً عند الإنسان، يعني يتردد: هل يصح عن الرسول عليه الصلاة والسلام أو لا يصح، ثم إذا صح قد تشتبه دلالته: هل يدل على كذا أو لا يدل؟ ثم إذا دلّ على شيء معين فقد يشتبه: هل له مخصص إن كان عاماًّ؟ هل له مقيد إن كان مطلقاً؟ ثم إذا تبين قد يشتبه: هل هو باقٍ أو منسوخ.

      المهم أن أسباب الاشتباه كثيرة، فما هو الطريق إلى حل هذا الاشتباه؟ والجواب: أن الطريق بينه النبي صلى عليه الصلاة والسلام فقال: (( فمن اتقى الشبهات؛ استبرأ لدينه وعرضه)) من أتقاها يعني تجنبها إلى الشيء الواضح البيّن؛ فقد استبرأ لدينه وعرضه.

      استبرأ لدينه: حيث سلم من الوقوع في المحرم. ولعرضه: حيث سلم من كلام الناس فيه؛ لأنه إذا أخذ الأمور المشتبهة؛ صار عرضة للكلام فيه، كما إذا أتى الأمور البينة الواضح تحريمها.

      ثم ضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً لذلك بالراعي راعي غنم أو إبل أو بقر(( يرعى حول الحمى)) يعني حول الحمى الذي حماه أحد من الناس لا يرعى فيه أحد، ومعلوم أنه إذا حمي؛ ازدهر وكثُر عشبه أو كثر زرعه؛ لأن الناس لا ينتهكونه بالرعي، فالراعي الذي يرعى حول الحمى، يوشك أن يقع فيه؛ لأن البهائم إذا رأت الخضرة في هذا المحمي، ورأت العشب، فإنها تنطلق إليه وتحتاج إلى ملاحظة ومراقبة كبيرة.

      ومع ذلك لو لاحظ الإنسان وراقب، فإنه قد يغفل ، وقد تغلبه هذه البهائم، فترتع في هذا الحمى (( كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه)).

      ثم قال عليه الصلاة والسلام : (( ألا وإن لكل ملك حمى)) وهذا يحتمل أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ذلك إقراراً له، وأن الملك له أن يحمي مكاناً معيناً يُكثر فيه العشب لبهائم المسلمين؛ وهي البهائم التي تكون في بيت المال؛ كإبل الصدقة، وخيل الجهاد، وما أشبه ذلك.

      وأما الذي يحمي لنفسه فإن ذلك حرامٌ عليه، لا يحل لأحد أن يحمي شيئاً من أرض الله يختص بها دون عباد الله، فإن ذلك حرامٌ عليه؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " المسلمون شركاء في ثلاث: في الماء، والكلأ، والنار" .

      فالكلأ لا يجوز لأحد أن يحميه فيضع عليه الشبك، أو يضع عنده جنوداً يمنعون الناس من أن يرعوا فيه، فهو غصب لهذا المكان، وإن لم يكن غصباً خاصاً؛ لأنه ليس ملكاً لأحد، لكنه منع لشيء يشترك فيه الناس جميعاً، فهذا لا يجوز، ولهذا قال أهل العلم: يجوز للإمام أن يتخذ حمى مرعى لدواب المسلمين بشرط ألا يضرهم أيضاً.

      فقول الرسول صلى الله عليه وسلم: " ألا وإن لكل ملك حمى" يحتمل إنه إقرار ، فإن كان كذلك؛ فالمراد به ما يحميه الملك لدواب المسلمين؛ كخيول الجهاد، وإبل الصدقة، وما أشبه ذلك.

      ويحتمل أنه إخبار بالواقع وإن لم يكن إقراراً له؛ لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قد يخبر بالشيء الواقع أو الذي سيقع من غير إقرار له، أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أننا سنركب سنن اليهود والنصارى. فقال: (( لتركبن سَنَن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة، حتى لو دخلوا حجر ضبًّ لدخلتموه)). قالوا: يا رسول الله ، اليهود والنصارى؟ قال : (( فمن؟))فهل هذا إقرار؟ لا . لكنه تحذير

      على كل حال الملك له حمى يُحمى سواء بحق أو بغير حق، فإذا جاء الناس يرعون حول الحمى؛ حول الأرض المعشبة المخضرة، فإنهم لا يملكون منع البهائم أن ترتع فيها.

      ثم قال عليه الصلاة والسلام: (( ألا وإن حمى الله محارمه)) الله عز وجلَّ أحاط الشريعة بسياج محكم، حمى كل شيء محرم يضر الناس في دينهم ودنياهم حماه، وإذا كان الشيء مما تدعو النفوس إليه شدد السياج حوله إذا كان مما تدعو النفوس إليه؛ فإنه يشدد السياح حوله.

      انظر مثلاً إلى الزنى والعياذ بالله، الزنى سببه قوة الشهوة وضعف الإيمان، لكن النفوس تدعوا إليه؛ لأنه جبلة وطبيعة، فجعل حوله سياجاً يبعد الناس عنه فقال: (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى) (الاسراء:32)، لم يقل ولا تزنوا، قال (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى) يشمل كل ذريعة توصل إلى الزنى من النظر واللمس والمحادثة وغير ذلك.

      كذلك الربا حرمه الله عزَّ وجلَّ ، ولما كانت النفوس تطلبه لما فيه من الفائدة؛ حرم كل ذريعة إليه فحرم الحيل على الربا ومنعها، وهكذا جعل الله عزَّ وجلَّ للمحارم حمى له تمنع الناس من الوقوع فيها.

      ثم قال صلى الله عليه وسلم : (( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت ؛ صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)) .

      (( مضغة)) يعني قطعة لحم صغيرة بقدر ما يمضغه الإنسان، صغيرة لكن شأنها عظيم، هي التي تدبر الجسد (( إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله)) ليست العين، ولا الأنف، ولا اللسان، ولا اليد، ولا الرجل، ولا الكبد، ولا غيرها من الأعضاء، إنما هي القلب، ولهذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: (( اللهم مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، اللهم مصرف القلوب صرَّف قلوبنا إلى طاعتك)).

      فالإنسان مدار صلاحه وفساده على القلب. ولهذا ينبغي لك أيها المسلم أن تعتني بصلاح قلبك، فلاح الظواهر وأعمال الجوارح طيب، ولكن الشأن كل الشأن في صلاح القلب، يقول الله عن المنافقين: (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ )(المنافقون: 4) (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ) من الهيئة الحسنة، وحسن عمل الجوارح، وإذا قالوا ، قالوا قولاً تسمع له من حسنه وزخرفته، لكن قلوبهم خربة والعياذ بالله ( كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ )(المنافقون: 4)ليس فيها خير.

      فأنت اعتنِ بصلاح القلب، انظر قلبك هل فيه شيء من الشرك؟ هل فيه شيء من كراهة ما أنزل الله؟ هل فيه شيء من كراهة عباد الله الصالحين؟ هل فيه شيء من الميل إلى الكفار؟ هل فيه شيء من موالاة الكفارة؟ هل فيه شيئاً من الحسد، هل فيه شيء من الغل؟ هل فيه شيء من الحقد؟ وما أشبه ذلك من الأمراض العظيمة الكثيرة في القلوب، فطهر قلبك من هذا وأصلحه، فإن المدار عليه.

      (أَفَلا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ) (وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ) (إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ) (العاديات:9-11)، هذا يوم القيامة، العلم على الباطن، في الدنيا العمل على الظاهر، مالنا إلا ظواهر الناس، لكن في الآخرة العمل على الباطن، أصلح الله قلوبنا وقلوبكم.

      قال تعالى: (يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ) (الطارق:9) (تُبْلَى) يعني تختبر السرائر فمن كان من المؤمنين؛ ظهر إيمانه، ومن كان من أهل النفاق؛ ظهر نفاقه والعياذ بالله.

      لذلك أصلح قلبك يا أخي، لا تكره شريعة الله، لا تكره عباد الله الصالحين، لا تكره أي شيء مما نزَّل الله، فإن كراهتك لشيء مما نزَّل الله كفر بالله تعالى، نسأل الله لنا ولكم الهداية والتوفيق والصلاح.[/h]
    • السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      ماشاءالله تبارك الرحمن
      لقد تغيبت عن المنتدى لفترة طويله واليوم كنت اتصفح المواضيع تذكرت موضوعك
      فأحببت ان أرى ماذا حدث؟؟؟
      انبهرت بشدة بما يحويه م فائدة واستمرارك المتواصل....
      جعله الله في ميزان حسناتك...

      احترامي وتقديري اﻷخوي