همســــات في حُــبّ عُمـــان وقائدهـــا ... دعـــــوة للمشـــاركة بمناسبة العيد الوطني (42)

    • همســــات في حُــبّ عُمـــان وقائدهـــا ... دعـــــوة للمشـــاركة بمناسبة العيد الوطني (42)

      همسات في حُبّ عُمـــــــــــان وقائـــــــــــدها ..

      دعوة للجميع للمشاركة في حُبّ "الوطن وقائده"
      بكلمة مُعبرة من القلب أو بصورة أو بقصيدة أو بخاطرة

      بمناسبة العيد الوطني الثاني والأربعون المجيد



      [ATTACH=CONFIG]107672[/ATTACH]

      [ATTACH=CONFIG]107673[/ATTACH]
      الصور
      • images.jpg

        5.06 kB, 282×178, تمت مشاهدة الصورة 16،370 مرة
      • images.jpg

        11.01 kB, 219×230, تمت مشاهدة الصورة 11،710 مرة
      $$eالحيـاة أمـل من فقـد الأمـل فقد الحيـاة $$e
    • يسلمووو على الموضووع أخي عاااشق ...
      لي عوده بإذن المولى ...
      .. هنآك أشخآص .. لآ نريد أن تكون لهم معنآ نهآية .. .. نريدهم حتى آخر يوم في حيآتنآ ..
    • دمت يا قابوس لنا ذخرا وأبا وإبنا باراً لعمان ومتعنا الله ببقائك لتكمل المسيرة والبناء ,,,,

      ليس لدي ما اقول ,,,, فكل الكلمات تقف عاجزة أمام هذا العطاء والحب الذي لا يعبر عنه قلب ولا لسان ولا قلم ,,,

      فكل يوم وأنت بخير يا قابوس ,,,, وكل يوم وعماننا شامخة حرة أبية ,,,,, يظل اسمها يسطره التاريخ يوما بعد يوم وجيلا بعد جيل ,,,,


      ‘،:لــــي عوودة بإذن الله :،‘
      آموآتنآ يآ رححيمَ بِ نسيم آلجنآن آنسهم '~
    • حاولتُ الكتابةَ كثيراً ..
      رجُفَّ القلم .. وإستغربةُ قليلاً ..
      ففي الأمر سرٌ وكظم .. وأظُنُهُ ليسَ مِن الوهم ..
      لا جِدال إن كُنتُ أُحاول رسمكِ والعلم ..
      في روحي وفؤادي لكِ والقلبُ سكن ..
      لستُ فيكِ بل حقيقةُ الأمر أنتِ
      في قلبــــي وفـــؤادي يـــا بلادي ..
      وإن سألتم من .. أقول بلاد الفخرِ والجودِ والكرم
      هي حقيقةُ الوطـــن
      "عُمــــــــــان"
    • وطنـــــي لــو شغلت الخــلد عنة **** نازعتنـــي أليــه في الخــلد نفســي

      [ATTACH=CONFIG]108179[/ATTACH]
      الصور
      • Omani-flag-1.jpg

        50.76 kB, 800×572, تمت مشاهدة الصورة 12،270 مرة
      $$eالحيـاة أمـل من فقـد الأمـل فقد الحيـاة $$e
    • قادمووون إن شاء الله ..سنحتفل بالعيد القادم ..

      نتمنى ان نفعل شي ول كان بسيط ..لكي نوصل كلمة شكرنا لأجمل وأروع قائد و أب في هذا البلد الجميل ..!!:)
      ..{عمري}..
      لـــــم‘ أعْرِف كمْ بْقّيَ مِنْه ولكنْ الذَي أَعْرِفُه أَنّي لَم أَتَعَلمْ سِوَى القَلِيِل ..}
    • بصراحة وبكل امانة مهما شاركنا ومهما فعلنا نحن لن نوفي حق هذا القائد العظيم
      القائد الذي عندما فتحنا عينا ع الدنيا حصلناه الاب الحنون الي دايم يرسم لنا الامل والمستقبل

      دمت يا قابوس لنا
      استغفر الله
    • بما اننا على مشارف الاحتفال با العيد الوطني 42 المجيد

      ألشكر مصول لعاشق الامل لتفضله بتخصيص موضوع يعني بشئون العيد 42 المجيد((الدعوه للجميع))

      ساكتفي بتثبيت الموضوع بحيث لا أجيد الكلمات التي أعبر بها في حق الوطن خوفا من ألتقصير و عدم الايفاء بحقه

      نحن دئما نسال الله بان يحفظ لنا عمان من كل طامع حاسد و من كل ماكر حاقد و ان يجعل كيد الاعادي في نحورهم

      الوطن من الصعب جدا أن يكون حبه و عشقه محدود فا الوطن هو العزه و الكرامه لكل قاطنيه حمايته و أجبه و شرف مقدس و التضحيه من أجله شرف لفاعلها

      ليحمي ألله عمان و قائدها و شعبها الاوفياء المخلصون

      ودمتم ضياء و شموع ينار بها الوطن و دمتم سهام و رماح متا ما أحتاجها الوطن
    • untitled.bmp[ATTACH=CONFIG]108547[/ATTACH][ATTACH=CONFIG]108548[/ATTACH]


      الصور
      • imagesCAHW6NEG.jpg

        5.69 kB, 132×147, تمت مشاهدة الصورة 21،963 مرة
      • imagesCAER3UPE.jpg

        10.81 kB, 208×243, تمت مشاهدة الصورة 4،077 مرة
      $$eالحيـاة أمـل من فقـد الأمـل فقد الحيـاة $$e

    • [INDENT]
      [/INDENT]
      من خطاب صاحب الجلالة الموجه الى كبار رجال الدولة 15/5/1978م
      "وهناك أمر هام يجب على جميع المسؤولين في حكومتنا أن يجعلوه نصب أعينهم، الا وهو أنهم جميعا خدم لشعب هذا الوطن العزيز، وعليهم ان يؤدوا هذه الخدمة بكل إخلاص وأن يتجردوا من جميع الأنانيات وأن تكون مصلحة الأمة قبل أي مصلحة شخصية، إذ أننا لن نقبل العذر ممن يتهاون في أداء واجبه المطلوب منه في خدمة هذا الوطن ومواطنيه، بل سينال جزاء تهاونه بالطريقة التي نراها مناسبة "


      حفظ الله لنا قائدنا


      تم تحرير الموضوع 4 مرة, آخر مرة بواسطة عزووووز: تعديل الخط ().

    • [ATTACH=CONFIG]108797[/ATTACH]
      قابوس
      يا سُلطان عُمان ومجد الحضارة وتاج البلاد ..
      قبسات من نور ندعو الله بها لتحفظك في كل مكان ..
      يا باني نهضتنا وموحد كلمتنا يا رمز العطاء ..
      [ATTACH=CONFIG]108798[/ATTACH]
      قابوس
      يا فخر كل عماني ورمز التفاني وكل المعاني ..
      دمت ذخراً لهذه البلاد العظيمة بلاد الأصالة ..
      وبلاد الكرم والجود والمحبة والنزاهة ..
      [ATTACH=CONFIG]108799[/ATTACH]
      قابوس
      مهما تعالت صيحاتنا بالشكر والعرفان ..
      لن نوفيك حقك من الثناء والأمتنان ..
      تعيش في قلوبنا وأنت قلب عُمان ونبضها ..
      تخجل كلماتنا من أن تشكر قائداً عظيماً ..
      أعطى لبلاده وشعبه من خيرات عمان ..
      [ATTACH=CONFIG]108800[/ATTACH]
      عمان أنت يا قابوس ..
      وقابوس أنت ِ يا عُمان ..
      رددناها منذُ الصغر وستبقى معنا إلى أن نموت ..
      الله الوطن السلطان
      [ATTACH=CONFIG]108801[/ATTACH]
      (عاشق الأمل )
      كلمات الشكر لن توفيك حقك في هذا الموضوع
      الذي يبين أصالة كل عماني محب لبلده ولسلطانه ..
      دمت مفخرة لهذا الصرح وبارك الله فيك وفي عطائك..
      أخيك / ورد
      الصور
      • 119_2_1028294400.jpg

        59.97 kB, 500×683, تمت مشاهدة الصورة 10،381 مرة
      • 119_2_1028295486.jpg

        64.94 kB, 599×478, تمت مشاهدة الصورة 9،540 مرة
      • 119_2_1028299169.jpg

        49.1 kB, 400×532, تمت مشاهدة الصورة 10،381 مرة
      • 119_2_1028311920.jpg

        132.83 kB, 552×368, تمت مشاهدة الصورة 7،262 مرة
      • 119_2_1180436820.jpg

        25.92 kB, 640×480, تمت مشاهدة الصورة 10،535 مرة
      اللهم إني أستغفرك لكل ذنب خطوت إليه برجلي ، أو مددت إليه يدي ، أو تأملته ببصري ، أو أصغيت إليه بأذني ، أو نطق به لساني ، أو أتلفت فيه ما رزقتني .. ثم استرزقتك على عصياني فرزقتني ثم استعنت برزقك على عصيانك فسترته علي وسألتك الزيادة فلم تحرمني ولا تزال عائدا عليّ بحلمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين .. (كم من مستدرج بالإحسان إليه ، وكم من مفتون بالثناء عليه ، وكم من مغرور بالستر عليه)
    • خـــــــطابات جلالتـــــــــــــــــه





      خطاب جلالته في العيد الوطني الأول

      الحمد لله الذي أسبغ علينا النعم وهدانا صراطا مستقيما وبين لنا سبل الرشاد وأمرنا بإتباعها.. واظهر مهاوي الفساد وحضنا على اجتنابها.. والصلاة والسلام على نبي الهدى محمد صلى الله عليه وسلم.

      شعبنا العماني العزيز.. يسعدنا أن نحتفل اليوم معا بمرور سنة كاملة على هذا العهد الجديد الذي قابله الشعب العماني بأسره بفرحة وتأييد مطلق.. فأينما توجهنا في وطننا العزيز قوبلنا من شعبنا الكريم بمظاهر الولاء والإخلاص، مما يستوجب منا الشكر، ويحدونا مواصلة الجهود وبذل كل غال لرفع مستوى حياة شعبنا والأخذ بشتى وسائل الإصلاح في جميع مرافق حياته مهتدين بنور شريعتنا السمحاء ضارعين الى المولى عز وجل أن يجعل فيما نقوم به خيرا وبركة يستمتع بها الجميع.
      هذا ولا بد أن الجميع قد لمسوا ما تم من منجزات ومكاسب لهذا الشعب وهذا البلد العريق خلال العام الأول من عهدنا الفتي وقد تحقق ذلك بتضافر الجهود المخلصة تحركها النوايا الطيبة للسير بهذا البلد قدما ليتحل مرتبته السامية التي هو جدير بها.
      إننا لا نود أن نستعرض تلك المنجزات وتلك المكاسب لإيماننا بأن العمل الجاد وحده هو الطريق الى بلوغ الغايات وتحقيق الأهداف وإذا كان نحجم عن أسلوب الدعاية وتكرار القول وإغداق الوعود، فلأننا هنا في عمان ما زال التواضع طابعنا الأول كما هي تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف.. ولكن لا بد أن نضع أمامكم المبادئ الأساسية للخطة الداخلية وسياستنا الخارجية.
      فخطتنا في الداخل أن نبني بلدنا ونوفر لجميع أهله الحياة المرهفة والعيش الكريم، وهذه غاية لا يمكن تحقيقها إلا عن طريق مشاركة أبناء الشعب في تحميل أعباء المسؤولية ومهمة البناء، ولقد فتحنا أبوابنا لمواطنينا في سبيل الوصول الى هذه الغاية وسوف نعمل جادين على تثبيت حكم ديمقراطي عادل في بلادنا في اطار واقعنا العماني العربي وحسب تقاليد وعادات مجتمعنا، جاعلين نصب أعيننا تعاليم الإسلام الذي ينير لنا السبيل دائما.
      ولا شك أن عملية البناء شاقة وتتطلب الكثير من الجهد والتضحيات للتغلب على المصاعب والعقبات وسنحمل هذا العبء بصبر ونمضي في العمل بجد وحزم.
      وهنا لا يسعنا إلا أن نتطرق الى موضوع هو مصدر ألم وتكدير مستمرين لنا ولكل عماني وطني مخلص. وأعني به موضوع المنطقة الجنوبية ظفار، وانه ليجز في نفوسنا أنه في هذه اللحظة التي نحتفل فيها بهذا اليوم المجيد هنا، يتعرض إخوة لنا وأبناء هناك لصنوف القهر والإرهاب والمهالك من جراء تسلط عناصر غريبة دخليه عليهم من الانتهازيين والمأجورين والملحدين.
      وإننا نصرح بأن ظفار هي جزء لا يتجزأ من سلطنة عمان تماما كما أن مسقط من هذا الوطن العماني العزيز ليعلم الجميع بأننا سنبذل كل ثمين ونقدم الأرواح في سبيل إعادة الأمن والطمأنينة الى ربوع ذلك الجزء الحبيب من الوطن لنوفر لشعبنا هناك الحياة الطبية التي يعيشها جميع المواطنين في كافة أنحاء السلطنة وان هذا اليوم لآت وأنه بعون الله قريب ...
    • خطاب جلالته في العيد الوطني الثاني

      [INDENT]

      [/INDENT]
      شعبي العزيز.. كل عام وأنتم بخير ونحن جميعا نحمد الله ونشكره ونطلبه العون والتوفيق،
      أيها الإخوة المواطنون.. يا أبناء عمان.. اليوم الثامن عشر من نوفمبر هو العيد الوطني لبلادنا، والأعياد الوطنية للأمم رمز عزة وكرامة، ووقفة تأمل وأمل للماضي والمستقبل ماذا فعلنا؟ وماذا سنفعل؟ وليست المهرجانات والاحتفالات والأفراح سوى نقطة استراحة والتقاط الأنفاس لمواصلة رحلة البناء الشاقة والإنطلاق بالبلاد نحو الهدف المنشود.
      إن هدفنا السامي هو إعادة أمجاد بلادنا السالفة.
      وهدفنا أن نرى عمان وقد استعادت حضارتها الآفلة وقامت من جديد واحتلت مكانتها العظيمة بين شقيقاتها العربيات في النصف الثاني من القرن العشرين وأن نرى العماني يعيش على أرضه سعيدا وكريما.
      أيها الأخوة.. يا أبنا وطني، الدرب شاق وطويل ولكن بالجهد والمثابرة سوف نصل إلى هدفنا بأسرع وقت وبإذن الله.
      إننا نباهي ونعتز بما حققناه لبلادنا خلال العامين المنصرمين ولم يكن بلوغ ما وصلنا إليه شيئا ميسورا فقد اقتضى تفكرا واختبارا وتخطيطا وانجازا، ولعله من المفيد أن نذكر في هذا اليوم أنه لا بد من وقفة لمحاسبة النفوس ونراجع فيها الأمور لنرى مدى المسافة المقطوعة بالمقارنة الى آمال المستقبل المقدسة الذي نطمح الى الوصول عبره الى غاياتنا.
      وقد توخينا أثناء مسيرتنا المقدسة بالبلاد أن تكون برامج أعمالنا نابعة من صميم واقعنا ومنفتحة على حضارة هذا العالم الذي نكون حزءا لا يتجزأ منه. كان لزاما علينا أن نبتدئ من الأساس ومن واقعنا وهذا الأساس هو الشعب في عمان وقد سلكنا مختارين أصعب السبل لنخرج به من عزلته ونأخذ بيده إلى طريق العزة والكرامة وفي نفس الوقت تحملنا مسؤولية حمايته من التمزق والضياع وإحياء حضارته واستعادة أمجاده وربطه ربطا وثيقا بالأرض ليشعر بعمق الوطنية ومدى التجاذب بين الإنسان العماني وبين أرض عمان الطيبة.
      وإننا إذ نتحدث إليكم من هذا المكان في عيدنا الوطني نبادلكم شعور الفخر بأن قواتنا المسلحة التي تبدأ احتفالاتنا عادة باستعراضها قد خطت خطوات واسعة الى الأمام منذ تولينا قيادتها واني لا أحبذ الخوض في تفاصيل الأسرار العسكرية ولكني أترك لها المجال لتعبر عن فاعليتها في حماية تراب الوطن والذود عن حياضه، كما قد أثبتت الأحداث قوة وصلابة رجال قواتنا ضد الأعداء فتحية لكم يا جنودنا البواسل في البر والبحر والهواء وأني بكم لفخور.
      أيها المواطنون: لقد كان التعليم أهم ما يشغل بالي وأنا أراقب تدهور الأمور من داخل بيتي الصغير في صلالة ورأيت أنه لا بد من توجيه الجهود في الدرجة الأولى الى نشر التعليم، فلما أذن الله بالخلاص من سياسة (الباب المغلق) كان لنا جهاد وكان لنا في ميدان التعليم حملة بدأت للوهلة الأولى وكأنها تهافت الظمآن على الماء.
      إنها فعلا كانت كذلك ونحن بدورنا أفسحنا المجال لوزارة المعارف وزودناها بما فيه إمكانياتنا لتحطيم قيود الجهل، وتعلمون مدى التقدم الذي حققته تلك الوزارة كانت المدارس تفتح دون أي حساب للمتطلبات فالمهم هو التعليم حتى تحت ظل الشجر ولم يغب عن بالنا تعليم الفتاة وهي نصف المجتمع فكان أن خرجت الفتاة العمانية المتعطشة الى العلم تحمل حقيبتها وتيمم شطر المدرسة.
      مدارس في كل جزء من أجزاء السلطنة للبنين وللبنات فالعلم ضرورة لازمة ولا بد أن يتعلم الجميع ليسعد بهم الوطن، ولكن هل كان بوسعنا أن نفعل المستحيل؟، لقد عملت وزارة التربية والتعليم بكل طاقتها وحققت خلال العامين الماضيين ما يلي:
      في عام 1970 كان في البلاد 3 مدارس تضم 900 تلميذ. في عام 1971 أصبح في البلاد 16 مدرسة تضم 7000 تلميذ. في عام 1972 صار لدينا 45 مدرسة تضم 15000 تلميذ. وسوف يتضاعف هذا العدد حسب المخطط الوزاري المعد للعام الدراسي القادم إن شاء الله.
      وبالرغم من توقع بعض المشاكل نتيجة التطور السريع في ميدان التعليم، فإننا سوف نتغلب عليها ولن يعوقنا بمعونة الله عن متابعة مسيرتنا الظافرة إلى الأمام، ولكن أهم ما يهمني أن ألفت إليه انتباه القائمين بالتعليم هو أن يكونوا هم القدوة والمثال الطيب لتلاميذهم وأن يغرسوا في نفوس النشء تعاليم الدين الحنيف، ويربوهم على الأخلاق الفاضلة ويوقظوا في نفوسهم الروح الوطنية ليكونوا أجيالا من الشباب قادرين على الاضطلاع بمسؤولياتهم فاذا حملوا المشعل كانوا تواقين دوما إلى الأفضل سباقين الى المبادرة والإنتاج في العمل.
      أما في ميدان الصحة فقد رفعت الوزارة شعار ( الصحة حق لكل مواطن ) وحرصت على إيصال الخدمات الطبية للمواطنين في كل مكان ويمكن أن ندرك مدى التطور في الخدمات الصحية من الجدول التالي:
      في عام 1970 كان عندنا 10 مستوصفات وتسعة مراكز صحية.
      وفي عام 1971 صار لدينا 15 مستوصفا و15 مركزا صحيا وستة مستشفيات.
      وفي هذا العام أصبح لدينا 25 مستوصفا وألغيت ثلاثة مراكز صحية لقيام ثلاثة مستشفيات مكانها وأصبح لدينا إثني عشر مستشفى، وارتفع عدد الأطباء العاملين في السلطنة من 12 طبيبا في عام 1970 الى 54 طبيبا في هذا العام.
      كما قامت وزارة الصحة بإجراء تحصينات عامة ضد الكوليرا والجدري والدرن وشلل الأطفال والدفتيريا والتيتانوس والسعال الديكي وارتفع عدد هذه التحصينات الى 312 ألفا في هذا العام.
      هذا بالاضافة الى ادخال برامج التثقيف الصحي وتدريب المواطنين العمانيين على الخدمات الصحية وترتيب ارسال بعثات صحية الى الدول الصديقة والهيئات الدولية وبالفعل بدأت أول دورة تدريبية للعمانيين لتأهيلهم كملاحظين صحيين. وبإذن الله في العام القادم سوف يرتفع عدد المستوصفات الى 32 ويكون لدينا 85 طبيبا كما يبدأ العمل في إنشاء مدرسة لتدريب الممرضات والملاحظين الصحيين والعاملين في المعامل.
      إنه ليسعدنا أن نرى المواطن العماني متمتعا بالرعاية الصحية الكاملة، وسوف نواصل جهودنا لتحقيق هذه الغاية النبيلة إن شاء الله.
      وإذا كان الاقتصاد هو العمود الفقري الذي تقوم عليه البلاد، فاننا قد أعطينا أهمية كبيرة لهذه الناحية، فكانت وزارة الاقتصاد بمختلف إداراتها: التجارة، الزراعة، الجمارك، الشؤون الفنية، شؤون النفط والمعادن، المطبعة الحكومية، المدرسة الصناعية، مقاطعة إسرائيل، وإحياء الحرف الوطنية . وبالرغم من أن الوزارة أنجزت الكثير وأحرزت تقدما ملحوظا فاننا رأينا نظرا للأهمية أن نشكل مجلسا أعلى للإقتصاد والإنماء يكون بديلا لوزارة الاقتصاد. وقد تولينا رئاسته وتحملنا مسؤولياته وقد وضع المجلس مخططا لبدء العمل في الطريق من صحار الى خطمة ملاحة في العام القادم، كما سيقوم مركز في نزوى مهمته إيصال الطريق من نزوى الى الباطنة، هذا عدا طريق بهلا/ عبري/ البريمي، وطريق الغافات/الحمراء ، ولوجود المواد الخام للأسمنت في أرض عمان سيبدأ مصنع للأسمنت عمله في العام القادم، وسوف تكون فيه أسهم وطنية، وسنعمل على تنمية مواردنا الطبيعية بالعمل على أن تعطينا الزراعة في المستقبل إكتفاءا ذاتيا وفائضا نصدره إلى الخارج بعد ذلك. كما أن شركة استثمار الثروة السمكية على أهبة الإستعداد للعمل ليس لسد حاجة البلاد من السمك فقط بل للعمل على انخفاض السعر وتعليب الفائض وتصديره الى الخارج. ولدينا مشروع بناء مدينة قابوس في الخوير وتزويدها بكل المرافق والمتطلبات الحديثة وفق أحدث أنظمة التخطيط والبناء، وقد تم الإتفاق فعلا مع إحدى الشركات لبناء مدينة للدبلوماسيين في القرم تنتقل إليها السفارات وتشتمل على مساكن لهم. نسأل الله أن يوفقنا لما فيه الصلاح.
      أما في وزارة المواصلات فتضم الإدارات التالية:
      الطيران المدني، النقليات، الموانئ، الأشغال العامة، البريد والبرق والهاتف، فقد تضافرت جهود هذه الإدارات وقدمت خدمات جليلة للمواطنين كل دائرة في حدود إختصاصاتها ولعل أبرز ما أنجزته المواصلات ميناء قابوس ومطار السيب.
      فقد تسلمت دائرة الموانئ أول رصيف من ميناء قابوس في أول العام الجاري وفي منتصف هذا العام أيضا تسلمت الرصيف الثاني، والميناء في الوقت الحاضر على استعداد لإستقبال السفن التي لا تزيد حمولتها على 800 طن وقد أفرغت فيه 27 باخرة شحناتها من الأسمنت وبفضل التسهيلات انخفضت قيمته من ريال و100 بيسة الى 800 بيسة للكيس الواحد.
      أما مطار السيب لم يمض على إفتتاحه سوى ثلاثة أشهر فقد أتاح 28 رحلة في الأسبوع وقبله لم تكن سوى 11 رحلة أسبوعيا وبعد أن كان مطار بيت الفلج لا يستقبل أكثر من 52 طائر مدنية في الشهر، استقبل مطار السيب في الشهر الماضي 195 طائرة مدنية، وسوف تتوسع خدمات المطار أكثر عندما تكمل كل أقسامه كما أنه قد تقرر تمديد ساعات العمل في المطار طوال 24 ساعة إبتداء من أول يناير القادم. وقد وافقنا على تزويد قاعات المسافرين بجهاز تكييف مركزي، وقد عقدت اتفاقيات ثنائية للنقل الجوي بين السلطنة وكل من: المملكة المتحدة وجمهورية مصر العربية والجمهورية اللبنانية والمملكة الأردنية الهاشمية، وسوف يتم قريبا تسيير رحلتين في الأسبوع لمؤسسة عالية للخطوط الجوية الملكية الأردنية، ورحلتين في الأسبوع لشركة الخطوط الجوية السعودية.
      وسوف تصبح سلطنة عمان عضوا في منظمة الطيران المدني الدولية في الشهر القادم إن شاء الله، وما دمنا نتحدث عن المواصلات والطرق، فنشير إلى أنه قد أصبحت في السلطنة شبكة من الطرق مرتبطة بعضها ببعض، تخضع لمراقبة عشرة مراكز خصصت للشق والتمهيد والمراقبة، وقد أوشك العمل على الإنتهاء من طريق مطرح/صحار ومن تمهيد 30 كيلومترا في المقاطعة الجنوبية.
      وقد وضعت دائرة التحسينات في المقاطعة الجنوبية برنامجا لإنشاء مراكز حكومية في النجد وأخرى في عدة مناطق في الجبال والتوسع في مسح مصادر المياه في الجبال والسهول واستخراج زيت النارجيل والزيوت النباتية الأخرى كما وضعت الدائرة مخططا لبناء مجمع الدوائر الحكومية وللسوق المركزي الجديد على احدث الأساليب.
      ونحن إذ نستعرض بإيجاز منجزات الحكومة نرى أن وزارة الداخلية تتحمل مسؤولية الشرطة، والجوازات، والولايات، والبلديات، والشرطة ذاتها تضم الشرطة المدنية ودائرة المرور ودائرة التحقيق ودائرة الهجرة وجميع هذه الأقسام تؤدي واجبها في ظروف صعبة تحت ضغط وسائل المواصلات التي تزداد يوما بعد يوم، ولذلك فان باب الشرطة مفتوح لإلحاق المواطنين وتدريبهم وإرسال بعثات للتدريب في الخارج، ويجري الآن وضع الأسس لبناء مدارس تدريب الشرطة داخل السلطنة.
      وقد أعطت دائرة الجوازات ألوف الجوازات للمواطنين في الداخل والخارج لتسهيل حرية السفر التي أطلقناها وجعلناها حقا لكل مواطن.
      بل أمرنا بفتح فروع لهذه الدائرة في البلدان التي يتواجد فيها العمانيون للعمل ولا تسمح ظروف بالسفر الى السلطنة.
      أما تنظيم إدارة الولايات وبناء المساكن والمراكز للولاة ونوابهم وتعاون وزارة الداخلية مع الوزارات الأخرى فذلك واجب قامت به الوزارة بالإضافة إلى مكافحة التسلل من خارج الحدود، وحل مشاكل القبلية وتسوية الأمور على أساس التفاهم والوصول لإرضاء كافة الأطراف المتنازعة وقد أعطى ذلك قناعة ووعيا لدى المواطنين العمانيين بأن المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار وأن الجميع أخوة في هذا الوطن الحبيب.
      ووزارة العدل التي هي المحاكم الشرعية وبيت المال والزكوات قد حلت مشاكل كثيرة بالعدل والقسطاس بين الشركات التي تعمل في البلاد والمواطنين وأكدت العدلية أن قضاتها يتابعون قضايا المواطنين وفصلها على نور الشرع وبموجب تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وفي نفس الوقت فقد نال الفقراء غلة المغروسات التي إرتفعت هذا العام إلى 40% وذلك بموجب أمر منا إلى وزير العدل.
      وفي العام القادم سوف يتم التوسع في بناء مراكز الحكومة وإجراء الترميمات اللازمة واستحداث مزيد من بيوت السكن للولاة وتنظيم إدارة مراكز الجوازات على الحدود وتنظيم إدارة الولايات تمهيدا لضم بعضها إلى بعض تسهيلا للمعاملات داخل السلطنة كما ستنشأ بلديات في أمهات المدن حتى نصل في النهاية إلى تعميم البلديات في كل مدينة وفي كل قرية والله معنا.
      وبعد أن كان الحج يخضع للقيود والتعقيدات في الماضي أصبح اليوم أمرا يعود إلى الإنسان نفسه وقد شجعنا حركة الحج فأمرنا بتشكيل بعثة خاصة لشؤون الحج تحت رئاسة مدير شؤون الولاة، وقدمت البعثة الخدمات المطلوبة للعمانيين أثناء وجودهم في موسم الحج في مكة المكرمة والمدينة المنورة في العام الماضي وسوف تتشكل بعثة أخرى في موسم الحج القادم إن شاء الله.
      إن أرض عماننا الحبيب وترابه المقدس هو ملك لكل عماني يعيش عليه ويتمتع بخيراته ويدافع عنه بروحه ومن هنا كان الاهتمام بتنظيم توزيع الأرض وإعطائها للمواطنين وبدافع هذا الإهتمام قامت وزارة شؤون الأراضي لتتكون من قسم الأراضي وقسم السجل العقاري وقسم المساحة. إننا ندرك ما تعانيه هذه الوزارة من صعاب وندرك أن هذا يعود إلى أنها بدأت من الصفر، وواجهت تدفقا كبيرا من طلبات المواطنين في كل أرجاء السلطنة.
      وكان على الوزارة أن تدرس الطلبات حتى لا يتعارض التوزيع مع التخطيط في المدن الكبرى. لا سيما ونحن نعد أنفسنا لبناء الدولة الحديثة حسب قانون تنظيم الأراضي الذي يقسم الأرض إلى سكنية وصناعية وتجارية في إطار أسس التخطيط السليم، وقد أنجزت الوزارة وصدقت على تسليم 760 قطعة أرض سكنية و411 قطعة أرض صناعية و 35 أرض تجارية وهذا داخل نطاق مطرح الكبرى.
      كما أن 606 قطع أراض توزعت في الولايات بالمختلفة بالاضافة إلى الاراضي الزراعية التي وزعت في بعض الولايات، وهناك أراض من الدرجة الرابعة وزعت على المواطنين الذين لا يستطيعون البناء بالمواد الثابتة 383 بوادي عدي و260 في الحمرية وأيضا فإن 55 مشروعا صدقت عليها الوزارة على مساحة من الأرض تبلغ 160 فدانا مربعا، وكل هذه الملكيات للأراضي ستسجل في السجل العقاري محددة بمساحاتها كإثبات رسمي وحق مسجل للمواطن محفوظا في وزارة حكومية.
      وتأكيدا لمسيرتنا الجادة نحو أهدافنا الى خلق الإنسان العماني من جديد وتوفير متطلباته الحياتية وتحسين أحواله الإجتماعية أنشأنا وزارة للشؤون الإجتماعية والعمل لتوفير الرعاية الإجتماعية للعجزة والمقعدين ومدهم بالمساعدات المالية والعينية وتأهيل من يمكن تأهيله للحصول على مصدر رزق مناسب، وتقديم المعونات للمتضررين من الكوارث.
      هذا إضافة إلى نشر الوعي الإجتماعي وتشجيع الجمعيات الخيرية والأندية والجمعيات التعاونية. وإلى جانب هذا تهتم الوزارة بتقديم المساعدات لذوي الدخل المحدود بإنشاء بيوت لهم وقد بدأت فعلا ببناء 280 بيتا تسترد تكاليفها على مدد طويلة.
      وشؤون العمل والعمال وحصر القوى العاملة لتوزيعها للعمل في دوائر الحكومة وفي المؤسسات الأهلية والأجنبية طبقا لإحتياجات البلاد. هو من صميم أعمال وزارة الشؤون الإجتماعية التي تحل الخلافات التي قد تنشأ بين أطراف العمل وتنظيم العلاقة بين العمال وأرباب العمل وبينهما وبين الحكومة.
      وقد أرسلت الوزارة 70 متدربا في بعثات مهنية تدريبية على حرف مختلفة في سبيل إعداد جيل جديد من الحرفيين العمانيين ومجال رعاية الشباب، رجال المستقبل تواليها الوزارة أهمية كبرى فلقد أنشأت دائرة خاصة لخدمات الشباب ورعاية وتنظيم نشاطاته الرياضية والإجتماعية والثقافية والفنية.
      ومن أجل النهوض بهذه المسؤوليات الجسيمة أرسلت الوزارة نخبة من شبابنا بنينا وبنات في بعثات إلى الخارج للتدريب على أعمال الخدمة الإجتماعية، وسوف تتبع هذه البعثة بعثات أخرى بعد إنتهاء الدفعة الأولى من تدريبها، وفي ميدان التعاون العربي اشتركت الوزارة في اجتماعات اللجنة الفنية لرعاية الشباب التابعة للجامعة العربية.
      كما اشتركت في المؤتمر الثاني لوزراء الشباب العربي والمهرجان الأول للشباب العربي في الجزائر وسوف يزور سلطنة عمان خبير في رعاية الشباب من جامعة الدول العربية لوضع خطة خمسية لرعاية الشباب في يناير القادم إن شاء الله، وبالرغم من حداثة عمر هذه الوزارة فقد رسمت طريق مستقبلها في عامي 73و74 هناك تأسيس مراكز لرعاية وتأهيل الأسرة، العجزة، السجناء، وجمعيات خيرية وتعاونية في أماكن تجمع السكان الرئيسية، وهناك إعداد وتوزيع بيوت شعبية لذوي الدخل المحدود في العاصمة وهناك مشروع خمس سنوات لبناء 50 بيتا كل عام في احدى مدن السلطنة الرئيسية ، كذلك خططت الوزارة لإنشاء مكاتب لها للإشراف على النشاط العمالي ونشاط الشباب والخدمات الإجتماعية في المدن الكبرى.
      وأخيرا لا آخرا فان وزارة الشؤون الإجتماعية سوف تعمل على اعداد لجنة تحكيم منبثقة عن قانون التحكم بالمنازعات العمالية، وتضع برنامجا للإعانات للأندية على مدى خمس سنوات.
      أيها المواطنون الكرام .. قبل أنم نخرج من الداخل ونستعرض منجزاتنا خارج الحدود لا بد أن نمر بالمديرية العامة للإعلام والسياحة لأننا نقدر أهمية الإعلام والدور الذي يلعبه في حياة المم وندرك أن أجهزة الإعلام هي المرآة التي تعكس ما يدور في البلاد وهذه المرآة يجب أن تكون صافية نقية، صادقة مع نفسها ومع الآخرين ونكتفي بالقول أن ما بذلته هذه المديرية كان في غاية ما يمكن أن تصل إليه، ونستطيع أن نقول إن الإذاعة العمانية في كل من مسقط وصلالة استطاعت رغما عن صغر دائرة البث أن تؤدي واجبها قدر الإمكان، وسوف تتحسن شؤوننا الإعلامية، وتسير بخطى حثيثة إلى الأمام بعون الله.
      بقي أيها الأخوة أن نتحدث عن ملامح سياستنا الخارجية، والمدى الذي قطعناه في هذا المجال، فإن الكل يعلم أن العزلة التي فرضت على عمان حالت دون أي اعتبار لمعالم سياسة خارجية، وقد بذلنا الجهد لفك أطواق العزلة وحققنا انضمام عمان إلى الجامعة العربية وهيئة الأمم المتحدة وذلك من عام مضى، وبذلك اتسعت دائرة علاقاتنا مع الدول العربية والأجنبية وتلا ذلك قيام وزارة الخارجية لتنظيم جهازها الداخلي وخلق الكادر الإداري لمواجهة أعمالها المتزايدة والمستمرة فالإدارة السياسية بها قسم الدول العربية وجامعة الدول العربية وقسم شؤون أفريقيا، وقسم أوروبا وقسم الأمريكتين.
      أم إدراة الشؤون العامة فيتبعها قسم المراسم والقسم القنصلي وقسم الأرشيف والموظفين والمحاسبة، وهناك أيضا الإدارة الدولية تختص بالمنظمات الدولية المنبثقة عن الأمم المتحدة.
      وفي هذا العام افتتحت الخارجية سبع بعثات دبلوماسية في الدول الآتية:
      الكويت، تونس، القاهرة، لندن، نيويورك، إيران، الهند كما افتتحت الدول التالية سفارات لها في العاصمة مسقط: المملكة المتحدة، الهند، باكستان، إيران، الأردن، الولايات المتحدة، جمهورية مصر العربية، والمملكة العربية السعودية، أما فرنسا وهولندا أقامتا علاقاتهما الدبلوماسية معنا بسفراء غير مقيمين، وينتظر قريبا أن يقدم سفير تونس أوراق إعتماده وكذلك تم إعلان التمثيل الدبلوماسي بين عمان وكل من ايطاليا واليابان وألمانيا الغربية.
      إن سياستنا الخارجية تقوم على الخطوط العريضة الآتية:
      1- انتهاج سياسة حسن الجوار مع جيراننا وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأية دولة.
      2- تدعيم علاقاتنا مع الدول العربية وإقامة علاقات ودية مع دول العالم.
      3- الوقوف بجانب القضايا العربية في المجالات الدولية.
      4- الوقوف بجانب القضايا الأفريقية وتأييد نضالها من أجل الحرية والإستقلال وقد إتخذت عمان موقفا معاديا لسياسة التفرقة العنصرية التي تمارسها حكومة جنوب أفريقيا وحكومة روديسيا.
      5- وبصفتنا من الدول النامية فإننا نلتزم الخط الذي تسير عليه دول العالم الثالث.
      وقد أصبحت عمان عضوا كاملا في المنظمات العربية والدولية التالية:
      منظمة الثقافة والعلوم العربية، واتحاد البريد العربي، واتحاد المواصلات السلكية واللاسلكية العربي، والمؤتمر الإسلامي، ومنظمة لأمم المتحدة للثقافة والعلوم (اليونسكو)، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة الزراعة والتغذية الدولية، واتحاد البريد العالمي، ومنظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونسيف) ولقد شاركنا في المؤتمرات الدولية المختلفة وأكدنا سياسة بلادنا وأبرزنا كيان هذه الدولة الفتية السائرة قدما على طريق التطور والنماء بغية الوصول إلى مصاف الدول المتقدمة كي تأخذ مكانها الطبيعي بين دول العالم الحر.
      أيها الأخوة .. هذه لمحة عابرة وسريعة عن تركيب جهاز حكومتنا والخدمات التي أداها لعماننا الحبيب . ويجب أن لا يغيب عن البال ان الوطن كبير شاسع وايصال الخدمات الى كل أرجائه يحتاج الى كثير من الجهد والصبر والمعاناة. واذا كان دخلنا من البترول متواضعا بالنسبة لاحتياجاتنا وظروف بلادنا فاننا والحمد لله اغنياء بمواردنا الاخرى أقوياء بايماننا بالله وبالعمل.
      أيها المواطنين الكرام .. اننا ونحن نخوض معركة بناء بلادنا في شتى ميادين التطوير نخوض الى جانب ذلك معركة مقدسة بالسلاح ضد فئة من اعداء الدين والوطن ، وتؤيدهم حكومة عدن الماركسية وتجعل من اراضيها قاعدة خلفية لهم. لا شك ان الدول العربية اتضحت لها حقيقة الاوضاع في عدن والخط الذي تدفعهم فيه الشيوعية الدولية لتحقيق أطماعها في الجزيرة العربية والقضاء على المقدسات فيها وتحويلها الى معسكر شيوعي كبير تتصارع فيه النظريات الماركسية واللينينية والماوية الملحدة وقد اتضح من خلال بيانات وتصريحات ما يسمى بالجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليج العربي. ان عمان ليست هدفا في حد ذاتها وانما هي الباب او المنفذ الذي تصور لهم اوهامهم اقتحامة الى سائر دول المنطقة لاغراقها في بحر من الدماء والتخريب والفوضى والفقر والالحاد والسلب والنهب وانتهاك الاعراض كما فعلت الجبهة القومية بشعب جنوب اليمن. ذلك الشعب العربي المسلم الذي ابتلاه الله بحكومة اشرار ملحدين شيوعيين قتلوا ونهبوا وشردوا الالوف من ابناء جنوب اليمن الى الدول المجاورة تحت التهديد بالحديد والنار ويريدون – وهم اضعف من ان يواجهوا شعبهم الثائر على مفاسدهم – ان يعبروا الى عمان عن طريق الشراذم العقائدية المغرر بها.
      إن أخوانكم في المقاطعة الجنوبية ذاقوا الأمرين من جرائم العصابة الشيوعية المجرمة فانضموا الى اخوانهم رجال قواتنا المسلحة يحاربون من أجل دينهم ووطنهم وكرامتهم ويلحقون بالشراذم الارهابية ما تستحقه من جزاء على ما اقترفت من آثام في حق الدين والوطن.نحن لا نستغرب ما يقوم به الشيوعيون وما يرتكبون من جرائم وشناعات لان ذلك تطبيق لنظريتهم في الغاء وجود الانسان وعدم الثقة به.
      لكننا نعجب لاؤلئك الذين يحسنون الظن بالشيوعيين وللمتهاونين الذين تخدعهم الشعارات الشيوعية فيتيحون لهم الفرص للاستفادة بها واستغلالها لإشاعة البلبلة ولاضطراب وللمخدوعين الذين يقللون من الخطر الشيوعي وانه بعيد منهم لهؤلاء نقول:
      ماذا تنتظرون من الشيوعيين؟
      أتنتظرون منهم السلام وهم الذين ملأوا الدنيا جثثا وأغرقوها بالدماء؟هل ينتظر منهم الوفاء؟وهم الذين رضوا لبان الغدر سوا وجهرا؟ هل ينتظر منهم الاخلاص ؟وهم كفروا بأوطانهم وباعوا ضمائرهم لأوطان اخرى واصبحوا مطية سهلة لها يخدمونها ويحمون مصالحها. ان الشيوعية اذا سيطرت فانها تسلك طريقين لا ثالث لهما:
      اما التصفية الجسدية او الاكراه على اعتناق المذهب الالحادي وهذا مصداق قوله تعالى))انهم ان يظهروا عليكم يرجموكم او يعيدوكم في ملتهم ولن تفلحوا إذا أبدا))-صدق الله العظيم.
      ان هؤلاء يجب ان يأخذوا للأمر اهمية ويجدوا الموعظة الكريمة في قوله تعالى((لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم او إخوانهم او عشيرتهم ))-صدق الله العظيم.
      وكل عام وانتم بخير.اشكركم والله يوفقنا جميعا.
      والسلام عليكم ورحت الله وبركاتة،،،
    • خطاب جلالته في العيد الوطني الثالث

      [INDENT]
      [/INDENT]
      الحمد لله العلي القدير،إلى سواء السبيل،والصلاة على نبي الهدى

      [INDENT] [/INDENT]
      محمد صلى الله عليه وسلم.

      شعبي العزيز: يا أبناء هذه الأمة العربية . أيها المواطنون في كافة ربوع وطننا الحبيب، يا أبناء عمان الأبية أينما كنتم وعلى أي بقعة من هذا العالم.
      سلام عليكم وكل عام وانتم بخير وعزة وكرامة. جعل الله أيامكم أعيادا وجهودكم لبناء وطنكم أمجادا.

      أيها المواطنون.. شكرا لله على نعمه الظاهرة والباطنة، شكرا لله أن انعم علينا بهذا اللقاء التاريخي في هذا اليوم الخالد. يوم عيدنا الوطني الثالث الذي نحتفل به اليوم وكلنا رجاء أن يأخذ الله بأيدينا إلى مواصلة العمل الصالح.

      أننا أيها الإخوة – امة انطلقت منذ ثلاث سنوات وخلال هذا الزمن حققت انطلاقتنا مكاسب تعتبر في تاريخ عمان علامات فارقة وشارات مضيئة تنير لنا طريق المستقبل نحو أهدافنا ونحن مسؤولون جميعا عن الحفاظ على تلك المكاسب ومسؤولون أيضا عن تحقيق مزيد من المكاسب وصولا ببلادنا إلى ذروة المجد والكرامة. إن عزائمكم القوية واندفاعاتكم الأصلية للنهوض ببلادكم هي الحافز المحرك لمسيرتنا المباركة. نبني ونعمر. نرفع صرح العمران شامخا.ونشيد لعمان حضارة عصرية راسخة الأركان. على أساس صلب من الدين ومن الأخلاق، والعلم النافع. فان رقي الأمم ليس في علو مبانيها ولا في وفرة ثرواتها أنما رقيها يستمد من قوة أيمان أبنائها بالله. ومكارم الأخلاق وحب الوطن والحرص والاستعداد للبذل والفداء في سبيل المقدسات.

      أيها المواطنون الكرام.. تهب على منطقتنا رياح غريبة ومفاهيم عجيبة، دخيلة علينا جعلت ممن ينادون بها شيعا وأحزابا. باعدت بين الأخ وأخيه وفرقت بين الوالد والولد. وشتت شمل أب الأسرة تلك المفاهيم الدخيلة روج لها أناس البسوا الحق ثوب الباطل، وتحت الشعارات المظللة التي لا تنطلي إلا على البسطاء وذوي العقول الصغيرة. ارتكبوا أبشع الجرائم. وعاثوا في الأرض فسادا. لقد باعوا أنفسهم للشيطان وخدعهم بريق الأوهام وهم يسيرون في طريق محفوف بالشقاء يقودهم في النهاية إلى الهاوية. أن صراع الخير والشر صراع أزلي وانتصار الخير على الشر نهاية حتمية لذلك الصراع. ونحن نؤمن أن حزب الشيطان مدحور وحزب الله غالب منصور.
      وفي هذا اليوم المجيد. يوم عيدنا الوطني. نتوجه بالتحية والتقدير إلى أولئك الأبطال. رجال قواتنا المسلحة في البر والبحر والجو ونقول لهم: كل عام وانتم بخير كل عام وانتم في قوة وتقدم وانتصار. كما نحيي شجاعة أولئك الرجال من فرقنا الوطنية، التي تشكلت بدافع من وطنيتها. لتحارب جنبا لجنب مع رجال جيشنا الباسل إرهاب العصابات الشيوعية في جبال ظفار المقاطعة الجنوبية من وطننا. أن الكفاح الذي نخوضه ضد الإلحاد هو واجب مقدس يفرضه علينا ديننا وتحتمه وطنيتنا وتؤكده عروبتنا.
      وموقفنا بالنسبة لما يسمي جبهة تحرير عمان والخليج العربي هو في نفس الموقف الذي بدأنا به عهدنا الجديد. فقد قلنا آنذاك عفا الله عما سلف.عودوا إلى وظنكم ى استأنفوا حياة البناء والتعمير فإن ظلام الأمس سيتحول إلى نور وإننا حميها نواحه مسؤولية تاريخية أمام هذا الوطن.وعلينا واجب التكاتف للبناء الدولة الحديثة.وقد استجاب المخلصون لهذا الوطن فهو عوا ألينا من كل حدب وصوب،كل يشارك بجهود ويتحمل مسؤولية لينال شرف إذا وجماعات يكتشفون عمق الهاوية التي يقادون إليها ومدى التضليل الذي وقعوا فيه فيعودون إلى حظيرة الحق ويباشرون حياتهم العادية تحت ظل حكومتهم.إما أولتك الذين يصرون على التمرد والتخريب، أو يحاولون العبث بالأمن والصيد في الماء العكر، فإننا سنضربهم بقوة وسيتحملون مغيبة ما يفعلون.
      إننا نقف بحز في مواجهة عمليات التخريب ولإلحاد والأفكار الشيوعية،حفاظا على شرف كياننا وحرمة مقدساتنا وإصرارا منا على دفع عجلة البناء قدما،والقضاء على كل العراقيل والتحديات.وكل ما نرجوه خير هذا الوطن وسعادة أبنائه.فنحن إذن بدأنا عهدنا بقلوب مفتوحة. بعد أن قاسينا مشاكل الماضي لأننا نريد تعويض ما فات، ولان طريقنا شاق طويل وبحاجة إلى كل الجهود.

      أيها المواطنون.. واليوم.. وبعد ثلاث أعوام من العمل المضني ومن الجهد والعناء نقول الحمد لله.. ونحن نشعر بالارتياح بما تحقق لنا من منجزات ومكاسب. كانت ذات يوم خيالا لا يخطر على بال احد.. وكان تحقيقها على هذا النحو ضربا من أحلام اليقظة التي كانت تراودنا جميعا. وهذه المنجزات وتلك المكاسب يعيشها المواطن اليوم ويلمسها كل زائر لمختلف ربوع بلادنا.
      ولئن كانت المقارنة بالأرقام والأحجام تدل على منجزات كبيرة. إلا أن قياس التطور الذي تم تحت الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وخلال فترة قصيرة يجعل المقارنة صعبة وعسيرة. مع أن نتائجها تدل بوضوح على قدرة هذا الشعب الفائقة على البذل والعطاء. كما أن النتائج المتطورة بما لها من دوام الحركة والقفز فوق الأرقام والمقاييس تجعل أرقام اليوم غيرها غدا.
      فعلى سبيل المثال في ميدان التعليم لدينا في هذا العام أكثر من مائة مدرسة. وألف وثلاثمائة وخمسين مدرس ومدرسة. ونحو 38 ألف طالب وطالبة.وقد أمرنا بإنشاء مدرسة داخلية لتعليم أبناء النازحين من جبال ظفار (صلالة) والذين أنقذوا أنفسهم وأبناءهم من الإرهاب والتعاليم الشيوعية. حيث وفرنا لهم التعليم والسكن والغذاء.
      وفي ميدان الصحة تقوم في مختلف السلطنة مستشفيات كبيرة وعيادات خارجية ومراكز صحية. تقدم الوقاية والعلم والتوعية الصحية للمواطنين فبالإضافة إلى المستشفيات الستة عشر توجد 55عيادة خارجية يعمل فيها 67 طبيبا وعشرة أخصائيين.
      ولربط أجزاء البلاد ببعضها وتسهيل المواصلات، فان العمل يجري في تعبيد الطرق بهمة ونشاط. فبعد أن انتهى العمل في الطرق من العاصمة إلى صحار بدا العمل في طريق صحار- خطمة ملاحة كما بدا العمل أيضا في طريق نزوى – السيب ويؤمل أن ينتهي خلال عامين. وفي نفس الوقت تم تحسين الطريق البري الذي يربط المقاطعة الجنوبية بالشمال، كما تم الاتفاق على مشروع طريق بحري يمتد من مسقط إلى مطرح ليسهل حركة النقل بين المدينتين ويؤمل إن يكمل المشروع في عام 1975م.
      ومن جهة النقل البحر فإن المرحلة الأخيرة في بناء ميناء قابوس قاربت الانتهاء كما تم فعلا العمل في ميناء ريسوت بالمقاطعة الجنوبية وصار بإمكانه إن يستقبل البواخر الكبيرة وجرى تحسين ميناء صور ليكون صالحا لاستقبال السفن.
      أما في ميدان الاتصال الجوي مع العالم فإن مطار السيب الدولي يماثل مطارات العالم الكبيرة في استقبال الطائرات ويحرص على راحة المسافرين ويوفر سائر الخدمات الأزمة لهم طوال ساعات اليوم.
      ويفتح هذا الأسبوع المختبر المركزي التابع لهيئة التنمية العامة، كما يوضع حجر الأساس لمشروع مدينة قابوس.
      ومن جهة أخرى وجهنا اهتمامنا إلى توفير المادة الأساسية للبناء فكان أن تم الاتفاق على تأسيس مصنع للأسمنت تبلغ طاقته الإنتاجية مليوني طن سنويا.
      أيها الإخوة .. انه لم يكن ليتحقق لولا ما يسبغه الله علينا من عون وما نستمده من قدرته جل وعلا من قوة تدفعنا إلى مواصلة درب الإيمان بالله وبتعاليم رسوله الكريم والتماسك بما جاء في كتاب الله عاقدين العزم على النهوض بأعبائنا تجاه هذا الوطن كل في نطاق مسؤوليته.
      أن الجميع في هذا الوطن سواسية لا فرق بين صغير وكبير وغني وفقير فالمساواة تفرض أن يكون الكل أخوة في ظل العدالة الاجتماعية الإسلامية والميزة والتفاضل بمقدار الإخلاص والكفاءة في العمل المثمر البناء والكل مدعوون إلى التنافس الشريف في خدمة هذا الوطن العزيز.

      أيها المواطنون.. أما عن سياستنا الخارجية فقد عبرنا عن ملامح تلك السياسة في مناسبات مختلفة وأكدنا ممارستنا الفعلية لتلك السياسة على الصعيدين العربي والدولي.
      إننا جزء من الأمة العربية تربطنا وحدة الهدف والمصير قبل أن يجمعنا ميثاق الجامعة العربية، وموقفنا من القضايا العربية واضح وصريح لا لبس فيه ولا غموض.
      وقد أعربنا عن تضامننا مع إخوتنا العرب بكل ما نستطيع وأبدى الشعب العماني روحنا أصيلة في الوقوف ضد العدوان الصهيوني. وتأييد الحق العربي في استعادة جميع الأراضي العربية التي اغتصبها العدو بالقوة والغدر والإرهاب.
      وسنبقى دائما مؤيدين للحق العربي ندعمه بالدم والمال ونسانده بكل طاقاتنا حتى يعود الحق إلى نصابة وترتفع أعلام النصر على الرؤوس بعون الله.
      كما تستمر عمان في جهودها المتواصلة ونشاطاتها الباسلة في الأسرة الدولية وتسهم بنصيبها في حل المشاكل والقضايا العالمية اثباتا لوجودها كعضو في هيئة الأمم المتحدة وإعرابا عن رغبتها الأكيدة في استقرار الأمن والسلام بين دول العالم المختلفة وإقامة علاقات الود والصداقة مع كل دولة تمد يد الصداقة لنا على اساس الأحترام المتبادل وعلاقات الند للند.
      ولقد قمنا بزيارات متعددة لأشقائنا في الدول العربية لتوثيق عرى الأخوة وتبادل وجهات النظر معهم في القضايا التي تهمنا جميعا. كما حضرنا أخيرا المؤتمر الذي انعقد في الجزائر في شهر سبتمبر الماضي وشاركنا في مناقشاته وتوصياته ورسمنا الخطوط العريضة لسياسة بلادنا. تلك السياسة التي تتمثل في عدم التدخل في شؤون الغير. ورفض أي تدخل في شؤون بلادنا.وإقامة علاقات الصداقة والتعاون مع كل الدول المحبة للسلام. وتأييد نضال الشعوب في سعيها لنيل الحرية والاستقلال.
      أيها الأخوة.. كل عام وأنتم بخير والله يوفقكم.

      والسلام عليكم ورحمة الله
    • خطاب جلالته في العيد الوطني الرابع


      الحمد لله حمدا كثيرا، والصلاة والسلام على نبي الهدى الذي أرسله الله شاهدا ومبشرا ونذيرا.

      أيها الأخوة المواطنون: يا أبناء عمان الحبيبة:
      يسعدني أن التقي بكم في هذا اليوم التاريخي العظيم وأتحدث إليكم في هذه المناسبة الجليلة، والذكرى التاريخية المجيدة، ذكرى الثامن عشر من نوفمبر عيدنا الوطني في ذكراه الرابعة، وأبدأ حديثي معكم وأقول كل عام وأنتم بخير.
      إن الشعوب حينما تحتفل بأعيادها الوطنية، إنما تفعل ذلك تمجديا لأيام في تاريخها مشرقة، وحوادث من الزمان نادرة. إن الأيام في حياة شعبنا لا تقاس بوحدات الزمن، وإنما بوزن ما تفتحه من آفاق، وما تلهمه من أفكار، وما حولته من الآمال إلى واقع حي لتأخذ مكانها بين طلائع الشعوب السائرة من أجل التقدم والسلام والرخاء، في هذا اليوم الخالد منذ أربع سنوات أشرقت على أرضنا الطيبة شمس جديدة أوقدت روح الوطنية، وألهبت حماس المواطنين، فهبوا يشيدون النهضة ويستعيدون أمجاد الماضي العريق ويؤكدون للعالم أن حياة الشعوب لا تحتسب بالسنين، وإنما تحصى بالإنجازات التي حققتها على طريق التطور الحضاري، والنمو الشامل في المجالات المختلفة، ومدى تأثيرها في قضايا العالم، وتأثرها بتفاعلاته المتجددة. لقد تمكن أبناء هذا الوطن العزيز من تحقيق نتائج إيجابيه في شتى المجالات، وسط ظروف صعبة قاسيه، ساعد شعبنا في التغلب عليها صدقه مع نفسه، وإيمانه بربه وبوطنه.

      أيها الإخوة المواطنون:
      إن طاقة التغيير وإن دوافع التطور كانت كامنة متحفزة، تنتظر إشارة البدء لتنطلق، وإن الحماس كان شديدا إلى وضع الأمور في وطننا العزيز بما يتفق ومنطق الأشياء، لهذا فقد تجاوبت وأيدت وتفاعلت وأنجزت من أجل هذه الذكرى الحبيبة التي نحتفل بها اليوم للمرة الرابعة. لقد تحقق على أرضنا بفضل الله وتوفيقه، وإرادتكم القوية وعزيمتكم الصلبة العديد من الإنجازات الكبرى، والعلامات الفارقة بين الماضي والحاضر بالرغم من أن بلادنا مرت بظروف صعبه، ندر أن مر بها بلد في المجتمع الدولي. فلقد خضنا غمار تحديات كثيرة تشابكت معاركها وتداخلت مراحلها، واستطعنا بفضل الله وتوفيقه أن نحقق نجاحا مؤزرا في كل هذه المعارك، ونخرج بقوه اندفاع متزايد لنسحق فلولها، ونتعداها إلى مراحل التقدم، ونحن أقوى عزما وأرسخ إيمانا لنمضي في تحقيق المزيد من الانتصارات.

      أيها الأخوة:
      لقد شارك شعبنا بقدر استطاعته في معركة الأمة العربية مع أشقائه في الوطن العربي الكبير ضد العدو الصهيوني، وكان ذلك بدافع الإيمان بأننا جزء لا يتجزأ من الأمة العربية، نعتز بالانتماء إليها، ونفخر بالمشاركة في معاركها، والإسهام في حل قضاياها ومشاكلها، تقديرا لأهمية إجماعها على عمل ورأي وكلمة، قد تجلى ذلك واضحا في العاشر من رمضان(6/اكتوبر عام 1973) يوم أن كسرت قواتنا العربية المسلحة طوق الغرور والصلف الصهيوني وقد تحقق لنا العبور، والنصر على الأعداء لقد انتقلت المشاركة من مرحلة الشعارات إلى مرحلة العمل الايجابي وتجسدت الوحدة العربية، فخيبت آمال المشككين وتحقق النصر } إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم { صدق الله العظيم.

      أيها المواطنون:
      وفي نفس الوقت الذي كنا نشارك في معركة الأمة العربية، كنا في نفس اللحظات نخوض معركة من أشرس المعارك، وأخطرها على الأمة الإسلامية، وعدونا في هذه المعركة هو نفس العدو في موقع آخر، ولكن بأسلوب أكثر ضراوة وشراسة. إننا نتصدى للتغلغل الشيوعي، ونقف في مجابهة حركة أممية هدامة تستهدف ديننا وثروتنا، وكرامتنا. فهناك على حدودنا الجنوبية تقوم مراكز ونقط انطلاق لعصابات تخريب شيوعية وهناك تنظيمات سرية تابعة لهذه العصابات تعشعش في شتى بلدان المنطقة. هذه حقيقة لا يمكن إنكارها، لكننا نقف بصلابة وحزم، وقد استطعنا كسر شوكتهم ووفرنا الأمن والحماية لسكان الجبال في المنطقة الجنوبية ضد إرهابهم. بل أنهم اخذوا يفقدون الأمل في أسيادهم بعد أن سلطوهم البعض على الآخر، إمعانا في العنف الثوري، الذي هو مبدأهم، كالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله. وتتردد هذه الأيام نغمة جديدة، وتصدر قرارات تغيير في المسميات، ويطمئن البعض إلى هذا التغيير، وكأنه لا يعنيه، وانأ أقول واحذر بان امن المنطقة كل لا يتجزأ واستقرارها مسؤولية كل حكومات وشعوب المنطقة. إن الشيوعية لا تلتزم بقرار ولا تعترف بمبدأ سوى مبادئها البغيض، وإذا تراجعت اليوم لسبب أو لآخر. فإنما تفعل ذلك لمصلحتها. إن من مبادئهم ( تراجع خطوة إلى الوراء، لتقفز خطوتين إلى الأمام ) إنني أقولها صريحة، إن التهاون في حماية دين الله، له عواقب وخيمة، وليس احد يختلف على إن الشيوعية حرب على الدين، وعلى كل المقدسات ونحن مصممون على التصدي المسلح لهذا الهدام وشعاراته التي تتنافى وتعاليم ديننا الإسلامي الحيف. وتمس عقيدتنا وديننا وحرية وكرامة بلدنا وامتنا.

      أيها المواطنون:
      إنني احيي باسمي واسمكم من هذا المكان، تحية الوفاء والتضحية تحية الفداء والبطولة، قواتنا المسلحة من أبناء هذا الوطن العزيز وهم يدافعون عن راية الحق، ورفع راية الإسلام يحملون السلاح ويترصدون بيقضة وشجاعة لأعداء الدين، وأعداء الوطن، إنني أيها الإبطال أعيش لحظات العمر معكم، اعمل على أن تكونوا جيشا قويا مسلحا بالوعي والإخلاص لهذا التراب الغالي، وقوة رادعة بين جيوش امتنا العربية لأعداء كلمة الحق ودحر فلول الباطل، كما أوجه تحية التقدير إلى شبابنا من رجال الفرق الوطنية التي تحارب عصابات الشيوعية المخربة جنبا إلى جنب مع قواتنا المسلحة الباسلة }ذلك بان الله هو الحق، وان ما يدعون من دونه الباطل، وان الله هو العلي الكبير{ صدق الله العظيم...

      أيها الإخوة...
      أما ثالث هذه التحديات التي نخوضها، ولازلنا فهي معركة لا تقل عن سابقتها أهمية إنها معركة البناء والتنمية والتطور، لقد كانت خطتنا في هذا المجال طموحة، تستهدف الإنسان العماني وتعويضه ما فات وكان عمادها في تنفيذها الإنسان فالإنسان هو صانع التنمية، فيجب أن يكون هدفها إسعاده، وإعداده، ليعطي بلاده أحسن ما عنده من إنتاج. ومن هنا كان اهتمامنا بالتنمية الاجتماعية، فانطلقنا بادئ بدء نعلم ونقدم العلاج، ونوفر الغذاء والسكن، من اجل الإنسان العماني، رصيدنا الأساسي في معاركنا المختلفة في سبيل عمان، والبلوغ مصاف الأمم المتقدمة. وقد كنا والحمد لله المرحلة الصعبة التي مرت. وتعاونا حكومة وشعبا حتى وصلنا ببلادنا إلى درجة من التطور الاجتماعي، جعلتنا قادرين على الاستيعاب والإبداع والخلق، وبالتالي المساهمة الفعلية في ايجابيات المجتمع بمعناه الواسع والحمد لله.

      أيها الأخوة:
      فلنقف قليلا، ونلقي نظرة إلى نقطة البداية في يوليو عام 1970 لنرى كيف بدأنا وما هو حالنا اليوم بعد مرور أربع سنوات من نهضتنا المباركة.
      ففي مجال التعليم: بدأنا من الصفر عام 1970 وكلكم تعرفون ونستطيع أن نقول الآن باطمئنان إننا وضعنا بلدنا على رأس الطريق وحققت خطة التعليم هدفها كما وكيف على مستوى المراحل الأولى. واليوم نوجه اهتمامنا ونركز جهودنا على التعليم العالي والمهني، بعد أن أوفينا بمتطلبات المرحلة الأولى في التعليم الابتدائي الذي لم يكن متوفرا لدينا منه سوى ثلاث مدارس ابتدائية للبنين فقط عام 1970. والتركيز على التعليم العليم المهني والعالي يأتي اهتماما بإتاحة الفرصة لأبنائنا لتلقي العلم في شتى مراحل الدراسة في وطنهم الحبيب. وهنا نريد أن ننبه أبناءنا الطلبة الموفدين في بعثات تعليمية. ننبههم إلى الحذر من مخططات تستهدف تشتيت أفكارهم، وإلهاءهم عن دراستهم، ونحن نقول لأبنائنا واثقين من حذرهم ووعيهم وولاءهم لوطنهم، إن هؤلاء حاقدون على مكاسبنا وتطورنا، يريدون عرقلة المسيرة ولكن الله متم نوره ولو كره الكافرون، وأنكم أبنائي الطلبة تعرفون الشوط الذي قطعه التعليم في بلادنا وتدركون التوسع في عدد التلاميذ والمدارس والمدرسين والبعثات ونكفي أن نشير إلى ميزانيتنا هذا العام للتعليم التي بلغت 9,458,368 ريالا مقابل 1,031,879 عام 70/71 ، يكفي هذا دليلا على مقدار اهتمامنا بأبنائنا وبلدنا وإصرارنا على اختصار الزمن.
      إننا نعطي كل إمكانياتنا، وطاقاتنا لأبنائنا، وحرصا منا على مستقبل بعثاتنا الطلابية في الخارج. المنتشرة في العواصم المختلفة. فقد قررنا تشكيل لجنة دائمة للنظر في شؤونهم المختلفة والاهتمام بمطالبهم ، وسوف تقوم هذه اللجنة بين وقت وآخر، وعلى فترات متقاربة بزيارات للدول التي يدرسون فيها، حتى لا تعترضهم أي مشاكل أو عقبات قد تعوق مسير دراستهم. وندعو الله تعالى أن يوفقهم وان يكونوا عند حسن الظن بهم.
      أما في مجال الصحة: فان الدولة تضع في أول اهتماماتها، الرعاية الصحية للمواطنين وتعمل جادة على توفيرها لهم، فتوسعنا في إنشاء المستشفيات انطلاقا من شعار (الصحة حق لكل مواطن) حتى وصلت إلى 79 مستشفى وعيادة تضم 1200 سرير مقابل 12 سريرا عام 1970.
      وفي مجال المواصلات والخدمات العامة: فان الدولة قد قامت بالتعاقد، وتنفيذ العديد من مشروعاتها الكبيرة لهذه المرافق من أهمية بالغة بالنسبة لجميع المجالات، لمواجهة التقدم والتوسع العمراني الذي تشهده السلطنة، وقد تم الاتفاق على تنفيذ مشروع شبكة الهاتف الجديد لربط القرى بالمدن، أما على مستوى الاتصالات الخارجية مع العالم فقد دخلت الدولة مرحلة الأقمار الصناعية بالعمل على إنشاء أول محطة لها بالسلطنة. استخداما لأحدث أساليب العلم والتكنولوجيا في مجال المواصلات اللاسلكية وبإنشاء هذه المحطة يرتفع مستوى الاتصالات مع دول العالم إلى مدنية القرن العشرين.
      أما على مستوى الطرق: فان الدولة تواصل مسيرتها في تذليل الصعاب، وقهر الجبال وتعبيد الطرق، ومن احدث مشروعات الدولة في هذا طريق بدبد /صور وطريق المصنعة/الرستاق وطريق صحار/البريمي وطريق نزوى وتمتد شبكات الكهرباء لتضئ الطرق، وليتمتع سكان 26 مدينة اخرى بالسلطنة بكهربة كاملة بهذه المدن مستقبلا، ومن المعروف ان الكهرباء ليست مجرد إنارة وإنما تتعداها إلى جميع استخدامات الطاقة.
      علاوة على مشروعات الدولة في تحلية مياه البحر لمواجهة التقدم العمراني الهائل والكثافة السكانية الكبيرة، فقد تم في هذا المجال انجاز ميناء قابوس الذي نفتتحه هذه الأيام ضمن برامج الاحتفالات بالأعياد الوطنية المباركة في ذكراها الرابعة، وهو خطوة رائدة على طريق الرخاء ، لقد قررنا إلغاء الرسوم الجمركية على المواد الاستهلاكية للتخفيف من حدة ارتفاع الأسعار العالمية التي تسببت عن الظروف المتغيرة، وكنا قد قررنا تشكيل لجنة لدراسة هذه المشكلة كما قررنا بعد دراسة تقاريرها إلغاء الرسوم الجمركية على المواد الاستهلاكية، وان تقوم الحكومة بتحمل نفقات المواد الغذائية وطرحها للمستهلك بسعر اقل من سعر التكلفة متحملة في ذلك فارق الأسعار، كالدقيق واللحوم وغيرها. وهو قرار اتخذناه في حين فرضت فيه بعض الدول ضرائب وأعباء جديدة على السلع والمنتجات.
      إننا لا نألو جهدا، ولا ندخر وسعا في العمل على رفع مستوى الفرد العماني الذي يتساوى مع غيره من العمانيين في كافة الحقوق والواجبات، والذي يأخذ بقدر ما يقدم من جهد وعرق، ووفاء لهذا البلد الكريم، وعمان أم تحب كل أبنائها.. والعمانيون كلهم أبناء لهذه الأم الحنون، تريدهم جميعا بررة أوفياء لذا فحبها وتقديرها يتفاوت من ابن إلى ابن لكنها تحب الجميع. عفا الله عما سلف. مبدأ أعلناه وسنظل على وعدنا وعهدنا.
      إن العمانيين تربطهم أواصر التمسك بالعقيدة الإسلامية الراسخة، وعرى الترابط الاجتماعي الودود، ومصلحة هذا الوطن الحبيب، إننا نجند كل الطاقات من اجل النهوض بمستوى الفرد وتنمية موارده ووعيه اقتصاديا، وفي هذا المضمار فان استغلال كافة الموارد الاقتصادية في بلادنا يشكل عاملا هاما في المرحلة المقبلة من اجل تحسين دخل الفرد وارتفاع مستواه الاقتصادي. ولنا في هذا خطة طموحة تهدف إلى تحقيق تنمية شاملة، فعالة ومتوازنة موضوعة وفق برنامج مدروس يقوم على حصر الموارد والطاقات المختلفة للمجتمع وتوجيهها بالاستغلال الأمثل بغية الوصول إلى تحقيق الأهداف المرجوة من التنمية الاقتصادية في ضوء الإمكانات، واختيار الكفاءات العلمية القادرة على تنمية المجتمع، ودراسة موارد الثروة الطبيعية والبشرية وعمل الإحصائيات الأساسية عن الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية المختلفة للسكان، والنشاط الزراعي، وتكاليف المعيشة والتجارة الخارجية، بدراسة مستفيضة لا تترك التطور الاقتصادي والاجتماعي تحت رحمة الظروف المرتجلة وللوصول إلى هذه الغاية، وفي سبيل تنفيذ خطتنا في الإنماء الاقتصادي للنهوض بمستوى الفرد، قررنا تشكيل مجلس اعلي للتنمية الاقتصادية تحت رئاستنا، وعضوية أصحاب العلاقة في وزارات الدولة مثل وزارة التجارة والصناعة والسياحة ووزارة الزراعة والثروة السمكية، والنفط والمعادن، واللتين أمرنا باستحداثهما أخيرا لتؤديا دورهما في انجاز هذه الخطة مع غيرهما من وزارات الحكومة.

      أيها الأخوة المواطنون..
      إن موضوع الساعة الذي كثر حوله الحديث والجدل، هو النفط، مصدر الطاقة الأساسي في العالم. وبالنسبة لنا فانه مصدر ثروتنا الأول، الذي استطعنا بعائداته إن نطور بلادنا ونحقق منجزاتنا،وكما أن المستهلك يسعى إلى شراء النفط، فإننا نحن أيضا بحاجة إلى تصنيعه داخليا، تماما، كما نحن بحاجة إلى بيعه خارجيا، تنفيذا لبرنامج التنمية الاقتصادية.
      لذلك لا بد من إتباع سياسة بترولية تصون ولا تفرط، انطلاقا من موقف عربي موحد ووعي قوي، يقدر ثرواته ويحسن استخدامها، ويحرص على آن تؤدي هذه الثروة دورها كمصدر للطاقة وكمورد اقتصادي هام، في حل مشاكل الإنسان وصنع رفاهيته.
      إننا نريد أن نفهم الدول المستهلكة رغبات الدول المنتجة وان يعرف العالم أننا لسنا دعاة غلاء وافتعال أزمات، بل دعاة رخاء، ووفاق سلام.
      وعلى مستوى الإعلام: الذي يعتبر المرآة الحقيقية، ويعكس كل هذه الأنشطة ويعرف بالنهضة الشاملة، التي تشهدها بلادنا في عصرها الحديث في هذا المجال انشأت الدولة الكثير من المشروعات وقطعت على طريق التطور الإعلامي شوطا لا يستهان به.. فعلى قمة الجبل قامت مدينة الإعلام التي اشتملت على محطة الإذاعة الجديدة الموسعة بعد تقويتها، لينطلق صوت عمان إلى أوسع نطاق. ويدخل حياة الأسرة العمانية التلفزيون الملون الذي افتتحناه في المدينة الإعلامية المتكاملة المرافق والمشروعات، نموذجا مشرفا يعكس مدى اهتمامنا بالكلمة الشريفة والرأي الحر، والخبر الصادق.
      وصحافتنا تؤدي دورها في خدمة الوطن. أما المتحف العماني فيجد فيه المواطن تراث أجداده، وحضارتهم الشامخة اللتين يعتز بهما.
      إن عماننا اليوم تعيش فجر نهضة شاملة وفي مسيرتنا إلى الأمام افتتحنا ملعب الشرطة الرياضي، وأقمنا احتفالاتنا بالعيد الوطني على أرضه وسيفي باحتياجاتنا لهذه المرحلة، حتى يتم بناء المدينة الرياضية التي تحتوي على كافة الأنشطة وتضم احدث الملاعب، مزودة بأدوات نموذجية هدية إلى شبابنا أمل المستقبل وعدة الوطن، في غده المشرق إن شاء الله.
      هذه هي أيها الأخوة، بعض أمثلة فقط عن منجزاتنا الداخلية والتفصيلات مسؤولية مختلف الوزارات في الحكومة.
      أما عن سياستنا الخارجية، فقد أعلناها كثيرا في مناسبات مختلفة وفي مؤتمرات دولية وسنظل نعلنها إننا جزء من الأمة العربية وسياستنا تنبع من منطلق مصلحتنا العليا، وقد وضحت الصورة أمامنا تماما وعرفنا من خلال عمل متواصل في سنوات أربع، موقع قدمنا وقد وضعناها ووجهنا وجهة نابعة من صميم إرادتنا موقفنا من أي دولة يتحدد على ضوء موقفها من قضيانا الوطنية واحترام سيادتنا التي لا تسمح بأي تدخل في شؤوننا ورفض أي محاولة للتأثير على سياستنا أو توجيهها مهما كان مصدرها.
      إننا نؤدي دورنا في المجتمع الدولي، ومحافظة بايجابية وفعالية ونشارك في حل القضايا العادلة ونحن كأمة إسلامية نضع نصب أعيننا القيم النبيلة والأفكار السامية والتنسك بمبادئ ديننا الحنيف، انطلاقا من التفهم بدورنا حيال منطقتنا بوجه خاص، والمنطقة العربية بوجه عام، ولقد شاركنا في جميع النشاطات الدولية كمؤتمر عدم الانحياز الذي عقد بالجزائر والمؤتمر الإسلامي بلاهور، ومؤتمر القمة العربية الذي أقيم بالرباط في الشهر الماضي، وشاركت مع إخواني الملوك والرؤساء العرب، بحث القضايا العربية والدولية ولقد كان لهذه المشاركة أثرها في المجتمع الدولي.

      أيها المواطنون...
      إن الذي تحقق على الأرض العمانية اقوي واعلي صوتا من أي أقوال، وان الذي أنجز أروع واصدق من أي كلام، وسوف نستمر ونعمل من اجل هذا الشعب الأبي من اجل عمان العزيزة وسوف نحقق بإذن الله الكثير ونحن على الطريق سائرون وعلى هدى رسول الله ماضون.

      أيها الإخوة..
      إننا ندرك إن عملنا مرتبط بهدفه وان ما نشهده اليوم من نجاح لسياستنا الداخلية والخارجية لهو التعبير الحقيقي إعطاء شعبنا وطهر أرضنا واحترام العالم لنا وفهمه لأهدافنا بعد إن ارتفعنا إلى مستوى حقنا، وحقيقتنا.


      أيها المواطنون..
      إن قيم مجتمعنا عموما، وعلاقاتنا بالعالم الخارجي. كل هذه وغيرها جوانب حياتنا نتناولها بفكر واع متفتح عركته التجربة وعلمته الأيام.
      بهذا تكون علاقتنا بالتاريخ علاقة تفاعل ايجابي مستمر، ويؤدي موقفنا التاريخي الحاضر خير معاينه ويرتفع إلى اسمي ذراه.
      بهذا نجل ونعظم } وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون{

      أيها المواطنون.. كل عام وانتم بخير وفقكم الله.

      والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    • خطاب جلالته في العيد الوطني الخامس


      [TABLE='class: cms_table, align: center']
      [TR]
      [TD]
      الحمد لله العلي القدير.. الهادي إلى الصراط المستقيم.. القائل في محكم كتابه العزيز }وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه.. ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله.. ذلك وصاكم به لعلكم تتقون { والصلاة والسلام على رسوله المبعوث لهذه الأمة بشيرا ونذيرا.. وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا..
      أيها المواطنون..
      كل عام وانتم بخير.. كل عام وبلادنا العزيزة تواصل تقدمها بثقة لا تعرف التردد.. وازدهارها بهمة متدفقة.. لا تعرف الكلل.. وعزيمة قوية يحدوها البشر.. ويظللها الأمل.. ممثلا في الجهود المتضافرة.. والانجازات الهائلة.. بنواياكم المخلصة.. وتضامنكم في الوقوف صفا واحدا.. كالبنيان المرصوص في مواجهة كل التحديات والصعاب.
      أيها الأخوة..
      في هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا.. الغالية على نفوسنا.. التي نحتفل فيها بعيدنا الوطني الخامس.. ذكرى عهد جديد على أرضنا الطيبة التي نرتبط بها.. تلك المساحة الغالية رأينا النور جميعا فوق أديمها..
      أيها الأخوة..
      إن تمجيدنا لأعيادنا الوطنية واعتزازنا بها.. إنما ينبع في تعبير صادق عن وفائنا لأرضنا الطيبة وشعبها البطل.. كما كنا دائما وما زلنا.. وسنبقى أبدا نعمل من اجلها.. ونسهر عليها.. نجاهد لعزتها.. نفنى في سبيلها.. نكافح ونناضل من اجل ديننا وعروبتنا لنظل دائما عربا مسلمين.
      أيها المواطنون..
      إننا نحتفل اليوم بالذكرى الخامسة لعيدنا الوطني المبارك، وسط مباهج الغبطة والسرور بما حمله إلينا العيد.. لقد حمل إلينا أعيادا صنعتها لنا قواتنا المسلحة الباسلة.. وفرقنا الوطنية الشجاعة.
      أيها الإخوة..
      إننا نحتفل أيضا بانتصارات متوالية لقواتنا المسلحة الباسلة.. وفرقنا الوطنية الشجاعة.. تساندها القوات الصديقة التي حققت لعماننا الحبيبة انتصارات مؤكدة في تاريخ معاركها.. وسجلت بكل الفخر والإعزاز.. انصع صفحات البطولة والفداء.. إنهم حماة عقيدتنا الإسلامية الشريفة.. التي نؤمن بها كل الإيمان.. والتي نعتز بشرف دفاعنا عنها.. ونقدر النتائج المترتبة على تصميمنا وعزمنا في المضي والدفاع عن هذه العقيدة السمحاء.
      أيها المواطنون..
      تعرفون جميعا.. الضربة التي وجهها جنودنا البواسل.. لعملاء الشيوعية.. تلك الضربة التي جعلتهم يدركون أن لكل عدوان ردعا.. ولكل معتد رادعا.
      إننا نعلنها على مسامع العالم اجمع، إننا لن نتردد أبدا في الدفاع عن سلامة هذا الوطن الغالي ضد أي اعتداء بكل الوسائل الممكنة. إننا نضع العالم اجمع.. أمام حقيقة لا تقبل الجدل.. إننا ماضون في سياستنا ضد المبدأ البغيض الهدام.. مصرون على تطهير أرضنا.. من رجس الشيوعية وعملائها الأذناب..
      أيها الإخوة..
      إننا ماضون في سياستنا ضد هذا المبدأ الهدام.. وفاء لديننا.. بدافع من وطنيتنا.. إخلاصا لعقيدتنا.. وحفاظا على طهر ترابنا.. حماية لمكاسب شعبنا.. وحرصا على استقلالية قرارنا.. وتمسكا بالانتماء الإسلامي والعربي.. لمجتمعنا الذي لا يقبل أن تستبدل الفضيلة بالرذيلة.. ولا الحق بالباطل.
      إننا لسنا على استعداد لان نضع أيدينا في يد حليف غادر.. وقد أثبتت الأيام تردي الأوضاع في المجتمعات التي يتواجد فيها العنصر الشيوعي.
      كما دلت المواقف.. على أن الذين دخلوا تجربة التحالف مع هذا المبدأ البغيض.. دفعوا ثمنا غاليا.. من امن شعوبهم واستقرار الأوضاع في بلادهم.. وافتقدوا السيطرة على مواردهم.. أو التصرف فيها وفق ظروف شعوبهم.. ولم تنبع قراراتهم من المصلحة العليا لبلادهم.. بل التزمت التبعية المطلقة.. لهذا المبدأ الهدام.
      الشيوعية لا تعرف الدين.. ونحن لا نعرف من لا يعرف الدين.. ولن نقف منه موقف السلبية أو المتفرج.. إننا نحارب أعداء الله. لأنهم ينكرون وجود الله.. ولا يعترفون بتعاليمه التي تدعوا إلى الإخاء.. والمحبة والسلام.
      أيها المواطنون..
      إن أبنائنا البواسل.. من رجال القوات المسلحة الباسلة.. والفرق الوطنية الشجاعة.. تساندها القوات الصديقة.. لقادرة أن تحمي العقيدة.. لأنها تحتمي بنورها.. الذي يضيء أمامها الطريق.. وتحقق في معاركها ضد أعداء الله انتصارا. لان الله قطع وعدا بنصر من ينصره..
      وأن تساقط العناصر الشيوعية.. وفلولها المتسلطة، وشعاراتها الجوفاء الزائفة.. في كثير من المجتمعات التي كانت واقعة في شراكها لأكبر مؤشر على فشل مخططاتها.. وتشير الأحداث بأفول نجم الحركة العميلة الهدامة.. في مجتمعنا الإسلامي والعربي.. الذي كان واقعا تحت تأثير هذا الزيف.. وتظليل هذه المغالطة.
      ان ما ارتكبه الشيوعيون من جرائم.. في المنطقة العربية والإسلامية.. على الصعيد المحلي والخارجي.. في الاونة الاخيرة.. كفيل بتصعيد عداء الأمة الإسلامية والعربية لهم.. مجرد زيف في عبارات جوفاء.. كما هي حالهم دائما.
      ألم تشهد منطقتنا العربية بالذات في السنوات الأخيرة قلاقل واضطرابات لم تشهدها في تاريخها الحديث بسبب التواجد الشيوعي عن طريق إفساد العناصر الوطنية.
      ألم تشهد منطقتنا اضطرابا هذا العام.. حذرنا من وقوعه في مثل هذه المناسبة من العام الماضي؟
      إنهم ينشرون البؤس بين مواطنيهم.. يفتحون السجون والمعتقلات.. ونحن نشيد المدارس.. ونبني المستشفيات.. يضعون العراقيل ويزرعون الشوك.. ويحصون الناس أنفاسهم.. ونحن نزيل العقبات.. ونسهل مصاعب الحياة.. ونشجع الحريات العامة.. شريطة أن لا يمس ذلك بأمن الدولة.. لأن أمن الدولة.. يعني في ذلك الوقت.. أمن المواطن.. أجهزة إعلامهم سخرت للسباب والتهجم.. وتلفيق التهم الكاذبة.. وإعلامنا يعمل لخدمة المواطن.. وتثقيفه والترفية عنه.. معتمدا على الكلمة الصادقة.. والخبر اليقين.
      تلك سياستهم وهم أحرار داخل حدودهم.. والذي يعنينا.. أن لا يتدخلوا في شؤوننا.. وان لا ينتقصوا سيادتنا.. فنحن نعرف كيف نرد.. ومتى نرد.. فالجزاء من جنس العمل.. ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه.
      لقد حذرنا في خطابنا.. في العيد الرابع، وقلنا أن الحفاظ على أمن المنطقة.. مسؤولية شعوب المنطقة كلها.. ذلك أننا نعلم من خلال تجاربنا معهم.. انهم مسيرون لا يملكون مصائرهم.. ونحن نتركهم لشعوبهم.. ولنا سياستنا التي آمن بها شعبنا، وارتضاها منهاجا لحياته.. حرا كريما فوق أرضه.
      واستمرارا لحسن نوايانا.. فإننا لم نعترض عندما طرحت الجامعة العربية في دورتها الأخيرة في الشهر الماضي مسألة إعادة نشاط الوساطة العربية بيننا وبين حكومة عدن.
      وبالرغم من أن جمع المعلومات.. أسهل من معرفة النوايا.. فان حرصنا على وحدة الصف العربي.. هو الدافع لعدم اعتراضنا على مبادرة الجامعة العربية.. بإعادة نشاط لجنة الوساطة العربية، فليعرف الجميع هذه الحقيقة.
      أيها المواطنون..
      إن أبنائنا الصامدون.. رجال القوات المسلحة الباسلة.. والفرق الوطنية الشجاعة.. قد سجلوا بكل الفخر والاعتزاز.. انصع صفحات البطولة والفداء.. إنهم حماة عقيدة لا يشكون بشرفها.. ومبدأ لا يقبلون الحيدة عنه. ويؤثرون الموت في سبيله.. إنهم ليسوا قطاع طرق.. ولا عصابات قتل وتخريب.. إنما هم حماة الدين والوطن.. والله معهم يمدهم بنصره من عنده.
      أني هنا.. أسجل باسمكم.. بكل الفخر والتقدير.. والعرفان بالجميل.. لكل فرد من القوات العامة.. على جبال ظفار الشامخة. الساهرة على امن وطننا الحبيب.. والقوات الصديقة.. التي ساندت جيشنا الباسل.. وأسهمت في افتتاح الخط الأخضر.. الذي كان مرتعا لعصابات البغي والإرهاب والتمرد.. والذي كانوا يسمونه الخط الأحمر.. ولست اعرف من أين أتوا بهذه التسمية.. امن الشيوعية الحمراء أم من دماء الأبرياء أراقوها.
      إنني إذ أهنئ جيشنا الباسل.. والقوات الصديقة، أرى الأمل يعلو وجه هذا الشعب الذي لا يعرف من العنف.. إلا دفاعا عن عقيدة.. ولا يعرف من الإصرار.. إلا تصميما على الثبات على عقيدته.. والحفاظ على مكاسبه.. التي تحققت له في مسيرته الميمونة المباركة.
      أيها الإخوة..
      لقد صبرنا طويلا وعملاء الشيوعية يرتكبون أبشع جرائم الغدر، ضد المواطنين الآمنين.. العزل في جبال ظفار.. لذا، فلم تكن ضربتنا التي وجهناها في الشهر الماضي.. إلا ردعا.. علها تعيد إليهم صوابهم.
      إنهم يدفعون بالأبرياء من أبناء شعبهم.. وقودا لحرب لا تمت للدين بصلة.. ولا للوطنية بعلاقة.. ولا للكرامة برباط.. إنما لبقاء فئة متسلطة في الحكم.. تستورد أفكارها من خارج حدودها.. يستنزفون دماء شعوبهم.. ويتاجرون بوطنهم في سوق العمالة والتبعية والضلال.
      أيها الإخوة..
      إننا نمد للسلام يدا من موقف القوي.. إننا قادرون بعون الله على ردع العدوان.. أيا كان حجمه.. لان رجال قواتنا.. حماة عقيدة.. إننا نحمل السلاح دفاعا عن العقيدة.. والوطن والكرامة.. ونمد أيدينا للسلام حرصا على الوئام.. وحسن الجوار.. ورابطة الدم.
      وإننا إذ نرحب بكل جهد مخلص.. لإحلال الوئام.. نحرص كل الحرص.. على أن تؤدي مساعي السلام.. إلى النتائج المرجوة منها.
      ولا يفوتني هنا.. أن أوجه شكرا للذين صنعوا القوة العمانية.. سياسة كانت أو اقتصادية.. إنهم أبناؤنا الجنود الذين امنوا طرق التجارة البرية التي تشهد اليوم رواجا منقطع النظير.. في مواقع كان يخشى الإنسان فيها على نفسه في وضح النهار.
      إن نشاط الحركة التجارية البرية.. في الواقع التي طهرها جيشنا الظافر في المنطقة الجنوبية وساما لأفراده.. الذين يقومون بمهمات مزدوجة.. والتي لم تقتصر على المهمات العسكرية والحربية.. بل تأمين شق الطرق وتأمين التجارة.. واستقرار امن المواطن.. والإسهام في تنمية إنعاش مناطق جبال ظفار.. ليحل غدها المشرق الذي يشهد اليوم.. أبناء هذا الجزء الغالي.. من وطننا الحبيب..
      إن أبناء المنطقة الجنوبية.. يتمتعون الآن بمشاهدة الإرسال التلفزيوني الملون.. نموذجا للتطور.. ومؤشرا للنمو.. ودليلا على الاستقرار.. ومحصلة طبيعية للعطاء والبذل.. لشعبنا الذي كان السند لهذه الطاقات الفتية في حركته المباركة.. وعهده الزاهر الميمون.. يواصل المسيرة حاملا شعلة العم.. والمعرفة والحرية التي تعنى بالإنسان.. الذي هو أساسها الواضع لقواعدها.. المنفذ لرسالتها.. مدركا لحقيقة نفسه.. يعي جيدا قيم مكاسبه.. يعرف كيف يحافظ عليها.. وينميها ويذود عنها.. وبذلك يجني ثمار العمل. والجهد.. ويتذوق حلاوة الغد.. ويشهد إشراقته فليس أعظم عند الإنسان من أن يحقق غدا مشرقا.
      ولقد حل غدنا مشرقا بفضل الله في كل موقع وارتسم على كل وجه.. رجاء يبدد بإشراقه غيوم الظلام ليضئ بنوره طريق الحضارة.. التي نشهدها اليوم رفاهية وتقدم.. ورخاء على ارض عمان الحبيبة.
      فأهلا بالعيد.. وأهلا بالغد.. ووعدا بمضاعفة الجهد ومواصلة العمل والانجاز.. بذلا وعطاء.. مواكبة للتطور. من اجل غد جديد.. يشرق مع كل صباح.. في كل يوم من أيام مسيرتنا الجادة التي لا تعرف من الأمس إلا ماضيا تليدا ومن اليوم.. إلا مجدا جديدا.. ومن الغد إلا مستقبلا سعيدا.. }وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون..{يوفقكم ويرعى مسيرتكم.. ويبارك خطاكم نحو مستقبل أفضل.
      وختاما يهمني أن أقول لكم.. احذروا المنافقين.. هم في الدرك الاسفل من النار.. الذين وصفهم الله تعالى بقوله الكريم..{ وإذا لقوا الذين امنوا قالوا آمنا.. وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا أنا معكم.. إنما نحن مستهزئون} صدق العلي العظيم.
      وكل عام وانتم بخير..
      والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
      [/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]
    • خطاب جلالته في العيد الوطني السادس

      الحمد لله الذي صدق وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده .والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء و المرسلين.
      أيها الأخوة المواطنون ..سلام الله عليكم وكل عام وأنتم بخير.
      يسعدني ان التقي بكم ،نجدد العهد بالسير قدما الى الأمام وراياتنا مرفوعة تعلن أننا انطلقنا وأن مسيرتنا بعون الله لن تتوقف.
      وبهذه المناسبة يجدر بنآ نستعرض الإنجازات التي تحققت بجهودكم المتضافرة ونواياكم المخلصة لتكون حافرا نستمد منه القوة والعزم من اجل تحقيق المزيد من التقدم والرخاء لبلدنا الحبيب.وفي هذا اليوم يجب أن نقف وقفة تأمل ونلقي نظرة واقعية الدور الذي يجب أن نلعبه في علاقاتنا الدولية على المسرح العالمي، وإذا توخينا جانب اليقظة والحذر أستطعنا أن نضمن أمن بلادنا الحبيبة وسلامتها واستقرارها باستمرار. وأن نعمل ونكافح من أجل الحفاظ على الحرية والعدالة للانسانية جمعاء.
      أيها الإخوة المواطنون..لقد جلب لنا العام المنصرم انتصارات عظيمة توجها ذلك الانتصار الذي حققته قواتنا المسلحة الباسلة بدحر الارهابيين الشيوعيين الذين عاثرا في أرض منطقتنا الجنوبية فسادا. وساموا شعبنا الخسف والهون والبؤس والشقاء ردحا طويلا من الزمن.
      وقد استطاعت قواتنا المسلحة وفرقنا الوطنية الشجاعة والقوات الصديقة التي وقفت إلى جانبنا بالاضافة إلى عزم شعبنا القوي على الصمود أن تطهر أرضنا الحبيبة من قوى الشر ورجس الالحاد والحمد لله .
      ان هذا النصر الذي كسبناه، ودفعنا ثمنا له الكثير من التضحيات قد هيأ لتا المضي قدما لإنجاز العديد من المشاريع الكبرى لبلادنا, وكان هدف العدو إحباطها.
      وقد تحدثت اليكم بمناسبة حلول السنة الهجرية الجدية في محرم الماضي وقلت: إننا سنعطي الأولية لتحسين مستوى شعبنا، وإننا أصدرنا الأوامر لوزرائنا بأن يولوا شبابنا عناية خاصة وان يتيحوا لهم كافة الفرص لكي يؤدوا دورهم على الوجه المرضي في مستقبل بلادهم . واليوم يسعدني أن أقول: إننا أحرزنا تقدما كبيرا في هذا المجال.
      لقد بلغ عدد الطلاب الطالبات في العام الدراسي الحالي أكثر من 65 ألف طالب وطالبة يتلقون العلم في مدارسنا، بزيادة بلغت عشرة آلاف على عددهم في العام الماضي. والعمل جار في بناء المزيد من المدارس في المنطقتين الشمالية والجنوبية. وسوف يتم في العالم القادم افتتاح كليات تقنية في كل من نزوى وصحار وصلالة وصور . هذا الى جانب 374 شابا عمانيا يتلقون العلم في الخارج في شتى فروع الاختصاص في الطب.. في الهندسة.. وغيرها وهؤلاء سوف يقدمون خدماتهم للوطن العزيز كل في حقل اختصاصه.
      وبالاضافة الى التعليم الجامعي نريد لشبابنا أن يتسلح بالثقافة العمانية ويعتز بتراث بلاده ويحرص على دينه وتقاليده. لذا وجهان اهتمامنا الى تدريب الشباب العماني كمعلمين. وفي معهد الدراسات الاسلامية بالوطية يوجد الآن 60 شابا يتلقون أصول التربية والتعليم . وعندما يتخرجون سوف يستلمون مهام عملهم كمدرسين في المدارس الابدائية في مختلف أنحاء السلطنة.
      أيها الإخوة المواطنون.. للعناية بالشباب ورعاية شؤونهم ولإيماننا بأن الشباب الصالح هو ثروة وطنية لا تقدر بثمن أنشأنا في العاشر من ابريل الماضي وزارة جديدة هي وزارة شؤون الشباب لاتاحة الفرص أمام الشباب الممارسة مختلف الأنشطة الرياضية وسوف تقدم الوزارة بتوفير المزيد من التسهيلات الرياضية وتقدم المساعدات لفرق الأندية الرياضية وتتيح لها السفر الى الخارج للاشتراك في المباريات الرياضية في البلدان الأخرى.
      وخلال العام الماضي أيضا أنشئت وزارة التراث القومي وذلك للحفاظ على الكنوز الثقافية والأدبية التي خلفها أسلافنا ستكون مدعاة لفخر واعتزاز أجيالنا القادمة.
      ومن ناحية أخرى فإن العناية الطبية في مستشفياتنا تتحسن باستمرار. وقد تم بناء عدد كبير من المساكن الشعبية ويجري حاليا تنفيذ برنامج مساكن جديدة على نطاق واسع. وقد أعطيت مشاريع الطرق وتوسيع الخدمات الضرورية الأخرى الألوية القصوى لمواجهة متطلبات التنمية التي تتزايد باستمرار.
      بحمد الله لا وجود للبطالة في بلادنا ، والأعمال متوفرة لكل مواطن يريد أن يعمل
      هذا وتقدم المساعدات الاجتماعية للمحتاجين أبناء الشعب. وقد أصدرنا أوامرنا الى وزرائنا بأن يضعوا ذلك نصب أعينهم دائما. وأن يضعوا في اعتبارهم ازدياد عدد السكان والمشكلات التي تنجم عن ذلك لا سيما والبلاد آخذة بأسباب التطور والنمو بسرعة مذهلة.
      وتتوجب المساعدة بصورة خاصة لرجال قواتنا المسلحة الذين شوهوا أو أصيبوا بعاهات مستديمة في حربهم المقدسة ضد العدو فهؤلاء الرجال يستحقون منا الشكر والتقدير وسنضل نذكرهم ونفخر بهم.
      أيها المواطنون.. لقد قاسى إخوتكم في المنطقة الجنوبية كثيرا،ومرت بهم سنوات ذاقوا فيها مر العذاب .. والآن يجري تعمير رخيوت وضلطوت وغيرهما من المناطق التي دمرها الارهابيون الأشرار وبدأ أهالي القرى يعودون إليها للاستقرار في بيوتهم وعلى أراضيهم وقد تحرروا من الخوف والشقاء، ونعموا الأمن والرخاء وباستطاعة من يرغب الآن أن يتجول في المنطقة آمنا مطمئنا أن يفعل ذلك في أي وقت يشاء.
      إن هذه الإنجازات تدونا الى الفخر، لكن يجب أن نضع نصب أعيننا أن بقاء واستمرار هذه الإنجازات يرتكز على عاملين أساسيين:
      اقتصاد سليم قابل للنمو وشعور كل مواطن بكامل المسؤولية وبالنسبة للعامل
      الأول: فلحسن الحظ وبفصل النعم الوفيرة التي حبانا الله بها فإن بلادنا العزيزة تتمتع بموارد طبيعية جمة ، اذا ستثمرت استثمارا كاملا أمدتنا بخير عميم وقوة اقتصادية عظيمة.
      إن حقول النفط الجديدة التي لا تزال في المرحل التطور سوف تسهم إسهاما كبيرا في دخلنا القومي في 1980 ،وكذلك فإن مستودعات النحاس والفحم الكبيرة التي تم اكتشافها سوف تنمي تجارة صادراتنا في غضون السنتين أو الثلاث القادمة . وفي العام القادم فإن صناعتنا السمكية ستسد حاجتنا وسيصدر الفائض منهل الى الخارج. وستلعب الصناعات الخفيفة والمصالح التجارية الأخرى دورا بارزا في نمو اقتصادنا ، وكل هذه المشاريع قد نسقت وأدرجت في الخطة الخمسية للتنمية الاقتصادية.
      أما العامل الثاني وهو عامل مهم كل الأهمية في ازدهار أي بلد ونموه. وهذا العامل هو شعور كل مواطن بالمسؤولية ، فالوطنية السلبية لا نكفي وحب الوطن والإخلاص له يجب أن يتخذ شكل العمل الدائب المستمر الذي يتوجب على كل رجل وكل امرأة القيام به.
      ويجب أن يربي الأطفال منذ الصغر على إدراك أن من واجبهم خدمة وطنهم لقاء ما قدم لهم من خدمات، والتحقيق هذا الهدف فقد قررنا منح جائزة سنوية سترف بوسام الاستحقاق. وسف نمنحه شخصيا في كل عيد وطني في المستقبل لكل فتى أو فتاة يقدم خدمة جليلة لوطنه وشعبه جديرة بالاستحقاق خلال العام .
      وقد أثبت التاريخ أنه بدون روح الوفاء والإخلاص والتفاني للوطن. فإن الوطن - أي وطن - كلما زادت مصادره الطبيعية وفرة. كلما كان ذلك مدعاة لطمع الطامعين وعرضة لمحاولات السيطرة الأجنبية. وليست بعيدا التجربة التي عشناها في السنوات لست الماضية فلولا الوفاء والعزم والإخلاص ،ولو أننا تخاذلنا في تصميمنا ولو أن عدم المبالاة وروح الأنانية فرقتنا لكنا قد خسرنا أرضنا بحيث لا يمنكن إسترجاعها. فالحمد لله الذي أمدنا بنصر من عنده وما النصر إلا من عند الله.
      أيها المواطنون- والآن قد ساد السلام بورع البلاد وعاد الاستقرار الى كافة أرجائه يجب أن نتخذ جانب الحيطة والحذر وأن لا تلهينا مشاعر النصر وفرحه النجاح . وأن نعمل وأيدينا على السلاح وسف نحتاج في السنوات المقبلة الى قوة العزيمة التي مكنتنا من الخروج بسلام من تجاربنا الأخيرة . ويتوجب علينا الآن أن نكسب المعركة التي تمكننا من الحفاظ على أمن وسلامة وازدهار بلدنا الحبيب ويجب على كل واحد منا أن يأخذ موقعه في ساحة القتال.وهذه مسؤوليتنا وواجبنا المقدس تجاه أجيالنا القادمة.
      أيها الإخوة المواطنون- اننا حين نوجه أنظارنا الى الوضع العالمي نرى أهمية ترشيخ الشعور بالمسؤولية والواجب الوطني في نفوسنا.
      فالذين يسيطرون على قوى البغي والشر التي طهرنا منها أرضنا يواصلون طموحاتهم التي تهدف الى السيطرة العالمية بشراهة ودهاء والكثير من أبناء شعبنا الذين خبروا القساوة العبودية التي يفرضها الاستعمار الجديد على ضحاياه الذين يوقعهم سوء الطالع في قبضته يعرفون كيف أن الحقيقة تختلف عن أكاذيب ومفتريات الدعايات التي يبثها ذلك الاستعمار.
      أما الذين لم يختبروا هذه التجربة القاسية فأنهم يقعون فريسة سهلة لمخططاته الشريرة ، ويندمون بعد فوات الأوان.
      وفي خلال العام الماضي، بينما كنا نبتهج بحريتنا وازدهارنا النامي كانت شعوب بلدان اخرى تضرب بوحشية. في نفس اللحظة التي كانت آمالهم بالحرية والسعادة مرتفعة . فشعوب الدول الافريقية التي تحررت أخيرا من حكم الاستعمار أصبحت تدرك الآن الحقيقة المرة للحرية الزائفة.
      فقد حرمت تلك الشعوب من ممارسة كل الحقوق الإنسانية وفقدت حماية حكم القانون ، وأصبحت الآن لا حول لها قوة، في قبضة حكومات تسيرها كيفما شاءت وتتلقى الأوامر منها ولم إلا أداة طيعة في أيدي أسيادها إن المصير الذي آلت اليه هذه الشعوب شبيه بالمحنية التي وقعت فيها الشعوب أخرى كثيرة،وهناك دلائل واضحة تشير الى أن خطر هذا الاستعمار الجديد آخذ بالانتشار بسرعة في كل أنحاء العالم.
      فالمحيط الهندي وجنوب المحيط الاطلنطي وحتى المناطق النائية أصبحت تتأثر بصورة متزايدة بالمحاولات التي تبذلها بعض الدول الكبرى اما بطريقة مباشرة أو عن طريق دول عميلة وأحزاب سياسية تتلقى أوامرها من الدول الكبرى وتخدم أهدافها.
      فهذه الدول العميلة التي لا تحترم روابط الدم وشرعة الأمم تحرض على الحرب الأهلية والإطاحة بأنظمة الحكم الشرعية التي تعارض سياستها ، إنها تسعى بكل طريقة ممكنة لتحطيم كيان الدول التي تقع ضحيتها بالامتثال للأوامر التي تتلقاها من أسيادها الأجانب الأقوياء.
      ومما يؤسف له حقا أن الدول المتخلفة التي تحتاج دوما الى المساعدة جدير بها في الدرجة الأولى أن تخشى هذا الخطر أكثر من غيرها، وبدلا من إنفاق المبالغ الطائلة من المال فيما لا جدوى منه كان جديرا بها أن تكسر كل دخلها القومي لخير شعبها.
      ونحن في عالمنا العربي ندرك هذا الخطر، وندرك أن دعايتهم المسمومة التي يوجهونها الى شعبنا. تهدف الى تقويض دعائم وحدتنا.وبث الفرقة بين صفوفنا، بالتالي طمس معالم ديننا الحنيف الذي يشكل حجر الأساس في حياتنا.
      لكننا بالتعاون الوثيق، وبالتضامن المنزه عن الأنانية بين دولنا نستطيع أن نحمي أنفسنا، ونكتسب مناعة ضد هذا الخطر الدفين. ونحن نؤمن بأن التعاون المشترك ولاحترام المتبادل لحقوق وسيادة الدول الأخرى على أرضيها هو الركيزة الأساسية لعلاقتنا الدولية .
      ان اشتراكنا في المناقشات التي تجري في أروقة الأمم المتحدة، وفي مؤتمر دول عدم الانحياز الذي عقد مؤخرا في كولومبو، قد أكد هذا الإيمان باستمرار ولن نتخلى عنه، وسنظل نتمسك به. كما لن نتخلى عن واجباتنا نحو الدول العربية الشقيقة وسنظل متمسكين برباط الأخوة معها.
      لقد أكدت أسرة الدول العربية وحدتها وتعاونها وأكدت قيمة وفائدة ذلك التعاون المثير، حينما اتخذت زمام المبادرة وأقرت بالإجماع وقف إطلاق النار في لبنان، وفتحت بذلك الباب على مصراعيه أمام تسوية دائمة بين الأطراف المتقاتلة.
      كان هذا في مؤتمر القمة العربي الذي عقد في القاهرة في الخامس والعشرين من اكتوبر الماضي ، وقد كانت سلطنة عمان ممثلة فيه. ويسعدني أقول إن التعاون والصداقة المنزهة عن الأنانية هي التي عززت علا قانتا مع الدول الشقيقة، وقوت قضية السلام في المنطقة. ونحن عازمون عليالاسمرار في العمل تمكين هذا الصداقة وتقوية أواصرها .
      أيها الإخوة المواطنون :
      هانحن نقف على عتبة عام الجديد في حياة عماننا الحبيبة ، وسوف تكون أعوامنا القادمة حافلة بالأمجاد والإنجازات بمعونة الله والمستقبل يبشر بالخير اذا تحلى كل منا بالشجاعة والاقدام وروح العمل الدائب المستمر.
      ونحن نهيب بكم أن تقطعوا على أنفسكم معنا عهدا جديدا الخدمة بلادنا وقضية الحرية والسلام.
      وختاما نتوجه بالشكر لله العلي القدير ونستمد منه العون في كل خطوة نخطوها نحو تحقيق آمالنا.
      اللهم هذا عهد منا لبلادنا وشعبنا فساعدنا على الوفاء بالعهد وكن لنا وليا ونصيرا.
      نهنئكم بالعيد ونرجو لكم اياما سعيدة. وفقكم الله وسدد خطاكم الى ما فيه خير هذا الوطن وعزته وكرامته.
      وكل عام وأنتم بخير.
      والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
    • خطاب جلالته في العيد الوطني السابع


      أيها الإخوة المواطنون:
      في هذه المناسبة المجيدة، العزيزة على قلوبنا جميعا، ونحن نحتفل بعيدنا الوطني السابع، يسعدني أن ألتقي بكم هنا في هذا الجزء الغالي من بلدنا الحبيب، على أرض المنطقة الجنوبية أرض البطولة والأمجاد .
      إن شعبنا اذ يحتفل اليوم بهذه الذكرى الوطنية العزيزة في جميع أنحاء البلاد.. من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب.. وفي الداخل.. وفي السهول.. وفي المدن والريف فانه يذكر بكل فخر وإعتزاز الانتصارات المجيدة.. والإنجازات العظيمة التي حققناها معا بالتلاحم والتآلف والعمل والكفاح والتضحية، يواجه المستقبل بإيمان عميق وقلوب ملؤها الثقة والعزيمة والأمل.

      أيها المواطنون..
      أود أن أستهل كلمتي اليكم في هذه المناسبة بأن أحيي الدور البطولي الذي قام به رجال قواتنا المسلحة الباسلة بكافة تشكيلاتها وكتائبها البرية والبحرية والجوية وفرقنا الوطنية الشجاعة على ما قدموه في ساحات القتال من بطولات وتضحيات ذودا عن حمى الوطن ودفاعا عن عقيدته ومقدساته حتى حققوا النصر النائي الحماس على الأعداء.
      إن هذا النصر الذي تحقق يتجاوز بنتائجه حدود بلدنا الحبيب، فهو انتصار لكافة دول وشعوب المنطقة ضد خطر حاول تهديد هذه المنطقة بأسرها، وهو أيضا نتصار يمد بالشجاعة والعزم والأمل شعوب البلدان الأخرى المكافحة دفاعا عن أمنها وسيادتها واستقرارها.
      واليوم..وحيث ينعم بلدنا بالأمن والاستقرار فإن قواتنا المسلحة تقوم بدور حيوي في زمن السلم مثلما قامت بدورها البطولي زمن الحرب، فقد قام رجال قواتنا المسلحة بالتعاون مع الأجهزة الأخرى في الدولة بمساعدة المواطنين المتضررين بالاعصار الذي أصاب بعض مناطق السلطنة خلا هذا العام..
      كما أنهم يساهمون بصورة مستمرة في تنمية بلدنا الحبيب ورفاهية شعبنا.
      وانطلاقا من الإيمان العميق بأهمية دور القوات المسلحة في السلم وفي الحرب .. فإننا نولي قواتنا الباسلة كل رعاية واهتمام حتى تكون دائما على مستوى عال من الكفاءة القتالية .. وحتى تظل درعا للوطن.. تذود عن حياضه ومقدساته وتساهم في مسيرة البناء والرخاء.
      وإننا لنشعر اليوم بالفخر والاعتزاز إراء مستوى الكفاءة العالية التي تتمتع بها قواتنا المسلحة الباسلة،ولعل نظرة شاملة على العالم من حولنا تؤكد لنا مدى الأهمية الكبرى للحفاظ على ذلك المستوى.
      إن أولئك الذين يسعون الى السيطرة على شعوب العالم قد أظهروا مرارا وتكرارا عزمهم على استخدام قوة السلاح ضاربين عرض الحائط بمبادئ القانون الدولي لكي يحققوا أهدافهم.
      وفي أفريقيا، فإن حرية بعض الشعوب هناك تتعرض للخطر من جراء استخدام قوة السلاح دون رحمة أو شفقة.. والآن في الوقت الذي أتحدث فيه اليكم فإن إخواننا العرب هناك يناضلون من أجل استقلالهم ضد قوات توجهها وتمدها بالسلاح قوى خارجية تسعى إلى السيطرة الاستراتيجية.
      وفي هذه الأيام التي نرى فيها حياة وحرية البشر في كل مكان مهددة بأطماع هذه القوى التي لا ترحم ، يتحتم علينا أن نكون دائما حذرين ومستعدين للدفاع عن بلدنا، ونحن واثقون من أن هذا الواجب المقدس الذي عهد به إليكم وهو الدفاع عن ديننا الإسلامي الحنيف والحفاظ على أمن واستقرار بلدنا الحبيب هو أمانة في اعناقكم .

      أيها المواطنون الأعزاء...
      إن الافتراض بأن الخطر الذي يهدد الدول ، والشعوب يبدو دائما على شكل قوة مسلحة، إنما هو افتراض خاطئ، فأعداء الحرية يستخدمون كل الوسائل والطرق المكنة لتحقيق أهدافهم.. ان هذه القوى التي تعمل غي غالب الأحيان فيظل شعارات زائفة عن الحرية والمساواة وحقوق الإنسان قد أعدت نفسها لتقويض وتحطيم أسس المجتمعات المستقرة.. وهذه القوى التي تزعم الدفاع عن الحرية،وتزعم الدفاع الشعوب الضعيفة والفقيرة، مصممة على إهدار الشرعية الدولية والقيم الإنسانية في كل مكان.
      إن هذه القوى تحارب بكل ما لديها من وسائل الحرب والتخريب ساهية إلى هدم القيم والمبادئ والمثل التي تعلمها الإنسان عبر مئات لسنين وراتضاها أساسا بنظام حياته، كذلك فإن الدعايات المسمومة التي تستخدمها هذه القوى بذكاء ومهارة إنما تهدف الى تضليل عقول البسطاء من الناس الذين يسهل خداعهم، كما تهدف الى خداع الذين يرون في هذه الدعاية المسمومة دعوة لإطلاق غرائزهم الدفينة.
      ان هذه القوى تحاول بالشعارات البراقة الزائفة عن الحرية والمساواة وحقوق الإنسان أن تهدر القيم والأخلاق والمبادئ والمثل وتهدر كرامة الإنسان، وكل ما يؤمن به.. وتكمن خطورة هذه الشعارات في أنها تحاول استغلال الشباب لتنفيذ مآربها ظنا منها أن الشباب لم يصل بعد إلى درجة الوعي التي تحصنه ضد الأفكار والتيارات الهدامة.
      ورب سائل يسأل: ترى ما هي الغاية من هذه المحاولات؟ إن الغاية واضحة ومعروفة وهي دفع الدول والشعوب المستقرة الى حالة من الفوضى والاضطراب والانحلال الخلقي المادي باسم الحرية والمساواة وبحيث يصبح من السهل الانقضاض على هذه الدول والمجتمعات، لأن هذه القوى لا هم لها سوى السيطرة على العالم وإذا أجاز بلد لنفسه أن يحدث هذا - لا سمح الله- فإنه سيجد نفسه معرضا لطغيان بشع لا يعرفه الا الذين خبروه حيث تتحكم في حياة الناس مشاعر الخوف من معسكرات الاعتقال والشرطة السرية في ظل أنظمة حكم لا يستطيع معها أن يثق الإنسان، وحيث الدولة تلقين حتى الأطفال أن يبلغوا عن آبائهم ليزج بهم في غياهب السجون .

      أيها المواطنون :
      إن عمان قد دأبت باستمرار على أن تقوم بدورها كاملا على المسرح العالمي بالتعاون مع كل الدول الصديقة في سبيل الدفاع عن حرية الانسان وعزته وكرامته، وقد واصلنا أيضا العمل بالتعاون والوثيق بروح تتسم بالوفاق الأخوي في إطار جامعة الدول العربية دفاعا عن القضايا العربية ، إن هذا الدور الذي يقوم به بلدنا سيبقى دائما حجر الزاوية في سياستها الخارجية.
      وعلى مستوى منطقتنا - منطقة الخليج - فإننا على يقين بأنه من الأهمية بمكان أن ندرك نحن ((دول المنطقة)) أهمية الالتزام بمسؤولية حماية أمننا والحفاظ علية.. ويسعدني أن أقول هنا أن تعاوننا المخلص الذي يميز علاقتنا مع دول المنطقة قد أسهم في تقدم شعوبنا ورقيها.
      ولا ستعني هنا الا أن أعبر عن شكرى وتقديري للدول التي قدمت العون لعمان، وبالنظر الى العلاقات الوثيقة تربط دول المنطقة ومصالحها المشتركة، شؤسفني أن أقول إن علاقات السلطنة مع اليمن الجنوب لم يطرأ عليها أي تحسن خلال العام المنصرم، ذلك أن الجهود المتواصلة التي بذلتها الجامعة العربية،والدول العربية الشقيقة في هذا المضمار لم تحقيق أي تقدم بالرغم من تعاون عمان الصادق مع تلك الجهود، ونحن نأمل أن يحين الوقت الذي يدرك فيه قادة اليمن الجنوبية أن مسؤولياتهم تجاه الأسرة العربية والإسلامية التي ينتمون إليها أهم بكثير من التزاماتهم لخدمة مصالح وأطماع أعداء هذه الأسرة..

      أيها الإخوة المواطنون..
      إننا إذا أردنا أن نضمن لبلدنا القيام بدوره كاملا من أجل الخدمة قضايا الحرية والسلام، فإنه يجب علينا أن نواصل جهودنا لبناء وتعزيز قوة بلدنا، وأن نعد أجيالنا الصاعدة للمهام والمسؤوليات التي تنتظرهم، وبهده المناسبة التي نحتفل فيها بعيدنا الوطني السابع، يسرني أن أقول: أننا قد أحرزنا تقدما كبيرا هذا العام على الطريق تحقيق هذه الأهداف النبيلة..
      ففي مجال التعليم الذي يحب أن يعتمد علية مستقبل بلدنا الحبيب تحقيق المزيد من التقدم حيث تم إنشاء أربع وخمسين مدرسة جديدة، وتم تعيين أكثر من ألف مدرس منذ العام الدراسي 75/1976، وبهذا تمكن ما يقرب من عشرة آلاف من أبنائنا أن يبدأوا حياتهم الدراسية هذا العام، وكان هدفنا الرئيسي ولا يزال هو إتاحة الفرصة لكل فتى وفتاة في السلطنة ليتلقوا تسع سنوات من التعليم كحد أدنى، ولقد أصدرنا أوامرنا ببذل كل جهد لتحقيق هذا الهدف النبيل بأسرع وقت ممكن.
      وكنت في العام الماضي قد أعلنت لكم عن عزمي على إتاحة الفرصة أمام شبابنا ليس فقط لاستيعاب المناهج الدراسية، وإنما أيضا لاستيعاب حضارة بلاده وتراثها التاريخي العظيم وبعد دراسة دقيقة وصلنا الآن الى مرحلة إعداد منهاج دراسي لا يتطابق مع المستويات الدراسية العالمية فحسب، بل يتضمن أيضا فحوى هذا التراث الوطني العريق، فالتعليم يحب ألا يبقى وسيلة لتثقيف الفرد فقط، بل يجب أن يعنى أيضا بتكوين شخصيته حتى تلعب عمان دورا مهما في الشؤون العالمية ذلك أن التأثير المتزايد لحضارة ومدنية القرن العشرين على جوانب الحياة في بلدنا يجب أن يبدو جليا وواضحا لكل واحد منا، فالكثير من هذه المؤثرات قد جلب نعمة الصحة والحياة الأفضل لشعبنا وانه من الأهمية بمكان، بالإضافة الى المحافظة على القيم الدينية والخلقية العناية أيضا بالصحة الجسدية ووقايتها..
      ويسرني أن أقول أيضا إننا قطعنا شوطا كبيرا هذه العام من أجل توسيع وتحسين الخدمات الصحية في السلطنة، فقد افتتح خلال هذا العام عدد من المراكز والمستوصفات الصحية في مصيرة وعبري وينقل، كما يجري حالا تنفيذ مشاريع لتوسيع مستشفيات صحار ، ونزوى، والبريمي، ومستشفى خولة بالعاصمة، فضلا عن التوسيع الذي تم بمستشفى النهضة، وذلك بهدف زيادة طاقة استيعاب هذه المستشفيات وتنويع الاختصاصات الطبية فيها..
      وهنا في المنطقة الجنوبية، فإن دوائر الخدمات الطبية تسلمت الآن مسؤولياتها للعناية وتقديم الراعاية الصحية لأبناء شعبنا، وتقوم الفرق الطبية المتنقلة التي تضم كل واحد منها طبيبا مؤهلا، بخدماتها المستمرة، وهذه الرفق مجهزة تجهيزا كاملا وتستطيع الانتقال الى الأماكن التي يحتاج أهاليها الى خدمات طبية بطريق البر أو البحر أو الجو.
      وفي المنطقة الشمالية تقوم فرق ممثلة بخدمة المواطنون هناك.. وتجرى الآن حملة تطعيم في كل أنحاء البلاد ضد الأمراض المعدية.. إن شعار خدماتنا الطبية يرتكز على الوقاية من الأمراض وليس معالجتها فقط..
      وعلى مستوى آخر، وفي إطار رعايتنا الخاصة التي نوليها لشبابنا، فقد وافقنا على إعداد دراسية لإنشاء مجمع رياضي كبير، على مستوى عالمي، فضلا عن خطة وزارة شؤون الشباب للتوسيع في تنمية مواهب شبابنا وقدراته وتدريبه على حب حياة البحر تخليدا واستلهاما لما قام به أجدادهم عبر التاريخ، وبروح تنبع من تقاليدنا البحرية العريقة .
      وتحت رعاية وزارة الإعلام والثقافة والوزارات الأخرى، ستقوم فرق من الشباب من أوروبا والشرق الأقصى بزيارة السلطنة خلال الأشهر القادمة كخطوة أولى في برنامج متواصل لتبادل الزيارات بين شبابنا وشباب البلدان الأخرى، إننا نعتبر هذه الاتصالات التي يقوم بها شبابنا أمرا بالغ الأهمية، ذلك لأنها تعطي لزوارنا من البلدان الاجنبية فكرة واضحة عن طريقة حياتنا العمانية، وتعرفهم عن كثب ببلدنا وشعبنا، وتمكن في نفس الوقت أبنائنا وبناتنا، من كسب المعرفة والاطلاع على أحوال الدول الأخرى، وعاداتها وتقاليدها ، ونحن على يقين، بأن مثل هذه الاتصالات المتبادلة سيكون لها أثر بالغ في تحقيق التفاهم الدولي وترسيخ السلام العالمي.

      أيها المواطنون الكرام..
      ان جميع هذه المشاريع والخطط المتصلة بتطوير التعليم، وتحسين الخدمات الطبية وتوفير فرص الحياة الأفضل لشبابنا، وسائر الأنشطة الأخرى التي تقوم بها مختلف الوزارات من أجل النهوض بعماننا الحبيبة وتقدمها وازدهارها ، إنما تعتمد على قوة اقتصادنا الوطني .
      ويسرني أن أقول لكم، إن اقتصادنا الوطني قد حقق تقدما ملموسا في السنة الماضية.. فبالإضافة الى مصادرنا النفطية التي نحرص على تطويرها، فإن عملية تطوير احتياطي النحاس قد وصلت الآن الى مرحلة تمكنا من انتاج عشرين ألف طن من النحاس في السنة، بحلول عام 1980 الذي سنباشر فيه أيضا عملية استخراج عشرة ملاين طن من معدن الكروم، كما أن مصادر الغاز الطبيعي في عمان كافية لتمد السلطنة بالطاقة اللازمة للتطوير الصناعي، وفي هذا العام سنبدأ تدعيم صناعتنا السمكية بتصدير الأسماك بكميات متزايدة، كما أن زراعتنا آخذة بالنمو وستلعب أيضا دورا هماما في تدعيم اقتصادنا.. هذه كلها موارد قيمة ستستغل الى أقصى حد في التخطيط الهادف الى تنويع مصادر دخلنا وتحقيق نمو سريع لاقتصادنا الوطني، كما أننا سنعمل إن شاء الله، على تشجيع القطاع الخاص للاستثمار ليواكب التوسيع والنمو في مشروعاتنا الاقتصادية.

      يا أبناء عمان الأعزاء..
      إنكم تتابعون يوما بيوم كافة أنشطة الوزارات من خلال أجهزتنا الاعلامية التي تلقي الضوء على كافة ظواهر العمل والنشاط في سبيل بناء المجتمع المتطور، وتحقيق المزيد من آمال الرخاء والرفاهية لأبنائه.
      واليوم.. وفي هذه الذكرى الوطنية العزيزة على قلوبنا جميعا، فإن كل عماني لدية من الأسباب التي تجعله يفخر بما حققناه معا من منجزات، ان بلدنا ولله الحمد، ينعم بموارد طبيعية تمكننا من بناء قوتنا الوطنية وتوفر لنا أيضا فوائد مادية كبيرة سينعم بها شعبنا.. ونحن عندما ننظر حولنا، نرى النعم التي أسبغها الله علينا، وعلى بلدنا الحبيب وفيرة ، لكن ينبغي علينا أن نضع نصب أعيننا دائما، وجوب المحافظة عليها بتكريس أنفسنا دائما لخدمة عمان وأبنائها وخدمة أسرتنا العربية وإسعاد البشرية جمعاء. مدركين دائما واجبنا تجاه ربنا وديننا ومجتمعنا..
      ولا يفوتني في هذه المناسبة المجيدة أن أتوجه الشكر الجزيل الى صاحب الجلالة الأخ الملك الحسين بن طلال المعظم على مشاركة جلالته لنا في احتفالاتنا بالعيد الوطني السابع تلك المشاركة التي تجسد العلاقات الأخوية الوطيدة بين السلطنة عمان والمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة.
      وانه يسعدني أن أعرب عن تقديرنا جميعا لما قدمه الأردن الشقيق من عون لنا خلال كفاحنا المقدس ضد أعداء عمان وأعداء الأمة العربية والإسلامية..
      كما يسعدني أن أذكر بالتقدير الدور الايجابي الذي تنهض به العلاقات الطيبة بين البلدين في شتى المجالات لما فيه خير ورفاهية الشعبين الشقيقين ..
      أيها الإخوة المواطنون..
      إننا اليوم إذ نودع عاما ونستقبل عاما جديدا من أعوام نهضتنا.. فإننا نحيي كل من قام بجهد في سبيل إعلاء صرح نهضة هذا البلد.. ونحيي عامنا المقبل بالثقة والأمل.. ونجدد العهد للقيام معا بالمهام التي تنتظرنا في سبيل بتاء مستقبل هذا البلد الحبيب.. وكل عام وأنت بخير..
      والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
      ،
    • خطاب جلالته في العيد الوطني الثامن


      الحمد الله العلي القدير ، الهاجي الى الصراط المستقيم والصلاة والسلام على نبي الهدى، محمد صلى الله عليه وسلم.

      أيها المواطنون الكرام:
      يسعدنا أن نلتقي بكم في هذا اليوم التاريخي العظيم الذي نحتفل فيه بالذكرى الثامنة لعيدنا الوطني المجيد، لنشارككم مشاعر الفخر ولاعتزاز بالإنجازات التي حققناها ولا نزال في شتى المجالات في بلدنا الحبيب. ففي مثل هذا اليوم من كل عام تحتل الروابط المقدسة والمتينة التي تربط أبناء هذا الوطن العزيز معا بأصدق معاني الحب والولاء والتفاني لعماننا الحبيبة ، ذاكرين أمجاد ماضينا العريق وانتصاراته المجيدة ، وناظرين الى الطريق أمامنا بعين ملؤها الأمل.
      إننا بهذه المناسبة نود أن نشيد بأفراد قواتنا المسلحة الذين ناضلوا بكل قوة وبسالة في سبيل الدفاع عن أرضنا الطاهرة.

      أيها الإخوة المواطنون.
      إن وحدة الهدف، والولاء الثابت الذي لا يتزعزع لقضية كبرى لم يكونا في أي وقت من الأوقات أثر أهمية مما هما عليه في هذه الأيام العصيبة، ليس بالنسبة لنا نحن العمانيين، فحسب بل بالنسبة للأمة العربية بأسرها ، وفي تاريخ هذه الأمة العريق لم تكن أحوج الى الوحدة أكثر مما هي أحوج اليها اليوم، ذلك لأن القضايا الخطيرة التي تواجهنا الآن على المسرح الدولي تحتم على كل واحد منا أن يبذل قصارى جهده من أجل الحفاظ على حرية شعوبنا والدفاع عن ديننا الإسلامي الحنيف .
      وكما هي الحال بالنسبة لأي أمة فإنه لشيء طبيعي أن تقع خلافات وستظل تقع خلافات في الآراء ووجهات النظر بين أعضاء أمتنا العربية ، ولكل عضو في هذه الأمة الحق لكي يعبر عن آرائه بحرية كلما نشأت الخلافات، لكن حرية التعبير يجب أن تتسم برح الأخوة الصادقة والنزهة عن الحقد والضغينة والتنافس وأن تكون مقرونة بعزم مشترك صادق التحقيق الآمال التي نصوب اليها جميعا وعلى زعماء عالمنا العربي أن يدركوا حقيقة أن الشعوب العربية لم تعد بعد الآن قادرة على احتمال الانحطاط الى مستوى التراشق بالتهم وافتعال الخلافات التافهة فيما بينهم، والتي كانت دائما سببا في تدهور العلاقات بين دولهم، كم في أحوال كثيرة كاد النصر أن يكون حليفنا، لكنه ما لبث أن أفلت من أيدينا ليقع في أيدي أعدائنا بسبب هذه التصرفات المواقف .
      ان السؤال الذي يطرح نفسه هو ترى من المستفيد من هذه الخلافات والمنازعات والانشقاقات بين الشقيق وشقيقة؟ وما على المرء إلا أن ينظر حوله ليقف على الجواب، ان المستفيدين هم أولئك الذين يطمحون الى سيادة العالم، وذلك بجعل عالمنا العربي مسرحا للصراع السياسي والعسكري لتحقيق مطامحهم.
      وبنما الزعماء العرب يشغلون أنفسهم بمخاصمة ومقارعة بعضهم البعض نرى هذا الشكل الجديد من الاستعمار آخذا بالتوسع، ومما يبعث على السخرية هو أن الذين يوجهون هذا الاستعمار الجديد لا يحاولون حتى إخفاء أطماعهم التوسعية أو تبريرها، وحين كانوا ذات مرة يزهون بأنهم يتولون سيادة بلاد وشعوب بأكملها من أجل خير وصالح تلك البلاد وشعوبها، أم للحفاظ على حريتها ضد أطماع ومؤامرات دول أخرى، أو لخدمة قضية الديمقراطية نراهم الآن يلتزمون جانب الصمت التام في الوقت الذي تزحف فيه قواتهم وقوات الذين يخدمون مصالحهم لإخضاع ضحاياها دون رحمة أو شفقة يقاومها ببسالة عدد قليل من المحبين لأوطانهم ، والواقع أن هذه المطامع الاستعمارية أصبحت الآن تمارس بصورة مكشوفة الى حد الاستهزاء بآراء الشعوب وبشرائع الأمم المتحدة وقراراتها بحيث لا أحد غير المغفلين يصدقون أعذار أرباب هذا الاستعمار البغيض. أن أرباب الاستعمار الجديد لا يستطيعون الرد على السؤال الماذا يجلب الآلاف من الجنود النظاميين من آخر المعمرة الغزو وتدمير بلدان لا يوجد بينها وبين حكومتهم أي نزاع، أو الرد على السؤال: لماذا تقام القواعد العسكرية العدوانية في البلدان التي نحن على يقين تام من أن شعوبها محتاجة الى أن تعيش في سلام ووئام مع جيرانها؟
      إنهم ينتهجون هذه السبل بدافع الطمع في الاحتلال والتوسع واستغلال خيرات الآخرين، إنهم يسرعون غي استعمال قوتهم وإحكام قبضتهم مخافة مقاومة المخلصين لأوطانهم. ونحن اذا لم نتنبه لهذا الخطر المحدق بعالمنا العربي فإنهم سيتشجعون في محاولتهم، فنحن يجب أن ندرك أننا من الأهداف الرئيسية لهذه الأطماع التوسعية. كما أدركنا ايضآ أن العالم الحر لم يقم بأي عمل فعال سوى إصدار بيانات الاستنكار التي لا تجد أي صدى. ولذا يتوجب على قادة عالمنا العربي أن يوجهوا أنظارهم الى الخطر بدلا من المنازعات والمشاحنات الانقسامية.

      أيها الإخوة المواطنون:
      انه لحق واجب علينا أن نسأل أنفسنا ما هو موقفنا من المشاكل التي تواجه العالم، وما نقوم به لدرء الأخطار والاجابة هي أننا أظهرنا للملأ أننا نؤيد وسنواصل تأييدنا الصادق لجميع المبادرات التي تهدف الى ضمان سلام دائم وعادل في الشرق الأوسط.
      إننا نرجو بأن تتحول جامعة العربية الى منبر فعال المناقشة قضايانا العربية بطريقة إيجابية بناءة وأن تكون أداة للعمل الايجابي والموحد على المسرح العالمي وأننا نتعهد بدعم هذا الهدم دعما تاما، كما أننا نؤكد استعدادنا لمد يد الصداقة الى جميع الذين يمدون يد الصداقة الينا على أساس الاحترام المتبادل والنوايا الطيبة، ولقد أعلنا بوضوح أننا سنقف الى جانب جميع الدول التي تعتزم المحافظة على حريتها والتي تعارض تدخل أي بلد في شؤون البلد الآخر، وبالتعاون والوثيق مع دول منطقتنا، هذه هي سياستنا التي ننتهجها ونتمسك بها.

      أيها المواطنون الأعزاء .
      إذا أردنا أن نقوم بدورنا بفعالية ينبغي علينا أن نكسر أنفسنا وجهودنا لهذا الدور وأن نعمل بجد وإخلاص لكي يصبح بلدنا قويا قادرا على الاعتماد على نفسه، ويجب أن نعتز بتراثنا العماني وبالروح التي قوت من عزيمتنا ومكنتنا من تحقيق النصر عبر سنين طويلة من الكفاح، وبهذا فقط يمكن لبلدنا الحبيب أن يبقى في أمن وسلام لأجيالنا القادمة، وأن نجعل الدول الصديقة تنظر الينا بعين ملؤها الثقة وان نجعل وألئك الذين يضمرون العداء يحترموننا.
      إن الأعمال التي تقوم بها وزارتنا في خدمة أبناء شعبنا ذات أهمية حيوية لتحقيق هذه الأهداف، مهام إن مهام توفير حياة كريمة ومرفهة لشعبنا وإتاحة فرص التدريب لشبابنا وإعدادهم ليكونوا جديرين بتراثهم العظيم الذي سيؤول اليهم في يوم من الأيام ولتنمية مواردنا الاقتصادية ولتمثيلنا في المجس العالمية.
      كل هذه الأمور هي أساس قوتنا، لقد حققنا الكثير من الانجازات لبلدنا، لكن هذا لا يعني أننا يجب أن نكتفي بالانجازات التي تحققت بل ينبغي أن نواصل جهودنا، وأن نتقاعس عن واجباتنا لخدمة عماننا بجدية أكثر، إننا كعمانيين نفخر بعمانيتنا وعلينا مسؤولية القيام بواجبنا نحو ديننا الإسلامي الحنيف وتمهيد الطريق أمام أجيالنا القادمة، لنكون جديرين بما أنعم الله به علينا.
      وختاما نتوجه بالشكر لله العلي القدير، ونسأله عز وجل أن يديم بسط حمايته على بلدنا الحبيب وأن يمدنا بالقوة والعزم لكي نقوم بواجبنا لخدمة وطننا والبشرية جمعاء.
      نهنئكم بالعيد ونرجو لكم أياما سعيدة ، وفقكم الله وسدد خطاكم إلى ما فيه خير هذا الوطن وعزته وكرامته. وكل عام وأنتم بخير.
      والسلام عليكم وحمة الله وبركاته..
    • خطاب جلالته في العيد الوطني التاسع


      والصلاة والسلام على سيدنا محمد الأمين آله وأصحاب أجمعين.

      أيها المواطنون الأعزاء..
      يسرنا ونحن نحتفل اليوم بالذكرى التاسعة لعيدنا الوطني المبارك أن نحييكم من أعماق قلونا ، وأن نعبر لكم عن صادق وفائنا لبلدنا الحبيب وشعبه البطل.
      ففي مثل هذا اليوم من كل عام يلتقي أبناء عمان الحبيبة معا بقلوب مفعمة بالاعتزاز الذي نكنه لهذا الوطن الغالي مستذكرين أمجاد تاريخنا العريق والإنجازات التي استطعنا تحقيقها لبلادنا وشعبنا بعون الله وتوفيقه الذي نحمده وشكره لما أسبغه على بلدنا من نعم وبركات.
      وبهذه المناسبة لا يسعنا الا أن نذكر دور قواتنا المسلحة بجميع فروعها البرية والجوية والبحرية، وكذلك فرقنا الوطنية وشرطة عمان السلطانية لما قاموا ويقومون به في ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار وبناء عمان الحديثة في ظل السلم الذي نعيشه اليوم .
      لقد كان العام المنصرم عاما حافلا بالتقدم والاستقرار لبلدنا كما رسخنا الانتصارات التي حققناها في شتى الميادين ووسعنا آفاقها.
      وقد حافظ اقتصادنا على نمو سليم ومضطرد ضمن إطار الخطة الخمسية للتنمية الاقتصادية ومكننا من تحقيق المزيد من التقدم لضمان حياة كريمة وآمنة لكل أبناء شعبنا.
      وعلى الصعيد العالمي لعبت السلطنة دورا نشطا في السعي الى تحقيق السلام العالمي والدفاع عن حقوق الانسان فقد سعينا في أروقة الأمم المتحدة وعن طريق المبادرة الثنائية مع الدول الاخرى إلى تعزيز التعاون والتفاهم بين شعوب العالم.
      وفي منطقتنا والدول الشقيقة التي تحركها نفس مشاعر الأخوة والاحترام المتبادل قد وطدنا الروابط القوية التي تربطنا ببعض. ونود هنا أن نسجل بصورة خاصة شكرنا وتقديرنا للمملكة العربية السعودية ودول الخليج الشقيقة لموقفهم الاخوي.

      أيها المواطنون الأعزاء...
      وفي حين ينبغي علينا أن نحمد الله عز وجل على الأمن والازدهار اللذين تنعم بهما أرضنا الحبيبة والصداقات التي تؤازرنا وتشجعنا وتقوي من عزيمتنا يتوجب علينا ان ننظر الى هذه الأمور نظرة واقعية وبدون رضا ذاتي ففي هذا العام لم تقل الاخطار التي تهدد السلام والاستقرار العالميين ولم تتحق أية حلول للمشكلات الخطيرة التي تواجهها دول العالم الحر , بل ان هذا العام قد وضع بلدنا في مكان الصدارة من قضايا الشؤون العالمية التي تضع على عاتقنا جميعا مسؤوليات جسيمة. مسؤوليات يجب علينا أن بعزم لا فتور فيه ويقظة لا غفلة معها.
      إن استمرار الاتحاد السوفييتي بانتهاج سياسات توسعية - سياسات تذكر المرء بأسوأ سياسات الاستعمار في الماضي - ما زال يشكل تهديدا خطير للسلام العالمي بصورة عامة ولسلام هذه بصورة خاصة. ومما يزيد في تهديد سلام منطقتنا هو الخلاف والشقاق بين الدول العربية من جهة وهدم قدرة العالم على تحقيق تسوية لمشكلات الشرق الأوسط من جهة أخرى.
      وعلى الغم من ذلك فان هذا العالم شهد أول خطوة مشجعة على الطريق نحو السلام في الشرق الأوسط، لكن لا يمكن اعتبارها خطوة كافية فليس السلام وحده هو المهدد بالخطر، بل أن الخطر يمكن في عدم إصلاح الأخطاء التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني، وعدم وضع نهاية للآلام والمصائب التي حلت به. وهذه حقيقة يجب أن يعترف بها العالم وأن يعمل على إيجاد تسوية تعيد للشعب الفلسطيني كامل حقوقه وتحفظ له كرامته. فلا عناد إسرائيل وتصلبها وتحديها لارادة الأمم المتحدة ولا الأعمال المؤذية التي يقوم بها أولئك الذين يرون أن من مصلحتهم استمرار هذا الوضع يجب أن تقف في سبيل تحقيق هذا الهدف ، ولذا فان عمان تعلن بصراحة أنها ستؤيد بقوة أية مبادرة بناءة يقوم بها أي زعيم عربي أو أي زعيم آخر من شأنها ان تؤدي الى تحقيق هذه الغاية.

      أيها المواطنون.
      لا شك في أنكم سمعتم الكثير عما قيل بشأن أهمية مضيق هرمز الذي هو جزء من مياهنا الاقليمية . والذي هو كذلك من أهم المضايق العالمية. ان نسبة كبيرة من امدادات نفط العالم تمر به. ولذا فانه اذا أدت حالة عدم الاستقرا الراهنة في الشرق الاوسط الى عرقلة أو وقف امدادات النفط عبر هذا المضيق فان النتائج التي قد تنجم عن ذلك عن ستكون خطيرة. فالملايين من الناس سيعانون من الضيق والمشقة وسيصاب اقتصاد الكثير من الدول التي لا يمكن الاستغناء عن قوتها واستقرارها للدفاع عن الحرية بأضرار بالغة.
      لذلك فان عمان تعهدت بالدفاع عن حق جميع السفن المسالمة بالمرور عبر هذا المضيق. فهذا واجب علينا وفقا للقانون الدولي، كما أنه أيضا من واجبنا نحو البشرية جمعاء ونحو أصدقائنا في العالم الحر.
      فاذا تعرض المضيق للخطر فاننا في عمان لن نتردد في الدفاع عن سيادتنا الوطنية وسلامة الملاحة الدولية. ونحن نرى بأن جميع الدول التي تستفيد من الملاحة هذا المضيق سواء أكانت من الدول المنتجة أو المستهلكة للنفط تقع عليها مسؤولية المساهمة في حماية هذا الممر المائي الحيوي ضد خطر الأعمال الإرهابية أو أي شكل آخر من العدوان، وإننا نحث هذه الدول على ذلك، ان عمان لا تطالب بتدخل القوات الاجنبية، فباستطاعة السلطنة القيام بالاجراءات اللازمة شريطة أن تتوفر الوسائل الضرورية لذلك.
      ان تعاون الدول الشقيقة في المنطقة هو ضروري أيضا للحفاظ على أمن هذه المياه. ولهذا السبب فان الموقف اللامسؤول الذي تتخذه بعض الدول المعروفة منذ زمن بعيد بنشاطاتها التخريبية هو موقف يدعو للأسف الشديد بصورة خاصة،فالانغماس في المظاهر التي لا تتسم بالنضج والوعي السياسي يجب أن لا يكون وسيلة لتهديد السلام والاستقرار العالمي وحياة الملايين من البشر بالخطر.
      ان الأهمية الجغرافية أو السياسية للخليج كمنطقة تؤكد ضرورة التعاون التام بين دولنا وقد قيل الكثير في الماضي بهذا الصدد ولكن للأسف لم يعمل لا القليل جدا لتحقيق هذا الهدف.
      لقد كانت هناك طبعا مشاورات وإجراءات مشتركة في مجالات محدودة، لكن التشاور في ما يتعلق بالميادين السياسية والأمنية أصبح الآن مهمآ للغاية بالنسبة لاستقرار المنطقة واستمرار منا عتها ضد التدخلات الاجنبية.
      وكما هو الحال بالنسبة لمضيق هرمز، فإننا نعتقد بأن المحيط الهندي لا يكفي أن يعترف به دوليا كمنطقة سلام تقع على جميع مسؤولة المحافظة عليها، بل يجب ايضا اتخاذ الاجراءات الفعالة لضمان سلالة سلامة وأمن المحيط، ونحن نعارض بشدة إقامة أي قواعد أجنبية في المنطقة، كما نعارض تدخل الدول التي تسعى الى بسط نفوذها وسيطرتها على المنطقة، ولعل أفضل واقرب مثل على ذلك هو اليمن الجنوبية التي انمحت هويتها الوطنية بالفعل بسبب وجود أعداد كبيرة من القوات السوفييتية والكوبية بها. والكل يعلم انه تم استخدامها كقاعدة عسكرية من قبل هذه القوات بلدين عربيين شقيقين . كما أن تدخل هذه القوات ذاتها في القرن الافريقي لإثارة النزاعات المحلية بهدف تعزيز الأهداف السوفييتية التوسعية قد سبب الآلام والمعاناة وقضى على حقوق الانسان وحريته في أي مكان استطاعت هذه القوات أ تبسط فيه سيطرتها. وعمان ستتعاون بكل ما أوتيت من قوة لضمان الحفاظ على أمن وحرية دول وشعوب المنطقة ومساعدتها لمقاومة قوة الظلم والعدوان
      وخلال العام الماضي شهد العالم أمثلة جديدة ومحزنة للمصائب التي ابتليت بها البشرية من جراء اتباع السياسية التي تخدم المصالح الذاتية ففي جنوب شرق آسيا فان حالة عشرات الألوف من الناس الأبرياء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم ليصبحوا لاجئين متشردين قد أثارت شفقتنا.
      ولقد بذلت عمان كل ما باستطاعتها وستظل تفعل ذلك للتخفيف من الآلام ومعاناة هؤلاء الناس البؤساء، ونحن العمانيين أصبحنا نألف محنة اللاجئين الذين يتدفقون باستمرار الى بلدنا من اليمن الجنوبية، الأمر الذي أصبح يستوجب الآن اتخاذ اجراءات خاصة لاستقبالهم وتقديم المساعدة الضرورية لهم.
      واننا نرى بأن الوقت قد حان لكي تتخذ جميع الدول الاجراءات الضرورية لمكافحة المجاعة والتخفيف من آلام الملايين من الناس المحرومين في هذا العالم. وأن قناعتنا بأن هذا الآلام والمحن ستستمر إلى أن نوحد موقفنا في إصرار على ضرورة التقيد بالقانون الدولي والى أن يتم إيجاد قانون اقتصادي عالمي جديد يقوم على أساس مشاركة الموارد بطريقة عادلة ومنصفة.
      وكما أنه واجب الزعماء الوطنيين التأكد من أن موارد بلادهم تستخدم لفائدة شعوبهم ، فإننا نؤمن بضرورة اعتماد هذا المبدأ بشكل موسع ليشمل نظاما للتعاون الاقتصادي على نطاق عالمي المنفعة البشرية جمعاء، فالتقدم التقني الكبير الذي حققته الدول المتقدمة يجب أن يضم مع المصادر المادية العالمية لتلبية هذه الحاجات .
      ونحن نرى أيضا ضرورة مواصلة المحاولات الرامية الى خفض التسلح العالمي . وفي حين أن خفض التسلح هو بالأخص من مسؤولية الدول الكبرى فان من واجبنا جميعا أن نشدد على ، ذلك، ذلك لأن بخفض إنتاج أسلحة الدمار الجماعي فقط يمكن للجنس البشري أن ينظر بثقة واطمئنان وأن تكون العالقة بين الدول خالية من البغضاء، غير أنه من الضروري مواصلة هذه المحاولات بطريقة واقعية وبضمانات كاملة من أجل الحفاظ على توازن القوى لضمان سلامة العالم.
      كما أن هذه الاجراءات يجب أن ترافق وأن تكون بالفعل جزءا من العمل في المجال الدبلوماسي من أجل وضع حد لكل المحاولات الرمية الى المكابرة أو العظمة ذلك أن الأطماع السياسية تكمن وراء زيادة التسلح التي هي جذور أسباب الخطر.
      أيها المواطنون الأعزاء.
      إن المهام التي تواجهنا في المستقبل هي جسيمة حقا، فاذا اردنا أن نكون جديرين بالدور الذي يطالبنا به مصيرنا فينبغي علينا أن نتمسك بشدة بالمبادئ التي قوت من عزائمنا في المحن التي علينا في الماضي، لذلك دعونا نسير معا إلى الامام سائلين الله أن يسدد خطانا ويمدنا بعونه وحمايته لخدمة بلدنا وخدمة البشرية جمعاء.
      إننا ننتهز هذه الفرصة لنهنئ العالم الإسلامي بانتهاء القرن الرابع عشر الهجري وحلول القرن الهجري الجديد الذي نتمنى أن يكون قرنا حافلا بالخير والبركة والسلام للأمة الإسلامية جمعاء، وما ذلك على الله بعزيز.
      والله ولي التوفيق، وكل عام وأنتم بخير ..
      والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
    • خطاب جلالته في العيد الوطني العاشر



      [TABLE='class: cms_table, align: center']
      [TR]
      [TD]
      والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبي الهدى والرحمة، وعلى آله وصحبه أجمعين.

      أيها الشعب الأبي :
      من عادتنا كل سنة أن نحتفل معا في مثل هذا اليوم لنحمد الله العلي القدير، على ما أسبغه على عماننا الحبيبة من نعم وبركات، ولنجدد العهد لخدمة هذه البلد المعطاء والعزيز على قلوبنا جميعا.
      واليوم ونحن نحتفل بعيدنا الوطني العاشر ، علينا أن نتذكر الكفاح الذي خضناه معا طوال العشر سنوات الماضية، لتحقيق الأمن والرخاء لبلدنا، والحرية والكرامة والتقدم لكل فرد يعيش على ترابه الطاهر.
      فقبل عشرة أعوام عندما بدأنا مسيرتنا على ذلك الطريق الطويل والشاق، لم يكن لدينا ما يدعمنا ويؤازرنا سوى الايمان بما قدره الله عز وجل .
      كنا فقراء في كل شيء ، لكن كنا أقوياء صانتنا وعقيدتنا وفي عزمنا وإصرارنا على النجاح رغم كل العراقيل والعقبات التي كانت تعترضنا. لم يكن لدينا مستشفيات للعناية بصحة المواطنين، ولا مدارس لتعليم أجيالنا الصاعدة وإعدادهم ليأخذوا مكانهن في العالم، ولا خدمات اجتماعية للعناية بالعجزة والمعوزين وتقديم المساعدات لهم، ولم يكن لدينا جهاز حكومي يمكن معه تنظيم وتنمية مصادر بلدنا . وكان الكثير من أبنائنا ذوي المواهب قد تركوا البلاد بعد أن يئسوا من الأوضاع التي كانت سائدة فيها حينذاك ، سعيا وراء الرزق في أماكن أخرى. وعلاوة على ذلك كنا نواجه حربا وحشية بشعة، كانت تشنها ضد شعبنا جماعات غرر بها، وكانت تدعمها تلك القوى الشريرة ذاتها التي حولت حياة الملايين في هذا العالم الى بؤس وشقاء وعبودية. ولقد تعهدنا بالتغلب على هذا وإذا نظرنا الى الوراء من خلال تلك السنوات ، في ضوء الانجازات التي استطعنا تحقيقها على أرض عمان بعون الله، يمكننا أن ندرك تماما جسامة المهام الملقاة على عاتقنا في تلك الأيام. فقد كان علينا أن نتحمل الكثير من المشاق والصعاب، وأن نتغلب على الكثير من النكسات المخيبة للأمل، ولم يكن لدينا المواجهة تلك التحديات والصعاب سوى الكفاح بكل ما أوتينا من قوة، وفي كل ميدان من أجل استقرار بلدنا وعزتها، ولو اخفقنا في مواجهة تلك التحديات وتقاعسنا عن القيام بالمهام الجسيمة التي واجهتنا لكان المستقبل مظلما بدون ريب، والحمد لله أننا لم نفشل، وتضحياتنا لم يذهب عبثا.
      واليوم فان نتائج ذلك الكفاح ، وتلك التحديات تبدو ماثلة لنا جميعا وللعالم بأسره. وبجهودنا الموحدة، وبمساعدة أصدقائنا المخلصين الذين وقفوا الى جانبنا في أوقات المحنة، وفوق كل شيء بفضل عناية الله عز وجل وحمايته واستطعنا أن نتحقق لبلدنا الحبيب، ذلك الأمن والحرية والتقدم.
      واليوم باستطاعة كل عماني أن يرفع رأسه عاليا ودلالة على فخره واعتزازه بإنجازاتنا التي حققناها. إن الخدمات الطبية الحديثة أصبحت متوفرة لكل مواطن، ولدينا الآن أكثر من مائة ألف طالب وطالبة يتلقون التعليم في مدارسنا ، كما أن وسائل العلم والتكنولوجيا الحديثة قد سخرت لحاجاتنا. ومن ناحية أخرى فإن خطتنا الخمسية الأولى قاربت على الانتهاء ، اظهرت بوضوح ان اقتصادنا قائم على أسس قوية وسليمة، أما في داخل البلاد فإن أبناء شعبنا يتمتعون بكامل الحرية في تسيير شؤون حياتهم كما كسبنا لأنفسنا مكانا في أسرة المجتمع الدولي يوحي بالاحترام الثقة.
      لكن في الوقت لذي نحمد الله على هذه النعم، ونعرب عن سرورنا وبجهتنا لنجاح جهودنا ، يجب ألا ننسى أولئك الذين لو لا تضحياتهم الذاتية وتفانيهم في أداء واجبهم الوطني لما استطعنا تحقيق كل هذا. وأعني بهؤلاء ضباط وجنود قواتنا المسلحة البواسل، بما فيهم رجال فرقتنا الوطنية الاشداء الذين ننظر إليهم في هذا اليوم المجيد بعين ملؤها الفخر والتقدير والعرفان بالجميل. ان ثباتهم في ارض المعركة، وصمودهم في وجه العدو طيلة سنوات كفاحنا، واندفاعهم لبذل أرواحهم رخيصة للدفاع عن بلدنا، مكننا من بناء عماننا الحديثة. إن عطاءهم سيظل سفيرا لماضينا ونبراسا لمستقبلنا.

      أيها المواطنون الأعزاء.
      ثمة أشياء كثيرة يجب أن نحمد الله عليها، لكن في حين يتوجب علينا أن نستمد الثقة والقوة من إنجازاتنا، لا يسعنا في الوقت ذاته إلا أن نوجه أنظارنا الى المستقبل، وأن نقود من عزائمنا، وأن نعتبر السنوات العشر الماضية بمثابة المرحة الأولى المجهود لا يعرف الكلل ولا الملل، ولا يقف عند حد لذلك لا بد من مواصلة العمل بكل عزم وإصرار، وأن لنفكر بأننا قد أنجزنا مهمتنا وانتهى الأمر، فالاعتماد على الذات يحب أن العنصر الأساسي لكل مشروعاتنا وخططنا للمستقبل . لذلك فان جهودنا أن تواجه كل شيء الى تقوية اقتصادنا، وتنويع مشاريعنا الاقتصادية للتقليل من الاعتماد على المصدر الواحد (النفط). ولتحقيق هذا الهدف يجب أن لا نبدد جهودنا ومصادرنا في إقامة مشاريع مترفة لا معنى لها، بل يجب أن نوجه كل شيء لتحسين مستو حياة كل أفراد الشعب باستمرار، ولتقوية الدعائم الأساسية، والأمن والاستقرار في ربوع وطننا.
      هذا هو الهدف الذي ترمي اليه خطتنا الخمسية الثانية، التي ستوضع موضع التنفيذ في أوائل العام المقبل. وعلى مدى السنوات الخمس القادمة سننفق أكثر من سبعة آلاف مليون ريال عماني على تنفيذ المشاريع الرامية الى تحقيق هذا الغرض، وستلقى مشاريع الطاقة الكهربائية وتمديدات المياه، وإنشاء الطرق والمساكن والمرافق العامة، والخدمات الاجتماعية اهتماما خاصا، كما ستحظى مشاريع التنمية الزراعية والثروة السمكية بنفس الاهتمام، وهذان قطاعان نعتزم تطويرهما الى الحد الذي نحقق فيه الإكتفاء الذاتي لبلدنا. وستعم فوائد هذا البرنامج الضخم - بإذن الله - كل أرجاء السلطنة، من أقصى موضع بشبه جزيرة مسندم شمال،إلى أقصى موضع بالمنطقة الجنوبية جنوبا. وفي نفس الوقت ستتخذ الخطوات اللازمة لتعليم شبابنا وإعدادهم الإعداد الكافي ليصبحوا علماء واختصاصيين في الطب والهندسة والزراعة ، وغير ذلك من فروع الاختصاص الأخرى، التي سنحتاج اليها كلما استمرت عملية تطوير بلدنا على اسس عصرية بالتوسع السريع. ومن أجل تحقيق هذا الهدف قررنا إنشاء (جامعة قابوس) في نزوى، يتلقى فيها ابناؤنا ثمار العلم والمعرفة على أعلى المستويات العالمية، بمشيئة الله تعالى وتوفيقه.
      لقد حدث في كثير من أنحاء العالم أنه كلما أخذت دولة حديثة بركب التطور والتقدم، كلما زادت تعقيدات جهازها الحكومي، بحيث أن أعمال ذلك الجهاز تميل الى أن تصبح غير شخصية بصورة متزايدة، وبعيدة كل البعد ذلك عن تفهم حاجات المواطنين. هذه حالة لن نرضى بها، ولن نسمح بها في عمان لذلك وحرصا منا على خدمة المواطنين، فقد أصدرنا أوامرنا الى هيئة متخصصة، لإجراء دراسة بهذا الشأن، وتقدم توصيات لتوسيع قاعدة الجهاز الاستشاري الحالي - من المواطنين - لحكومتنا ، وذلك من أجل أخذ رغبات وحاجات المواطنين بعين الاعتبار في رسم سياستنا الوطنية

      أيها المواطنون الأعزاء.
      اننا حين نعمل ونخطط للتطوير المادي والاجتماعي لبلدنا يجب أن نضع دائما نصب أعيننا حقيقة وهي: أن قوتنا لا تكمن في الازدهار المادي وحده، بل إن قوتنا الحقيقية تكمن في التراث العماني العريق، وشرائع ومبادئ ديننا الإسلامي الحنيف. لذلك يجب أن ندع الأشياء المادية والأفكار الدخيلة تستحوذ على مشاعرنا الدرجة تجعلنا ننسى تراثنا وتقاليدنا العمانية الأصيلة. كذلك يجب علينا أن نعتز ونحافظ على هذه الأرض الطيبة من كل يريد العبث بطبيعتها الجميلة التي وهبها الله لها. ان حماية المصنوع والطبيعة الموهوبة واجب وطني على كل فرد منا تحمل مسؤوليته نحوهما. وإنه من الواجب علينا تشجيع صناعتنا التقليدية وتطويرها حتى نضمن استمراريتها، كذلك يجب علينا المحافظة على كل خلق علمائنا ومفكرينا الأوائل ليبقى كل ذلك ويصبح مصدر اعتزاز لأجيالنا القادمة.
      هذه اذن هي الخطوط العريضة والمبادئ التي تمدنا بالقوة التي تمكننا من القيام بواجباتنا في المستقبل، وهي خطوط ومبادئ اذا اتبعناها باخلاص، واذا دفعنا عنا بكل طريقة ممكنة، فاننا بذلك نضمن تقدمنا باستمرار، وتعزير قوتنا الذاتية.

      أيها المواطنون الأعزاء .
      يجب أن لا ندع مجالا للشك في نفوسنا حول ما للجهود المتواصلة لبناء قوتنا من أهمية لبلدنا وشعبنا، ففي السنوات الماضية تزايدت حالة عدم الاستقرار العالمي، وعدم استقرار هذه المنطقة الى درجة خطيرة. وفي الأشهر الأخيرة خاصة وصلت حالة عدم الاستقرار الى حد هدد السلام العالمي بالخطر، وسبب ذلك مرده الى فشل حل مشكلات قديمة وعويصة من جهة، والى قيام بعض الدول بأعمال خطيرة لا تتسم بالمسؤولية من جهة أخرى ، لكن السبب الرئيسي والأهم يرجع الى طموحات وأطماع الاتحاد السوفييتي التي لا حدود لها، والذي عمل على تشجيع حالة عدم الاستقرار عن قصد، واستغل الوضع العالمي الراهن لملحته الذاتية، وكانت النتيجة أن العالم الحر اليوم يواجه خطرا يهدد كيانه ووجوده، خطرا اذا لم يسرع هذا العالم الى اتخاذ اجراءات حاسمة وموحدة لمواجهته فان الحرية التي كافح وعانى من اجلها الكثير من الشعوب ستفقد بدون شك بحيث لا يمكن استردادها .

      أيها المواطنون الأعزاء.
      لقد نوهت عمان مرات عديدة الى هذه الأخطار، ولكنها لم تلق آذانا صاغية، لقد دعونا أشقاءنا الى الانضمام معنا، ومساعدتنا في الحفاظ على آمن واستقرار هذه المنطقة، التي ليس حيوية بالنسبة لنا فحسب، بل بالنسبة للعالم ككل، لكن دون جدوى. لذلك وبما أننا مهددون - ونحن ما زالت لدينا ذكريات حية ومريرة عن حقيقة وشكل ذلك التهديد - لا نملك خيارا سوى طلب المساعدة من أولئك الذين سيمدوننا وبالوسائل التي تمكننا من الدفاع عن أنفسنا.
      اننا نعتبر أنفسنا أعضاء في العالم الثالث، ونحن نفخر ونعتز بانتمائنا العربي، وليست لدينا رغبة في توريط أنفسنا في صراعات الدول العظمى أو خدمة مصالح الآخرين . كل ما نريده فقط هو أن نترك وكل بلدان المنطقة في سلام، وأن نلعب دورنا في خدمة قضية السلم العالمي، وهنا لا بد من أن نؤكد للجميع أن رغبتنا في السلام لا تنبثق من شعور بالضعف، نحن اذا تعرضنا الى أي عدوان فإننا سندافع عن بلدنا بكل قوانا.

      أيها المواطنون الأعزاء .
      قبل عشرة أعوام عندما تسلمنا مسؤولية السير ببلدنا الى السنوات التي تنتظرنا، وكرسنا حياتنا لهذه الغاية، عاهدتكم بأن فجرا جديدا سيطل على عمان، فجرا يعطي شعبنا حياة جديدة، وأملا جديدا للمستقبل. وبعون الله ورعايته وفينا بذلك العهد معا،ونحن اليوم نقف على أعتاب جديد آخر يتطلب منا أن نظهر عزمنا وإصرارنا على مواجهة تحدياته . أن الطريق التي ما زالت أمامنا ليست سهلة، بل تكتنفها صعوبات جمة. كما أن الأخطار المحدقة بنا لن تتراجع بين عشية وضحاها، بل قد تزداد بقينا مخلصين صادقين لتراثنا العظيم ، وديننا القويم، واذا وطدنا العزم على السير معا على الطريق التي اختارها الله لنا، فاننا سوف ننجح، وسيكون النصر حليفنا بإذن الله.
      والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
      وكل عام وأنت بخير..

      [/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]
    • خطاب جلالته في العيد الوطني الحادي عشر


      أيها المواطنون الأعزاء :
      في هذا اليوم.. الذي نحتفل فيه معا بالذكرى الحادية عشرة لعيدنا الوطني المجيد.. على هذا الجزء العزيز من عماننا الحبيبة.. (بصلالة قلب المنطقة الجنوبية ظفار) لا يسعنا الا أن نحمد الله العلي القدير الذي أمدنا بعونه وتوفيقه، وهيأ لنا القدرة على تحقيق الكثير من الانجازات الهامة في ظل الأمن والاستقرار اللذين تنعم بهما بلادنا ، وفي إطار مسيرتنا نحو تحقيق أماني الخير والرفعة لعمان الحاضر والمستقبل.

      أيها المواطنون:
      لقد شهد العام المنصرم عدة انجازات حيوية ستعود شعبنا بنفع كبير إن شاء الله، فقد افتتحنا المجلس الاستشاري للدولة ليكون إطارا لجهد مشترك بين الحكومة والمواطنين في مختلف مجالات التنمية.. يساهم في تلبية احتياجات ورغبات أبناء شعبنا، وفي تحقيق أفضل مستويات التطور الاقتصادي والاجتماعي في كافة ربوع البلاد، وإننا لنرجو لهذا المجلس أن يوفق في ابراز امكانيات التعاون بين القطاعين الحكومي والأهلي بما يخدم أهداف التنمية الشاملة ، واذا كنا بإنشاء هذا المجلس قد أنجزنا وعدا أعلناه، فانه ليسعدنا أن نعلن اليوم اننا قد اعتمدنا الخطط والترتيبات الخاصة بإنشاء جامعة قابوس، واتخذنا خطوات عملية في اجراءات تأسيسها ليتلقى فيها شبابنا تعليمهم على أعلى المستويات الأكاديمية، وذلك تنفيذا لما وعدناكم في عيدنا الوطني العاشر.
      وعلى مستوى التنمية الاقتصادية فإن الخطة الخمسية الثانية التي بدأ تنفيذها هذا العام ستساهم مساهمة إيجابية ليس في المحافظة على ارتفاع مستوى معيشة شعبنا فحسب بل وفي تطوير هذا المستوى نحو الأفضل.

      أيها المواطنون:
      إن إنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية يعد انجازا ايجابيا لجهود الدول الأعضاء ولخير المنطقة وشعوبها .. وانه ليسرني أن أقول : إن المجلس قد حقق تقدما ملحوظا في دورته الثانية التي عقدت منذ أيام في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية الشقيقة ، وأن أؤكد حرص عمان الدائم على الاسهام بفعالية في هذه الجهود الأخوية المشتركة، لقد جاء هذا المجلس تعبيرا صادقا عن مشاعر الأخوة العميقة التي كانت دوما قائمة بين شعوبنا. ونحن على يقين تام ان هذا المجلس قد وضع الأساس المتين والثابت لأمن منطقتنا وازدهارها.
      ان نتائج القمة الخليجية تقدم دليلا مقنعا على أن العالم العربي يقف اليوم على عتبة عصر جديد مفعم بالأمل في تعاون إيجابي .. ذلك أن اتفاق الرياض قد أسهم في تهيئة مناخ أفضل للتضامن العربي الذي نرجو له أن يزداد قوة في مواجهة جميع المحاولات الخارجية الرامية الى تمزيق صفوفه.. واننا لنناشد جميع أشقاءنا العرب أن يلقوا بخلافاتهم جانبا ليعملوا معا مستخدمين كل امكاناتهم لخدمة القضايا المشتركة.
      وعلى الصعيد الدولي حدثت بعض التطورات المشجعة ، فالشعوب التي ظلت لعشرات من السنين في حالة من الخضوع الكلي لنير الاستعمار الجديد، أخذت ترفع أصواتها وتطلب بإصرار لاستعادة الحقوق التي حرمت منها مدة طويلة من الزمن.. والشعب الافغاني المسلم الذي يقاوم بكل قوة وبسالة الغزو السوفييتي لبلاده ما زال يقدم للعالم مثلا يجب أن يحظى باحترام وإعجاب العالم الإسلامي بأسرة..كذلك فان تشاد قد ردت بحزم وبدعم من الدول الافريقية على أولئك الذين تدخلوا في شؤونها الداخلية ، وطالبت باستعادة حقها في الاستقلال والسيادة الوطنية ولا يسعنا إلا أن نصف تلك الخطوة بالشجاعة والإقدام، لأننا نعتقد أن ذلك سيحث افريقيا على مقاومة التوسيع الخارجي بشكل فعال، كما يشكل نقطة تحول ضد التوسع الامبريالي في القارة الأفريقية أسرها.. وسيكون له بالغ الأثر في الساحة الدولية.. وإننا لنأمل ان يكون عزم الدول الأفريقية على وقوفها بصلابة ضد الأطماع الخارجية، وضد التدخل في شؤونها موضوعا رئيسيا في الاجتماع الذي ستعقده منظمة الوحدة الافريقية في العام القادم.

      أيها المواطنون الأعزاء.
      أن العالم اذ يشهد في هذه الحقبة أحداثا ومتغيرات معقدة ومشابكة فان ذلك يلقى علينا مسؤولية أكبر نحو بناء وتطوير قدرننا الذاتية بما يمكننا دائما من تحقيق أهدافنا في التنمية والحفاظ على أمن بلادنا واستقرارها.. وان كل مواطن مطالب بأن يلعب دوره نحو هذه الغاية بنفس العزيمة التي كافحنا بها خلال السنوات الماضية من أجل تقدم هذا الوطن وازدهاره.

      يا أبناء عمان:
      إننا نود هنا.. وفي ظل هذا المناسبة.. أن نوجه تحية خاصة لرجال قواتنا المسلحة البواسل .. الذين أثبتوا في هذا العرض العسكري أنهم يتمتعون بروح معنوية عالية،وبكفاءة قتالية ممتازة.. وعليهم أن يؤدوا حيويا في الدفاع عن الوطن، وأن يكونوا مستعدين لدعم أشقائنا إذا دعت الحاجة.. وعليهم أن يواصلوا بذل كل جهد، وإعداد أنفسهم لهذا الهدف المقدس.. وليعلم الجميع أن ليس لدينا مخططات أو نوايا عدوانية ضد أحد.. كما أننا لا نرفض صداقة أحد،بل نؤمن إيمانا راسخا بأن مستقبل هذا العالم يكمن في التعايش السلمي والتعاون البناء بين البشرية جمعاء.. واننا نتوقف عن العمل لتحقيق هذه الغايات النبيلة، لكن عملنا من أجل السلام يقتضي أن بلادنا قوية.. وأن تظهر قدرتها على حماية ذاتها.. ولقد أثبت التاريخ مرارا وتكرارا أن هذا هو المنطق الوحيد الذي يحترمه من تقودهم أطماعهم الى تهديد السلام العالمي بالخطر.. واذا جاء اليوم - لا سمح الله - الذي يطلب منا أن نهب للدفاع عن بلدنا ومبادئنا التي بها نعيش فليعلم أولئك الذين قد يفكرون أو يحاولون الاعتداء علينا اننا سنواجههم بكل عزم وبسالة.. وكأمة واحدة مدججة بالسلاح.
      وفقنا لله جميعا لما فيه رفعة وتقدم عمان وكل عام وأنتم بخير...
      والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
    • خطاب جلالته في العيد الوطني الثاني عشر



      [TABLE='class: cms_table, align: center']
      [TR]
      [TD]
      يسعدنا أن نلتقي اليوم لنحتفل بعيدنا الوطني، وبالانجازات التي حققناها معا بعونه تعالى وتوفيقه على مدى اثني عشر عاما .. أرسينا خلالها دعائم الحاضر الذي نعيشه ونسعد به.. متطلعين الى المستقبل بالعزيمة والأمل في تحقيق المزيد من أماني التقدم والرخاء لبلادنا العزيزة.
      إننا اذ نشهد إشراقة عام جديد من أعوام مسيرتنا الظافرة، فاننا لنذكر بالرضا ما حققته جهودنا خلال العام الماضي من خطوات أضافت مكاسب جديدة لإنجازاتنا القائمة في كل أرجاء البلاد ، وأعطت مثلا صادقا للعمل الجاد ،و التعاون المخلص من أجل رفعة عمان وعزتها.

      أيها المواطنون:
      لقد سعينا ومنذ عدة سنوات إلى تنويع مصادر الداخل القومي، وتوسيع قاعدة اقتصادنا الوطني ،وذلك بالاتجاه نحو تخفيف الاعتماد على عائدات النفط، واستغلال الموارد الطبيعية المتوفرة في بلادنا، ويسعدنا ان نقول اليوم.. إن خططنا في هذا المجال بدأت تعطي ثمارها، ومع ذلك فإنه يتوجب علينا الآن أكثر من أي وقت مضى أن نكثف جهودنا لكي نحقق أكبر قدر ممكن من الاكتفاء الذاتي في المنتجات الرئيسية والحيوية لبلادنا، لهذا فإننا قد اتخذنا خطوات لتشجيع ودعم الصناعات المحلية والمشاريع الهادفة الى استثمار كافة مواردنا، مع تركيز الاهتمام على تأهيل وتدريب قوانا البشرية للاستفادة منها الى أقصى حد، وذلك كله في إطار خططنا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وانه ليسرنا أن نشير في هذا المجال الى أن التوصيات والمقترحات التي يعدمها المجلس الاستشاري للدولة.. تسهم الآن مساهمة قيمة في العديد من المجالات التي تعود بالفائدة على بلادنا وشعبنا.
      إن تتقدم الدول وتحقيق الرخاء لشعوبها يعتمد ان الى حد كبير على مدى ما تتمتع به هذه الدول من قوة اقتصادية، ومن هنا كان حرصنا الدائم على انتهاج سياسة اقتصادية تهدف الى تحقيق نمو اقتصادي مطرد وملائم، وتتيح لبلادنا في القدرة على مقاومة الآثار السلبية للركود الاقتصادي العالمي الذي تزايد في السنوات الأخيرة على نحو لم يسبق له مثيل في خطورته وانعكاساته البعيدة المدى حيث اشتدت وطأته على الدول النامية بصفة خاصة ، لهذا فإننا قد توخينا إتاحة المرونة الكافية لخططنا الاقتصادية بما يمكننا من معالجة الأمور معالجة عملية في ظل الظروف والأوضاع الاقتصادية الدولية الراهنة، ويمكننا في نفس الوقت من إنجاز المشاريع الأساسية والحيوية اللازمة لتحقيق التقدم لبلادنا والرفاه لشعبنا، وفي هذا الاطار فاننا ماضون قدما في انجاز خطتنا الخمسية الثانية وفقا لأولويات تأخذ بعين الاعتبار كل ما تقدم ذكره.

      أيها الموطنون:
      اعتزازا بشبابنا وتجسيدا لاهتمامنا الكبير بإعداده لأداء واجبه نحو وطنه سيتم خلال هذا الأيام وضع حجر الأساس لجامعة قابوس إيذانا بمباشرة العمل في هذا المشروع الكبير بما يضمه من منشآت جامعية عديدة، وسنبدأ خلال العام القادم بإذن الله في إقامة مدينة رياضية متكاملة ،كما أنشأنا مجلسا أعلى للشباب برئاستنا، ونعتزم جعل عام 1983 عاما للشبيبة العمانية ، وتخصيص عيدنا الوطني القادم لشبابنا، وذلك كله بهدف إبراز دور الشباب وإتاحة كل الفرص أمامه للاضطلاع بهذا الدور على نحو ايجابي وفي كافة المجالات..

      أيها المواطنون:
      اننا إذ نشارك دول الخليج الشقيقة الحرص على تطوير وتنمية التعاون القائم في جميع المجالات، فإننا لا ندخر جهدا في تعزيز ودعم مسيرتنا الخليجية المشتركة بما يعود على شعوبنا جميعا بالفائدة.
      لقد تحققت في هذا المجال خطوة مهمة للبدء في تنفيذ الاتفاقية الاقتصادية الموحدة لدول مجلس التعاون الخليجي.. وإن القرارات التي اتخذت في هذا الشأن تحقق بدرجة متوازنة مصلحة عمان ، ومصلحة دول المجلس مجتمعة في خلق الجو المناسب للتنمية المشتركة.
      وعلى مستوى منطقتنا العربية، ونادينا في الماضي إلى اتباع سياسة التعقل ، ودعونا قادة المنطقة إلى فهم حقيقة التوازنات بين القوى السياسية والاقتصادية الدولية ، ومن ثم التعامل معها بحكمة واتزان بما يحقق المصالح الحيوية لشعوب أمتنا العربية، ولقد أثبتت أحداث هذا العام في الشرق الأوسط صدق وصحة ما دعونا اليه.
      لقد كشفت هذه الأحداث بوضوح حقيقة أولئك الذين زعموا دائما أنهم سند قوي لأصدقائهم في منطقتنا العربية ولكنهم سرعان ما تخلوا عنهم،ولم يقدموا لهم دعما، ولم يفعل أولئك وأصدقاؤهم في عالمنا العربي وخارجه أي شيء لحل مشاكل المنطقة، ولو أن هؤلاء اتخذوا مواقف إيجابية لدعم المبادرات التي قدمت لتحقيق سلام عادل ومشرف في الشرق الأوسط بدلا من إعاقتهم لتلك المبادرات لكان ذلك قد ساعد على تفادي الكثير من المعاناة، ولكانت قضيتنا العربية قد أحرزت نصرا سياسيا فعالا.
      وفي ضوء هذه الأحداث فإن علينا نحن العرب أن نكثف جهودنا لخدمة المصالح العربية الحقيقية .. وعلينا واجب الاحتراس من أولئك الذين يسعون الى الاضرار بالمصالح الحيوية لشعوبنا بشعار اتهم الجوفاء، ومزاعمهم الكاذبة التي يدعون فيها أنهم الأصدقاء والحلفاء الوحيدون للشعوب العربية وعلينا أيضا واجب الحذر من أولئك الذين يشوهون تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف الخدمة أغراضهم السياسية.
      لقد ناشدنا جميع أشقائنا العرب في مثل هذا اليوم من العام الماضي أن يلقوا بخلافاتهم جانبا، وليعلموا معا مستخدمين كل امكاناتهم لخدمة قضايانا المشتركة، ونحن اليوم نجد مناشدتنا لأشقائنا ونؤكد على الأهمية القصوى لتوحيد الصف العربي في هذه المرحلة الدقيقة من حياة أمتنا العربية.
      لقد شهد العام هذا العام تطورات خطيرة أظهرت بوضوح عدم استقرار الأوضاع العالمية، كما أظهرت عدم اكتراث بعض الدول والقوى بالقوانين والأعراف الدولية والمبادئ الإنسانية بارتكابها لأعمال العنف، والمذابح الوحشية البشعة، واستخدام الأسلحة الكيماوية المحرمة دوليا ضد الذين يكافحون في سبيل حرية أوطانهم، وتخليصها من السيطرة الأجنبية.. ان كل هذه الأعمال قد شكلت تحديات خطيرا للأمم المتحدة، ورسالتها وميثاقها، وقراراتها التي أهملت مرارا تكرارا حتى بات واضحا الآن أن المنطقة الدولية تواجه خطر التحول الى منظمة ضعيفة عاجزة لا تملك القوة لفرض احترام المبادئ والقيم التي من أجلها أنشئت.. وقد حان الوقت لكي تتحمل كل دول مسؤوليتها في نطاق الأسرة الدولية بهدف تنشيط دور الأمم المتحدة، وتأكيده ومنحه قدرة التأثير الايجابي لصالح قضايا السلام والأمن الدوليين.. ونحن إذ نطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في هذا الصدد فاننا نؤكد التزامنا بمسؤوليتنا تجاه الأمم المتحدة،والتزامنا بالتعاون مع كل الدول المحبة للسلام متطلعين الى اليوم الذي نرى فيه المنظمة الدولية وقد غدت أداة فعالة لخير وسلامة البشرية..
      إن واجبنا في ظل الأوضاع العالمية الراهنة يتطلب منا ان نزيد من اصرارنا وتكثيف جهودنا للقيام بمسؤولياتنا نحو بلدنا، ونحو أشقائنا في الأسرة العربية وأصدقائنا في المجتمع التولي.

      أيها المواطنون الأعزاء:
      إنه ليسرنا في هذا اليوم أن نحيي، وبكل الاعتزاز قواتنا المسلحة الباسلة بجميع قطاعاتها على دورها المجيد، وإسهامها البارز في كل ما تحقق لبلادنا من استقرار، وطمأنينة، ورخاء مؤكدين حرصنا على تكريس الجهود لتطوير قدرتها باستمرار ومدادها بأحدث الأسلحة والعتاد، وبكل ما يسهل لها أداء رسالتها النبيلة في السهر على حماية ترابنا الوطني ، وتأمين مسيرة بلادنا على طريق الخير والرخاء والنماء..
      نسأل الله عز وجل أن يديم علينا جميعا، وعلى بلادنا كل النعم التي أنعم بها علينا، ويجعلنا من الشاكرين لها ليزيدنا منها.. انه سميع مجيب..
      وفقنا الله وإياكم لكل ما فيه الخير والصلاح..
      وكل عام وأنتم بخير..
      والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

      [/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]
    • خطاب جلالته في العيد الوطني الثالث عشر



      [TABLE='class: cms_table, align: center']
      [TR]
      [TD]نحمد الله مبدع الإنسان ومقدر أطواره الصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبة وأنصاره.

      وبعد:
      يسرنا اليوم ان نهنئ جموع المواطنون بمناسبة سعيدة لها شرفها وتقديرها في قلوبنا جميعا وهي ذكرى عيدنا الوطني، الذي خصصنا عامه هذا باسم الشبيبة العمانية، حرصا منا على تنشئة شبابنا العماني وإعطائه القوة المعنوية ليشعر بما نوليه من رعاية وعناية، وليقوم الشعب العماني بأجمعه بإعطاء الشباب ما يصلحه من اهتمام وتعليم وتثقيف وتشجيع وإعداد للمستقبل، كل بدوره وفي ضمن اختصاصه ومسؤولياته حتى إذا ما كان الشباب مهيئا التهيئة التامة فحينئذ يكون أهلا لتحمل مسؤولياته كل حسب تهيئته وطاقته ومقدرته.

      مواطنينا الأعزاء:
      يسرنا أن نرحب ترحيبا خاصا بالوفود الشبابية المتعددة التي قدمت من الأقطار الشقيقة والصديقة للمشاركة في هذه الاحتفالات. آملين أن يكونوا مسرورين في إقامتهم بأرضنا العمانية وأن يحملوا معهم لدى عودتهم بحفظ الله الانطباعات الطيبة عن هذه البلاد ونهضتها وعن كل من قابلوهم من أبنائها.
      ان شباب العالم الحر لهم دور في استرداد كرامة الانسانية وفي تشجيع السلام وإرساء التفاهم بين الشعوب ونحن آملون أن يكون لوجودكم هذا بيننا مساهمة بناءة ومشاركة فعالة لهذا السلام والتفاهم.

      مواطنينا الأعزاء:
      وبهذه المناسبة، فاننا نرغب أن حديثنا بصورة خاصة إلى جميع شباب بلدنا عمان من فتيان وفتيات، سواء كانوا حضروا أو كانوا بين أهلهم وذويهم في مختلف مدننا وقرانا أو أولئك الذين هم خارج السلطنة في العمل أو الدراسة قائلين لهم جميعا: ربما شهد الكثير منكم سنوات الكفاح والنضال المستمر، ضد الخطر الذي واجته بلادنا وقمقم بدوركم في تحقيق النجاح الذي اكرمنا الله به.وأما الذين لا زالوا صغارا عن أن يتذكروا تلك الايام فأنهم ولاشك سمعوا عنها من آبائهم وذويهم أو من معلميهم القاء أو قراءة. والكل منكم أيها الشباب تدركون مدى التضحيات الجسيمة والجهود المخلصة التي قدمها شعبنا الأبي خدمة لخير ومصلحة هذا البلد العزيز. ودوركم الآن أيها الشباب هو إعداد أنفسكم تعليما وتثقيفا وسلوكا واسترشادا لتحمل مسؤوليات المستقبل. وليس ذلك بالسهل، فان عليكم لزاما اولا المحافظة على المكتسبات والانجازات التي تحققت بنضال آبائكم من قبل. ثم العمل على أن تزيدوا ما استطعتم من خير ونماء من أجل المصلحة العامة جاعلين نصب أعينكم أن الخير والرقي والاطمئنان لا يمكن تحقيقها الا بالجهد والجد.
      ان مرحلة الشباب التي يمر بها المرء هي مرحلة أفكار وتطلعات وتخطيط طموح للمستقبل. ومع أن هذه المرحلة تعيش في واقع من التصورات والتوقعات والآمال بهدوء ودعة، لكنه لا يحسن للشباب أن يمكثوا طويلا في هذا المرحلة بل عليهم أن ينتقلوا وبالسرعة الى مرحلة التطبيق والعمل في تأدية الواجب الوطني.
      ومن هذا المنطلق فقد عقدنا العزم على إعطاء الشبيبة العمانية اهتماما خاصا بهم من العناية والرعاية ورفع معنوياتهم ومستوياتهم لكي يكونوا مؤهلين للمهام التي سيتحملونها وقادرين على المحافظة على كرامة هذا البلد واستقلاله على قواعدنا الإسلامية وتقاليدنا وعاداتنا العمانية العريقة الموروثة من أجدادنا الأمجاد.

      أيها الشباب:
      إن العالم الذي ترثونه عالم أصبح فيه التعصب والتعنت وتجاهل النظام وعدم احترام القانون شيئا عاديا حيث نرى العنف والاضطهاد يكمنان في كثير من جوانبه، ونرى الانسان احيانا يقنط من مستقبل الانسانية ولكننا نعتقد أن اليوم الذي سيهزم فيه ذلك الاتجاه الخاطئ قادم لا محالة،وهذا هو الهدف الذي يجب أن يسعى كل منا لتحقيقه ونعمل جميعا من أجله. وفقنا الله وإياكم وبارك خطانا جميعا لخيرنا وخير البشرية جمعاء.

      والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

      [/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]
    • خطاب جلالته في العيد الوطني الرابع عشر


      [TABLE='class: cms_table, align: center']
      [TR]
      [TD]بسم الله الرحمن الرحيم
      الحمد لله رب العالمين ..وصلى الله وسلم على خاتم الأنبياء والمرسلين وقائد الغر المحجلين...سيدنا محمد وآله وصحبة أجمعين...

      أيها المواطنون الأعزاء..
      إنة لمن دواعي سرورنا وغبطتنا.. وأن نحييكم في هذا اليوم..الذي اعتدنا أن نجتمع بكم فية كل عام.. لنتأمل معا حصاد عام كامل من الجهود المتضافرة،والأعمال المخلصة الدؤوبة لخدمة وطننا..ولنتطلع الى عالم آخر سيكون له بإذن الله شأن عظيم..وإنه مستهل العام الخامس عشر لنهضة عماننا الحبيبة..
      إننا إذ نحمد الله سبحانة وتعالى على ما أحاطنابه من العناية والنعم للاستمرار في إنجاز عملنا..وتدعيم تقديم نهضتنا بكل نجاح..فإننا نضرع اليه وهو المقتدر.. أن يلهمنا المزيد من القدرة والالهام لتحقيق ما نصبو إليه من العزة والمجد لبلادنا وشعبنا.. متذكرين قوله تعالى:{ولئن شكرتم لأزيدنكم}.
      إننا وقد وضعنا نصب أعيننا دائما خدمة بلادنا.. وراحة ورفاهية مواطنينا..بعزمة لا تعرف الكلل أو الملل..مستمدين قوتنا من قيمنا وتقاليدنا.. فإن النجاح سيكون حليفنا بإذن الله.. وستبقى عماننا الأبية قوية بتفاني ووفاء أبنائها البررة وتضافر جهودهم في مسيرة الخير والبناء..
      إن سعينا الدؤوب إلى جعل بلادنا معتمدة على ذاتها سيحقق لنا.. إن شاء الله.. القدرة على مواجهة المحن والصعاب والقدرة على مجابهة الشرور.. كل الشور, وذالك بعزمتنا الوطنية التي لا تقهر..

      شعبنا العزيز..
      إننا إذ ننعم في بلادنا بالسلام والاستقرار والتقدم والازدهار الذي مَنَّ الله به علينا..فإن ذاك لا ينسينا ما يعانية الآخرون في العديد من أرجاء المعمورة.. من آلام ومتاعب خطيرة ناجمة عما يشهدة هذا العالم من توتر وصراع وعدم استقرار .. وإنه ليحز في نفوسنا أن يكون هذا حال البشرية في عصر التقدم العلمي والتقني..
      وانطلاقا من حرصنا الدائم على استتباب الأمن والسلام.. فإننا نناشد ونحث القادة والمسؤلين في كافة بلدان العالم.. ولا سيما في الدول العظمى.. على العمل بإخلاص وجدية.. لتخفيف الوتر الدولي.. والإسراع إلى حل المشاكل التي تعاني منها البشرية في مختلف ربوع العالم..حتي يتجنب المجتمع الدولي ويلات الحروب والدمار ..ويسود التعايش السلمي القائم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الغير..
      إننا مازلنا ندعو مخلصين العراق وإيران الى ترجيح منطق الحكمة..للخروج من مأزق الحرب الضروس التي دخلت عامها الخامس ،وأودت بحياة الآلاف من أبناء الشعبين الجارين المسلمين، واستنزافت خيراتهما ،وامتصت ثرواتهما، والتي تشكل اليوم تهديدا للمسالمين الأبرياء وقلقا دوليا عميقا.. وإنة لا يسعنا إلا أن نؤكد أن علينا جميعا.. عربا ومسلمين.. أن نوحد جهودنا قضايانا المصيرية المشتركة..
      إننا سنواصل دعمنا وتأييدما الكامل.. لكل الإجراءات الرامية الى احترام وتطبيق القانون الدولي.. مؤكدين وقوفنا الى جانب القضايا العادلة لدول وشعوب العالم، ومشاركتنا الفعالة لخير البلدان النامية التي لا تزال تكافح من اجل التنمية..
      وفي ذات الوقت .. فإننا نعمل جاهدين مع إخواننا قادة مجلس التعاون لدون الخليج العربية ومباركين الجهود الرامية الى تحقيق رقي ورخاء شعوبنا وبلداننا في ملحمة التعاون ومسيرتة التي تعتبر مثالا رائعا.. تحدونا الثقة في نجاح قمتنا الخامسة التي ستعقد بإذنة تعالى يوم السابع والعشرين من الشهر الجاري بدولة الكويت الشقيقة..
      وإنة لمن حسن الطالع.. ونحن نستهل العام الخامس عشر لمسيرة نهضتنا المباركة أن يصاف انعقاد القمة السادسة للمجلس في بلادنا احتفالاتنا بعيدنا الوطني الخامس عشر.. وإذ نرحب وشعبنا بانعقاد اللقاء الاخوي لقادة دول المجلس هنا في عُمان وفي مثل هذا الشهر من العام القادم أجل الترحيب فإننا سنبذل في استعداداتنا لانعقاده ما يوفر له بعون الله كل النجاح والتوفيق..
      وعلى صعيد آخر.. في مجال التضامن الأخوي العربي.. فإننا نسجل اعتزازنا للموقف الأردني المتمثل في قرار عاهلة.. أخينا جلالة الملك حسين بن طلال.. في إعادة علاقات بلاده الدبلوماسية مع جمهورية مصر العربية..
      إن هذا القرار الذي اتسم بالحمة والواقعية لهو بادرة طبية على صعيد العلاقات العربية - العربية.. ونحن نباركها ونؤيدها..
      ولقد ثبت عبر مراحل التاريخ المعاصر.. أن مصر كانت عنصر الأساس في بناء الكيان والصف العربي.. وهي لم تتوان يوما في التضحية من أجلة والدفاع عن قضايا العر والاسلام.. وأنها لجديرة بكل تقدير..
      وانطلاقا من الحرص الأكيد الذي تميلة وتحتمة علينا المصلحة المشتركة.. فإننا ندعو كافة إخواننا القادة العرب الى نبذ خلافاتهم جانبا، والعمل بجد وإخلاص على تحقيق أهداف التضامن العربي التي أصبحت في هذه المرحلة الدقيقة أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى، وإننا نتطلع الى نهج يعيد للعرب وحدتهم ومدهم بين الأمم..

      أيها المواطنون..
      لقد شهدنا بكل فخر واعتزاز.. البراهين العديدة التي أظهرها رجال قوتنا المسلحة.. كفاءة وانضباطا وإخلاصا في واجبهم الوطني المقدس.. ولقد نالت مجهوداتهم منا التقدير عن جدارة واستحقاق.. وإننا إذ نعمل جادين للإكثار من أصدقاء هذا الوطن.. فإن علينا أن نعتمد على أنفسنا.. وأن نبذل المزيد من أجله ونواصل العطاء لعزتة ورفعتة..
      ولا يخامرنا أدنى شك في أنكم يا أبناء قوتنا المسلحة تقدرون وبكل مسؤولية ما يقع على عاتقكم من واجبات جسمية.. في سبيل هذا الوطن ورفعة شأنة والحفاظ على مستواكم العالي الذي ظهرتهم بة دائما.. رغم الظروف الشاقة والصعبة ونحن عازمون على تزويدكم بكل الوسائل الحديثة.. ليسير تطوركم جنبا الى جنب مع التطور المدني في بلادنا.. حتي نتمكن من إنجاز الأهداف الوطنية الطموحة التي نسعى الى تحقيقها ..لبناء عمان المستقبل بمشيئة الله وتوفيقة..

      أيها المواطنون..
      إننا وقد وضعنا نصب أعيننا النهوض ببلادنا وخدمة شعبنا ..منذ فجر نهضتنا المباركة.. فإننا نكن الرضاء للجهود المخلصة لأبنائنا في جهاز الخدمة المدنية بالدولة التي عبرت عن مدى تفانيهمفي أداء الواجب.. وإذ نسعى جادين لتطوير هذا الجهاز فإن عليكم أيها الأبناء في هذا الموقع من الواجب أن تضعوا في اعتباركم أننا منحناكم الثقة لخدمة هذا الشعب الأدبي ، ونتطلع إلى المزيد من العطاء وبذل الجهود بدون ما كلل أو ملل – والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخية..
      وإننا وقد وضعنا بلادنا على طريق البناء والتقدم من أجل إقامة دولة عصرية إلا أن ذلك يجب ألا يكون على حساب تعاليم ديننا القويم أو على حساب تقاليدنا وتراثنا الحضاري الذي نعتز بة اعتزازنا بأنفسنا..

      أيها المواطنون..
      إننا مسرورون جدا للتقدم المضطرد والمتواصل الذي حققة اقتصادنا الوطني ، فرغم ركود لاقتصاد العالمي حققت خططنا الاقتصادية أهدافها المرسومة وأتت بثمار طيبة..
      وإذ نواصل تقدمنا ، وندرس الخطة الخمسية الثالثة للتنمية على أساس تنويع مصادر الدخل للبلادفإننا سنعمل بعون الله على تحقيق نمو متوازن في كل القطاعات الانتاجية .. الزراعية منها والصناعية..

      شعبنا العزيز..
      اليوم.. يمكننا أن ننظر بثقة إلى مستقبل مسيرتنا الخيرة التي بدأنا عامها الخامس عشر على بركة الله.. عاقدين العزم على أن نحقق لعماننا الحبيبة بفضل الله ومشيئتة النمو والازدهار، ولكل مواطنينا الأمن والاستقرار..
      وفقنا الله وإياكم لكل ما فية الخير والصلاح..وكل عام وأنتم بخير
      والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة,,,,

      [/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]