همســــات في حُــبّ عُمـــان وقائدهـــا ... دعـــــوة للمشـــاركة بمناسبة العيد الوطني (42)

    • خطاب جلالته في العيد الوطني الخامس عشر



      [TABLE='class: cms_table, align: center']
      [TR]
      [TD]
      ‏الحمد لله ‏العالمين والصلاة والسلام على البشير النذير والسراج المنير، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

      ‏أيها المواطنون..
      ‏يسرنا عظيم السرور أن نلتقي بكم اليوم لنعتقل بعيدنا الوطني الخامس عشر، وأن نتوجه معا بقلوب ملؤها الثناء إلى الله تعالى بأجل آيات الحمد والشكر لما أسبغه على بلادنا من نعم ونأعو جلت قدرته أن يمنعنا كل العون والتوفيق لنواصل التقدم فحوتحقيق ما نصبو إليه من رفعة وازدهار لعماننا الحبيبة.
      ‏كما يسرنا أن نحيي شعبنا في كل ربوع البلاد تحية الاعتزاز بما قدمه من أمثلة رائعة في العمل والكفاح ونهنثه بما حققناه معا عبر خمسة عشر عاما بفضل الله ورعايته لنا من إنجازات ونهضة في كافة المجالات وضعت بلدنا على الطريق الصحيح لبناء حاضره والتطلع بثقة إلى مستقبله وأتاحت له استئناف دوره الحضاري العريق وهيأته للتفاعل الإيجابي مع الأسرة الدولية.
      ‏وانه لمما يزيد من غبطتنا وسرورنا أن يشاركنا احتفالاتنا بعيدنا الوطني أخوة لنا من أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والمعالي من بعض الدول العربية الشقيقة الأعزاء بكل الترحيب.. تعبيرا عن حفاوتنا البالغة بكم وشكرنا العميق لهذه المشاركة التي نرى فيها رمزا قويا لعلاقات الأخوة والصداقة التي تجمع بين شعبنا وشعوبكم.

      ‏أيها المواطنون..
      ‏إننا إذ نعتز بالصداقات التي تربما بين عمان والأسرة الدولية فإننا نؤكد في ذات الوقت حرصنا على الاستمرار في أداء دورنا كاملا على الساحة العالمية وفقا للمبادئ التي اعتمدناها منذ البداية منطلقا لسياستنا التي تسعى بكل إخلاص إلى الصداقة والتعاون مع الجميع وتناصر القضايا العادلة لكافة بلدان وشعوب ‏العالم وتعمل من أجل السلام والاستقرار على كافة المستويات الدولية.
      ‏إننا نواصل العمل مع إخواننا قادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية في إطار مسيرتنا الأخوية التي تقدم نموذجا ممتازا لتعاون إيجابي وطيد على كافة المستويات، وانه ليسعدنا أن نشيد بما تم إحرازه خلال سنوات قليلة من خطوات موفقة وبما توصلنا إليه في مؤتمرنا السادس الذي عقد في مسقط خلال هذا الشهرمن نتائج هامة في المجالات الاقتصادية والدفاعية والأمنية أضافت إنجازا كبيرا يعكس اهتمامنا جميعا بتطوير تجربتنا المشتركة على أسس قوية وبكل ما يعزن التر ابما بين شعوبنا ويعفظ لها الاستقرار ويحقق طموحاتها في الرخاء والرفاهية.
      ‏وانطلاقا من حرصنا الأكيد على استقرار المنطقة ومن واجب يمليه ديننا الحنيف ويحتمه الجوار، فإننا نواصل دعمنا القوي لكل الوساطات الرامية لإنهاء الحرب العراقية - الايرانية التي ما تزال تهدد الأمن وسلامة الملاحة في المنطقة، كما تنذر باحتمالات خطرة على السلام العالمي فضلا عن إهدارها للأرواح والطاقات في كلا الجانبين المتحاربين. وانه لا يسعنا اليوم إلا ان ندعو قادة البلدين من جديد للعمل على إيقاف هذه الحرب المدمرة والاستجابة للمساعي الدولية لكي تساعد في تحقيق هذا الهدف وفي تمهيد الطريق للتفاوض بروح الأخوة الإسلامية حول تحقيق تسوية دائمة للنزاع تضمن حقوق الطرفين وتفتح صفعة جديدة لعلاقات ودية مستقرة.
      ‏وعلى صعيد آخر فإننا قد اتخذنا دائما موقفا موضوعيا وايجابيا تجاه كافة المبادرات والجهود العربية والدولية الهادفة إلى ايجاد حل عادل وشامل لمشكلة الشرق الأوسما انطلاقا من قناعتنا بالحوار كوسيلة لتحقيق السلام في المنطقة على أساس من الشرعية الدولية بكل ما يعنيه ذلك من التزام متبادل بقرارات الأمم المتحدة ومبادئ ميثاقها وبالقوانين والأعراف الدولية.
      ‏واذ ننوه بأهمية تجاوز حالة الجمود الراهنة لما تنطوي عليه من محاولات إسرائيلية لتكريس الأمر الواقع، فإننا نساند التحرك الأردني - الفلسطيني وكل تحرك عربي ودولي يسقى إلى السلام الدائم والمشرف، ونطالب القوى الدولية الصديقة لاسرائيل بالقيام بمسؤولياتها وممارسة تأثيرها كاملا لوضع حد للتعنت الاسرائيلي لكي تتاح الفرصة لإحراز تقدم إيجابي نحو التوصل إلى حل ‏يعيد للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة ويضمن العدل والسلام للجميع.
      ‏لقد حذرنا باستمرار من خطورة الخلافات العربية على المصالح الحقيقية لأمتنا ، ونادينا بتوحيد الصف واحلال الوئام محل الفرقة والتشتت، واليوم فإننا نؤكد مرة أخرى انه لا بديل لهذه الأمة في مواجهة الأخطار المحدقة بها عن تضامن عربي كامل يعيد إليها هيبتها ويوفر لها القدرة على التعامل مع الواقع الدولي بما يخدم قضاياها المصيرية، ونؤكد في نفس الوقت دعمنا وتأييدنا الكاملين للعمل الإيجابي الذي تقوم به اللجان المنبثقة عن مؤتمر قمة الدار البيضاء وكافة المساعي الجادة الهادفة إلى تنقية الأجواء وانهاء كل ظواهر الخلاف، ستطلعين إلى اليوم الذي يعود فيه التضامن العربي قويا وشاملا بمشيئة الله كما تنطلع إلى تعزيز التضامن الاسلامي بما يمنح الجهود القائمة في إطاره فاعلية أكبر لتؤتي ثمارها في معالجة القضايا المشتركة وتسوية النزاعات والمشاكل التي تعاني منها الأمة الاسلامية جمعا،. ‏وحيث تتزايد أهمية دور مجموعة عدم الانحياز في عالم يتسم بالصراع، فإننا نبارك الجهود الرامية إلى تنشيط هذا الدور ونحث على التجاوب معها بما يعيد التأكيد على المبادئ الأساسية لحركة عدم الانحياز ويعبر عن ترابعا الدول الأعضاء في الدفاع عن مصالحها على المستوى العالمي وفي تجنيبها أخطار الصراع بين القوى الكبرى.
      ‏وفي الوقت الذي تتزايد فيه المشاكل الاقتصادية العالمية حدة وتعقيدا وتلقي بوطأتها على الدول النامية بصفة خاصة، فإننا نضم صوتنا إلى الأصوات التي تطالب بوضع نظام اقتصادي عالمي جديد على أسس أكثر عدلا وانصافا تحقق التوازن بين مصالح الدول النامية ومصالح الدول الصناعية المتقدمة التي نرى أنه قد حان الوقت لكي تتحمل مسؤولياتها بما يساعد على تصحيح الخلل الاقتصادي القائم ويساعد أيضا على إعادة الاستقرار للأوضاع الاقتصادية العالمية وتخفيف الأعباء الباهظة التي تتحملها الدول النامية في آسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية. كما نرى أنه من الأهمية بمكان أن تتخذ الاجراءات الكفيلة بمواجهة مشاكل الجفاف واللاجئين التي تزايد حجمها إلى حد كبير في مناطق عديدة من العالم.
      ‏لقد شهد العالم خلال هذا العام أحداثا وتطورات خطيرة كانت لها ‏انعكاساتها على الاستقرار الدولي نتيجة لازدياد حدة التوترات والصراعات من جهة، وتصاعد نزعة العنف والإرهاب من جهة ثانية، وفي هذا الصدد فإننا نجاد مناشدتنا للقادة في محتلف أرجاء المعمورة أن يكشفوا مساعيهم من أجل تحقيق تطلع البشرية إلى عصر يسوده السلام والتعاون ونشدد على ما سبق أن دعرنا إليه مرارا من ضرورة الإسراع الى اتخاذ التدابير الفعالة على كافة المستويات للقضاء على الارهاب بجميع أشكاله لخطورته الكبرى على الأمن والاستقرار، كما نشدت _ في ات الوقت على أهمية تعميق الالتزام بالعمل بكل جد ودون إبطاء لمعالجة ظواهر التوتر والصراع بالوسائل السلمية.
      ‏إن الدور الذي تقوم به منظمة الأمم المتحدة يشم بأهمية بالغة لحل المشاكل السياسية والاقتصادية في عالم تتزايد فيه الصراعات والتحديات لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقرارات الصادرة عنها، واننا لندعو جميع دول العالم إلى القيام بواجبها كاملا نحو تعزيز دور المنظمة بما يكسبه كل الفعالية والتأثير خدمة للسلام والاستقرار وتوطيدا لأوامر التعاون بين أعضاء الأسرة الدولية لخير كافة شعوبها.
      ‏واذ نؤكد على المسؤولية الخاصة للقوتين الأعظم تجاه السلام والأمن الدوليين، فإننا نأمل للمحادثات المرتقبة غدا على مستوى القمة بين الزعيمين رونالد ويجان وميخائيل جورباتشوف أن تكون بداية لوفاق فعال يساهم في إيجاد حلول عادلة للقضايا الدولية فضلا عن إسهامه في تخفيف حدة التوتر العالمي ووقف سباق التسلح وابعاد شبح الحروب النووية حماية للانسانية من أخطارها التدميرية الهائلة واستجابة لطموحاتها في مستقبل آمن ومزدهر.

      أيها المواطنون..
      ‏لقد كان العام الخامس عشر لمسيرتنا الخيرة عاما حافلا بالعمل الدؤوب في كافة المجالات، واننا لنحمد الله تعالى على ما تحقق خلاله من إنجازات حيوية جديدة ساهمت في تدعيم نهضتنا وتقدمنا بنجاح، فقد استطعنا بعون الله لنا وبكل ما أبداه شعبنا من تعاون وتكاتف، إكمال تنفيذ خطتنا الخمسية الثانية، وانجاز مشارين أخرى جديدة لم تكن مدرجة بها على الرغم من ضغوما الركود الاقتصادي العالمي.
      ‏واليوم .. وحيث نستهل مرحلة جديدة في مسيرتنا فإننا نواجه مسؤوليات ‏كبرى يتوجب علينا القيام بها لتحقيق أهدافنا الوطنية على طريق الخيروالنماء، وفي هذا الإطار ندرس الخطة الخمسية الثا لثة وفقا لرؤية شاملة لخططنا المستقبلية تعكس اهتماماتنا بتطوير الأسس والانجازات القائمة وتحقيق تنمية متوازنة في محتلف مناطق البلاد بما يشمل المشاريع الأساسية والضرورية في مجالات التعليم والخدمة الصحية والاتصالات والطرق وغيرها من المجالات مع توجيه عناية قصرى وتركيز أكبر على القطاعات الإنتاجية الزراعية والسمكية والصناعية بالمستوى الذي يلبي احتياجات بلادنا من المنتجات الرئيسية ويساهم في تنويع مصادر الدخل وتوسيع طاقة اقتصادنا الوطني وبما يمكننا على الدوام من التكيف مع الأوضاع والمتغيرات الاقتصادية العالمية ومواصلة التقدم لتحقيق المزيد من الإنجازات لخير بلادنا ورفاهية شعبنا.
      ‏وانه ليسعدنا أن نعبر عن رضانا وارتياحنا التامين لتجربتنا العمانيةفي مجال الشورى لما تعكسه من مشاركة شعبية فعالة في جهود التنمية القائمة وفي دراسة الخطط المستقبلية، وذلك من خلال المجلس الاستشاري للدولة الذي يقدم باستمرار مقترحات وتوصيات إيجابية للغاية تساعد الحكومة في انجاز أهداف التطور الاقتصادي والاجتماعي في محتلف المجالات.
      ‏وانطلاقا من اهتمامنا الكبير بحماية البيئة الطبيعية ومع كل ما حققناه من خطوات مهمة في هذا المجال نالت بها عمان مكانة طيبة بين الدول المهتمة بحماية البيئة، فإنه يجب بذل المزيد من الجهد ومراعاة الاعتبارات الخاصة بحماية البيئة عند تحطيما وتنفيذ المشاريع الإنمائية، والمضي قدما في تطوير الصلات القائمة مع المنظمات الاقليمية والدولية المعنية فضلا عن قيام كل مواطن بواجبه لما لذلك من أهمية كبيرة لحماية مواردنا الطبيعية والصحة العامة من أية تأثيرت ضارة وللمحافظة على الطبيعة الجميلة والمتميزة التي وهبها الله لعماننا الحبيبة.
      ‏وفي الوقت الذي نعتزم الاستمرار في إعطاء الأولوية لتأهيل وتدريب قوانا البشرية بما يواكب خططنا الإنمائية ويفي بمتطلباتها من الكفاءات الوطنية، فإننا سنواصل بمشيئة الله رعايتنا الكاملة للشبيبة العمانية إيمانا منا بدور الشباب في صنع الحاضر والمستقبل وتأكيدا لحرصنا على تنمية قدراته وتوفير احتياجاته الأساسية واعداده إعدادا سليما يتكافأ وطبيعة المهام التي يجب عليه ‏القيام بها لخدمة وطنه والإسهام في بناء نهضته.
      ‏وفضلا عن هذا كله، فإنه يجب ان نضع نصب أعيننا أاثما الأهمية الكبرى لتعزيز قوتنا الذاتية باستمرار وفي كل المجالات بما يمكننا من تذليل المعاب والتغلب على التحديات وانجاز مهامنا الوطنية لخير عمان وشعبها الأبي.
      ‏وانه ليسرنا كل السرور ونحن نحتفل بعيدنا الخامس عشر أن نوجه تحية خاصة لقواتنا المسلحة الباسلة بكافة قطاعاتها وتشكيلاتها، تعبر عن اعتزازنا الكبير بإسهامها البارز في كل ما تحقق لبلادنا من استقرار وتقدم ورخاء، كما تعبر عن كل الرضا والفخر بكفاءتها واستعدادها المتطور، واذ ندعركم رجال قواتنا الباسلة إلى المحافظة على ما أظهرتمى أاثما من مستوى يستحق التقدير، فإننا سنواصل باذن الله إمدادكم بكل ما يمكنكم من أداء دوركم المجيد في السهر على أمن الوطن وحماية مقدساته.

      ‏أيها المواطنون:
      ‏إننا إذ تنطلع معا إلى المستقبل بتفاؤل كبير وعزم أكيد على تحقيق المزيد من الطموحات، فإن ذلك يتطلب أولا وقبل كل شيء الحفافا على نعمة الاستقرار وكل النعم التي أسبغها الله على بلادنا، كما يتطلب تكثيف الجهود والى أقصى حد ممكن لبناء عمان المستقبل بمشيئة الله، وعلينا في كل وقت أن نستمد من ديننا الحنيف وتراثنا العظيم وقيمنا العمانية الأصيلة ما ينير لنا الطريق ويقوي من عزائمنا لنؤدي واجبنا فحوبلدنا وأمتنا والانسانية جمعا،.
      ‏نحييكم أيها المواطنون.. ونهنئكم بهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا جميعا.. ونتوجه واياكم إلى ضيوفنا الأعزاء بأوفى مشاعر الترحيب وبخالص الشكر والتقدير لمشاركتهم لنا احتفالاتنا بعيدنا الوطني.
      ‏والله تعالى نسأل أن يعيطنا بكامل عنايته ورعايته ويوفقنا لكل ما فيه الخير والصلاح، كما نسأله جلت قدرته أن يكون العام القادم عام يمن وخيرلعمان وأن يكون عام سلام ورخاء للعالم أجمع.. انه سميع مجيب الدعاء.
      ‏وكل عام وأنتم بخير..
      ‏والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      [/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]
    • خطاب جلالته في العيد الوطني السادس عشر


      [TABLE='class: cms_table, align: center']
      [TR]
      [TD]‏‏الحمد لله ‏العالمين، والصلاة والسلام على نبي الهدى الذي أرسله الله شاهدا ومبشرا ونذيرا وعلى آله وصعبه أجمعين..

      أيها المواطنون الأعزاء..
      ‏يسعدنا كل السعادة أن نلتقي بكم في هذا المهرجان الكبير لنعتقل بالذكرى السادسة عشرة لعيدنا الوطني المجيد، كما يسرنا أن نقييكم ونعيي شعبنا العزيز في كل أرجاء البلاد ‏، ونتوجه إلى الله تعالى بالحمد والشكر على رعايته وتوفيقه، ونسأله جلت قدرته أن يمدنا بكل العون والإلهام لخدمة بلا دنا العزيزة وتحقيق ما تصبو إليه من خير ونماء..

      أيها المواطنون..
      ‏إن احتفالاتنا إذ تأخذ هذا العام طابع مهرجان شعبي يبرز د‏ور القوى الوطنية العاملة وساثر القطاعات في مجتمعنا العماني بإنها تعبر عن اعتزازنا بكل ما أحرزته مسيرتنا خلال ستة عشر عاما من تقدم_ كافة المجالات..
      ‏لقد كان لإيماننا الراسخ وجهود‏نا المتضافرة التي لا تعرف الكلل الأثر الأكبر فيما تم تحقيقه من إنجازات أرسينا بها الأساس القوي لنهضتنا الشاملة، وأكملنا مراحل مهمة للبناء الاقتصادي والاجتماعي أتت بثمار طيبة والحمد لله.. واليوم وحيث نواجه معا مسؤوليات وواجبات أكبر فإن علينا جميعا أن نستمد من ديننا الحنيف وقيمنا العمانية الأصيلة ومن تجاربنا عبر الأعو ام الماضية ما يزيدنا قوة واصرارا على مضاعفة الجهود ‏ومواصلة التقدم بكل التعاون والتكاتف وبكل الوفاء لعماننا الأبية متذكرين
      دائما قول الله تعالى: وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا.

      ‏آيها المو اطنون. .
      ‏إن العالم يشهد منذ سنوات متغيرات اقتصادية تفرض تحديات كبرى على الدول النامية فضلا عما تحدثه الأوضاع الراهنة للسوق النفطية من انعكاسات سلبية على اقتصاديات الدول المنتجة للنفط وعلى الاقتصاد العالمي بأسره، وانه ليتوجب علينا الآن أكثرمن أي وقت مضى أن نوطد العزم للاعتماد على الذات ليس فقط لمواجهة هذه الأوضاع والمتغيرات والتكيف معها وانما دائما وفي كل الأحوال، وبكل ما يعنيه ذلك من تضحيات واجبة على الجميع لتذليل الصعوبات وبناء مجتمع يعمه الخير والرخاء..
      ‏وفي هذا الصدد فإننا نؤكا على الأهمية الكبرى لتنويع مصادر الدخل القومي للبلاد وتنميتها إلى أقصى حد ممكن بما يعطي التركيز الأكبر للقطاعات الزراعية والسمكية والصناعية مع توجيه طاقات المجتمع للعمل الجاد والتنافس الشريف في بناء الوطن، واعتماد الأداء الأفضل معيارا للتمتع بخيراته استرشادا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تعالى يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه)).
      ‏وفي ذات الوقت فإننا نؤكد على سياستنا الرامية إلى الاستمرار في توفير الخدمات الأساسية والضرورية لشعبنا العزيز على الرغم من كل الظروف والمتغيرات الاقتصاد‏ية، ولقد أعطينا توجيهاتنا للمسؤولين في حكومتنا لأخذ ذلك بعين الاعتبار في خططنا الانمائية..
      ‏وانه لمن الأهمية بمكان أن يضطلع كل مواطن بمسؤوليته تجاه وطنه دون اتكالية أو اعتماد ‏على الغير ويساهم بكل الجدية والإخلاص في إنجاز مهامنا الوطنية التي تدعونا جميعا إلى تمجيد العمل كقيمة نبيلة تعطي للحياة مضمونا إيجابيا نافعا وكواجب مقدس يحتمه الإيمان بحق الوطن على أبنائه وتحض عليه تعاليم شريعتنا الإسلامية الغراء مصداقا لقوله سبحانه وتعالى: ((ولكل درجات مما عملوا)).

      أيها المواطنون..
      ‏إننا إذ نعتز بالهوية الحضارية لبلا د‏نا في مسيرتنا لصنع التقدم والرخاء فإننا نود ‏أن نشير بكل الاهتمام إلى ضرورة إقبال المواطن على المهن التقليدية التي قام عليها مجتمعنا قديما وخاصة المهن الزراعية وصيد الأسماك وتنمية الثروة الحيوانية وغيرها من المهارات والحرف لما لها جميعا من أهمية قصرى في
      ‏تنمية اقتصاديات البلاد وحتى لا نفقد بإهمالها موارد طيبة أنعم الله بها علينا ، واننا لنعتزم بمشيئة الله تكثيف جهودنا في هذا المجال انطلاقا من إيماننا بأن المجتمعات لا تتطور إلا على أساس من احترام مهن الآباء والأجد اد ، كما أن تقدمها لا يقاس بالازدهار العمراني فقط وانما بمدى أصالة هزذا التقدم واستيعابه لقدرات المجتمع وتقاليده في العمل والعطاء. .
      ‏وايمانأ بدور الشباب العماني في بناء الوطن فإننا نهيب به أن يضرب المثل في الجدية والجدارة ويعد نفسه للمشاركة الايجابية في كافة قطاعات العمل دون أن يربط مستقبله بالحصول على الشهادات فقط أو يحصر اهتماماته في مجالات محدودة بطبيعتها ، وانما يجب عليه أن يكون قدوة حسنة في تقبله للعمل في محتلف الميادين مهما بدا هذا العمل بسيطا لأنه سيبقى جهد ا شريفا ونبيلا طالما أنه يؤدي خدمة للوطن والمجتمع ويحقق طموحات المواطنفي حياة كريمة، وفضلا عن ذلك فإن تخفيف الاعتماد على العمالة الأجنبية في الكثير من الأعمال التي لا تتطلب مهارات خاصة لا يمكن أن يتحقق إلا بإقبال المواطن عليها بكل جد واهتمام ، وليس أدل على ذلك كله من قوله جل شأنه: (( وأن ليس للانسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأو فى))..
      ‏وفي الوقت الذي ندعو كل مواطن للاسهام فيما نحن بصدده من مهام التنمية الشاملة فإنه يتحتم على القطاع الخاص أن يتخذ خطوات جادة للاعتماد تدريجيا وبدرجة أكبر من ذي قبل على القوى العاملة والكفاءات والكوادر العمانية المتوفرة وفقا لاحتياجات محتلف الأ نشطة التي يقوم بها ليؤدي بذلك دورا مهما في إطار سعينا الدؤوب لبناء وتطوير قدراتنا الذاتية في كافة المجالات. .
      ‏إننا إذ نشيد بالعطاء الذي قدمه أبناء الوطن من المهنيين والحرفيين وذوي المهارات والخبرات عبر سنوات النهضة وأسهموا به إسهاما كبيرا في تنمية البلاد فإنه ليتوجب على كل عماني أن يضع نصب اهتمامه دائما وفي كل وقت أن الأوطان إنما تبنى وتزدهر بكفاح أبنائها البررة الأوفياء.

      ‏شعبنا العزيز. .
      ‏إننا نواصل جهودنا وبرامجنا الإنمائية ضمن إطار يضع برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مقدمة اهتماماتنا إضافة إلى تطوير الأسس
      ‏والإنجازات القائمة وذلك وفق أولويات تلبي احتياجات مختلف المناطق من المشاريع الضرورية والحيوية، كما نواصل جهودنا لتطوير الجهاز المدني للدولة بما يتفق وطبيعة المهام التي تواجهها مسيرتنا الوطنية وبما يساعد على الارتقاء بمستوى العمل في كافة الوحدات والمرافق لتؤدي خدماتها للمواطن على أفضل وجه. .
      ‏إن عماننا بخير والحمد لله وأرضها طيبة معطاء وهي تختزن من النعم والخيرات ما يفي بطموحات الأجيال المتعاقبة إذا شمرنا جميعا عن سواعد الجد وبذلنا الجهد والعرق وأبدينا روحا عالية في التعاون والتكاتف للتغلب على كل التحديات وتحقيق ما نرجو لبلا د‏نا من تقدم ورفعة مستلهمين قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كونوا عباد ‏الله إخوانا وعلى الخير أعوانا)). .

      أيها المواطنون. .
      ‏إنه ليسعدنا في ظل هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا جميعا أن نحيي قواتنا المسلحة الباسلة بجميع قطاعاتها وتشكيلاتها ونشيد بكفاءتها الممتازة وجديتها واخلاصها لواجبها المقدس في السهر على أمن الوطن وحماية ترابه الطاهر، واننا لنؤكد اهتمامنا المستمر برعايتها وتطوير قدراتها بكل ما يمكنها من أد‏اء د‏ورها المجيد ، كما نحيي ونشيد بالجهود ‏المخلصة لأجهزة الأمن في خدمة الوطن والمواطن وتوفير الراحة والطمأنينة لشعبنا في كافة وبوع البلاد ‏. .
      ‏إننا نود ‏أن نوجه تحية خاصة للكشافة العمانية التي نكن لها كل التقدير لما تقوم به من نشاها بارز يعدها للاسهام الإيجابي في مسيرتنا الخيرة على أساس من الإيمان بالله والاعتماد ‏على النفس، ونوجه التحية والشكر لكم جميع المشاركين في هذا المهرجان من المزارعين والصيادن والحرفيين والشبيبة العمانية وكل قطاعات المجتمع العماني لجهود‏كم المثمرة من أجل البناء والتعمير معبرين لكم جميعا عن اعتزازنا بدوركم الأساسي في تحقيق ما نسعى اليه من أهداف التنمية والازدهار. .
      ‏كما إننا نود ‏أن نعبر عن شكرنا وتقديرنا لوفود ‏الدول الشقيقة والصديقة المشاركة في احتفالاتنا بعيدنا الوطني. .
      ‏واذ نستهل على بركة الله عاما جديدا من أعوام النهضة فإننا ندعوكم أيها المواطنون الأعزاء للتطلع إلى المستقبل بالايمان والتفاؤل والعزيمة القوية على
      ‏تكثيف الجهود ‏ومواصلة التقدم. .
      ‏والله تعالى نسأل أن يرفقنا واياكم لكل ما فيه الخير لعماننا الحبيبة، كما ندعوه عزوجل بأن يعم السلام والوئام العالم أجمع وأن تعمل البشرية لما فيه خيرها وصلاح أعورما وتسوي خلافاتها بالطرق السلمية لتجنب الناس الأبرياء ويلات الحروب والدمار وتحقق طموحاتها في حياة يسودا الأمن والاستقرار.
      ‏والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، ،

      [/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]
    • خطاب جلالته في العيد الوطني السابع عشر

      [TABLE='class: cms_table, align: center']
      [TR]
      [TD]
      ‏الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين..

      ‏أيها المواطنون..
      ‏إنه لمن واعي البهجة والسرور أن نستقبل عاما جديدا من أعوام نهضتنا المباركة، وبهذه المناسبة الغالية على كل عماني على كل شبر من وبوع البلاد فإنه ليسعدنا أن نهنئكم جميعا بعيدنا الوطني المجيد الذي نحتفل به اليوم تتويجا لسبعة عشر عاما من العمل الدؤوب والإنجازات الخيرة.. متوجهين إلى الله تعالى بالحمد والشكر لما أسبغه على عماننا الحبيبة من رخاء واستقرار، ولما حققته مسيرتنا بفضله وعونه من تقدم، وندعوه جل شأنه أن يبارك عامنا الجديد ويوفقنا للمزيد من النماء والازدهار..

      ‏أيها المواطنون الأعزاء..
      ‏لقد دعوناكم في مثل هذا اليوم خلال احتفالاتنا بعيدنا الوطني الساد‏س عشر للأعتماد ‏على الذات في محتلف مجالات العمل، وأكدنا في هذا الإطار على ضرورة الإقبال على مهن الآباء والأجداد ‏لما لها من أهمية بالغة في الحفافظ على المقومات الحضارية لمجتمعنا العماني.. ومن هنا كان حرصنا على تخصيص احتفالاتنا بعيدنا الوطني هذا العام لتكريم المواطنين المشتغلين بالحرف والمهن العمانية التقليدية إيمانا منا بقدرتهم على العمل الجاد ‏والمثمر.. ان هذه الجهود البناءة والمتميزة في محتلف المجالات الإنتاجية تقدم المثل والقدوة لأبناثنا الشباب في الاعتزاز بأصالة شعبنا وتقاليده العريقة في العمل والإبداع..
      ‏إننا إذ نكرم المواطنين العاملين بجميع الأنشطة التقليدية في ساثر المناطق ‏والولايات فإننا نعبر بذلك عن تقدير الوطن لكل عمل جاد ‏تؤد‏يه السواعد العمانية في الزراعة وصيد الأسماك وتنمية الثروة الحيوانية وفي الحرف اليدوية وغيرها من مواقع العمل ولكل عطاء مخلص يشارك به المواطن في تحقيق ما نرجو لبلا‏نا من تقدم مطرد في كافة المجالات..
      ‏وانه لا يسعفا كذلك إلا أن نعبر عن ارتياحنا وتقديرنا لكل ما بذله المواطنون وكافة القطاعات الأهلية والحكومية خلال هذا العام من جهود متضافرة ساعدت إلى حد كبير على التكيف مع متطلبات هذه المرحلة من مراحل التنمية وهيأت لمسيرتنا الوطنية مواصلة التقدم لتحقيق أهدافها في البناء والتعمير..

      أيها المواطنون..
      ‏إننا إذ نؤكد على اهتمامنا الدائم بتنويع مصادر اقتصادنا الوطني فإننا نعمل على تطوير جهود‏نا في هذا المجال وفقا لخطوات مدروسة تهدف إلى زياد ‏ة الدخل القومي للبلاد، وايجاد فرص العمل للمواطنين، واشراكهم في المشاريع الإنتاجية التي تخدم قطاعات كبيرة في المجتمع..
      ‏وانه ليسرنا اليوم أن نعلن أننا قد أصدرنا أمرا بإنشاء شركة الأسماك العمانية لتعمل على تحقيق زيادة كبيرة في الإنتاج السمكي تغطي احتياجات السوق المحلية وتهيئ فرصا جديدة للتصنيع والتصدير إلى الخارج، وذلك تنفيذا لما وعدنا به شعبنا العزيز خلال جولاتنا ولقاءاتنا بمختلف المناطق في أوائل هذا العام، وسنوفر لهذا القطاع بإذن الله كل الامكانيات المناسبة ليأخذ طابع مشروع اقتصادي قومي كبير يساهم فيه المواطنون على أوسع نطاق، ويفتح أمامهم مجالا جديدا لإظهار قدراتهم الفردية والجماعية، ولقد كان حرصنا منذ البداية أن يكون مجال عمل هذا القطاع الانتاجي فيما وراء المناطق التي يرتادها الصيادون الحرفيون حفاظا على مصالحهم وتمكينا لهم من ممارسة نشاطهم المعتاد الذي سيلقى منا دائما كل دعم ورعاية.
      ‏وفضلا عما حققته جهودنا خلال الأعوام الماضية من خطوات في مجال الزراعة فإن تطوير هذا القطاع يأتي في مقدمة اهتماماتنا ضمن سياسة تهدف إلى تحقيق الأمن الغذائي بمفهومه الشامل في ضوء التطورات والأوضاع ‏الاقتصادية العالمية الراهنة التي تحتم على جميع الدول خاصة الدول النامية تكثيف طاقاتها وامكاناتها للاعتما دإلى أقصى حد ممكن على مواردها الذاتية لتأمين احتياجاتها الغذائية.
      ‏وادراكا منا لأهمية الزراعة كمورد حيوي لاقتصادنا الوطني ودعما للاقبال على المهن الزراعية باعتبارها مهنا عمانية عريقة يجب الحفافا عليها فإننا نعتزم بمشيئة الله إعلان العام القا دم عاما للزراعة تأكيدا لاهتمامنا بتكثيف جهودنا في هذا المجال على المستويين الحكومي والأهلي بما في ذلك العمل على ‏تطوير النظام الحالي لتسويق المنتجات الزراعية بما يكفل تشجيعا أكبر للمزارعين، كما نعتزم اتخاذ خطوات أخرى في المستقبل لتنمية محتلف القطاعات الانتاجية لتساهم مجتمعة في توسيع طاقة الاقتصاد العماني وتوفير مستوى الحياة الكريمة لكل أبناء الوطن.

      ‏شعبنا العزيز..
      ‏إننا نولي كل العناية للاستمرار في تحسين وتطوير الخدمات الأساسية في جميع أنحاء البلاد وفقا لأولويات تأخذها برامجنا الانمائية بعين الاعتبار لتلبي المتطلبات الضرورية لكافة المناطق..
      ‏وفي هذا الإطار وتجسيدا لاهتمامنا بالخدمات الصحية فإنه سيتم بعون الله خلال هذا الأيام افتتاح المستشفى السلطاني الجديد، كما أن العمل بالمستشفى الجامعي في جامعة السلطان قابوس قد أوشك على الانتهاء، ليؤدي هذان المرفقان دورا مهما يوفر مستوى متقدما للعلاج في محتلف التخصصات الطبية، ويفي بالاحتياجات المتزايدة نتيجة للتوسع السكاني والتطور السريع الذي تشهده البلاد، وذلك إلى جانب الجهود المستمرة لتوسيع ودعم المستشفيات والمرافق الصحية في محتلف المناطق لتقدم خدماتها على أفضل وجه..
      ‏وتيسيرا للاستفادة بالخدمات الضرورية فإننا قد أعطينا توجيهاتنا للحكومة بدراسة تسعيرة الكهرباء ورسوم المركبات بما يعكس حرصنا على تخفيف العبء عن المواطنين..
      ‏وانه ليهمنا في صدد التأكيد على رعايتنا للخدمات الأساسية أن نشيد بدور ‏المجلس الاستشاري للدولة لما يقوم به من جهود ملموسة تعكس احتياجات المواطنين في كافة المناطق مما يساعد الحكومة على تحديد الأولويات في خططها ومشاريهها الإنمائية بما يخدم الصالح العام لبلا دنا وشعبنا..

      ‏أيها المواطنون..
      ‏إننا جزء من هذا العالم.. نتفاعل مع ما يدور حولنا من أحداث بكل الإيجابية والوضوح، ونكرس كل إمكانياتنا للمشاركة الموضوعية والفعالة لخدمة قضايا السلام والتعاون على كافة المستويات الاقليمية والدولية..
      ‏إن سياستنا كانت وما زالت تعبر عن اهتمامنا الدائم بتهدئة الأوضاع في المنطقة وتعزيز فرص الحوار بين الأطراف المتنازعة لحل خلافاتها بروح الوفاق والتفاهم، واذ نشعر بالأسف لاستمرار الحرب العراقية في الإيرانية لما تعكسه من سلبيات ومضاعفات تنطوي على احتمالات خطيرة تهد دالسلام العالمي فضلا عن تهديدها لأمن المنطقة فإننا نساند الجهو دالتي تقوم بها الأمم المتحدة لتطبيق قرار مجلس الأمن، ونأعو المجتمع الدولي لتكثيف دعمه لهذه الجهو دبما يهيي لها كل النجاح في التوصل إلى حل يضع نهاية سريعة لهذه الحرب ليعو دالسلام والوثام إلى البلدين الجارين وشعبيهما المسلمين وتنعم المنطقة بالهدوء والاستقرار.
      ‏وانطلاقا من حرصنا على الإسهام مع إخواننا قا دة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في تعزيز مسيرتنا المشتركة فإننا تنطلع الى مزيد من التعاون المثمر خلال القمة الخليجية الثامنة التي ستعقد بمشيئة الله بالرياض في ضيافة الأخ الملك فهد بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعو دية الشقيقة.. سائلين الله العلي القدير أن يرفقنا لما يخدم مصالح شعوبنا جميعا..

      ‏أيها المواطنون..
      ‏إن المهام التي تواجهها مسيرتنا الوطنية في عامها الجديد تدعونا جميعا إلى التفاني في العمل لتحقيق أهدافنا في التنمية الشاملة والتغلب على كل التحديات والتقدم بكل الايمان والثقة لبناء مجتمع الرخاء والرفاهية..
      ‏نحييكم أيها المواطنون.. ونتوجه في عيدنا الوطني بالتحية إلى قواتنا المسلحة ‏الباسلة بكافة قطاعاتها وتشكيلاتها.. تعبيرا عن اعتزازنا بكفاءتها الرفيعة واستعدادها المتطور لأداء واجبها المقدس بكل مقدرة واخلاص، ونحيي مختلف الأجهزة الأمنية التي تضطلع بواجبها الوطني بكل الجدية والتفاني في خدمة المجتمع وتأمين راحته وحماية استقراره، كما نتوجه بالشكر إلى المشاركين في
      ‏الاحتفال من الحرفيين والمهنيين وفرق الفنون الشعبية العمانية وكافة القطاعات..
      ‏والله تعالى نسأل أن يحيطنا بعنايته ورعايته، ويوفقنا لكل ما فيه الخير والرفعة لبلادنا العزيزة.. إنه ولي التوفيق..
      ‏والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

      [/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]
    • خطاب جلالته في العيد الوطني الثامن عشر


      [TABLE='class: cms_table, align: center']
      [TR]
      [TD]

      ‏الحمد لله رب العالمين، وبه نستعين والصلاة والسلام على البشير النذير والسراج المنير.. سيدنا محمد النبي الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين..

      ‏أيها المواطنون..
      ‏يسرنا ونحن نحتفل في هذا اليوم المبارك بالذكرى الثامنة عشرة لعيدنا الوطني أن نستهل حديثنا بالتوجه الى الله تعالى بأجل آيات الشكر على ما أحاطنا به من نعم وبركات، وعلى ما أمدنا به من رعاية وتوفيق، كما يسرنا أن نحييكم ونعبر لكم عن اعتزازنا بالروح الوطنية العالية التي تجلت على مدى هذه الأعو ام الثمانية عشر فيما بذلناه معا من جهود متضافرة لبناء النهضة وصنع التقدم في ربوع عماننا الحبيبة..

      أيها المواطنون..
      ‏لقد جاء اهتمامنا بتخصيص عام للزراعة انطلاقا من مفهوم شامل يستهدف توسيع آفاق النماء في بلادنا، وذلك بالتركيز على استغلال ما تدخره أرضها الطيبة من موارد وفيرات، كما يستهدف نماء قدراتنا الذاتية من خلال تدعيم ارتباظ المواطن بهذه الأرض المعطاء، بكل ما يتطلبه ذلك من محافظة على الحرف والمهن المتوارثة عن الآباء والأجداد، واقدام على العمل في جميع القطاعات، وتحمل للمسؤولية بروح من الجدية والتفاني في العطاء..
      ‏ومن هذا المنطلق كان حرصنا على إبراز دور المواطنين العاملين بحرف الزراعة والصيد وتربية الثروة الحيوانية لمشاركتهم الفعالة في مسيرة التنمية على أساس من تقاليدنا وعاداتنا العمانية العريقة، واذ يهمنا أن نشير اليوم الى ضرورة اتباع سياسة تحول دون هجرة البعض لهذه الحرف فإننا نؤكد في ذات الوقت على اهتمامنا بالاستمرار في تقديم كل أوجه الرعاية للمشتغلين بها لما لها من أهمية بالغة في الانتفاع بالموارد الطبيعية المتجددة التي أنعم الله بها على ‏عماننا لتبقى دائما وأبدا وكما كانت في كل العصور مصدر خير وزرق للأجيال المتعاقبة.

      ‏شعبنا العزيز..
      ‏لقد تابعنا بكل تقدير النشاط المتميز الذي قامت به الحكومة والمواطنون خلال هذا العام في تعاون فعال أعطى دفعة قوية لتطوير قطاع الزراعة، ولكن ذلك لا يعني الاكتفاء بتحقيق أهداف مرحلية، وانما يجب أن يكون بداية لجهود مكثفة تأخذ طابع الدوام للنهوض بهذا القطاع إلى أقصى درجة ممكنة..
      ‏ولهذا فإننا نعلن اليوم استمرار فعاليات عام الزراعة لتشمل عامنا المقبل بمشيئة الله رغبة منا في تأكيد الإدراك المتزايد لضرورة تنمية هذا المورد الاقتصادي المهم، واعطاء مجال أوسع للاستفادة بما حققته جهودنا في هذا العام من مردود طيب، ولقد اعطينا توجيهاتنا للحكومة للاستمرار في برامج التطوير الزراعي التي سيكون لها بإذن الله أثرها الإيجابي، وذلك إلى جانب الاستمرارفي اقامة المزيد من سدود التغذية الجوفية، وصيانة الأ فلاج والآبار، ودعم دور مراكز الإرشاد الزراعي بما يعزز من قدرتها على تقديم الخدمات اللازمة للمزارعين..
      ‏إن ما تم تنفيذه عبر السنوات الماضية من مشاريع حيوية في هذا القطاع يوفر أساسا قويا للبدء في تنمية زراعية متكاملة تولي تركيزا خاصا لتطوير المحاصيل العمانية التقليدية وانتقاء الجيد منها للتوسع فيه وزيادة انتاجيته، مع الاهتمام بالمحاصيل الجديدة وتنويعها ضمن تركيب محصولي يقوم على أسس الجدوى الاقتصادية، إضافة إلى ما يجب اتخاذه من خطوات مدروسة لإحياء وتطوير المراعي الطبيعية، وتنظيم استخدامات الأراضي بما يمنع استخدام مناطق الرعي والأراضي القابلة للزراعة في أغراض تحد من إمكانيات التوسع الزراعي في الحاضر أوفي المستقبل..
      ‏وانه لمن المهم دائما أن يواكب هذه الجهود عمل مستمر ليس فقط لاكتشاف وتطوير مصادر وموارد المياه وانما للمحافظة عليها باعتبارها ثروة وطنية، والاقتصاد في استخدامها، واتباع نظم الري الحديثة، والاستفادة بالتسهيلات التي تقدمها الحكومة في هذا المجال لما لكل ذلك من أثر كبيرفي تأمين احتياجاتنا من المياه سواء للزراعة أو لغيرها من المجالات..
      ‏وفي قطاع الأسماك فإن المشروع القومي الذي سبق أن أعلنا عنه قد استكملت مراحله، وستبدأ شركة الأسماك العمانية عملها قريبا بمشيئة الله لتساهم في تنمية هذا القطاع على أسس علمية واقتصادية، وبالمستوى الذي يتفق وأهميته كإحدى الدعائم الرئيسية لاقتصادنا الوطني، وفي حين يتعين على الشركة أن تعتمد فيما ستقوم به من أنشطة متنوعة على العمالة العمانية بدرجة أساسية فانه يتوجب عليها أن تقدم التسهيلات اللازمة للصيادين الحرفيين الذين نحرص على استمرار ودعم نشاطهم المعتاد..
      ‏ولقد أصدرنا أمرا للحكومة بدراسة مشروع لإنشاء قرى نموذجية للصيادين في مناطق عديدة من البلاد مع تجهيزها بوحدات لتجميع وحفظ الأسماك وصيانة معدات الصيد، وذلك بهدف تعزيز ارتباطهم بالبحر وتشجيعهم وغيرهم من العمانيين على الاشتغال بهذه الحرفة، كما ستقدم الحكومة حوافز لمن يحافظون على حرفة الصيد ويعملون على انتقالها للأبناء..
      ‏وفضلا عن هذا كله.. وادراكا منا لأهمية الاستمرار في سياسة النماء وفقا لرؤية مستقبلية فإننا نعتزم بمشيئة الله تكليف أحد بيوت الخبرة العالمية المتخصصة لترجمة الدراسات التي انتهت منها الحكومة مؤخرا الى خطة وطنية بعيدة المدى لتطوير قطاعات الزراعة والأسماك والثروة الحيوانية تهدف في المقام الأول إلى تنويع مصادر الدخل القومي، وتحقيق الأمن الغذائي، وتوفير فرص العمل أمام العمالة الوطنية، وسيوضع لهذه الخطة برنامج زمني يتم تنفيذه لمدة عشر سنوات، كما نعتزم توجيه الحكومة لإعطاء هذه القطاعات الثلاثة الى جانب الصناعة نصيبا وافرا من الاهتمام في الخطة الخمسية الرابعة..

      ‏أيها المواطنون..
      ‏لقد أولت مسيرتنا عناية كبيرة لإنجاز البنية الأساسية في مجالي التعليم والتدريب، وأكملنا بذلك مراحل مهمة حرصا منا على اعداد أبنأثنا للمشاركةفي بناء وتنمية البلاد، وانه لمن الضروري أن نبذل المزيد من الجهد لتطوير السياسات المتبعة في هذين المجالين بما يخدم توجهاتنا الأساسية للاعتماد على قوانا البشرية في مختلف مجالات العمل، وذلك بالربط بين هذه السياسات وبين احتياجات البلاد من القوى العاملة ربطا دقيقا وفعالا، وبكل ما يعنيه ذلك من تكيف وتنوع في برامج التعليم والتدريب وفقا لمتطلبات العمل في ساثر قطاعات ‏الدولة من المهنيين والفنيين وغيرهم من العمالة المدربة والكفاءات المؤهلة في محتلف التخصصات..
      ‏وعلى الرغم من كل الخطوات التي اتخذت حتى الآن في مجال التعمين فانه لابد من المضي قدما لإحلال العمالة العمانية تدريجيا محل العمالة الوافدة في جميع القطاعات الأهلية والحكومية دون إخلال بمستوى الأداء، واذ يتوجب على القطاع الخاص أن يهيئ مزيدا من الفرص أمام العمالة الوطنية في مختلف الأنشطة التي يقوم بها سواء في المصانع والفنادق أو في الأسواق وشركات المقاولات والخدمات وغيرها فإننا نهيب بأبنائنا الشباب أن يجدوا في اكتساب الخبرات والمهارات التي تؤملهم للعمل في هذه المجالات، وأن يقبلوا عليها دون ترفع أو تهاون وانما بالرغبة الصادقة لإثبات الجدارة والتفوق في أداء ما يسند اليهم من أعمال.. مهما كان نوعها بدون استثناء.

      ‏أيها المواطنون..
      ‏إننا إذ نواصل جهودنا وبرامجنا الإنمائية في مختلف القطاعات المدنية فإننا نعمل على تطوير قواتنا المسلحة إيمانا منا بدورها المجيد في كل الأوقات، وانه ليسعدنا اليوم أن نحيي جميع الضباط والجنود في قواتنا الباسلة بجميع قطاعاتها وتشكيلاتها تعبيرا عما نكنه من فخر واعتزاز بالمستوى الرفيع الذي وصلت إليه في كفاءتها واستعدادها المتطور واخلاصها لواجبها المقدس في السهر على أمن بلادنا العزيزة والمشاركة في تحقيق ما تصبو إليه من تقدم ورفعة، كما نحيي مختلف أجهزة الأمن التي تقدم بجهودها المخلصة أمثلة بارزة للتفاني في خدمة الوطن والمجتمع..

      ‏أيها المواطنون..
      ‏إننا نحرص دائما على أداء دورنا كاملا على الساحة الدولية وفقا لسياستنا التي ننتهجها منذ البداية بكل الإيجابية والوضوح والتي تقوم على أساس من الايمان الراسخ بمبادئ التعايش السلمي بين جميع الشعوب، وحسن الجوار بين الدول المتجاورة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير، والاحترام المتبادل لحقوق السيادة الوطنية..
      ‏إننا نمد يد الصداقة والتعاون الى جميع الدول التي تلتقي معنا على هذه المبادئ، ونعمل ضمن هذا الإطار على توطيد علاقاتنا المتنامية مع كافة دول المنطقة تقديرا منا لأهمية التعاون بينها في كل ما يخدم المصالح الأساسية ‏لجميع شعوبها ، كما نعمل مع إخواننا وأصدقاثنا في العالم لتطوير علاقاتنا بما يحقق أهداف التعاون المشترك لخير شعوبنا والأسرة الدولية، وفي ذاات الوقت فإننا نكرس إمكانياتنا للمشاركة المخلصة في تعزيز فرص السلام والأمن على كافة المستويات الإقليمية والدولية..
      ‏إننا إذ نشيد بالخطوة الشجاعة والحكيمة التي اتخذها قادة العراق وايران بإيقاف الحرب وبدء الحوار المباشر لتسوية النزاع بالطرق السلمية فانه لا يسعنا الا أن ننوه بالدور البارز للأمم المتحدة في التوفيق بين الطرفين، ونؤكد دعمنا القوي لهذا الدور..
      ‏لقد شهد العالم خلال هذا العام تطورات إيجابية نتيجة لما أحرزته المساعي الدولية من تقدم واضح في معالجة العديد من المشكلات الاقليمية في محتلف مناطق العالم، ولما تحقق من انفراج في العلاقات بين الشرق والغرب وتقارب أكبر بين القوتين العظميين، واننا لنأمل أن تساهم هذه التطورات المشجعة في إيجاد مناخ عالمي جديد يوفر فرصا مواتيه لمعالجة كافة المشكلات والقضايا الدولية المزمنة وفي مقدمتها قضية الشرق الأوسط..
      ‏وفي هذا الصدد فإننا ندعو المجتمع الدولي وكل القوى العالمية لتقديم المزيد من المساندة والدعم للجهود الرامية إلى عقد مؤتمردولي للسلام في الشرق الأوسط، وبالمستوى الذي يمهد الطريق لتحرك جاد يعمل على التوصل الى تسوية سلمية عادلة ودائمة تضع حدا للمعاناة القاسية التي يرزح تحتها الشعب الفلسطيني، واننا لنشيد بما توصل اليه المجلس الوطني الفلسطيني خلال اجتماعه في الجزائر من نتائج إيجابية توفر فرصة جديدة لإيجاد حل يعيد إلى هذا الشعب المناضل حقوقه المشروعة، ويضمن الأمن والسلام لجميع الأطراف المعنية..
      ‏وفي الوقت الذي لا تزال الأزمة اللبنانية تزداد تعقيدا وتشتد وطأتها على الشعب اللبناني فإننا نؤكد قناعتنا الكاملة بأن حل هذه الأزمة لابد أن ينبثق في الأساس عن إرادة اللبنانيين أنفسهم، واننا لنناشد جميع القوى والفئات اللبنانية أن تعمل ودون إبطاء للخروج من المأزق الراهن والاتفاق على صيغة للحوار بينها لإيجاد حل يعفح للبنان وحدته واستقلاله وسيادته الكاملة على أرضه، كما نناشد الدول العربية أن تساعد من خلال الجامعة العربية على بدء هذا الحوار لمعالجة الأزمة اللبنانية بعيدا عن التدخلات الخارجية..
      ‏وعلى صعيد التعاون الأخوي بين الأقطار العربية فإننا نحيي الخطوات التي اتخذها إخواننا قادة دول المغرب العربي لتنسيق التعاون الإقليمي بين هذه الدول، ونعرب عن تأييدنا الكامل لهذه الخطوات ولكل جهد يساهم في تعزيز التآخي بين الأشقاء ويساعد على ترسيخ التضامن بين أمتنا العربية لما فيه الخير لشعوبها في حاضرها ومستقبلها..

      ‏أيها المواطنون..
      ‏لقد أخذت الأوضاع الاقتصادية العالمية تفرض أعباء باهظة وضغوطا متزايدة على الدول النامية لم يسبق لها مثيل في خطورتها وانعكاساتها السلبية على معدلات النموفي هذه الدول، وان ذلك ليؤكد ضرورة إسراع المجتمع الدولي لمعالجة هذا التدهور في الاقتصاد العالمي بما يعيد إليه التوازن على أسس عادلة ومستقرة تضمن مصالح الدول النامية..
      ‏وفي نفس الوقت فإننا نؤكد على التعاون بين الدول المنتجة للنفط لإعادة الاستقرار إلى السوق العالمية للنفط، ونأمل أن يأخذ هذا التعاون مستوى فعالا وبأكثر من أي مرحلة مضت لما لذلك من أهمية للاقتصاد العالمي فضلا عن أهميته الكبرى للمنتجين والمستهلكين على السواء.

      أيها المواطنون..
      ‏لقد كان للجهود الفعالة التي بذلتها الحكومة الأثر الايجابي في التكيف مع
      ‏الأوضاع الاقتصادية والنفطية العالمية بما يضمن الاستمرارفي المشاريع الأساسية والضرورية في محتلف مناطق البلاد، واذ نعبر عن تقديرنا لهذه الجهود ولما أبداه المجلس الاستشاري للدولة والمواطنون من تجاوب وتعاون فإننا ندعوكم جميعا إلى مزيد من التكاتف وتضافر الجهود للارتفاع بمستوى الأداء في كافة القطاعات وخاصة القطاعات الإنتاجية، كما ندعوكم للتطلع إلى عامنا الجديد بكل الإيمان والثقة والإصرار على تذليل التحديات ومواصلة التقدم لتحقيق ما نرجو لبلادنا العزيزة من نماء مضطرد في مختلف المجالات..
      ‏والله تعالى نسأل أن يرفقنا واياكم لكل ما فيه الخير والصلاح..
      إنه ولي التوفيق..
      ‏والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

      [/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]
    • خطاب جلالته في العيد الوطني التاسع عشر



      [TABLE='class: cms_table, align: center']
      [TR]
      [TD]‏الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه الأمين الذي بعثه الله بالهدى والنور والحق المبين، وعلى آله وصحبه أجمعين.

      ‏أيها المواطنون الأعزاء..
      ‏يسرنا أن نهنئكم بالعيد الوطني المجيد والمناسبات السعيدة التي نحتفل بها ونستقبلها دائما‏ بالشكر لله على نعمه والابتهاج بعطاء مسيرتنا في‏ تقدمها المستمر على طريق الخير والنماء.. متوجهين إلى الله عزوجل بالدعاء أن يبارك عامنا الجديد، وأن يكون بمشئته وعونه عام يمن وازد‏هار لعماننا الحبيبة.

      ‏شعبنا العزيز..
      ‏إن احتفالاتنا بالعيد الوطني هذا العام تأتي تكريما وتتويجا للجهود ‏الكبيرة والمتضافرة التي بذلت للنهوض بقطاعات الزراعة والأسماك والثروة الحيوانية، واذ يسعدنا اليوم أن نعرب عن ارتياحنا التام لكل ما حققته تجربة العامين الماضيين من نتائج مبشرة نحمد الله عليها فإننا نؤكد أن اهتمامنا بهذه القطاعات لن يقف عند هذا الحد، بل سيستمر على الدوام بإذن الله وفي‏ كل الأحوال كأحد الاهتمامات الأساسية لبرامجنا الإنمائية.
      ‏إننا نؤمن بأن المستقبل أمام الأجيال يكمن في‏ الارتباط القوي بهذه الأرض الطيبة، والاعتزاز بتقاليد الآباء والاجداد‏ في‏ تقديس العمل، وبذل الجهد والعرق لاستغلال الموارد‏ الطبيعية في‏ بلاد‏نا.. ومن هنا فإنه لا بد من الاستمرارفي‏ تنمية ثرواتنا الزراعية والسمكية والحيوانية، وحفز قوانا البشرية للاقدام على العمل في‏ مجالات الزراعة وصيد الأسماك وغيرها من الحرف والمهن العمانية التي توارثتها الأجيال عبر الزمن، ولن تفقد جدواها أبدا طالما استمرت الحياة على هذه الأرض. ‏وفي‏ هذا الإطار فإننا نحرص على ترسيخ مفهوم عام وشامل للتنمية الاقتصاد‏ية والاجتماعية يبرز أهمية هذه الحرف والمهن لتطوير اقتصاد‏نا وتنويع مصاد‏ره وتحسين مستوى الحياة لقطاعات كبيرة من المواطنين في‏ مجتمعنا العماني.
      ‏وفي‏ نفس الوقت فإنه يتوجب علينا جميعا أن نضع نصب أعيننا باستمرار أن التطوير الذي نسعى اليه وننشده في‏ جميع المجالات يجب أن يقوم في‏ جوهره على أساس قوي من تراثنا العريق، ووفقا لتقاليدنا وعاد‏اتنا الموروثة ولواقع الحياة والظروف الموضوعية في‏ مجتمعنا . . حتى يكون للتطوير مرد‏ود‏ه الطيب لخير هذا الجيل والأجيال المتعاقبة.

      ‏أيها المواطنون. .
      ‏إننا نعيش مرحلة تتطلب من أبناء الوطن أقصى د‏رجات الجدية للقيام بالعبء الأساسي في‏ كافة مجالات العمل بغير استثناء في‏ نعم بغير استثناء . واذ نعبر عن تقديرنا للجهود ‏التي بذلت في‏ الأعو ام الماضية وارتفعت بنسبة التعمين في‏ مختلف‏ الوحدات الحكومية وبعض القطاعات الأهلية فإنه ليهمنا اليوم أن نؤكد‏ على الاستمرار في‏ هذه الجهود ‏لإحلال العمانيين تدريجيا محل العمالة الوافدة ، وبالمستوى الذي يتفق وأهمية التعمين كضرورة وطنية. . ولا ينبغي أبدا أن تقف الشهاد‏ات أو غيرها من الذرائع والأعذار مانعا يعول د‏ون التقدم المضطرد ‏لتحقيق هدف التعمين.
      ‏إن نسبة العمالة الوافدة بالبلاد‏ ما تزال مرتفعة وخاصة في‏ القطاعات الأهلية التي تستوعب معظم هذه العمالة في‏ مجالات مهمة لسوق العمل تشمل قطاع التشييد والبناء، والشركات والمؤسسات وغيرها ، كما تشمل الكثير جدا من الأعمال التي ليس فيها ما يدعو‏ إلى الاستعانة بغير العمانيين.
      ‏واذ يتوجب على أصحاب الأعمال في‏ مختلف‏ القطاعات الأهلية أن يبذلوا
      ‏جهود‏ا إضافية وجاد‏ة تهير الفرصة أمام المواطنين الراغبين في‏ العمل وتساعدهم على اكتساب الخبرة العملية والفنية فإننا نشدد‏بصفة خاصة على الأهمية الكبرى لتجاوب المواطنين أنفسهم وتقبلهم لجميع الأعمال التي تقوم بها العمالة الوافدة مهما كان نوعها ، بما فيها العمل اليدوي البسيط والوظائف‏المساعدة، ولن يعيب المواطن أبدا أن يؤدي واجبه لخدمة بلاده من خلال أي من هذه الأعمال الشريفة والنافعة له ولمجتمعه متى توفرة له الفرصة والقدرة على أدائها، وانما الذي يعيبه أن يترفع عنها متذرعا بأنها أعمال بسيطة لا تناسبه، أو أن يتهاون في‏ أدائها ، لأنه بذلك يتخلى عن دوره وفرصته للعمالة الوافدة، وعندئذ فإن حاجة جهود التطوير والتنمية بالبلاد ستبرر وجود هذه العمالة.. وهذا أمر لا نقبله باعتبارنا راعيا لهذا الشعب وأمينا على مصلحته.

      ‏أيها المواطنون الأعزاء..
      ‏إننا إذ ندعو كل عماني لتوجيه اهتمامه قبل كل شيء للعمل الجاد والمشاركة المسؤولة والمخلصة لبناء الوطن فإننا نؤكد‏ على ضرورة المحافظة على روح التآخي والمحبة التي تسود مجتمعنا العماني بجميع فئاته وتعكس الترابط المتين بين أبناء هذا الوطن في‏ كل أرجائه، والوقوف صفا واحدا ضد كل من تسول له نفسه محاولة التأثير على هذا الترابط الذي يشل الدعامة الأساسية لقوة وازدهار بلادنا العزيزة في‏ حاضرها ومستقبلها.
      ‏وفي‏ الوقت الذي نحرص على إعطاء عناية أكبر لتوعية المواطن بطبيعة هذه المرحلة من مراحل النمو ومتطلباتها الضرورية وتوعيته كذلك بكل ما له من حقوق وما عليه من واجبات تجاه بلاده ومجتمعه فإن هذه التوعية يجب أن تأخذ طابع المسؤولية العامة، وأن يشارك في‏ أدائها إلى جانب وسائل الإعلام كافة المسؤولين، وشيوخ القبائل، والمرشدون الدينيون، وكل المعنيين بالأنشطة العلمية والتربوية والثقافية والاجتماعية.. لما لذلك من أهمية بالغة لترسيخ وعي المواطن بدوره ومسؤوليته، وتعميق التعاون والتفاعل بين المواطنين والحكومة، وتطوير مستوى الاداء في‏ جميع مجالات الإنتاج والخدمات، فضلا عن ما للتوعية من أهمية كبرى للحفافظ على كل الإنجازات التي حققتها مسيرتنا الخيرة.

      ‏شعبنا العزيز..
      ‏إننا إذ نشيد بما قدمه المواطنون في‏ جميع القطاعات المدنية الأهلية والحكومية هذا العام من جهود مخلصة أظهرت كل الحرص على العمل الدؤوب في‏ تعاون فعال وتجاوب بناء يتفق وأهتماماتنا في‏ هذه المرحلة فانه ليسعدنا أن نتوجه بالتحية الى قواتنا المسلحة الباسلة بكافة قطاعاتها وتشكيلاتها، ونشيد ‏بكفاءتها العالية واخلاصها النبيل لواجبها الوطني المقدس، كما يسعدنا أن نتوجه بالتحية الى مختلف‏ الأجهزة الأمنية تعبيرا عن تقديرنا التام لأدائها الرفيع وتفانيها في‏ حماية أمن المجتمع وخدمة الوطن والمواطن.

      ‏أيها المواطنون..
      ‏إننا إذ نواصل مع إخواننا قادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية مسيرتنا المشتركة التي تعمل على تطوير التعاون بين دولنا في‏ مختلف‏ المجالات فإننا نحيي الدور الإيجابي الذي يضطلع به المجلس منذ قيامه كإطار فعال يوحد جهودنا لخير شعوب المنطقة، وانه ليسرنا أن نرحب كل الترحيب بانعقاد القمة الخليجية العاشرة في‏ مسقط يوم الثامن عشر من الشهر القادم بمشيئة الله، ونعرب عن اعتزازنا باللقاء بإخواننا قادة دول المجلس في‏ عمان، كما نؤكد‏ حرصنا على تهيئة كل الظروف التي تساعد على نجاح القمة بعون الله وتوفيقه.. لتساهم في‏ تطوير تجربتنا المشتركة بكل ما يعزز تقدمها المضطرد لتحقيق أهدافها الخيرة..
      ‏وازاء التطورات الإيجابية التي شهدتها الفترة الأخيرة على المستويين الخليجي والعربي فإنه لا يسعنا إلا أن نشير إلى الأهمية الكبيرة لمواصلة العمل على ترسيخ السلم والاستقرار في‏ المنطقة، ونؤكد مساندتنا الكاملة للمساعي التي تقوم بها الأمم المتحدة ممثلة في‏ أمينها العام بهدف استئناف المفاوضات بين العراق وايران للتوصل إلى تسوية سلمية دائمة للنزاع بين البلدين الجارين المسلمين.
      ‏ولا يسعنا كذلك إلا أن نشيد بالجهود الفعالة التي قامت بها اللجنة العربية الثلاثية العليا التي تضم إخواننا قادة المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية والجمهورية الجزائرية وما أدت اليه هذه الجهود من تقدم إيجابي في‏ معالجة الأزمة اللبنانية، ونناشد الإخوة في‏ لبنان التعاون مع رئيس الجمهورية المنتخب ‏لإعادة السلام والوئام الى وبوع لبنان.. ليبدأ عهدا جديدا من الوحدة والاستقرار..
      ‏وفي‏ الوقت الذي نتابع باهتمام التطورات الأخيرة للقضية الفلسطينية فإننا نؤكد‏ تأييدنا ودعمنا للمبادرات السلمية الفلسطينية ولكل المساعي والجهود التي تقدم مساهمة جادة ومخلصة في‏ التوصل الى حل عادل ودائم للقضية يرفع عن ‏كاهل الشعب الفلسطيني نير الاحتلال وكل ألوان الظلم والمعاناة ويعيد إليه حقوقه الوطنية في‏ تقرير المصير واقامةد‏ولته المستقلة.

      ‏نحييكم أيها المواطنون الأعزاء . . ونتوجه إلى الله تعالى بالدعاء أن يرفقنا وأياكم لكل ما فيه الخير والرفعة لعماننا الحبيبة، كما نسأله جلت قدرته أن يهيئ للبشرية جمعاء عصرا جديد ا يسود‏ه التعاون والسلام والاستقرار وكل عام وأنتم بخير.

      ‏والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

      [/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]
    • خطاب جلالته في العيد الوطني العشرين


      [TABLE='class: cms_table, align: center']
      [TR]
      [TD]
      ‏الحمد لله الذي قدر فهدى.. والصلاة والسلام على نبيه المصطفى .. وعلى آله وصحبه ومن بهديهم اقتدى..

      أيها المواطنون الأعزاء..
      ‏إنه ليوم مشرق بالسعاد‏ة ، باسم بالأمل، شامخ بالعزة، مكلل بالمجد والفخر، هذا اليوم الذي نلتقي فيه للاحتفال بمناسبة تاريخية خالدة تتوج عشرين عاما من الجهد الباذل، والعطاء المتجدد لمسيرتنا الظافرة الزاهرة، فالحمد لله على ما أولى وأنعم، وأعطى فأكرم، انه مستحق الحمد والشكر، الذي تنوكل عليه ونرفع أكفنا بالدعاء إليه، أن يمدنا بعون من عنده، وأن يرفقنا إلى مزيد من التقدم والرخاء والازدهار.

      شعبنا العزيز..
      ‏لقد تعهدنا قبل عشرين عاما بالعمل معا للنهوض بعماننا الحبيبة، وبناء الدولة العصرية تشمل مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية وغيرها، كما تشمل تطوير الجهاز الإداري للدولة، وذلك في ضوء التقييم
      ‏الموضوعي لتجاربنا في العقدين الماضيين، ووفقا لرؤية واقعية واضحة للامكانيات وا لتطلعات.. لتكون استراتيجية عمل للدولة وأساسا معتمدا لخططنا وبرامجنا الإنمائية على المدى القريب والبعيد نحدد به معالم الطريق إلى المستقبل.

      أيها المواطنون الاعزاء..
      ‏لقد كان للجهود الكبيرة التي بذلت في تنفيذ الخطة الإنمائية على مدار السنوات الماضية أثرها الإيجابيفي إقامة وتدعيم البنية الأساسية لمختلف القطاعات واستمرار النمو الاقتصادي والاجتماعي بمعدلات مناسبة، واذ نعتزم في بمشيئة الله . البدء في تنفيذ الخطة الخمسية الرابعة في العام المقبل فإننا قد ‏أمرنا بإعطاء الأولوية في هذه الخطة لتعزيز واستكمال برامج التنمية في مختلف المناطق، وخاصة المناطق التي لا تزال بحاجة ماسة الى مشارين جديدة للخدمات.
      ‏وفي ذات الوقت فإننا نؤكد على الأهمية القصوى للقيام بجهد مكثف في المرحلة القادمة لتطوير اقتصاديات البلاد وفقا لبرامج مدروسة بعناية تهدف إلى تحقيق معدلات أكبر للنمو الاقتصادي، كما نؤكد بصفة خاصة على ضرورة الاستمرار في التركيز على استغلال الموارد الزراعية والسمكية الاستغلال الأمثل، لما لهذه الموارد من أهمية متزايدة لتدعيم الاقتصاد الوطني وتنويع مصادره.
      ‏وانطلاقا من عنايتنا المستمرة بتطوير مختلف القطاعات الإنتاجية، وفي ضوء ما حققه تخصيص عامين للزراعة من مردود طيب فإننا نعلن العام القادم ( 1991م) عاما للصناعة، وذلك وفقا لمفهوم خاص يأخذ بعين الاعتبار الصناعات التقليدية والحرفية إلى جانب الصناعات الحديثة.
      ‏إننا نهدف من وراء تخصيص عام للصناعة إلى إبراز دور هذا القطاع كقطاع إنتاجي مهم يساهم في بناء الاقتصاد الوطني، كما نهدف إلى توجيه اهتمام الحكومة والقطاع الخاص إلى ضرورة وضع أسس مدروسة للتنمية الصناعية ضمن إطار يعطي الأولوية للصناعات التي تعتمد على المنتجات الزراعية والسمكية إضافة إلى الصناعات الخفيفة والوسيطة التي تقوم على مواد خام محلية، وتلبي احتياجات أساسية للبلاد، وتوفر مزيدا من فرص العمل أمام المواطنين..
      ‏وانه لمن الضروري أن يواكب ذلك اهتمام مماثل بتنشيط وتجويد الصناعات التقليدية والحرفية وتوفير الحافز للمشتغلين بها تشجيعا للاقبال عليها، لما لها من جدوى اقتصادية واجتماعية كبيرة، فضلا عن أهميتها كتراث عماني أصيل يجب المحافظة عليه باستمرار.

      ‏شعبنا العزيز..
      ‏لقد كان إنشاء المجلس الاستشاري للدولة تجربة متميزة نابعة من صميم واقعنا العماني.. أتاحت للمواطن قدرا كبيرا من المشاركة في جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تقوم بها الحكومة، وأعطت أمثلة بارزة لما يمكن أن تقدمه هذه المشاركة من إسهام إيجابي وفعال في بناء وتنمية البلاد.
      ‏ومن هنا.. كان حرصنا على تدعيم هذه التجربة باستمرار وتمكين المجلس من أداء دوره في مسيرة النهضة الشاملة، كما أبدى المجلس في فتراته المتعاقبة تجاوبا كبيرا في اضطلاعه بهذا الدور على أكمل وجه.. سواء بتقديم الرأي والمشورة في الخطط والبرامج الإنمائية أو اقتراح الوسائل التي تساعد على تنفيذها، فضلا عن إسهامه مع الحكومة في القيام بجهود مشتركة من أجل تنمية أشمل وأفضل لجميع مناطق البلاد وتطوير مختلف قطاعات الإنتاج والخدمات..
      ‏ولقد كان لهذا كله أثره الواضح في نضج التجربة وفي تأكيد وتعميق روح التعاون والتفاعل بين الحكومة والمواطنين في إنجاز مهام التنمية ودفع عجلة التقدم خطوات واضحة وملموسة..
      ‏وتقديرا منا لهذا النجاح الذي أحرزته التجربة العمانية في مجال الشورى، وتحقيقا لوعدنا بالعمل على تطويرها بما يوفر مزيدا من الفرص أمام المواطنين لمشاركة أوسع في تحمل المسؤولية والإسهام في بناء الوطن فإننا قد قررنا إنشاء (مجلس للشورى) تمثل فيه جميع ولايات السلطنة، دون أن يكون للحكومة أعضاء في هذا المجلس، وانما تكون العضوية بالكامل لممثلي الولايات، وذلك في خطوة أخرى على طريق المشاركة تخدم تطلعات المواطنين وطموحاتهم حيثما كانوا في سائر أرجاء البلاد، وقد كلفنا جهات الاختصاص في الدولة باتخاذ الإجراءات اللازمة في هذا الشأن ليباشر المجلس مهامه - بمشيئة الله - مع احتفالاتنا بالعيد الوطني القادم..
      ‏إننا إذ نتخذ هذه الخطوة انطلاقا من مبادئ الشريعة الإسلامية الغراء، وتأكيدا للنهج الإسلامي الذي تترسمه البلاد فإنها تأتي كذلك وفقا لتقاليد راسخة في العمل برؤية وتدرج وبالمستوى الذي يلائم واقع الحياة في بلادنا، ويواكب تقدمها المستمر في مختلف المجالات، وذلك مع الانفتاح على تجارب الآخرين بما يثري التجربة العمانية دون تقليد لمجرد التقليد ، واننا لندعو الله أن يبارك هذه الخطوة لتؤتي ثمارها الطيبة لخير بلادنا في حاضرها ومستقبلها.

      ‏أيها المواطنون..
      ‏إن الإنسان.. في كل التجارب الناجحة للأمم والشعوب.. هو غاية التنمية يجني ثمارها ويسعد بمكاسبها، وهو أيضا وبنفس المستوى من الأهمية وسيلة التنمية وأدائها الفعالة لتجسيد خططها وبرامجها إلى واقع ملموس يحقق الخير ‏للجميع، ومن هنا فإننا قد سعينا عبر الأعوام العشرين الماضية إلى تركيز أقصى الجهد لتحقيق مستوى الحياة الكريمة للمواطن، واعداده في ذات الوقت لدوره الأساسي في بناء الوطن. وقد أحرزت جهودنا في هذا المجال تقدما كبيرا وأعطت ثمارا طيبة والحمد لله..
      ‏وفضلا عن هذا .. وايمانا منا بضرورة تهيئة كل الظروف أمام المواطن للقيام بواجبه في جميع مجالات العمل فإننا قد أصدرنا توجيهات للحكومة بتوفير كافة الإمكانات اللازمة لتطوير برامج التأهيل والتدريب للقوى الوطنية العاملة، إلى جانب تقديم الدعم اللازم للشباب الذي يلتزم بالاعتماد التام على نفسه في عمل مستقل، كما يلتزم بتشغيل العمالة الوطنية، وذلك بطرح مشاريع صغيرة جادة ومدروسة أمام الشباب ليبدأ من خلالها حياته العملية في نشاط خاص به، معتمدا على قدراته ومهاراته في القيام بهذه المشاريع والاستفادة منها فيما يعود عليه وعلى مجتمعه بكل الخير..
      ‏إننا إذ نبدأ مرحلة جديدة في بناء الوطن يتعتم فيها أن نعتمد على قوانا البشرية إلى أبعد مدى في كافة قطاعات ومجالات العمل الأهلي والحكومي فإن كل عماني مطالب اليوم وأكثر من أي مرحلة مضت أن يشعر عن ساعد الجد ويبذل الجهد والعرق، وأن يكون له دور فعال يؤديه بكل الجد والمثابرة والحرص على المشاركةفي بناء وتنمية البلاد..
      ‏كما يتوجب علينا جميعا أن نضع نصب اهتمامنا باستمرار، وفي كل الأحوال أن الطموحات العظيمة للأمم والشعوب لا تتحقق صدفة أو بالاعتماد على الآخرين، وانما تتعتق بالاعتماد على النفس، والعمل الدؤوب، والجهد الخلاق والمبدع، والعطاء الصادق الاخلاص والمشاركة الواعية والمسؤولة.. وهذا هو ما ندعركم إليه اليوم لتحقيق ما تنطلع إليه من طموحات عظيمة لبناء عمان الحاضر والمستقبل.

      أيها المواطنون..
      ‏إننا نولي دائما اهتماما خاصا لبناء قواتنا المسلحة على أسس حديثة، وقد بذلنا في ذلك جهدا كبيرا إلى أن وصلت والحمد لله إلى مستوى يعتز به كل عماني، وانه ليهمنا اليوم أن نؤكد عزمنا على القيام بجهود أكبر للارتفاع بهذا المستوى إلى مكانة رفيعة ومقدرة لا يستهان بها، وذلك بإعدادها وتسليحها ‏وتطويرها كما وكيفا بكل ما يمكنها من أداء واجبها الوطني المقدس بكفاءة أكثر..
      ‏واننا لنغتنم مناسبة احتفالنا بالعيد الوطني المجيد لنتوجه بالتحية والتهنئة إلى قواتنا المسلحة الباسلة بجميع قطاعاتها وتشكيلاتها.. تعبيرا عن اعتزازنا وتقديرنا لاستعدادها المتميز، ويقظتها الكاملة للذود عن تراب الوطن، والسهر على أمنه بكل جدارة واخلاص، كما نتوجه بالتحية والتهنئة إلى مختلف أجهزة الأمن لتفانيها في أداء واجبها الوطني النبيل بكل الحرص على خدمة المجتمع وتأمين راحته في كافة أرجاء البلاد..

      ‏أيها المواطنون..
      ‏لقد كان للسياسة الموضوعية الواضحة التي ننتهجها منذ البداية على الصعيد الخارجي أثرها الفعال في بناء علاقات إيجابية متنامية مع مختلف الدول والشعوب، واذ نسعى بكل إخلاص للعمل على تطوير هذه العلاقات بما يخدم الأهداف والمصالح المشتركة، ويساهم في تحقيق السلم والاستقرار على كافة المستويات الإقليمية والدولية.. فإننا نؤكد اليوم من جديد على الاستمرار في سياستنا التي تقوم على الإيمان بمبادئ التعايش السلمي بين جميع الدول والشعوب، والاحترام المتبادل لحقوق السيادة الوطنية.. وحسن الجوار بين الدول المتجاورة.. وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير..
      ‏إننا نعمل دائما وفقا لهذه المبادئ، ونمد يد الصداقة والتعاون للجميع، كما نحرص على القيام بدور بناء على الساحة الدولية، وندعو باستمرار إلى حل جميع القضايا والمشكلات التي تنشأ بين الدول بالطرق السلمية.. ومن هذا المنطلق.. فإننا نؤكد على ضرورة التوصل إلى حل سلمي لأزمة الخليج يقوم على القرارات الدولية ويعيد إلى دولة الكويت سلطتها الشرعية..
      ‏واذ نواصل جهودنا ومشاوراتنا حول التطورات الراهنة مع قادة العديد من الدول الشقيقة والصديقة فإننا نعرب عن تقديرنا للدور الإيجابي الذي يقوم به الأخ خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز في هذا المجال، ونتطلع إلى أن تثمر كافة الجهود والمساعي المبذولة في التوصل الى تسوية سلمية للأزمة.. لتتهيأ أمام شعوب المنطقة الفرصة للعمل على تكريس طاقاتها للبناء والتنمية في ظل مناخ يسوده التآخي والوئام والثقة المتبادلة، بما يعيد إلى المنطقة مجددا ‏نعمة الأمن والاستقرار ويجنبها اخطار الحرب والدمار..

      أيها المواطنون..
      ‏إننا نود الإشادة بالجهود الجادة والمثمرة التي بذلها مجلس الوزراء والقائمون على أنشطته في ترجمة سياستنا وتوجيهاتنا من أجل رفعة هذا البلد وتقدمه، كما نشيد بالأجهزة الأخرى في الدولة على مساهمتها الفعالة في مسيرة البناء ونعبر في هذا المجال عن ارتياحنا لما يقوم به الإعلام العماني من إبراز للمواقف التي تتخذها البلاد تجاه مختلف القضايا الإقليمية والدولية، وننوه على ‏وجه الخصوص بالأسلوب الذي يتبعه في تناوله للأحداث بكل الصدق والموضوعية دون مبالغة أو تهويل.
      ‏وفي الوقت الذي تتزايد أهمية دور الإعلام في الحياة المعاصرة للمجتمعات والشعوب فإنه لمن الضروري العمل على تطوير الإعلام العماني ليؤدي رسالته في تنمية قدرات المواطن وتوعيته بدوره الأساسي في بناء وطنه، وليساهم كذلك في توطيد علاقات الصداقة والتعاون مع الأسرة الدولية.

      ‏أيها المواطنون الأعزاء..
      ‏إننا إذ ندعوكم للتطلع الى مستقبل يبشر بالخير فان علينا جميعا أن نواجه مسؤوليات المرحلة الجديدة بكل الإيمان والثقة، ومضاعفة الجهد بروح من التعاون والتكاتف.. لنحقق لعماننا الحبيبة ما نرجو لها من تقدم ورفعة.. ربنا عليك توكلنا، واليك أنبنا، فوفقنا إلى مزيد من التقدم والرقي، وأسبغ علينا فضل بركاتك التي لا تنقطع، وأيدنا بنصرك الذي وعدت للمؤمنين الصادقين، العاملين من أجل أمتهم وأوطانهم .. إنك نعم المولى ونعم النصير..
      ‏وكل عام وأنتم بخير..
      ‏والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

      [/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]
    • خطاب جلالته في العيد الوطني الحادي والعشرين



      [TABLE='class: cms_table, align: center']
      [TR]
      [TD]
      ‏الحمد لله مستحق الحمد والثناء ، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء ، وعلى آله وصعبه البررة الأتقياء . .

      أيها المواطنون الأعزاء. .
      ‏يسرنا في هذا اليوم الميمون المبارك ، ونعن فعتفل بالذكرى الحاد‏ية والعشرين للنهضة العمانية الحديثة، أن نهنئكم بهذه المناسبة السعيدة الغالية حامدين الخالق عز وجل على توفيقه وعونه لما تحقق لنا بفضله من إنجازات كبيرة، فله الحمد على نعمه السابغة، وآلائه العظيمة. وهو المسؤول سبحانه أن يغدق على هذا البلد العزيز من فيض جود‏ه أمنا واستقرارا ، ورخاء وازد‏هارا ، إنه كريم وهاب.

      أيها المواطنون. .
      ‏ان تحقيق التنمية الشاملة المتكاملة في مختلف جوانبها وأبعاد‏ها غاية عظمى لا محيد عنها ، وهدف أسمى لا مناص من بلوغه. فبالعمل الدائب، والجهد المتواصل، والروح الوطنية المتوثبة تبنى الأوطان ويعلو شأنها ، والصناعة تعتبر ركيزة أساسية في هذه التنمية وبتطويرها على أسس علمية، وقواعد فنية، فإنها يمكن أن تسهم، وبشكل فعال في بناء الاقتصاد ‏الوطني. ذلك ما أثبته الواقع في كثير من الدول. ومن منطلق اهتمامنا بهذا القطاع الحيوي خصصنا هذا العام للصناعة لتطوير قدرات البلاد ‏في هذا المجال مستفيدين من تجارب وخبرات الدول التي كان لها سبق مشهود ‏في هذا الميدان وذلك بهدف إيجاد ‏صناعة حديثة ومتطورة تحقق الاعتماد ‏على الذات قدر الإمكان، وترتقى بمستوى الإنتاج وجود‏ته، في الوقت الذي تعمل فيه على تقليل تكلفته الى أد‏نى حد ممكن مما يساعدها على منافسة المنتجات الأجنبية في الد اخل والخارج. .
      ‏إن قيام صناعة قوية تؤ‏يد د‏ورها الوطني في التقدم والرخاء الاجتماعي مع ‏المحافظة على نقاء البيئة ونظافتها إلى أبعد حد ممكن هدف استراتيجي نسعى إليه بكل جد ، وندعو المسؤولين والمستثمرين إلى تحقيقه. فالحفافظ على البيئة وصيانتها من أضرار التلوث لا يمنع من قيام صناعات نظيفة تأخذ بأسباب التقنية الحديثة وتواكب باستمرار متطلباتها المتجدد‏ة.
      ‏واذا كان د‏ور الصناعة في بناء الاقتصاد ‏الوطني جليا وغير منكور فإن هذا الدور لا يكتمل ولا يكتسب بعده الوطني الا بمقدار نجاح التنمية الصناعية في استخدام وصقل المهارات والكفاءات البشرية الوطنية من جهة، واستغلال موارد ‏البلاد ‏الطبيعية من جهة ثانية. فالتنمية ليست غاية في حد في ذاتها ، وانما هي من أجل بناء الإنسان الذي هو أد‏اتها وصانعها ، ومن ثم ينبغي ألا تتوقف عند مفهوم تحقيق الثروة وبناء الاقتصاد ‏، بل عليها أن تتعدى ذلك إلى تحقيق تقدم الإنسان وايجاد ‏المواطن القاد‏ر على الإسهام بجدارة ووعي في تشييد صرح الوطن واعلاء بنيانه على قواعد متينة راسخة لا تزعزعها هوج العواصف، ولا تنال منها صروف الدهر ونوائب الزمان. .
      ‏والى جانب الاهتمام بالعنصر البشري الوطني يتقين على الصناعيين استغلال الموارد ‏الطبيعية التي حبانا الله بها ، من خامات ومواد ‏أولية وتصنيعها محليا د‏عما للاقتصاد ‏الوطني، وهذا من شأنه أن يؤد‏ي إلى تنشيط حركة البحث والتنقيب عن مزيد من الخامات والمواد ‏الأولية التي يمكن تصنيعها ، ومن ثم توفير فرص أكبر للعمل في مناطق مختلفة من البلاد ‏تساعد على تحقيق الرفاهية للانسان العماني..
      ‏إننا لا نألو جهدا في د‏عم القطاع الصناعي وتوفير الحوافز المناسبة له وصولا إلى نهضة حقيقية في هذا المضمار تؤتي ثمارها الطيبة. غير أنه ينبغي لتحقيق ذلك مضاعفة الجهد من جانب القائمين على الصناعة من أجل مزيد من الكفاءة الإنتاجية والالتزام بمواصفات الجود‏ة ومعاييرها. ولا شك أن التطوير المستمر للمنتج العماني نحو الأفضل يقتضي اهتمام الصناعة الوطنية بإجراء البحوث والدراسات اللازمة في هذا الشأن، والعمل على إيجاد ‏قاعدة علمية تدفع عجلة التصنيع قدما إلى غايتها المنشودة.
      ‏لقد تابعنا باهتمام وتقدير الجهد الذي بذل هذا العام، بالتعاون بين الحكومة والمواطنين، من أجل تطوير قطاع الصناعة كما وكيفا. وندعو إلى أن يستمر هذا ‏الجهد وهذا التعاون في المستقبل. فبالعمل الدؤوب المنتج. وبالعطاء المخلص الجاد تتعتق الأهداف البعيدة.. وتعبيرا عن رغبتنا في مواصلة هذا الجهد واستكماله للاستفادة من نتائجه، فإننا نعلن تمديد فعاليات عام الصناعة لمدة عام آخر تشجيعا منا لإقامة مزيد من المشروعات في هذا القطاع الحيوي تضاف إلى ما تم إنجازه في هذا العام والأعوام السابقة، وتأكيدا لاهتمامنا الدائم بتنويع مصادر الدخل القومي وتطوير اقتصاديات البلاد..

      شعبنا العزيز..
      ‏إن المياه ثروة وطنية ينبغي المحافظة عليها والعمل على تنميتها وتطوير مصادرها. وهي نعمة كبرى من نعم الله التي يجب شكرها ، وعدم الإسراف في استخدامها حتى يبارك الله عز وجل في مواردها ومصادرها ((لئن شكرتم لأزيانكم )). واذ ا كان الإسراف مذموما بوجه عام في الشريعة الإسلامية فإنه مذموم بصفة أكبر في استعمال الماء، وقد نهى الرسول عليه الصلاة والسلام عن الإسراف في الماء حتى في الوضوء. إن تعاليم ديننا الحنيف تحثنا على الاقتصاد في استخدام المياه، وهي بذلك تعبر عن الأهمية القصرى لهذه الثروة الطبيعية وضرورة المحافظة عليها. لذلك فإننا نؤكد على احترام سياسات الترشيد التي وضعتها الحكومة في هذا المجال من أجل الاستغلال الأمثل لهذا المورد الذي له تأثير بالغ على استراتيجيات التنمية في مختلف دول العالم ومن ثم تكتسب القضايا المتعلقة به بعدا أمنيا وسياسيا خطيرا قد يؤدي إلى توترات دولية..
      ‏إن لدى الحكومة خطة لزيادة موارد المياه بالقدر الذي يتناسب وتطلعات السلطنة في هذا المضمار دون أن يعني ذلك التخلي عن سياسات الترشيد التي ستظل هي المؤشر الحقيقي على مدى قدرة المواطنين في الحفافا على الثروة الماشية.
      ‏ومن هنا فاننا نهيب بكم جميعا أن تتعاونوا مع الحكومة في تنفيذ الخطط والبرامج الموضوعة في هذا الشأن.. ونحن على ثقة تامة من أنكم ستتجاوبون بلا شك مع هذا النداء تأمينا لاحتياجاتنا الكبيرة من المياه سواء للزراعة أو لغيرها من القطاعات..

      أيها المواطنون..
      ‏لقد كان إنشاء المجلس الاستشاري للدولة عملا رائدا في حياة المجتمع ‏العماني، وتجربة مثمرة أتت أكلها الطيب في حينها، وقد عبرنا من قبل وفي مناسبات متعددة عن ارتياحنا للدور الإيجابي الذي أداه المجلس، والتجاوب الذي أظهره مع متطلبات كل مرحلة خلال السنوات العشر الماضية مما أد‏ى إلى تعزيز الجهود ‏المبذولة من أجل تنمية وتطوير محتلف قطاعات الإنتاج والخدمات في شتى مناطق السلطنة، فللمجلس منا الشكر والتقديرعلى ما قام به من عمل بناء ومثمر.
      ‏واليوم ها نحن أمام تجربة جديدة تعتبر خطوة أخرى على درب بناء الإنسان العماني وتوفير الفرصة له من أجل الاضطلاع بمسؤولياته في خدمة وطنه بصورة أكبر وأشمل، فقد اتخذت الإجراءات الخاصة بإنشاء مجلس الشورى تأكيدا للقرار الذي أعلناه في كلمتنا بمناسبة العيد الوطني العشرين المجيد وما تلا ذلك من قيامنا خلال جولاتنا بمختلف الولايات من توضيح للأسس والقواعد التي سيبنى عليها هذا المجلس. واننا لنعرب عن تقديرنا للطريقة التي تم بها اختيار الولايات لمرشحيها مما يؤكد وعي المواطن العماني، ويثبت أنه ينطلق في أد‏اء مسؤولياته من حضارة في ذات جذور غائرة في أعماق التاريخ تشهد له بأنه قاد‏ر على الإسهام الإيجابي في مسيرة التنمية الشاملة لبلاد،، ولقد أعطتنا تجربة اختيار الأعضاء الذين يمثلون الولايات في مجلس الشورى مفاهيم جديدة سوف تتم الاستفاد‏ة منها في الفترات القاد‏مة للمجلس، وخاصة فيما يتعلق بمراعاة التعداد ‏السكاني لكل ولاية تحقيقا للتوازن المطلوب في تمثيل الولايات، ونحن إذ نهنيء المواطنين العمانيين بهذا المجلس الجديد لندعو الله العلي القدير له بالتوفيق والنجاح في المهام الموكلة إليه من أجل مستقبل أسعد وأرغد لهذا البلد الحبيب.

      ‏أيها المواطنون..
      ‏لقد انتهجنا د‏ائما سياسة موضوعية في علاقاتنا الخارجية، فنحن نمد يد الصداقة والتعاون إلى كافة الدول التي تلتقي معنا على مبادئ التعايش السلمي بين جميع الدول والشعوب، والاحترام المتبادل لحقوق السيادة الوطنية.. وهي مبادئ نؤكد عليها ونعمل وفقا لها سعيا إلى تحقيق السلم والاستقرار، وضمانا لقيام علاقات إيجابية بين مختلف د‏ول العالم.
      ‏واذ نواصل جهود‏نا مع أشقائنا د‏ول مجلس التعاون من أجل استقرار منطقتنا‏وخدمة المصالح الأساسية لشعوبها فإننا نود ‏الإشادة بتضامن هذه الدول وتعاونها على اجتياز الأزمات، وسعيها الحثيث من أجل تطبيق قواعد القانون والمواثيق الدولية وترسيخ مبادئ الشرعية التي لا يتسنى بدونها للشعوب أن تنعم بالأمن والطمأنينة، وان تتفرغ لبناء قدراتها الذاتية في جو تسود ‏ه روح الوفاق والتفاهم والثقة المتبادلة.
      ‏كما نود ‏الإشارة في هذا الصدد ‏إلى أن د‏ول المجلس قد أوكلت إلى السلطنة وضع مشروع استراتيجية أمنية لدول المنطقة، وأن السلطنة قامت من جانبها بما يفرضه عليها واجبها حيال ذلك، ولدول المنطقة تحديد الإطار الذي يتناسب وقدراتها..
      ‏وفي هذا المقام وبهذه المناسبة الوطنية المجيدة، يطيب لنا أن نكرر تهنئتنا الصاد‏قة لدولة الكويت الشقيقة قياد‏ة وشعبا على عود‏ة الأمور إلى طبيعتها د‏اعين الله سبحانه وتعالى أن يمدهم بعونه، وأن يكتب لهم التوفيق والنجاح من أجل النهوض بالكويت لكي تقوم بدورها المعهود ‏على الساحتين الإقليمية والدولية.

      ‏أيها المواطنون..
      ‏لقد شهدت الساحة الدولية خلال هذا العام تطورات كبيرة وجهود‏ا ملموسة على طريق حل القضايا المزمنة والمشكلات المستعصية التي طالما أرقت العالم وعرضت الأمن والسلم فيه للخطر. واننا فؤيد هذه الجهود ‏وندعوالى تكثيفها من أجل وضع حد للمعاناة التي ترزح تحتها شعوب عديدة تتمنى بزوغ فجر جديد يشرق عليها بالسلام والاستقرار.
      ‏لقد د‏عونا باستمرار إلى تسوية قضية الشرق الأوسط بالشكل الذي يحقق السلام الشامل والعاد‏ل لجميع الأطراف، ومن هذا المنطلق فإننا نرحب بمؤتمر السلام الذي افتتح بمدريد لمعالجة هذه القضية، ونعتبره خطوة هامة من شأنها تعزيز الأمن، وترسيخ الاستقرار في هذه المنطقة المضطربة، وتهيئة حياة أفضل لشعوبها وعلى الأخص الشعب الفلسطيني الشقيق الذي عانى من الاحتلال خلال نصف قرن مضى، ونرجو أن يتمكن هذا المؤتمرمن تحقيق الأهداف المتوخاة من عقده، ويتوصل إلى إقامة السلام الدائم العاد‏ل لدول المنطقة، ويعيد الى الشعب الفلسطيني المناضل حقوقه المشروعة ويضمن له العيش الكريم على أرض وطنه، ‏وتكريس طاقاته لإعاد‏ة بناشه وتعميره، وتنميته وتطويره.
      ‏ونغتنم هذه المناسبة للاشاد‏ة بدور الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد ‏السوفييتي في مواصلة السعي من أجل الوصول بمسيرة السلام إلى محطة الأمن والاستقرار في هذه المنطقة الاستراتيجية من العالم، كما نشيد بدور المجموعة الأوروبية في د‏عمها لهذه الجهود ‏.
      ‏إن العالم يشهد هذه الأيام تحولات جذرية في كل المياد‏ين. كما يؤكد أن عقد التسعينات هو بداية لظهور نظام د‏ولي جديد نرجو أن لا يكون فيه مكان للصراع أو المواجهة بل للتعاون والتفاهم والسلام.
      ‏نكرر تهنئتنا لكم وتقديرنا لكل الجهود ‏الخيرة التي تبذل من أجل هذا الوطن العزيز. ونتوجه إلى الله بالدعاء أن يسدد ‏على طريق الخير خطانا ، وأن يكتب لنا النجاح والتوفيق في أعمالنا ، وأن يجعل البركة والنماء في هذه الأرض الطيبة الطاهرة.. إنه سميع الدعاء. .
      ‏وفقكم الله..
      ‏والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

      [/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]
    • خطاب جلالته في العيد الوطني الثاني والعشرين



      [TABLE='class: cms_table, align: center']
      [TR]
      [TD]
      ‏الحمد لله رب العالمين.. والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه الغر الميامين، ومن سلك طريقهم وسار على نهجهم إلى يوم الدين..

      أيها المواطنون الكرام..
      ‏انه لمن د ‏واعي البهجة والسرور أن نعتفل بالعيد الوطني الثاني والعشرين المجيد في هذه المدينة العريقة.. مدينة صحار.. التي يفوح من جنباتها عبق التاريخ العاطر، ويلوح في محياها ألق الحاضر الزاهر، ورونق المستقبل الناضر. واننا تنطلع بالأمل الواعد إلى ذلك اليوم الميمون الأغر، الذي يكتمل فيه تجديد شباب كل المدن العمانية لتضيف إلى أمجاد‏ها التليدة، مفاخر جديدة، يزهو بها الوطن، ويخلد ذكرها الزمن..
      ‏وبهذه المناسبة السعيدة يسرنا أن نتوجه إليكم جميعا بالتهنئة د‏اعين الله سبحانه وتعالى أن يغدق على هذا الوطن الغالي من فيض آلائه ونعمائه، وأن يوفقنا إلى مزيد من الانجازات على طريق الخير والنماء، والاستقرار والازد‏هار، انه سبحانه أقرب مسؤول، وأكرم مأمول ((واذا سألك عباد‏ي عني فاني قريب أجيب د‏عوة الداع إذ ا د‏عاني فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون )). صدق الله العظيم..

      ‏شعبنا العزيز..
      ‏إن رقي هذا البلد العزيز وتقدمه، ونهضته وتطوره، ورفعته وعزته، ورخاءه ونماءه، لهي الغاية العظمى، والهدف الأسمى، لكل عماني ينبض بالاخلاص قلبه، وتفيض بالحب والولاء لهذا الوطن مشاعره، غير أن هذه الغاية الجليلة لا تتحقق على ارض الواقع إلا بالجهد الباذل، والعطاء المتواصل، والتخطيط الواعي، والفكر المستنير الذي يستقرئ المستقبل، ويستشرف آفاقه، ويستطلع تحدياته، استعدادا لمواجهتها بالعلم والعمل، والمهارات المتعدد‏ة، والخبرات ‏المتجددة في مختلف مجالات الحياة..
      ‏إن تدريب الشباب وتأهيلهم ليأخذوا مواقعهم، بكل جدارة، في شتى مياد‏ين العمل لهو أمر بالغ الأهمية، وواجب وطني تقع مسؤوليته على عاتق كل مواطن عماني، فبدون التدريب والتأهيل واستمرار صقل المهارات النافعة، وتنمية الخبرات المفيدة، يصبح التعليم في حد ذاته غير ملب لجميع متطلباتنا الاساسية، فالصناعة التي نسعى إلى إقامتها وتطويرها، ونجد في توفير كافة الوسائل والسبل لتشجيعها، تحتاج لتوطينها إلى كواد‏ر مدربة وأيد عاملة ماهرة من أبناء البلد. وكذلك الحال بالنسبة للزراعة والثروة السمكية، والتجارة والاقتصاد، والاد‏ارة العامة والخدمات، وسائر مرافق الحياة.. كلها بحاجة إلى كفاءات ماهرة، وخبرات متنوعة. واذا لم تتضافر جميع الجهود ‏في القطاعين الحكومي والخاص لتحقيق هذا الهدف، وتوضع الخطط العلمية والبرامج العملية، ويجري التنفيذ والتطبيق بمنتهى الدقة وبكل الاحساس الواعي بالمسؤولية الوطنية، فإن حاجتنا إلى العمالة الوافدة، حتى في المهارات البسيطة، لن تقل على امتداد ‏السنين، بل ربما تزايدت وتضاعفت. وبذلك تضيع آلاف من فرص العمل المتاحة التي كان من الممكن ان يستفيد منها المواطنون..
      ‏وقد أصدرنا تعليماتنا للجهات الحكومية المعنية بتطوير سياسات التعليم العام والتعليم التقني والمهني بما يتناسب مع التنمية التي تشهدها البلاد ‏.
      ‏لقد دعونا إلى الاهتمام بهذا الموضوع في كثير من المناسبات. ونتيجة لذلك قامت الحكومة باتخاذ خطوات تشجيعية عديدة في هذا الاتجاه. وبقي على القطاع الخاص أن يوظف إلى أقصى حد ممكن مختلف صنوف الدعم الحكومي الذي أتيح له لتحقيق الغاية المنشود‏ة وبما يخدم الوطن والمواطنين. كما أنه مطالب إلى جانب ذلك بطرح مباد‏راته الخاصة الرامية إلى مشاركة الحكومة في الوصول إلى الهدف في اقرب وقت..
      ‏ان القطاع الخاص هو المستفيد الأساسي، في نهاية المطاف، من عملية تدريب وتأهيل العمانيين، وذلك نتيجة لما تؤد‏ي إليه من إحلال للعمالة الوطنية محل العمالة الوافدة، التي يؤد‏ي تزايدها إلى سلبيات عديدة، لهذا فان الواجب الوطني، بل وحتى المصلحة الخاصة لهذا القطاع تقتضي أن يسهم بدور حيوي بارز لا يقل عن د‏ور الحكومة في تنمية الموارد ‏البشرية الوطنية وذلك باعداد ‏وتوظيف الانسان العماني لكي يصبح قوة عمل منتجة بدرجات متفاوتة من المهارة حسب قدراته وطاقاته وفرص العمل المتاحة لتشغيله، وفي مقابل هذا ينبغي على الشباب العماني ان يظهر رغبته الجاد‏ة في العمل، وان يستفيد من الفرص الكثيرة المتوفرة لدى هذا القطاع بدلا من إضاعة الوقت في انتظار وظيفة حكومية ولو كانت في غير مجال تخصصه. فالوطن بحاجة ماسة إلى جهده في مياد‏ين متنوعة، وتعطيله لطاقاته وقدراته أو استنزافها في غير المجالات التي اعدت لها انما هو تقصير في حق وطنه الذي اعطاه بسخاء فكان حريا نظير ذلك أن يقوم بخدمته باخلاص وتجرد ‏، وأن يصقل من مهاراته، وينمي من خبراته وتجاربه، ويطور من امكاناته بجد واقتدار د‏ون كلل أو يأس، فنحن مجتمع د‏أب على العمل وليس من شعارنا التباطؤ والتخاذل وانما البذل والعطاء والأمانة في أد‏اء المسؤوليات المنوطة بنا، فتلك هي الوسيلة الوحيدة نحو الرقي بهذا المجتمع وتمكينه من استيعاب معطيات العصر..
      ‏ان للعمل قيمة كبرىفي تراث هذه الأمة الديني والاجتماعي وخاصة المهارات اليدوية التي يرى البعض خطأ أنها أ د ‏نى مكانة من المهارات الذهنية النظرية، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما أكل أحد طعاما خيرا من أن يأكل من عمل يده وأن نبي الله د‏اود ‏كان يأكل من عمل يده)). ويقول عليه الصلاة والسلام: ((لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتي الجبل فيجيء بحزمة الحطب على ظهره فيبيعها فيكف الله بها وجهه خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه)). وتلك د‏عوة صريحة إلى الجد والعمل والسعي من أجل طلب الرزق وعدم الاتكالية على الغير مهما بلغت د ‏رجة قرابته. فالمسلم الحق يجب أن يكون قوة منتجة يستفيد منها المجتمع، يقول الله تبارك وتعالى في محكم كتابه العزيز: ((فاذ ا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله)) صدق الله العظيم. إلى غير ذلك من الآيات الكريمة والأحاد‏يث النبوية الشريفة التي ترفع من قيمة العمل والعاملين..
      ‏واذ ا كانت هذه هي القيم التي يدعو إليها د‏يننا الحنيف، وينوه بها تراثنا العظيم، فإن واجب مختلف مؤسسات المجتمع أن تقوم بدور فاعل ومؤثر ومستمر من أجل غرس حب العمل وخاصة اليدوي والمهني والتقني في ففوس النشء، باعتبار ذلك قيمة دينية وحضارية لا يجوز الاستنكاف منها ، وانما يجب أن يترسخ تقديرها والاعتزاز بها في أعماق الفرد ‏والجماعة. وبذلك يمكن أن نلحق ‏بركب التقدم والرقي المندفع قدما نحو آفاق العزة والمجد، وأن نسهم من جديد كما أسهم آباؤنا وأجدادنا من قبل في بناء الحضارة الانسانية، وأن نواكب تطوراتها في جميع الميادين: مهارة وخبرة، وعلما وفكرا، لا يعرف الجمود والركود..

      ‏أيها المواطنون..
      ‏لقد كان للجهود الكبيرة التي بذلت في تطوير اقتصاديات البلاد وفقا لخطط انمائية مدروسة، وصولاً إلى تحقيق التنمية في مختلف القطاعات، أثر ملموس في دفع عجلة الاقتصاد الوطني في طريق النمو، وكان لتخصيص عامين للزراعة ثم من بعدهما عامين للصناعة دلالة هامة على عزمنا الأكيد واتجاهنا الواضح نحو اكساب مزيد من الفاعلية والقدرة على الانتاج المتجدد لهذين القطاعين الحيويين اللذين يعدان ركيزة أساسية في استراتيجيتنا التنموية التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل القومي وتوفير فرص العمل المناسبة للمواطنين..
      ‏واذ نشيد بما أدى إليه تخصيص العامين الماضيين للصناعة من ابراز دور هذا القطاع وتوجيه اهتمام الحكومة والمواطنين اليه، وما تحقق من إقبال على الاستثمار في مجالاته المتعددة تلبية للاحتياجات الاساسية للبلاد، فانه ليحدونا الأمل في أن تحقق مسيرة التصنيع غاياتها، وان تمضي قدما في استخدام الخامات المحلية التي تتيهها موارد البلاد الطبيعية مع المحافظة على نقاء البيئة، والاهتمام بالصناعات التقليدية، ووضع البرامج العملية ذات الجدوى الحقيقية لتدريب وتأهيل العمانيين، وتوفير أسباب العيش الكريم لكل مواطن على هذه الأرض الطيبة.. وتعزيزا لجهود التنمية فان التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت خلال السنة القادمة سوف يساهم بدورهفي توفير المعلومات والبيانات التي سيكون لها أثر إيجابي في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية..
      ‏كما أننا نؤكد على اهتمامنا الدائم بالزراعة والثروة السمكية والحيوانية، فتحقيق الأمن الغذائي للوطن لا يتأتى في واقع الامر بالاعتماد على الخارج في تأمين الاحتياجات الغذائية، وانما بتطوير الموارد الذاتية وتنميتها، واقامة المشاريع الانتاجية في هذا المجال الحيوي، وتشجيع المواطنين على استغلال الارض الزراعية الاستغلال الأمثل المفيد دون إهدار للثروة المائية، فالعمل ‏الزراعي المنظم والمدروس يؤد‏ي إلى توسيع طاقة الاقتصاد ‏العماني، ويعمل على الاسهام في توفير الغذاء وتحسين مستوى الحياة للمواطن..
      ‏وهنا لا بد من وقفة للتأكيد مرة أخرى على أن المياه ثروة وطنية، وأن المحافظة عليها واجب وطني مقدس يلتزم به كل فر د ‏. لذلك فان احترام سياسات الترشيد التي وضعتها الحكومة في هذا الشأن، وتعاون المواطنين مع الجهات المسؤولة في تنفيذ الخطط والبرامج الهاد‏فة الى تقليل معدلات الاستهلاك الحالية من المياه، أمران في غاية الأهمية ندعو المواطنين والوافدين إلى الالتزام بهما من أجل إنجاح خطة الدولة في تنمية الموارد ‏المائية ووقف زحف الملوحة على الأرض الزراعية..
      ‏ونود ‏في هذا الصدد ‏أن نشير إلى أن هناك من يعتقد أن إقامة الحدائق العامة وزرع أشجار الزينة في مسقط والمدن الرئيسية الاخرى إنما هو هدر للمياه، اعتقاد‏ا منهم ان ذلك يتم على حساب المياه المخصصة أصلا للشرب والزراعة المنتجة. والواقع ان الأمر مختلف تماما حيث ان هذه الحدائق والأشجار التي تساعد على نقاء البيئة، وتعد بمثابة رئة يتنفس منها سكان هذه المدن لا تروى بتلك المياه المخصصة للشرب أو الزراعة المنتجة. فقد تسكنت الدولة بفضل التقنية الحديثة من توفير كميات من المياه لاستخدامها في عمليات التشجير المتنامية، وذلك عن طريق معالجة مياه الصرف الصحي التي كانت في الماضي تذهب هدرا ودون أية فائدة تذكر. ومن ثم لم يعد هناك اضطرار إلى الاعتماد على المياه الصالحة الأخرى..

      أيها المواطنون الأعزاء..
      ‏ان التنمية الاقتصاد‏ية وتطوير قطاعاتها المختلفة من صناعة وتجارة، وزراعة وثروة سمكية وحيوانية ونفطية وغيرها ليست هدفا في حد في ذاتها، وانما هي وسيلة للوصول إلى غاية أعلى وأسمى، وأجل وأنبل هي تحقيق رفاه الانسان وكرامته.
      ‏ولما كان بناء الانسان الواعي القاد‏ر على تسخير مواهبه ومهاراته وطاقاته البدنية والذهنية والنفسية في خدمة مجتمعه هو السبيل الحقيقي إلى نجاح كل تنمية سواء أكانت اقتصاد‏ية أم اجتماعية. وحيث أن الشباب في كل أمة هم أملها الواعد ، وذخيرتها للمستقبل، وبقدر ما يولون من عناية ورعاية، وتوجيه وتثقيف،‏واعداد وتأهيل، واذكاء لروح الانتماء الوثيق للوطن في نفوسهم، يكون عطاؤهم وبذلهم، وتفانيهم واخلاصهم، وتضعيتهم وايثارهم، فاننا نعلن العام القادم ( 1993م) عاما للشباب، نستكمل من خلاله مسيرتنا الهادفة إلى إعداد جيل ‏المستقبل..
      ‏إننا نهدف من تخصيص عام جديد للشباب إلى ابراز دورهم الحيوي في بناء الوطن وخدمة المجتمع من ناحية وتشجيعهم على أداء هذا الدور بروح من الجدية والتفاني في العطاء. ومن ناحية أخرى إلى توفير مزيد من العناية والاهتمام والدعم للانشطة الشبابية في شتى مجالاتها من رياضية وثقافية وعلمية وغيرها وبما يرفع اسم عمان عاليا في المحافل الدولية..

      ‏أيها المواطنون..
      ‏لقد اعتمدنا دائما في سياستنا الخارجية ثوابت أساسية ومبادئ رئيسية تتمثل في حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير واحترام القوانين والأعراف الدولية ودعم التعاون بين الدول وتعزيز فرص الحوار فيما بينها تعبيرا عن قناعتنا بأن حل الخلافات بروح الوفاق والتفاهم إنما هو سلوك حضاري يؤدي إلى نتائج أفضل وأدوم.
      ‏ومن هذا المنطلق فإننا نسعى بكل طاقاتنا وامكاناتنا للاسهام في خدمة قضايا السلام على كافة المستويات الاقليمية والدولية ملتزمين في مواقفنا الوضوح والصراحة والموضوعية والنهج العقلاني في تناول الأمور. وقد ساعدتنا هذه السياسة على إقامة علاقات إيجابية مع مختلف دول وشعوب المعمورة، وهي علاقات تساند الجهود التي نبذلها من أجل استقرار منطقتنا، واشاعة روح الأخوة والصداقة والتعاون البناء بين شعوبها، واحتواء ما قد يطرأ من خلافات يمكن أن تكون لها إفرازات ومضاعفات سلبية يحسن تفاديها من أجل مصلحة الجميع وحتى تتفرغ دول المنطقة من أجل تنفيذ خططها الإنمائية وبناء قدراتها الذاتية..
      ‏واذ نواصل مع إخواننا قادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية جهودنا لتجنيب المنطقة كل ما من شأنه زعزعة أمنها واستقرارها فإننا نعمل معا في نفس الوقت على دعم مسيرتنا المشتركة لتحقيق الخير والنماء، والرقي والتقدم لكافة شعوبنا.

      ‏إن الساحة الدولية تشهد هذه الأيام، رغم التطورات الايجابية الكثيرة، توترات عديدة في مناطق مختلفة ربما نجمت عنها آثار غير محمود‏ة على اقتصاد‏يات الدول. كما أن هناك صراعات عرقية وطائفية تؤرق الضمير الانساني وتشكك في مصداقية النظام الدولي الجديد. ومن المؤسف أن يكون المسلمون في بعض مناطق العالم هم أكثر من يتعرضون هذه الأيام للاضطهاد ‏الطائفي والتطهير العرقي والمذابح الجماعية التي تحصد الرجال والنساء والاطفال، وغير ذلك من التصرفات غير الانسانية التي ترتكب د‏ون وازع من خلق أو د‏ين أوضمير حي. اننا ندعو د‏ول العالم وشعوبها المتحضرة إلى التدخل السريع لمنع الأحداث المؤسفة التي تتعرض لها بعض الأقليات في العالم يوما بعد يوم أمام مرأى ومسمع من الجميع. ان الوقوف موقف المتفرج وعدم اتخاذ أية اجراءات ناجعة تعيد الحق إلى نصابه سوف يفتح بابا من الشر لا يمكن سده أو التكهن بما وراءه من مآس د‏امية. إن تقديم المساعدات الغذائية لا يكفي وحده لوضع حد للمعاناة التي يعيشها الشيوخ والأطفال الأبرياء والنساء العاجزات فآلة الحرب الدائرة بالخراب والدمار لا يوقفها إلا التصدي الجاد ‏والجهد المشترك..
      ‏والى جانب ذلك كله فهناك مأساة الشعب الصومالي الشقيق الذي يعاني من التمزق، واننا لنأمل أن يهب الضمير الانساني لنجدته. كما أن هناك مأساة أخرى طال عليها الزمن د‏ون الوصول إلى حل لإنهائها هي مأساة الشعب الفلسطيني الشقيق. واذ تنرقب ما سوف تسفرعنه محاد‏ثات السلام حول قضية الشرق الأوسط لندعو إلى تحرك عاجل وسريع من أجل رفع المعاناة اليومية عن الشعب الفلسطيني المناضل الذي يرزح تحت نير الاحتلال. كما ندعوإلى تقديم مزيد من الدعم والمساندة للجهو د ‏المبذولة في سبيل التوصل إلى حل سلمي د‏ائم وعاد‏ل يعيد الحقوق المشروعة إلى أصحابها، ويضمن الأمن والسلم والاستقرار لدول المنطقة..

      ‏أيها المواطنون الأعزاء..
      ‏نغتنم هذه المناسبة المجيدة للاشاد‏ة بالجهو د ‏الكبيرة التي تبذل من جانب المسؤولين والمواطنين في جميع المواقع من أجل تعزيز مسيرة النهضة وتحقيق أهداف التنمية، ونتوجه لهم بالتحية والتهنئة والتقدير في هذا اليوم المشهود ‏من أيام تاريخنا الحافل بالأمجاد ‏. كما نعبر عن اعتزازنا بقواتنا المسلحة الباسلة ‏بمختلف قطاعاتها وتشكيلاتها وكافة أجهزة الأمن، ونؤكد عزمنا القوي على مواصلة تطويرها في كل المجالات حتى تتمكن من أد‏اء واجباتها الوطنية بكل كفاءة واقتدارمن أجل تأمين راحة المجتمع وحماية مكاسبه ومنجزاته..
      ‏واذ نحييكم ونهنئكم بهذا اليوم الأغر لندعو الله العلي القدير أن يبارك أيامنا، ويسدد ‏على طريق الخير خطانا، وأن يجعلنا من المؤمنين العاملين الذين لا يدخرون جهدا في سبيل رفعة الوطن وكرامة المواطن..
      ‏وكل عام وأنتم بخير..
      ‏والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

      [/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]
    • خطاب جلالته في العيد الوطني الثالث والعشرين



      [TABLE='class: cms_table, align: center']
      [TR]
      [TD]الحمد لله العلي القدير، والصلاة والسلام على البشير النذير، وعلى آله وصحبه والتابعين، ومن سلك طريقهم إلى يوم الدين..

      ‏أيها المواطنون الأعزاء..
      ‏إنه لمن د‏واعي البهجة والسرور أن نجتمع اليوم هاهنا لنحتقل معا بالعيد الوطني الثالث والعشرين المجيد.. ونحن إذ نستعيد ذكرى الأعوام الماضية منذ فجر نهضة عمان الحديثة، نجد اننا وبعون من الله قد قطعنا في مضمار الحضارة والرقي والتقدم أشواطا بعيدة، فالحمد لله على توفيقه ورعايته، وعونه وعنايته، وله الشكر على ما أولى وأسدى، وأرشد وهدى، وهو المسؤول أن يزيدنا من فضله واحسانه، وجود‏ه وكرمه. انه نعم المولى ونعم النصير..

      أيها المواطنون الكرام..
      ‏إن بناء الانسان العماني وتكوين شخصيته المتكاملة، وتعليمه وتثقيفه، وصقله وتدريبه، هوفي مقدمة الاهداف النبيلة، والغايات الجليلة التي نسعى د‏ائما وأبدا إلى تحقيقها من أجل توفير العيش الكريم لكل فرد ‏على هذه الارض الطيبة المعطاء. وكل ما تم إنجازه خلال الأعوام الماضية إنما هو خطوات على الدرب الطويل الذي يجب ان نقطعه معا متكاتفين متعاونين وصولا الى الغاية الكبرى التي تتمثل في بناء مجد هذا الوطن واعلاء رايته..
      ‏إن عام الشباب، ومن قبله عام الشبيبة، ما هو الا د‏عوة صاد‏قة إلى الاهتمام بالانسان العماني الذي هو صانع الحضارة، وهدف التنمية، وأد‏اة التطوير والتعمير.. دعوة نابعة من القلب إلى كل المسؤولين في القطاعين الحكومي والاهلي إلى إعطاء مزيد من العناية والرعاية إلى مختلف شرائح المجتمع، وخاصة تلك الشريحة التي تجسد الأمل الواعد للأمة في مستقبل أفضل ألا وهي الشباب. ولا يخفى ان اهتمامنا بالإنسان العماني لا يقتصر على عام د‏ون عام، ولكن الهدف ‏السامي المتوخى من هذا العام انما هو التذكير والتنبيه والتوجيه الصريح القاطع بأن يكون الشباب دائما في صميم اهتماماتنا لا نغفل ولو طرفة عين عن النهوض به فكريا وعلميا، وثقافيا ورياضيا، وفنيا وتقنيا. فبارتقاء الشباب في كل هذه المجالات ترتقي حياة المجتمع وتزدهر، وينمو الاقتصاد الوطني، وتجد الزراعة والصناعة والتجارة طريقها إلى التطور والتقدم. مما يؤكد الأثر المتبادل الذي تحدثه التنمية المتوازنة، ويؤدي إليه التطوير المتكامل..
      ‏إننا اذ ننادي الجميع للاهتمام بشبابنا ورعاية تطلعاته وطموحاته فاننا في ذات الوقت وبنفس القدر من الأهمية نوجه نداءنا المتجدد إلى الشباب بأن يعي دوره الكبيرفي بناء الوطن في مختلف الميادين، فيثمر عن ساعد الجد باذلا قصارى طاقته في الإسهام الإيجابي في حركة التنمية الشاملة، متدرعأ بالصبر والأمل، والعزيمة والعمل، والتضحية والإيثار من أجل حياة أسعد وأرغد لا يمكن تحقيقها الا بالجهد والعرق والتغلب على كل الصعاب التي يمكن ان تعترض الطريق أو تعرقل المسيرة..
      ‏إن توفير وتطوير برامج التدريب ومناهج التعليم، وانشاء مؤسسات التعليم المختلفة وخاصة التقنية والفنية والمهنية، والتوسع في إقامة المجمعات الشبابية التي تساعد على نشر قاعدة الرياضة وتسهم إيجابيا في الحركة الثقافية من جهة، واتاحة الفرصة للمواطن العماني للحصول على عمل مناسب في أي موقع من جهة أخرى، هو دائما وأبدا الهدف الأسمى التي تتضافر كل الجهود من أجل تحقيقه وانجازه. انها مسؤولية وطنية وتاريخية وعلى الجميع تحملها بكل صدق واخلاص وامانة وبروح الإيثار التي امتدح الله بها عباده المؤمنين في كتابه العزيز حيث قال جل وعلا ((ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة )) صدق الله العظيم..
      ‏وفي إطار هذا النهج، وانطلاقا من رغبتنا في تنويع مؤسسات التعليم بهدف إتاحة المزيد من الفرص لشبابنا، فقد اصدرنا تعليماتنا بإنشاء معهد عال للفنون على ارقى المستويات يضم عددا من التخصصات التي تؤدي إلى خلق جيل من الشباب يتمتع بمختلف الخبرات الفنية التي يحتاج إليها المجتمع.

      ‏أيها المواطنون الأعزاء..
      ‏لقد عملنا خلال العقدين الماضيين، وبكل عزم وتصميم، على وضع الخطط ‏والبرامج العلمية المدروسة لتطوير الاقتصا د ‏العماني وتنويع مصاد‏ر الدخل الوطني من أجل تقليل الاعتماد ‏على النفط بصورة تدريجية كمصدر أساسي للدخل. وقد تحققت بحمد الله نتائج إيجابية ملموسة في هذا الصدد ‏سواء في الزراعة أو الصناعة أو التجارة أو الخدمات. غير أنه من المعروف أن تطوير هذه المجالات جذريا وبشكل فعال ومؤثر لا يمكن ان يتم في وقت قصير وانما يحتاج إلى جهد باذل يستغرق سنين عديدة. وقد اتخذنا خلال الفترة الماضية خطوات ثابتة على الدرب الطويل نأمل ان تحقق في نهاية المطاف الغاية المنشود‏ة باذن الله..
      ‏ان عمان كأية د‏ولة في العالم تتأثر د‏ون شك بما يحدث على الساحة الدولية. ولكن الجهود ‏تبذل كيلا يتأئي الاقتصاد ‏الوطني بشكل كبير بتقلبات السوق العالمية، وذلك من أجل ان نبقى قاد‏رين على تنفيذ الخطط والبرامج الأساسية التي تهم المواطن وتهدف إلى إسعاد‏ه وضمان العيش الكريم له ولأفراد ‏اسرته..

      أيها المواطنون الكرام..
      ‏لقد انتهجت السلطنة منذ قيام النهضة المباركة نهجا مدروسا في سياستها الخارجية. وقد أتى هذا النهج بحمد الله ثماره الطيبة فاصبح لهذا البلد مكانته المرموقة على امتداد ‏الساحة الدولية. اننا نعمل مع أشقاثنا في د‏ول مجلس التعاون الخليجي على ضمان الاستقرار والأمن في منطقتنا. كما نسعى جاهدين إلى الإسهام في إرساء د‏عائم السلم وتخفيف معاناة الشعوب التي تكابد ويلات الحروب والظلم والاضطهاد ‏. ومن هذا المنطلق ندعو إلى حل جميع المشاكل الإقليمية بالطرق السليمة التي تعطي لكل ذي حق حقه. وانه لمما يبشر بالخير أن نرى قضية من أهم القضايا في هذا القرن في طريقها إلى الحل وهي قضية الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي، لقد رحبنا بالاتفاق الذي تم في هذا الشأن، ونحن تنطلع الآن إلى إحلال سلام شامل وعاد‏ل بين العرب واسرائيل يضمن المصالح والحقوق والمنافع المتباد‏لة لكل الاطراف. كما ندعو إلى بذل الجهود ‏من أجل إعاد‏ة الأمن والاستقرار إلى ربوع العالم المضطربة على أساس من العدل والانصاف واحترام حقوق الانسان ومباد‏ئ القانون الدولي..

      ‏أيها المواطنون الأعزاء..
      ‏إن الرغبة في بناء د‏ولة عصرية تأخذ بأحدث أساليب العلم والتقنية لم تجعل ‏هذا البلد الأصيل يتنكر لتراثه العريق وأمجاده التليدة، بل سعى دائما إلى مزج الحداثة بالأصالة. ففي الوقت الذي اقام فيه المنشآت الحديثة في مختلف مجالات الحياة أولى اهتماما كبيرا للمحافظة على تراثه المعماري بترميم القلاع والحصون والبيوت الأثرية. كما عمل على إحياء موروثة العلمي والثقافي من خلال جمع المخطوطات ونشر الكتب الدينية والأدبية واللغوية التي أسهم بها علماء عمان وأدباؤها في حركة الثقافة العربية على امتداد العصور..
      ‏وتأكيدا لهذا الخط الحضاري الذي انتهجناه فإننا نعلن العام القادم عاما للتراث العماني فبرز فيه اهتمامنا بهذا التراث العظيم من خلال خطوات عملية مدروسة تضعه في المنزلة العالية التي يستحقها. وسوف نحتفي ونعتفل بالعيد الوطني الرابع والعشرين بإذن الله في مدينة التاريخ والعلم والتراث.. مدينة نزوى التي كان لها دور، وأي دورفي هذا المضمار..
      ‏وفي الختام نرجه تحية خاصة إلى قواتنا المسلحة بمختلف قطاعاتها وتشكيلاتها والى كافة الاجهزة الأمنية، وذلك للدور الراثا الذي تسهم به في مسيرة البناء الشامل، وما تبذله من جهود مشكورة في سبيل المحافظة على إنجازات هذا البلد العزيز ودعم انطلاقته الخيرة..
      ‏نسأل الله سبحانه وتعالى أن يسدأ خطانا، وان يسبغ نعمه ظاهرة وباطنة على هذا الوطن العزيز، وان يكتب له الأمن والاستقر اروالرخاء. انه علىها يشاء قدير. والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
      ‏وفقكم الله.
      ‏والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

      [/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]
    • خطاب جلالته في العيد الوطني الرابع والعشرين



      [TABLE='class: cms_table, align: center']
      [TR]
      [TD]
      ‏الحمد لله الذي أنزل الكتاب ولم يجعل له عوجا، والصلاة والسلام على من دعا إلى الإسلام دينا ومنهجا، وعلى آله وصحبه الغر الميامين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

      أيها المواطنون الأعزاء..
      ‏تحقيقا للوعد الذي قطعناه في مثل هذا اليوم الخالد من العام المنصرم، ها نحن نلتقي بحمد الله في مدينة التاريخ والعلم والتراث، وقلعة الأصالة والمجد الأثيل الشامخ.. مدينة نزوى العامرة التي كان لها دور بارز في مسيرة الحضارة العمانية لا يزال يتألق نورا وضياء، ورفعة وجلالا. لقد كانت نزوى معقل القادة والعظماء، وموئل العلماء والفقهاء، ومرتاد الشعراء والأدباء. فأعظم بها من مدينة لها في قلوب العمانيين منزلة عالية، ومكانة سامية، وقدر جليل. واذا كان قد مر على هذه المدينة العريقة حين من الدهر كاد يطمرها غباره، الا أنها اليوم تتبدى من جديد في تشيب زينتها، زاهية بتليد مفاخرها، زاهرة بطريف أمجادها ومنجزاتها التي تحققت على مدى السنوات القليلة الماضية. واننا لنرجو أن يمثل اختيارها لتكون المدينة التي يحتفى على أ ديمها بعام التراث منعطفا هاما يضعها في بداية مرحلة أخرى من التطور المستمر في مختلف مجالات الحياة.
      ‏إن الاحتفال بالعيد الوطني الرابع والعشرين لنهضة عمان الحديثة، في هذه المدينة العريقة، انما هو تمجيد وتجديد لدورها الحضاري والفكري في حياة هذا الوطن العظيم الغالي الذي يعمل بكل طاقاته وامكاناته من أجل مستقبل أفضل تتحول فيه، بعون الله، كل الآمال والطموحات إلى واقع مشهود ماثل للعيان لا يحتاج إلى دليل أو برهان.
      ‏لقد بدأنا مسيرة البناء والتطور منذ فترة غير طويلة كان سلاح هذا البلد خلالها في معركته ضد جميع عوامل التخلف، وفي مواجهته شتى التحديات، هو ذلك العزم الجازم، والإصرار الحازم، الذي أبداه أبناؤه العاملون في مختلف الميادين، من أجل ضمان النصر والتغلب على العقبات والصعاب. وبالجهد والتفاني والإخلاص في العمل، وبالتكاتف والتساند بين القيادة والمواطنين امتد عطاء النهضة الزاخر إلى كل بقعة في أرضنا الطاهرة، دافقا بالخير والنماء، زارعا للخصب والرخاء، مبشرا بغد أسعد وأمجد. فلله الحمد من قبل ومن بعد، وله الشكر والثناء على ما أسبغ من نعم، وما أولى من جود وكرم، وما قيض من توفيق وسداد، وهداية ورشاد. ونسأله سبحانه المزيد من فيض آلائه، وبركات أرضه وسمائه، انه سميع قريب مجيب الدعاء، يزيد الشاكرين فضلا ، ويمحق الكافرين عدلا. ((لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد)) صدق الله العظيم.

      أيها المواطنون..
      ‏لقد أسهمت عمان على امتداد تاريخها الطويل في صنع الحضارة الإنسانية. وكان لأبنائها جهد غير منكور في خدمة هذه الحضارة، فالموقع المتميز لهذا البلد الطيب، والروح النضالية التي حملت العمانيين إلى أقاصي الأرض، يجوبون البحار، ويمتطون الأخطار، فيلمسون بأيديهم، ويشاهدون بأعينهم، ويخالطون بقلوبهم وعقولهم، منوفا من الحضارات، وضروبا من الثقافات، وأشكالا متباينة من التقاليد والعادات.. كل ذلك كان له ولا شك أثر بارز في البناء الحضاري الذي شاده الآباء والاجداد، وصاغته الأجيال المتعاقبة تراثا حيا خالدا يجسد ملامح التاريخ وملاحمه، ويعبر بصدق عن الثراء الباذخ للتجربة العمانية الضاربة في أعماق الزمن.

      ‏واذا كان لنا، أيها المواطنون، أن نزهو ونفخر بالإرث العظيم الذي تلقيناه عن الأسلاف فان ذلك يجب ألا يكون الغاية التي نقف عندها، مكتفين باجترار الماضي، فباهي بأمجاده، ونعيش على ذكرى مفاخره، فذاك خلق الخامل الذي لا عزم له، وحاشا أن يكون العماني كذلك.. فلقد أثبت دوما أنه ذهن متوقد، وفكر متجدد، وروح وثابة تطمح إلى ارتياد الآفاق، لا تنثني عن مطلبها إلا غالبة ‏ظافرة، ملء إهابها النصر المبين. ومن هنا كان لزاما أن نبني كما بنوا، وأفضل مما بنوا، مستلهمين من عطائهم الإنساني العظيم دافعا إلى البناء والتعمير، وحافزا إلى مزيد من الرقي والتطوير، في تلاؤم مع العصر ومتطلباته، وتواكب مع التقدم العلمي الخارق ومقتضياته، والا كان المصير، لا ريب، تخلفا شائنا عن الركب المتقدم لا يرضاه لنفسه الا خائر فقد قواه، أو خائف متهيب ترتعش خطاه، أو متبلد تحجر عقله فزهد في الحياة.
      ‏لقد أثبت التاريخ بما لا يدع مجالا للشك، أن الأمم لا تتقدم ولا تتطور الا بتجديد فكرها وتحديثه. وهكذا الشأن في الأفراد. فالجمود داء وبيل قاتل عاقبته وخيمة، ونهايته أليمة.
      ‏لذلك عقدنا العزم منذ اليوم الأول للنهضة المباركة ألا نقع في براثن هذا الداء. وبقدر ما حافظنا على أصالتنا وتراثنا الفكري والحضاري عملنا على الأخذ بأسباب التطور والتقدم في الحياة العصرية. لقد كان واضحا لدينا أن مفهوم التراث لا يتمثل فحسب في القلاع والحصون والبيوت الاثرية وغيرها من الأشياء المادية، وانما هو يتناول أساسا الموروث المعنوي من عادات وتقاليد، وعلوم وآداب وفنون، ونحوها مما ينتقل من جيل إلى جيل، وأن المحافظة الحقيقية على التراث لن تتم ولن تكتمل إلا بإعطاء كل مفردات هذا المفهوم حقها من العناية والرعاية. وقد نجعنا بحمد الله خلال السنوات الماضية في ‏تحقيق جانب كبيرهن هذا الهدف الوطني النبيل.
      ‏إن تخصيص عام للاحتفاء بالتراث ما هو الا وسيلة قصدنا بها تركيز الاهتمام به، واذكاء جذوة التقدير له في نفوس المواطنين، وتعميق شعور دائم في أعماقهم لا يخبو أبدا، بأن حاضرهم موصول بماضيهم، وأن مستقبلهم إنما هو نتاج جهدهم في ذلك الماضي وهذا الحاضر، وانه بقدرما يسهم به كل فرد منهم من فكر متطور، وعلم متقدم، وفن متحضر وعمل مفيد مثمر، يكون مستقبل هذا الوطن أكثر إشراقا وبهاء، وأغدق خيرا وعطاء، وأعظم ازدهارا واستقرارا.
      ‏لقد كان تعزيز قدرة الانسان العماني على خدمة وطنه غاية كبرى، وهدفا
      ‏أسمى، ولتحقيق ذلك كان لابد من نشر التعليم.. وكان لا بد من ربما هذا التعليم بثقافة الأمة وحضارتها وموروثها التاريخي من ناحية، وبمناهج العصر وأدواته ‏وتقنياته من ناحية أخرى، لذلك أقيمت المدارس ومعاهد العلم المختلفة على امتداد الساحة العمانية، وهي تزداد على الأيام توسعا وتنوعا ، وفقا لحاجات المجتمع، وفي ضوء سياسة ثابتة تستلهم هذه الحاجات وتستجيب لدواعيها ومقتضياتها ، ومن هذا المنطلق، ونظرا لأن دراسة العلوم الإسلامية على المستوى الجامعي تتولاه في الوقت الحاضر جهات حكومية متعددة ووفقا لمناهج دراسية مختلفة، مما قد يؤدي إلى تباين في المستوى العلمي، واختلاف في التوجه الفكري للخريجين في هذا المجال... ورغبة منا في تطوير هذه المناهج وتقويتها لتتواكب مع متطلبات المستقبل، وفي توحيد الإشراف على تنفيذها وتحقيق غاياتها في جهة واحدة، فقد أمرنا بدراسة إنشاء كلية للشريعة والقانون في مسقط تتولى إعداد المختصين في العلوم الشرعية والقانونية بمختلف فروعها وتخصصاتها وبما يؤدي إلى بروز جيل من المؤهلين العمانيين قادر على تحمل مسؤولياته في هذه المجالات بكل كفاءة واقتدار، والى جانب هذه الكلية تتم الآن دراسة إقامة معهد للقضاء العالي في نزوى وهو معهد لإعداد القضاة الشرعيين والقانونيين الذين تحتاج إليهم المحاكم في المراحل التنموية القادمة والملتحقون بهذا المعهد سيكونون من حملة الشهادة الجامعية في الشريعة أو القانون، وعند تخرجهم منه يمنحون دبلوما عاليا يؤملهم للانخراط في سلك القضاء.
      ‏ان تحديات المستقبل كثيرة وكبيرة. والفكر المستنير، والثقافة الواعية، والمهارات التقنية الراقية، هي الأدوات الفاعلة التي يمكن بها مواجهة هذه التحديات والتغلب عليها. لهذا فانه لابد لنظام التعليم من أن يعمل جاهدا في سبيل توفير هذه الأدوات في الوقت المناسب تحقيقا للغاية التي من أجلها أنشئ وهي النهوض بالمجتمع، وتطوير قدراته وامكاناته، ليتمكن من مواكبة مسيرة الحضارة في جميع الميادين. تلك هي مهمة نظام التعليم وواجبنا جميعا مساعدته في إنجازها على أفضل وجه ممكن.

      أيها المواطنون الكرام..
      ‏ان الأمن والاستقرار نعمة جلى من نعم الله تبارك وتعالى على الدول والشعوب. ففي ظلهما يمكن للأمة ان تتفرغ للبناء والتطوير في مختلف مجالات الحياة، وأن توجه كل طاقاتها المعنوية والمادية نحو توفير أسباب الرفاه والرخاء ‏والتقدم للمجتمع. كما أن مواهب الفرد وقدراته الإبداعية الفكرية والعلمية والأدبية والفنية لا تنطلق ولا تنمو ولا تزدهر الا في ظل شعوره بالأمن وباستقرار حياته وحياة أسرته وذويه ومواطنيه. لذلك كان من أهم واجبات الدولة قديما وحديثا كفالة الأمن وضمان الاستقرار حتى يتفرغ المجتمع بكل فئاته، وفي طمأنينة وهدوء بال، للعمل والإنتاج، والإنشاء والتعمير. أما اذا اضطرب حبل الأمن، واهتزت أركان الاستقرار، فان نتيجة ذلك سوف تكون الفوضى والخراب والدمار للأمة وللفرد على حد سواء. وهذا أمر مشاهد وواقع ملموس لا يتطلب كثيرا من الشرح والتوضيح. ومن ثم فان على كل مواطن أن يكون حارسا أمينا على مكتسبات الوطن ومنجزاته التي لم تتحقق في كما نعلم جميعا في إلا بدماء الشهداء، وجهد العاملين الأوفياء، وألا يسمح للأفكار الدخيلة التي تتستر تحت شعارات براقة عديدة، أن تهدد أمن بلده واستقراره، وأن يحذر ويحذر من هذه الأفكار التي تهدف إلى زعزعة كيان الأمة، وان يتمسك بلب مبادئ دينه الحنيف وشريعته السمحة التي تحثه على الالتزام بروح التسامح والألفة والمحبة.
      ‏ان التطرف مهما كانت مسمياته، والتعصب مهما كانت أشكاله، والتحزب مهما كانت دوافعه ومنطلقاته، نباتات كريهة سامة ترفضها التربة العمانية الطيبة التي لا تنبت إلا طيبا ، ولا تقبل ابدا أن تلقى فيها بذور الفرقة والشقاق.
      ‏لقد أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن بالحكمة والبيان، وضمنه المبادئ العامة والقواعد الكلية للأحكام الشرعية، ولم يتطرق فيه إلى جزئيات المسائل التي يمكن أن تختلف باختلاف الزمان والمكان، وذلك ليتيح للمسلمين الاجتهاد في مجال المعرفة والفهم الديني واستنباط الأحكام لما يستجد من وقائع وفقا لبيئاتهم وللعصر الذي يعيشون فيه مع الالتزام الدقيق في هذا الاستنباط بتلك المبادئ العامة والقواعد الكلية. وعندما انتشر الإسلام خلال العصور التالية للعهد النبوي ظهرت مسائل جديدة احتاج المسلمون إلى معرفة حكم الشرع فيها. فماذا صنعوا؟.. لجأوا إلى الاجتهاد واستنبطوا الأحكام المناسبة. وكان من نتيجة ذلك هذا التراث الفقهي الثري المتنوع الذي نفخر به اليوم. لقد أثبتوا أن الشريعة قادرة على مواجهة مختلف الظروف في مختلف البيئات. غير أن تخلف المسلمين في العصور المتأخرة جعلهم يتحجرون على موروثهم من الآراء الفقهية.
      ‏ورغم اختلاف الزمان لم يحاولوا التجديد في هذه الآراء وفقا للمبادئ والقواعد التي قررها الشرع الحنيف وفي الحدود التي أباحها كما لم يحاولوا - الا فيما ندر- ¬استنباط أحكام شرعية مناسبة للمسائل التي استجدت في حياتهم. وأقل ما يقال في هذا الجمود الذي ارتضاه المسلمون أنه لا يتمشى مع طبيعة الإسلام الذي يدعو إلى التطور الفكري ومواجهة تحديات كل عصر وكل بيئة بما يناسبها من الحلول المنطقية الصحيحة باستخدام قواعد استنباط الأحكام خدمة للمجتمع الاسلامي. وانه لمن المؤسف حقا ان هذا الجمود الذي أدى إلى ضعف الأمة الإسلامية، بخمود الحركة العقلية والنشاط الفكري فيها ، قد أفرز في السنوات الأخيرة نوعا من التطرف مرجعه عدم معرفة الشباب المسلم بحقائق دينه معرفة صحيحة وافية. وكان من شأن ذلك ان استغله البعض في ارتكاب أعمال العنف، وفي ترويج قضايا الخلاف التي لا تؤدي إثارتها الا إلى الفرقة والشقاق والضغينة. لذلك ولكيلا يتخلف المسلمون ويتقدم غيرهم، فإنهم مطالبون شرعا بتدارك هذا الوضع، ومواكبة العصر بفكر إسلامي متجدد ومتطور، قائم على اجتهاد عصري ملتزم بمبادئ الدين، قادر على أن يقدم الحل الصحيح المناسب لمشاكل العصر التي تؤرق المجتمعات الإسلامية، وان يظهر للعالم أجمع حقيقة الإسلام، وجوهر شريعته الخالدة الصالحة لكل زمان ومكان.
      ‏ان التزمت في الفهم الديني لا يؤدي إلا إلى تخلف المسلمين، وشيوع العنف وعدم التسامح في مجتمعاتهم. وهوفي حقيقة الأمر بعيد عن فكر الإسلام الذي يرفض الغلو، وينهى عن التشدد، لأنه دين يسر، ويحب اليسر في كل الأعور. وصدق الرسول عليه الصلاة والسلام اذ يقول: ((إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد الا غلبه)) وليس بعد حديث الرسول من مقال.

      ‏أيها المواطنون..
      ‏لقد أصبح عالمنا الذي نعيش فيه اليوم متداخلا في كثير من قضاياه السياسية والاجتماعية والاقتصادية. ومن هذا المنطلق فان مواقفنا الثابتة التي أعلناها دائما ستظل هي المبادئ الأساسية لسياستنا الخارجية ولتقييم تعاملنا مع الدول التي تلتزم بها كلها أو بجزء منها.
      ‏ان مراقبتنا للعالم خلال السنوات القليلة الماضية قد أعطتنا أسبابا للتفاؤل،‏حيث إن الدول أصبحت مقتنعة أكثر من أي وقت مضى بأن الصراع المسلح بينها لم يعد مجديا بل محيقا لنموها ومهددا للسلام والأمن العالميين، وان المنطق والشعور الإنساني يدعمان هذا الاتجاه كظاهرة تاريخية لم يشهدها العالم من قبل. ولكن، من ناحية أخرى، نرى مع الأسف أن وحشية الإنسان تجاه نفسه بدأت تبرز للعيان على مستوى أقل متمثلة في ظاهرة جديدة للصراع في ظاهرة القسوة التي تتبناها شريحة ضد بقية الشرائح في المجتمع الواحد. ولقد أصبح واضحا الآن أن على الدول أن تتعاون فيما بينها على وضع حد لهذا العنف الداخلي الذي يهدد بتدمير نسيج المجتمع في أماكن كثيرة من العالم، والذي يخشى أن تمتد آثاره السلبية إلى مختلف أرجاء المعمورة اذا لم تتضافر الجهود الدولية من أجل مساعدة الشعوب التي تعاني من ويلاته على معالجة أسبابه معالجة صحيحة.

      شعبنا العزيز..
      ‏إن السلام مذهب آمنا به، ومطلب نسعى إلى تحقيقه دون تفريط أو إفراط، مصداقا لقوله تعالى: (( وان جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله)) وصدق الله العظيم.
      ‏ولقد تتبعنا جميعا مسارات السلام المختلفة بشأن قضية الشرق الأوسط، وان
      ‏ما تم تحقيقه من خطوات هامة بالنسبة للمسارين الفلسطيني والأردني قد أعطى العالم مثالا نموذجيا يستحق الدعم والثناء من الجميع. واسرائيل مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى باتخاذ خطوات على المسارين السوري واللبناني لتحقيق الانسحاب الشامل من الجولان والجنوب اللبناني.
      ‏وبهذه المناسبة لا يسعنا إلا ان نشيد بدور الأردن الشقيق ودور عاهله جلالة الأخ الملك الحسين بن طلال في دعم مسيرة السلام وما ترتب عنها من نتائج إيجابية.

      ‏أيها المواطنون..
      ‏نغتنم هذه المناسبة العظيمة لتهنئتكم بذكرى هذا اليوم المجيد. وندعو الله العلي القدير أن نلتقي في العيد الخامس والعشرين وقد تحقق لهذا الوطن العزيز، بعون منه تعالى، وبتضافر جهودكم، مزيد مما يصبو إليه. كما نرجه تحية خاصة إلى قواتنا المسلحة الباسلة وكافة أجهزة الأمن الساهرة من أجل ‏ضمان استقرار المجتمع العماني وحماية منجزات نهضته المباركة. واذ نعبر عن اعتزازنا بهم، وتقديرنا لجهودهم، لنؤكد استمرار دعمنا لهم بما يزيد من كفاءتهم العالية التي نشيد بها، وييسر أداءهم لواجباتهم الوطنية النبيلة.
      ‏نسأل الله سبحانه وتعالى أن يكلأ عمان الحبيبة بعين رعايته وعنايته، وان
      ‏يدفع عنها كل سوء ومكروه ، وأن يرد كيد أعدائها في نحورهم فينقلبوا خاسرين. كما ندعوه سبحانه ان يكتب لنا التوفيق والنجاح في كل خطواتنا على الدرب الطويل الموصل إلى آفاق المجد والعزة والتقدم.
      ‏وكل عام وأنتم بخير.
      ‏والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

      [/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]
    • خطاب جلالته في العيد الوطني الخامس والعشرين



      [TABLE='class: cms_table, align: center']
      [TR]
      [TD]
      ‏الحمد لله حمد الشاكرين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه الأمجاد، والتابعين لهم باحسان الى يوم المعاد ‏.

      ‏أيها المواطنون الأعزاء..
      ‏في هذا اليوم المجيد الذي فعتفل فيه بالعيد الفضي لنهضة عمان الحديثة التي بزغ فجرها المشرق بالأمل منذ ربع قرن من الزمان، يسرنا ان نتوجه اليكم جميعا بالتهنئة، مبتهلين اليه تعالى، في ضراعة وخشوع، ان يرعى مسيرتنا المباركة، وأن يسدد ‏خطاها الثابتة الواثقة على الدرب الطويل الممتد نحو آفاق العزة الدائمة، والرقي المستمر، والامجاد ‏المتجدد‏ة الخالدة.

      ‏أيها المواطنون..
      ‏لقد تحققت على ارض هذا الوطن الغالي خلال الحقبة الماضية، بعونه تعالى وتوفيقه، منجزات عديدة في كل ميدان من ميادين الحياة المختلفة، نقلت المجتمع العماني من طور الى طور.. حطمت اسوار عزلته التي امتدت طويلا. وخلصته من براثن الجهل والتخلف، وأوقدت فيه روحه الوثابة التي كاد‏ت جذوتها ان تخمد، فهب ماضي العزم، قوي الإراد‏ة، مرفوع الجبين، يبني قواعد المجد، ويعلي بنيان الرقي، ويشيد اركان مستقبل واعد بالخير، دافق بالنماء، مورق بالمفاخر.
      ‏ذلك هو ما تحقق في الفترة السابقة.. وهو امر لا يجهله احد، ولا يماري فيه إلا مكابر، واعاد‏ة القول فيه إنما هو من باب التحدث بنعمة الله علينا، وفضله السابغ على هذا البلد العزيز، ومن قبيل الشكر الواجب له تعالى على ما من به وانعم. اما ما ينبغي ان نذكره، بل ان تنذكره دا‏ئما ونتدبره، فهو ان كل تلك المنجزات لم تكن لتتحقق على ارض الواقع لولا الجهد المضني، والعمل الشاق، والعزم الاكيد الصاد‏ق الذي اظهره ابناء هذا الوطن في سعيهم الدؤوب من اجل ‏اللحاق بركب الحضارة والتقدم. لذلك فإنه يكون من واجب كل عماني مخلص ان يحافظ على هذه المنجزات، وأن يعمل على صيانتها ، وحمايتها من كل ما من شأنه النيل منها.

      ‏لقد شاركتم جميعا ، ايها المواطنون، في صياغة التاريخ الحديث لعمان خلال الاعوام المنصرمة، كل من موقعه وحسب قدراته وامكاناته، كما اسهمتم في وضع لبنات ذلك المستقبل الذي ننشده ونستشرف آفاقه. . ونحن على يقين من ان الاجيال القاد‏مة سوف تحمد لكم ما صنعتم، وتقدر ما بذلتم، وتسعى، باذن الله، الى توطيد ما ارسيتم، وتقوية ما بنيتم، فأنتم الرواد ‏الذين شقوا الطريق، ومهدوا السبيل، لتكون المسيرة في مقبل ايامها اكثر انطلاقا ، وأسرع حركة، وأقدر على الانعتاق من العوائق، من اجل انجاز مزيد من المكاسب الوطنية التي نتوق اليها ، ونتطلع الى تحقيقها ، ونصبو الى رؤيتها واقعا مشاهدا ملموسا على هذه الارض الطيبة.

      ‏أيها المواطنون الكرام..
      ‏في المرحلة الماضية من عمر النهضة العمانية الحديثة خضنا تجربة رائدة في مضمار التنمية الشاملة. وقد اثرت هذه التجربة خبراتنا ، وأتاحت لنا استنباط كثير من الوسائل لمواجهة المصاعب والعقبات والمعوقات العديدة التي اكتنفت طريق البناء والتعمير. ونحن اليوم والحمد لله نمتلك ذخيرة طيبة من المعرفة والمهارة والخبرة اكتسبناها من خلال العمل والممارسة. وانه لمن الطبيعي ان نستفيد من هذه الذخيرة، وأن فوظفها ، بحكمة وحنكة واقتدار، في خدمة التنمية حتى تكون النتائج في المرحلة القاد‏مة افضل وأشمل. لذلك كان لا بد من تحديد رؤية مستقبلية للعمل التنموي تكون واضحة ومحددة المعالم.
      ‏وقد توصلنا في هذا الشأن الى ضرورة إيلاء أهمية اكبر لتنمية الموارد ‏البشرية، وذلك من خلال تحسين التعليم العام، وتطوير التعليم الفني والتقني بما يؤ د ‏ي الى اكساب الانسان العماني القدرات والمهارات التي تمكنه من إد‏ارة د‏ولاب العمل بكفاءة عالية في مختلف المجالات وخاصة تلك التي لم تتح له في الماضي القدرة على اختراقها بحكم محدود‏ية معارفه وخبراته.
      ‏ان الانسان في كما نوهنا د‏ائما . هو صانع التنمية وهو اد‏اتها مثلما هو في ذات الوقت هدفها . وكل جهد يبذل في مده بالعلم النافع، والمهارة الفائقة، والخبرة المتنوعة، هو في حقيقة الامر اسهام قوي في تطوير المجتمع وبناء الدولة. وليس ‏ببعيد عن اذهانكم ان في هذا العالم دولا لا تتمتع بموارد ‏طبيعية زاخرة، ولكنها عنيت بالانسان.. فوجهته الوجهة العلمية الصحيحة، وصقلت مواهبه، وزود‏ته بالخبرة الفنية والتقنية القاد‏رة على مواجهة التغيرات والمستجدات المحلية والعالمية، فتفجرت طاقاته الكامنة، وبرزت ابداعاته وابتكاراته، وعمت اختراعاته. فكان ذلك خيرا وبركة على المجتمع، وبه استطاعت هذه الدول ان تتقدم الصفوف، وتسبق الامم.
      ‏والى جانب تنمية الموارد ‏البشرية التي هي حجر الاساس لا بد من وضع استراتيجية متكاملة لتحقيق التنويع الاقتصاد‏ي، والعمل بكل جد ، وبكافة الوسائل، على الاستغلال الامثل للموارد ‏الطبيعية المتاحة، وايجاد ‏مناخ اقتصاد‏ي ملائم تنمو فيه المباد‏رات الفرد‏ية، ويتعزز دور القطاع الخاص، وتتطور الادوات والوسائل والنطم بما يجعل عمان واحة طيبة للاستثمارات الاجنبية المفيدة التي تجلب رؤوس الاموال والخبرات العالمية من اجل تنمية حقيقية يظهر اثرها الايجابي في شتى مجالات الحياة.
      ‏ان النفط مورد ‏ناضب، وعمره، مهما طال أمده، محدود ‏، ومن هنا كان من الضروري عدم الاعتماد ‏عليه كمورد ‏وحيد لتمويل التنمية. ولقد كان سعينا حثيثا منذ البداية لتحقيق هذا المفهوم، وتكلل السعي بالنجاح في عدة ميادين. ولكن النفط لا يزال المورد ‏الرئيسي، وتذبذب اسعاره يشكل هاجسا مقلقا ومؤرقا للجميع. ومن ثم فإنه لا مناص من تنويع مصاد‏ر الدخل القومي بصورة اكبر وبحيث لا يشكل النفط في النهاية إلا نسبة ضئيلة في الموارد ‏العامة للدولة. وهذا يدعونا الى حث المواطنين جميعا على الادخار والاستثمار، والاتجاه نحو الاعمال الحرة، وتطوير الصناعة والسياحة والتجارة والزراعة، واستغلال الثروات المعدنية والسمكية والحيوانية وغيرها من مجالات الاقتصاد ‏الوطني. ان القطاع الخاص العماني عليه ان ينشط ويشمر عن ساعد الجد ويثبت كفاءته وقدرته على المنافسة وتطوير ادواته واساليبه. كما ان على الجهاز الاد‏اري الحكومي ان يتفاعل ويتعاون مع القطاع الخاص ولا يجعل للأساليب المعقدة سبيلا للتأثير على حسن ادائه. وبذلك يمكن لمسيرة التنمية ان تبلغ غايتها المأمولة، وتنجز اهدافها المنشودة، دون معوقات وفي سهولة ويسر.

      ‏أيها المواطنون الأعزاء..
      ‏لقد حافظنا دائما خلال المرحلة الماضية على مبادئنا السياسية، ومواقفنا ‏الثابتة النابعة من قناعاتنا وتقديراتنا الدقيقة للمسائل الاقليمية والدولية. فقمنا بتوثيق عرى الاخوة والتعاون مع الدول العربية والاسلامية، كما عملنا على تأكيد اواصر الصداقة مع جميع الدول والشعوب على اساس من الاحترام المتباد‏ل، والمصلحة المشتركة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والسعي الى حل المنازعات بالوسائل السلمية، ومراعاة المواثيق والمعاهدات الدولية وقواعد القانون الدولي المعترف بها بصورة عامة. وفيما يخص قضية الشرق الاوسط ايدنا السلام ودعونا الى تحقيقه على جميع المسارات بما فيها المسار السوري والمسار اللبناني وذلك على اساس من الانسحاب الشامل من الجولان والجنوب اللبناني. ونحن نؤكد هنا مرة اخرى موقفنا الثابت من هذه القضية، ونطالب بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه بين الاطراف المعنية تنفيذا كاملا و دون اختلاق اية عراقيل، وباتخاذ خطوات جادة للوصول الى حل عاد‏ل فيما تبقى من مسائل.
      ‏وفي نطاق مجلس التعاون لدول الخليج العربية اسهمنا بجهد مخلص متواصل في تنفيذ التزاماتنا بمقتضى الاتفاقات المبرمة بين دول المجلس، وانه ليطيب لنا ان ننتهز هذه الفرصة لنعرب عن سعاد‏تنا البالغة باستضافة اللقاء الاخوي المرتقب الذي سيجمعنا باخواننا قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في القمة السادسة عشرة لدول المجلس خلال الشهر القاد‏م في مسقط ان شاء ‏الله تعالى في فأهلا وسهلا بهم في بلدهم وبين اهلهم وذويهم، متمنين لهم ولأعضاء الوفود ‏المرافقة طيب الاقامة وللقمة التوفيق في اعمالها وبما يستجيب لرغبات شعوب د‏ول المجلس وتطلعاتها في تحقيق مصالحها المشتركة واهدافها المتوخاة.

      شعبنا العزيز..
      ‏كان لقواتنا المسلحة الباسلة وكافة اجهزة الامن، منذ اليوم الاول لميلاد ‏النهضة العمانية الحديثة، دور بارز في حماية الوطن وضمان امنه واستقراره. ولا يخفى عليكم ان منجزات اي بلد تبقى عرضة للتدمير والفناء، ان لم تكن هناك قوة وطنية تذود ‏عنها. ومن هذا المنطلق عملنا دائما على تطويرها وتحديثها، ويسرنا ان نؤكد في هذه المناسبة المجيدة عزمنا الدائم على مواصلة رعايتنا لها واهتمامنا بمتطلباتها.
      ‏وتعبيرا عن اعتزازنا بها، وتقديرنا لدورها الكبير في السهر من اجل سلامة ‏عمان، وصيانة منجزات النهضة فإننا نتوجه اليها بالتحية والتهنئة في هذا اليوم الأغر الأمجد من ايام الوطن الغالي الحافلة بالعزة والكرامة والشموخ.

      ‏أيها المواطنون..
      ‏بعد لحظات سوف تبدأ نهضتنا المباركة مرحلة جديدة من مسيرتها الظافرة التي حققت بالجد والمثابرة خلال ربع قرن من الزمان انجازات عظيمة نفخر بها جميعا. وهي مرحلة مسكونة بالآمال العراض، مشحونة بالتحديات الثقال، تقتضي منكم عزما امضى، وساعدا اقوى، وفكرا اصفى وأنقى.. مرحلة تحتاج الى عمل اكبر، وجهد اكثر، وتفان في خدمة الوطن اشد واظهر. فيا ابناء عمان الطاهرة في كل مكان.. يا جنودها البواسل في كل ميدان.. استعدوا بارك الله فيكم . لمواصلة المسيرة بكل عزم واصرار، وقوة ومضاء، فعمان بحاجة الى المزيد من البذل والعطاء، والتضحية والفداء، والعمل الجاد المثمر البناء. لذلك، فإننا ندعوكم مجددا، من أجل عمان المستقبل، الى المزيد من التعاون والتضامن، والتساند والتعاضد، والتفاهم والتلاحم، والحب والإخاء.
      ‏ومن هذا المنطلق.. هيا بنا نجاد العهد ونبدأ معا باسم الله، وعلى بركة الله، وبعون من الله هذه المرحلة الجديدة من تاريخ عمان، مبتهلين اليه تعالى ان يكتب لنا النجاح فيها كما كتبه لنا فيما مضى من عمر مسيرة الخير والرخاء، والتطور والتقدم، وان يبقي عمان وطنا للامجاد الى ان يرث الله الارض ومن عليها وهو خير الوارثين.
      ‏إنه عهد وميثاق.. ((فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن اوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه اجرا عظيما)) صدق الله العظيم.
      ‏ربنا لك الحمد على ما اوليت، ولك الشكر على ما اعطيت، انت مستحق الحمد والثناء. عليك توكلنا ، واليك انبنا، فوفقنا وسدد خطانا، واجعل لنا من لدنك وليا، واجعل لنا من لدنك نصيرا.
      ‏وكل عام وانتم بخير.
      ‏والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      [/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]
    • خطاب جلالته في العيد الوطني السادس والعشرين



      [TABLE='class: cms_table, align: center']
      [TR]
      [TD]
      ‏الحمد لله على عظيم آلائه، وكريم نعمائه، والصلاة والسلام على خاتم رسله وأنبيائه.

      ‏أيها المواطنون الأعزاء..
      ‏انه لمن د‏واعي البهجة الغامرة، والسرور المتجدد ‏، ان نلتقي في هذا اليوم المبارك، على اد‏يم هذه المدينة الزاهرة، التي يزهو التاريخ بأصالتها، ويباهي الزمان بعراقتها، ويعبق التراث المجيد في ساحاتها وعرصاتها.. مدينة صور.. ذات الأمجا د ‏البحرية التليدة التي سار بذكرها الركبان، فكانت مفخرة من مفاخر أبناء عمان.
      ‏نعم.. فمن هذه المدينة التاريخية انطلق الشراع العماني، حقبة طويلة من الدهر، يجوب البحار والمحيطات، زاهيا متألقا كالغيمة البيضاء الصافية، يعمل الخير الى اركان الدنيا النائية، ويؤوب منها ظافرا بصنوف من السلع والبضاشع المتنوعة،في تباد‏ل تجاري كبير ومنتطم، جعل من عمان إحدى المحطات التجارية الهامة على امتدا د ‏فترة غير قصيرة من عمر الزمان.

      ‏ايها المواطنون الكرام..
      ‏اننا اذ نحتفل اليوم ماهنا بالذكرى الساد‏سة والعشرين للعيد الوطني المجيد، نود ‏في ونحن على مقربة من تلك السواحل المضمخة برائحة السفن العتيقة في ان نعبر باد‏يء الأمر عن اعتزازنا العظيم بتاريخ عمان البحري الذي سطرته تلك الصواري الشامخة التي اندفعت، في ذلك الماضي الموشى بالمجد، من مختلف الموانئ العمانية، تمخر العباب المتلاطم في طموح فتي، مجسدة قوة هذا البلد وقدرته، وهيبته وعزته، ورغبته في التواصل مع حضارات الأمم كلها، القريبة منها والبعيدة. كما نو د ‏بعد ذلك ان نذكر الاجيال الصاعدة بتلك الهمة العالية لأجداد ‏هم الامجاد ‏الذين ركبوا صهوات البحار، وشقوا امواجها العاتية، ونازلوا ‏عواصفها الهائجة، طلبا للعيش الكريم، ورغبة في العمل الشريف، وان كانت تكتنفه المعاب، وتحيما به المشاق من كل جانب.
      ‏ان الشباب العماني المتشوق الى آفاق المجد ، مدعو اليوم إلى أن يتخذ من أجداده الميامين قدوة طيبة في الجد والعمل، والصبر والمثابرة، والعزم المتوقد الذي لا يخبو ولا يخمد، والى أن يؤمن في كما آمنوا في بأن العمل المنتج، مهما صغر، هو لبنة كبيرة قوية في بناء صرح الوطن، تشتد بها قواعده، وتعلوا بها اركانه، وأنه الهدف الذي ينبغي أن ينشده الجميع، ويسعوا اليه دون تردد او استنكاف. فبالعمل المنتج لن يكون هناك مكان في مجتمعنا للأيدي العاطلة التي لا تشارك في حركة التطور والتقدم.

      ‏شعبنا العزيز. .
      ‏لقد أشرنا في خطابنا بمناسبة العيد الفضي للنهضة العمانية الحديثة إلى أنه كان لا بد لنا ، بعد أن خضنا تجربة رائدة في مضمار التنمية الشاملة، من تحديد رؤية مستقبلية للعمل التنموي تقوم على سياسات وأهداف محددة واضحة تسخر لبلوغها كافة الإمكانيات المتاحة، والوساثل العلمية والفنية.
      ‏وكما تعلمون فإن ما توخيناه من وضع هذه الرؤية المستقبلية هو ان تكون انطلاقة نحو القرن الحادي والعشرين تمكن الاقتصاد العماني من تحقيق تحول استراتيجي، فلا يبقى معتمدا على الإنفاق الحكومي وعلى الموارد النفطية، والعمالة الوافدة، وانما ينتقل الى طور آخر أفضل وأشمل يجد قواعده المتينة الراسخة في المبادرات الخاصة، والعمالة الوطنية المتدربة، والموارد المتجددة المتنامية، وبعيث يؤدي كل ذلك ، باذن الله ، وخلال الفترة الزمنية المحددة، الى رفع مستوى المعيشة للمواطنين العمانيين، وضمان استفادتهم، أينما كانوا في مختلف المناطق، من ثمار عملية التنمية التي تدور عجلتها ، بكل حيوية وعنفوان، في كل مكان من هذا البلد العزيز حتى يتمكن من مواكبة تطورات العصر في مختلف الميادين. ونحن، من فوق هذا المنبر، وفي هذا اليوم الأغر، نؤكا عزمنا على تنفيذ هذه الرؤية، ومتابعة خططها وبرامجها ، وتوفير كل الامكانيات اللازمة، والظروف الملائمة، لضمان مواصلة التنمية في إطار المحاور الأساسية التي حددتها. ومع ذلك ينبغي ألا يغيب عنا ان تفهم المواطن العماني لأبعاد هذه الرؤية، وتفاعله الإيجابي معها ، ومشاركته في إنجاز مقاصدها ، وسعيه ‏للاستفادة من الفرص التي تتيهها ، هي أمور ضرورية لتهيئة مناخ عام يساعد على انجاح ما يتخذ من خطوات، وما يستحدث من تغييرات، وما ينتهج من اساليب، او يستخدم من أد‏وات. إذ أنه بدون هذا التفاعل والمشاركة سوف تكون العقبات كبيرة، بل ربما كانت النتائج لا قدر الله في أقل من الآمال والطموحات. ومن هنا فإن كل عماني مطالب بأن يسهم قدر طاقته في إيجا د ‏البيئة الموائمة، والتربة الصالحة، لانطلاقة عمان نحو المستقبل الواعد الذي تنطلع اليه.
      ‏إن الخطة الخمسية الخامسة تمثل الخطوة الأولى على د‏رب الرؤية المستقبلية للعمل التنموي. فهي البرنامج التنفيذي للمحاور والسياسات والآليات المعتمدة لتحقيق التوازن الاقتصاد‏ي، والنمو الذاتي المستمر، وتنمية الموارد ‏البشرية والطبيعية، وايجاد د‏ور متميز للقطاع الخاص يمكنه من استخدام هذه الموارد ‏استخداما يتصف بالمسؤولية، ويعبر عن حس وطني صاد‏ق، ينبع من انتماء حقيقي الى عمان.. هذا البلد العظيم الذي يجب أن نعمل جميعا من أجل نهضته ورفعته.

      ‏ايها المواطنون الأفاضل..
      ‏لقد أولت الخطة الخمسية الجديدة عناية خاصة لتوفير المخصصات المالية لقطاع التعليم والتدريب المهني انطلاقا من حقيقة ان هذا النوع من التعليم هو اساس تأهيل القوى العاملة العمانية لتعل تدريجيا محل العمالة الوافدة. وانه لأمر حيوي ان يستمر تطوير وتحديث السياسات والمناهج المتبعة في هذا المجال، من اجل سد احتياجات سوق العمل من الكواد‏ر العمانية الماهرة وشبه الماهرة وعلى مختلف المستويات المهنية، ولا يخفى انه تتوفر الآن فرص تدريبية عديدة سواء في مؤسسات التعليم الحكومية او المعاهد الخاصة المرخص لها. ومن ثم فان على الشباب العماني واجب الاستفاد‏ة من هذه الفرص التي تفتح لهم الطريق للانخراط في سلك العاملين المنتجين. كما ان على المجتمع بأسره ان يعي اهمية التعليم التقني، وان يعمل على تشجيعه وترويجه ومناصرته، أسوة بمجتمعات اخرى سبقتنا في هذا المضمار.
      ‏وكما نحرص على تنمية الموارد ‏البشرية فإننا نسهى ايضا الى استثمار الموارد ‏الطبيعية من اجل تنويع القاعدة الاقتصا د ‏ية وتوسيعها. وفي هذا النطاق يأتي مشروع الغاز الطبيعي المسال، فهو أحد الخطوات الكبيرة التي ترمي إلى إيجا د ‏مصاد‏ر متنوعة ومتجد د ‏ة للدخل. وسوف يترتب على تنفيذه جملة من العوائد الاقتصا د ‏ية من بينها تحقيق مصاد‏ر تحويلية إضافية للمشاريع التنموية في ‏الخطط القادمة، وانعاش الدورة الاقتصادية لرأس المال داخل الاقتصاد الوطني، وقيام قاعدة خدمية لمساندة الأعمال المرتبطة بالمشروع في ولاية صور والمناطق المجاورة، سواء في مجال الخدمات العقارية او السياحية او البنكية او الصناعية. هذا بالاضافة الى إيجاد فرص عديدة للعمل، والمساعدة على اكتساب العمانيين مهارات جديدة نادرة.
      ‏وتأكيدا لما نراه من ضرورة الاستغلال الأمثل للموقع الجغرافي المتميز للسلطنة، فقد تم التوقيع في اكتوبر الماضي على اتفاقية امتياز إنشاء وادارة محطة حاويات دولية بميناء ويسوت. ويعد هذا المشروع واحدا من أكبر المشروعات البحرية التجارية، ومن شأنه الإسهام بشكل مباشر في تنشيط الحركة التجارية والصناعية، وفي قيام مرافق خدمات تكميلية كثيرة، وليس بخاف ما يوفره ذلك من فرص متنوعة للمواطنين على مختلف مستوياتهم العلمية والفنية. ومما لا شك فيه أن هذه الاتفاقية تعد إنجازا لأحد الاهداف الرئيسية للرؤية المستقبلية للاقتصاد العماني لأنها تندرج في نطاق ما دعت اليه من تنويع مصادر الدخل والاستفادة من الموقع الذي تتميز به الموانع العمانية والحمد لله.
      ‏وفي إطار النظرة الاستراتيجية للاقتصاد العماني ومرتكزاته الأساسية، وتجاوبا مع التطورات العالمية التي اثبتت اهمية المجموعات الاقتصادية الكبيرة، فان السلطنة قد شاركت بنشاط، خلال الأشهر الماضية، في وضع القواعد والترتيبات لتكوين تجمع اقتصادي للدول المطلة على المحيط الهندي يرمي إلى توسيع التبادل التجاري، والتكامل الاقتصادي، وتنشيط حركة السياحة والاستثمارات المباشرة، وتنمية الموارد البشرية، ونقل التكنولوجيا، مع العمل على إزالة العوائق، وتشجيع التواصل بين الدول الأعضاء، وذلك دون إخلال بأية التزامات لهذه الدول تفرضها اتفاقيات اوترتيبات للتعاون الإقليمي.
      ‏لقد كان المحيط الهندي دائما البوابة الرئيسية للعمانيين التي انطلقوا من خلالها إلى البلدان التي تقع على شواطئه، ثم الى ما وراءها من آفاق رحبة شاسعة. وها نحن اليوم نوصل حاضرنا المشرق بماضينا العريق المؤنق، في إطار هذا التجمع الجديد الذي يضم دولا بينها روابط تجارية تاريخية، ومصالح اقتصادية مشتركة، ولها أهداف تنموية متقاربة تدعوها الى تنسيق جهودها في مواجهة التحديات التي تطرحها التطورات الاقتصادية المتلاحقة على امتداد ‏الساحة الدولية.

      ‏أيها المواطنون الكرام..
      ‏إنه لمن الجلي الواضح ان الدولة تولي اهتماما بالغا لتنويع الاقتصاد الوطني، وتوفير فرص العمل والتدريب للمواطنين. غير أن ذلك لا يعني كل شيء في مضمار ما نسهى اليه من بناء الانسان العماني واعداده للمستقبل، اذ أن هذا البناء والإعداد لا يتمان، في نظرنا، بمجرد توفير أسباب الرفاه المادي، والرخاء الاقتصادي، والتدريب المهني الذي يؤمل الفرد لشغل وظيفة ما في الحكومة او القطاع الخاص، وانما لا بد، الى جانب كل ذلك، من اتخاذ كل الوسائل الكفيلة بتربية المواطن تربية صالحة، وامداده بالعلم والثقافة، وتهيثته بصورة متكاملة وشاملة تجعل منه عنصرا منتجا في مجتمعه، مدركا لما فيه صالح أمته، ذا بصيرة نافذة وتقديوسليم للأهور، ليتمكن بذلك من خدمة وطنه، ومن المشاركة في صنع القرار الصحيح على مستويات متعددة تختلف باختلاف موقعه في البنيان الاجتماعي.
      ‏ولقد راعينا في الحقبة الماضية من عمر النهضة المباركة تطبيق تلك النظرة الشاملة، وذلك بتوفير كل الظروف، واتخاذ كافة الوسائل المؤدية الى هذا البناء المتكامل. وكانت إحدى الجوانب البارزة في هذا الميدان أننا اتحنا له بصورة تدريجية، من خلال المجلس الاستشاري للدولة اولا، وبعد ذلك عن طريق مجلس الشورى، سبل المشاركة في مناقشة شؤون بلده، وتقديم الرأي والمشورة حول المسائل المطروحة للبحث، إسهاما منه في صنع القرار الوطني على مستوى الدولة.
      ‏والحمد لله، فقد كتب سبحانه وتعالى النجاح للتجربة، ومن ثم قررنا اتخاذ خطوة اخرى تهدف الى توسيع داثرة الشورى التي حث عليها الدين الحنيف وذلك بانشاء مجلس جديد، باسم مجلس الدولة، الى جانب مجلس الشورى يكون رافدا إيجابيا آخرفي مجال التعاون البناء بين الحكومة والمواطنين لما فيه الخير والنفع العام. وسوف يضم المجلس نخبة أخرى من أبناء هذا الوطن الغالي نقوم بتعيينهم من بين من لديهم الخبرة والقدرة على إثراء عملية الشورى، ودفعها إلى مزيد من النجاح في تحقيق أهدافها الجليلة، وغاياتها النبيلة.
      ‏وتتويجا لجهود ربع قرن من العمل الباذل، والعطاء المثمر، فقد أصدرنا، كما تعلمون - أيها المواطنون الكرام - النظام الأساسي للدولة الذي هو خلاصة التجربة الرائدة التي خضناها خلال الفترة الماضية، وقد عرفت هذه الوثيقة التاريخية الدولة ونظام الحكم فيها، وحددت المبادئ الموجهة لسياستها في المجالات المختلفة. كما بينت الحقوق والواجبات العامة، وفصلت الأحكام الخاصة لرئيس الدولة، ومجلس الوزراء والقضاء.
      ‏وأشارت الى المجالس المتخصصة، والشؤون المالية، ومجلس عمان، وأحالت بيان الأحكام في كل منها إلى المراسيم والقوانين التي سوف تصدر في هذا الشأن.
      ‏ولا شك أن هذا النظام يعد القاعدة الأساسية التي ننطلق من خلالها لتحقيق المزيد من التقدم والرقي والتطور، ونأعو الله عز وجل أن يعيطها برعايته وتوفيقه، حتى تؤتي بعونه تعالى ثمارها الطيبة المباركة.. إنه على ما يشاء قدير، وهو نعم المولى ونعم النصير.

      أيها المواطنون الأعزاء..
      ‏لقد حبا الله جلت قدرته منطقتنا وفرة في الخيرات تأتي الطاقة في مقدمتها. وبهذه الخيرات ارتبطت مصالح دول عديدة في شتى أرجاء المعمورة. لذلك فهي تسعى إلى مؤازرة استقرار المنطقة ضمانا لتلك المصالح، وفي ضوء هذا الواقع فإنه من الواضح أن الاستقرارفي هذا الجزء الحيوي من العالم، واستمرار الأمن والطمأنينة في مجتمعاته، رهن بمدى قدرة دوله على عدم استفزاز المجتمع الدولي بأية طريقة، سواء بتهديد المصالح أو بالتدخلفي شؤون الآخرين، ومهما كانت المبررات. لذلك يكون من واجب الجميع الالتزام بمبادئ التعايش السلمي بين الدول، واحترام قواعد القانون الدولي المنظمة للحقوق والواجبات على أساس من الرغبة الصادقة في تجنيب المنطقة عوامل عدم الاستقرار، وتمكينها من مواصلة النمو والازدهار. وليس بجديد أن نقول إن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تبذل قصارى جهدها في هذا الاتجاه من أجل المحافظة على المنجزات الكبيرة التي حققتها خلال الحقبة الماضية. ومما لا شك فيه أن بناء الثقة بين دول المجلس، وعدم السماح لاختلاف وجهات النظر - الذي قد يحدث من حين لآخر - أن يحيد بها عن أهدافها الكبرى في الاستقرار، والتكامل الاقتصادي والوفاة الاجتماعي، يعدان من أهم العوامل في ترسيخ دعائم الأمن والطمأنينة، وفي استمرار النمو والتطور في هذه الدول، كما أن تشابك مصالح ‏أبنائها من شأنه توثيق عرى الأخوة فيما بينهم، وتقوية روابط التعاون والتساند والتعاضد التي تدعو إليها جملة من الحقائق التي تجمعهم وهي أواصر العقيدة، ووشائج القربى والرحم، وروابط الجوار والمصالح المشتركة.
      ‏واذ ا انتقلنا الى محيطنا العربي الأكبر فإننا نؤكد من جديد أننا ناصرنا مسيرة السلام في الشرق الأوسط، واننا لا نزال نؤيدها، وبالرغم من العقبات التي تبرز من حين لآخر فإنه من المشاهد ان حقائق ثابتة قد أنجزت على الأرض الفلسطينية، وأن هناك حقائق أخرى اكثر اهمية ندفع في اتجاه إنجازها لتخرج الى حيز الواقع، وعلى كل المسارات. ولا بد من القول - أيها المواطنون الكرام أن العملية السلمية هي في حد ذاتها عمل تاريخي، وهدف نبيل لا يمكن ان ينحرف عن مساره نتيجة تغيير في السياسات المرحلية لأطراف النزاع. إنها مسيرة متصلة، ولن تتوقف، بإذن الله، حتى يتحقق السلام، ويسود الوئام، وينعم الجميع بالأمن والأمان.

      ‏شعبنا العزيز..
      ‏يسعدنا ونحن نحتفي معا بهذا اليوم العظيم الذي نتذكر فيه أمجادنا في الماضي، ونفخر بمنجزاتنا في الحاضر ونعبر عن طموحاتنا وآمالنا في المستقبل، ان نتوجه اليكم جميعا بالتهنئة، وأن نخص بالتحية قواتنا المسلحة الباسلة، وكافة أجهزة الأمن، الساهرة على حماية الوطن، وسلامة المجتمع، وضمان الاستقرار والطمأنينة.
      ‏لقد كان الله العلي القدير معنا في كل خطواتنا الماضية، يكلؤنا برعايته وعنايته، فله الحمد على ما أعطى وأسدى، وله الشكر على التوفيق والسداد، واليه من هذا المقام، نرفع أكف الضراعة خاشعين، داعين من قلوب مخلصة أن يأخذ بأيدينا الى مزيد من الخير والنماء، والرقي والتقدم، والعزة والمنعة، وأن يجمعنا العام القادم في صلالة، مدينة الأصالة والمجد، وقد قطعنا شوطا أكبر نحو الغاية الكبرى التي إليها نشد الرحال، ونغذ السير، يحدونا أمل كبيرفي بلوغ زرا رفيعة من السؤدد والفخار، والرخاء والازدهار.
      ‏وفقكم الله،
      وكل عام وأنتم بخير.
      والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      [/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]
    • خطاب جلالته في العيد الوطني السابع والعشرين



      [TABLE='class: cms_table, align: center']
      [TR]
      [TD]
      ‏الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الامين، وعلى آله وصحبه الهدأة المهتدين.

      ‏أيها المواطنون الأعزاء..
      ‏انه لمن دلائل فضله تعالى ورعايته، وشواهد توفيقه وعنايته، ان نجتمع اليوم ها هنا.. في هذه المدينة الخالدة.. مدينة ملالة.. لنحتفل معا بالذكرى المجيدة السابعة والعشرين لانبلاج فجر النهضة العمانية الحديثة الذي امتد سناه ليعم كل ارجاء عمان، فيظهر من مفاخرها ما طواه النسيان، ويبرز من أمجادها ما نعتز به على مدى الازمان.
      ‏لقد احتضنت هذه المدينة، اول شعاع من ذلك الفجر الصادق، الذي شق بضيائه حجب الظلام، ومضى ينشر البشر، ويزرع الحياة، ويزيل آثار دهر طويل من الجمود أعاق حركة الوطن، وبدد طاقاته، فلم يعد قادرا على مواكبة العصر، ومجاراة الأمم. أجل.. من هذه الوبوع بدأت المسيرة المباركة اولى خطواتها في مضمار البناء والتعمير، والتحديث والتطوير، مفعمة بالعزم والامل، متوهجة بالجد والعمل، غايتها الكبرى بناء دولة عصرية، وهدفها الأسمى تحقيق الامن والرخاء والازدهار.
      ‏وانه لمن سوابغ نعم الله علينا أن المسيرة لا تزال مندفعة في طريقها المرسوم، بخطى ثابتة واعية، وعزم أكيد راسخ والحمد لله.

      ‏أيها المواطنون الكرام..
      ‏على مدى الأعوام الماضية من تاريخ النهضة المعاصرة تحققت، ولله الحمد، منجزات كبيرة في كل مجالات الحياة، وكما تعلمون وتشهدون فإن هذه المنجزات لم تكن لتظهر على ارض الواقع لولا الجهد الباذل، والعطاء المتواصل، والارادة الطامحة، التي تستشرف المستقبل، وتعمل من أجل غد افضل واجمل. فطوبى ‏لكل يد عاملة تشارك في بناء نهضة عمان، في كل ميدان، ودعوة صادقة لبناء الحاضر ورواد المستقبل، للانطلاق نحو آفاق ابعد ، وساحات أرحب، ومقاصد أسمى وأعلى.
      ‏ان درب البناء طويل شاق، وعر المسالك ، كثير المعاب، لا يقوى على اجتيازه الى غايته القصرى إلا العاملون الصابرون، القادرون على مواجهة التحديات بروح وثابة، وعزيمة ماضية، وفكر ماثب، ورأي سديد . وأنتم. . أنتم جميعا . . اولئك العاملون. . فسيروا على بركة الله، وامضوا قدما الى ما فيه خيركم وصلاح حالكم.

      ‏أيها المواطنون الأعزاء. .
      ‏لقد عملنا خلال الحقبة الماضية على بناء الدولة العصرية المتكاملة في أجهزتها ومؤسساتها ، الملتزمة في مبادئها وسياساتها ، الواضحة في مواقفها وتوجهاتها . وكان صدور النظام الاساسي للدولة تتويجا لتلك الحقبة. وكما أشرنا في خطابنا بمناسبة العيد الوطني السادس والعشرين فان هذا النظام يعد القاعدة الاساسية التي ننطلق من خلالها لتحقيق المزيد من التقدم والرقي والتطور وهو يرسم صورة صادقة واضحة للمبادئ التي نلتزم بها في سياساتنا الد اخلية والخارجية، والتي تهدف في جملتها الى بناء الانسان العماني، وتطوير قدراته الذ اتية، وخبراته العلمية والعملية، باعتباره قطب الرحى الذي تدور حوله كل الأهد اف، وتحقق من أجله كل المنجزات، وتعد في سبيل تنشئته واعداده محتلف الخطما والبرامج والمناهج. تلك هي الحقيقة التي يجب ان يعيها كل فرد ، ويعمل في ضوئها كل مسؤول. فما المبادئ الموجهة لسياسة الدولة في شتى الميادين الا وسائل متعددة ترمي الى تحقيق غاية واحدة هي سعادة الانسان ورخاؤه ، ورقيه وتقدمه، وأمنه وسلامته، في ظل دولة قوية ناهضة، تحظى بالاحترام والمكانة المرموقة على امتد اد الساحة الدولية.
      ‏ذلك هو ما سعينا اليه منذ فجر النهضة المباركة. ولقد تحقق بحمد الله الكثير مما تطلعنا الى انجازه في مجال العلاقات الدولية، والاقتصاد والتنمية، والرعاية الاجتماعية، والتعليم والثقافة، والأمن والدفاع. ونحن ماضون نحو غايتنا في عزم واصرار، من أجل مزيد من المنجزات الهادفة الى تحقيق مستوى أفضل في شتى المجالات بعون الله.


      ‏أيها المواطنون الكرام..
      ‏لقد نص النظام الاساسي للدولة على ان (سيادة القانون أساس الحكم في الدولة). وتنفيذا لذلك فانه وان كان النظام القانوني قد شهد تطورا كبيرا خلال الحقبة الماضية، مواكبة لعملية التنمية الشاملة، ومساندة لها، الا اننا نؤكد على اهتمامنا باستكمال ما تبقى من العناصرفي هذا المجال خلال الفترة القادمة، وعلى الخصوص فيما يتعلق بتنظيم القضاء على أسس حديثة، من حيث المحاكم واختصاصاتها، ودرجاتها، والاجراءات القانونية الواجب اتباعها، والتي تكفل حق الدولة في صيانة الامن والاستقرار، وتضمن في ذات الوقت الحقوق العامة للأفراد والجماعات، مستمدين العون والقوة من العلي القدير، الذي أمر بالعدل والاحسان، ونهى عن البغي والعدوان.
      ‏إن تطوير التشريعات واضفاء المرونة على إجراءات تنفيذ احكامها ومعالجة المشكلات التي يظهرها التطبيق العملي لها، من شأنه ان يساعد كثيرا على ان تؤدي دورها في تنشيط الاقتصاد الوطني وتشجيع العاملين فيه على ممارسة اعمالهم في يسر ودون تعقيدات إدارية لا داعي لها ولا طائل من ورائها. لذلك فانه من واجب الجهات الحكومية المختصة ان تضع هذا الامر في مقدمة اولوياتها من اجل قيام قطاع خاص كفء وقادرعلى المنافسة والإسهامفي عملية التنمية.
      ‏وتقديرا منا للدور الحيوي الذي قام به هذا القطاع في تنشيط الاقتصاد الوطني وتطويره منذ قيام النهضة المباركة، وتشجيعا له على مزيد من الإسهام البناء في مسيرة عمان الحديثة نحو آفاق التقدم والازدهار، فاننا نعلن العام القادم عاما للقطاع الخاص بيرزفيه قدراته، ويظهرفيه انشطته، ويعبر فيه من خلال مساهماته المتميزة عن روحه الوطنية، ورغبته الاصيلة في خدمة مجتمعه، ورفع شأن وطنه ليكونفي مصاف الامم الناهضة المتقدمة.

      ‏أيها المواطنون الأعزاء..
      ‏وكما هو شأننا في الالتزام بقيمنا ومبادئنا في رسم السياسات الداخلية وتنفيذها فاننا لا نحيد عن المبادئ السياسية، والثوابت الأساسية، التي انتهجناها في مجال العلاقات الخارجية. فمواقفنا نابهة من قناعاتنا، وهي تعبر عن صدق توجهاتنا، ووضوح رؤانا، وواقعية تعاملنا مع محتلف القضايا والمشاكل ‏الدولية والاقليمية.
      ‏واذا كان العالم لا يمكن أن يخلو من النزاعات والمشاكل بحكم تضارب المصالح فاننا نعتقد جازمين أن بناء الثقة بين الشعوب، وتأكيد اواصر الصداقة مع الدول، والعمل على تحقيق المصالح المشتركة، ومراعاة الشرعية الدولية، والالتزام بالمعاهدات والقوانين.. كل ذلك من شأنه ان يؤدي الى مزيد من التفاهم الواعي، والتعاون البناء، من أجل انتصار الأمن والسلام، وشيوع الطمأنينة والرخاء.
      ‏واذ نعبر من هذا المنبر عن تمنياتنا للعالم، بمختلف شعوبه ودوله، بالتوافق والاستقرار الاقتصادي والسياسي، فاننا فدعوقادته الى بذل جهد أكبرمن أجل تنمية التواصل، وتقوية الرو ابما، وتوثيق الوشائج، وصولا الى عالم أفضل يسوده الوئام، وينعم فيه الجميع بالعدالة والسلام.

      ‏أيها المواطنون الأعزاء..
      ‏يطيب لنا أن ننتهز هذه المناسبة لنتوجه اليكم بالتهنئة، وأن نخص بالتحية والثناء العاطر قواتنا المسلحة وسائر اجهزة الامن، معبرين عن اعتزازنا الكبير بدورها العظيم في حماية منجزات النهضة، والذود عن عرين الوطن، والسهر على أمنه وسلامته واستقراره، مؤكدين رعايتنا لها، وعنايتنا بها، لتظل دائما وأبدا الدرع المتين، والحصن الحصين.
      ‏ربنا اجعل هذا البلد آمنا، واجنبه نائبات الدهر، وأسبغ عليه من خيرك الوفير.. انك على كل شيء قدير.
      ‏سدد الله خطاكم، وبارك في أعمالكم..
      وكل عام وأنتم بخير.

      والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

      [/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]
    • خطاب جلالته في العيد الوطني الثامن والعشرين



      [TABLE='class: cms_table, align: center']
      [TR]
      [TD]
      ‏الحمد لله السميع العليم، والصلاة والسلام على من جاء بالنهج القويم، وعلى آله وصحبه ومن اتبع صراطه المستقيم.

      ‏أيها المواطنون الأعزاء..
      ‏في مثل هذا اليوم المبارك من كل عام نلتقي معا، لنحتقل بالذكرى المتجدد‏ة للعيد الوطني المجيد.. عيد النهضة العمانية الحديثة التي أشرقت على هذه الأرض الطيبة منذ ثمانية وعشرين عاما لتبعث في جنباتها حياة جديدة، زاخرة بالأمل، متطلعة إلى غد أفضل، ومستقبل أجمل.
      ‏ولقد كان من فضل الله علينا، وعلى هذا الوطن الغالي أن كانت الرؤية واضحة منذ البداية.. تلك الرؤية التي ساعدت على وضع التصورات لبناء مجتمع حديث، له فكره، وله أصالته، وله نظرته الاقتصاد‏ية القائمة على أساس تنويع المصاد‏ر والموارد ‏وبناء القدرات البشرية التي توفر للاقتصاد‏ القوة والمتانة، وتتيح لمختلف فروعه النمو الصحي، والتكامل الطبيعي، والتفاعل الحيوي، من أجل تنمية شاملة تواكب العصر، وتستشف آفاق المستقبل.
      ‏نعم كان ذلك من فضل الله. وكان من فضله تعالى أيضا وتوفيقه أن اقترن الأمل بالعمل الجاد‏، والهمة العالية، والعزم الأكيد. وها نحن اليوم نجني، بحمد الله، ثمار ذلك كله.. تطورا مشهود‏ا في كل المياد‏ين السياسية والاقتصاد‏ية والاجتماعية والثقافية، وخبرة واسعة جاءت نتيجة العمل الدائب، والممارسة المستمرة، فأضفت على حركة التطور المتنامية بعدا واقعيا يعصمها من مزالق الاندفاع والتهور، وينأى بها عن مشاكل الارتجال وعدم التدبر.
      ‏واذا كانت الأمور تقاس بنتاشجها فإنه يمكن القول بأن ما تحقق خلال الحقبة الماضية، بعون منه تعالى، هو إنجاز كبير يشهد به التاريخ لكم أنتم جميعا يا أبناء عمان. لقد صبرتم وصابرتم، وواجهتم التحديات، وذللتم العقبات، فرعى ‏الله مسيرتكم، وكتب لكم السداد ‏والتوفيق. فعمدا لله على ما أولى وأسدى حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. (( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم)).

      ‏أيها المواطنون الكرام...
      ‏نعلم جميعا أن الاقتصاد ‏العالمي يمر بمرحلة غير صحية، يخشى تفاقمها. ومن الأهور المسلمة أن اقتصاد‏يات الدول مترابطة، بعضها يتأثي ببعض، نظرا لتشابك المصالح والعلاقات فيما بينها. ونظرا للركود ‏الاقتصاد‏ي والكساد ‏المفاجىء الذي طرأ على بعض الدول المستهلكة للطاقة فقد نتج عن ذلك تقليل طلب هذه الدول عليها. ولقد أشرنا مرات عديدة إلى أن النفط - إضافة إلى كونه سلعة ناضبة - فإن أسعاره معرضة، في كثير من الأحيان، للتذبذب وعدم الاستقرار، وأنه ليس من الحكمة وحسن السياسة الاعتماد‏عليه كمورد ‏وحيد، لا سند له ولا بديل، لتمويل مشروعات التنمية. وها نحن نشهد اليوم التراجع، والانخفاض في أسعاره، الأمر الذي كان له،د‏ون شك، آثاره على إيراد‏ات الدولة، إذ أنه لا يزال المصدر الرئيسي للدخل القومي، وان بدرجة أقل مما كان عليه الأمر من قبل. ومما هو معلوم أننا د‏عونا د‏ائما، على مدى السنوات المنصرمة، إلى التنويع الاقتصاد د‏رءا لمخاطر الارتكاز على سلعة وحيدة، تتقلب مع أسعارها أحوال البلاد‏ خفضا ورفعا. وقد تنبهنا لهذا الأمر- منذ البداية - بتبني سياسات متناسقة، لإرساء التنمية على قواعد قوية ثابتة، ود‏عائم متينة راسخة، تضمن للاقتصاد‏ الوطني التنوع المتكامل، والنمو المتوازن. وعلى أساس من ذلك قامت الدولة بدعم الصناعة والزراعة، والتجارة والسياحة، وشجعت الاستثمار في هذه المجالات، وحثت على تطويرها، وعلى توفير المناخ الملائم لنجاحها، واستمرار عطاشها. وقد كان لذلك اثر واضح ود‏ور لا ينكر، فيما تحقق من تقدم في هذا المضمار. غير أنكم تدركون أن هذه القطاعات لا يمكن أن تدر، بين عشية وضحاها، عوائد تعاد‏ل د‏خل النفط، فهي بحاجة إلى وقت أكثر، ورعاية أكبر، وتمويل أوفر، لكي تؤتي ثمارها ، وتؤد‏ي الدور المرسوم لها في الاقتصاد ‏الوطني، واذ ا كنا نرى أن ما أنجز حتى الآن، في القطاعات التي أشرنا إليها، يبعث على الرضا ، في ضوء الظروف المحيطة بعملية التنمية خلال المراحل السابقة، إلا أننا نود ‏أن نؤكد أن الظروف الاقتصاد‏ية العالمية على المدى المنظور تجعل من التنويع ‏الاقتصادي مسألة أكثر الحاحا من ذي قبل. وهنا يظهر التحدي الذي يجابهه كل من القطاع الخاص والحكومة من أجل دفع عجلة التنمية قدما، وعدم السماح بتعثرها أو تباطؤ أدائها بأي حال من الأحوال. إن القطاع الخاص مطالب اليوم، أكثر من أي وقت مضى، بأن يضاعف الجهد، ويسرع الخطى، ويتحلى بالثقة، ويستفيد من الفرص، الاستثمارية المواتية، في العديد من القطاعات الإنتاجية الواعدة، التي سوف يكون للاستثمار فيها أثر إيجابي ملموس في الحياة الاقتصادية والاجتماعية في الأعوام المقبلة إن شاء الله. وهو مطالب، إلى جانب ذلك، بأن يكون على وعي تام بالظروف العالمية المعاصرة، المتميزة بتحرير التجارة والاستثمار، والتي تستدعي أن تكون منشآتنا الاقتصادية على قدر عال من الكفاية، إدارة، وانتاجا وتسويقا ، بحيث تقوى على المنافسة، خاصة وأننا مقبلون على الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية.
      ‏إن عام القطاع الخاص يجب أن يكون منطلقا لدور أكبر يقوم به هذا القطاع في دعم الاقتصاد الوطني وتنويعه، في توافق وانسجام مع الجهود التي تبذلها الحكومة لحفز الاستثمار الوطني والأجنبي، من خلال إنشاء بنيات أساسية جديدة، ومواصلة تحديث القائم منها، وتقديم الخدمات المتنوعة، وتحسين مناخ الاستثمار العام، وطرح برنامج للتخصيص مبني على أسس علمية وواقعية، يساعد على استمرار النمو الاقتصادي، ويزيد من الكفاءة الإنتاجية، ويتفادى الوقوع في براثن الاحتكار، إلى جانب المراجعة المستمرة للتشريعات وفقا لمتطلبات التطور، من أجل حماية النشاط الاقتصادي الخاص، وكفالة حريته، وتنويع أساليب دعمه وتشجيعه، خاصة فيما يتعلق بتيسير الإجراءات الإدارية، وتنقيتها من التعقيدات التي لا داعي لها ولا طائل من ورائها، كما نوهنا إلى ذلك في العيد الوطني الماضي. هذا بالاضافة الى إعادة النظر في السياسات والأنظمة التعليمية، والخطما والبرامج التدريبية، بهدف توجيهها نحو إعداد المهارات المهنية والفنية، التي تلبي حاجات القطاع الخاص، وتضمن الوفاء بمتطلباته، خاصة في قطاع الصناعة الذي يجب العمل، بكل عزم وقوة، على أن يكون في المستقبل المصدر الرئيسي للدخل في البلاد، أو على الأقل المصدر المعادل في إيراداته للنفط، إذ أن من شأن ذلك، إذا أخذنا في الاعتبار مصادر الدخل الأخرى كالتجارة والزراعة والسياحة والخدمات، أن يؤدي إلى خفض نسبة إسهام النفط في الدخل القومي، وفي تكوين الموارد‏ المالية للدولة، إلى الحد المعقول الذي لا يسبب تعرضه للانخفاض انكماشا شديدا في الانفاق العام أو عجزا مؤثرا في الميزانية العامة.
      ‏ذلك هو د‏ور الحكومة في تعزيز التنويع الاقتصاد‏ي، وعلى جميع إد‏اراتها واجب التنسيق فيما بينها لتمكين المستثمرين من الحصول على خدمات كاملة وافية في وقت وجيز، وفي حدود‏ المعقول من الضوابط والقيود ‏القانونية التي تضمن توجيه الاستثمارات - خاصة الأجنبية منها - إلى تلك القطاعات التي ترمي الخطة الاقتصاد‏ية للدولة الى تنويعها وزياد‏ة د‏ورها في بناء الاقتصاد ‏الوطني. إذ بدون مثل هذه الضوابط الضرورية ربما توجهة رؤوس الأموال إلى المضاربات التي تؤد‏ي إلى عدم الاستقرار المالي والاقتصاد‏ي. إننا نريد استثمارا إيجابيا يعود ‏بالنفع على المستثمر، ولكنه يسهم في الوقت ذاته في تنمية البلاد ‏وتطويرها، وفي تدريب المواطنين على اكتساب الخبرة الفنية، والمهارة التقنية، في مجالات متعدد‏ة.. استثمارا يتسم بالاستقرار، لا بالحساسية المفرطة، التي تجعله يستجيب، في هلع شديد، لأد‏نى باد‏رة سلبية، محلية أوخارجية، تظهرفي الأفق، فيترك الساحة، في سرعة مريعة، مخلفا وراءه آثارا سيئة مالية واقتصاد‏ية واجتماعية.. والعياذ بالله.
      ‏واذا كان هذا هو د‏ور الحكومة والقطاع الخاص في مجابهة التحديات الاقتصاد‏ية، ومواجهة الظروف غيرالمواتية، التي يمكن أن يتعرض لها الاقتصاد‏ الوطني، لا سمح الله، نتيجة لبعض الآثار والانعكاسات السلبية للاقتصاد‏ العالمي، فان المواطنين مطالبون كذلك بأن يدلوا بدلوهم في هذه المجابهة، وذلك بالحد من السلوك الاستهلاكي غير الواعي، وبالإقبال على الاد‏خار، والمساهمة، كلما أمكن، في الاستثمار، عن طريق توظيف مدخراتهم في مشروعات مجدية، إنتاجية وخدمية، توسع قاعدة الاقتصاد ‏الوطني، وتساعد على تنويعه وتطويره. ويمكن في هذا المجال للشباب العماني الذي يتعلى بروح المباد‏رة، ويرغب في ممارسة الأعمال الحرة، أن يستفيد مما سوف يقدمه صندوق تنمية مشروعات الشباب من وساثل لتمويل مشروعاتهم الخاصة، بعد التأكد من جدواها الاقتصاد‏ية، ومن مساندةفي تزويدهم بالخبرة، في النواحي المالية والاقتصاد‏ية والفنية والتسويقية والإد‏ارية والتنظيمية، عن طريق مستشاريه وخبرائه. إن ‏الهدف الأساسي من هذا الصندوق هو تشجيع الشباب العماني على إنشاء وامتلاك مشروعات صغيرة ومتوسطة توفر لهم ولغيرهم من المواطنين فرص العمل، وتسهم في إيجاد‏ قطاع فعال من الصناعات في ات الحجم الصغير والمتوسط التي أصبحت الآن من العوامل الرئيسية المحركة للنمو الاقتصاد‏ي في معظم اقتصاد‏يات العالم.

      أيها المواطنون الأعزاء ...
      ‏إن الانسان هو أد‏اة التنمية وصانعها ، وهو إلى جانب ذلك هدفها وغايتها. وبقدر ما تتمكن التنمية، بمختلف أساليبها ووسائلها، من توفير الحياة الكريمة للفرد‏ والمجتمع بقدر ما تكون تنمية ناجحة جديرة بأن يسعد القائمون عليها، ويفخروا بنتائجها الجيدة، ويعتزوا بآثارها الطيبة.
      ‏ذلك ما نؤمن به، وما سعينا د‏ائما إلى تحقيقه. ولقد تحدثنا كثيرا عن هذا الأمر على امتداد ‏الأعوام السابقة، غير أننا نود ‏أن نؤكد اليوم، وبمناسبة عام القطاع الخاص، أن نجاح أية تنمية، وانجازها لمقاصدها، إنما هو عمل مشترك بين أطراف ثلاثة: الحكومة، والقطاع الخاص، والمواطنين. وعلى كل طرف من هذه الأطراف أن يتعمل واجباته بروح المسؤولية، التي لا ترقى الأمم فيد‏رجات التقدم والتطور إلا إذا تحلت بها، ولا تهوى في د‏ركات التخلف والتأخر إلا إذ ا تخلت عنها.
      ‏ولسنا هنا اليوم بصدد ‏تكرار تعداد‏ ما قامت به الحكومة، من جهود ‏كبيرة، في سبيل رعاية المجتمع العماني وتوفيوسبل العيش الكريم لكل أفراد‏ه، عن طريق التعليم والتدريب والتأهيل والرعاية الصحية والاجتماعية. فذلك أمر واضح لكل ذي عينين. ولكننا نود‏ أن نهيب مجدد‏ا بالقطاع الخاص أن يكشف من مساندته للحكومة في مجال التنمية البشرية، بإيجاد ‏مزيد من الفرص الوظيفية للعمانيين، والقيام بتأهيلهم وتدريبهم وصقل مهاراتهم، في مياد‏ين العمل المختلفة التي يحتاج اليها قطاعهم، إذ أن من شأن ذلك توفير الاستقرار والحياة الكريمة، للقوى العاملة الوطنية، وتخفيض الاحتياجات الفعلية للعمالة الوافدة الى أد‏نى حد ممكن. ولا يخفى ما في ذلك من آثار إيجابية اقتصاد‏ية واجتماعية على الوطن والمواطنين.
      ‏والى جانب ذلك نؤكد أهمية اد‏راك المواطنين للدور الحيوي الذي يجب أن ‏يقوموا به في سبيل إنجاح الخطط الحكومية في مجال التوظيف في القطاع الخاص، والإحلال التدريجي للكواد‏ر العمانية، الماهرة وغير الماهرة، محل الأيدي العاملة الوافدة. فهناك فرص عديدة للعمل الشريف في هذا القطاع، وعلى الشباب العماني أن يقبل عليها، ويقبل بها، د‏ون ترفع أوتردد ‏أو استنكاف، وأن يسعى بجد إلى الالتحاق ببرامج التدريب والتأهيل، التي توفرها الحكومة والقطاع الخاص، من أجل صقل المهارات التي يمتلكها، أو اكتساب مهارات جديدة تحسن أد‏اءه لعمله. فتطوير الموظف أو العامل لمستواه التعليمي والتقني والحرفي وانضباطه والتزامه بأد‏اء واجباته الوظيفية على خير وجه، هوما يدفع به فعلا الى ارتقاء سلم النجاح بخطوات سريعة وثابتة.
      ‏إن تعاضد الحكومة والقطاع الخاص والمواطنين وتعاونهم في توظيف اليد العاملة الوطنية، وتدريبها وتأهيلها، هو بلا شك، من أهم العوامل التي تؤد‏ي الى تحقيق الغايات الأساسية لخطط التنمية الرامية إلى بناء الانسان، وتطوير قدراته وخبراته من أجل توفير الرفاه والاستقرار للمجتمع. ومما نود ‏الاشارة إليه في هذا المقام أن سياسات التعمين وبرامجه قد بدأت تؤتي نتائج طيبة. ومن المأمول أن تستمر، بالتعاون بين الجميع، في مواصلة اندفاعها المدروس نحو إنجاز غاياتها الجليلة، وأهدافها المرسومة إن شاء الله.

      ‏أيها المواطنون الكرام...
      ‏لقد بدأت مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية منذ ثمانية عشر عاما. وخلال تلك الفترة شهدت المنطقة أحداثا كثيرة وخطيرة، استطاع المجلس، بكل ثبات، أن يصمد أمام أنوائها وعواصفها، وأن تمضي د‏وله قدما في تصميمها على التعاون والتساند، والتنسيق بين سياساتها، في مختلف الشؤون التي تمس حاضرها ومستقبلها. فهناك التنسيق السياسي، والعسكري، والأمني، إلى جانب التنسيق الاقتصاد‏ي والاجتماعي، والثقافي، الذي من شأنه تحقيق مزيد من التواصل، والترابط والتكامل، وتشابك المصالح التي تجمع بين أبناء د‏ول المجلس، مما يرسخ د‏عائم النمو والتطور، ويثبت ركائز الأمن والاستقرار، ويقوي أواصر التعاون والتكافل، وصولا إلى الغايات الكبرى التي من أجلها أنشىء المجلس. ‏واذ تنطلع إلى اللقاء بإخواننا قاد‏ة د‏ول مجلس التعاون، خلال الشهر القاد‏م، في ضيافة الأخ العزيز صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل فهيان، وذلك في ‏القمة التاسعة عشرة التي ستنعقد، بإذن الله، في ابوظبي، فإننا ندعو الله عز وجل لمجلس التعاون، وللقمة القاد‏مة، بالتوفيق والنجاح، في إنجاز خطوات جديدة، على د‏رب التضامن والتآزر، والتعاضد والتناصر، من أجل حياة أسعد، وعيش أرغد، ومستقبل مشرق إن شاء الله.

      ‏أيها المواطنون الأعزاء...
      ‏لقد نص النظام الأساسي للدولة على المباد‏ىء الموجهة لسياستنا. ولما كان هذا النظام إنما هو في واقع الأمر خلاصة التجربة الرائدة التي عاشتها عمان منذ انبلاج فجر النهضة المباركة، فقد كان من الطبيعي أن يحدد‏ المباد‏ىء التي اعتمدناها د‏ائما في مواقفنا تجاه مختلف القضايا الإقليمية والدولية، والتي تؤكد أواصر الصداقة، مع جميع الدول والشعوب، على أساس من الاحترام المتباد‏ل، والمصلحة المشتركة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، ومراعاة المواثيق والمعاهدات الدولية والإقليمية، وقواعد القانون الدولي المعترف بها بصورة عامة، وبما يؤد‏ي إلى إشاعة السلام والأمن بين الدول والشعوب.
      ‏وفي اعتقاد‏ناأن الالتزام بهذه المباد‏ىء من قبل الجميع من شأنه أن يوجد تعاونا أوثق، وتواصلا أعمق، بين الأمم على اختلاف مذاهبها السياسية، ومناهجها الاقتصاد‏ية، ومشاربها الفكرية والثقافية. كما أن من شأنه أن يقلل الأزمات والنزاعات الدولية، وأن يحد من الصراعات القومية والعرقية والدينية والطائفية، وأن يؤد‏ي في النهاية إلى حلول عاد‏لة للمشاكل الكثيرة التي بدأت تتفجر، بشكل لافت، في بعض أرجاء المعمورة، مما يعقد الصلات الإنسانية، ويهدد ‏الحضارة البشرية، ويدمر منجزاتها.
      ‏إن من أوجب الواجبات، في نظرنا، ونحن على أعتاب قرن جديد، أن تعمل الدول على محاربة الظلم والاستبداد‏، وعلى التصدي لسياسات التطهير العرقي، وامتهان كرامة الإنسان، وعلى مجابهة احتلال أراضي الغير، وانكار حقوقه المشروعة، وأن تسعى إلى إقامة ميزان العدل، إنصافا للمظلومين، وترسيخا للأمن والسلام والطمأنينة في مختلف بقاع الأرض.
      ‏واذ ندعو إلى ذلك نناشد الجميع الوقوف بحزم مع حق الشعب الفلسطيني في إقامة د‏ولته المستقلة على ترابه الوطني، ومع حق الأشقاء في سوريا ولبنان في استعاد‏ة أراضيهم المحتلة، لأن ذلك وحده هو الذي يكفل الأمن، ويوطد علاقات ‏حسن الجوار، ويعقق الرخاء والنماء، لجميع شعوب المنطقة.

      أيها المواطنون الكرام...
      ‏السلام هدف الدولة.. ذلك مبدأ من المباد‏ىء التي توجه سياستنا الداخلية والخارجية.. وهو هدف استراتيجي نعمل على تحقيقه واستمراره ضمانا للأمن والاستقرار، والنمو والازد‏هار. ولكن السلام الذي نؤمن به ليس سلام الضعفاء الذين لا يقدرون على رد‏ العدوان، والمحافظة على كيان الدولة، واستقلالها، وسياد‏تها، وانما سلام الاقوياء الذين يعدون للأمر عدته كما أمر الله. ومن هذا الفهم الواعي فإننا نقوم بتطوير قواتنا المسلحة الباسلة وكافة أجهزة الأمن، وتزويدها بأسباب القوة الممكن توفيرها لتمكينها من أد‏اء د‏ورها في حماية الدولة وسلامة أراضيها، وكفالة الأمن والطمأنينة لمواطنيها والمقيمين فيها. واذ نعبر عن اعتزازنا بها، وتقديرنا العظيم لمهمتها، فإننا نؤكد استمرار رعايتنا لها وعنايتنا بها. وننتهز هذه المناسبة السعيدة لنخصها بالتحية والثناء الجميل، د‏اعين الله لها بالتوفيق، في خدمة هذا الوطن العريق، مبتهلين إليه تعالى، في هذا اليوم الأغر، أن يسدد ‏خطانا، ويرعى مسيرتنا، ويكتب لنا المزيد من التقدم والتطور، في ظل الإخاء والتعاون والمحبة، إنه نعم المولى ونعم النصير.
      ‏تهنئتنا لكم جميعا بعيدنا هذا، ونسأل الله أن يجمعنا العام القاد‏م في مدينة عبري الواعدة لنحتفل بالذكرى التاسعة والعشرين لنهضتنا المباركة، ونحتفي بمنجزاتها التي سوف تتوالى على جميع وبوع عمان بإذن الله.
      ‏وفقكم الله، وكل عام وأنتم بخير.

      ‏والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،


      [/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]
    • خطاب جلالته في العيد الوطني التاسع والعشرين



      [TABLE='class: cms_table, align: center']
      [TR]
      [TD]

      ‏الحمد لله الذي أنزل الكتاب هدى للمتقين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

      ‏أيها المواطنون الكرام..
      ‏إنه لمن د‏واعي الحمد والشكر لله سبحانه وتعالى أن كتب لنا اللقاء في هذا اليوم السعيد، لنحتفل معا بالذكرى التاسعة والعشرين للنهضة العمانية، في ربوع مدينة عبري الواعدة، ولنجدد ‏العزم، بمدد ‏متواصل منه تعالى، وسندد ‏دائم منكم يا أبناء عمان، على د‏فع المسيرة المباركة نحو مزيد من الازد‏هار والاستقرار، والتطور والعمران، يكفل لكل ربوع هذا البلد الطيب التقدم والارتقاء، إن شاء الله.
      ‏لقد تحققت في المرحلة الماضية آمال كثيرة، تجسدت في منجزات عديدة، نقلت المجتمع العماني إلى القرن العشرين، وهيأته لمواجهة تحديات القرن القاد‏م. ونحن واثقون تمام الثقة من أن هذا المجتمع الفتي الناهض، المؤمن بربه قاد‏ر، أفراد‏ا وجماعات، بالعزم والمثابرة، والجد والعلم والعمل، وبعونه تعالى وتوفيقه، على مواكبة التطورات السريعة المتلاحقة التي يشهدها العالم في شتى مجالات الحياة.

      ‏أيها المواطنون الأعزاء..
      ‏في العام الماضي، وفي مثل هذه المناسبة، أشرنا إلى أن الاقتصاد العالمي يمر بمرحلة غير صحية، ودعونا إلى التنويع الاقتصادي، درءأ لمخاطر الاعتماد على سلعة وحيدة هي النفط، واننا اليوم، نؤكد من جديد على ضرورة السعي الحثيث من أجل تحقيق الأهداف الاستراتيجية للرؤية المستقبلية، التي ترمي إلى بلوغ غاية محددة واضحة، هي تعزيز المستوى المعيشي للمواطن، وضمان استفادته من ثمار التنمية، والمحافظة على مكتسبات النهضة، والعمل على صيانتها وتطويرها.
      ‏فالتنويع الاقتصادي، وتنمية الموارد البشرية الماهرة، والاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية المتاحة، وتهيشة الظروف الملائمة التي تشجع القطاع الخاص على أداء دور أكبرفي نمو الاقتصاد الوطني.. كل ذلك من شأنه تقليل الاعتماد على النفط، الذي يجب ألا ننسى أبدا أنه ثروة ناضبة، وأن أسعاره تخضع لعوامل خارجية لا يمكن التعكم فيها محليا، ومن ثم فإن انهيارها يؤدي - في حالة الاعتماد عليه كسلعة وحيدة - إلى اختلالات كبيرة بالموازنة العامة، وميزان المدفوعات، كما يؤدي إلى تباطؤ معدلات النمو، وضعف معدلات الادخار والاستثمار.
      ‏واذا كنا قد تمكنا، بحمد الله، من تخطي مرحلة غير مريحة خلال العامين المنصرمين، بأقل ما يمكن من الأضرار على اقتصادنا ، فإنه ينبغي الأ نركن إلى ما شهدته أسعار النفط من تحسن في الآونة الأخيرة، بل لا بد من الاستمرارفي اتباع سياسات اقتصادية ومالية رشيدة من أهمها: تقليل الإنفاق، وتشجيع الادخار، ومحاربة الميول الاستهلاكية، من خلال التوعية والتوجيه، وتشجيع الأفراد على المساهمة الفاعلة في الاقتصاد الوطني، وحث المؤسسات المالية على ضرورة تسخير مواردها في تنمية القطاعات الانتاجية - لا في القروض الاستهلاكية - وتبني سياسات تؤدي إلى زيادة معدلات الادخار الداخلية من ودائع المواطنين، حتى لا تضطر هذه المؤسسات إلى الاعتماد على المصادر المالية الخارجية، لما لذلك من آثار ضارة على الاقتصاد، لابد من العمل بحزم على تجنبها وتفادي ما قد تتسبب فيه من نتائج سلبية.
      ‏أيها المواطنون الكرام..
      ‏برغم ما واجهته الخطة الخمسية الحالية من صعوبات نتيجة عوامل متباينة داخلية وخارجية، فقد كان لأدائها والحمد لله، إيجابيات عديدة في مجالات مختلفة، منها على سبيل المثال: التحكم إلى حد كبير في معدلات التضخم، وتنفيذ عدد من المشروعات الهادفة إلى التنويع الاقتصادي، من أبرزها مشروع الغاز الطبيعي، الذي سوف يزيد حصيلة البلاد من العملات الأجنبية، ويوفر، بإذن الله، فرصا واسعة للتصنيع، ويؤدي إلى تعميق الارتباط بالاقتصاد العالمي، ومشروع ميناء صلالة للحاويات، ومشروع ميناء صحار الذي شرع في تنفيذه.
      ‏ومما لا ريب فيه أن هذين المشروعين الأخيرين، سوف يسهمان أيضا في دفع ‏عجلة النمو قدما إلى الأمام، وفي توطيد دعائم الاقتصاد الوطني. كما أن من أبرز إيجابيات الخطة الخمسية ما تم إنجازه في ميدان تنمية الموارد البشرية، سواء فيما يخص التعليم العام أو العالي أو الفني أو التدريب المهني، أو في مضمار التعمين، وزيادة فرص العمل للمواطنين، أوفي مجال الخدمات الصحية، التي شهدت تحسنا ملحوظا على امتداد المناطق والولايات المختلفة، والحمد لله.

      ‏إننا اليوم، أيها المواطنون، على أبواب الإعداد للخطة الخمسية السادسة. ولا يخفى أن هناك دروسا كثيرة قدمتها لنا الخطة الحالية، سوف تتم الاستفادة منها ، والاستنارة بمؤشراتها ، وصولا إلى أداء إيجابي أكبر، وتفاديا لسلبيات ينبغي ألا تتكرر، وسعيا إلى إنجاز معدلات أفضل لنمو الاقتصاد الوطني، وتوفيرا لفرص عمل أكثر للمواطنين، ومحافظة على الاستقرار الاقتصادي والمالي والنقدي. كما أن تجربة الخطة الخمسية الحالية، سوف تفيد في تطوير سياسات الادخار والاستثمار، وفي وضع استراتيجية متكاملة للتخصيص من أهدافها رفع الكفاية الإنتاجية، وتخفيض التكلفة، وحفز المستثمر المحلي والأجنبي على الإسهام بدور فاعل في مسيرة التنمية الشاملة، إن شاء الله.
      ‏إن توثيق علاقات السلطنة الاقتصادية بدول مجلس التعاون والدول العربية والتكتلات الاقتصادية الإقليمية، والتفاعل الإيجابي مع النظام الاقتصادي العالمي بما يعود بالخير والفائدة على عمان، لهي أمور في غاية الأهمية، من شأنها أن تتيح لنا إمكانية المشاركة في النمو الهائل في التجارة العالمية والاستثمارات، والاستفادة من الأسواق الآخذة في النمو والانفتاح.
      ‏وعلى المجتمع العماني - حكومة ومواطنين - إدراك مدى ضرورة الاستعداد لمجابهة تحديات العولمة، وذلك من خلال تطوير القدرات الوطنية، وتأسيس الاقتصاد على أسس راسخة من التنافسية والإنتاجية العالمية، ومن خلال الارتقاء بالأجهزة والمؤسسات، والاهتمام بالعلم والتقنية والبحث والتطوير، وتوفير المناخ الذي يكفل للقطاع الخاص النماى المطرد، والمشاركة الواسعة في صياغة خطما التنمية والسياسات الاقتصادية، ويكسبه القدرة على ممارسة النشاها الاقتصادي بكفاءة ومرونة ويسر، ويمكنه من مواجهة تحديات مرحلة ما بعد الانضمام لمنظمة التجارة العالمية، بإذن الله.
      ‏واذ ا كان لا بد من كلمة أخيرة في مجال الاقتصاد فإننا نؤكد على ضرورة منح ‏السياحة أولوية في برامج التنمية المستقبلية. فهذا القطاع يتميز بإمكانيات كبيرة للنمو والاسهام الفعال في تحقيق التنويع الاقتصادي، لما يزخر به هذا البلد العزيز من مقومات سياحية، تتمثل في التراث التاريخي، والطبيعة المتنوعة، والبيئة النقية، والفنون والصناعات الشعبية، بالإضافة إلى الأمن والاستقرار، والروح السمحة للمواطن العماني، والحمد لله. إن قطاع السياحة مؤهل لفتح الفرص الوظيفية أمام أعداد لا بأس بها من العمانيين، كما أنه قادر على خدمة هدف التنمية الإقليمية بكفاءة، إذ أن منافعه تمتد لتعم مختلف المناطق والولايات. ومن هذا المنطلق ينبغي إعداد استراتيجية جديدة لتطوير هذا القطاع، لتمكينه من الوقوف على قدميه في سوق عالمية تتسم بالمنافسة الشديدة، والمرونة والتنويع.

      أيها المواطنون الأعزاء..
      ‏إن مسيرة مجلس التعاون ماضية نحوأهدافها إن شاء الله، والتنسيق في شتى المجالات قائم بين أعضاثه. واذ تنطلع إلى لقاء الإخوة قادة دول المجلسفي القمة العشرين بالرياض، في ضيافة الأخ العزيز خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، فإننا نضرع إليه سبحانه وتعالى أن يرفقهم ويسدد خطاهم في خدمة كافة شعوبهم، وأن يحقق على أيديهم المزيد من التقدم والرخاء، والرقي والنماء للجميع.
      ‏وفي هذه المناسبة نود أن نؤكد - كما اعتدنا دائما - أننا نؤمن بالسلام ونسعى إليه، ونأعو إلى تقوية ووابما الصداقة مع الجميع، على أساس من العدل الشامل، والاحترام المتبادل. ومن هذا المنطلق كان وقوفنا الدائم الحازم مع القضايا العادلة وفي طليعتها قضية الشعب الفلسطيني الذي يعمل من أجل استرداد حقوقه، واقامة دولته المستقلة، وقضية الجولان وجنوب لبنان، وغيرها من القضايا العربية والإسلامية والدولية. واذ نرجو لمسيرة السلام في الشرق الأوسط أن تصل إلى حل منصف للجميع، فإننا نهيب بالمجتمع الدولي أن يعمل جاهدا على إيجاد حلول للقضايا التي تؤرق العالم، وتهدد السلم، بما يرفع الظلم عن المظلومين، ويسهم في ترسيخ الأمن والاستقرار، ويحقق الوئام والتعاون بين محتلف الشعوب، والله ولي التوفيق.

      ‏أيها المواطنون الكرام..
      ‏إن اعتزازنا بقواتنا المسلحة وكافة أجهزة الأمن نابع من تقديرنا لدورهم العظيم في حماية منجزات النهضة المباركة، وصيانة مكتسبات الوطن. واذ نؤكد دعمنا لها، وسعينا لتطويرها، فإننا نرجه إليها، من فوق هذا المنبر، وفي هذا اليوم الميمون الأغر، التحية والثناء العاطر، لإخلاصها وتفانيها في أداء المهام المنوطة بها دائما.
      ‏نسأل الله الكبير المتعال أن يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه، وأن يحيطنا بعنايته، وأن يجعلنا من عباده الشاكرين الذاكرين لكل النعم، ما نعلم منها وما لا نعلم، إنه بكل شيء عليم، وعلى كل شيء قدير نعم المولى، ونعم النصير.
      ‏واذ نهنئكم بهذا العيد المجيد، ندعو المولى جل وعلا أن يكتب لنا اللقاء في العام القادم في مسقط العامرة، لنحتقل معا بالذكرى الثلاثين لنهضة عمان الزاهرة.
      ‏وفقكم الله،
      وكل عام وأنتم بخير

      والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

      [/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]
    • خطاب جلالته في العيد الوطني الثلاثين



      [TABLE='class: cms_table, align: center']
      [TR]
      [TD]

      ‏الحمد لله على نعمه والآئه، والصلاة والسلام على خاتم أنبيائه، وعلى آله وصحبه الأ خيار، ما تعاقب الليل والنهار.

      ‏أيها المواطنون الأعزاء..
      ‏إنه لمن فضل الله علينا جميعا أن كتب لنا اللقاء في هذا اليوم الأغر الميمون لنحتفل على أرض مسقط العامرة، بالذكرى الثلاثين للنهضة العمانية الزاهرة، التي أثبتت على مدى العقود ‏الثلاثة الماضية من مسيرتها المباركة، أصالتها العريقة النابعة من ثوابت هذا الوطن، وتراثه الإنساني، وقيمه النبيلة، كما أثبتت إلى جانب ذلك، القدرة على مواكبة العصر، ومتابعة تطوراته في مختلف المياد‏ين، والاستفاد‏ة من منجزاته العلمية في بناء المجتمع، وتوطيد أركان الدولة العصرية التي تحقق للانسان العماني طموحاته في مستقبل مشرق بالنور والأمل، مورق بالعزة والكرامة، واعد بمزيد من الاستقرار والازد‏هار والرخاء، إن شاء الله.

      ‏أيها المواطنون الكرام..
      ‏ليس بخاف على أحد منكم الدور الكبير الذي تقوم به قواتنا المسلحة وكافة أجهزة الأمن من مشاركة في بناء صرح النهضة العمانية الحديثة، وحماية منجزاتها المتعدد‏ة، وصون الاستقرار والأمن في ربوع الوطن. واذ نعبر عن تقديرنا واعتزازنا بكل ما تؤد‏يه من مهام جسيمة، وواجبات عظيمة، لنرجو الله العلي القدير أن يوفقنا إلى تقديم المزيد من الدعم والمساندة لها، من أجل استمرار تطوير قدراتها، وامكانياتها.
      ‏تحية لكم يا جند عمان الأشاوس في هذا العيد المجيد.. تحية إكبار واجلال لدوركم العظيم في خدمة عمان، ماضيا وحاضرا ومستقبلا، إن شاء الله، وتهنئة لكم أيها المواطنون الأعزاء بهذه الذكرى السعيدة التي ندعو الله أن يعيدها علينا ‏جميعا بمزيد من الخيرات والبركات، والمكاسب والمنجزات، إنه على ما يشاء قدير.
      ‏ربنا اجعل هذا البلد آمنآ ، وارزق أهله من الثمرات، وكن له هاديا ونصيرا. وفقكم الله..
      وكل عام وانتم بخير.

      والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

      [/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]
    • خطاب جلالته بمناسبة افتتاح المجلس الاستشاري للدولة 3/11/1981م


      [TABLE='class: cms_table, align: center']
      [TR]
      [TD]
      بسم الله الرحمن الرحيم

      وبعون الله العلي القدير نفتتح اليوم المجلس الاستشاري للدولة.. تحقيقا لما وعدنا به.. واستمرارا لسياستنا الرامية إلى إتاحة قدر أكبر من المشاركة للمواطنين في الجهود التي تبذلها الحكومة تنفيذا لخططها الاقتصادية والاجتماعية.. على نحو يؤدي إلى إبراز وتضافر طاقات وقدرات أبناء بلدنا الحبيب.. ويساهم في تحقيق ما نصبو إليه من آمال كبار في مختلف ميادين التطور.

      أعضاء المجلس الكرام:

      إننا إذ نعهد إلى مجلسكم بمهمة إبداء الرأي والمشورة.. في السياسة العامة الاقتصادية والاجتماعية للبلاد. فإننا نريد بذلك أن يكون المجلس إطارا لجهد مشترك بين القطاعين الحكومي والأهلي.. يتناول بالدراسة أهداف وأبعاد خططنا الانمائية.. والأولويات المقررة لمشروعاتها والمعوقات التي قد تصادف تنفيذ هذه الخطط، والحلول المناسبة لها، ولهذا كان حرصنا على تمثيل القطاعين الحكومي والأهلي معا في هذا المجلس.. تمثيلا يحظى فيه القطاع الاهلي بالأغلبية في عدد الأعضاء الذين يمثلون مختلف المناطق، وذلك لكي يكون المجلس على مستوى الهدف النبيل الذي أنشئ من أجله، وهو أن تؤخذ رغبات وحاجات المواطنين بعين الاعتبار في رسم سياستنا الوطنية في المجالين الاقتصادي والاجتماعي، ولكي يكون المجلس ايضا مجالا حيويا للتفاعل والتكامل بين الآراء والتعاون التام بين الحكومة والمواطنين فيما نحن بصدده من مهام وواجبات المرحلة الراهنة من مراحل التنمية.

      أعضاء المجلس الكرام:

      لقد اتخذنا منذ البداية سياسة تقوم على الترابط الوثيق بين الحكومة والمواطن في الاضطلاع بمسؤولياتنا وواجباتنا تجاه وطننا الحبيب.. وها نحن اليوم.. نخطو خطوة أخرى .. تأكيدا لهذا الترابط.. وتجسيدا لحرصنا على توسيع القاعدة الاستشارية وفقا لمتطلبات مراحل التطور التي تعيشها البلاد.. ووفقا لمبدأ أساسي التزمنا به دائما، ولن نحيد عنه أبدا.. وهو أن تكون كل تجاربنا، وكل أعمالنا نابعة من صميم واقعتا العماني، ومتوائمة مع القيم والتقاليد السائدة في مجتمعنا الإسلامي، ذلك أن التجارب الانسانية قد أكدت ولا تزال تؤكد في كل زمان ومكان أن أسلوب التقليد المجرد، أسلوب عقيم.. وأن أسلوب الطفرة أو القفز فوق الواقع العملي والظروف الموضوعية لأي مجتمع يؤدي دائما إلى مخاطرة جسيمة، لهذا نرفض التقليد، ونرفض الأخذ بمذاهب وأنظمة الطفرة ونؤثر أسلوبنا الواقعي في التفكير والتطبيق بعد أن أثبتت مسيرتنا صحته وجدواه ونحن لا نخطو إلا بعد دراسة عميقة وقناعة تامة.. وحين نمارس العمل فإننا نراقب ونرى النتائج. رائدنا في ذلك الاستجابة لمنطق التطور.. والانفتاح على رحابه الواسعة والسير نحو أهدافنا بخطى واثقة.

      والآن - وبعد أحد عشر عاما من الكفاح المتواصل - أبدى فيها شعبنا روحا عالية في التعاون والعمل بكل العزم والاقدام والبسالة، فإنه ليغمرنا جميعا شعور الفخر والاعتزاز بكل ما حققناه معا لبلدنا الحبيب من استقرار وإنجازات في مختلف المجالات، على الرغم مما واجهنا من تحديات وأخطار.. لقد وصلنا - بعون الله وتوفيقه - إلى مرحلة رسخنا فيها أقدامنا على الطريق .. وحققنا أهدافا كانت تبدو في الماضي القريب أمرا بعيد المنال.. وبدأنا هذا العام تنفيذ الخطة الخمسية الثانية.. منطلقين بها انطلاقة أكبر وأشمل في كل ميادين العمل والبناء.. ساعين إلى تركيز جهودنا.. وبأقصى ما نستطيع.. على تنمية واستثمار طاقاتنا ومواردنا البشرية والطبيعية.. وتكريس ثمار هذه الجهود لخير المواطن ورفاهيته. إن ذلك كله يبعث الرضا في نفوسنا لكنه يضعنا جميعا أمام مسؤوليات وواجبات أكبر للحفاظ على أمن واستقرار بلادنا.. وحماية ما أنجزناه من تطور وتقدم.. وتحقيق طموحاتنا في مستقبل أكثر رخاء، وازدهاراً، علينا أن نستمد من تجاربنا الماضية عزما جديدا وتصميما أكيدا على العمل متعاونين متكاتفين بكل ما لدينا من طاقات البذل والعطاء والتفاني في أداء الواجب، لنكون دائما في مستوى القدرة على تذليل الصعاب وقهر التحديات وبلوغ الأهداف التي رسمناها لأنفسنا من أجل خير بلادنا.. وخير أجيالنا الحاضرة والقادمة.. ولنكون قادرين كذلك على القيام بمسؤولياتنا تجاه منطقتنا .. وتجاه أمتنا العربية والاسلامية والبشرية جمعاء.

      أعضاء المجلس الكرام:

      إن مجلسكم إذ يبدأ الآن مباشرة مهمته في مختلف مجالات التنمية، فإننا نأمل أن تقوموا بحمل الأمانة، وأداء الواجب الذي يقتضي منكم أن تتلمسوا مصالح المواطنين الحقة، وتتدارسوا احتياجاتهم، وتضعوها نصب أعينكم حين تبدون الرأي والمشورة، وأن تتوخوا الواقعية والموضوعية في معالجة الأمور، وأن تتفانوا في خدمة الوطن والمواطن على نحو يتكافأ مع نبل وشرف المهمة الموكولة إلى مجلسكم.. والأهداف السامية لمسيرتنا على طريق البناء والتقدم والله أسأل أن يمدنا جميعا بعونه وتوفيقه.

      والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      [/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]
    • خطاب جلالته بمناسبة بداية الفترة الثانية للمجلس الاستشاري للدولة 16 /11/ 1983م

      [TABLE='class: cms_table, align: center']
      [TR]
      [TD]
      بسم الله الرحمن الرحيم

      أعضاء المجلس الكرام..

      يسعدنا أن نلتقي بكم اليوم بمناسبة بدء الفترة الثانية للمجلس الاستشاري للدولة، كما يسعدنا أن نستهل حديثنا بالتأكيد على أهمية دوره في جهود البناء والتنمية وفي تحقيق ما نرجوه لبلادنا من خير وازدهار.

      لقد بذل المجلس منذ افتتاحه وعلى مدى عامين نشاطا ملموسا في تناوله لمجالات اقتصادية واجتماعية عديدة.. واظهر حرصا على التوصل إلى مقترحات مفيدة تساهم في دعم الجهود الانمائية القائمة في كل من هذه المجالات.. وتقديرا منا لهذا النشاط ولأهمية التعاون بين القطاعين الحكومي والأهلي، فقد أصدرنا أوامرنا إلى الوزراء المعنيين للادلاء ببياناتهم في دورات انعقاد المجلس، وايضاح طبيعة الجهود التي تقوم بها وزاراتهم والتي تعتزم القيام بها في إطار خططنا الانمائية لتبادل الآراء حولها من خلال نقاش موضوعي هادف يخدم المصلحة العامة ويساعد على اقتراح الحلول الواقعية لأية مشاكل أو معوقات تواجه العمل القائم في مختلف ميادين التنمية.. ومن خلال هذا كله.. واستنادا إلى الدراسات التي أجراها المجلس لبعض القطاعات أتيح له أن يتوصل إلى مقترحات تضمنت كثيرا من التوصيات الايجابية التي اعتمدناها وأعطينا توجيهاتنا للجهات الحكومية لدراسة أنسب الوسائل لتنفيذها.

      أعضاء المجلس الكرام..

      إننا إذ نشعر بالرضا إزاء الايجابيات التي أبرزتها تجربة المجلس في العامين الماضيين، فان ما اعتمدناه مع بداية الفترة الثانية من زيادة عدد الأعضاء الممثلين للقطاع الأهلي عما كان عليه الحال في الفترة الاولى واختيار أعضاء جدد، فضلا عما تم إقراره من زيادة أوجه التنسيق بين المجلس والحكومة، إنما يعبر عن رغبتنا في إعطاء مجال أوسع لمشاركة المواطنين في نشاط المجلس، وفيما يقدمه من رأي ومشورة، كما يعبر عن اهتمامنا بتطوير وتعميق التعاون القائم بين المجلس والحكومة، بما يمكنهما معا من الاضطلاع بمسؤولياتهما على نحو يعزز قدرتنا على تحقيق الأهداف المرجوة لمسيرة التنمية.. وفي ضوء هذا كله، فإننا نأمل أن يقوم مجلسكم في فترته الحالية بجهد أكبر يتناول مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية ويتدارسها بأسلوب عملي يراعي الأولويات.. ويلائم بين قدراتنا وطموحاتنا.. ويتلمس الاحتياجات الضرورية للمواطنين سواء فيما يتعلق بتوفير الخدمات لهم وتطوير أنشطتهم الإنتاجية أو فيما يتعلق بتذليل ما يكون لديهم من مشاكل أو صعوبات.

      إن مجلسكم يستطيع في هذا الصدد. وفي كل ما اشرنا إليه من مجالات أن يقدم عونا كبيرا للحكومة بما يقترحه من توصيات تستند إلى دراسات موضوعية متكاملة، تلائم الواقع الذي نعيشه وتساهم في إنجاز الأهداف المعتمدة لسياستنا الانمائية.

      الأعضاء الكرام..

      إنه في الوقت الذي نحرص فيه على تقوية اقتصادنا في مواجهة الأوضاع الاقتصادية العالمية السائدة، فإننا نحمد الله تعالى لما أسبغه على بلادنا من نعمة الاستقرار ولما أودع أرضها من موارد وخيرات أتاحت لها الاستمرار في تنفيذ الأهداف الرئيسية للخطة الخمسية الثانية وفقا لسياسة اقتصادية واقعية أثبتت فعاليتها في إنجاز المشاريع الضرورية.. ومع أن ذلك يزيد من شعورنا بالرضا ويقوي من عزيمتنا فإنه يلقي علينا جميعا بمسؤوليات اكبر تتطلب مزيدا من التعاون وتضافر الجهود للتقدم بمسيرتنا خطوات جديدة لتحقيق مستوى الحياة الأفضل لأبناء شعبنا.

      إننا إذ نوليكم ثقتنا بما أسندناه اليكم من واجب تقديم المشورة في مختلف مجالات التنمية فإننا نأمل أن تتعاونوا على أدائه بكل الصدق والاخلاص وأن تقدموا إسهاما ملموسا يثري جهود التطور على أرضنا الطيبة، وان تسترشدوا في أعمالكم بمبادئ ديننا الإسلامي الحنيف، وبالقيم والتقاليد التي توارثتها الاجيال من أبناء هذا البلد العريق وقدمت على هديها أمثلة بارزة للعطاء والتفاني في سبيل رفعته وإعلاء شأنه.

      نسأل الله تعالى أن يبارك خطانا، وأن يوفق جهودنا لكل ما فيه الخير إنه سميع مجيب..

      والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
      [/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]
    • خطاب جلالته بمناسبة بدء الفترة الثالثة للمجلس الاستشاري للدولة 4-1-1986م



      [TABLE='class: cms_table, align: center']
      [TR]
      [TD]
      بسم الله الرحمن الرحيم

      والحمد لله الذي له ما في السموات وما في الارض وهو على كل شيء قديــر..
      أعضاء المجلس الكــرام..
      أنه ليسرنا نحييكم في مستهل الفترة الثالثة للمجلس الاستشاري للدولة وأن نعرب لكم عن تقديرنا لما قدمة مجلسكم خلال فترتة الثانية من جهود أسهمت في دعم مسيرة التنمية وإيجاد الحلول المناسبة لتوفير احتياجات بعض المناطق من المشاريع الإنمائية فضلا عن اهتمامه ببحث إمكانية وضع برامج بعيدة المدى لتطوير بعض القطاعات الإنتاجية وتحسين مستوى الأداء في مرافق الخدمات , وذلك كله من خلال دراسات موضوعية جادة أجراها المجلس وتوصل في ضوئها إلى مقترحات وتوصيات بناءة ومفيدة أوليناها عناية تامة واعتمدناها للتنفيذ اطلاقا من حرصنا على تمكين المجلس من الاسهام برأيه ومشورته ليس في إنجاز الخطط المعتمدة فحسب ولكن أيضا في التخطيط لبرامج جديدة تلبي الاحتياجات الأكثر أهمية وتساعد على توسيع آفاق التنمية لتشمل بالخير والرخاء كل ربوع البلاد...
      إننا نتابع بمزيد من الاهتمام كل هذا النشاط الذي يستمد جذوره من تقاليدنا العمانية الأصيلة في العمل بكل الاخلاص والتعاون لخدمة الصالح العام للوطن والمواطن, وأننا لنبارك الحوار الإيجابي الذي يجري ضمن هذا الإطار بين أعضاء المجلس والوزراء والمسؤولين عن قطاعات التنمية باعتباره ظاهرة صحية تعكس نضج التجربة كما تعكس حرص المجلس على مشاركة الحكومة اهتمامها بمعالجة قضايانا الأساسية وهو أمر جدير بالتشجيع، ومن هنا كان حرصنا الدائم على توجيه كل العناية والرعاية لهذا التنسيق ليؤدي إلى توسيع نطاق المشاركة وتضافر الجهود أكثر فأكثر لإنجاز مهامنا الوطنية في سائر ميادين التنمية وتحقيق ما نرجوه لبلادنا وشعبنا من تطوير وازدهار..
      أعضاء المجلس الاستشاري للدولة..
      لقد جاءت إنجازاتنا خلال العام الماضي استكمالا ناجحا وموقفا لخطتنا الخمسية الثانية وتتويجا للمرحلة الأساسية من مسيرتنا الوطنية الظافرة, واننا لنحمد الله تعالى على كل ما أحاطنا به من نعم الخير وما أمدنا به جلت قدرته من عون وتوفيق في كل ما تحقق لبلادنا خلال الأعوام الخمسة عشر الماضية من إنجازات أرسينا بها قاعدة البناء للدولة العصرية وحققنا طموحات كثيرة كانت تبدو في الماضي القريب أمرا بعيد المنال , وقد جاء احتفالنا بعيدنا الوطني الخامس عشر تعبيرا عن مشاعر وطنية جياشة فاضت بها قلوب شعبنا فرحة واعتزازا بثمرة عملة ونهضتة الشاملة التي أعادت لعمان المكانة الائقة بها وبتراثها الحضاري العظيم...
      لقد كانت مشاركة الدول الشقيقة والصديقة في احتفالاتنا ممثلة بقادتها وكبار الشخصيات فيها انعكاسا صادقا للروابط القائمة بين شعبنا وشعوب هذه الدول ورمزا لروح الصداقة والتعاول التي تعزز علاقتنا بالعالم الخارجي على كافة المستويات..
      وفي الوقت الذي سعدت بلادنا خلال نوفمبر الماضي بعيدها الوطني فإنها سعدت كذلك بمناسبة بالغة الأهمية حيت شهدت انعقاد القمة الخليجية السادسة بين ربوعها مما أتاح لنا ولشعبنا فرصة طيبة للتعبير عن تقديرنا لإخواننا قادة مجلس التعاون واعتزازنا بأواصر الأخوة التي تجمع بين شعوبنا وتوحد جهودها في إطار مسيرة التعاون وتجربتة الرائدة, كما أتيح لهذه القمة أن وتحقق من النتائج ما نعتبره كسبا كبيرا وعلامة بارزة ليس على صعيد توطيد التعاون والتقارب فحسب ولكن أيضا على صعيد العمل الجماعي من أجل تأمين الاستقرار لشعوبنا وتعزيز موقفنا الموحد في مواجهة التحديات والأخطار.
      وأنه لا يسعنا اليوم في صدد سياستنا الخارجية إلا أن نؤكد مجددا حرصنا على القيام بواجبنا كاملا في نطاق أسرتنا الخليجية وأمتنا العربية الإسلامية والمجتمع الدولي لخدمة أهداف السلام وللاستقرار والتعاون.
      الأعضاء الكرام..
      إننا إذ نبدأ بعون الله مرحلة اخرى في مسيرة الخير والنماء فإن علينا أن نبذل جهودا حثيثة لتدعم نهضتنا وتطوير إنجازاتها وتكثيف سعينا الدؤوب لبناء قدرتنا الذاتية وذلك ضمن خططنا المستقبلية التي نعتزم الأخذ فيها بسياسة توجه التركيز والاهتمام لتنمية مواردنا الاقتصادية بما يجفف الاعتمام على النفظ ويساهم في مواجهة تقلبات السوق النفطية وسلبيات الركود الاقتصادي العالمي لتتوفر لاقتصادنا الوطني وباستمرار القدرة على إنجاز مشاريع جديدة تحمل إلى شعبنا المزيد من الخير والرخاء, وعلينا في ذات الوقت أن نضع أولويات لما يجب اتجاذه من خطوات جديدة لتنمية مختلف المناطق وتلبية احتياجاتها الضرورية في مجالات التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية وغيرها من الخدمات والمشاريع الحيوية إضافة الى ما يجب القيام به من جهود لإعداد وتدريب الكوادر والكفاءت الوطنية بالقدر الذي يفي باحتياجاتنا منها في مختلف المجالات.
      وإنه ليتوجب على مجلسكم خلال فتلاتة الثالثة أن يقوم بدور أكبر للاسهام والمشاركة في كل ما أشرنا إليه من مجالات وبالمستوى الذي يقدم العون للحكومة في وضع وإنجاز خططها وبرامجها الانمائية وفي أيجاد الحلول الواقعية لما قد يكون هناك من مشاكل أو معوقات إضافة الى اقتراح الوسائل المناسبة التي تزيد من كفاءة جهود التنمية في تحقيق أفضل المعدلات الممكنة للتطور الاقتصادي والاجتماعي وتلبية الأساسية للمواطنين في كافة المناطق.
      أعضاء المجلس الاستشاري للدولــة...
      إنكم إذ تبدأون أعمال الفترة الثالثة وتحملون أمانة الواجب الموكل إليكم لإبداء الرأى والمشورة فيما الوطن والمواطن .. فإننا نوليكم كل الثقة لأداء هذا الواجب بكل جدية وإخلاص والإسهام بكل ما لديكم من قدرة على العمل والعطاء في تحقيق ما نصبو إليه جميعا من رقي ورقعة لعماننا الحبيبة.
      والله تعالى نسأل أن يوفقنا وإياكم لكل ما فيه الخير والصلاح.. إنه ولي التوفيق...
      والسلام عليكم ورحمة الله وبراكاتة،،،
      [/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]
    • خطاب جلالته بمناسبة افتتاح الفترة الرابعة للمجلس الاستشاري للدولة 9-1-1988 م


      [TABLE='class: cms_table, align: center']
      [TR]
      [TD]
      بسم الله الرحمن الرحيم

      الحمد لله حمدا كثيرا، والصلاة والسلام على نبي الهدى الذي أرسلة الله شاهدا ومبشرا ونذيرا وعلى آله وصحبة أجمعين..
      أعضاء المجلس الكــرام..
      يسرنا أن نلتقي بكم لنفتتح على بركة الله تعالى الفترة الرابعة للمجلس الاستشاري للدولة.. مستمدين منه جلت قدرته كل العون والتوفيق، كما يسرنا أن نعبر عن أرتياحنا للتقدم الذي أحرزتة تجربتنا في مجالس الشورى، ونؤكد اهتمامنا بتدعيمها على أساس من قيمنا الإسلامية وتقاليدنا العمانية العريقة..
      وأنه لا يسعنا في هذه المناسبة إلا أن نعرب عن تقديرنا لما قدمه المجلس في العاملين الماضيين من أمثلة إيجابية للمشاركة الفعالة في مسيؤتنا التنمية, وذلك من خلال تجاوبه مع متطلبات هذه المرحلة, ودراستة المتكاملة لمجالات تتميز بأهميتها الكبيرة للوطن والمواطن, فضلا عن النشاط الملحوظ الذي قامت بة اللجان المنبثقة عنه في زيارتها للعديد من مناطق وتتقصيها لاحتياجاتها من الخدمات, ولقد كان لذلك أثره الطيب فيما انتهى إليه المجلس من توصيات مناسبة ساهمت في تعزيز الجهود التي تقوم بها الحكومة لتنمية جميع المناطق وتوفير سبل الحياة الكريمة للمواطنين في كافة أنحاء البلاد..
      أعضاء المجلس الاستشاري للدولــة..
      إن العالم يعيش الآن مرحلة التحديات الكبيرة التي تواجة المجتمع الدولي بأسرة نتيجة لعدم استقرار الأوضاع الاقتصادية العالمية وضغوطها المستمرة على مختلف الدول, وإن ذلك ليتطلب منا جميعا وفي كل الأوقات أقصى درجات الوعي بطبيعة هذه التحديات وضرورة التعامل معها بمرونة تحد من تأثيراتها السلبية وتوفر قوة الدفع اللازمة للاستمرار في برامجنا الإنمائية..
      أننا إذ نحمد الله تعالى ونشكرة على ما أمدنا به من عون وتوفيق فيما أنجزتة مسيرتنا من مراحل مهمة للبناء والتطوير والتعمير قطعنا بها شوطا كبيرا في إقامة البنية الأساسية للنهضة الشاملة , فإنه يتوجب علينا أن نبذل جهودا أكبر من ذي قبل للعمل على تنمية مواردنا الطبيعية وقدراتنا الذاتية بالمستوى الذي يمكننا من تحقيق ما نرجوه من تقدم مضطرد في جميع المجالات..
      وفي هذا الإطار.. وحيث يستهل مجلسكم فترة جديدة.. فإننا نود أن نحدثكم عن اهتماماتنا في مجالات الزراعة والأسماك والصناعات التقليدية والحرفية وتشغيل القوى الوطنية العاملة, وهي مجالات يجب أن تأخذ على الدوام أولوية خاصة باعتبارها دعامات رئيسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في نفس الوقت..
      لقد أعلنا هذا العام عاما للزراعة انطلاقا من إيماننا بضرورة بذل مزيد من الجهود لتطوير هذا القطاع وفقا لأساليب عملية وواقيعة تأخذ بعين الاعتبار الاهتمام بالمحاصيل التقليدية وغيرها من المحاصيل التي تجود زراعتها في بلادنا وتساعد على تحقيق أكبر قدر ممكن من الاكتفاء الذاتي في المنتجات الغذائية, فضلا عما يجب اتجاذه من خطوات للعمل على زيارة الرقعة الزراعية متى توفرت إمكانية اهذه الزيادة, وأعادة النظر في النظام الحالي للتسويق الزراعي بما يخدم المزارع والمستهلك , والاستمرار فيما تقدمه الحكومة من دعم لحفز المواطنين على زيادة الانتاج وجودتة, مع الحرص في كل الأحوال على الاستغلال الأمثل لموارد المياه والمحافظة عليها وترشيد استخداماتها..
      لقد كانت الزراعة في كل العصور عماد النشاط الاقتصادي لغالبية الشعب العماني مما أكسبه خبرة عريقة في هذا المجال يجب علينا أن نعتز بها ونعمل على انتقالها للأبناء, كما يجب علينا كعمانيين أن نعتمد على أنفسنا ونتقبل بكل همة وعزيمة على الأنشطة والمهن الزراعية لنؤدي بذلك واجبا أساسيا يساهم في تطوير اقتصادنا الوطني ويحقق لمجتمعنا كل الخير والرخاء..
      وفي قطاع الأسماك , وإدراكا منا لأهمية تضافر الجهود الاستفادة بهذه الثروة الاقتصادية الطبيعية التي أنعم الله بها علينا فاننا قد أتخذنا خطوة جديدة بإنشاء شركة الأسماك العمانية, واعتمدنا في إنشائها اسلوبا يقوم على مشاركة المواطنين فيها بأوفى نصيب , مع دعم كبير تقدمه الحكومة للشركة يمنحها قرضاً ميسراً طويل الأجل كما يمنحها حق الانتفاع بجميع الوحدات والمرافق التي أنشأتها الحكومة خلال السنوات الماضية لخدمة هذا القطاع..
      وإذ نأمل أن تكون الخطوة بداية لجهد كبير ومكثف يعمل على تطوير هذا القطاع بكل الوسائل الممكنة فإننا نشدد على ضرورة قيام الشركة بتقديم التسهيلات اللازمة للصيادين الحرفيين وإيجاد منافذ تسويقية لمنجاتهم, وذلك في إطار اهتمامنا الدائم بتوسع نطاق الدور الذي يقومون به وتشجيعهم وغيرهم من المواطنين للاشتغال بهذا الحرفة التي تمثل نشاطا تقليديا للانسان العماني منذ القدم يعود عليه دائما بالخير الوفير..
      وفي الوقت الذي نعتزم بمشيئة الله الاستمرار في حفز القطاع الخاص للإقبال على المشاريع الصناعية الصناعية وخاصة تلك التي تقوم على خامات محلية وتفي بمتطلبات أساسية للسوق العماني وتوفر فرصا جديدة للعمل فإنه من الأهمية بمكان أن نعمل على إنعاش الصناعات التقليدية والحرفية والمحافظة عليها..
      ليس فقط لكونها تراثا حضاريا لمجتمعنا العماني, وإنما أيضا لما لها من جدوى اقتصادية تلبي احتياجات قائمة في هذا المجتمع وتحقيق مردودا طيبا للمشتغلين بهــا..
      أعضاء المجلس الكــرام...
      إننا إذ نؤكد على ضرورة تكثيف جهودنا في هذه المجالات كلها فإننا نولي اهتماما خاصا لوضع أسس جديدة تنظم تشغيل القوى الوطنية في القطاعات الأهلية والحكومية , بكل ما يتطلبة ذلك من إحلالها تدريجيا محل العمالة الوافدة وتطوير سياسات التعليم والتدريب والخدمة المدنية , فضلا عن وضع ضوابط تقصر الاستعانة بالعمالة الاجنبية في حدود المتطلبات الضرورية منها وفي حالة عدم توفرها محليا.. ليساعد ذلك كله على تلبية احتياجات كافة مجالات العمل ضمن إطار يحافظ على مستوى الأداء ويوفر فرصا جديدة ومتكافئة أمام جميع أبناء الوطن..
      إننا إذ نحيي المواطنين الذين أثبتوا جدارة ومقدرة في مختلف ميادين العمل سواء في الحكومة أو القطاع الخاص فإنه يتوجب على الشباب الاقتداء بهم في المبادرة إلى العمل بكل جدية ودون تهاون أإو تفريط فيما يسند إليهم من أعمال ..
      إن فرص العمل متوفرة في بلادنا ولله الحمد وبأكثر مما هو متوفر لدينا من الكوادر والعمالة المحلية, ذلك أننا لا نزال نعتمد بدرجة كبيرة على العمالة الأجنبية في مجالات متعددة بينما يتحكم على أبناء الوطن أن يشمروا عن سواعدهم ويتفانوا في القيام بدورهم الأساسي في جميع المجالات دون استثناء, كما يجب ألا يترفع أحد عن الانشغال بمهن آبائة واجداده أو يتررد في الأستفادة بالفرص القائمة للأعمال والمهن الخاصة متذرعا بالمؤهل الدراسي للحصول على وظيفة حكومية قد لا تكون متوفرة بالقدر الذي يستوعب جميع الراغبين في العمل بالحكومة.
      أعضاء المجلس الاستشاري للدولــة...
      إننا إذ نحرص على المتابعة الشخصية للدور الذي يقوم به مجلسكم ودعمه بكل ما يمكنة من أداء مهامه على خير وجه فإنه يجب على المجلس أن يولي كل العناية لما أشرنا إليه من أهتمامات أساسية, وأن يتدرس في هذا الصدد ما يمكن أن يقدمة للحكومة من مقترحات إيجابية تساعد على تطوير قطاعات الزراعة والأسماك والصناعة بما فيها الصناعات التقليدية والحرفية , وتساهم في تحقيق اقصى درجات الاستفادة بمواردنا الطبيعية والبشرية.
      وفي ذان الوقت فان على مجلسكم أن يشارك بالرأي والمشورة في ترتيب أولوياتنا لهذه المرحلة والمراحل القادمة وفقا لدرجة أهميتها تمهيدا لوضع برامج بعيدة المدى لتنمية جميع مناطق البلاد تنمية متوازنة تعمل على تأكيد ارتباط المواطن بمنطقتة وتشجيعه للإقبال على المهن والحرف التقليدية وتطوير كافة الأنشطة الانتاجية للمواطنين, كما تعمل بنفس الدرجة من الاهتمام على توفير احتياجات هذه المناطق من الخدمات الضرورية..
      وفي ضوء هذا كله فإنه يتوجب عليكــم ـ أعضاء المجلـس ـ أن تعقدوا العزم للقيام بجهد مكثف يرقى إلى مستوى تبعات هذه المرحلة ومسؤولياتها الكبرى, ويتناول مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية تناولا موضوعيا يساهم بالدرجة الأولى في تدعيم وتوسيع آفاق المشاركة بين المواطنين والحكومة في جهود التنمية الشاملة وتذليل ما قد يصادفها من صعوبات أو تحديات لنواصل التقدم بمسيرتنا خطوات جديدة تحقق لبلادنا مزيدا من النماء والرخاء.
      وإلى الله تعالى نتوجه بالدعاء أن يمدنا وإياكم بعونه وتوفيقه, وأن يجعل عامنا الجديد عام خير وبركة وازدهار..
      والسـلام عليكـم ورحمـة الله وبركـاتة,,,,
      [/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]
    • خطاب جلالته بمناسبة افتتاح الفترة الخامسة للمجلس الاستشاري للدولة 23-1-1990م



      [TABLE='class: cms_table, align: center']
      [TR]
      [TD]بسم الله الرحمن الرحيم

      الحمد لله رب العالمين ..والصلام والسلم على نبية الأمين,وعلى آله وصحبة أجمعين..
      أعضاء المجلس الكرام..
      يسرنا ونحن نفتتح باسم الله وبحمده الفتره الخامسة للمجلس الاستشاري للدولة أن نتوجه إليكم بالتحية والتهنئة ببدء هذه الفترة الجديدة, كما يسرنا أن نعبر لكم عن تقديرنا للدور الإيجابي الهام الذي يقوم مجلسكم في مسيرتنا الخيرة, وفي إطار تجربه عمانية أصيلة تأخذ بمفهوم المشاركة الفعالة بين المواطنين والحكومة لبناء بلادنا العزيزة..
      إن الجهود الجادة والمخلصة التي قام بها المجلس خلال ثمانية أعوام قد أتاحت له أن يمارس مهامه في مختلف المجالات بكل الجدارة والحرص على تقديم المشورة الموضوعية مما كان له انعكاسه الواضح في إثراء جهود التنمية, وانه ليسعدنا أن نشيد بالجهد الكبير الذي بذله مجلسكم في دراسة واقتراح الوسائل الملائمة لتطوير قطاعات الزراعة والأسماك والثروة الحيوانية, وتنشيط قطاع الصناعة, إضافة الى دراسة الخطوات الازمة للحفاظ على الصناعات التقليدية والمهن اليدوية, ولما قدمه أثناء الفترة الرابعة من توصيات عملية وبناءة هــي الآن موضع اهتمام الحكومة لبرمجتها وفقا للأولويات وإدراجها ضمن خططها الإنمائية.
      وتقديرا منا لدور المجلس ولما اكتسبه من خبرة وتجربة في تدارس اهتماماتنا الأساسية.. كان حرصنا على التوجية بتنظيم ندوة التعمين من خلاله, والتي عقدت في يناير الماضي وشارك فيها عدد كبير من ممثلي الوحداث الحكومية والقطاع الخاص, مما هيأ للندوة أن تساهم في ابراز مفهوم عام للتعمين, وقدم المجلس على ضوئه توصيات تدرسها الحكومة حاليا, وفي هذا الصدد فاننا نؤكد أن الأمر فيمـا يتعلق بالتعمين مازال يتطلب جهودا مستمرة من جميع أجهزة الدولة, وكافة القطاعات الأهلية, ومن المواطنين بصفة أساسية للارتفاع بنسبة التعمين في جميع مجالات العمل الى أقصى حد ممكن..
      أعضاء المجلس الاستشاري للدولة..
      إنكم تستهلون الفترة الجديدة لمجلسكم مع مطلع عام جديد ومبارك بمشي يئة الله تكمل بهل مسيرتنا عقدين من العمل الدؤوب ،والعطاء المخلص ،والإنجازات الخيرة والمثمرة فيجميعالمجالات ،وتتهيأ بعنونة تعالى وتوفيقة لعقد جديد يتطلب منا جميعنامزيدا من التكاتف وتضافر الجهود إنجازاتنا،ودفع عجلة التغدم لبناء عمان الحاضر والمستقبل ..
      وأذ نحمد على كل ما أنعم به علينا فيما أنجزناه من مراحل أساسية للنهضة الشامله فإننا نعتزم تطوير وتحديث استراتيجية الدولة في كل أوجة التنمية الاقتصادية والاجتماعية وفي كافة المجالات التي تهم المجتمع وتخدم الصالح العام لبلادنا وشعبنا, وذلك وفقا لرؤية شاملة ومتكاملة نسعى من خلالها لتحديد معالم الطريق إلى المستقبل , ومواصله التقدم بخطوات مدروسة, وقد أعطينا توجيهاتنا للحكومة للبدء في دراسة هذه الاستراتيجية ووضع إطارها العام لتكون الأساس المعتمد لبرامج وخطط بعيدة المدى تهدف الى تطوير مستوى النمو الاقتصادي والاجتماعي للبلاد بما يحقق طموحات هذا الجيل ويأخذ بعين الاعتبار مستقبل الأجيال القادمة..
      وفي الوقت الذي تعكف أجهزة الدولة على دراسة الخطة الخمسية الرابعة التي سيبدأ تنفيذها في العام القادم بمشيئة الله فان هذه الدراسة تتم في ضوء اهتمامنا بالاستمرار في تنمية موارد الثروة الزراعية والسمكية والحيوانية, وتطوير نطام تسويق المنتجات الزراعية إضافة الى تطوير الصناعات الأساسية التي تتميز بأهميتها للسوق المحلية , فضلا بالاستمرار في تحقيق المعدلات المناسبة للنمو في مختلف القطاعات, وتحسين مستوى الخدمات, وتنمية المناطق, ولقد أمرنا بدراسة المطتلبات الضرورية للمناطق التي ما تزال بحاجة ماسة إلى مشاريع جديدة للخدمات وذلك لإدراجها ضمن الخطة..
      وحرصا منا على توجيه مزيد من العناية للعل على تنمية موارد المياه فإنناقدأنشأوزارة تختص بهذا المجال , وذلك لما لتطوير هذه الموارد من أهمية بالغة للزراعة وتلبية احتياجات سائر المناطق من المياه لجميع الاستخدامات ,وعلى الرغم من كل ما تحقق في السنوات الماضية تقدم في إنشاء سدود التغذية الجوفية ,وصيانة وتطوير الموارد التقليدية ,وإقامة محطات لتحلية المياه فانه يتحتم باستمرار بذل المزيد من الجهود لاكتشاف مصادر جديدة وتنمية الموارد المتاحة وفقا لخطة طويلة الأجل ,مع حفز المواطنين للمشاركة في هذه الجود بالمحافظة على موارد المياه وترشيد استخدامها ...
      أعضاء المجلس الاستشاري للدولة :
      إن الدور الذي يقوم به مجلسكم يكتسب في هذه الفترة أهمية متزايدة تلقي عليه بواجبات أكبرمن أي وقت مضى للمشاركة في تحمل أعباء ومسؤليات المرحلة الجديدة وتحقيق ما نرجوه لعماننا من تقدم ونماء..
      وإذ يواصل مجلسكم جهوده تجاوبا مع ما أوضحناه لكم من اهتمامات أساسية وغيرها من المهام التي يباشرها المجلس في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية فان عليه أن يساهم في تدارس الخطوات اللازمة في الحاضر وفي المستقبل لتنمية الموارد الطبيعية بما يساعد على تطوير طاقة الاقتصاد الوطني، وإنجاز مشاريع جديدة تعود على بلادنا وشعبنا بكل الخير, كما يتوجب على المجلس أن يولي مزيدا من الاهتمام لاقتراح الوسائل الملائمة لتدريب وإعداد القوى البشرية العمانية للاعتماد عليها في جميع القطاعات, فضلا عما يجب أن يقوم به المجلس للمساهمة في إيجاد الحلول لأية معوقات تحد من كفاءة الأداء في مختلف مرافق الخدمات, وأن يوصي بما يراه ضروريا لتحسين الخدمات التي تقدم للمواطنيـن.. وفي نفس الوقت فان على مجلسكم أن يحرص دائما على استقصاء المتطلبات الأكثر أهمية وحيوية لتنمية المناطق, وأن يحرص كذلك على المشاركة في ترسيخ وعي المواطنين بأهداف التنمية, ومهامها, وأولويات ,والجهود التي تبذل لتنفيذها , لما لذلك من أهمية لمساعدة المواطنين على تحديد الاحتياجات والمتطلبات الضرورية لمناطقهم, وتعميق الترابط بين المواطنين والحكومة لإنجاز ما نحن بصدده من جهود لتوسيع آفاق النماء في بلادنا ..
      واننا لنأمل أن يقدم المجلس من خلال هذا كله مقترحاته ومشورته للحكومة بالمستوى الذي يساعد على تحقيق أهدافنا للنمو الاقتصادي والرخاء الاجتماعي...
      وإلى الله تعالى نتوجة بالدعاء أن يبارك مسيرتنا ويوفقنا وإياكم لكل ما فيه الخيــر...
      والسلام عليكم ورحمة اللعه وبركاتــة ,,,
      [/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]
    • خطاب جلالته بمناسبة افتتاح مجلس الشورى 21-12-1991 م



      [TABLE='class: cms_table, align: center']
      [TR]
      [TD]بسم الله الرحمن الرحيم

      الحمد لله الذي جعل الشورى منهاجا لتحقيق مصالح الامة .. والصلاة والسلام على من أرسله الله بالهدى ودين الحق وعلى آله وصحبه الهداة المهتدين ومن ترسم خطاهم الى يوم الدين.. باسمك اللهم ياذا الجلال والاكرام وبعونك وتأييدك وعنايتك وتوفيقك نفتتح مجلس الشورى انطلاقا من مبادئ شريعتك الغراء.. وتأكيدا لنهجها القويم وسيرا على صراطها المستقيم فسدد يارب خطانا وكلل بالنجاح مسعانا واجعل هذا المجلس فاتحة مباركة لمرحلة جديدة في بناء هذا الوطن العزيز يتحقق له فيها بالتعاون بين الحكومة والمواطنين مزيد من التقدم والنماء والاستقرار والرخاء.
      أعضاء المجلس الكــرام...
      بإنشاء مجلسكم هذا تنتهي حقبة من مشاركة المواطنين في تحمل مسؤوليات البناء والتعمير تميزت بالجهد المشترك بين القطاعين الحكومي والاهلي في إطار المجلس الاستشاري للدولة .. ولقد كانت تلك تجربة مثمرة تمرس المواطنون من خلالها على تقديم المشورة الواعية في مختلف مجالات التنمية بما اثرى جهود الحكومة وساعد في التعرف بصورة افضل واشمل على احتياجات المواطنين في شتى المناطق واليوم تبدأ حقبة جديدة من تاريخ هذا الوطن الذي تتسع طموحاته وتكبر تطلعاته بمرور الزمــن ..
      انها سنة الحياة التي لا تقبل الجمود فهي حركة داة وتطور مستمر نرى مواكبتها وصولا الى الغاية الكبرى التينصبو اليها جميعا وتحقيقا لكل الآمال التي تجيش بها نفوس أبناء هذا البلد القادر على صنع التاريخ.. نعم إنها حقبة جديدة تبدأ فيها تجربة جديدة تتمثل في قيام مجلس للشورى.. اعضاؤه لم يتم تعيينهم مباشرة بقرار حكومي وانما جاء اختيارهم من بين اولئك الذين رشحتهم ولاياتهم ودن تدخل من أية جهة إدارية .. متوسمة فيهم القدرة علىالبذل الوفير والعطاءالغزير لا من أجل مجتمعاتهم المحلية فحسب وانما من أجل عُمان كلها ولصالح العمانيين كافة اينما كانوا ومهما اختلفت مناطقهم وتباعدت قراهم ومدنهم وولاياتهم..
      انا لمسؤولية جسمية انتم أول من يتحملها وأمانة عظيمة انتم في مقدمة من يُسأل عنها .. فلا بد من تقديرها حق قدرها وأدائها على الوجه الاكمل الذي يمهد الطريق لمزيد من التطور في مستقبل الايام امام هذه التجربة الرائدة التي تختلف في العديد من جوانبها عن تجربة المجلس الاستشاري للدولــة , بما منحتة لمجلسكم بمقتضى مرسوم إنشائه من اختصصات واسعة من بينها صلاحيات تشريعية تتفق والمستجدات الناتجة عن التطور السريع الذي تشهده البلاد.. وهي صلاحيات هامة تستوجب استيعابا كاملا لمتطلبات الحياة الاجتماعية والاقتصادية في العقد الاخير من القرن العشرين وبما ان للمجلس دورا في الاعداد للخطط التنموية للبلاد ومتابعة تنفيذها, فعليه ان يعمل على ترسيخ وعي المواطنين بأهداف التنمية ومهامها واولوياتها والجهود التي تبذل من أجل رخاء المواطن وتوفير العيش الكريــم له.. ونظرا لما نوليه من اهتمام خاص للمحافظة على البيئة وحمايتها من أضرار التلوث وتقديره الخاص.. وصون البيئة والحرص على نقائها ونظافتها امر حيوي جدير بان يحظى بما هو أهل له من عناية ورعاية.
      ولدعم التنسيق بين مجلس الشورى والحكومة بما يخدم الاهداف العامة للمجتمع العماني فقد نص مرسوم انشاء المجلس على عدة طرق تؤدي إلى تحقيق هذا الهدف واننا اذ ندعو الحكومة والمجلس الى تكثيف جهود التنسيق الحقيقي بينهما وتطوير أساليب التعاون بين الاجهزة التابعة لهما لنأمل ان يعمل ذلك على رفع مستوى الأداء فيما يقدم للمواطنين من خدمات.
      أعضاء المجلس الكــرام...
      لقد حققت على هذه الأرض الطاهرة خلال السنوات الماضية منجزات كثيرة خاصة في ميدان الزراعة والصناعة والخدمات. وكان لتعاون المواطنين أثر ملموس في هذا الشأن وأول واجباتكم المحافظة على هذه المكاسب, وذلك من خلال العمل على تفجير الطاقات الخلاقة في الانسان العماني وابراز قدراته الكامنة وتنمية مواهبه واستعداداته من أجل مزيد من البذل والعطاء والمثابرة والاجتهاد مستهلين في ذلك تاريخة الطويل الحافل بالامجاد وتراثة الاصيل الزاخر بالمفاخر والذي يعتبر العمل قيمة إنسانية عالية ينبغي ان تبقى مدى الايام متقدمة متوهجة لا تخبو جذوتها ولا ينطفئ نورهــا..
      كما ان من أهم الوجبات المنوطة بكل عضو منكم إلى جانب الاهتمام بالمصلحة الوطنية العامة والاخلاص والتفاني في القيام بواجباتة نحو بلده , ان يولى عناية خاصة لخدمة مجتمعة المحلي وتكويره وتلمس احتياجات المواطنين فيه, وعرضها في إطار من الواقعية والموضوعية وفق الامكانات المتاحة. وفي إطار الخطط والبرامج الاقتصادية والاجتماعية.
      واننا ان نعرب عن ثقتنا في قدرة مجلسكم على الإسهام البناء في دفع عجلة التقدم بهذا البلد الى الامام دونما تراجع فيما يقدمة من رأي صائب وفكر ثاقب وحلول مدروسة نابعة من بصيرة مستنيرة وادراك واع لحقائق الأمور لنؤكد عزمنا الأكيد وحرصنا الشديد على دعمة بكل ما يكفل له اداء مهامه على خير وجـه.
      كما نؤكد في هذا المقام على ضرورة ان يثبت كل عضو منكم كفاءته الشخصية عن طريق العمل الهادف الى رفعة عُمان الحبيبة, مسترشدا بمبادئ الدين الحنيف وبالقيم والتقاليد العمانية الاصيلة التي كانت دوما وعلى مدى العصور والحقب المتوالية النبراس الذي يضيء لنا الدرب وينير السبيل ويحدد المعالم ويسدد الخطى على طريق المجد والعزة والفخار.
      نهنئكم بعضوية مجلس الشورى وندعو الله العلي القدير ان يجعل لمجلسكـم من توفيقه مددا ومن عونه سندا, وان يبارك مسيرتنا الظافرة ويرعاها بفضله ويكلأها بلطفة وعنايته.
      وفقكم الله لما فيه الخيـر ...
      والسلام عليكــم ورحمة الله وبركاتـه ,,,
      [/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]
    • خطاب جلالته بمناسبة افتتاح مجلس الشورى للفترة الثانية 26-12-1994 م


      [TABLE='class: cms_table, align: center']
      [TR]
      [TD]بسـم الله الرحمـن الرحيــم

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبة ومن ولاه.
      أعضاء المجلس الكـرام...
      باسم الله العلي القدير نفتتح في هذا اليوم المبارك بعون منه تعالى وتيسير الفترة الثانية لمجلس الشورى الذي جاء إنشاؤه منذ أعوام ثلاثة توطيدا للنهج الاسلامي الذي نترسمه وتأكيدا للتراث العماني الذي نستلهمه وتعضيدا للتعاون البناء المثمر بين الحكومة والمواطنين من أجل مستقبل أفضل مغمور بالنور والضياء محفوف بالأمل والرجاء.
      وبتوفيق منه عز وجل نجحت التجربة الرائدة التي قصدنا منها توفير ساحات أرحب للمواطنين من أجل المشاركة الفاعلة المنتجة في بناء وطنهم وخدمة مجتمعاتهم المحلية فقد أثبت المجلس خلال الفترة الماضية قدرته على حمل الأمانة في إطار من المسؤولية والوعي والبصيرة تجلى فيها ما قُدّم من توصيات وما أعد من دراسات وما أسهم به من مداولات ومناقشات وإننا إذ نقدر ما بذل من جهد وما تحقق من تنسيق لنؤكد على ضرورة الارتقاء بهذه التجربة النابعة من صميم الواقع العماني وتطويرها وتعزيزها بما يثري مسيرة النهضة المباركة ويعطي بعداً أشمل وأعمق لدور المواطن في الحفاظ على منجزاته وإن من أهم واجباتهم خلال المرحلة القادمة تحقيق هذه الغاية بما ترسونه من قواعد يحتذى بها في ميدان العمل ومبادئ يهتدى بنورها في مضمار التوعية بالأهداف الكبرى لهذا الوطن العزيز.
      أعضاء المجلس الكـرام...
      يتميز مجلسكم في فترته الثانية ثلاث:-
      الأولى : تمثيل أعرض للسكان مما أدى إلى ارتفاع عدد أعضائه إلى ثمانين عضوا ومن شأن ذلك ان يتيح تنوعا أكبر في الأفكار والآراء وأسلوب المداولة والعمل, الأمر الذي سوف يضفي الخصوبة والثراء بإذن الله على توصيات المجلس.
      الثانية: تركيبة تجمع بين الخبرة القديمة المتمرسة وتتمثل في الأعضاء الذين جددت عضويتهم وبين النخبة الجديدة المتطلعة للإدلاء بوجهة نظرها من أجل إغناء النقاش الدائر حول الموضوعات المطروحة للبحث ونأمل ان يسفر المزج بين هذين العنصرين عن نظرة متطورة لكنها تتسم بالواقعيةوالموضوعية وتراعي أولويات التنمية في ظل ظروف اقتصادية متقلبة فقد يصعب التكهن بها قبل حدوثها.
      الثالثة: مشاركة من نوع جديد هي دخول المرآة مجلس الشورى لأول مرة ولا غرابة في ذلك فكما اتحنا لها الفرصة الكاملة في التعليم والعمل وممارسة الانشطة الاجتماعية في حدود ما تمليه المبادئ الدينية والاعراف والتقاليد التي لا تتعارض معها رأينا أن من حقها ــ بعد هذه الحقبة من عمر النهضة العمانية الحديثة ــ ان تشارك بفكرها وتسهم برأيها في شؤون وطنها وانها لمسؤولية وطنية كبيرة على المرأه ان تثبت من خلال جهدها الدائب وعملها المتواصل قدرتها على القيام بها على الوجه الاكمل واذ نرجو لها التوفيق, نعلن ان حق المرأة في الترشيح والاختيار لعضوية مجلس الشورى لن يقتصر في المستقبل على محافظة مسقط بل سيمتد بالتدريج وحسب الظروف والمقتضيات الى سائر المحافظات والولايات وسيكون مرجع الأمر في ترشيحها مثلها مثل الرجل هو ثقة المواطنين فيها واختيارهم لها لتمثيلهم في هذا المجلس وفي ذلك تكريم لها بل تكريم للمجتمع كله وتصجحيح لبعض المفاهيم الخاطئة التي تغض من شأن المرأة وتضع من مكانتها التي كفلها لها الدين الإسلامي الحنيف. فالنساء شقائق الرجال وقد أوصى بهن الرسول علية الصلاة والسـلام في الحياة الاسلامية خاصة في العصور الأولى معروف مشهور.
      وبهذه المناسبة فاننا ندعو المرأة العمانية في كل مكان في القرية والمدينة في الحضر والبادية في السهل والجبل ان تشمر عن ساعد الجد وان تسهم في حركة التنمية الاقتصادية والاجتماعية كل حسب قدرتها وطاقتها وخبرتها ومهارتها في المجتمع فالوطن بحاجة إلى كل السواعد من أجل مواصلة مسيرة التقدم والنماء والاستقرار والرخاء, كما ندعوها بوجة خاص إلى ترشيد الانفاق والبعد عن القيم الاستهلاكية الضارة التي بدأت تتفشى في بعض المجتمعات النامية والاعتماد على الذات في تصريف شؤوزن أسرتها وتعويد ابنائها بناتها على الادخار إسهاما في تنمية الاقتصاد الوطني وجمعيات المرأة على امتداد الساحة العمانية مطالبة بأن تكثف دورها في توعية المواطنات, وفي برامج محوالأمية ورعاية الطفولة المعاقة وتنمية المجتمعات المحلية والحرف التقليدية النسائية وغيرها من مجالات العمل الاجتماعى التي هي بحاجة الى جهود هذه الجمعيات ,كما أن الأمل كبير في الفتاة العمانية التي حظيت بقسط من التعليم أن تعمل جاهدة على الأخذ بيد أخواتها في مجتمعها المحلي والنهوض بهن وصقل مواهبهن والارتقاء بامكاناتهن المادية والمعنوية دعما لنهضة عمان الحديثة التي لا بد وان تتضافر جميع القوى من أجل استمرار تقدمها نحو غايات المجد والعزة والازدهار. اننا ننادي المرأة العمانية من فوق هذا المنبر لتقوم بدورها الحيوي في المجتمع ونحن على يقين تام من انها سوف تلبي النداء.
      أعضاء المجلس الكـرام...
      إن الأمانة عظيمة والمسؤولية جسمية والطريق شاق وطويل ولكننا واثقون من قدرتكم على أداء المهمة التي أوكلت اليكم وإذ نغتنم الفرصة لتهنئتكم نضرع إلى الله عز وجل أن يسدد خطاكم ويبارك عملكم وأن يكتب لعمان مزيدا من التقدم في مضمار الحضارة والتطور انه سميع قريب مجيب الدعــاء..وفقكــم الله..
      والســـلام عليكــم ورحمة الله وبركاتــه , , ,,,
      [/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]
    • خطاب جلالته بمناسبة افتتاح مجلس عُمان 27-12-1997م



      [TABLE='class: cms_table, align: center']
      [TR]
      [TD]بســــم الله الرحمن الرحيـــــم

      الحمد لله على ما أولى وأنعم , والصلاة والسـلام على الرسول الأمين, وعلى آله وصحابته ومن والاه إلى يوم الدين..
      أعضاء مجلسي الدولة والشورى الكــــرام...
      أيهـا المواطنون الأغراء .. في كل مكان..
      في هذا اليوم الميمون المبارك نفتتح باسم الله وبتوفيقة, مجلس عُمان الذي يتكون من مجلسين : مجلس الشورى, وقد كان تجربة رائدة اثبتت نجاحها خلال الفترة الماضية, ومجلس الدولة الذي نأمل ان يكون لبنة أخرى قوية راسخة في بنيان المجتمع العُماني, تعزز ما تحقق من منجزات, وتؤكد ما رسمناه من مبادئ, ومن بينها إرساء أسس صالحة لترسيخ دعائم شورى صحيحة, نابعة من تراث الوطن وقيمه وشريعته الإسلامية, معتزة بتاريخة, أخذه بالمفيد من أساليب العصر وأدواته.
      إن إنشاء مجلس الدولة, ليقوم بواجبة, جنباً إلى جنب, مع مجلس الشورى في تحقيق الأهداف الوطنية, يعتبر خطوة متقدمة على صعيد التعاون بين الحكومة والمواطنين من أجل مزيد من الأزدهار والرخاء والتقدم والنماء.
      فتعد الآراء والأفكار التي تخدم الصالح العام, وتثري مسيرة التطور والبناء, هو من أهم العوامل التي تعين على وضوح الرؤية, وتحديد الغاية, لذلك فأنتم جميعاً مطالبون, سواء في مجلس الدولة أم في مجلس الشورى, بأن تبذلوا قصارى الجهد في دراسة المسائل التي تطرح عليكم, أوتلك التي ترون طرحها في نطاق المهام الموكولة إليكم, دراسة مواضوعية تتسم بالدقة والواقعية والوعي, وصولاً إلى آراء سديدة, وحلول رشيدة, تؤدي بجانب الجهود الحثيثة التي تبذلها الحكومة الى تقدم الوطن, وتوفير أسباب الحياة الكريمة للجميع على هذه الأرض الطيبة الآمنة بإذن الله.
      أيها الأعضاء الكـــــــرام ...
      لقد اتخذت الدولة خلال الحقبة الماضية من الخطوات المدروسة ما يحقق تسخير موارد الوطن لخدمة الأهداف المرجوة, والطموحات الكبيرة التي تسعى إلى بناء مجتمع ناهض, واقتصاد قوي فشجعت الصناعة والتجارة والزراعة ،ويسرت مجالات الاستثمار, وطورت مرافق الخدمات, لتتواكب مع مراحل التقدم في البلاد, وأنشأت المؤسسات التعليمية والصحية والاجتماعية , وسنت القوانين المنظمة لحركة البناء والتطور.
      ونحن إذ نشكر أغضاء حكومتنا على جهودهم المتواصلة في تنفيذ الخطط والبرامج التنموية, وإذ نعرب عن دعمنا لهذه الجهود, وحرصنا على مواصلتها, استعداداً للقرن الحادي والعشرين, ورغبة في مواجهة تحدياته بخبرة أكبر وأعمق وخطوات أرسخ وأوثق, فإننا نؤكد اليوم, وكما أكدنا دائما, على ان مسيرة التنمية الشاملة لا تكتمل إلا بالتكاتف والتعاضد, والتعاون والتساند, بين الحكومة والمواطنين. لذلك فإن مسؤوليتكم في استمرار هذه المسيرة كبيرة وعظيمة. وهي مسؤولية وطنية سوف تحاسبون عليها أمام الأجيال القادمة. فهل أنتم مستعدون لحملها؟ إن ذلك يحتم عليكم أن تبدوا آراءكم وأن تقدموا مقترحاتكم بكل تجرد وترفع عن المصالح الخاصة. وأن تلتزموا الواقعية في تناول القضايا التي تمس المصلحة العليا للوطن والمواطن, وتقدموا بمعالجتها من منظور شامل للبلاد بكل مناطقها وولاياتها, لا تهدفون في ذلك إلا إلى تحقيق الصالح العام, كما يقتضيمنكم التركيز على القضايا الرئيسية وعدم الانشغال بأمور جانبية قد تعوق التواصل إلى نتائج عملية في المسائل المطروحة للبحث, متجنبين دائما كل ما من شأنه الابتعاد بكم عن الهدف النشود.
      إن المشاركة في ترسيخ وعي المواطنين بأهداف التنمية ومهامها وأولوياتها والجهود التي تبذل لتنفيذها , وتعميق الترابط بين الحكومة والمواطنين, واجب وطني أساسي, ينبغي على كل فرد من أبناء هذا البلد الغالي القيام به فالمواطنون من حقهم أن يعرفوا ما تبذله الحكومة من جهود في سبيل رفع مستوى المعيشة, وتطوير الاقتصاد, وتنمية الثروات الوطنيق, ورعاية المجتمع , وضمان أمنه واستقراره, والمحافظه على قيمه وثرواته ومنجزاته, كما أن من حقهم أن يعرفوا أن الساحة الدولية تشهد كل يوم من التطورات والمتغيرات ما يوجب على الحكومة إعادة النظر في خططها, وأولوياتها, وبرامجها التنفيذية, وأساليبها المنهجية بما يمكنها من تفادي السلبيات التي تتمخض عنها بعض تلك التطورات والمستجدات, وبما يجعل من الضروري أن يتفهم المواطن ظروف كل مرحلة من المرحلة. ويتقبل الواقع الذي تفرضة بروح إيجابية, لذلك فإن التوعية ضرورية للمجتمعبكل فئاته وشرائحة, وهي من لوازم العمل الوطني التي بدونها لا يتأتى للكثيرين تقدير مدى تأثير بعض الأحداث العالمية على المسار التنموي.
      وإذا كنا ندعو الجميع إلى أداء واجبهم في مضمار التوعية فإننا نؤكد هذه الدعوة بوجه خاص لأغضاء مجلس الشورى. فمن واقع تمثيلهم للمواطنين, المجلس ولجانه, بالقيام في المرحلة القادمة بدور أكثر فاعلية في هذا المجال , يجعل الرؤية أوضح, والبحث أعمق, والنتائج أفضل وأجدى وأشمــل..
      كما نجدد الدعوة لجمعيات المرأة العُمانية, وغيرها من المؤسسات مع معطيات العصر حتي تتمكن المرأة في كل موقع, من أداء دورها الحيوي في المجتمع والذي عملنا منذ البداية على أداء إعدادها للقيام به, فأتحنا لها فرص التعليم والعمل والمشاركة في الخدمة الاجتماعية, والاسهام بالرأي من خلال مجلس الشورى, وها نحن اليوم نقوم بتكريمها مرة أخرى وذلك بتعيينها في مجلس الدولة, لنرفع من مكانتها, ونعزز من فرص مشاركتها في خدمة مجتمعها وتنميته وترقيته إضافة الى مهمتها الكبرى في بناء الأسرة, وغرس الانتماء والولاء في نفوس الأجيال الصاعدة.
      أيها الأعضاء الكـــــــرام ...
      أن التجربة في مجال الشورى قد حازت على رضانا والحمد لله, حيث شيدت دعائمها في أناة, وبنيت أركانها بعد تثبيت, وذلك من أجل أن يكون البنيان عند اكتماله, بإذن الله قوياً راسخاً محققاً للغايه التي نرجوها والهدف الذي نسعى اليه.
      وإذ نتوجه إلى المولى تبارك وتعالى أن يحفظ عُمان. ويرعى مسيرتها, ويسدد خطاها, يسرنا أن ننتهز هذه الفرصة لتهنئتكم والدعاء لمجلس عُمان بالتوفيق والنجـــــاح.
      والسلام عليكــم ورحمة الله وبركاتــه ...
      [/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]
    • خطاب صاحب الجلالة بمناسبة افتتاح الفترة الثانية لمجلس عمان 4-11-2000 م



      [TABLE='class: cms_table, align: center']
      [TR]
      [TD]بســم الله الرحمن الرحيـــم

      الحمد لله الذي جعل الشورى منهجا من مناهج الشريعة الغراء والصلاة والسلام على من اصطفاه ربه خاتما للرسل والأنبياء وعلى آله وصحبه وأتباعة البررة الأوفياء..
      أعضــاء مجلس عُمــان الكــرام ..
      أيــها المواطنون الأغــــراء ...
      باسم الله الهادي الى الصراط المستقيم الموفق الى الخير من تمسك بمبادئ شرعه القويم نفتتح الفترة الثانية لمجلس عمان المبارك ضارعين إلى المولى سبحانه وتعالى أن يجعل لنا من لدنه سلطانا نصيرا وأن يكون لعمان سندا وظهيرا وأن يكتب النجاح لمسيرة نهضتنا المباركة.
      لقد حرصنا خلال العقود الثلاثة الماضية على أن تكون كل خطوات النهضة العمانية نابعة من صميم واقعنا مستوحية من تراثنا وديننا وقيمنا آخذه بالمفيد مما توصلت اليه الحضارة الانسانية في تطورها المتواصل سواء أكان ذلك في مضمار مشاركة المواطنين في الشؤون العامة وتقديم الرأي والمشورة للحكومة إسهاما في صنع القرار الوطني على مستوى الدولة أو كان ذلك في مجالات النهوض باقتصادنا ورفع مستوى المعيشة لافراد مجتمعنا من أجل توفير العيش الكريم له بفضل الله ورحمته. كما حرصنا أيضا على ان تكون كل مرحلة من مراحل بناء هذا الوطن في كل المجالات نابعة من تصور واضح واع لمتطلبات كل مرحلة. ونحن على يقين من أن ذلك النهج قد أرسى قاعدة قوية صلبة تقوى على تحمل مراحل التطور القادمة بإذن الله فكريا وعمليا.
      ان التجربه ماضية في طريقها المرسوم وعلى نحو يبشر بالخير وهي في انطلاقتها تسعى الى مزيد من التطور في انظمتها وفي أساليب ممارستها وفي تحقيق تفاعل ايجابي بناء بين الجهاز الحكومي والمواطنين بإذن الله.
      أعضــاء مجلس عُمــان الكــرام ..
      أيــها المواطنون الأغــــراء ...
      تلكم ملامح موجزة من سياستنا الداخلية التي ترمي إلى تحقيق المشاركة الفعالة بين حكومتنا وشعبنا الممثلة في مجلسكم الموقر كما ترمي أيضا الى ترسيخ دعائم اقتصادنا الوطني وتنويع مصادره والنهوض بالموارد البشرية لتصبح في المستوى الذي يؤهلها لاستيعاب متطلبات العصر.
      أما السياسة الخارجية فهي ترتكز كما تعلمون على مبادئ أساسية لا نحيد عنها منذ فجر النهضة المباركة وهي مبادئ تنبع من قناعتنا بالسعي لما فيه الخير والسلام للجميع والوقوف الى جانب القضايا العادلة في المحافل الدولية وتوطيد عُرى التعاون مع اشقائنا في الدول العربية وإخواننا في الدول الاسلامية وأصدقائنا في جميع أنحاء العالم وننوة هنا بخصوصية علاقتنا بدول مجلس التعاون الشقيقة.
      وفي ضوء هذه المبادئ فإننا نعمل دائما مع الاسرة الدولية على ترسيخ دعائم الامن والاستقرار زالسلم في العالم ونؤكد على دعمنا الكامل لحق الشعوب العربية في استعادة اراضيها المحتلة عام 1967م ونقف بكل حزم الى جانب الشعب الفلسطيني في تقرير مصيرة واقامة دولته المستقله على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف.
      إننا نتطلع الى لقاء الاخوه قادة دول مجلس التعاون في القمه الحادية والعشرين بالمنامة في ضيافة الاخ العزيز صاحب السمو الشيخ حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة لنعمل معا من اجل دفع مسيرة المجلس قدما الى مزيد من التنسيق والتكامل والتعاون والتكافل من اجل خير شعوب المنطقة وصالح البشرية جمعاء ونضرع اليه جلت قدرته ان يسدد خطانا وأن يكلل أعمال القمه القادمة بالنجاح والتوفيق. نسأل الله سبحانه وتعالى ونحن على أعتاب العيد الثلاثين للنهضة أن يعيننا على المزيد من العمل الجاد زالعزيمة الصادقة فبالجد والاجتهاد والصبر والمثابرة تدرك الآمال وتسعد الأجيال.. {ربنا هب لنا من لدنك رحمةً وهيئ لنا من أمرنا رشدا } ...
      والى اللقاء في مناسبات سعيدة مباركة أخرى ان شاء الله,,
      والسلام عليكـــم ورحمة الله وبركاته ,,,,
      [/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]
    • خطاب جلالته في الإنعقاد السنوي لمجلس عمان 2001م



      [TABLE='class: cms_table, align: center']
      [TR]
      [TD]


      ‏الحمد لله الذي ارتضى الشورى للمؤمنين والصلاة والسلام على أشرف
      ‏الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين. أعضاء مجلس عمان الكرام..
      ‏أيها المواطنون الأعزاء..
      ‏بسم الله نلتقي على الخير والصلاح وعلى بركته نمضي في طريق التنمية والتطور والنجاح رافعين أكف الضراعة إليه تبارك وتعالى أن يمدنا بعونه وتوفيقه ورعايته وتأييده من أجل مواصلة مسيرة النهضة المباركة إلى آفاق أرحب من التقدم والرقي والعمران يتحقق فيها المزيد من الاستقرار والنماء والأزد‏هار في كل وبوع عمان انه هو السميع الخبير.
      ‏ان لقاءنا هذا المبارك بإذن الله تعالى من كل عام له د‏لالته الواضحة على تأكيد منهج الشورى وترسيخه في حياة المجتمع العماني الذي أصبح يعي أهميته وذلك من أجل بناء المستقبل الذي نتطلع إليه جميعا.. أن الفهم المشترك والفكر المستنير هما الركيزتان الأساسيتان للنهوض بعمان وخدمة أهلها على أسس سليمة.
      ‏أعضاء مجلس عمان الكرام.. أيها المواطنون الأعزاء..
      ‏إن الأمم لا تبنى إلا بسواعد أهلها وان رقيها في مدارج الحضارة والتقدم لا يتم إلا عن طريق العلم والخبرة والتدريب والتأهيل وليس بخاف أن الثروة الحقيقة لأية أمة إنما تتمثل في موارد‏ها البشرية القاد‏رة على د‏فع عجلة التطور إلى الأمام في جميع مجالات الحياة وبما يحقق آمالها ويوقد جذوة الطموج المتجدد ‏فيها وصولا إلى ما ننشده من عزة وكرامة ومجد وسؤدد ‏.. لذلك كانت دعوتنا الدائمة منذ بزوغ فجر النهضة العمانية المباركة إلى النهوض بهذه الموارد ‏وتوفير كل أسباب الرعاية لها وتذليل كل الصعوبات التي قد تعترض طريقها حتى تتمكن من الإسهام بفاعلية وايجابية في تطوير المجتمع وبناء قدراته العلمية والعملية ومهاراته الفنية وخبراته التقنية. ولا شك إن إنجاز أية خطوة على هز ا الدرب الطويل سوف يتيح مزيدا من فرص العمل وبالذات في القطاع الخاص الذي نكرر دعوتنا له وفي كل مناسبة أن يأخذ زمام المبادرة في هذا المضمار وأن يعمل بجد وبروح وطنية عالية لرفع نسبة العمالة العمانية في مؤسساته وشركاته الصغيرة منها والكبيرة. . ونحن إذ نتوجه بالنداء إلى هذا القطاع الحيوي الهام لكي يفتح أبواب العمل للعمانيين مؤهلين وغير مؤهلين مدربين وغير مدربين كل في المجال الذي يصلح له لا نشك في انه سوف يستجيب لهذا النداء الوطني وانه لن يدخر وسعا في سبيل توفير العيش الكريم والوظيفة المناسبة لكل طالب عمل مهما كانت امكانياته وقدراته فالعمل ضروب وأصناف متنوعة منها ما يحتاج إلى مؤهلات ومهارات خاصة ومنها ما لا يحتاج إلى ذلك وتكفي في شأنه خبرة صغيرة أو تدريب قصير.
      ‏إن الجهاز الإداري للدولة استوعب خلال الأعو ام الثلاثين الماضية معظم القوى الوطنية العاملة ولم يعد قادرا على استيعاب أعداد كبيرة أخرى. . والعبء اليوم في القيام بهذا الدور إنما يقع على عاتق القطاع الخاص الذي لا يزال حجم العمالة الوافدة فيه يتيح إيجاد فرص للعمل أوفر وأكثر يعل فيها العمانيون محل الوافدين. . وبقدر قليل من التضحية والإيثار من جانب أرباب العمل سوف تسعد أسر عمانية عديدة تتطلع إلى حصول أبنائها وبناتها على مصدر للرزق يعينها على تحمل أعباء الحياة وتكاليف المعيشة، وفي هذا الشأن نرى أن من واجب حكومتنا وأعضاء مجلس عمان الكرام القيام بتوعية السكان في مناطقهم وتعريفهم بقيمة العمل وضرورة احترامه وتقديره والتنبيه على أن العمل الجاد ليس هواية يمارسها الفرد متى شاء بل العمل جزء لا يتجزأ من العبادة وبالتالي يجب أداؤ بإخلاص واتقان وأمانة.
      ‏أيها المواطنون الأعزاء..
      ‏على مدى الحقبة المنصرمة من عمر نهضتنا الحديثة اتضحت وعلى مراحل متعددة معالم سياستنا الداخلية في شتى الميادين الاجتماعية والثقافية ‏والاقتصاد‏ية كما تأكدت ثوابت سياستنا الخارجية من وقوف إلى جانب الحق والعدل وتعزيز لوشائج الأخوة وروابط الصداقة والمساهمة في توطيد الأمن والسلام الدوليين ونحن على يقين من أن إقامة السلام وصيانته في العالم أمران ضروريان لخير البشرية جمعاء وان هذا السلام لا يمكن الحفاظ عليه إلا إذا كان قائما على قواعد راسخة من العدالة وأسس ثابتة من التعاون والتفاهم بين جميع الأمم، كما أننا على يقين من أن الإرهاب بكل صنوفه وأشكاله وأيا كانت الجهة التي تمارسه إنما هو اعتداء على السلام الذي تنشده البشرية وتسعى إليه وعلى الاستقرار والأمن الدوليين اللذين نعمل مع الأمم الأخرى على توطيدهما وترسيخهما. ومن هذا المنطلق فإننا وكما كنا د‏ائما خلال مسيرتنا المباركة ندين الإرهاب ونستنكره وندعو إلى التصدي له ومعالجة أسبابه.
      ‏وفي ختام هذه الكلمة نو د ‏أن نشير إلى انعقا د ‏القمة الثانية والعشرين لمجلس التعاون في مسقط مرحبين بلقاء الأخوة قاد‏ة المجلس في بلدهم عمان د‏اعين الله العلي القدير أن يكون لنا ظهيرا ونصيرا وأن تكون نتائج هذه القمة خيرا وبركة لجميع شعوب المنطقة.
      ‏اللهم زد‏نا ولا تنقصنا وأعطنا ولا تحرمنا وأجعل هذا البلد سخاء رخاء يأرب العالمين.
      ‏ربنا أتمم علينا نعمتك وأوزعنا أن نشكرها واكتب لنا السداد ‏والرشاد ‏والنجاح والتوفيق.
      ‏والسلام عليكم ورحمة الله ويركاته، ، ،
      [/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]
    • خطاب جلالته في الإنعقاد السنوي لمجلس عمان 2002م


      [TABLE='class: cms_table, align: center']
      [TR]
      [TD]
      ‏الحمد لله الذي جعل الشورى منهجا للحياة. والصلاة والسلام على رسول
      ‏الله ومصطفاه وعلى آله وصحبه ومن سلك طريقه واتبع هداه. أعضاء مجلس عمان الكرام.
      ‏أيها المواطنون الاعزاء.
      ‏إنه لمن د ‏واعي سرورنا ان نلتقي في موعد متجدد ‏لنشكر الله العلي القدير على ما أسبغ علينا من ألائه ونعمائه وما أفاض على بلاد‏نا من فضله وجود‏ه فالحمد لله حمد الشاكرين العاملين المخلصين الذين يؤمنون بان الحياة جهاد ‏وعمل واخلاص ومثابرة من اجل الوصول إلى آفاق أوسع وأرحب من الرقي والنماه.
      ‏ولقد أكدنا د‏ائما في شتى المناسبات ان الإنسان هو هدف التنمية وغايتها وانه في ذات الوقت أد‏اتها ووسيلتها وبقدر ما تكون هذه الاد‏اة فاعلة ماهرة تكون قاد‏رة على تحقيق التنمية ومن هنا فاننا ندعو د‏وما إلى النهوض بالموار د ‏البشرية وتطوير قدراتها العلمية ومهاراتها الفنية وخبراتها التقنية من خلال ايجاد ‏البيئة المواتية لذلك وذلك لمقابلة حاجة المجتمع الملحة وتوفير الفرص التي تمكن هذه الموارد ‏البشرية من الاسهام بكل طاقاتها في مسيرة النهضة المباركة التي تشهدها عمان في مختلف مجالات الحياة.
      ‏من أجل ذلك وجهنا في العام الماضي ومن خلال هذا المجلس نداء إلى القطاع الخاص لكي يفتح ابواب العمل لابنائه وبناته في مؤسساته وشركاته الصغيرة منها والكبيرة كل في المجال الذي يصلح له ويسعدنا اليوم أن نقول ان استجابة القطاع الخاص لهذا النداء الوطني كانت طيبة ود‏الة على روحه الوطنية ومعبرة عن شعوره تجاه مجتمعه، إذ تجلى ذلك في التنسيق الذي تم خلال الاشهر المنصرمة بين الجهات الحكومية المعنية وهذا القطاع في سبيل اعداد ‏الخطط


      ‏والبرامج وصياغة السياسات والاجراءات الهاد‏فة إلى زياد‏ة نسب التعمين ورفع مستوى التدريب مما أد‏ى إلى قيام لجان مشتركة في قطاعات مختلفة ونرجو لها التوفيق في أعمالها.
      ‏وفي الوقت الذي نشيد فيه بهذه الخطوة المباركة فإننا تنطلع إلى المزيد من العمل في هذا الاتجاه وصولآ إلى الغاية المنشود‏ة التي يتطلع إليها المجتمع العماني ومن هذا المنطلق فاننا نحث شبابنا وشاباتنا ان يستفيدوا من الفرص المتاحة فيعملوا على امتلاك المعرفة والمهارة من خلال التعليم والتدريب ويسعوا بجد واخلاص لاكتساب الخبرات المتنوعة بالممارسة العملية في مواقع العمل والإنتاج.
      ‏أعضاء مجلس عمان:
      ‏أيها المواطنون الأعزاء:
      ‏إن معالم سياستنا الداخلية واضحة وقد تحدد‏ت أبعاد‏ها وتجلت غاياتها على مدى العقود ‏الثلاثة الماضية ونحن ماضون باذن الله في طريق التنمية الشاملة من أجل عزة الوطن ورخاء المجتمع وسعاد‏ة المواطن.
      ‏كما ان سياستنا الخارجية معلومة للجميع فنحن د‏ائما إلى جانب الحق والعدالة والصداقة والسلام وندعو الى التعايش السلمي بين الأمم والى التفاهم بين الحضارات والى استئصال أسباب الكراهية والضغينة التي تتولد في نفوس من يعانون من الظلم وعدم المساواة ففي ذلك الخير كل الخير للبشرية جمعا،.
      ‏ربنا هب لنا من لدنك رحمة وهير لنا من أمرنا رشدا ربنا اجعل هذا البلد أمنا وارزق أهله من الثمرات انك سميع الدعاء.
      ‏وفقنا الله واياكم لما فيه صلاحنا وفلاحنا في أمور د‏يننا ود‏نيانا وآخرتنا انه
      ‏سميع مجيب.
      ‏والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      [/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]
    • خطاب جلالته في الإنعقاد السنوي لمجلس عمان 2003م



      [TABLE='class: cms_table, align: center']
      [TR]
      [TD]
      ‏الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والصلاة والسلام على من جاء بالهدي ليخرج الناس من د‏ياجير الظلمات وعلى آله وصحبه ما د‏امت الأرض والسماوات .
      ‏أعضاء مجلس عمان الكرام .. أيها المواطنون الاعزاء:
      ‏ها نحن نجتمع مرة أخرى بحمد الله وفضله مجدد‏ين عزمنا على ترسيخ منهج الشورى وتطويره بما يلبي مصلحة الوطن ويستجيب لتطلعات المواطنين . لقد أرد‏نا منذ البداية ان تكون لعمان تجربتها الخاصة في ميدان العمل الديمقراطي ومشاركة المواطنين في صنع القرارات الوطنية وهي تجربة يتم بناءها لبنة لبنة على أسس ثابتة من واقع الحياة العمانية ومعطيات العصر الذي نعيشه يشهد على ذلك ما سبق اتخاذه من خطوات متدرجة في هذا المضمار آخرها منح حق الانتخاب لجميع المواطنين رجالا ونساء ممن تتوافر فيهم الشروط القانونية .
      ‏واذ ا كنا من جانبنا نقدم الرعاية لهذه التجربة واذ ا كانت حكومتنا من جانب آخر تقوم بواجبها نحو التعاون مع كل من مجلس الدولة ومجلس الشورى فإنه لا بد من الاشارة الى ان هناك بعدا هاما آخر يجب ان يتحقق لكي تؤتي التجربة ثمارها الطيبة . ‏
      هذا البعد يتمثل في نشاطكم أنتم أعضاء المجلسين ومدى ما تقدمونه من د‏عم لهذه التجربة سواء عن طريق التوصيات والمقترحات العملية التي ترفعونها او عن طريق التوعية المفيدة للمواطنين .
      ‏إن نجاح التجارب الانسانية هو نتاج سعي متواصل وعزم واراد‏ة وشعور بالمسؤولية ولا يمكن لأمة من الأمم ان تدرك غايتها اذ ا لم تعمل يدا واحدة من


      ‏اجل بناء مستقبلها وتنمية قدراتها وامكاناتها . ونحن واثقوان تمام الثقة من انكم جميعا رجالا ونساء سوف تسهمون في نمو هذه التجربة العمانية وترسيخ جذورها واعلاء بنيانها من خلال العمل الجاد ‏المتسم بالمسؤولية والحكمة والذي لا يراد ‏به الا رفعة الوطن وخدمة المواطنين .
      ‏أعضاء مجلس عمان الكرام .. أيها المواطنون الاعزاء :
      ‏لن نطيل عليكم في استعراض منجزات النهضة العمانية في شتى مياد‏ين الحياة خلال الفترة الماضية غير انه إذا كان الحاضر بفضل الله زاهرا مفعما بالخير فان من واجبنا الا ننسى ان المستقبل هو الذي ينبغي أن يكون مدار تفكيرنا وتخطيطنا ذلك لأن الأهداف كبيرة والتحديات كثيرة والدرب طويل ومن ثم فلا بد لنا من ان نتسلح بالعلم والعمل والإد‏ارة الصلبة والدعاء الى الله بالتوفيق .
      ‏ومن هذا المنطق فأننا نولي أهمية كبرى في سياستنا الداخلية منذ بدء النهضة المباركة لتنمية الموار د ‏البشرية وتطويرها بما يمكنها من خدمة المجتمع ورفع شأن الوطن ومن أجل ذلك فأننا نقدر الجهود ‏التي تبذلها أجهزة الدولة المختلفة في هذا المجال. كما نشيد بمساهمة القطاع الخاص في برامج التعليم والتدريب وصقل المهارات واعداد ‏الكواد‏ر العمانية المؤهلة ونشجع بوجه خاص اتجاه هذا القطاع الى إنشاء الكليات والجامعات في مختلف مناطق السلطنة من أجل توفير أكبر قدر من فرص التعليم العالي في هذا الوطن .
      ‏ونحن ندعو القائمين على هذه الجامعات الى تيسير سبل الالتحاق بها أمام الشباب العماني كما ندعوهم الى العناية بمناهجها الأكاد‏يمية والعمل على تطويرها دائما بما يحقق لها المكانة العلمية المرموقة بين الجامعات ويزيد من اقبال الدارسين عليها ولا يفوتنا في هذا المقام أن نذكر اننا تابعنا خلال العامين الماضيين نشاط القطاع الخاص والجهد الذي يبذله في مجال توفير فرص العمل للمواطنين في مؤسساته وشركاته . واذ نحث الشباب العماني على الاستفاد‏ة من فرص التعليم والتدريب والعمل المتاحة فإننا نود ‏أن يستخلص الجميع من د‏عوتنا المتكررة الى العناية بالموارد ‏البشرية ((تعليما وتدريبا وتوظيفا)) مدى اهتمامنا بهذا الموضوع الحيوي الذي نعتبره الركن الأساسي لبناء المستقبل والحافز


      ‏الأكبر للنجاح في بلوغ الغايات التي نسعى اليها والأهداف التي نصبو الى تحقيقها.
      ‏كما لا يفوتنا التنوية الى اننا قد أصدرنا في شهر يوليو من عام 2001 ‏م مرسوما سلطانيا بإجراء تعداد ‏عام للسكان والمساكن والمنشآت على ان يبدأ العد الفعلي في د‏يسمبر من العام الحالي 2003 ‏م واننا إذ نؤكد على أهمية نتائج هذا التعداد ‏بما يخدم الخطط التنموية المستقبلية للبلاد ‏لندعو الجميع الى التعاون التام مع القائمين عليه من خلال اعطاء المعلومات الدقيقة وتسهيل كل ما من شأنه انجاح الأهداف المرجوة من ذلك .
      ‏أما فيما يتعلق بالسياسة الخارجية فنحن ندعو بقوة الى اقامة د‏ولة فلسطينية ذات سياد‏ة قابلة للاستمرارية في أقرب فرصة والى استعا د ‏ة الدول العربية أراضيها وسياد‏تها والى السلام والأمن والاستقرار في كل أرجاء العالم. ان الظلم ظلمات ونحن ضد الظلم والظلام ومع العدل والنور والوئام . ولن تهنأ البشرية ولن تكتب لها الطمأنينة الا بإقامتها ميزان العدل واحترامها لكل ما يكفل للأنسان حقوقه المشروعة وفي مقدمتها حقه في الكرامة وعدم الاذلال وحقه في الحرية والاستقلال .
      ‏((والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله)) وفقكم الله وكتب لكم النجاح في عملكم .
      ‏والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      [/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]
    • خطاب جلالته في الإنعقاد السنوي لمجلس عمان 2004م



      [TABLE='class: cms_table, align: center']
      [TR]
      [TD]
      ‏بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.
      ‏أيها المواطنون الاعزاء..
      ‏يسرنا أن تنحدث إليكم اليوم وكما تعودنا عند افتتاح دور الانعقاد السنوي لمجلس عمان لنؤك] العزم والاصرار على العمل بجد ومثابرة ويقين تام بمشيئة الله سبحانه وتعالى في المضي قدما نحو تحقيق آفاق أعم وأوسع من التنمية الشاملة المستدامة مدركين بأن ذلك لن يتحقق الا بالعلم والعمل والفكر المتفتح القادر على مواكبة معطيات العصر وظروفه ومتابعة تطوراته ومنجزاته في مختلف ميادين الحياة محافظين في ذات الوقت على ثوابتنا وأصالتنا غير متهيبين من التواصل مع مختلف حضارات وثقافات شعوب العالم لاستكشاف ما أنجزته وطورته تلك المجتمعات لتعزيز مكانتنا في العالم المترابط المتداخل والذي بلا شك أنه مع التطورات العلمية في وقتنا الحاضر أصبح بدرجة من التقارب كالقرية الواحدة حيث لا يمكن لمجتمع أن يعزل نفسه ويعيش بمفرده دونما التواصل والتعامل مع الآخرين هذا إذ ا كان يسقى لخيرو رفاهية أفراده وكذا كان شأن أسلافنا العمانيين وعلى مر العصور يجوبون بقاع العالم مادين يد الصداقة للجميع ستطلعين بتفاؤل إلى تبادل المنافع والمكاسب مع المجتمعات الاخرى دونما تمييز أوتحيز يفيدون ويستفيدون.
      ‏أيها المواطنون الاعزاء..
      ‏كما تعلمون فان ما نسعى إليه ومن خلال تنفيذ الخطط التنموية المتعاقبة في السلطنة هو استكمال بناء أسس الدولة العصرية والارتقاء بمستو الحياة في جميع ربوع وطننا العزيز وذلك وفقآ لبرامج محددة ومدروسة بعناية تامة تهدف إلى زيادة معدلات النمو الاقتصادي مع التركيز في سبيل تحقيق ذلك على تنويع مصادر الدخل الوطني وتنمية الموارد البشرية.


      ‏وفي هذا الشأن فان السياسات التي اتبعتها حكومتنا منذ فترة لتشجيع كافة القطاعات الانتاجية غير النفطية قد بدأت تظهر للعيان والحمد لله فالمشاريع التي نفذت وتلك التي يجري تنفيذها حاليا ستساهم بلا شك في زيادة الدخل القومي للبلاد وتوفر فرصا أكبر للعمل والتدريب واكتساب المهارات الجديدة المتنوعة للشباب العماني المستعد للدخول في ميادين العمل المختلفة.
      ‏كما انه وايمانا منا باهمية قطاع السياحة وكونه صناعة نامية على المستوى العالمي حيث أصبح يشكل أحد العائدات الأساسية لكثيرهن دول العالم المتقدمة ونظرا لما حبا الله به بلدنا من تنوع بيئي وجغرافي ومقومات من الممكن أن تجعل منه إحدى المحطات الرئيسية لذلك الغرض في المنطقة اتخذنا قرارا بانشاء وزارة تعنى بهذا القطاع الحيوي الهام الا وهي وزارة السياحة والتي نأمل من القائمين عليها أن يسارعوا في تبني الاجراءات والخطوات المدروسة الكفيلة بتنميته في القريب العاجل ان شاء الله وذلك بالتنسيق مع الجهات الحكومية الأخرى المعنية والقطاع الخاص.
      ‏ايها المواطنون الاعزاء..
      ‏لقد وددنا أن نؤكد في هذه المناسبة السنوية الهامة على اهتمامنا بالتنمية الاقتصادية البشرية في وطننا العزيز أما سياستنا الخارجية فهي قائمة على ثوابت ومبادئ أساسية معروفة لا حياد عنها تتمثل في مناصرة الحق والعدل والعمل المتواصل مع بقية دول العالم المحبة للسلام على تسوية النزاعات الدولية بطرق الحوار والمفاوضات لكي يعم الأمن والاستقرار على الجميع وتنعم بخيراته كافة شعوب الأرض. وتأسيسا على ذلك فاننا ندعو مجددا إلى رفع المعاناة اليومية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني واتاحة الفرصة له في مساعيه الرامية إلى اقامة دولته المستقلة. كما نأمل أن تتمكن الدول العربية والتي مازالت أراضيها محتلة من استعادتها وأن تسود الأمن والاستقرار وبوع العراق ويعم الخير والنماء منطقتنا والعالم بأسره كما ندعو ايضا إلى احترام القانون الدولي والمبادئ والاعراف التي يقوم عليها والى التعلي بروح التسامح بين مختلف الجماعات والاجناس.
      ‏ربنا أجعل هذا الوطن آمنا مستقرا وجنبه كل مكروه وأسبغ عليه من عميم خيرك الوفير انك سميع مجيب وعلى كل شيء قدير.
      ‏والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
      [/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]
    • خطاب جلالته في الإنعقاد السنوي لمجلس عمان 2005م



      [TABLE='class: cms_table, align: center']
      [TR]
      [TD]الحمد لله الذي انعم وأعطى ، الحمد لله الذي قدر فهدى ، والصلاة والسلام على النبي المصطفى
      أيها المواطنون الأعزاء ..
      ونحن نحتفي بمسيرة نهضتنا المباركة بإذن الله، نتذكر ما تحقق على هذه الأرض الطيبة ، من منجزات حضارية في مجالات عديدة تهدف كلها الى تحقيق غاية نبيلة واحدة ، هي بناء الإنسان العماني الحديث، المؤمن بربه، المحافظ على أأصالته، المواكب لعصره في تقنياته وعلومه، وآدابه وفنونه، المستفيد من معطيات الحضارة الحديثة في بناء وطنه، وتطوير مجتمعه. وفي ذات الوقت نؤكد عزمنا على مواصلة العمل، من أجل مزيد من التقدم في مضمار التطور والعمران، والرخاء والازدهار، والأمن والاستقرار. بعون الله.
      لقد شهدت المرحلة الماضية، من خلال تطبيق خطط وبرامج متنوعة، تحقيق اهداف النهضة المباركة التي وضعناها نصب أعيننا، منذ اليوم الأول لانبثاق فجرها، والتي تدور حول أربعة محاور أساسية هي:
      1. تطوير الموارد البشرية
      2. تطوير الموارد الطبيعية
      3. إنشاء البنيــــــــة التحتية
      4. إقامة دولــــة المؤسسات

      وقد تم ، بحمد الله، على امتداد المسيرة التنموية الشاملة ، وبالعزم والاجتهاد ، والصبر والمثابرة، الكثير من المنجزات التي نعتز بها في كل محور من هذه المحاور، خاصة في مجال تطوير الموارد البشرية الذي اعتقدنا منذ البداية، ولانزال نعتقد جازمين أنه حجر الزاوية في تنمية أي مجتمع، ذلك لان الإنسان – كما أكدنا دائما وفي شتى المناسبات –هو هدف التنمية وغايتها، كما انه هو أداتها وصانعها. وبقدر ما ينجح المجتمع في النهوض بمواردة البشرية وتطويرها، وفي إقامة الدولة االعصرية المتقدمة في مختلف مجالات الحياة.

      وإذ نحمد الله العلي القدير على ما وفقنا إلية من نشر التعليم بمستوياته المتنوعة، وفروعه المتعددة، وما صاحب ذلك من برامج تدريبية توفرها الحكومة والمؤسسات التعليمية الخاصة التي تبتعث إليها الحكومة العديد من ابنائنا وبناتنا في مختلف االاختصاصات، مما أتاح لهم فرصا اكبر وأكثر للتحصيل العلمي والتدريب العملي اللذين يؤهلان للانخراط في سوق العمل، والإسهام في بناء المجتمع، فإننا نود ان نشير في هذا المقام إلى انه وإن كانت الحكومة قد بذلت جهدا كبيرا، أثناء المرحلة االماضية، في سبيل توفير فرص التأهيل والتدريب للشباب العماني من بنين وبنات ، إلا اننا لاحظنا، من خلال متابعتنا االمستمرة لمسيرة التنمية الاجتماعية، ومراقبتنا الدائمة لمراحلها المتعاقبة، أن هناك شريحة من المواطنين لا تسعفها إمكاناتها الذاتية، وقدرتها المالية، لتأهيل نفسها، وتطوير مهاراتها، من أجل الحصول على فرص عمل مناسبة، مما يقتضي مد يد العون لهان ومساعدتها على توفير التأهيل والتدريب اللازمين لها.

      لهذا فإننا نواجه حكومتنا لوضع آلية مناسبة تقدم من خلالها المساعدة لهذه الشريحة لتمكنها من اكتساب مهنة مفيدة توفر لها االاستفادة من فرص العمل المتاحة. بمشيئة الله.
      وهنا نود ان نؤكد مجددا انه لكي تتحقق آمالنا وطموحاتنا، وتنجح خططنا وبرامجنا، فلا بد من التعاون بين المواطنين كافة، وفي مقدمتهم القطاع الخاص، وبين الحكومة بمختلف أجهزتها وإدارتها، على تنفيذ الخطط والبرامج المستقبلية، بروح من االمسؤولية والإدراك والوعي بأن هذا التعاون ثمرته مزيد من التقدم والرقي، والنمو والازدهار.
      ونحن سعداء حقا بما أظهره القطاع الخاص في السنوات الأخيرة من رغبة صادقة في توفير فرص عمل للمواطنين، وندعوه إلى تكثيف مبادراته في هذا الشأن، كما ندعو الشباب العماني، ذكورا وإناثاً، إلى الاستفادة من هذه الفرص، والعمل على الاستقرار والبقاء في الوظيفة أو المهنة التي تتاح له, من أجل اكتساب الخيرة والمهارة, وتحقيق النفع المشترك والمصلحة العامة, وإثبات أن العماني عامل جاد ملتزم منضبط قادر على القيام بمسؤولياته, فذلك وحده الذي سوف يمكن سياسات التعمين وبرامجه من أن تؤتي ثمارها المرجوة بمشيئة الله.
      أيها المواطنون الأعزاء..
      إن الدرب طويل, والغاية بعيدة, ولكننا واثقون من أن هذا الوطن الغالي يملك من المقومات الحضارية والتاريخية, ومن االآمال والتطلعات المستقبلية, ما يمكنه إن شاء الله, من إنجاز سياساته الداخلية والخارجية التي اتضحت معالمها, وتأكدت ثوابتها والحمد لله.
      إننا نؤمن بأن عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول, ومراعاة المواثيق والمعاهدات, والالتزام بقواعد القانون الدولي من شأنه، ولا شك، أن ينتقل بالعالم إلى حالة أكثر مواءمة بين مصالح الدول.
      وهو ما ندعو إليه دائما من خلال نشر ثقافة التسامح والسلام، والتعاون والتفاهم، بين جميع الأمم، كما أننا نأمل أن يؤدي ذلك إإلى اقتلاع كثير من الأسباب لظاهرتي العنف وعدم الاستقرار.
      أيها المواطنون الاعزاء..
      في ختام كلمتنا، نود أن نوجه تحية إعزاز وتقدير إلى قواتنا المسلحة الباسلة وكافة أجهزة الأمن الساهرة، على ما يبذلونه من جهد وتفان في أداء الواجبات المنوطة بهم، مؤكدين استمرار رعايتنا لهم وعنايتنا بهم، داعين الله سبحانه وتعالى أن يكتب النجاح والتوفيق لمسيرتنا المظفرة بعونه تعالى.
      وفقكم الله .. وكل عام والجميع بخير
      والسلام وعليكم ورحمة الله وبركاته،،
      [/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]