إعجاز السنة النبوية في الدباء
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: إن خياطاً دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم لطعام صنعه، قال أنس: فذهبت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فرأيته يتتبع الدباء من حوالي القصعة، قال: فلم أزل أحب الدُبَّاء من يومئذ.وفي رواية ثانية: فقرب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم خبزاً ومرقاً فيه دُبَّاء وقديد.صحيح البخاري في الأطعمة 5379
الدبا: بضم الدال المشددة هو القرع، وقيل: خاص بالمستدير منه، وفي شرح المهذب للنووي أنه القرع اليابس، وهو اليقطين أيضاً .ودل الحديث الشريف على أن رسول الله صلى الله ليه وآله وسلم كان يحب اليقطين، وما أحب عليه الصلاة والسلام شيئاً إلا وجدت في ذلك سراً عظيماً –كما يقول أحد المختصين- فماذا في اليقطين؟!جاء في كتاب (تركيب الأطعمة) الشهير: تبلغ نسبة الماء في اليقطين ?.7% ويحتوي على كمية قليلة من السكر والألياف، وتعطي المائة غرام منه 65 حريرة فقط، فهو غذاء جيد لمن أراد إنقاص وزنه، وهو فقير جداً بالصوديوم، فهو يناسب المرضى المصابين بارتفاع ضغط الدم، وغني بالبوتاسيوم الذي يلزم عند الذين يتناولون الحبوب التي تدر البول، كما أنه يحتوي على البوتاسيوم والكالسيوم والمغنيزيوم والفوسفور والحديد والكبريت والكلور. وهو غني بالفيتامينات وفي طليعتها فيتامين أ.وجاء في كتاب الطب النبوي لابن قيم الجوزية: اليقطين يعد غذاء رطباً بل غنياً، ينفع المحمومين ماؤه، يقطع العطش، ويذهب الصداع إذا شرب أو غسل به الوجه، وهو ملين للبطن كيفما استعمل، فهو من ألطف الأغذية وأسرعها انفعالاً.وهناك أدلة حديثة تشير إلى أن اليقطين يفيد في الوقاية من السرطان، وقد نشرت مجلة الأبحاث البيوكيميائية عام 1985 دراسة أجريت في المعهد الوطني للسرطان في الولايات المتحدة، أشارت هذه الدراسة أن لليقطين فعلاً واقياً من سرطان الرئة عند سكان نيوجرسي في الولايات المتحدة .
المصدر : كتاب الأربعين العلمية تأليف عبدالحميد محمود طهماز
الْخَيْلُ معقود فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ )(11) فإذا جمعنا معاني هذه النصوص نستنتج أن الناصية هي مركز القيادة والتوجيه لسلوك الإنسان، وكذا سلوك الحيوان . المعاني اللغوية للآية وأقوال المفسرين:قال تعالى﴿كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ15نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ16﴾(العلق:15-16). السفع : هو القبض والجذب، وقيل هو مأخوذ من سفع النار، والشمس إذا غيرت وجهه إلى السواد(12).الناصية : هي مقدم الرأس(13). أقوال المفسرين : ذهب جمهور المفسرين إلى تأويل الآية بأن وصف الناصية بالكذب والخطيئة ليس وصفاً لها بل هو وصف لصاحبها(14)، وأمرّها الباقون كما هي بدون تأويل مثل الحافظ ابن كثير . و يتضح من أقوال المفسرين رحمهم الله عدم علمهم بأن الناصية هي مركز اتخاذ القرار بالكذب أو الخطيئة ، فحملهم ذلك على تأويلها بعيداً عن ظاهر النص ، فالنص يصفها بالكذب والخطيئة ، وهم أولوا وصفها بذلك ، فجعلوه وصفاً لصاحبها ، فأولوا الصفة والموصوف في قوله تعالى ﴿ نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ ﴾ كما لو كانت مضافاً ومضاف إليه، والفرق واضح في اللغة بين الصفة والموصوف والمضاف والمضاف إليه. وأمرّ آخرون من المفسرين الآية كما هي ، دون أن يقحموا أنفسهم فيما لا تطيقه معارفهم وعلومهم في ذلك الزمان .