
:
قال الله تعالى : ( وَاعْبُدُوا اللَّه َ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ) صدق الله العظيم [النساء: 36]
::
الحياة الإجتماعية نعيش كل جمالياتها من خلال علاقتنا الإنسانية بالمجتمع الداخلي والخارجي وكيفية التعامل مع أفراد المجتمع سواء كان في موطننا الأم أو في بعض الدول المجاورة ...
فنحن كمسلمين قلوبنا تحن لبعضها البعض ونحترم البعيد قبل القريب فكيف لنا بمن يكون بجانبا سنوات وسنوات فهم كأفراد العائلة ونحن لهم.
:
قضيتنا اليوم بالتحديد هو علاقتنا بالجار التي باتت مهددة بالإنقراض نتيجة سوء فهم وسوء استعمال حق الجار فالجار من الأمور المهمة التي أوصانا بها الدين الإسلامي الحنيف لما فيها من علاقة كبيرة تجمعنا بالجار فهم بالنسبة لنا كإيدينا لا نستغي عنهم فالجار يشارك جاره في كل المناسبات كانت فرح أو حزن لذا نجده بعض الأوقات أقرب من الأهل والأصدقاء..
:
ماجعلني أطرح قضية كهذه رغم انها قد طُرحت سابقاً بأن هناك فئة من المجتمع باتت تشكل خطراً كبيراً على العلاقات الإنسانية الإجتماعية فهم لا يحسنون التعامل مع الجار وهنا كي يكون الجميع على بينه فأنا لا أقصد فقط من يجاورنا المنرل إنما حتى من يجاورنا بالحدود وغيرهم من باقي الجيران فحق الجار لم يُكتب فقط لمن من يسكن بجوارنا فقط.
يشغل بالي بعض الأقوال التي يتفوه بها البعض ضد جاره دون مراعاة حرمة هذا الجار ورغم سكوت الجار عن ما يأتيه من أذى من جاره إلا إن سكوت الجار ضد من اعتدى عليه قد انتهك أيضاً تحت مسمى جار صامت جبان أو لا يملك حق التعبير عن رأيه كحد قول هولاء الذين يظنون أن الجار شماعه يعلقون بها تفاهاتهم وقلة عقولهم الجوفاء..
:
عزيزي الجار الذي تستهزء بجارك لتعلم بأن جارك لم يسكت خوفاً أو هرباً أو قلة حيله إنما إحتراماً لذاته وتأدبا مع وصايا الحبيب صلوات الله وسلامه عليه على الجار فهو يستطيع أن يكون ابجح منك ولكن أخلاقه يستمدها من تراب منبته وإن كان التشهير به هو عمل تفخرون به فهم يملكون أمور أكثر فخراً تجعلكم تنزلون روؤسكم خجلاً لما تسببتوه من أمور قد تأذيكم فيما بعد...
:
الجار كأخ فهو من يقف بجانبنا حين نكون في أوقات المحنة وهو من يفرح لوجودنا حين نكون في مناسباتنا رغم اذيت بعض الجيران للجار إلا أن أخلاق الجار تجعله يقف ليكون بجانبه ليس طمعاً في المدح إنما بناء على أخلاق تربى ونما عليها ولم تتأثر أخلاقه بأي من المطبات التي تعرض لها من جاره الذي لم يراعي حسن الأدب وحسن استعمال حق الجار معه.
:
أين وصلت علاقتنا بالجار فالجار الذي يكضم غيضه ويبادل السيئه بالحسنة ولا يتحرش بكم رغم تعرضه لهجوكم القاسي هو خير من جاورتم وخير من وقف معكم فتأدبو مع أنفسكم ومع خالقكم الذي أوصاكم بالجار والجار الجنب وخير مثال لحقوق الجار هو الأذى الذي تعرض له الحبيب مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيد جاره اليهودي ورغم كل ماتعرض له إلا الحبيب المصطفى لم يبادله الأذى وذهب لزبارته حين فقد اذيته بأبي أنت وأمي يا رسول الله فأين نحن من رسول الله.
:
هنا سؤالي :
أين حقوق الجار وماهي وواجباته وإلى ما أل إليه مع الجار ؟
::
إعداد وتقديم
|| بنت عُمان ||
الأثنين
10/02/2014
رحيل أمي
أنفاس متقطعة