هي ليلة ..
كانت كمعطف أمنياتي ..
أرتديه .. كلما وقفتُ أمام البحر ..
كانتْ فيها ..
*-*
وقائلةٌ : إن غبتُ عنكَ فما الذي .. من أمرِ بعدي في حياتكِ صائرُ
فأجبتُها والخوف يخنق عبرتي .. و الصمتُ مثل الليل جاث دائرُ
ما يغبنُ المقتولَ كيف وفاته ... كلا و لن يبكي وليس يكابرُ
لكنَّ طعم الموت مرٌ مذاقه .... إذا كان قلبُ المرءِ للخيرِ ضامرُ
و أكبر إن كان الفؤاد متيما .. بروحٍ جمالُ الكونِ فيها حائرُ
*-*
بعد رحلة قصيرة ..
و ابتسامة ..
قالت :
لعلكَ مشتاقٌ إليَّ بغيبتي ... و يصبح قربي بعد ذلك أطيبُ
صبرتُ لأجلكَ أي صبر فلتكن .. صبوراً لأجلي كالذي البحرَ يركبُ
فقلتُ و قد سالتْ حروفي مثلما... تُـساقط في البحر الشموسُ و تغربُ
- لعمري – لأنكِ لو علمتِ ما الذي .. بأمر شقائي في غيابكِ يُكتب
لقلتِ : بأن الكون لا شك مفرغٌ ... من الشوق إلا في فؤادكَ يُندب
*-*
كم أنتِ قاسية .. كقسوةِ الحياة .. فأنت والحياة نبض واحد !
لا تعجبك قسوتي .. فأنت في طريق .. و أنا في طريق ..
هل مت ؟!!
و قالتْ : حييتَ و كنتَ ميتاً معدماً .. أماتتكَ ليلى ثمّ أحيتكَ غيرُها
فأنتْ إذن حيٌ لقربي ، و ميت ٌ .. لبعدي و تحيا بعد ذا و تديرها
كأرضٍ إذا الغيثُ احتواها فربوةٌ .. و إن غاب عنها فالخواء مصيرها
سيأتيكَ يوم فيه تنسى لقاءَنا ... و يشغلكَ عني خيرُ أخرى و شرها
و ربي لقد دافتْ مع السهم قوسها .. بصلبي و ما يخشى السهامَ أميرها
و لو أن رضوى غِيل فيه لهده ... و لو غير نفسي كان قد جاء أمرها
تجلّدتُ حتى خلتُ نفسي ذليلة ... كنفسٍ ثواها العشق و هو مبيرها
و لكن رأيتُ الذل منها معزة .. و كأسٍ سقتكَ العزَ حلوٌ مريرها
و سهمٍ رماه الخل لا ريبَ قاتل .. ولكن حياة الفذِ في الموتِ خيرها
تجرعتُ صمتي ثم لذتُ بأحرفٍ .. فقلتُ و مني حرها و حريرها
سأبقى و أرشف من مسائي صبره .. و يبعثُ من نفسي النهارَ هجيُرها
*-*
الليلة التالية .. ممطرة ..
كأمنيتها ..
اقتربت منه ..
لأجلك يسقط المطر .. ...
في كل آفاق الحياة ..
حيث لا أحد ..
إلاكِ
مسافة ما بين صمتين .. يرتحل الشوق !
(( وحــيــد ))
27/2/2005
كانت كمعطف أمنياتي ..
أرتديه .. كلما وقفتُ أمام البحر ..
كانتْ فيها ..
*-*
وقائلةٌ : إن غبتُ عنكَ فما الذي .. من أمرِ بعدي في حياتكِ صائرُ
فأجبتُها والخوف يخنق عبرتي .. و الصمتُ مثل الليل جاث دائرُ
ما يغبنُ المقتولَ كيف وفاته ... كلا و لن يبكي وليس يكابرُ
لكنَّ طعم الموت مرٌ مذاقه .... إذا كان قلبُ المرءِ للخيرِ ضامرُ
و أكبر إن كان الفؤاد متيما .. بروحٍ جمالُ الكونِ فيها حائرُ
*-*
بعد رحلة قصيرة ..
و ابتسامة ..
قالت :
لعلكَ مشتاقٌ إليَّ بغيبتي ... و يصبح قربي بعد ذلك أطيبُ
صبرتُ لأجلكَ أي صبر فلتكن .. صبوراً لأجلي كالذي البحرَ يركبُ
فقلتُ و قد سالتْ حروفي مثلما... تُـساقط في البحر الشموسُ و تغربُ
- لعمري – لأنكِ لو علمتِ ما الذي .. بأمر شقائي في غيابكِ يُكتب
لقلتِ : بأن الكون لا شك مفرغٌ ... من الشوق إلا في فؤادكَ يُندب
*-*
كم أنتِ قاسية .. كقسوةِ الحياة .. فأنت والحياة نبض واحد !
لا تعجبك قسوتي .. فأنت في طريق .. و أنا في طريق ..
هل مت ؟!!
و قالتْ : حييتَ و كنتَ ميتاً معدماً .. أماتتكَ ليلى ثمّ أحيتكَ غيرُها
فأنتْ إذن حيٌ لقربي ، و ميت ٌ .. لبعدي و تحيا بعد ذا و تديرها
كأرضٍ إذا الغيثُ احتواها فربوةٌ .. و إن غاب عنها فالخواء مصيرها
سيأتيكَ يوم فيه تنسى لقاءَنا ... و يشغلكَ عني خيرُ أخرى و شرها
و ربي لقد دافتْ مع السهم قوسها .. بصلبي و ما يخشى السهامَ أميرها
و لو أن رضوى غِيل فيه لهده ... و لو غير نفسي كان قد جاء أمرها
تجلّدتُ حتى خلتُ نفسي ذليلة ... كنفسٍ ثواها العشق و هو مبيرها
و لكن رأيتُ الذل منها معزة .. و كأسٍ سقتكَ العزَ حلوٌ مريرها
و سهمٍ رماه الخل لا ريبَ قاتل .. ولكن حياة الفذِ في الموتِ خيرها
تجرعتُ صمتي ثم لذتُ بأحرفٍ .. فقلتُ و مني حرها و حريرها
سأبقى و أرشف من مسائي صبره .. و يبعثُ من نفسي النهارَ هجيُرها
*-*
الليلة التالية .. ممطرة ..
كأمنيتها ..
اقتربت منه ..
لأجلك يسقط المطر .. ...
في كل آفاق الحياة ..
حيث لا أحد ..
إلاكِ
مسافة ما بين صمتين .. يرتحل الشوق !
(( وحــيــد ))
27/2/2005
