عودة بعد غياب

استوقفتني بعض المفارقات والدواخل الكامنة بانفسنا البشرية ...فاحببت أن أشارككم ببعض مما جال بخاطري في لحظة عابرة مرت عليّ .
سبحان الله وحكمته… كيف ان الناس تتشابه في صفاتها عموما فكلنا ينصح بالصبر وينصح بالإيثار ولكن ما درجة هذا الصبر والإيثار فقد تنصح انسانا بأن يصبر بيد أن هذا الشخص يرى نفسه متجلدا بالصبر.. فالإختلاف هنا ليس في الصفة بقدر ما هو اختلاف في درجة الصفة نفسها.استذكر هنا قوله تعالى" "إن أكرمكم عند الله اتقاكم" أي أكثركم تقوى … فالتقوى صفة عامة محبذة محببة ولكن درجتها تختلف بين شخص وآخر.
كثيرا ما نكره صفة الأنانية ونحب النقيض لها أليس كذلك؟؟؟
ولكننا ان تفقدنا الأمر مليا بعين باحثة مستطلعة لا ناقدة نجد ان هذه الصفة السيئة أو غيرها من الصفات موجودة في مكان ما بين ثنايانا ولو بذرةٍ واحدة..
فأنا قد أهب اشياءً عزيزة عليّ الى شخص آخر أو قد لا تكون عزيزة بقدر ما انا في حاجة اليها في ذلك الوقت و قد يكون هناك أكثر من شيء واحد أحبه ولكني قد أخذ ما لا استسيغه ايثارا مني لغيري..ولكن قد يختلف الأمر احيانا حين أستأثر بأشياء معينة لنفسي وتؤلمني جدا فكرة مشاطرتها او هبتها لأحد غير هذه النفس… إذن فأنا أنانية في زاوية ما بداخلي ليس بالضرورة اختلاف درجة هذه الأنانية بقدر ما هي بصفتها متواجدة فعلا بداخلنا مع تواجد النقيض منها كذلك...
ما أردت التوصل اليه انه توجد هناك مفارقات شتى بثنايا النفس البشرية الواحدة... وإلا كيف فهمنا وتكهنا الى نقيض الخير وماذا يمكنه ان يؤول إلى اذا لم يكن متواجد في مكان ما بأنفسنا هاجس الشر والحذر منه…
ما أفسره لنفسي والله أعلم انه سبحانه وتعالى أودع في كل نفس بشرية صفتا الخير والشر معاً وبيد الإنسان الخيار.. فإنه ان أطلق العنان لأحدهما أكانت هذه الصفة صفة خير أم شر غلبت هي وطغت على نقيضها وبالتالي تطبــّع هذا الإنسان بطبعها..وإلا لماذا نقول ان الإنسان مخير وليس بمسير؟؟؟ ولماذا نقول كذلك ان الله جل وعلى يهدي من اهتدى ويضل من ضل عن الطريق القويم؟؟
استودعكم الله وفي انتظار مداخلاتكم الشيقة والثرية: Lavender